منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05 Nov 2016, 12:16 AM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي " أنت ما تعبت في التلقين وأنا ما تعبت في التلقي" قالها الإبراهيمي قديما وأعادها العبّاد حديثا.



الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فإن لعلم الحديث فضائل كثيرة و بشائر كبيرة ذكرها العلماء وسطرها الفضلاء أذكر أشدها وقعا على القلب وأكبرها شوقا للقرب من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم.

قال الله تعالى: يوم ندعو كل أناس بإمامهم. الاسراء 71

قال ابن كثير رحمه الله:

قال بعض السلف: هذا أكبر شرف لأصحاب الحديث لأن إمامهم النبي صلى الله عليه وسلم.

وقد تفانى أصحاب الحديث الذين هم حراس الأرض في تحصيل هذا العلم وضبطه و حفظه وتبليغه فبذلوا الأعمار و هاجروا الديار وهجروا الأشرار و كانوا كالأقمار يفوح عطرهم كالأزهار فنالوا بذلك السلامة من الأوزار ورضى العزيز الغفار.

و قد سطروا رحمهم الله منهجا قويما وصراطا مستقيما في تحملهم لهذا العلم سطرت تفاصيله في كتب مصطلح الحديث.

ومن بين أهم هذه الطرق الإجازة وهذه لمحة عابرة تكشف بعض جوانبها وتجلي شيئا من بواطنها:

- تعريف الإجازة:

- لغة: مَأْخُوذٌةٌ مِنْ جَوَازِ الْمَاءِ الَّذِي تُسْقَاهُ الْمَاشِيَةُ وَالْحَرْثُ، يُقَالُ: اسْتَجَزْتُ فُلَانًا، فَأَجَازَ لِي، إِذَا أَسْقَاكَ مَاءً لِأَرْضِكَ، أَوْ مَاشِيَتِكَ، كَذَلِكَ طَالِبُ الْعِلْمِ يَسْأَلُ الْعَالِمَ أَنْ يُجِيزَهُ عِلْمَهُ، فَيُجِيزُهُ إِيَّاهُ.(( لسان العرب)) (5/ 329)).

- اصطلاحا: هي الاذن في الرواية المفيد للاخبار الاجمالي عرفا.

-أنواع الاجازة وحكم كل واحد منها:

قال ابن الصلاح رحمه الله في علوم الحديث مختصرا 164-151:

((وَهِيَ مُتَنَوِّعَةٌ أَنْوَاعًا:

أَوَّلُهَا:
أَنْ يُجِيزَ لِمُعَيَّنٍ فِي مُعَيَّنٍ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: " أَجَزْتُ لَكَ الْكِتَابَ الْفُلَانِيَّ، أَوْ: مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ فَهْرَسَتِي هَذِهِ "، فَهَذَا عَلَى أَنْوَاعِ الْإِجَازَةِ الْمُجَرَّدَةِ عَنِ الْمُنَاوَلَةِ.
وقَدْ خَالَفَ فِي جَوَازِ الرِّوَايَةِ بِالْإِجَازَةِ جَمَاعَاتٌ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَالْفُقَهَاءِ، وَالْأُصُولِيِّينَ، ثُمَّ إِنَّ الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ الْعَمَلُ، وَقَالَ بِهِ جَمَاهِيرُ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَهْلِ الْحَدِيثِ، وَغَيْرِهِمُ: الْقَوْلُ بِتَجْوِيزِ الْإِجَازَةِ، وَإِبَاحَةِ الرِّوَايَةِ بِهَا.

النَّوْعُ الثَّانِي:
مِنْ أَنْوَاعِ الْإِجَازَةِ: أَنْ يُجِيزَ لِمُعَيَّنٍ فِي غَيْرِ مُعَيَّنٍ، مِثْلُ أَنْ يَقُولَ: " أَجَزْتُ لَكَ، أَوْ لَكُمْ جَمِيعَ مَسْمُوعَاتِي، أَوْ جَمِيعَ مَرْوِيَّاتِي " وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ. فَالْخِلَافُ فِي هَذَا النَّوْعِ أَقْوَى وَأَكْثَرُ، وَالْجُمْهُورُ مِنَ الْعُلَمَاءِ مِنَ الْمُحَدِّثِينَ وَالْفُقَهَاءِ، وَغَيْرِهِمْ عَلَى تَجْوِيزِ الرِّوَايَةِ بِهَا أَيْضًا، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

النَّوْعُ الثَّالِثُ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِجَازَةِ:
أَنْ يُجِيزَ لِغَيْرِ مُعَيَّنٍ بِوَصْفِ الْعُمُومِ، مِثْلُ أَنْ يَقُولَ: " أَجَزْتُ لِلْمُسْلِمِينَ ، أَوْ أَجَزْتُ لِكُلِّ أَحَدٍ، أَوْ أَجَزْتُ لِمَنْ أَدْرَكَ زَمَانِي "، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وَلَمْ نَرَ، وَلَمْ نَسْمَعْ عَنْ أَحَدٍ مِمَّنْ يُقْتَدَى بِهِ أَنَّهُ اسْتَعْمَلَ هَذِهِ الْإِجَازَةَ فَرَوَى بِهَا، وَلَا عَنِ الشِّرْذِمَةِ الْمُسْتَأْخِرَةِ الَّذِينَ سَوَّغُوهَا، وَالْإِجَازَةُ فِي أَصْلِهَا ضَعْفٌ، وَتَزْدَادُ بِهَذَا التَّوَسُّعِ، وَالِاسْتِرْسَا لِ ضَعْفًا كَثِيرًا لَا يَنْبَغِي احْتِمَالُهُ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

النَّوْعُ الرَّابِعُ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِجَازَةِ:
الْإِجَازَةُ لِلْمَجْهُولِ، أَوْ بِالْمَجْهُولِ، وَذَلِكَ مِثْلُ أَنْ يَقُولَ: " أَجَزْتُ لِمُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الدِّمَشْقِيِّ "، وَفِي وَقْتِهِ ذَلِكَ جَمَاعَةٌ مُشْتَرِكُونَ فِي هَذَا الِاسْمِ، وَالنَّسَبِ، ثُمَّ لَا يُعَيِّنُ الْمُجَازَ لَهُ مِنْهُمْ، أَوْ يَقُولُ: " أَجَزْتُ لِفُلَانٍ أَنْ يَرْوِيَ عَنِّي كِتَابَ السُّنَنِ " وَهُوَ يَرْوِي جَمَاعَةً مِنْ كُتُبِ السُّنَنِ الْمَعْرُوفَةِ بِذَلِكَ، ثُمَّ لَا يُعَيِّنُ.
فَهَذِهِ إِجَازَةٌ فَاسِدَةٌ لَا فَائِدَةَ لَهَا.

النَّوْعُ الْخَامِسُ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِجَازَةِ:
الْإِجَازَةُ لِلْمَعْدُومِ. وَلْنَذْكُرْ مَعَهُ الْإِجَازَةَ لِلطِّفْلِ الصَّغِيرِ.
هَذَا نَوْعٌ خَاضَ فِيهِ قَوْمٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ، وَاخْتَلَفُوا فِي جَوَازِهِ، وَمِثَالُهُ: أَنْ يَقُولَ: "أَجَزْتُ لِمَنْ يُولَدُ لِفُلَانٍ" فَإِنْ عَطَفَ الْمَعْدُومَ فِي ذَلِكَ عَلَى الْمَوْجُودِ بِأَنْ قَالَ: "أَجَزْتُ لِفُلَانٍ وَلِمَنْ يُوَلَدُ لَهُ، أَوْ أَجَزْتُ لَكَ وَلِوَلَدِكَ، وَلِعَقِبِكَ مَا تَنَاسَلُوا"، كَانَ ذَلِكَ أَقْرَبُ إِلَى الْجَوَازِ مِنَ الْأَوَّلِ.
وَأَمَّا الْإِجَازَةُ لِلْمَعْدُومِ ابْتِدَاءً، مِنْ غَيْرِ عَطْفٍ عَلَى مَوْجُودٍ؛ فَقَدْ أَجَازَهَا الْخَطِيبُ أَبُو بَكْرٍ الْحَافِظُ، وَذَكَرَ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا يَعْلَى بْنَ الْفَرَّاءِ الْحَنْبَلِيَّ، وَأَبَا الْفَضْلِ بْنَ عُمْرُوسٍ الْمَالِكِيَّ يُجِيزَانِ ذَلِكَ، وَحَكَى جَوَازَ ذَلِكَ أَيْضًا أَبُو نَصْرِ بْنُ الصَّبَّاغِ الْفَقِيهُ، فَقَالَ: ذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يُجِيزَ لِمَنْ لَمْ يُخْلَقْ، قَالَ: " وَهَذَا إِنَّمَا ذَهَبَ إِلَيْهِ مَنْ يَعْتَقِدُ أَنَّ الْإِجَازَةَ إِذْنٌ فِي الرِّوَايَةِ لَا مُحَادَثَةٌ " ثُمَّ بَيَّنَ بُطْلَانَ هَذِهِ الْإِجَازَةِ، وَهُوَ الَّذِي اسْتَقَرَّ عَلَيْهِ رَأْيُ شَيْخِهِ الْقَاضِي أَبِي الطَّيِّبِ الطَّبَرِيِّ الْإِمَامِ.
وَذَلِكَ هُوَ الصَّحِيحُ الَّذِي لَا يَنْبَغِي غَيْرُهُ ; لِأَنَّ الْإِجَازَةَ فِي حُكْمِ الْإِخْبَارِ جُمْلَةً بِالْمُجَازِ، عَلَى مَا قَدَّمْنَاهُ فِي بَيَانِ صِحَّةِ أَصْلِ الْإِجَازَةِ، فَكَمَا لَا يَصِحُّ الْإِخْبَارُ لِلْمَعْدُومِ لَا تَصِحُّ الْإِجَازَةُ لِلْمَعْدُومِ، وَلَوْ قَدَّرْنَا أَنَّ الْإِجَازَةَ إِذْنٌ فَلَا يَصِحُّ أَيْضًا ذَلِكَ لِلْمَعْدُومِ، كَمَا لَا يَصِحُّ الْإِذْنُ فِي بَابِ الْوَكَالَةِ لِلْمَعْدُومِ، لِوُقُوعِهِ فِي حَالَةٍ لَا يَصِحُّ فِيهَا الْمَأْذُونُ فِيهِ مِنَ الْمَأْذُونِ لَهُ.
وَهَذَا أَيْضًا يُوجِبُ بُطْلَانَ الْإِجَازَةِ لِلطِّفْلِ الصَّغِيرِ الَّذِي لَا يَصِحُّ سَمَاعُهُ.

النَّوْعُ السَّادِسُ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِجَازَةِ:
إِجَازَةُ مَا لَمْ يَسْمَعْهُ الْمُجِيزُ، وَلَمْ يَتَحَمَّلْهُ أَصْلًا بَعْدُ، لِيَرْوِيَهُ الْمُجَازُ لَهُ إِذَا تَحَمَّلَهُ الْمُجِيزُ بَعْدَ ذَلِكَ.
أَخْبَرَنِي مَنْ أَخْبَرَ عَنِ الْقَاضِي عِيَاضِ بْنِ مُوسَى مِنْ فُضَلَاءِ وَقْتِهِ بِالْمَغْرِبِ، قَالَ: " هَذَا لَمْ أَرَ مَنْ تَكَلَّمَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَشَايِخِ، وَرَأَيْتُ بَعْضَ الْمُتَأَخِّرِينَ وَالْعَصْرِيِّينَ يَصْنَعُونَهُ "، ثُمَّ حَكَى عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ يُونُسَ بْنِ مُغِيثٍ قَاضِي قُرْطُبَةَ أَنَّهُ سُئِلَ الْإِجَازَةَ لِجَمِيعِ مَا رَوَاهُ إِلَى تَارِيخِهَا، وَمَا يَرْوِيهِ بَعْدُ، فَامْتَنَعَ مِنْ ذَلِكَ، فَغَضِبَ السَّائِلُ، فَقَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ: يَا هَذَا، يُعْطِيكَ مَا لَمْ يَأْخُذْهُ؟ هَذَا مُحَالٌ! قَالَ عِيَاضٌ: " وَهَذَا هُوَ الصَّحِيحُ ".
قَالَ ابْنُ الصَّلَاحِ: قُلْتُ: يَنْبَغِي أَنْ يُبْنَى هَذَا عَلَى أَنَّ الْإِجَازَةَ فِي حُكْمِ الْإِخْبَارِ بِالْمُجَازِ جُمْلَةً، أَوْ هِيَ إِذْنٌ، فَإِنْ جُعِلَتْ فِي حُكْمِ الْإِخْبَارِ لَمْ تَصِحَّ هَذِهِ الْإِجَازَةُ، إِذْ كَيْفَ يُخْبِرُ بِمَا لَا خَبَرَ عِنْدَهُ مِنْهُ، وَإِنْ جُعِلَتْ إِذْنًا انْبَنَى هَذَا عَلَى الْخِلَافِ فِي تَصْحِيحِ الْإِذْنِ فِي بَابِ الْوَكَالَةِ فِيمَا لَمْ يَمْلِكْهُ الْآذِنُ الْمُوَكِّلُ بَعْدُ، مِثْلَ أَنْ يُوَكِّلَ فِي بَيْعِ الْعَبْدِ الَّذِي يُرِيدُ أَنْ يَشْتَرِيَهُ، وَقَدْ أَجَازَ ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ.
وَالصَّحِيحُ بُطْلَانُ هَذِهِ الْإِجَازَةِ.

النَّوْعُ السَّابِعُ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِجَازَةِ:
إِجَازَةُ الْمُجَازِ.
مِثْلُ أَنْ يَقُولَ الشَّيْخُ (أَجَزْتُ لَكَ مُجَازَاتِي، أَوْ أَجَزْتُ لَكَ رِوَايَةَ مَا أُجِيزَ لِي رِوَايَتُهُ)، فَمَنَعَ مِنْ ذَلِكَ بَعْضُ مَنْ لَا يُعْتَدُّ بِهِ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ.
وَالصَّحِيحُ، وَالَّذِي عَلَيْهِ الْعَمَلُ أَنَّ ذَلِكَ جَائِزٌ، وَلَا يُشْبِهُ ذَلِكَ مَا امْتَنَعَ مِنْ تَوْكِيلِ الْوَكِيلِ بِغَيْرِ إِذْنِ الْمُوَكِّلِ، وَوَجَدْتُ عَنْ أَبِي عَمْرٍو السَّفَاقُسِيِّ الْحَافِظِ الْمَغْرِبِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نُعَيْمٍ الْحَافِظَ الْأَصْبَهَانِي َّ يَقُولُ: " الْإِجَازَةُ عَلَى الْإِجَازَةِ قَوِيَّةٌ جَائِزَة ٌ "، وَحَكَى الْخَطِيبُ الْحَافِظُ تَجْوِيزَ ذَلِكَ عَنِ الْحَافِظِ الْإِمَامِ أَبِي الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِي ِّ، وَالْحَافِظِ أَبِي الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ عُقْدَةَ الْكُوفِيِّ، وَغَيْرِهِمَا، وَقَدْ كَانَ الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ نَصْرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَقْدِسِيُّ يَرْوِي بِالْإِجَازَةِ عَنِ الْإِجَازَةِ، حَتَّى رُبَّمَا وَالَى فِي رِوَايَتِهِ بَيْنَ إِجَازَاتٍ ثَلَاثٍ.))).

فتبين لك أخي القارئ ضعف كثير من أنواع الاجازات المنتشرة لاسيما من شابتها سمة التوسع ولذلك قال الدكتور عبدالكريم الخضير عفا الله عنه في شرح النخبة د 11:

والإجازة في أصلها ضعف، والخلاف فيها معروف عند أهل العلم، يعني مجرد ما يقول لك ارو عني صحيح البخاري تروي عنه، الجمهور قبلوا ذلك تخفيفا على الطلاب لأنه ليس كل طالب يتيسر له أن يجلس ويقرأ على الشيخ، أو يسمع من لفظ الشيخ، لاسيما بعد أن كثرت الكتب، كثرت المصنفات، و كثر الطلاب، وتباعدت الأقطار وضعفت الهمم، يعني تصور أن شخص عنده رواية بصحيح البخاري كل من جاءه بيقرأ عليه صحيح البخاري تيسر له والا لا ؟ ما يتيسر؛ لانه إذا قرأ عليه هذا الطالب ثم جاء طالب آخر في أثناء القراءة إن تابع من النصف فمشكل فاته الأول، إن طلب الاعادة من الاول مشكل، نعم، فأذنوا بالرواية إجازة تخفيفا على الطلاب و تيسيرا على الشيوخ ،نعم، فالاجازة بأصلها ضعف، فاذا أجاز شخصا معين بكتاب معين هذا هو الأصل، لكن اذا اجاز بوصف العموم، اجزت من قال لا اله الله هي ضعبفة وتزداد ضعف بهذا التوسع ،أجاز لمعدوم أجاز لمجهول، أجاز بمجهول أجاز، طفل لا يميز ،أجاز ما لم يسمعه ،كل هذه الصور الضعبهفة، إجازة المجاز،إجازة المجاز يعني شخص يروي بالإجازة فيجيز ،وثاني يروي بالإجازة فيجيز ،وهكذا تتسلل الرواية بالإجازة.

قال الشيخ مصطفى مبرم اللودري حفظه الله في شرح نخبة الفكر د 12:

ونبه الحافظ ابن حجر رحمه الله نعالى الى بعض الأنواع من الاجازة التي العمل بها فيه نوع من الضعف يعني لم يلتفتوا اليه فقال: "والا فلا عبرة بذلك كالاجازة العامة" فالاجازة العامة يضعفها كثير من أهل العلم ولا يعتبرون بها كقوله" أجزت لجميع المسلمين أن يرووا كتابي الفلاني" وهذا نوع من التوسع الذي يقع فيه كثير من المتأخرين فيجيزون بالعامة فيقول" أجزت كل من أدرك حياتي بأن يروي عني ما تصح لي روايته" وهذا لا شك أنها غير معتبرة وان كانت فيها خلاف وكذلك للمجهول وللمعلوم على الأصح في جميع ذلك عند الحافظ رحمه الله تعالى على أنه من أجاز للمجهول لا شك أنه سيدخل فيها هذه الاجازة العامة للمجهول ولذلك أقوى الاجازات هي الاجازة من معين لمعين في معين فيجيز الشيخ هذا المعين تلميذا معينا بأن يروي عنه كتابا معينا وقعت له روايته عن شيوخه وهذه الطريقة مازالت موجودة ولله الحمد وهي من الرواية للحديث وان كان أيضا بقي شيئ من السماع المتصل لبعض الكتب وبعض الأسانيد وبعض الأحاديث ... فعلى الأصح في جميع ما سبق على ما قرره الحافظ أن هذه الاجازة العامة لمن أدرك حياة المجيز أو لكل من وقف على كتابه أنها فيها نوع من الضعف لكن لو قال بأنه يجيز طلاب العلم ممن وقف على كتبه أو ما شابه ذلك كما هي طريقة الشيخ مقبل رحمه الله فان هذا يتسامح فيه.ا ه.

و إنما عرجت على نقل أنواع الاجازات منوها بضعف كثير منها ومذكرا بالخلاف المشهور عند المحدثين لما قد يطرأ على ذهن القارئ فيستشكل كلمة عظيمة قالها إمام المدينة المحدث عبدالمحسن العباد البدر حفظه الله في خاتمة شرح صحيح مسلم الذي دام لأكثر من ثلاث سنوات لما طلب منه الإخوة أن يجيزهم فقال: أنا لا أجيز ولا أستجيز.

كتب الأخ وليد قرميط وفقه الله في مجموعة طلاب المدينة على الواتساب:


قال شيخنا العلامة عبد المحسن العباد البدر في آخر شرح صحيح مسلم لما قيل له الطلاب متشوقون لأخذ إجازة منكم :
أنا لا أجيز ولا أستجيز وليس عندي إجازات.

ثم قال: وقد قيل لأحد علماء المغاربة وهو البشير الإبراهيمي تعال أجيزك فقال "أنت ماتعبت في التعليم وأنا ما تعبت في التلقي "
فبعض الناس ليس عنده ناقة في العلم ولا جمل ثم يجيز البخاري أو مسلم سردا. ا هـ.

وها هو عالم المغرب الشيخ البشير الابراهيمي رحمه الله يحكي مناسبة ذكره لهاته الكلمة العظيمة فقال في الآثار 545/3:

"زرت يومًا الشيخ أحمد البرزنجي- رحمه الله- في داره بالمدينة المنوّرة وهو ضرير، وقد نُمي إليه شيء من حفظي ولزومي لدور الكتب، فقال لي بعد خوض في الحديث: أجزتُك بكل مروياتي من مقروء ومسموع بشرطه ... الخ. فألقى في روعي ما جرى على لساني وقلت له: إنك لم تعطني علمًا بهذه الجمل، وأحر أن لا يكون لي ولا لك أجر، لأنك لم تتعب في التلقين وأنا لم أتعب في التلقّي؛ فتبسّم ضاحكًا من قولي ولم يُنكر، وكان ذلك بدء شفائي من هذا المرض، وإن بقيت في النفس منه عقابيل، تَهيج كلما طاف بي طائف العُجْب والتعاظم الفارغ إلى أن تناسيته متعمّدًا، ثم كان الفضل لمصائب الزمان في نسيان البقية الباقية منه؛ وإذا أسفت على شيء من ذلك الآن فعلى تناسيّ لأيام العرب، لأنها تاريخ، وعلى نسياني أشعار العرب، لأنها أدب."

هذا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


التعديل الأخير تم بواسطة أبوعبدالرحمن عبدالله بادي ; 05 Nov 2016 الساعة 12:47 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05 Nov 2016, 10:48 AM
اسماعيل بلخيري اسماعيل بلخيري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 30
افتراضي

جزاك الله خيرا على نقولاتك و ما دونت يداك, ثم أين من هم يزعمون أنهم طلبة العلم اليوم من ما قصٌه الشيخ الإبراهيمي رحمه الله, و إلا فإن طلبة العلم بحق لدرب سابقيهم - علما و أدبا -سالكون , أسأل الله أن يجعلني منهم .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 06 Nov 2016, 11:38 AM
أبو أحمد مراد شابي أبو أحمد مراد شابي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2016
المشاركات: 75
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي عبد الله ورحم الله العلامة الابراهيمي ،وحفظ الله شيخنا العباد عالم المدينة النبوية ومفتي الحرم.

وهذا من تواضعه وقد ذُكر أنه استشير مرة في طبع شروحاته على السنن ونشرها كي يستفيد منها الناس،فقال لا لا هذا مايصلح ! فتح الباري يكفي.!

التعديل الأخير تم بواسطة أبو أحمد مراد شابي ; 06 Nov 2016 الساعة 11:41 AM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 18 May 2017, 02:34 PM
أبوعبدالرحمن عبدالله بادي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي


الأخوان اسماعيل، مراد
جزاكما الله خيرا و نفع بكما.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مصطلح, الإجازة, حديث

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013