من أراد أن يُجالِس الكذابين فليقرأ في الصُّحف

[أبوعبد الله أحمد بن يحي]

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

قال العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله في رسالته الشهيرة الماتعة "الباعث على شرح الحوادث" والتي ألّفها الشيخ رحمه الله لتوضيح الحوادث التي مرت به وجمع من طلبة العلم المرافقين له في رحلتهم إلى مدن في اليمن، ومن هذه الحوادث إنفجار لغم قرب مسجد الرحمان بعدن مما أدى إلى سيلان الكثير من الحبر من الصحف وغيرها من وسائل الإعلام حول الحادثة مزيفين الحقائق مما حمل الشيخ على تبيين حقيقة ما حصل في هذه الرسالة، وكعادته رحمه الله، لا يجد فرصة إلا ويستغلها في تبيين حقيقة بعض من حاد عن الصراط وجانب الصواب، كما فعل في هذه الرسالة وغيرها، وقد نقد الصحفيين لما عرفوا به من الكذب وتزييف الحقائق فقال رحمه الله:

"أما الصّحف الكذّابة فمن أراد أن يجالس الكذّابين فليقرأ في الصحف، وإذا أردت أن تجالس الصادقين قرأت في كتاب ربنا وفي (الصحيحين) وفي كتب التزمت الصحة. ولقد أحسن من قال:
وأرى الصّحافيّين في أقلامــهم *** وحي السّماء وزينة الشّيطان
فهم الجناة على الفضيلة دائمًا *** وهم حماة لحرمة الأديـــــــان
قلت: كان ينبغي أن يقول الشّاعر : والهاتِكُون لحرمة الأديان .
فلربّما رفعوا الوضيع سفاهة *** ولربّما وضعوا رفيع الشّــــــــان
وجيوبهم فيها عقولـــــهم إذا *** ملئت فهم من شيعة السّلطان
وإذا خلت من فضله ونوالـــه *** ثاروا عليه بخائن وجبــــــــــــان
ويصوبون المخطئين تعمــّــدًا *** ومن المصيبة زخرف العنـــــوان"
(الباعث على شرح الحوادث صفحة 32)

ولمن أراد قراءة الرسالة يجدها هنا

وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد وآله وصحبه.