منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08 Oct 2016, 10:51 AM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي وَاحَلَبَــــــــــــــاهُ؛ (لِأَنَّهُ لَا يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَنْسَى)

بسم الله الرّحمن الرّحيم


وَاحَلَبَـــــــــــــاهُ..
(لأنّه لا ينبغي لنا أن ننسى)

بَكِّي عَلَى حَلَبٍ بِالدَّمْعِ يَا مُقَلُ ... بَكِّي عَلَى حَلَبٍ، إِذْ خَطْبُهَا جَلَلُ
بَكِّي لَهَا بِدَمٍ إِنْ جَفَّ دَمْعُكِ قَدْ ... حُقَّ البُكَاءُ فَلَا تُصْغِي لِمَنْ عَذَلُوا
لَوْ كَانَ عَاذِلُنَا يَرْثِـي لِأُمَّتِـهِ ... مَا كَانَ يَعْذُلُ فِي دَمْعٍ سَيَنْهَمِلُ
أَوْ كَانَ عَاذِلُنَا مِثْلِي أَخَا كَلَفٍ ... بِالشِّعْرِ قَامَ انْبَرَى فِي النَّاسِ يَرْتَجِلُ
فَالشِّعْرُ مِنْ أَزَلٍ كَالطَّيْرِ مُنْطَلِقٌ ... فِي الأُفْقِ يَصْدَحُ عَالٍ لَيْسَ يُعْتَقَلُ
لَكِنَّ عَاذِلَـنَا رَاضٍ بِعِيشَتِـهِ ... تَبًّا لِعِيشَةِ مَنْ عَنْ عِزِّهِمْ غَفَلُوا
(مَا أَكْثَرَ النَّاسَ لَكِنْ مَا أَقَلَّهُمُ) ... هَذِي جُمُـوعٌ لَهُمْ، لَكِنَّهُمْ هَمَلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ لِلشَّامِ نِسْبَتُهَا ... أَرْضٌ مُبَارَكَةٌ فِيهَا ثَوَى الرُّسُلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ هَذِي عِمَارَتُهَا ... كَانَتْ بِهَا زَمَنًا تَزْهُو وَتَحْتَفِلُ
مَا لِي أَرَى حَلَبًا صَاحَ الغُرَابُ بِهَا ... يَعْلُـو نَعِيبُهُ فِيهَا كُلُّهَا طَلَلُ؟
سَوَّى عِمَارَتَهَا بِالأَرْضِ شِرْذِمَةٌ ... أَجْدَادُهُمْ عَبَدُوا النِّيرَانَ إِذْ خُذِلُوا
قَوْمُ المَجُوسِ شِرَارُ الخَلْقِ قَاطِبَةً ... الطَّاعِنُونَ بِخَيْرِ النَّاسِ لَوْ عَقَلُوا
صَحْبُ النَّبِيِّ هُمُ الأَعْدَاءُ عِنْدَهُمُ ... وَالكَافِرُونَ بِدِينِ اللهِ إِنْ سُئِلُوا
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ هَذِي مَسَاجِدُهَا ... كَانَتْ تُنِيرُ دُرُوبَ النَّاسِ إِنْ جَهِلُوا
قَدْ صَيَّرُوهَا بِتُرْبِ الأَرْضِ هَامِدَةً ... تَبْكِي مَآذِنُهَا شِيبًـا بِهَا قُتِلُوا
هَذِي مَصَاحِفُهَا أَمْسَتْ مُمَزَّقَةً ... بَكِّي المَصَاحِفَ إِذْ تُرْمَى وَتُبْتَذَلُ
بَكِّي لِوَالِدَةٍ مَاتَتْ وَقَدْ رُدِمَتْ ... وَالطِّفْلُ فِي يَدِهَا وَالرَّأْسُ مُنْفَصِلُ
حَامَتْ عَلَيْهِ بِكَفٍّ حِينَمَا قَصَفُوا ... كُوخًا لَهَا بَائِسًا فَالكُوخُ مُشْتَعِلُ
مَاتَتْ بِحُرْقَتِهَا يَا لَيْتَهَا رُوِيَتْ ... مِنْ طِفْلِهَا قُبَلًا؛ قَدْ مَاتَتِ القُبَلُ
طُوبَى لَهَا ضَرَبَتْ فِي مَوْتِهَا مَثَلًا ... أُمٌّ فَلَا عَجَبًا؛ تَبْقَى هِيَ المَثَلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ، كَمْ مِنْ مُخَبَّأَةٍ ... فِي خِدْرِهَا نَزَلَتْ قَدْ زَانَهَا الخَجَلُ
لَمْ يَطْمَعَنْ أَحَدٌ قَبْـلًا بِنَظْرَتِهَا ... مَا بَالُهَا رَخُصَتْ يَلْهُو بِهَا ثَمِلُ؟
عِلْجُ المَجُوسِ بِلَا خَوْفٍ يُدَنِّسُهَا ... نَادَتْ وَقَدْ ذُعِرَتْ، لَمْ يَنْتَفِضْ بَطَلُ
مَا ثَمَّ مُعْتَصِمٌ بِاللهِ يَنْصُـرُهَا ... زَالَتْ خِلَافَتُـهُ، فَالمُلْـكُ مُنْتَقِلُ
هَذِي خُيُولُهُ فِي قَيْدٍ مُحَمْحِمَةٌ ... تَبْكِي فَوَارِسَهَا، مَا بَالُهُمْ رَحَلُوا؟
أَسْيَافُ جُنْدِهِ فِي الأَغْمَادِ قَدْ صَدِئَتْ ... أَيْنَ الأَكُفُّ الَّتِي لِلضَّرْبِ تَحْتَمِلُ؟
طَالَ انْتِظَارُ فَتَاةِ الشَّامِ مُعْتَصِمًا ... حَتَّى لَقَدْ يَئِسَتْ، إِذْ خَانَهَا الأَمَلُ
مِنْ بَعْدِ ذَا اسْتَسْلَمَتْ لِلْعِلْجِ مُكْرَهَةً ... لَمْ تُغْنِ حِيلَتُهَا؛ مَا تَنْفَعُ الحِيَلُ؟
قُدَّامَ ذِئْبٍ لَئِيـمٍ جَاءَ مُفْتَرِسًا ... يُبْدِي النُّيُوبَ، فَمَاذَا يَصْنَعُ الحَمَلُ؟
تَبْكِي وَتَصْرُخُ فِينَا حِينَمَا يَئِسَتْ ... فَاسْمَعْ لِصَرْخَتِهَا يَا أَيُّهَا الرَّجُلُ
قَالَتْ تُخَاطِبُنَا: يَا لَيْتَهُمْ رَحِمُوا ... مِنَّا احْتِمَالَ أُمُورٍ لَيْسَ تُحْتَمَلُ
هَاهُمْ وَقَدْ جَعَلُوا أَعْرَاضَنَا كَدُمًى ... يُلْهَى بِهَا سَفَهًا، هَلَّا إِذَنْ عَزَلُوا
لَا نَبْتَغِـي وَلَدًا مِنْهُمْ يُؤَرِّقُـنَا ... يَحْكِي مَذَلَّتَـنَا يَوْمًا إِذَا ارْتَحَلُوا
فَالعِرْضُ جُرْحُهُ يَجْرِي نَازِفًا بِدَمٍ ... رُغْمَ السُّنُونِ فَلَيْسَ الجُرْحُ يَنْدَمِلُ
بَكِّي عَلَى حَلَبٍ بِالدَّمْعِ لَا تَهِنِي ... بَكِّي عَلَى حَلَبٍ يَا هَذِهِ المُقَلُ
يَا مَنْ قَرَأْتَ قَصِيدِي ثُمَّ نِمْتَ وَلَمْ ... تَفْزَعْ عَلَى عَجَلٍ، تَدْعُو وَتَبْتَهِلُ
إِنِّي عَجِبْتُ لِنَوْمٍ يُسْتَطَابُ فَقُلْ ... كَيْفَ اسْتَطَبْتَ فِرَاشًا أَيُّهَا الرَّجُلُ؟
رَاجِعْ فُؤَادَكَ وَاطْلُبْ وَاجْتَهِدْ بَدَلًا ... إِنْ كَانَ ثَمَّةَ فِي الدُّنْيَا لَهُ بَدَلُ

كتبه خاذل الشّام وأهلها -عفا الله عنه-





التعديل الأخير تم بواسطة أبو ميمونة منور عشيش ; 09 Oct 2016 الساعة 09:02 AM
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, حلب, قصيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013