العلامة ابن مرزوق الحفيد التلمساني المالكي

[رابح عبد الله مرزوق]

قبل الشروع في ترجمته سوف أذكر لكم المصادر والمراجع التي لخصت منها ترجمة الإمام ابن مرزوق الحفيد رحمه الله.
اختصرت ترجمة ابن مرزوق الحفيد من المصادر الآتية : توشيح الديباج وحلية الابتهاج، بدر الدين القرافي، ص171، تحقيق:أحمد الشتيوي، دار الغرب الإسلامي، بيروت- لبنان، ط1، 1403هـ- 1983م؛ تعريف الخلف برجال السلف، أبو القاسم محمد الحفناوي، ج1 ص128، تحقيق: محمد أبو الأجفان وعثمان بطيخ، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، ط1، 1402هـ- 1982م؛ شجرة النور الزكية في طبقات المالكية، محمد بن مخلوف، ص252، دار الفكر، دط؛ الضوء اللامع لأهل القرن التاسع، شمس الدين السخاوي، ج7 ص50، دار الجيل، بيروت- لبنان، ط1، 1412هـ- 1992م؛ نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب، أحمد بن المقري التلمساني، ج5 ص420، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت- لبنان، دط، 1408هـ- 1988م؛ كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون، حاجي خليفة، ج6 ص191، دار الفكر، دط؛ الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة، ابن حجر العسقلاني، ج3 ص362، دار الجيل، بيروت- لبنان، دط، 1414هـ- 1993م؛ المجمع المؤسس للمعجم المفهرس، ابن حجر العسقلاني، ج3 ص 263، تحقيق: يوسف عبد الرحمن المرعشلي، دار المعرفة، بيروت- لبنان، ط1، 1413هـ- 1992م؛ البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع، محمد بن علي الشوكاني، ج2 ص673، تحقيق: محمد حسن الحلاق، دار ابن كثير، دمشق، دط؛ الأعلام، خير الدين الزركلي، ج5 ص331، دار العلم للملايين، بيروت- لبنان، ط15، 2002م؛ أعلام الفكر والثقافة في الجزائر المحروسة، يحيى بوعزيز، ج2 ص51، دار الغرب الإسلامي، بيروت- لبنان، ط1، 1995م؛ موسوعة أعلام المغرب، محمد حجي، ج2 ص748، دار الغرب الإسلامي، بيروت- لبنان، دط، 1417هـ- 1996م؛ جوانب من الحياة في المغرب الأوسط في القرن التاسع الهجري (15م)، محمود بوعياد، ص62، الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، الجزائر، دط، 1982م؛ معجم المؤلفين: تراجم مصنفي الكتب العربية، عمر رضا كحالة، ج3 ص97، مؤسسة الرسالة، بيروت- لبنان، ط1، 1414هـ- 1993م؛ معجم المفسرين من صدر الإسلام حتى العصر الحاضر، عادل نويهض، ج2 ص483، مؤسسة نويهض الثقافية، ط1، 1404هـ- 1984م.
المبحث الأول : السيرة الذاتية لابن مرزوق الحفيد
المطلب الأول : اسمه وكنيته وشهرته
الفرع الأول : اسمه
هو محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق العجيسي التلمساني المالكي.
الفرع الثاني : كنيته
يُكنى أبا عبد الله، رغم أنه ليس من أولاده من اسمه عبد الله، فابن مرزوق له ولدان : محمد وحفصة، ولكن يبدو أنه كان يحب هذه الكنية؛ لأنها كنية إمام مذهبه الإمام مالك بن أنس، والله أعلم.


الفرع الثالث : شهرته
اشتهر ابن مرزوق بلقب الحفيد، فيقال له : ابن مرزوق الحفيد، وذلك تمييزا له عن جده شمس الدين محمد بن أحمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن مرزوق، الذي ولد بتلمسان سنة 710 هـ، وتوفي سنة 781 هـ.
وابن مرزوق الجد اشتهر بالخطيب والجد والرئيس، وكان عالما جليلا، تولى الخطابة بمسجد أبي مدين بالعباد، وبغرناطة بجامع الحمراء، وبجامع الموحدين بتونس، وقضاء المالكية بالقاهرة، وله مصنفات كثيرة.
وعائلة المرازقة التلمسانية عائلة عريقة في الثقافة والعلوم، وأنجبت لنا كثيرا من العلماء الفطاحل، لهذا اشتهر كلٌّ منهم حسب وجوده في الأسرة، فعندنا ابن مرزوق الجد، وابن مرزوق الأب، وابن مرزوق الحفيد، وابن مرزوق حفيد الحفيد، وذلك تسهيلا في التفرقة بينهم.

المطلب الثاني : مولده وأولاده ووفاته
الفرع الأول : مولده
ولد ليلة الإثنين رابع عشر من شهر ربيع الأول عام ستة وستين وسبعمائة للهجرة (766هـ) الموافق لــلعاشر من شهر ديسمبر عام 1364م بتلمسان.
هذا الذي عليه أكثر المترجمين لابن مرزوق الحفيد، إلا أن بدر الدين القرافي بعد أن نقل تاريخ مولده عن السخاوي من "الضوء اللامع" تعقبه بقوله : ( وما ذكره في تاريخ مولده يرده عليه ما ذكره صاحب الترجمة فيما وقفت عليه من كلامه في شرح البردة في قول الناظم : فإن لي ذمة منه بتسميتي محمدا، أنه قال : وأنا والحمد لله ممن له منه ذمة التسمية باسمه الكريم، وذلك أني على ما حدثتني به أمي عائشة بنت الفقيه القاضي أبي العباس أحمد بن الحسن المديوني، أني كنت ابن سنة ونحوها، وهي سنة 766هـ، أصابني مرض شديد أشرفت منه على الموت ... ).
قال : ( فدل أن مولده سنة خمس أو قبلها بيسير ).
الفرع الثاني : أولاده
لم يخلف ابن مرزوق الحفيد إلا ولدين اثنين، أحدهما ذكر والأخرى أنثى :
-أما الذكر : فهو محمد المعروف بالكفيف (ت 901هـ/1495م)، وهو من تلاميذ والده، وكان من أبرز العلماء في عصره، وقد رزقه الله بولد وبنت، أما الولد فهو أحمد بن مرزوق الثالث (ت 925ه/1519م)، والذي يعرف بحفيد الحفيد، وأما بنته فهي أم جد المقري صاحب "نفح الطيب".
-وأما الأنثى : فهي حفصة المرأة الصالحة التقية الورعة التي ورثت علم أبيها وحضرت مجالسه، وقد وُلد لها محمد الثامن، الذي ورث هو الآخر علم وأخلاق آبائه، فاشتهر بالعلم، وعُرف بابن مرزوق الخطيب (كان حيا سنة 918هـ/1512م).
الفرع الثالث : وفاته
توفي بتلمسان عشية يوم الخميس رابع عشر من شهر شعبان عام اثنين وأربعين وثمانمائة للهجرة (842هـ) الموافق لـــ 30 جانفي 1439م، عن عمر يناهز الست والسبعين سنة (76 سنة).
وصُلي عليه بالجامع الأعظم بعد صلاة الجمعة، ودفن بالروضة المعروفة هناك غربي المسجد، وكانت له جنازة عظيمة حضرها السلطان فمن دونه، لم يُر مثلها من قبل، وحزن الناس لموته كثيرا، وآخر بيت سُمع منه قبل موته :
إن كان سفكُ دمي أقصى مرادكم .. فما غلت نظرة منكم بسفك دمي

نقلا من منتدى اللمة الجزائري مشاركة العضو رامي.