بسم الله الرحمن الرحيم:
وهذه أمثلةٌ على (الفاء الفصيحة) وردتْ في بعضِ نصوصِ السّنّةِ الشّريفةِ:
* عَنِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ -رضيَ اللهُ عنه- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَوَّلَ مَا قَدِمَ المَدِينَةَ نَزَلَ عَلَى أَجْدَادِهِ، أَوْ قَالَ أَخْوَالِهِ مِنَ الأَنْصَارِ، وَأَنَّهُ (صَلَّى قِبَلَ بَيْتِ المَقْدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، وَكَانَ يُعْجِبُهُ أَنْ تَكُونَ قِبْلَتُهُ قِبَلَ البَيْتِ، وَأَنَّهُ صَلَّى أَوَّلَ صَلاَةٍ صَلَّاهَا صَلاَةَ العَصْرِ، وَصَلَّى مَعَهُ قَوْمٌ) فَخَرَجَ رَجُلٌ مِمَّنْ صَلَّى مَعَهُ، فَمَرَّ عَلَى أَهْلِ مَسْجِدٍ وَهُمْ رَاكِعُونَ، فَقَالَ: أَشْهَدُ بِاللهِ لَقَدْ صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قِبَلَ مَكَّةَ، فَدَارُوا كَمَا هُمْ قِبَلَ البَيْتِ).... إلى آخر الحديث.
"قَوْله: (فَدَارُوا) الفَاء فِيهِ تُسمَّى: الفَاء الفصيحة، أَي: سمعُوا كَلَامه فَدَارُوا.."ا.ه
* عَنْ عَائِشَةَ -رضيَ اللهُ عنها- قَالَتْ:
(كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي وَأَنَا رَاقِدَةٌ مُعْتَرِضَةٌ عَلَى فِرَاشِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُوتِرَ أَيْقَظَنِي فَأَوْتَرْتُ).
"(فَأَوْتَرْتُ) الفَاء فِيهِ تسمى: فَاء الفصيحة، فتقديره: فَقُمْت وتوضَّأتُ فأوترتُ"ا.هـ
* عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ المَدِينَةَ فَآخَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ سَعْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الأَنْصَارِيِّ، فَعَرَضَ عَلَيْهِ أَنْ يُنَاصِفَهُ أَهْلَهُ وَمَالَهُ، فَقَالَ: عَبْدُ الرَّحْمَنِ بَارَكَ اللهُ لَكَ فِي أَهْلِكَ وَمَالِكَ، دُلَّنِي عَلَى السُّوقِ، فَرَبِحَ شَيْئًا مِنْ أَقِطٍ وَسَمْنٍ، فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ....) الحديث.
"قَوْله: (فَرَبِحَ) الفَاء فِيهِ فَاء الفصيحة، أَي: فدلَّهُ فَذهبَ فاتَّجَرَ فرَبِحَ.." ا.ه
*عَنْ أَنَسٍ -رَضِيَ الله عَنْهُ- قَالَ: بَيْنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَتَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ وَمُطِرْنَا، حَتَّى مَا كَادَ الرَّجُلُ يَصِلُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَلَمْ تَزَلْ تُمْطَرُ إِلَى الجُمُعَةِ المُقْبِلَةِ، فَقَامَ ذَلِكَ الرَّجُلُ أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَصْرِفَهُ عَنَّا فَقَدْ غَرِقْنَا. فَقَالَ: ((اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا))، فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَقَطَّعُ حَوْلَ المَدِينَةِ، وَلاَ يُمْطِرُ أَهْلَ المَدِينَةِ.
"قَوْله: (فَتَغَيَّمَتِ السَّمَاءُ) الفَاء فِيهِ فَاء الفصيحة الدَّالَّة على مَحْذُوف؛ أَي: فَدَعَا فَاسْتَجَاب اللهُ دُعَاءَهُ فتغيَّمت.." ا.هـ
والله تعالى أعلم.
*ملاحظة*:
الأحاديث كلُّها انتقيتها من (صحيح البخاري).
وبيان نوع الفاء من: [عمدة القاري شرح صحيح البخاري].
وقد لوّنتُ موضع (التّقدير المحذوف) باللون الأزرق؛ ليتّضح للقرّاء الجملة المحذوفة، التي جعلت الفاء فصيحة.
والله أعلم.
التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السلف ; 29 Sep 2012 الساعة 03:22 PM
|