منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام » ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 Feb 2013, 01:14 PM
ابو يحي عبد العلي الزارزي ابو يحي عبد العلي الزارزي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 17
افتراضي من حقوق الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم (1).

من حقوق الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم (1).
عباد الله: لقد كان آخر حديثي إليكم في الأسبوع الماضي عن حقوق النبي ص نسأل الله جل وعلا أن يوفقنا للقيام بها على أكمل وجه كما قام بها الصحابة ي، فهم خير من قام بحقوق النبي ص، فقد عزّروه ونصروه وأيدوه، وبذلوا مهجهم وأنفاسهم وأموالهم في سبيل نصرته ونصرة دينه ص ففازوا بكل فضيلة وكان لهم السبق في الخير والفوز برضوان الله.
والصحابي عباد الله: "هو كلُّ مَنْ لقيَ النَّبيَّ ص مؤمناً به وماتَ على ذلك"[1].
وقد أثنى الله تبارك وتعالى على الصحابة في كتابه وعدلهم ووثقهم وبيّن شرفهم وسابقتهم، وأخبر تعالى عن رضاه عنهم ورضاهم عنه، ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ [التوبة]، وقال جل وعلا: ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡﮢ [الفتح].
ولعلوي مكانتهم وشرفهم نوه الله بمنزلتهم في التوراة والإنجيل، ﭧ ﭨ ﭽ ﭑ ﭒ ﭓ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﮀ ﮁ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ [الفتح].
وبين النبي ص فضلهم في سنته في أحاديث كثيرة منها، قوله ص: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ»[2]، وعَنْ جَابِرٍ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: «لَا يَدْخُلُ النَّارَ أَحَدٌ مِمَّنْ بَايَعَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ»[3].
قال عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ت: "إِنَّ اللهَ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَوَجَدَ قَلْبَ مُحَمَّدٍ ص خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَاصْطَفَاهُ لِنَفْسِهِ، فَابْتَعَثَهُ بِرِسَالَتِهِ، ثُمَّ نَظَرَ فِي قُلُوبِ الْعِبَادِ بَعْدَ قَلْبِ مُحَمَّدٍ، فَوَجَدَ قُلُوبَ أَصْحَابِهِ خَيْرَ قُلُوبِ الْعِبَادِ، فَجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نَبِيِّهِ، يُقَاتِلُونَ عَلَى دِينِهِ..."[4].
والأحاديث في هذا الباب عباد الله كثيرةٌ جدّا يعلمها من يطالع كتب السنة.
وشرف لقياهم للنبي ص لا يحصله من فاته ممن جاء بعدهم، وله من الأجر ما ليس لغيره، ولو أتى هذا الذي لم يلتقي النبي ص بكل خير وفضيلة ما نال ذلك الشرف وتلك الدرجة، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ ت قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ ص: «لاَ تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ، ذَهَبًا مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ، وَلاَ نَصِيفَهُ»[5]، تأمل الحديث يا عبد الله واستنتج واعرف قدر الصحابة ي.
قال أبو بكر المروزي -: قلت لأبي عبد الله-أحمد بن حنبل-أيهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟، فقال: معاوية أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله ص أحداً، قال النبي ص: "خير الناس قرني...".
عباد الله: ومما ينبغي على المسلم أن يعرفه في هذا الباب أن صحابة النبي ص متفاضلون فهم ي ليسوا في الفضل سواء، ﭧ ﭨ ﭽ...ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ ﰌ ﰍ ﰎ ﰏ ﰐ [الحديد].
وخير هؤلاء الصّحابة ي عشرة ذكرهم النبي ص في مجلس واحد وبشّرهم بالجنة، فعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ت قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص: «أَبُو بَكْرٍ فِي الجَنَّةِ، وَعُمَرُ فِي الجَنَّةِ، وَعُثْمَانُ فِي الجَنَّةِ، وَعَلِيٌّ فِي الجَنَّةِ، وَطَلْحَةُ فِي الجَنَّةِ وَالزُّبَيْرُ فِي الجَنَّةِ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ فِي الجَنَّةِ، وَسَعْدٌ فِي الجَنَّةِ، وَسَعِيدٌ فِي الجَنَّةِ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الجَرَّاحِ فِي الجَنَّةِ»[6]، وخير هؤلاء العشرة الخلفاء الراشدون أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فقد ثبت في صحيح البخاري عَنِ ابْنِ عُمَرَ ب، أنه قَالَ: «كُنَّا نُخَيِّرُ بَيْنَ النَّاسِ فِي زَمَنِ النَّبِيِّ ص فَنُخَيِّرُ أَبَا بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرَ بْنَ الخَطَّابِ، ثُمَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ»، وثبت عن علي ت أنه قال: "لا يبلغني عن أحد أنه يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حدَّ المفتري"[7].
عباد الله: إن للصحابة يفضلاً عظيماً وأيادي بيضاء على هذه الأمة، فهم من دافع عن دين الله وناصر نبيه وحماه بالنفس والنفيس، حتى قوي ساعد الدين وانتشر في الآفاق، ثم حافظوا على صفاء الدين كما تركهم عليه نبيهم ص حتى بلغوه إلى من بعدهم، وما عُرف من أحدهم تحريف ولا تبديل ولا تغيير ي أجمعين، فهم ي الواسطة بيننا وبين الرسول ص، وهم حملة كتاب رب العالمين، بدونهم تنقطع السلسة ويصبح المرء على غير هدى كالذي يمشي في الظلام الدامس، وإذا كان الأمر كذلك معاشر المسلمين، فعلينا أن نعرف حقهم علينا ونجتهد في اسدائه لا سيما في هذه الآونة التي كثرت فيه الأهواء والبدع حتى أصبح كثير من المسلمين يجهل حق الصحابة فضلا عن القيام به، وقد يكون هذا الجاهل بحقهم ممن يُنسب إلى العلم ويدعيه ولكن هو في شق والعلم في شق آخر والله المستعان.
عباد الله: حقوق الصحابة علينا كثرة من أهمها:
أن نحبهم ونبجلهم ونثني عليهم وندع ونستعفر لهم؛ فحبهم ت علامة الإيمان الصادق وهو من حب النبي ص، وبغضهم علامة نفاق، فعن أنس ت أن رسول الله ص قال: «آيَةُ الإِيمَانِ حُبُّ الأَنْصَارِ، وَآيَةُ النِّفَاقِ بُغْضُ الأَنْصَارِ»[8]، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ت أَنَّ رَسُولَ اللهِ ص قَالَ: «لَا يُبْغِضُ الْأَنْصَارَ رَجُلٌ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ»[9].
وحبهم ي من أسباب محبة الله للعبد، فعن البَرَاءَ ت قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ص يقول: «الأَنْصَارُ لاَ يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلاَ يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ، فَمَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ»[10].
وفي هذه الأحاديث الصحيحة الصريحة رد واضح جلي على ثلاثة طوائف ضالة من هذه الأمة في هذا الباب، أولهما الخوارج الذين قتلوا عثمان ت وقاتلوا علي ت وقتله أحدهم غدراً، وقد قال علي ت: «لَقَدْ عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ الأُمِّيُّ ص أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يَبْغَضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ»[11]، ولا زال أفراخهم إلى اليوم يطعنون في الصحابة بالتلميح تارة وبالتصريح تارة أخرى.
والطائفة الثانية، هم الرافضة (الشيعة) الذين "يطعنون في الصحابة ي طعناً صريحاً، ويحكمون بردتهم جميعاً ما عدا ستة أو سبعة منهم، ويستعملون معهم أقبح السب وأقذع الشتم وبخاصة وزيري رسول الله ص؛ أبي بكر وعمر وابنتيهما عائشة وحفصة ي أجمعين"[12].
والطائفة الثالثة: النواصب الذين ناصبوا أهل البيت العداء.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -: "وَيَتَبَرَّؤُونَ -أهل السنة- مِنْ طَرِيقَةِ الرَّوَافِضِ الَّذِينَ يُبْغِضُونَ الصَّحَابَةَ وَيَسُبُّونَهُمْ، وَطَرِيقَةِ النَّوَاصِبِ الَّذِينَ يُؤْذُونَ أَهْلَ الْبَيْتِ بِقَوْلٍ أَوْ عَمَلٍ"[13].
فاحذروا من قنوات هؤلاء وهؤلاء وإعلامهم الماكر ولا تمكنوا أهلكم من السماع لمن يطعن في صحابة رسولكم ص فإنه لا يأمن على نفسه أن يبتليه الله بموت قلبه والنكوص على الحق.
قال الطحاوي - في عقيدته: "وَنُحِبُّ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ ص َوَلَا نُفَرِّطُ فِي حُبِّ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَلَا نَتَبَرَّأُ مِنْ أَحَدٍ مِنْهُمْ، وَنُبْغِضُ مَنْ يُبْغِضُهُمْ وَبِغَيْرِ الْخَيْرِ يَذْكُرُهُمْ، وَلَا نَذْكُرُهُمْ إِلَّا بِخَيْرٍ، وَحُبُّهُمْ دِينٌ وَإِيمَانٌ وَإِحْسَانٌ وَبُغْضُهُمْ كُفْرٌ وَنِفَاقٌ وطغيان"[14].
ومن حبنا للصحابة الكرام الأطهار أن نسمي أولادنا وبناتنا بأسمائهم بل ونحرص على ذلك سيما الصحابة الذين نالهم قسط من الظلم ممن ظل في هذا الباب، من مثل أبي بكر وعمر وبنتيهما ومعاوية خال المؤمنين ي.
ولتعلم يا عبد الله كم هو كبير تفريط المجتمع في هذا الأمر، أنظر فيمن حولك كم تعرف من واحد اسمه معاوية، وكم تعرف من قريباتك ممن تسمت بعائشة وحفصة، وقارنه بأسماء دخيلة على المجتمع الجزائري التقطوها من هنا وهناك.
ومن حبنا للصحابة ي أن نجتهد في نشر مناقبهم وفضائلهم وآثارهم الحميدة في مجالسنا ودروسنا وخطبنا، وذلك فيه فوائد عظيمة منها معرفة الناس للدين الصافي من خلال الأصحاب فيقبلون عليه تمسكا وعملا ودعوة.
ومن حقوق الصحابةيأن نكف عن أخطائهم الخاصة والعامة؛ فأخطاء الصحابة عباد الله إن وجدت فهي مغمورة في بحار حسناتهم، وليس هذا فحسب بل الله 1 قد غفرها لهم، فلم الكلام عليها، وكلهم ي مجتهد ولم يكن متبعاً للهوى قطعاً، فهو دائر بين أجر وأجرين، فالسلامة من ذلك كله أن لا ندخل في ذلك إلا بعلم واتباع للسلف والترضي عنهم جميعاً، فهم من قال الله فيهم: ... ﰇ ﰈ ﰉ ﰊ... [الحديد]، وقال كذلك: ...ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ [التوبة].
فاحذروا عباد الله من التهوين من التنقص في الصحابة فإنه أمر عظيم، قال البربهاري -: "وإذا رأيت الرجل يطعن على أحد من أصحاب رسول الله ص فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى، لقول رسول ص: «إذا ذكر أصحابي فأمسكوا»[15]، فقد علم النبي ص ما يكون منهم من الزلل بعد موته، فلم يقل فيهم إلا خيرا... ولا تحدث بشيء من زللهم، ولا حربهم، ولا ما غاب عنك علمه، ولا [تسمعه] من أحد يحدث به، فإنه لا يسلم لك قلبك إن سمعت"[16].
والطعن في الصحابة ي طعن في الدين، وهذا ما تفطن له سلف هذه الأمة، قال ابو زرعة الرازي -: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله ص فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول ص عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة"[17].
وروى ابن عساكر عن أبي زرعة الرازي - أنه قال له رجل: إني أبغض معاوية، فقال له: ولم؟، قال: لأنه قاتل عليا، فقال له أبو زرعة: ويحك إن رب معاوية رحيم وخصم معاوية كريم فأيش دخولك أنت بينهما ب.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -: "وَيُمْسِكُونَ -أهل السنة- عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ، وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ مِنْهَا مَا هُوَ كَذِبٌ، وَمَنْهَا مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ، وَالصَّحِيحُ مِنْهُ هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ: إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ، وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُون"[18].
وقال الإِمَامُ عبدُ الله بنُ أَبي زَيدٍ القَيرَوَانِيُّ المالِكيُّ : (ت: 386هـ): «وَلا يُذكَرُ أَحَدٌ مِن أَصحَابِ رَسُولِ اللهِ ص إِلاَّ بأَحسَنِ الذِّكرِ، وَالإِمسَاكُ عَمَّا شَجَرَ بَينَهُم، وَأَنَّهُم أَحَقُّ النَّاسِ أَن يُلتَمَسَ لَهُمُ المَخَارِجُ، وَيُظَنَّ بهُم أَحسَنُ المَذَاهِبِ»[19].
واعلموا عباد الله: أن الطعن في الصحابة الكرام أو بعضهم لا يضرهم أبداً، روى الخطيب البغدادي في تاريخه وابن عساكر في كتاب "تبيين كذب المفتري" عن جابر ب قال: قيل لعائشة ل: إن ناساً يتناولون أصحاب رسول الله ص حتى أبا بكر وعمر، فقالت ل: وما تعجبون من هذا؟! إنهم قوم انقطع عنهم العمل فأحب الله أن يواصل لهم الأجر".
إذا تبين لك هذا الأمر فاحذر من الكلام في أخطاء الصحابة وما شجر بينهم، ومن فعل ذلك بلا علم ولا حلم ولا اتباع فهو دائر بين وزر وأوزار.
وهاهنا تنبيهان: الأول: أنه لا يجوز لأحد من المسلمين أن يتكئ على ما وقع بين الصحابة ليصوغ ما يقع منه أو من جماعته من أخطاء ومخالفات للدين.
والأمر الثاني: أن أصحاب الدعوة إلى التقريب بين أهل السنة والروافض ما عرفوا قدر الصحابة حق قدرهم إذا كيف يجتمع محبهم مع مبغضهم ولو كان هذا الداعي ما كان.
وما أحسن ما قال ابن بهيج الأندلسي -: على لسان أم المؤمنين عائشة ل في الرد على من أراد فعل ذلك:
من حبني فليجتنب من سبني إن كان صان محبتي ورعاني
وإذا محبي قد ألظ بمبغضي فكلاهما في البغض مستويان
ومن حقوق الصحابةرضي الله عنهم سلامة قلوبنا لهم؛ فلا نحمل لهم غلا ولا حقد طمعاً أن نكون من جملة من قال الله فيهم: ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ [الحشر]، ومن وجد في قلبه شيء من ذلك على أحد منهم فهو على خطر عظيم، ﭧ ﭨ ﭽ...ﭿ ﮀ ﮁ ﮃ ﮄ ﮅﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ [الفتح].
"وَمن هَذِه الْآيَة أَخذ الإِمَام مَالك - فِي رِوَايَة عَنهُ بِكفْر الروافض الَّذين يبغضون الصَّحَابَة، قَالَ: لِأَن الصَّحَابَة يغيظونهم وَمن غاظه الصَّحَابَة فَهُوَ كَافِر"[20].
"تكلم أحدهم في زمن عبد الله ابن عمر ب في بعض الصحابة، فناداه ابن عمر وأجلسه وقال له: إن الله جل وعلا يقول: ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯢ ﯣ ﯤ ﯥ [الحشر]، فهل أنت من هؤلاء، قال الرجل: لا.
فقال له ويقول الله /: ﯦ ﯧ ﯨ ﯩ ﯪ ﯫ ﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵ ﯶ ﯷ ﯸ ﯹ ﯺ ﯻ ﯼ ﯽ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅ ﰆ [الحشر]، فهل أنت من هؤلاء، فقال الرجل: لا.
وقال الله تعالى: ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ [الحشر]، فهل أنت من هؤلاء، فقال الرجل: أرجوا، فقال ابن عمر ب: لا،[21] ليس من هؤلاء من يبغض هؤلاء".
هذه معاشر الأحبة بعض حقوق صحابة نبينا علينا فلنجتهد في معرفتها والقيام بها على أكمل الوجوه، وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

[1]: الإصابة: (1/10).

[2]: متفق عليه؛ خ: (2652)، م: (2533).

[3]: صحيح؛ الترمذي: (3860)، أبو داود: (4653).

[4]: حسن؛ أحمد: (3600).

[5]: البخاري: (3673) واللفظ له، مسلم: (2540).

[6]: صحيح؛ الترمذي: 3747 واللفظ له، وأبو داود: 4649.

[7]: السنة لابن أبي عاصم: (1219)، وفضائل الصحابة لأحمد ابن حنبل: (49).

[8]: البخاري: (17).

[9]: مسلم: (76).

[10]: متفق عليه؛ خ: (3783)، وم: (75).

[11]: صحيح؛ الترمذي: (3736).

[12]: مجلة الإصلاح: (ع26، ص4).

[13]: العقيدة الواسطية.

[14]: العقيدة الطحاوية: (ص: 81 بتعليق الألباني -).

[15]: صحيح؛ الطبراني في الكبير: (رقم: 1427 مكتبة ابن تيمية القاهرة)، انظر الصحيحة: (رقم: 34).

[16]: شرح السنة للبربهاري: (ص: 111، 112 بحذف يسير).

[17]: العواصم من القواصم: (ص: 34 طبعة الدعوة والإرشاد) .

[18]: العقيدة الواسطية.

[19]: عقيدة أبن أبي زيد القيرواني.

[20]: الصواعق المحرقة على أهل الرفض والضلال والزندقة: (2/607).

[21]: القصة سمعتها من الشيخ محمد ابن هادي المدخلي حفظه الله في شريط حقوق الصحابة ي.


التعديل الأخير تم بواسطة ابو يحي عبد العلي الزارزي ; 27 Feb 2013 الساعة 06:37 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Feb 2013, 06:39 PM
ابو يحي عبد العلي الزارزي ابو يحي عبد العلي الزارزي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 17
افتراضي

هذا جهد بسيط من واجبنا نحو صحابة رسولنا صلى الله عليه وسلم، وارجوا من إخواني أن ينبهوني إلى ما يلزم التنبيه عليه إن وجدت، وجزاكم الله كل خير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 03 Mar 2013, 01:10 PM
ابو يحي عبد العلي الزارزي ابو يحي عبد العلي الزارزي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 17
افتراضي

ال ابو زرعة الرازي رحمه الله: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه زنديق، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة"
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013