منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 21 May 2017, 09:44 AM
أبو همام عبد القادر حري أبو همام عبد القادر حري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
المشاركات: 102
افتراضي من شهداء أهل السنة والجماعة

بسم الله الرحمن الرحيم

تاريخ الأمة الإسلامية تاريخ الشجاعة والبطولات ,والجهاد والانتصارات , والمبادئ والقيم والعدل والإنصاف والفضل والسماحة والبذل ,والخير والعطاء ,والتضحية والوفاء ينبيك عنه دعوة محمد عليه الصلاة والسلام ,والجيل الذي احتضن دعوة الإسلام,فكانوا رهبانا بالليل فرسانا بالنهار , ابتعثهم الله ليخرجوا الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد , ومن خلفهم من الصالحين الأتقياء والبررة الأنقياء .والعلماء والقادة , والأشراف والسادة .
ثم خلف خلوف وتوالت الأجيال ,وهذه الأمة تجري عليها سنن الله في كونه كلما انقادت لشرعه علت وعزَّت ,وكلما أعرضت هانت وذلَّت. ولكنَّ الله يعزُّ من أطاعه ولو نزل الذلُّ على المعرضين, ويذل من عصاه ولو هملجت بهم البغال وطقطقت بهم البراذين , كما يرفع الله بالقرآن أقواما ويضع به آخرين .
ومهما يكن ,فالخير في أمة الإسلام ديانة وطبعا ,والشر في الكفار عداء وتطبعا .ولا ينكر أحد التفاوت بين أمة هي خير امة أخرجت للناس جعلها الله شاهدة على الأمم جميعا.وبين أمة قتلت أنبيائها وحرفت كتاب نبيها واتخذت السحر دينها,بين أمة توحد الله وأمم تعبد الأوثان أو الرهبان أو تعظم الصلبان , بين أمة يسوسها القرآن ,وأخرى يقودها الشيطان .
-وهذا إمام من أئمة الدين ,وعالم من العلماء الربانيين ,نحسبه مِمَّن رفع الله قدره وخلَّد التاريخ ذكره ,إذا افتخرت الأمم بعظمائهم ,قطعنا به فخرهم ,وإذا سمَّوا لنا رجالهم جعلناه جُنَّة في نحورهم هو:
الإِمَامُ، القُدْوَةُ، الشَّهِيْدُ، أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ سَهْلٍ الرَّمْلِيُّ، وَيُعْرَفُ بِابْنِ النَّابُلسِيِّ... كَانَ إِمَاماً فِي الحَدِيْثِ وَالفِقْهِ.
-حَدَّثَ عَنْ: سَعِيْدِ بنِ هَاشِمٍ الطَّبَرَانِيِّ، وَمُحَمَّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ قُتَيْبَةَ، وَمُحَمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ شَيْبَانَ الرَّمْلِيِّ.
-رَوَى عَنْهُ: تَمَّامٌ الرَّازِيُّ، وَعَبْدُ الوَهَّابِ المَيْدَانِيُّ، وَعَلِيُّ بنُ عُمَرَ الحَلَبِيُّ. [ والدَارقُطْنيّ]/1/
( كان عابدا صالحا زاهدا قوالا بالحق ) /2/
صَائِمَ الدَّهْرِ، كَبِيْرَ الصَّوْلَةِ عِنْدَ العَامَّةِ وَالخَاصَّةِ،...وَكَانَ نبيلاً رَئِيْسَ الرَّمْلَةِ بأرض فلسطين.
- كَانَ يَرَى قِتَالَ المغَاربَةِ( أي العبيديين لأنهم استحوذوا على المغرب في أول أمرهم)
ثم استولى بنو عبيد على بلاد مصر بعد المغرب فأرسل المعز الفاطمي الاسماعيلي/3/ جوهر الصقلي لبناء مدينة القاهرة وبناء المسجد الأزهر؛ لنشر الفكر الشيعي، ولسب الصحابة ,فخرج العلماء إلى الشام .
حينها خرج أبو بكر النابلسي إلى الرملة فرارا بدينه وخوفًا على نفسه.
ثم استحوذ الشيعة الإسماعيلية على بلاد الشام فأظهر الذليل (أي المدعو المعز )المذهب الرّديء، ودعا إليه، وأبطل التراويح وصلاة الضُّحَى، وأمر بالقنوت في الظّهر بالمساجد. ./4/
فخرج بن النابلسي من الرملة إلى دمشق، فقبض عليه والي دمشق في شهر رمضان وحبسه، وَجعَلَهُ فِي قفصِ خشبٍ، وَأَرسَلَهُ إِلَى مِصْرَ.
وقيل: إنّه لما أُدخِل مصر، قال له بعض الأشراف ممّن يعانده:
الحمد للَّه على سلامتك، فقال: الحمد للَّه على سلامة ديني وسلامة دُنياك./5/
( فلما قرّره اعترف، وأغلظ لهم فقتلوه./6/
قال أَبو تَمِيمٍ (الذليل)صَاحبُ مِصْرَ لأَبي بَكْرٍ النَّابُلسِيَّ : بَلَغَنَا أَنَّكَ قُلْتُ: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ عَشْرَةُ أَسهُمٍ، وَجبَ أَنْ يَرْمِيَ فِي الرُّوْمِ سَهْماً، وَفينَا تِسْعَةً.
قَالَ: مَا قُلْتُ هَذَا، بَلْ قُلْتُ: إِذَا كَانَ مَعَهُ عَشْرَةُ أَسهُمٍ، وَجبَ أَنْ يرمِيَكُمْ بِتِسعَةً، وَأَنْ يَرمِيَ العَاشرَ فِيْكُمْ أَيْضاً، فَإِنَّكُم غيَّرْتُم الملَّةَ، وَقَتَلْتُم الصَّالِحِيْنَ، وَادَّعَيْتُم نورَ الإِلهيَّةِ، فشهرَهُ ثُمَّ ضَرَبَهُ، ثُمَّ أَمرَ يَهُودِيّاً فَسَلَخَهُ.
فبدأ بسلخه مِنْ مفرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى بلغَ الوَجْه، فَكَانَ يذكُرُ اللهَ وَيَصْبرُ حَتَّى بلغَ الصَّدْرَ فَرَحمَهُ السَّلاَّخُ، فوكزَهُ بِالسِّكِّينِ مَوْضِعَ قلبِهِ فَقضَى عَلَيْهِ. وذلك (في شهر رمضان سنة ثلاث وستين وثلاثمائة)/7/.
قَالَ أَبُو ذرٍ الحَافِظُ: سَجَنَهُ بَنُو عُبَيْدٍ، وَصلَبُوهُ عَلَى السُّنَّةِ، سَمِعْتُ الدَّارَقُطْنِيَّ يذكُرُهُ، وَيَبْكِي،وَيَقُوْلُ:كَانَ يَقُوْلُ،وَهُوَ يُسْلَخُ: {كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً}[الإِسرَاء:58] .
فَسُلِخَ جِلْدُهُ وَحُشِيَ تِبْنًا وَصُلِبَ. .
ولما سلخ كان يسمع من جسده قراءة القرآن./8/
حكَى ابْنُ الشَّعشاع المِصْرِيُّ، أَنَّهُ رَأَى فِي النَّوْمِ أَبَا بَكْرٍ بنُ النَّابُلُسِيِّ بَعْدَمَا صُلبَ وَهُوَ فِي أَحسنِ هيئَةٍ، فَقَالَ: مَا فَعَلَ اللهُ بِكَ؟ فَقَالَ:
حبَانِي مَالِكِي بِدَوامِ عِزٍّ ... وَوَاعَدَنِي بقُرْبِ الانتصَارِ
وَقَرَّبَنِي وَأَدْنَانِي إِلَيْهِ ... وَقَالَ: انْعَمْ بعَيْشٍ فِي جِوَارِي
انظر [ سير أعلام النبلاء للذهبي (16/149) مؤسسة الرسالة]

-هذا الإمام اسمه محمد بن أحمد بن سهل بن نصر النابلسي .قال عنه الذهبي (الإمام القدوة الشهيد)
-والمتأمل يلفت نظره حسن اسمه وأسماء آبائه, وَكَانَ نبيُّنا صلى الله عليه وعلى آله وسلم يحب الِاسْم الْحسن والفأل الْحسن. ولعلَّ تعليق الفوائد باسمه أجود ,وهو محمد بن أحمد, وعملا بسنة الفأل تفاؤلا باسم جده سهل , فأكرم به من إمام ناصر ومنصور
غدا من ذرية بن نصر .
وَقل إِن أَبْصرت عَيْنَاك ذَا لقب ... إِلَّا وَمَعْنَاهُ إِن فَكرت فِي لقبه
{أ} محمد بن أحمد:
[1]-هومحمَّد كاسمه من أتباع محمد حقًّا ,ومن أنصار سنَّته يقيناً وصدقًا, تبًّا لليهود القائلين محمد مات وخلَّف بنات ,بل زرع لكم زرعا استغلظ فاستوى على سوقه يؤازر بعضه بعضا, يبقيهم الله لكم إلى أن يقاتلوكم حين تكونون مسالح للدجال.
وهذا الإمام مِمَّن أثنى الله عليهم بالتَّمسك بالحق حين ينحرف عنه الناس وبنصرته حين يخذله الناس, اذ كلما ظهرت بوادر الردة تميز حزب الرحمن عن حزب الشيطان, قال الله تعالى :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ " المائدة (54)
[2]- فدليل عزَّته رحمه الله وأنه لا يخاف في الله لومة لائم حين قال لهم : فَإِنَّكُم غيَّرْتُم الملَّةَ، وَقَتَلْتُم الصَّالِحِيْنَ، وَادَّعَيْتُم نورَ الإِلهيَّةِ. لا اله إلا الله ومن يجرؤ على مثل هذا, إلا من أعزَّه الله وكان ممَّن لا يخشون أحدا إلا الله.
وقد جاء في ترجمته أنه كان قوالا للحق ,وهذا يقوله عنه من عرفه ورأى ذلك منه مرارا .
[3]- وجهاده رحمه الله حيث كان يدعو إلى قتال العبيديين , وجاهدهم بلسانه وبكتاب ربه ,فلما أسروه وقيل له بَلَغَنَا أَنَّكَ قُلْتُ: إِذَا كَانَ مَعَ الرَّجُلِ عَشْرَةُ أَسهُمٍ، وَجبَ أَنْ يَرْمِيَ فِي الرُّوْمِ سَهْماً، وَفينَا تِسْعَةً.
قَالَ: مَا قُلْتُ هَذَا، بَلْ قُلْتُ: إِذَا كَانَ مَعَهُ عَشْرَةُ أَسهُمٍ، وَجبَ أَنْ يرمِيَكُمْ بِتِسعَةً، وَأَنْ يَرمِيَ العَاشرَ فِيْكُمْ أَيْضاً. , فأجاب رحمه الله بما قاله وزيادة ,فزادهم سهم الروم وقد كانوا يظنون أنه سيجبن عند السؤال فكان من أفضل المجاهدين عند الكبير المتعال .
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدري قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَفْضَلُ الْجِهَادِ مَنْ قَالَ كَلِمَةَ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ» ./9/
[4]- وأما محبته لله فان لم يكن هذا الذي يُسلخ وهو حيٌّ مِنْ مفرِقِ رَأْسِهِ حَتَّى يبلغَ السَلاَّخ وَجْهه وينتهي إلى صدره وهو يذكُرُ اللهَ يحبُّ الله ورسوله .فليس لله في الدنيا محبٌّ . فنحسب هذا الإمام ممَّن وجد حلاوة الإيمان.وآثر مرضاة الرَّحمن فكان له شأن وأي شان .
أخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " ثَلَاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ بِهِنَّ حَلَاوَةَ الْإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ لَا يُحِبُّهُ إِلَّا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ أَنْ أَنْقَذَهُ اللهُ مِنْهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُقْذَفَ فِي النَّارِ "
(وجد بهن حلاوة الإيمان) قال العلماء رحمهم الله معنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشقات في رضي الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وإيثار ذلك على عرض الدنيا ومحبة العبد ربه سبحانه وتعالى بفعل طاعته وترك مخالفته ./10/
[5]- هذا الإمام محمّدي هو من النبيِّ محمدٍ القرشيِّ الهاشميِّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ,ولو لم يكن من قرابته ,فآل بيته هم أتباعه على دينه ,مثله رحمه الله كمثل جليبيب رضي الله عنه وأرضاه أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بالبحث عنه في القتلى يوم أحد فَطُلِبَ فِي الْقَتْلَى، فَوَجَدُوهُ إِلَى جَنْبِ سَبْعَةٍ قَدْ قَتَلَهُمْ، ثُمَّ قَتَلُوهُ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: «قَتَلَ سَبْعَةً، ثُمَّ قَتَلُوهُ هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، هَذَا مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ» /11/
- وإمامنا المجاهد قتل العبيديين بتحريضه للناس على قتالهم,ولم يزل كذلك حتى قتلوه رحمه الله .
{ب}- بن سهل:
- محمد بن أحمد بن سهل :سهل الله عليه الثبات على الدين ,والثبات بيدالله والقلوب يقلبها ربنا كما شاء ,وقد امتن على سيد ولد آدم بتثبيت فؤاده فما بالك بمن هو دونه .قال الله تعالى :" وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا" الإسراء (74).
[1]- ثبته الله على الحق لما سيطر العبيديون الشيعة على البلاد وما فتئ يدعو الناس إلى قتالهم,ولا شك في وجود المداهنين للشيعة والمخذلين, كما هو الحال اليوم .
[2]- وثبته الله لما ألقي عليه القبض وشُهِّر به وضرب,ولم يثن ذلك من عزمه ولم يزده إلا صلابة في دينه,وانَّ من الناس لمن يبدِّل دينه بأقلَّ من التهديد.
[3]-وثبته الله للصَّدع بالحق ولم يبال بالطَّاغية الذي أراده عن دينه ,وأحب إظهار الشماتة فيه ,فواجهه بما يسوؤه وقال في الشيعة قولة الحق التي يجبن عنها الكثير وان لم يُمسوا بشيء.
[4]-وثبته الله عند البلاء العظيم , ولسان حاله يقول :كما قال خبيب بن عدي:
ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي جنب كان في الله مضجعي
وذلك في ذات الإله وان يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع
فكان صورة ممن سبق من قبل من الصالحين وجاءنا خبرهم عن النبي محمد الأمين عليه من ربنا أفضل الصلاة والتسليم : يوضعُ المنشار على مَفْرِق رأسهِ، فيُشَقُّ باثنتينِ، وما يصُدُّهُ ذلك عن دينِهِ، ويُمْشَطُ بأمْشاطِ الحَديدِ ما دُونَ لَحْمِهِ مِن عَظْم أوْ عَصَبٍ، وما يَصُدُّهُ ذلك عن دِينِهِ ...نسأل الله العافية وإذا قدَّر علينا البلاء فنسأله تبارك وتعالى من فضله .
وصدق في الإمام قول الله رب العالمين : يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ " سورة إبراهيم (27)
-فقد خرجت روحه وهو يقرأ القرآن , والمرء يموت على ماعاش عليه , والخواتيم ميراث السوابق .فمن أراد الحسنى في الآخرة والأولى فعليه بالقرآن ,فقد وعد الله صاحبه بأن لا يضل ولا يشقى . كما قال الله :"..فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى" طه (123)
[5]-وان ثبات من حضره وعاين جهاده وصبره, من صالح عمله بعد خروج روحه, يذكُرُهُ أحدهم فَيَبْكِي،وَيَقُوْلُ:كَانَ يَقرأُ،وَهُوَ يُسْلَخُ: {كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُوراً}[الإِسرَاء:58] ,ويسمع الآخر من جسده بعد سلخه قراءة القرآن, رحمه الله فقد جعله الله في زمانه إماما للمتقين,وقدوة للصالحين ولا يزال الأجر يلحقه وإخوانه من أئمة الدين, بذكر قصصهم التي يثبت الله بها قلوب أوليائه المؤمنين.
قال الله تعالى : " وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ" هود (120)
{ج}- بن نصر :
[1]- نصره الله حيث ظهر على الأعداء بالحجَّة والبرهان ,وهذا أشد عليهم من وقع السيف والسِّنان . وهذا النَّصر لا يتخلف أبداً ,مادامت الطائفة المنصورة على أرض المعمورة .
[2]-نصره الله حقا مع ما أصبه من السجن والتضييق والضرب والعذاب فقد تكفَّل بحفظِ أوليائه , وما سلَّط عليهم الأعداء لهوانهم عليه,ولكن لعلوِّ منزلتهم ورفعة درجتهم. كما قال صلى الله عليه وسلم :
" للشهيد عند الله ست خصال: يغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن الفزع الأكبر، ويحلى حلية الإيمان، ويزوج من الحور العين، ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه "./12/
[3]- نصره الله ومن تصدى لجهاد الأعداء مخلصا لله لإعلاء كلمة حباه الله بإحدى الحسنيين الظفر أو الشهادة ,وهو منصور في الحالين , قال الله تعالى: "قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُمْ مُتَرَبِّصُونَ" التوبة (52)
بل إن نصر الشهادة لهو الفوز العظيم وعلى فقدها بكت العيون .حتى بكى ليث الإسلام وفارس المشاهد خَالِدُ بنُ الوَلِيْدِ وسيف الله المسلول الذي لم يذق مر الهزيمة قطُّ وقد كان يطلب الشهادة فلمَّا لم يظفر بها,وحان وقت الاحْتضار بَكَى، وَقَالَ:
لَقِيْتُ كَذَا وَكَذَا زَحْفاً، وَمَا فِي جَسَدِي شِبْرٌ إِلاَّ وَفِيْهِ ضَرْبَةٌ بِسَيْفٍ، أَوْ رَمْيَةٌ بِسَهْمٍ، وَهَا أَنَا أَمُوْتُ عَلَى فِرَاشِي حَتْفَ أَنْفِي كَمَا يَمُوْتُ العِيرُ( الحمار) ، فَلاَ نَامَتْ أَعْيُنُ الجُبَنَاءِ.
قال الذهبي :لَمْ يَبْقَ فِي جَسَدِهِ قِيدُ شِبْرٍ إِلاَّ وَعَلَيْهِ طَابَعُ الشُّهَدَاءِ. كما في سير أعلام النبلاء.(1/367)
{د}- (الإمام القدوة الشهيد):
كماقاله الذهبي وقال بن كثير يقال له الشهيد.
[1]-فقد لُقِّب رحمه الله بالشهيد نحسبه كذلك وعند الله للصالحين المزيد كما قال الله: "ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ " ق(35)ومن كان حاله كحال هذا الإمام, فهو عند الله من أفضل الشهداء واقرؤوا قول رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
" سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب، ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله "./13/
[2]-الشهيد مع النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الجنة ,نسأل الله أن يكون هذا الإمام كذلك,فقد مات على السنَّة رحمه الله قَالَ مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ (لَوْ لَقِيَ اللَّهَ رَجُلٌ بِمِلْءِ الْأَرْضِ ذُنُوبًا ثِمَّ لَقِيَ اللَّهَ بِالسُّنَّةِ لَكَانَ فِي الْجَنَّةِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا)/14/
[3]- فكان يقال لَهُ الشَّهِيدُ، وَإِلَيْهِ يُنْسَبُ بَنُو الشَّهِيدِ مِنْ أهل نابلس إلى اليوم، ولم تزل فيهم بقايا خير/15/
وكل أهل السنة يشرفهم الانتساب إلى كل شهيد ,والى أئمة السنَّة والتوحيد وهم كثير لا يحصيهم إلا الله, لا ندعي العصمة لأحد منهم, ولانفرط في محبتهم ,فالله ربنا وربُّهم ومحمد نبيُّنا ونبيُّهم والإسلام ديننا ودينهم , والشيعة ليسوا منا ولسنا منهم.
سَجَنَهُ بَنُو عُبَيْدٍ، وَصلَبُوهُ عَلَى السُّنَّةِ،كما قتلوا كثيرا من أئمة السنة. وسيأتي اليوم الذي ينتقم فيه بنو الشهيد من بني عبيد.وسيريهم الله من أحفاد أبي بكر وعمر الشهيد ,وعثمان وعلي وسعد وسعيد وخبيب وخالد بن الوليد .ومالك وسفيان وحماد بن زيد,
فهؤلاء أئمتنا ,وأهل العلم أتباع السلف في كل زمان هم علماؤنا .
يقول الإمام الإبراهيمي:
لا نرتضي إمَامَنا في الصَّفِّ ... ما لم يكن أَمَامَنا في الصَّفِّ. /16/
والله الموعد .وستدري ياغدر حين تجتمع الخصوم ويقتص من الظالم للمظلوم, وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون
وسُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، اشهد لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ

-------------------------------------------------------------------------

/1/ [حسن المحاضرة للسيوطي ( 1/515)]
/2/ [ تاريخ الإسلام للذهبي26/311]
/3/ المعز الفاطمي العبيدي الإسماعيلي وكان من أحفاد ميمون القداح اليهودي، (والفاطميين من غلاة الشيعة الإسماعيلية) الذي مدحه ابن هانئ الأندلسي بقوله:
ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار
فَكَأنَّمَا أنتَ النَّبيُّ مُحَمدٌ ... وَكَأنَّمَا أنصَارُكَ الأنصَارُ
فلعن اللَّه المادحَ والممدوحَ، فليس هذا فِي القُبْح إلّا كقول فرعون أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلى. [ تاريخ الإسلام للذهبي 39/277] .
/4/5/[ تاريخ الإسلام للذهبي26/311]
/6/[ شذرات الذهب لابن العماد 4/337 ]
/7/[تاريخ دمشق 51/51]
/8/[ تاريخ الإسلام للذهبي26/312] [الكامل في التاريخ لابن الأثير7/320]
/9/ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَه وصححه الألباني .
/10/ [شرح مسلم (2/13)]
/11/رواه مسلم.
/12/ أخرجه الترمذي (3/ 17) وصححه، وابن ماجه (2/ 184) وأحمد (131) وإسناده صحيح، ثم أخرجه (4/ 200) من حديث عبادة بن الصامت ومن حديث قيس الجذامي (4/ 200) وإسنادهما صحيح أيضا.
/13/ السلسلة الصحيحة رقم الحديث(374)
/14/ [ ذم الكلام وأهله للهروي (5/77 ) ت: عبد الرحمن الشبل]
/15/ [البداية والنهاية (11/284)]
/16/ آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي .


كتبه أبو همام عبد القادر حري
الاربعاء 20شعبان 1438 - 17ماي 2017

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 May 2017, 11:56 PM
أبو حذيفة فيصل أبو حذيفة فيصل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 66
افتراضي

- اللهم ارزقنا الشهادة في سبيلك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 23 May 2017, 12:06 PM
أبو البراء السعيد بن عمار عبايدي أبو البراء السعيد بن عمار عبايدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: تقرت
المشاركات: 47
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبي همام على هذه القصة ذات العبرة والموعظة الحسنة
نسأل الله العظيم أن يرزقنا العلم النافع و العمل الصالح والثبات عليه حتى نلقاه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متميز

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013