منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام » ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 12 Jan 2017, 07:24 PM
أبو الرميصاء مصطفى قلي أبو الرميصاء مصطفى قلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 56
افتراضي تفريغ لخطبة بعنوان: " حاجة الناس إلى الأمن " خطبة جمعة لفضيلة الشيخ أبو محمد عبد الخالق ماضي - حفظه الله -

• الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه. أمَّا بعدُ:
• فهذا تفريغ لخُطبة جمعة ۱ من جمادى الأولى ١٤٣٦ ه
• لفضيلة الشيخ أبو محمد عبد الخالق ماضي - حفظه الله -
• المكان : مسجد الإصلاح الكاليتوس الجزائر
• تحت عنوان : حاجة الناس إلى الأمن


[الْخُطْبَةُ الْأُولَى]


إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠-٧١].


أمّا بعدُ:
فإن أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهدى هدى محمد، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

أما بعد: فاتقوا الله - عباد الله - حق التقوى وراقبوه في السر والنجوى.

أيها المسلمون: فرض الله الفرائض وحرم المحرمات وأوجب الحقوق رعاية لمصالح العباد وجعل الشريعة غذاءً لحفظ حياتهم ودواء لدفع أدوائهم وجاءت دعوة الرسل بإخلاص العبادة لله وحده بخضوعٍ وخشوعٍ وطمأنينةٍ ومقتت ما يصرف القلوب عن خالقها فكانت أول تضرعات نبي الله إبراهيم - عليه السلام - لربه - جل وعلا - ليبسط الأمن على مهوى أفئدة المسلمين فقال: ﴿ربِّ اجْعلْ هٰذا الْبلد آمِنًا﴾[ إبراهيم:٣٥] فاستجاب الله دعائه فقال - سبحانه-: ﴿ومنْ دخله كان آمِنًا﴾[ آل عمران:٩٧].

وفضل الله البيت الحرام بما أحل فيه من الأمن والاستقرار قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿وإِذْ جعلْنا الْبيْت مثابةً لِلنّاسِ وأمْنًا﴾[ البقرة:١٢٥]، وامتن الله على ثمود قوم صالح نَحْتَهُم بيوتهم من غير خوف ولا فزع فقال عنهم: ﴿وكانوا ينْحِتون مِن الْجِبالِ بيوتًا آمِنِين﴾[ الحجر:٨٢]، وأنعم الله على سبأٍ وأغدق عليهم النعم المتتابعة وأسكنهم الديار الآمنة فقال - جل وعلا -: ﴿وجعلْنا بيْنهمْ وبيْن الْقرى الّتِي باركْنا فِيها قرًى ظاهِرةً وقدّرْنا فِيها السّيْر سِيروا فِيها ليالِي وأيّامًا آمِنِين﴾[ سبأ:١٨]، ويوسف - عليه السلام - يخاطب والديه وأهله ممتنًّا بنعمة الله عليهم بدخولهم بلداً آمناً مستقرَّ تطمئن فيهم نفوسهم: ﴿وقال ادْخلوا مِصْر إِنْ شاء اللّه آمِنِين﴾[ يوسف:٩٩]، وحبس الله عن مكة الفيل وجعل كيد أصحاب الفيل في تضليل لتبقى الكعبة البيت الحرام صرحًا أمنًا عبر التاريخ.

والعرب قبل الإسلام كانت تعيش حالة من التمزق والفوضى والضياع تدور بينهم حروبٌ طاحنة ومعارك ضارية وعلت مكانة قريش من بينهم لاحتضانها بلدًا آمنا قال الله - جل وعلا -: ﴿أولمْ يروْا أنّا جعلْنا حرمًا آمِنًا ويتخطّف النّاس مِنْ حوْلِهِمْ﴾[ العنكبوت:٦٧]، بل وأقسم الله بذلك البلد المستقر الآمن فقال: ﴿والتِّينِ والزّيْتونِ * وطورِ سِينِين * وهٰذا الْبلدِ الْأمِينِ﴾[ التين:٣،١]، ووعد الله نبيه محمدًا وأصحابه بأداء النسك على صفةٍ تتشوف لها نفوسهم وهي الأمن والاطمئنان قال الله - جل وعلا -: ﴿لتدْخلنّ الْمسْجِد الْحرام إِنْ شاء اللّه آمِنِين محلِّقِين رءوسكمْ ومقصِّرِين لا تخافون﴾[ الفتح:٢٧].

ومما اختصت به مدينة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمنها حين فزع القرى من المسيح الدجال فعن أبي بكرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لاَ يَدْخُلُ المَدِينَةَ رُعْبُ المَسِيحِ الدَّجَّالِ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ أَبْوَابٍ، عَلَى كُلِّ بَابٍ مَلَكَانِ) رواه البخاري.

ومن نعيم أهل الجنة في الجنة أمن المكان لا خوف ولا فزع ولا تحول قال الله - تبارك وتعالى -: ﴿ادْخلوها بِسلامٍ آمِنِين﴾[ الحجر:٤٦]، وقال - سبحانه -: ﴿وهمْ فِي الْغرفاتِ آمِنون﴾[ سبأ:٣٦]، وقال - جل وعلا - ﴿إِنّ الْمتّقِين فِي مقامٍ أمِينٍ﴾[ الدخان:٥١].

أيها المسلمون: لقد جمعت شريعة الإسلام المحاسن كلها فصانت الدين وحفظت العقول وطهرت الأموال وصانت الأعراض وأمَّنت النفوس أمرت المسلم بإلقاء كلمة السلام والأمن والرحمة والاطمئنان على أخيه المسلم إشارة منها لنشر الأمن بين الناس وأوجبت حفظ النفس حتى في مظنة أمنها في أحب البقاع إلى الله وهي المساجد قال - عليه الصلاة والسلام -: (إِذَا مَرَّ أَحَدُكُمْ فِي مَسْجِدِنَا، أَوْ فِي سُوقِنَا، وَمَعَهُ نَبْلٌ، فَلْيُمْسِكْ عَلَى نِصَالِهَا [والنصال هي تلك الحديدة التي تخرق الجسم]، - أَوْ قَالَ: فَلْيَقْبِضْ بِكَفِّهِ -، أَنْ يُصِيبَ أَحَدًا مِنَ المُسْلِمِينَ مِنْهَا شَيْءٌ) متفق عليه.

وحذرت من إظهار أسباب الروع بين صفوف المسلمين، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال؛ قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (لا يُشِرْ أحدُكم إلى أخيه بالسِّلاحِ؛ فإنَّه لا يَدْري لعلَّ الشيْطانَ يَنْزِع في يَدِه فيَقَعُ في حُفْرَةٍ مِنَ النارِ) متفق عليه.

وحرمت على المسلم الإشارة على أخيه المسلم بالسلاح ولو مازحا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - (مَنْ أشارَ إلى أخيهِ بحديدَةٍ، فإنَّ الملائِكةَ تَلْعَنُهُ حتّى يَدَعَهَا، وَإنْ كانَ أخاهُ لأبيهِ وأمِّهِ). رواه مسلم، قال النووي - رحمه الله - في شرح مسلم هذه مبالغة في إيضاح عموم النهي في كل أحد سواءٌ من يتهم فيه ومن لا يتهم وسواءٌ كان هذا هزلًا أو لعبًا أو لا لأن ترويع المسلم حرامٌ بكل حال.

ودعا الإسلام إلى كل عمل يبعث على الأمن والاطمئنان بين صفوف أفراده وأمر بإخفاء أسباب الفزع من المجتمع فقال عليه - الصلاة والسلام - (لَا يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا)؛ أي: لا يحل لمسلمٍ أن يُخيف مسلمًا، رواه أحمد وأبو داود وهو صحيح.

ولما دخل النبي - صلى الله عليه وسلم - مكة عام الفتح منح أهل مكة أعظم ما تتوق إليه نفوسهم فأعطى الأمان لهم وقال: (مَنْ دَخَلَ دَارَ أَبِي سُفْيَانَ فَهُوَ آمِنٌ، وَمَنْ أَلْقَى السِّلَاحَ فَهُوَ آمِنٌ) رواه مسلم.

وما شرعت الحدود العادلة الحازمة في الإسلام على تنوعها إلا لتحقيق الأمن في المجتمعات.

أيها المسلمون: بالأمن والإيمان تجتمع النفوس وتزدهر الحياة وتغدق الأرزاق ويتعارف الناس وتتلقى العلوم من منابعها الصافية ويزداد الحبل الوثيق بين الأمة وعلمائها وتتوثق الروابط بين أفراد المجتمع وتجتمع الكلمة ويأنس الجميع ويتبادل الناس المنافع وتقام الشعائر بطمأنينة وتقام حدود الله في أرض الله على عباد الله وإذا اختل الأمن تبدل الحال ولم يهنأ أحدٌ براحة بال فيلحق الناس الفزع في عبادتهم فتهجر المساجد ويمنع المسلم من إظهار شعائر دينه قال الله - سبحانه -: ﴿فما آمن لِموسىٰ إِلّا ذرِّيّةٌ مِنْ قوْمِهِ علىٰ خوْفٍ مِنْ فِرْعوْن وملئِهِمْ أنْ يفْتِنهمْ﴾[ يونس:٨٣]، وتعاق سبل الدعوة وينضب وصول الخير إلى الآخرين وينقط تحصي العلم وملازمة العلماء ولا توصل الأرحام ويئن المريض فلا دواء ولا طبيب وتختل المعايش وتهجر الديار وتفارق الأوطان وتتفرق الأسر وتنقض عهود ومواثيق وتبور التجارة ويتعسر طلب الرزق وتتبدل طباع الخلق فيظهر الكذب ويلقى الشح ويبادر إلى تصديق الخبر المخوف وتكذيب خبر الأمن.

باختلال الأمن تقتل نفوسٌ بريئة، وترمل نساء، ويُيتم أطفال، إذا سلبت نعمة الأمن فشا الجهل، وشاع الظلم، وسلبت الممتلكات، وإذا حل الخوف أذيق المجتمع لباس الفقر والجوع - ولعل أكثركم رأى بعينه في سنوات مضت- نسأل الله العافية، قال الله - سبحانه -: ﴿وضرب اللّه مثلًا قرْيةً كانتْ آمِنةً مطْمئِنّةً يأْتِيها رِزْقها رغدًا مِنْ كلِّ مكانٍ فكفرتْ بِأنْعمِ اللّهِ فأذاقها اللّه لِباس الْجوعِ والْخوْفِ بِما كانوا يصْنعون﴾[ النحل:١١٢]، قال القرطبي - رحمه الله - (سَمَّى الله الْجُوع والْخَوْف لِبَاسًا لِأَنَّهُ يَظْهَرُ عَلَيْهِمْ مِنَ الْهُزَالِ وَشُحُوبَةِ اللَّوْنِ وَسُوءِ الْحَالِ مَا هُوَ كَاللِّبَاسِ) انتهى كلامه.

الخوف يجلب الغم وهو قرين الحزن قال الله - جل وعلا -: ﴿إِذْ يقول لِصاحِبِهِ لا تحْزنْ إِنّ اللّه معنا﴾[ التوبة:٤٠]، لأن أبا بكرٍ كان خائفا والخوف يجلب الحزن، يقول معاوية ابن أبي سفيان - رضي الله عنه - (إياكم والفتنة فلا تهموا بها، فإنها تفسد المعيشة، وتكدر النعمة، وتورث الاستئصال).

ولو قلبت البصر في الآفاق لوجدت الأمن ضرورةً في كل شأن ولن تصل إلى غاية كمال أمرٍ إلا بالأمن بل لن تجد مجتمعًا ناهضًا وحبال الخوف تهُز كَيانه.

أيها المسلمون: نعمة الأمن من نعم الله حقَّا حقيقٌ بأن تذكر ويُذَكر بها وأن يُحافَظ عليها قال الله - جل وعلا -: ﴿واذْكروا إِذْ أنْتمْ قلِيلٌ مسْتضْعفون فِي الْأرْضِ تخافون أنْ يتخطّفكم النّاس فآواكمْ وأيّدكمْ بِنصْرِهِ ورزقكمْ مِن الطّيِّباتِ لعلّكمْ تشْكرون﴾[ الأنفال:٢٦]، ونعمة الأمن تقابل بالذكر والشكر قال الله العظيم: ﴿فإِذا أمِنْتمْ فاذْكروا اللّه كما علّمكمْ ما لمْ تكونوا تعْلمون﴾[ البقرة:٢٣٩]، وأمر الله قريشً بشكر نعمة الأمن والرخاء بالإكثار من طاعته قال الله - جل وعلا -: ﴿فلْيعْبدوا ربّ هٰذا الْبيْتِ * الّذِي أطْعمهمْ مِنْ جوعٍ وآمنهمْ مِنْ خوْفٍ﴾[ قريش:٣-٤].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني بما فيه من الآيات والذكر الحكيم أقول هذا وأستغفر الله لي ولكم.


[الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ]

الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه وأشهد أن محمدًا عبد ورسوله الداعي إلى رضوانه - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه - وسلم تسليمًا مزيدًا أما بعد:

أيها المسلمون: فإن المعاصي والأمن لا يجتمعان فالذنوب مزيلة للنعم وبها تحل النقم قال الله - سبحانه -: ﴿ذٰلِك بِأنّ اللّه لمْ يك مغيِّرًا نِعْمةً أنْعمها علىٰ قوْمٍ حتّىٰ يغيِّروا ما بِأنْفسِهِمْ وأنّ اللّه سمِيعٌ علِيمٌ﴾[ الأنفال:٥٣]، وما نزل بلاء إلا بذنب ولا رفع إلا بتوبة والطاعة هي حصن الله الأعظم الذي من دخله كان من الآمنين.

وبالخوف من الله ومراقبته يتحقق الأمن والآمان فهابيل امتنع من قتل قابيل لخوفه من ربه - جلا وعلا- قال الله عنه: ﴿ما أنا بِباسِطٍ يدِي إِليْك لِأقْتلك إِنِّي أخاف اللّه ربّ الْعالمِين﴾[ المائدة:٢٨].

والعناية بالعلم والتمسك بالكتاب والسنة شريعةً وقيمً وأصولً اجتماعيةً عصمة من الفتن وللتعليم الشرعي أساسٌ في رسوخ الأمن والاطمئنان، قال ابن القيم - رحمه الله - "وإذا ظهر العلم في بلدٍ أو محلة قلَّ الشرُّ في أهلها وإذا خفي العلم هناك ظهر الشر والفساد" انتهى كلامه.

والعلماء الربانيون هم ورثة الأنبياء وفي ملازمتهم وزيارتهم وسؤالهم والاستنارة بآرائهم سدادٌ في الرأي وتوفيقٌ للصواب ودرءٌ للمفاسد وببركة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تمنع الشرور والآفات عن المجتمعات وحفظ العبد نفسه من شهوات النفس وشبهات القلب أصلٌ في صيانة المجتمع من المخاوف والمكاره وتأويل نصوص الشريعة على غير وجهها سبب انحراف الفهوم ومنها ينطلق الأعداء لتلويث عقول الناشئة ويزداد أثره حين يضعف التحصن بعلوم الدين.

فيجب أن ينهل الجميع من منبع الكتاب والسنة من غير تحريفٍ أو تأويلٍ لنصوصهما ومعرفة ضوابط الولاء والبراء من غير إفراط فيها أو مجافاة عنها وبالتمسك بالشريعة يسعد الجميع بالأمن والرخاء.

وإذا التف الناس حول قادتها من - العلماء والحكام - ولم يشقوا عصى المسلمين حصل لهم الأمن والرخاء والخير العميم قال الله - العليم الحكيم -: ﴿وعد اللّه الّذِين آمنوا مِنْكمْ وعمِلوا الصّالِحاتِ ليسْتخْلِفنّهمْ فِي الْأرْضِ كما اسْتخْلف الّذِين مِنْ قبْلِهِمْ وليمكِّننّ لهمْ دِينهم الّذِي ارْتضىٰ لهمْ وليبدِّلنّهمْ مِنْ بعْدِ خوْفِهِمْ أمْنًا يعْبدوننِي لا يشْرِكون بِي شيْئًا ومنْ كفر بعْد ذٰلِك فأولٰئِك هم الْفاسِقون﴾[ النور:٥٥].

عباد الله الأمن مطلبٌ في الحياة لا يستغني عنه الخلق لقضاء مصالحهم الدينية والدنيوية وما من عبد إلا ويبحث لنفسه عن أسباب أمنها ويتوقى جهد طاقته أسباب الخوف التي قد تحدق به في طريق حياته ومهما أوتي الإنسان من سلامة البدن ووفرة رزق فإنه لا يشعر بقيمتها إلا بالأمن والاستقرار والخوف من الله ومراقبته مفتاح للمسلم في دنياه وفي أخراه وعقد القلب على أركان الإيمان وتوفير مقتضياته في عمل الجوارح هو المصدر الحقيقي لحصول الأمن في الدنيا والآخرة والأمن التام في طاعة الله ولزوم ذكره قال الله - سبحانه -: ﴿الّذِين آمنوا وتطْمئِنّ قلوبهمْ بِذِكْرِ اللّهِ ألا بِذِكْرِ اللّهِ تطْمئِنّ الْقلوب﴾[ الرعد:٢٨]، وإذا استقام الفرد في نفسه وألزم من تحت يده من زوجةٍ وأبناء على السير وفق كتاب الله وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - حقق الأمن لنفسه وانتظم الأمن في المجتمع.

فاللهم نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى، الله زدنا إيمانًا ويقينًا وفقها، اللهم ارضا عنا ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين، اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح واهدي وأصلح ولاة أمورنا، واجعل اللهم ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يا رب العالمين، اللهم ابرم لهذه الأمة أمرًا راشدا تعز فيه أوليائك وتذل به أعدائك ويعمل فيه بطاعتك وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان و إيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم واستغفروه يغفر لكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.

__________________________
وفرغه/أبو الرميصاء مصطفى قلي - عفا الله عنه -

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Jan 2017, 07:54 AM
أبو معاذ رضا التبسي أبو معاذ رضا التبسي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2014
الدولة: الجزائر تبسة
المشاركات: 85
افتراضي

بارك الله فيك أخي أبا الرميصاء وجزاك خيرا كثيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013