منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 17 Aug 2017, 02:42 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي احتجاج الاخوان على جواز الأناشيد بالدف والألحان بأنشودة طلع البدر باطل لا يصح

انشاد جواري بني النجار شعر (طلع البدر علينا ..) عند مقدم النبي عليه الصلاة والسلام الى المدينة بالدف والألحان غير صحيحة ,
" لما قدم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع ".
وقد حكم عليها األباني في السلسلة الضعيفة بالضعف , و ضعفها الحافظ العراقي في تخريج الاحياء , حيث قال (رواه البيهقي في الدلائل من حديث ابن عائشة معضلاً وليس فيه ذكر الدف والألحانـ.)) انهى

ومعضل أي بين ابن عائشة وبين الصحابي أكثر من راو واحد , وهنا ثلاثة أو أربعة رواة .
-وقال الألباني في الضعيفة
(( " لما قدم المدينة جعل النساء والصبيان والولائد يقلن:
طلع البدر علينا من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع ".
ضعيف.
رواه أبو الحسن الخلعي في " الفوائد " (59 / 2) وكذا البيهقي في " دلائل النبوة " (2 / 233 - ط) عن الفضل بن الحباب قال: سمعت عبد الله بن محمد بن عائشة يقول فذكره. وهذا إسناد ضعيف رجاله ثقات، لكنه معضل سقط من إسناده ثلاثة رواة أو أكثر، فإن ابن عائشة هذا من شيوخ أحمد وقد أرسله...))انتهى


وثنيات الوداع , الصحيح فيها أنها (ثنية الوداع ) كما ثبت ذلك في صحيح البخاري , وانما وقعت كذلك في الأشعار , ,
و الثنية هي الطريق في الجبل , و سميت كذلك لأنهم كانوا يشيعون اليها المسافر عند خروجه وكذلك يستقبلونه عندها عند مقدمه الى المدينة

(قال ابن القطان إنَّمَا سُمِّيَتْ بِثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ لِأَنَّهُمْ كَانُوا يُشَيِّعُونَ الْحُجَّاجَ وَالْغُزَاةَ إلَيْهَا وَيُوَدِّعُونَهُمْ عِنْدَهَا، وَإِلَيْهِمْ كَانُوا يَخْرُجُونَ عِنْدَ التَّلَقِّي )) انْتَهَى

فهي على هذا توجد في كل أنحاء المدينة جهة الشرق (مكة ) وجهة الغرب (الشام ) ورجح أنها جهة مكة االحافظ ابن عبد البر في الاستذكار , وكذا الداودي (المسيلي ) في شرحه للبخارياعتمادا على هاته القصة أي تلقي الأنصار النبي عليه الصلاة والسلام مقدمه الى المدينة مهاجرا من مكة
لكن رد ذلك ابن القيم و ابن العراقي, وقال انها من جهة الشام محتجا بما في الصحيح أن الناس تلقوا النبي عليه الصلاة والسلام الى ثنية الوداع رجوعه من غزوة تبوك

فعن السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ «لَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ تَبُوكَ خَرَجَ النَّاسُ يَتَلَقَّوْنَهُ إلَى ثَنِيَّةِ الْوَدَاعِ» رواه البخاري وأصحاب السنن.

ويؤيده أيضا ما رواه الامام أحمد عن سعد (" أن عليا رضى الله عنه خرج مع النبى صلى الله عليه وسلم حتى جاء ثنية الوداع , وعلى رضى الله عنه يبكى , يقول: تخلفنى مع الخوالف؟ فقال: أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة؟ ".))

و أصله في الصحيحين دون هاته الزيادة , وصححه الألباني في الارواء


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 17 Aug 2017 الساعة 05:17 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 Aug 2017, 02:29 PM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

• لَطَالما قلتُ إنَّ هُناكَ تَميزٌ بينَ نقد الروايات التّاريخية ؛ ونقد الأحاديث ، وبخاصة أحاديث الأحكام ؛ فإن المحدثين كانوا يتساهلون في أحاديث الترغيب والترهيب على الشروط التي اشترطوها في رواية الحديث الضعيف ؛ وإعمال منهج المحدثين في الروايات التاريخية فهي ضرر ؛ فإن منهج المحدثين وُضع لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ مما لا يداخله قياس ولا عادة ، ولا سياسة ، وحال عمران ، بل هو وحيٌّ توقيفي ؛ فخص النقاد في تمحيص الرواة وتعديلهم وتجريحهم ؛ بينما التاريخ يختلف ؛ فإن صدق الراوي أو كذبه لا يكون معتبرا إلا بما يحوط الخبر من العوامل مثل قياس الشاهد عن الغائب فيما له وجه المشابهة والمشاكلة ، وكذلك اتباع العادة والإلف ، وكذلك سياسة الملك ، وحال العمران والإجتماع ، وقد ذكرها ابن خلدون في مقدمته ، وقبل ذلك ذكر ابن تيمية في رده على الرافضي في كتابه الموسوم " بمنهاج السنة النبوية " في ما يخص رواية الواقدي ومحمد بن اسحاق السائب والكلبي ؛ فإنهم وإن كانوا بين يدي عدل فيما يتعلق بالمرويات الحديثية فهم مع ذلك عمدة أهل الأخبار والمغازي والسير ؛ ولم يطعن أحد عليهم فيما روه من الاخبار التاريخية ؛ لأن المتقدمين كانوا أبصر من المعاصرين في نقد الأخبار بصنفيها تاريخية وحديثية ، ويميزون بين الفرق بين نقد الأخبار التاريخية ، ونقد الأخبار الحديثية ولهم في ذلك منهاج وضوابط مطروقة ومسطورة في كتبهم؛ ولنا فيما ذكرت من هذه القصة دُربة ومثال لنعلم صحة الخبر أم بطلانه :
• أن يبحث في معنى الثنية ؛ وهل كان لأهل يثرب قبل الهجرة ثنية واحدة ام اثنتان ؟
• أن يبحث في الشعر المذكور ، هل هو على أسلوب العرب ونظمهم وذوقهم أم هو شعر منتحل موضوع .
• وأن يبحث في كتب السيرة والمغازي هل كان النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه أو من جاء بعده بقريب يسلكون في أسفارهم ثنيتي الوداع الجنوبية أو الشمالية ، سفرهم جهة الشام أو سفرهم جهة مكة .
• ثم ينظر في القصة نفسها من جهة ذكر الأناشيد والأغاني وضرب الدفوف ؛ هل كانت عادة عند الأوس والخزرج في استقبال أشراف القوم ووفود العرب
• ثم ينظر في جواز الاغاني والأناشيد والدفوف في ميزان الشرع ؟
• ثم ينظر في الكتب التي نقلت هذا الخبر ؛ فإن كانت من كتب السير والمغازي والأخبار المشهورة ، وتونقل الخبر فيها وتعدد فهذا يدل على صدق مخرجه ؛ وإن ورد في كتب غير معروفة ، فهذا لا بد أن يدافع ـ وقد يعدل إلى النظر في حال المخبرين به .

التعديل الأخير تم بواسطة عبد الباسط لهويمل ; 19 Aug 2017 الساعة 02:33 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 19 Aug 2017, 02:56 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

قد سبق النظر في كل هذا من أهل النظر في الأخبار والسير , ونحن أمة اسناد لا نقبل خبرا عن الذين سبقوا الا مسندا , واهل الحديث لا يكتفون بوجود السند بل يمحصونه ويحققونه , نعم قد يتساهلون في بعض الأسانيد التي تروي أشياء في الرغائب , أو الزهد والرقائق أو التي تحكي أخبارا في المواعظ , لذلك قال الامام أحمد ثلاث ليس لها اسناد , منها المغازي أو شيئا من هذا القبيل
وهذه القصة رويت باسناد واه معضل فابن عائشة هذا من شيوخ الامام أحمد فبينه وبين من عاصر القصة مفاوز , و حكايته هاته لم يذكرها الا البيهقي , وآخر ليس مشهورا بالرواية ,
والمغازي كان يمكن أن تقبل من مثل محمد بن اسحاق , مع أنه كثيرا ما يرسل ولا يسند مروياته الا ان الأئمة قبلوا كثيرا من مروياته لاختصاصه بهذا الشأن , مع شهرته بالتدليس , لكن لا يبنون عليها حكما معينا

التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 20 Sep 2017 الساعة 10:22 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 19 Aug 2017, 07:13 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

ولهذه القصة شاهد مسند عن أنس بن مالك وفيه الضرب بالدفوف والغناء لكن بشعر مختلف , وهو ما رواه الحاكم ومن طريقه البيهقي عن محمد بن سليمان بن إسماعيل بن أبي الورد قال: حدثنا إبراهيم بن صِرمة قال: حدثنا يحيى بن سعيد عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس قال:

(قدم المدينة، فلما قدم المدينة، جاءت الأنصار برجالها ونسائها، فقالوا: إلينا يا رسول الله! فقال:
دعوا الناقة؛ فإنها مأمورة، فبركت على باب أبي أيوب، قال:
فخرجت جوار من بني النجار يضربن بالدفوف وهن يقلن:
نحن جوار من بني النجار * * * يا حبذا محمد من جار.....))
وهذا اسناد واه كما قال محدث العصر , آفته ابراهيم بن صرمة قال عنه ابن معين: كذاب خبيث"

نعم خروج الجواري وضربهن بالدف له شاهد حسن من رواية أنس عند ابن ماجه , لكن ليس ذلك عند مقدم النبي عليه الصلاة والسلام وانما ذلك وقع في عرس , قال الألباني في الضعيفة (ج14--ص19)
((ولقصة الجواري، والضرب بالدف شاهد من حديث أنس، ولكن ليس فيه أن ذلك كان عند قدومه صلى الله عليه وسلم المدينة، بل في رواية أن ذلك كان في عرس، وهو الراجح - كما تقدم بيانه في تخريج حديث أنس)) انتهى
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 19 Aug 2017, 09:21 PM
أبو ياسر أحمد بليل أبو ياسر أحمد بليل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
الدولة: ولاية سعيدة - الجزائر
المشاركات: 405
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي أحمد على هذا التوازي في القدر العلمي .
وإنه ليعجبني ذكر شرارة مذاكرة علم الحديث وتهيجه ، كما قيل " يا أهل الحديث ، تذاكروا الحديث ، فإن مذاكرة الحديث تهيج الحديث " قاله غير واحد كما في معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري رحمه الله .
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 Aug 2017, 11:51 PM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

يبدو أنك لم تقرأ تعليقي أو قرأته ولم تقف على الشاهد والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 20 Aug 2017, 01:30 AM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

اقتباس:
جزاك الله خيرا أخي أحمد على هذا التوازي في القدر العلمي .
وإنه ليعجبني ذكر شرارة مذاكرة علم الحديث وتهيجه ، كما قيل " يا أهل الحديث ، تذاكروا الحديث ، فإن مذاكرة الحديث تهيج الحديث " قاله غير واحد كما في معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري رحمه الله .
بل أنت من جازاه الله كل خير على خلقك الحسن وحسن ظنك الجميل , وباذن الله سيزدادا تهييج الحديث حتى نغوص في أعماقه ونستخرج درره الكامنة وفوائده النفيسة
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد الباسط لهويمل مشاهدة المشاركة
يبدو أنك لم تقرأ تعليقي أو قرأته ولم تقف على الشاهد والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم
نسأل الله تعالى أن نكون ممن شملتهم مشيئته , وأحاطت بهم عنايته , وتغمدهم بواسع رحمته
قد كتبت لك ردا مجملا , استغناء به عن الرد المفصل والمطول , لكن مادمت مصرا فاليك البيان
اقتباس:
لَطَالما قلتُ إنَّ هُناكَ تَميزٌ بينَ نقد الروايات التّاريخية ؛ ونقد الأحاديث ، وبخاصة أحاديث الأحكام ؛ فإن المحدثين كانوا يتساهلون في أحاديث الترغيب والترهيب على الشروط التي اشترطوها في رواية الحديث الضعيف ؛ وإعمال منهج المحدثين في الروايات التاريخية فهي ضرر ؛
أخي بارك الله فيك , نقاد الحديث لهم منهج واحد في نقد الأسانيد , فكل سند انتهى الى النبي عليه الصلاة والسلام وفوه حقه من السير والتمحيص والتنقيب والتفتيش , ذلك لعلمهم أنه عليه الصلاة والسلام أخبرهم أنه من حدث عنه حديثا وهو يرى أنه كذب , فهو أحد الكاذبين , ولفظ (يرى) ضيط بضم الراء في رواية وبفتحها في أخرى , وعلى المعنيين فالأمر خطير والخطب شديد مادام أنه من كذب عليه متعمدا فهو في النار , وأقوال النبي عليه الصلاة والسلام وأفعاله كلها سنة يقتدي بها أتباعه اذا صحت نسبتها اليه , فاذا رووا عنه قصة -كما تقول أنت تاريخية - فهاته القصة اما أن يكون فيها قول له , واما فعل واما سكوت منه وتقرير على بعض الأفعال التي حدثت تحت ناظريه , وكل هذا تستفاد منه الأحكام وتستنبط منه الفوائد والعبر , فاذا جاءت امرأة وضربت الدف بين يديه , فسكوته معناه جواز هذا الفعل في شريعته , لذلك كان لزاما علينا التفتيش عن صحة كل ما نسب اليه ,
اقتباس:
وقبل ذلك ذكر ابن تيمية في رده على الرافضي في كتابه الموسوم " بمنهاج السنة النبوية " في ما يخص رواية الواقدي ومحمد بن اسحاق السائب والكلبي ؛ فإنهم وإن كانوا بين يدي عدل فيما يتعلق بالمرويات الحديثية فهم مع ذلك عمدة أهل الأخبار والمغازي والسير
شيخ الاسلام في رده على ابن المطهر الرافضي , أشد ما عاب على الرافضة هو احتجاجهم بالروايات المكذوية والأساطير الباطلة فكيف يجعل مثل هؤلاء المجروحين عمدته في الأحبار والمغازي والسير
واذا روى الرافضي قصة عن علي أو الحسن والحسين رضي الله عنهم فيها اخبار بفضلهم على سائر الصحابة , فأول شيء نطالبه به هو سند القصة , فان كان فيها راو متشيع أو كذاب كان الحكم على الرواية بالكذب والبطلان , فكيف نعامل أهل البدع بهذا الميزان ثم نتركه اذا تعلق الأمر بالحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام ؟
ومحمد بن السائب الذي ذكرته هنا كذاب مفرط في التشيع , من الرافضة السبئية , قد أجمع أهل الحديث على تركه , فهذا الذي يضع الحديث ويكذب على النبي عليه الصلاة والسلام أفيتورع عن الكذب عمن دونه ؟
واذا روى حديثا في فضل آل البيت --وقد فعل -أفتقبله منه بحجة أن هذا لا يتعلق به حكم وأنه مجرد اخبار
وفي التهذيب (و قال أبو حاتم : الناس مجمعون على ترك حديثه ، لا يشتغل به ، هو ذاهب الحديث . و قال النسائى : ليس بثقة و لا يكتب حديثه . )) انتهى
فهو متروك تركا كليا لا يكتب حديثه أصلا , نعم يوجد من الأئمة من رضي تفسيره
وفي الميزان ( قال الثوري: اتقوا الكلبي، فقيل: فإنك تروى عنه.
قال: أنا أعرف صدقه من كذبه.)) انتهى
وهذا يفسر سبب رواية بعض الأئمة عنه مثل سفيان , فانه لامامته وجلالته يستطيع تمييز روايته .

وليس بعيدا عنه الواقدي ان لم يكن شرا منه , فقد اتهمه الأئمة وكان يضع الحديث , وفي الميزان (قال أحمد بن حنبل: هو كذاب، يقلب الأحاديث،....
وقال أبو حاتم أيضا والنسائي: يضع الحديث.
...سمعت ابن المديني يقول الواقدي يضع الحديث.)) انتهى
وكذلك اتهمه بالوضع الامام الشافعي واسحاق بن واهويه وأبو داود وغيرهم

وقال الذهبي أيضا ((وقال المغيرة بن محمد المهلبى: سمعت ابن المديني يقول: الهيثم بن عدي أوثق عندي من الواقدي، لا أرضاه في الحديث، ولا في الانساب، ولا في شئ.)) انتهى من الميزان

فامام كابن المديني يقول لا أرضاه في الحديث ولا في الأنساب ولا في شيء , أفنرضاه نحن ؟

مع أنه كان واسع الاطلاع , وقد أحسن الظن به بعض الأئمة , ومن جرحه أعرف به وأخبر .

فلم يبق من الذين ذكرتهم الا ابن اسحاق , وهو غير متروك الحديث , فقد اختلف فيه الأئمة ووثقه ابن معين وابن المديني , وتكلم فيه الامام مالك , لكن حديثه عندهم لا ينزل عن مرتبة الحسن , وانما عيب عليه التدليس عن قوم ضعفاء ومتروكين , فاذا صرح بالتحديث فهو صدوق وروايته حسنة مقبولة
أما في المغازي والأخبار فهو حجة بلا خلاف , وهو من صغار التابعين أدرك أنس بن مالك رضي الله عنه وأدرك كثيرا ممن أدرك الصحابة فروايته أعلى وأقرب ,
اقتباس:
لأن المتقدمين كانوا أبصر من المعاصرين في نقد الأخبار بصنفيها تاريخية وحديثية ، ويميزون بين الفرق بين نقد الأخبار التاريخية



لم يتبين لي مقصودك جليا , فان كنت تشير الى محدث العصر الألباني الذي وهى هاته القصة فقد جانبت الصواب , لأنه حين ضعفها استشهد بكلام المتقدمين , وقد ذكرت لك كلام الحافظ العراقي والذي أشار اليه الألباني في تخريجه , قال الحافظ (((رواه البيهقي في الدلائل من حديث ابن عائشة معضلاً وليس فيه ذكر الدف والألحانـ.)) انتهى

وذكر الألباني أيضا كلام الحافظ ابن حجر مستدلا به فقال ((وأزيد هنا فأقولك: قال الحافظ في "الفتح" (4/262) :
"وهو سند معضل، ولعل ذلك كان في قدومه من غزوة تبوك".)) انتهى من الضعيفة

وتأمل ما قال بعد ذلك ((وإن مما يؤكد نكارة ذكر الدفوف في قصة إستقباله صلى الله عليه وسلم قول البراء بن عازب رضي الله عنه:
ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فما رأيت أهل المدينة فرحوا بشيء فرحهم برسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى جعل الإماء يقُلن: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم.
رواه البخاري (3925) وغيره، وهو مخرج في "تخريج فقه السيرة" (ص 169 - دار القلم) .
ومثله حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
إِنِّي لَأَسْعَى فِي الْغِلْمَانِ يَقُولُون: جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا ثُمَّ يَقُولُونَ جَاءَ مُحَمَّدٌ فَأَسْعَى فَلَا أَرَى شَيْئًا قَالَ حَتَّى جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ أَبُو بَكْرٍ فَكُنَّا فِي بَعْضِ حِرَارِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ بَعَثَنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لِيُؤْذِنَ بِهِمَا الْأَنْصَارَ فَاسْتَقْبَلَهُمَا زُهَاءَ خَمْسِ مئة مِنْ الْأَنْصَارِ حَتَّى انْتَهَوْا إِلَيْهِمَا فَقَالَتْ الْأَنْصَارُ انْطَلِقَا آمِنَيْنِ مُطَاعَيْنِ فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَاحِبُهُ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ فَخَرَجَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ حَتَّى إِنَّ الْعَوَاتِقَ لَفَوْقَ الْبُيُوتِ يَتَرَاءَيْنَهُ يَقُلْنَ أَيُّهُمْ هُوَ أَيُّهُمْ....

الى أن قال ((والمقصود، أن هذه الأحاديث الصحيحة تؤكد نكارة ذكر الدفوف والغناء في حديث الترجمة ونحوه.)) انتهى

و أتوقف هنا والكلام لا يزال مستمرا باذن الله تعالى







رد مع اقتباس
  #8  
قديم 20 Aug 2017, 01:33 PM
عبد الباسط لهويمل عبد الباسط لهويمل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: May 2017
الدولة: الجزائر
المشاركات: 96
افتراضي

المعنى الأول قولك ( فإذا جاءت امرأة وضربت الدف بين يديه فسكوته معناه جاز هذا ) فهذا دليل على عدم وقوفك عن المراد من الكلام الذي عقبت به على هذا المقال ، فإن المثل الذي ضربته أنت يدخل في الأحاديث وليس في الأخبار فانتبه . وحتى لو استعملنا منهج المؤرخين في نقد المتن لكان الخبر مردودا لمعارضته أصولا معلومة من الدين بالضرورة .
وقد صَدقَ فيكَ قولي إذ لم يستبن لك وجه ما ذكرته ؛ ومن ذاك حديثك عن رواة المغازي والسير في باب الأحاديث ؛ وهذا غلط -أبقاك الله- وعدم تميزك بين تعديلهم وتجريحهم في باب السير والمغازي وباب الأحاديث ؛ ثم إن تجريحك للواقدي ونقلك أقول الأئمة الأعلام كان يكون صحيحا لو كان الأمر يتعلق في روايته للأحاديث ؛ كيف ونحن نتحدث عن السير والمغازي ؟ وقد اتفق طائفة من المحققين على صحة مغازيه وسيره وإن جرحوه في رواية الأحاديث ؛ وما هذا إلا لعدم التمييز بين الفنين.
ثم رحت توَّجه ما ذكرت لك جملة عن شيخ الإسلام بكلام مهملج ؛ ولم تنظر في كلامه المنصص ؛ ثم بدأت تنقل أقوال العلماء في محمد بن السائب ؛ ولم نعدله وإنما ذكرنا أن شيخ تقي الدين ذكره في كتابه منهاج النبوة فيمن ذكر من رواة الأخبار .

فأخبار الواقدي وسيف بن عمر التميمي لا تقبل إلا بعد التثبت منها، سواء في علم الحديث أم في التاريخ، لتتابع كلام أئمة الجرح والتعديل على تضعيفهما، ولكن لا تهمل أقوالهما كما جرى على ذلك عمل كثير من المحققين الذين كتبوا في التاريخ والسير كابن كثير والذهبي وابن حجر، وقبل هؤلاء وبعدهم، قال ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في منهاج السنة: وكثير من الناس لا يحتج بروايته المفردة إما لسوء حفظه وإما لتهمة في تحسين الحديث، وإن كان له علم ومعرفة بأنواع من العلوم، ولكن يصلحون للاعتضاد والمتابعة كمقاتل بن سليمان ومحمد بن عمر الواقدي وأمثالهما، فإن كثرة الشهادات والأخبار قد توجب العلم، وإن لم يكن كل من المخبرين ثقة حافظا حتى يحصل العلم بمخبر الأخبار المتواترة وإن كان المخبرون من أهل الفسوق إذا لم يحصل بينهم تشاعر وتواطؤ، والقول الحق الذي يقوم عليه الدليل يقبل من كل من قاله وإن لم يقبل بمجرد إخبار المخبر به. انتهى.

وقال أيضا في مجموع الفتاوى: وَمَعْلُومٌ أَنَّ الواقدي نَفْسَهُ خَيْرٌ عِنْدَ النَّاسِ مِنْ مِثْلِ هِشَامِ بْنِ الْكَلْبِيِّ وَأَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ وَأَمْثَالِهِمَا، وَقَدْ عُلِمَ كَلَامُ النَّاسِ فِي الواقدي، فَإِنَّ مَا يَذْكُرُهُ هُوَ وَأَمْثَالُهُ إنَّمَا يُعْتَضَدُ بِهِ وَيُسْتَأْنَسُ بِهِ، وَأَمَّا الِاعْتِمَادُ عَلَيْهِ بِمُجَرَّدِهِ فِي الْعِلْمِ، فَهَذَا لَا يَصْلُحُ. انتهى.

وقال ابن كثير في البداية والنهاية: وَالْوَاقِدِيُّ عِنْدَهُ زِيَادَاتٌ حَسَنَةٌ وَتَارِيخٌ مُحَرَّرٌ غَالِبًا، فَإِنَّهُ مِنْ أَئِمَّةِ هَذَا الشَّأْنِ الْكِبَارِ، وَهُوَ صَدُوقٌ فِي نَفْسِهِ مِكْثَارٌ. انتهى.

وقال الذهبي ـ رحمه الله ـ في سير أعلام النبلاء: قَدْ تَقَرَّرَ أَنَّ الوَاقِدِيَّ ضَعِيْفٌ، يُحْتَاجُ إِلَيْهِ فِي الغَزَوَاتِ وَالتَّارِيْخِ، وَنُوْرِدُ آثَارَهُ مِنْ غَيْرِ احْتِجَاجٍ، أَمَّا فِي الفَرَائِضِ فَلاَ يَنْبَغِي أَنْ يُذْكَرَ، فَهَذِهِ الكُتُبُ السِّتَّةُ، وَمُسْنَدُ أَحْمَدَ، وَعَامَّةُ مَنْ جَمَعَ فِي الأَحْكَامِ، نَرَاهُم يَتَرَخَّصُوْنَ فِي إِخْرَاجِ أَحَادِيْثِ أُنَاسٍ ضُعَفَاءَ، بَلْ وَمَتْرُوْكِيْنَ، وَمَعَ هَذَا لاَ يُخَرِّجُوْنَ لِمُحَمَّدِ بنِ عُمَرَ شَيْئاً، مَعَ أَنَّ وَزنَهُ عِنْدِي أَنَّهُ ـ مَعَ ضَعْفِهِ ـ يُكْتَبُ حَدِيْثُهُ وَيُرْوَى، لأَنِّي لاَ أَتَّهِمُهُ بِالوَضْعِ، وَقَوْلُ مَنْ أَهدَرَهُ، فِيْهِ مُجَازَفَةٌ مِنْ بَعْضِ الوُجُوْهِ، كَمَا أَنَّهُ لاَ عِبْرَةَ بِتَوْثِيقِ مَنْ وَثَّقَهُ: كَيَزِيْدَ، وَأَبِي عُبَيْدٍ، وَالصَّاغَانِيِّ، وَالحَرْبِيِّ، وَمَعْنٍ، وَتَمَّامِ عَشْرَةِ مُحَدِّثِيْنَ، إِذْ قَدِ انْعَقَدَ الإِجْمَاعُ اليَوْمَ عَلَى أَنَّهُ لَيْسَ بِحُجَّةٍ، وَأَنَّ حَدِيْثَهَ فِي عِدَادِ الوَاهِي رَحِمَهُ اللهُ. انتهى.

وقال ابن حجر في تقريب التهذيب: سيف بن عمر التميمي صاحب كتاب الردة، ويقال له الضبي، ويقال غير ذلك الكوفي ضعيف في الحديث عمدة في التاريخ، أفحش ابن حبان القول فيه. انتهى
وهذا المبحث يحتاج إلى تحرير وشواهد ليس هذا موضع بسطه ؛ ولكن القصد ايراد المعنى مجملا ؛ فقد رأينا من اجتاح كتب التاريخ بالنظر في الآسانيد دون أن يستعمل منهج المؤرخين في نقد الأخبار وفقا لقواعد وضوابط معلومة ؛ وقد استعمل منها شيخ الإسلام ذلك حتى في كثير من الأحاديث الصحيحة ؛ ويوجد مؤَلف في نقد شيخ الإسلام لبعض المرويات من خلال المتن كقوله في حديث السبعين ألفا الذين يدخلون الجنة بغير حساب فجاءت رواية عند مسلم يرقون ، وهي مخرجة في الصحيح يسترقون ، فقال إن لفظة ( يرقون ) غلط مع أنها مخرجة في صحيح مسلم واعتبر بغلط اللفظة باعتبارات خارجة عن الإسناد مع أن هذا لا يصلح في باب الفرائض والأحكام التي مدارها على صحة الأسانيد وسلامة رواتها من القدح لكنه قد يقع في بعض المروايات غلطا من أحد الرواة لسوء ضبطه لما تحمل فيصحح ذلك بالشواهد والمتابعات والأصل في اعمال ذلك في باب المرويات التاريخية فيما لا تعارض بينها وبين الثوابت والأصول ؛ فإن المروايات التاريخية التي يوردها أصحاب السير والمغازي تؤخذ مأخذ كلام أهل الكتاب فإن كان ما يعارض الشرع والأصول فيرد ولا كرامة ، وأما ما يوافق الشرع فيؤخذ به ؛ وأما لا نعرف صحته أو فساده نتوقف فيه ؛ كما أن رواة الاخبار العمدة في تعديلهم وتجريحهم هو صحة مخرج ما رووه أو كذبه ؛ فقد يكون راوي الخبر ثقة ولكن ينقل خبرا على غير وجهه الصحيح أو خبرا مكذوبا ابتداء ؛ ويقع العكس لدى من هو أدنى درجة من الثقة كالسيء الحفظ أو المتهم فيما يرويه ، ونحن نتكلم عن المرويات التاريخية لا عن الأحاديث ؛ فمثلا قد يأتيك رجل تجزم بسوء مذهبه وكذبه ، فيخبرك خبرا فلا تصدقه ، ثم تجد أن غيره قد أخبر بمثله أو نحوه من عدة طرق فتجزم بصحة مخرجه وإن كنت لا تجزم بصحة ما ورد فيه تفصيلا ؛ وهكذا في باب المرويات التاريخية فقد يروي محمد بن السائب الكلبي رواية في المغازي أو السير فلا تصدقه بل تكون تهمته بين عينيه ؛ ثم لا تبرح حتى تجد نفس الخبر الذي رواة ابن الكلبي قد رواه آخرون ممن هم أجود ضبطا وأصدق خبرا منه ، بخلاف الأحاديث فإن مدار الصحة والسلامة في صحة الأسانيد ؛ هذا ما حضرني السّاعة والامر يحتاج إلى بسط أكثر من ذلك ليس هذا موضعه ، ولا نحن فرسانه ، ولكن اللبيب بالإشارة يفهم وإلا فالسكوت حكمة
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 20 Aug 2017, 03:22 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

اقتباس:
لمعنى الأول قولك ( فإذا جاءت امرأة وضربت الدف بين يديه فسكوته معناه جاز هذا ) فهذا دليل على عدم وقوفك عن المراد من الكلام الذي عقبت به على هذا المقال ، فإن المثل الذي ضربته أنت يدخل في الأحاديث وليس في الأخبار فانتبه . .
المثل الذي ضربته مطابق تماما للرواية المذكورة في الموضوع , لأن المقصود هو انشاد الشعر وضرب الدف بحضرة النبي عليه الصلاة والسلام واقراره لذلك , وبهذا احتج جماعة الاخوان المسلمين على جواز مثل هذا الفعل , وكيف جعلت المثال الذي ذكرته لك داخلا في الأحاديث بينما أخرجت الرواية المذكورة في الموضوع الأصلي من جملة الأحاديث وحشرتها في زمرة الأخبار ؟
ولحد الساعة لم يتبين لي وجه تفريقك بين الأخبار والأحاديث ؟

اقتباس:
وحتى لو استعملنا منهج المؤرخين في نقد المتن لكان الخبر مردودا لمعارضته أصولا معلومة من الدين بالضرورة
بل هذا المتن غير مردود بالكلية وعلى اطلاقه فهو ثابت مقيدا من حديث بريدة أن امرأة ضربت بين يديه بالدف ,وتغنت ولم يزجرها , وهذا رواه أحمد وصححه الترمذي , لكنه حادثة عين لا عموم لها , واستدل بها على جواز هذا الفعل لأجل قدوم الغائب واظهار الفرح به , لكن الصحيح أن هاته المرأة كانت قد نذرت نذرا فأمرها النبي عليه الصلاة والسلام بوفائه وفي الحديث (يا رسول الله إنى كنت نذرت إن ردك الله سالما أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنى ,فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت نذرت فاضربى , وإلا فلا))

اقتباس:
وقد صَدقَ فيكَ قولي إذ لم يستبن لك وجه ما ذكرته ؛ ومن ذاك حديثك عن رواة المغازي والسير في باب الأحاديث ؛ وهذا غلط -أبقاك الله- وعدم تميزك بين تعديلهم وتجريحهم في باب السير والمغازي وباب الأحاديث
سبحان الله !
قد نقلت لك كلام الأئمة في تجريح رواياتهم مطلقا , وأنها لا تكتب , وأنهم في عداد المتروكين بل الكذابين , فهل يكتب حديث الكذاب الوضاع ؟
وكلام ابن المديني صريح في ذلك

اقتباس:
ثم رحت توَّجه ما ذكرت لك جملة عن شيخ الإسلام بكلام مهملج ؛ ولم تنظر في كلامه المنصص ؛ ثم بدأت تنقل أقوال العلماء في محمد بن السائب ؛ ولم نعدله وإنما ذكرنا أن شيخ تقي الدين ذكره في كتابه منهاج النبوة فيمن ذكر من رواة الأخبار .
لم يكن كلامي مهملجا بل ممنهجا , وكلامك الأخير ينقض كلامك الأول حين قلت أن هؤلاء الرجال هم عمدة في الأخبار , وهذا كلامك الأول
اقتباس:
فإنهم وإن كانوا بين يدي عدل فيما يتعلق بالمرويات الحديثية فهم مع ذلك عمدة أهل الأخبار والمغازي والسير ؛ ولم يطعن أحد عليهم فيما روه من الاخبار التاريخية ؛
من من الأئمة اعتمدهم في الأخبار ؟ الا أن يكون ابن خلدون
وقد قرأت طعونات أهل هذا الشأن فيهم

أما كلام شيخ الاسلام , ففي غير الوجهة التي يممته اليها , وأقرأ هذين المثالين من كلامه عسى ألا تعود الى الاستشهاد به على أمر قد فرغ منه


قال شيخ الاسلام في الفتاوى

(لْحَمْدُ لِلَّهِ، قَدْ صَحَّ عَنْ {النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قِيلَ لَهُ: إنَّك تَتَوَضَّأُ مِنْ بِئْرِ بضاعة وَهِيَ بِئْرٌ يُلْقَى فِيهَا الْحِيَضُ؛ وَلُحُومُ الْكِلَابِ؛ وَالنَّتْنُ؟ فَقَالَ: الْمَاءُ طَهُورٌ لَا يُنَجِّسُهُ شَيْءٌ} وَبِئْرُ بضاعة بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ وَأَهْلِ الْعِلْمِ بِهَا هِيَ بِئْرٌ لَيْسَتْ جَارِيَةً وَمَا يُذْكَرُ عَنْ الواقدي مِنْ أَنَّهَا جَارِيَةٌ: أَمْرٌ بَاطِلٌ؛
فَإِنَّ الواقدي لَا يُحْتَجُّ بِهِ بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَلَا رَيْبَ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ بِالْمَدِينَةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَاءٌ جَارٍ وَعَيْنُ الزَّرْقَاءِ وَعُيُونُ حَمْزَةَ مُحْدَثَةٌ ...)) انتهى

فهو ينقل الاتفاق على عدم الاحتجاج به , ولم يخصص مودر الاحتجاج, أهو الحديث أو الأخبار التاريخية كما تدعي , مع أن هذا الذي ذكره هو خبر تاريخي عن العمران كما نقلت في كلامك عن ابن خلدون , فالواقدي يزعم أن هاته البئر كانت جارية , وقد خالف اتفاق أهل الأحبار والسير في ذلك ,

وأزيدك هذا المثال الذي لا يدع لمستريب أدنى شك في أن الواقدي ليس بشيء في كل شيء

قال شيخ الاسلام
(وَمَنْ قَالَ مِنْ الْفُقَهَاءِ إنَّ الشَّمْسَ تَكْسِفُ فِي غَيْرِ وَقْتِ الِاسْتِسْرَارِ فَقَدْ غَلِطَ وَقَالَ مَا لَيْسَ لَهُ بِهِ عِلْمٌ. وَمَا يُرْوَى عَنْ الواقدي مِنْ ذِكْرِهِ: أَنَّ إبْرَاهِيمَ بْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَاتَ يَوْمَ الْعَاشِرِ مِنْ الشَّهْرِ وَهُوَ الْيَوْمُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْكُسُوفِ: غَلَطٌ. والواقدي لَا يُحْتَجُّ بِمَسَانِيدِهِ فَكَيْفَ بِمَا أَرْسَلَهُ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُسْنِدَهُ إلَى أَحَدٍ وَهَذَا)) انتهى
,انت ترى بأم عينيك أن الرجل ذكر لنا تريخ وفاة ابراهيم , فأخطأ , ثم عقب شيخ الاسلام بأنه غير حجة فيما يسنده الى النبي عليه السلام فكيف بما لم يسنده وجعله من قوله ؟
فهل هذا المثال خاص بالأحاديث أم بالأخبار والسير والتواريخ ؟


التعديل الأخير تم بواسطة أحمد القلي ; 20 Sep 2017 الساعة 10:34 PM
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 20 Sep 2017, 11:18 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

قد سبق نقل الخلاف في تحديد موضع ثنية الوداع , وسميت كذلك لأن المسافر كان يشيع اليها ويودعونه عندها

قال الخافظ العسقلاني في الفتح (8-128)

(وَزَادَ فِي آخِرِهِ مَقْدَمَهُ مِنْ تَبُوكَ فَأنْكر الدَّاودِيّ هَذَا وَتَبعهُ بن الْقَيِّمِ وَقَالَ ثَنِيَّةُ الْوَدَاعِ مِنْ جِهَةِ مَكَّةَ لَا مِنْ جِهَةِ تَبُوكَ بَلْ هِيَ مُقَابِلُهَا كَالْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ قَالَ إِلَّا أَنْ يَكُونَ هُنَاكَ ثَنِيَّةٌ أُخْرَى فِي تِلْكَ الْجِهَةِ)) انتهى
هكذا قال رحمه الله تعالى لكن الذي قاله ابن القيم هو عكس ذلك تماما حيث صرح أنها جهة الشام وأنكر أن تكون من جهة مكة
قال في الزاد (3-463)

(وَبَعْضُ الرُّوَاةِ يَهِمُ فِي هَذَا وَيَقُولُ: إِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ عِنْدَ مَقْدِمِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ مِنْ مَكَّةَ، وَهُوَ وَهْمٌ ظَاهِرٌ ; لِأَنَّ ثَنِيَّاتِ الْوَدَاعِ إِنَّمَا هِيَ مِنْ نَاحِيَةِ الشَّامِ لَا يَرَاهَا الْقَادِمُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ، وَلَا يَمُرُّ بِهَا إِلَّا إِذَا تَوَجَّهَ إِلَى الشَّامِ،)) انتهى

ولعل الحافظ يقصد ابن عبد البر الذي أشار الى ذلك في تمهيده (14-82)

(وَأَظُنُّهَا عَلَى طَرِيقِ مَكَّةَ وَمِنْهَا بَدَا رَسُولُ اللَّهِ وَظَهَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فِي حِينِ إِقْبَالِهِ مَنْ مَكَّةَ فَقَالَ شَاعِرُهُمْ ... طَلَعَ الْبَدْرُ عَلَيْنَا ... مِنْ ثَنِيَّاتِ الْوَدَاعِ ... ... وَجَبَ الشُّكْرُ عَلَيْنَا ... مَا دَعَا لِلَّهِ دَاعٍ)) انتهى
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 20 Sep 2017, 11:52 PM
أحمد القلي أحمد القلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
المشاركات: 135
افتراضي

ويعيدا عن ثنية الوداع , فانه قد سبق القول بأن الواقدي قد اتهمه الأئمة بالكذب , و من مروياته التي لا تخرج عن هذا الاطار حكايته خبر قتل حمزة رضي الله عنه والتمثيل به ومضغ هند رضي الله عنها كبده

قال الواقدي في المغازي (1/286)
عن وحشي- قال:(.. فَقُلْت: قَدْ، وَاَللهِ مَاتَ الرّجُلُ! وَذَكَرْت هِنْدًا وَمَا لَقِيَتْ عَلَى أَبِيهَا وَعَمّهَا وَأَخِيهَا، وَانْكَشَفَ عَنْهُ أَصْحَابُهُ حِينَ أَيْقَنُوا مَوْتَهُ وَلَا يَرَوْنِي، فَأَكُرّ عَلَيْهِ فَشَقَقْت بَطْنَهُ فَأَخْرَجْت كَبِدَهُ، فَجِئْت بِهَا إلَى هِنْدٍ بِنْتِ عُتْبَةَ، فَقُلْت: مَاذَا لِي إنْ قَتَلْت قَاتِلَ أَبِيك؟ قَالَتْ: سَلَبِي! فَقُلْت: هَذِهِ كَبِدُ حَمْزَةَ. فَمَضَغَتْهَا ثُمّ لَفَظَتْهَا، فَلَا أَدْرِي لَمْ تُسِغْهَا أَوْ قَذَرَتْهَا..)

وهذه القصة باطلة لأنها منقطعة , وراويها قد اتهمه بالكذب ألامام أحمد وابن معين والشافعي والنسائي
وهو لا يحتج بما أسنده كما قال شيخ الاسلام فكيف بما أرسله ؟

وليست هند هي التي أمرت وحشيا بقتل حمزة كما توهم من توهم أو من اعتمد على فيلم الرسالة فان هذا من افتراءات الشيعة وخزعبلات الروافض , والذي دعاه الى قتله هو مولاه جبير بن مطعم مقابل أن يعتقه انتقتما لعمه الذي قتله حمزة , والقصة بطولها رواها البخاري عن وحشي

وروى ابن اسحاق مثل ما روى الواقدي لكن بسند منقطع أيضا لا تقوم به حجة في هذا الموضع
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الأناشيد, الإخوان

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013