منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 May 2014, 07:02 PM
حسان البليدي حسان البليدي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: وادي العلايق - البليدة
المشاركات: 340
افتراضي ترجمة الشّيخ مصطفى بلغيث الجزائري (حفظه الله تعالى)

بسم الله الرحمن الرحيم .

ترجمة الشّيخ مصطفى بلغيث الجزائري ( حفظه الله تعالى ) .

بقلم الطالب: زكرياء مزاري .



ـ اسمه ونسبه :

هو الشّيخ أبو زكرياء مصطفى بن أحمد بلغيث الجزائري ، من مواليد الرُّبع الأخير من القرن الرابع عشر هجري ، الموافق ليوم : 18 أوت 1971م بحي بزيوش أحد أحياء مدينة المدية جنوب العاصمة الجزائر .

ـ نشأته و بيئته :

نشأ الشّيخ في بيئة معطّرة بأنفاس القرآن الكريم من المشايخ و الطلبة في الولاية ، وسط أسرة محافظة و على رأسهم الوالد الكريم الذي كان له الفضل في هذه التنشئة الطيّبة أحسن ما ينشأ الفتيان عليها، قال الشاعر :

و ينشأ ناشئ الفتيان فينا على ما كان عوّده أبوه

و ما كان الفتى نجما و لكن يعوّده على التديّن أقربوه .

وعليه فكثيرا ما نجد تلك المواهب البارزة قديما و حديثا وراءها قوة دافعة لها نحو السّمو و طهارة النفس من أجل إثراء الأمة بنور الكتاب و السنة و فهم سلف الأمة ، و غالبا ما نجد تلك القوة مصدرها الوالدين الكريمين ، و هذا حال المترجَم له مع والده و مسيرته في الطلب ، فكان خير مرافق ومشجّع له حال الصّعاب ، وهذا ما لمسته منه حين قصّ عليّ رحلته في الطّلب بدءا من موريتانيا ، فقد واجه الشّيخ بعض العقبات مثلما وجد أولاها في المطار حين طُلبت منه وثيقة أساسية من الوثائق التي تتطلب وقتا لإخراجها من مصدرها ، فحسّ الشيخ بنوع من الضّيق حال ذلك ، ولكن صحبة الوالد له حينها بالتّشجيع له مادّيا ومعنويا زاده يقينا و سعيا بالجدّ و المثابرة من أجل تحقيق المعالي في طلب العلم ، فحقيق على كل طالب العُلا لذرّيّته أن يحذو حَذْوَ والد المترجَم له في المرافقة و الصُّحبة.

و قد أثمرت تلك التّنشئة الطيّبة فردا غيورا على دينه و أمّته ،ذا سمت حسن و خلق رفيع بين أهله و طلبته و كل من خالطه ـ و لا نزكّ على الله أحدا ـ فكان الشّيخ غالبا ما يفرض احترامه على طلّابه ، مما جعل أولئك الطلّاب يهابونه حياء و يقدرونه في أنفسهم ،و ما تجده يلفظ بالكلمة المؤذية قطّ ، حتى على المخالفين له ، و إنما همّه و شغله الشّاغل هو الاستزادة من العلم و قبول كلمة الحقّ من موافقيه أو مخالفيه رغبة منه في التنوّر بمشكاة النّبوّة الصّافية من شوائب البدع و الخرافات .

ـ طلبه للعلم :

زاول الشيخ حفظه الله تعالى دراسته النّظامية بمسقط رأسه بمدينة المدية ، بعدها انتابته رغبة شديدة في حفظ القرآن الكريم ، فانتقل إلى زاوية ـ تيمزار ـ بولاية تيزي وزو ( شرق عاصمة الجزائر ) و ذلك سنة ثمان و ثمانين تسعمائة و ألف ( 1988 م) ، و بعد أن أتمّ حفظ القرآن بالزّاوية المذكورة أراد التوسّع في علوم القرآن و التفقّه فيه ، فشدّ الرّحال إلى معهد محمد بن سعود الإسلامية بموريتانيا التّابعة للجامعة الإسلامية بالرّياض من أجل التّسجيل و مواصلة الدّراسة النّظامية فيه ، وكان ذلك سنة إحدى و تسعين تسعمائة و ألف (1991م)وهناك التقى بمجموعة من المشايخ كالشّيخ محمد ولد مرابط ، و الشيخ محمد سالم ولد عدود و غيرهم ، وقد استفاد من علمهم و تجربتهم ، و في سنة ثلاث و تسعين تسعمائة و ألف (1993م) ارتحل الشّيخ حفظه الله تعالى من موريتانيا إلى المملكة العربيّة السّعودية و كلّه شوق للاحتكاك بكبار العلماء هناك ، وقد يسّر الله سبحانه و تعالى له ذلك ، أين استطاع الالتقاء بالمشايخ الأفاضل الذين كان لدعوتهم في مشارق الأرض و مغاربها الأثر البالغ في الإصلاح و إخراج الأمّة من دائرة الاختلاف والابتداع إلى دائرة الائتلاف و الإتّباع ، كالشّيخ العلاّمة عبد العزيز بن باز والعلامة محمد بن صالح العثيمين ـ رحمهما الله تعالى ـوقد استفاد منهما الشّيخ، وخصوصا منهما العلّامة بن باز ـ رحمه الله ـ الذي نال الشّيخ شرف الجلوس إليه .

بعد بلاد التوحيد عبر الشّيخ ـ حفظه الله تعالى ـ إلى دمشق ملتمسا في الاستزادة في الطّلب من أهل العلم هناك ، و قد التحق بالعلّامة المحدّث عبد القادر الأرناءوط ـ رحمه الله تعالى ـ و الذي نال منه تزكية خطّية بقلمه .

وبعد هذه الجولة في طلب العلم عاد الشّيخ ـ حفظه الله تعالى ـ إلى موريتانيا سنة خمس و تسعين تسعمائة و ألف ( 1995م ) لتكملة دراسته النّظامية بالمعهد ـ السّالف الذّكر ـ و في سنة ألفين واثنين ( 2002م ) تحصّل على شهادة الليسانس في العلوم الإسلامية .

ـ نشاطه الدعوي :

عملا بقوله تعالى : " أدع إلى سبيل ربّك بالحكمة و الموعظة الحسنة وجادلهم بالتّي هي أحسن " و قوله تعالى : " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقّهوا في الدّين و لينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلّهم يحذرون " و التي كان الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى كثيرا ما يستدلّ و يذكّر بها الدّفعات المتخرّجة من الجامعة الإسلامية حتى يحسّسهم بالمسؤولية المحمولة على عاتقهم خصوصا بين قومهم ، استفتح الشّيخ أبو زكرياء ـ حفظه الله تعالى ـ نشاطه الدّعوي ببلدته و ذلك مباشرة بعد عودته من موريتانيا أين عُيّن إماما خطيبا بمسجد الإمام الشافعي بحي بزيوش بمدينة المدية ، فتنوّع نشاطه فيه بين دروس مسائية للعامة في التّفسير و الفقه الميسّر و السّيرة النّبوية ، ودرس آخر مخصّص للنّساء حول كلِّ ما يهمّ المرأة المسلمة ، كلُّ ذلك بأسلوب يجمع فيه الشّيخ بين اللّسان العربي الفصيح و اللّسان العامّي الجزائري الذي يستطيع من خلاله تبليغ الرسالة المحمّدية على النّهج السّليم . و دروس أخرى للخاصّة في فنون متعدّدة كأصول الفقه و مصطلح الحديث و النّحو و المواريث، وذلك خلال أيام متفرقة من أيام الأسبوع.

ومن المشايخ الذين جعلهم بمثابة المرجعية في فقه النّوازل و القضايا المستجدّة و مصدر استشارة في النّشاط الدّعوي فضيلة الشيخ الدّكتور محمد علي فركوس حفظه الله تعالى الذي لم يبخل عليه هو الآخر ـ كلما قصده ـ بباقة من النّصائح و التّوجيهات التي لا يستغني عنها عالم أو متعلم .

و بعد ثلاث سنوات حُوّل الشّيخ إلى مسجد إبراهيم الخليل بالرّمالي بمدينة المدية ، ولا يزال فيه مواصلا نشاطه الدّعوي والذي أثمر مجموعة من طلبة العلم الذين تشبّعت قلوبهم بحبّ العلم وأهله عاملين بالنّصائح و التّوجيهات المسدّدة لهم منه.

و في السنة الحالية رجع الشيخ إماما إلى مسجد الشافعي بمدينة المدية و قد وظّف نشاطه الدّعوي خلال الأسبوع على النّحو التالي :

ـ يوم السّبت ( من المغرب إلى العشاء): تفسير القرآن الكريم.

ـ يوم الاثنين ( من المغرب الى العشاء ) : السّيرة النبوية.

ـ يوم الأربعاء ( من المغرب إلى العشاء ) : الفقه الميسّر.

للتّنبيه ؛فإنّ الشّيخ لم يقتصر نشاطه في المسجد فحسب ، بل تعدّى ذلك إلى إلقاء محاضرات علميّة في الإقامات الجامعية ، وذلك بمدينة المدية و البليدة و الجزائر العاصمة و غيرها من المدن .

و الملاحظ على الشّيخ حفظه الله تعالى ـ و لا نزكّ على الله أحدا ـ أنه ذو سمت حسن، ووجه طليق تحذوه ابتسامة لكل من يعرفه و من لا يعرفه ، و ذو صدر رحب لتوجيهات إخوانه من أجل سيرورة الدّعوة على هدى و بصيرة، كما نجده من الحريصين على إعمار المساجد ماديا و روحيا ، و مثال ذلك أنّه جعل في كل مسجد عُيّن فيه مكتبة علميّة تحمل كتبا في شتّى الفنون الإسلامية و غيرها لا يستغني عنها طالب علمٍ في أي مستوى كان فيه .

و في الأخير نساّل الله تبارك وتعالى أن يجزيَ الشّيخ خير الجزاء على جهده المبذول في الدّعوة إلى الله تعالى ، و أن يُسدّد خطاه لما فيه خير للبلاد و العباد .

و صلّ اللّهم على سيّدنا محمّد وعلى آله و صحبه أجمعين .

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11 May 2014, 08:24 AM
أبو سلمة يوسف عسكري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا على هذه الترجمة الطيبة للشيخ مصطفى بلغيث حفظه الله ورعاه وأطال في عمره ونفع به العباد والبلاد
ولقد أحسنتَ إيما إحسان إذ نقلتها هنا ، فربما الكثير منا يجهل ترجمته ومنهم المتحدث نفسه
وفقكم الله جميعا لما فيه رضاه

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11 May 2014, 09:41 PM
أبو معاذ أحمد شكري الجزائري أبو معاذ أحمد شكري الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2014
الدولة: الجزائر بسكرة حفظها الله عز و جلّ
المشاركات: 54
افتراضي

حفظ الله الشيخ مصطفى بلغيث و ثبته على السنة...و لقد كنا ممن التقى بالشيخ و لقد وجدناه طيبا ذا سمت حسن و وجه طلق و سعة صدر.و لا نزك على الله أحدا.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
المحدث, بلغيث, تراجم


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013