الحمد لله رب العالمين، باسط الفضل، ومعطي الجميل، ومسبغ النعمة على الخلق أجمعين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
أيها المسلمون، من نفحات الله وبركاته الفاضلة الجزيلة علينا في هذا الشهر العظيم؛ هذه الليلة الجليلة التي سميت بـ"ليلة القدر"، وما أدراك ما هي!! إنها خير من ألف شهر، قال المفسرون: {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ} [القدر: 3]، معناه: "عمل صالح في ليلة القدر خير من عَمِل ألف شهر ليس فيها ليلة القدر"1. وقال الإمام النووي -رحمه الله-: "ليلة القدر مختصة بهذه الأمة، زادها الله شرفًا، فلم تكن لمن قبلها". وقال أيضًا: "ليلة القدر باقية إلى يوم القيامة، ويستحب طلبها والاجتهاد في إدراكها"2
وقد يتساءل كثير من المسلمين: كيف نعرف ليلة القدر؟ وهل لها علامات تعرف بها؟ وما صفاتها؟
ولأن "الأحاديث التي في ليلة القدر ليس فيها حديث صريح بأنها ليلة كذا وكذا"3؛ نود أن نذكر هنا العلامات التي ذكر العلماء بأنها تدل على هذه الليلة العظيمة، ونورد ما صحَّ من الأحاديث في هذا الموضوع فنقول:
من علامات ليلة القدر:
1- أنها ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة:
فعن عبد الله بن عباس قال: قال رسول الله : "ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء"4
2- أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها وتصبح ضعيفة حمراء:
فعن زر بن حبيش قال: سمعت أبيَّ بن كعب يقول -وقيل له إن عبد الله بن مسعود يقول: من قام السنة أصاب ليلة القدر- فقال أُبيّ: "والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان -يحلف ما يستثني-، ووالله إني لأعلم أي ليلة هي، هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله بقيامها، هي ليلة صبيحة سبع وعشرين، وأمارتها: أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها"5
ولا بأس أن يجمع بين هذا الأثر، وبين الحديث السابق "تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء" بأن يقال: إنها أول ما تبدو ضعيفة حمراء، ثم تكون بيضاء لا شعاع لها إلى ما شاء الله، ثم تعود على طبيعتها.
3- ليلة لا يُرمى فيها بنجم:
فعن واثلة بن الأسقع ، عن رسول الله قال: "ليلة القدر بلجة، لا حارة ولا باردة، (ولا سحاب فيها، ولا مطر، ولا ريح)، ولا يرمى فيها بنجم، ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها"6
وذكر بعض العلماء علامات أخرى، منها:
4-زيادة النور في تلك الليلة، وطمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن7
5-أنها ليلة الأوتار من العشر الأواخر:
وقد دل على ذلك أحاديث كثيرة، منها حديث أبى سعيد الخدري قال: قال رسول الله : "وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها فالتمسوها في العشر الأواخر في كل وتر"8
قال ابن تيمية رحمه الله: "ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان، هكذا صح عن النبي أنه قال: (هي في العشر الأواخر من رمضان)9. وتكون في الوتر منها، لكن الوتر يكون باعتبار الماضي، فتطلب ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وليلة خمس وعشرين، وليلة سبع وعشرين، وليلة تسع وعشرين"10
أما غير هذه العلامات، فهي علامات كما قيل: "لا أصل لها"11
نسأل الله i أن يبلغنا ليلة القدر ونحن في صحة وعافية، وأن يوفقنا لقيامها، والاجتهاد فيها، وأن يكتب لنا فيها خير ما كتبه لعباده الصالحين. والحمد لله رب العالمين
___________________________
[1]تفسير البغوي 8/491.
[2]المجموع 6/447.
[3]زاد المعاد 1/376.
[4]أخرجه الطيالسي في مسنده برقم (2680)، وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (9606).
[5]رواه مسلم برقم (1821).
[6]رواه الطبراني في الكبير برقم (17605)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع برقم (9603) إلا ما بين القوسين فقد ضعفه.
[7]إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم 1/84.
[8]رواه البخاري برقم (1914)، ومسلم برقم (2826)، واللفظ لمسلم.
[9]رواه البخاري برقم (2022)، دون ذكره كلمة: رمضان.
[10]الفتاوى الكبرى 2/475.
[11]إعانة المسلم في شرح صحيح مسلم 1/84.
التعديل الأخير تم بواسطة نقادي محمد سفيان ; 09 Aug 2012 الساعة 11:27 PM
و لعل من أجل الأعمال التي يفتتح بها المؤمن ليلته انتظارالصلاة بعد الصلاة أعني صلاة العشاء بعد صلاة المغرب فذلكم الرباط فذلكم الرباط كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهو خير من الرباط في ألف شهر فلا ينبغي للعاقل أن يحرم نفسه هذا الأجر و ليفكر في بطنه بعد القيام و الله الموفق
و لعل من أجل الأعمال التي يفتتح بها المؤمن ليلته انتظارالصلاة بعد الصلاة أعني صلاة العشاء بعد صلاة المغرب فذلكم الرباط فذلكم الرباط كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فهو خير من الرباط في ألف شهر فلا ينبغي للعاقل أن يحرم نفسه هذا الأجر و ليفكر في بطنه بعد القيام و الله الموفق
هل يوجد من أهل العلم الثقات من قال بهذا ............؟
هل يوجد من أهل العلم الثقات من قال بهذا ............؟
جاء في الحديث " ألا أخبركم بما يمحو الله به الخطايا ، ويرفع به الدرجات : إسباغ الوضوء على المكاره ، وكثرة الخطا إلى المساجد ، وانتظار الصلاة بعد الصلاة ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط ، فذلكم الرباط " صحيح مسلم
و ثبت في سنن ابن ماجه من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : « صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم المغرب ، فرجع من رجع وعقَّب من عقَّب فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم مسرعًا قد حفزه النفس ، وقد حسر عن ركبتيه فقال : أبشروا ، هذا ربكم قد فتح بابا من أبواب السماء يباهي بكم الملائكة ، يقول : انظروا إلى عبادي قد قضوا فريضة وهم ينتظرون أخرى »
و قال الله تعالى {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ}
قال المفسرون : أي : العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر
و الرباط في المسجد من أفضل الأعمال و لا شك أنه يزداد فضلا و يعظم أجرا في هذه الليلة التي تبدأ من غروب الشمس إلى طلوع الفجر
و إنما ذكرت هذا تنبيها على هذا العمل الذي يغفل عنه الكثير خاصة في رمضان لكونهم يذهبون للإفطار في بيوتهم فيفوتون هذه الفرصة و الله أعلم
فما وجه استغرابك لهذا أخي -بارك الله فيك- فهل هو بدعة ؟
التعديل الأخير تم بواسطة محمد طيب لصوان ; 12 Aug 2012 الساعة 02:18 PM
يأخي أنت لم تجب على سؤالي.... فيه واحد من أهل العلم من خصص هذه العبادة في مثل هذا الوقت أي في شهر رمضان؟ أين وجه الدلالة في الحديثين ( الحديثين كلاهما عام ) لا يخفى على أحد قول الإمام أحمد رحمه الله: (لا تقل في مسألة بقول ليس لك فيه سلف).
كيف تسمها غفلة ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :(لا يزال الدين ظاهراً ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون. رواه أبو داود وابن حبان وابن خزيمة في صحيحيهما وحسنه الألباني.. و قوله صلى الله عليه وسلم: ثلاث من أخلاق النبوة تعجيل الإفطار وتأخير السحور ووضع اليمين على الشمال في الصلاة. رواه الطبراني وصححه الألباني في صحيح الجامع.. رحم الله الجميع
بارك الله فيك أخي رفيق على حرصك على تحري السنة و أنا لست متأهلا للتكلم في مسائل العلم و الاستنباط فهذا للعلماء و لطلاب العلم المتمكنين
أما عن سؤالك فحقيقة لم أجبك عنه و أعتذر و الجواب لا أدري من قال بهذا من أهل العلم الثقات
وغاية ما في الأمر أنه أردت أن أصيب ليلة القدر بحسب ما يتيسر من الأعمال الصالحة و ليس المقصود تخصيص رمضان بمثل هذه العبادة
و أما عن تعجيل الفطر أفلا يحصل بأكل تمرات في المسجد ؟أو أن تصحب معك وجبة خفيفة ؟
بارك الله فيك أخي رفيق على حرصك على تحري السنة و أنا لست متأهلا للتكلم في مسائل العلم و الاستنباط فهذا للعلماء و لطلاب العلم المتمكنين
أما عن سؤالك فحقيقة لم أجبك عنه و أعتذر و الجواب لا أدري من قال بهذا من أهل العلم الثقات
وغاية ما في الأمر أنه أردت أن أصيب ليلة القدر بحسب ما يتيسر من الأعمال الصالحة و ليس المقصود تخصيص رمضان بمثل هذه العبادة
و أما عن تعجيل الفطر أفلا يحصل بأكل تمرات في المسجد ؟أو أن تصحب معك وجبة خفيفة ؟
كان عليك أخي عدم الكلام إذن بما أنك تعترف بأن الاستنباط لأهل العلم؛ و أنت بصنيعك هذا قلتَ شيئا لستَ تدري أسبق لأحد من أهل العلم أن قال به؛ و هذا لا ينبغي، لأنه لو كان هذا الأمر حقا لقال به أحد من قبل حتما لقوله -صلى الله عليه وسلم- : (( لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين )) فلابد لقائل للحق دوما يقيمون الحجة على العباد
و ضع دائما نُصب عينيك الأثر الذي ذكره أخونا رفيق عن الإمام أحمد -رضي الله عنه- : " إياك أن تقول قولا ليس لك فيه إمام " ، و كان يقول سفيان الثوري -رحمه الله- : " لو استطعت ألا تحك رأسك إلا بأثر فافعل "
فهذا الأصل عصمة من الضلال و الانحراف و الابتداع في الدين بإذن الله تعالى، لأنك حتما تمشي على خطى من سبق من سلف الأمة و الأئمة