منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04 Mar 2018, 11:10 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي [جديد] تفريغ محاضرة العلامة محمد بن هادي في التعليق على أثر مفضل فِي التحذيرِ من طرقِ أَهلِ البدع / الجزء الثاني

بسم الله الرحمن الرحيم

فهذا هو (الجزء الثاني) من تفريغ محاضرة الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- والتي ألقاها فضيلته يوم السبت ١٥ صفر ١٤٣٩هـ على إخوانه وأبناءه في مركز أبي بكر الصديق الإسلامي بمدينة هنترامك، ميتشجن بأمريكا الشمالية، وكانت بحضور وتقديم الشيخ عبد الرحمن العميسان -وفقه الله-، والتي هي بعنوان:
(التَّعْلِيقُ عَلَى أثَرِ الإِمَامِ "مُفضَّلٍ بنِ مُهلهلٍ" فِي التَّحِذيرِ مِنْ طُرُقِ أَهْلِ البِّدَع)

وليعلم القرّاء الكرام أنني قد قسَّمتُ المحاضرة إلى محاور أساسية حسب ما بدى لي من موضوعها، وعَنوَنْتُ لكل واحدة منها بما يناسبها -إن شاء الله- ، ووضعته بين معقوفتين مميزا إياه باللون الأحمر، وكذا ما تراه بين معقوفتين عَقِب الآيات والأحاديث والآثار مما هو داخل في العزو فهو في جملة العمل المتواضع الذي أضفته إلى أصل المحاضرة، خدمةً وتيسيراً على القرّاء ، فأسأل الله أن ينفع بهذا العمل وأن يجعله خالصا لوجهه الكريم -جل وعلاّ-.
وحان أوان الشروع في المقصود وعلى الله التكلان:


**********************************


[ ثانياً: مخالفة المميِّعة والمُخذّلة لهذا الأصل العظيم في هجران أهل البدع وعدم الجلوس إليهم ]


( فمُجالسة أهل الأهواء -أيها الأحبّة- ممَّا ابتلينا به هذه الأيام، وخاصة ممن اُبتلوا بدافع التخذِيل والتَّميِيع.
فإنا قد اُبتلينا بهذين الصنفين من الناس الذين يخذِّلون أهل السنة عن هجر المبتدعة، وعن التباعد منهم، وإظهار عيبهم، والطعن فيهم، وتحذير الناس منهم.
هؤلاء المخذِّلين لا يرون بأساً في أن تجالسوا أهل الأهواء، ولا يرون بأساً في أن تجالسوا أهل البدع، حتى إنَّ بعض هؤلاء "يفتخر بأنه ولله الحمد! ليس له اشتغال بالجرح والتعديل! ، ويفتخر بأنه ليس له اشتغال بتفريق الأمة!" هذا لا يجوز، كلماتٌ ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله فيه العذاب.

أمَّا الجرح والتعديل لأهل الإسلام من حيثُ الإستقامة وعدم الإستقامة فباقٍ إلى قيام الساعة، وهَاهُم الشُّهود لا يزالُ الناسُ يطعنون فيهم عند القُضاة في المحاكم، ويطعنون في عدالتهم، فلا تُقبل شهادتهم، فلا يؤخذ بها في الدينار والدرهم، وفي دماء المسلمين وأموالهم، فإذا كان هذا باق إلى يوم القيامة حفاظاً على دُنيا المسلمين، فلهو في باب الحفاظ على دين المسلمين أولى وأحرى.

فالطعن في أهل الأهواء والبدع وبيان حالهم وكشف أمرهم وفضح ما هُم عليه، هذا قد حكى فيه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وغيره من الأئمة: كالبَغوي والذّهبي وابن عبد البر وغيرهم وغيرهم قد حكوا فيه الإجماع رحمهم الله تعالى، فالطعن فيهم باقٍ إلى يوم القيامة ، بل السلف -رحمهم الله- يعدُّون هذا من أفضل أنواع الجهاد، بل هو أفضل من الضَّرب بالسُّيوف عندهم، لماذا؟ لأن فيه حِفظا لدين الله تبارك وتعالى.

فالواجب علينا أن نحذر كل الحذر من مجالسة هؤلاء المبتدعة والسَّماع منهم، فإذا رأينا من يجالسهم أو يسمع منهم، وجبَ علينا أن نحذِّرَه، وأن نعرّفه ثم إن رأيناه بعد ذلك يجالسهم فعلينا أن نتَّقِيَهُ لأنه صاحبُ هوى، ولا يمكن أن يجلس -بعد أن تُعَرِّفَهُ وتحذِّرَهُ- إلاَّ وهو على طريقته، فالواجب عليك أن تحذَر منه.

ويجب عُقوبة -كما ذكر شيخ الإسلام في كلامه المشهور الذي يعرفه الكثير ولله الحمد من طلبة العلم [كما في مجموع الفتاوى: 2/132]- مَنْ ينتسب إليهم، أو يذب عنهم، أو يثني عليهم، أو يعتذر لهم، فهذا لابد من القيام عليه وبيان حاله، لأنه يتظاهر لأهل السنّة بأنه سُني وسلفي، لكن في الحقيقة داءه على أهل الإسلام عظيم، وشرُّه عليهم عظيم، وخطره عليهم جسيم، لأنه سُني، وإذا جلس إلى هؤلاء، وتلقّح بأفكارهم، وأخذ دينهم وطريقهم، فإنه وحينئذ سينتهي به الأمرُ أن يكون معهم، وعلى طريقتهم، ومدافعا عنهم، أو مشككاً -أقل الأحوال- في الكلام الذي يصدُر من علماء الإسلام فيهم.

وهو معاند لقول الله -عز وجل -في الآية السابقة التي ذكرناها-: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾[الأنعام:68].
هذه الآية فيها وعظٌ جميل، وفيها وعظٌ بليغ للذين يتساهلون بمجالسة أهل البدع والمشركين والمتلونين والمتلاعبين بدين الله -تبارك وتعالى-، فيها حثٌ على البُعد عن هؤلاء جميعا،

﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ : يعني بغير علم، ويصرفونها عن معانيها الصحيحة،
﴿فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ﴾ : فأمر الله -عز وجل- بتركهم. ثم قال:
﴿حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ﴾ : يعني حتى ينتهوا عن هذا الباطل الذي هُم فيه.
ولو نسيت وحصل لك نسيان، فاسمع ماذا يقول الله -جل وعلا- :
﴿وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ﴾ : يعني فتقعد معهم، إذن فالجلوس معهم من طريق الشيطان وتزين الشيطان وتَسْوِيل الشيطان وتحسين الشيطان لذلك.
قال: ﴿فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَىٰ مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ : فسمَّاهم الله -جل وعلا- ظالمين، وهم مستَحقُّون لذلك، لأنهم يحرّفون كلام الله، ويتلاعبون بكتاب الله، وبسنة رسول الله -عليه الصلاة والسلام- ، ويحملونها على أهوائهم، ويردُّونها على أهوائهم المضلة، ويردونها على بدعهم الفاسدة، فإذا لم يُنكَر عليهم، وإذا لم يُغَيَّر ما هُمْ فيه، فإنهم يشبِّهون على العَامَة.

ويزيدُ هذا الذي يجلِس من أهل السُّنة بجلوسه مع أهل الأهواء يزيدُ خطورة عن أهل الأهواء بأن ضرره على أهل الإسلام أكثر، يقولون:
"لو كان في فلان شر ولو كان فلانٌ مبتدع! ، ما جلس إليهم فلان! " فيجعلون حضوره معهم وإن لم يكن على طريقتهم، وإن لم يكن راضيا بأفعالهم، يجعلون جلوسه معهم شُبهة يلبِّسون بها على النّاس، ويُشَبِّهون بها على العَامَّة، فيكون حينئذ -معشرَ الأحبة- حُضورُ هذا السُّني أو هذا السَّلفي مجالِس هؤلاء المبتدعة والقعود معهم فيه شرٌ عظيم، وفيه مفسدة عامة زيادة على المفسدة الخاصة، فإن في هذا الأثر مفسدتين:
المفسدة الأولى: انحرافه هو في النهاية وفي النتيجة.
والمفسدة الثانية: هي تلبيسُه على الناس وعلى أهل السنة بحضوره مع هؤلاء المبتدعة، فتكون هناك مفسدة زائدة على مجرّد سماعه هو، وانحرافه هو.

فهذه المجالس التي لا تعدُّ ولا تحصى مع أهل الباطل، يكون حينئذٍ شرُّها عظيم على الخاص والعام:
الخاص: هو المجالِس.
والعام: الذين يرَوْن في هذا الجليس -الذي يجلس للمبتدعة- القُدوة فيقتَدون به، فيقولون كما قلتُ لكم: "لو كان في هؤلاء شر ما جلس إليهم فلان وفلان وهو سلفي! "، فيصبح هذا متَعَلقا لمن قل علمهم، أو ممن مرضت قلوبهم -عياذا بالله من ذلك-.

فالنجاة النجاة معشر الأحبة بالبعد عن أهل الأهواء، ومناجزتهم، ومتهم. وليُعلَم أن هؤلاء أضرّ علينا من أهل البدع الأصلِيِين، الذي يجالس المبتدعة إذا رأيته وحذَّرته ونصحته فأبَى، اِعلم والله أنه أشَدّ عليك من المبتدعة الأصليين، لأن المبتدع الأصلي معروف عند أهل السنة، يعرفونه، أمّا الذي يجالسه وأصله من أهل السنّة وظاهرهُ السنّة، هذا يكون ضرراً عليهم -نسأل الله العافية والسلامة-.

ولذلك جاء في الأثر المشهور في هذا جداً عن فُضيل بن عياض -رحمه الله-أنه قال: (مَنْ جَلَسَ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ فِي طَرِيقٍ؛ فَجُزْ فِي طَرِيقٍ غَيْرِهِ) [البربهاري في شرح السنّة، وابن بطة: 493 بلفظ آخر] يعني: لا تجلس إليهم، ولا تمر من هذا الطريق أصلاً، خُذ طريقا آخر ومُر فيه.

فمجالسة أهل البدع ضررٌ على الإنسان في دينه -نسأل الله العافية- ودُنياه:
أمّا في دُنياه: فإنه يُلحق بأهل الباطل،
وأمّا في دِينه: فإنهم يحرِّفونه عن دينه، ويضلونه عن دينه عياذا بالله من ذلك، وهذا الذي يريدونه هُم، فإنهم إذا حصلوا على ذلك حصل لهم الاصطياد للذي يُريدون.

وقد كان السلف -رحمهم الله- لا يسمعون الآية من القرآن من المبتدع، لأنهم لا يأمنونهم على دين الله -تبارك وتعالى-، لأنهم لا يأمنونهم من أن ينقلبَ شرُّهم إليهم، ولهذا من أحبَّ صاحب بدعةٍ فإنه سيتردى حينئذ وينتهي به الأمرُ إلى ما عليه صاحب البدعة. وقد كان السَّلف -رحمهم الله تعالى جميعاً- يحْذَرون من هذا، ويحَذِّرون منه.

فإذا كان كما سمعنا في كلام الفُضَيْل بن عياض يقول : إذا لقيت المبتدع وصاحب هذا في طريق فأنت خذ طريقاً آخر يعني: حتى لا تراهم، وما ذلك إلاّ لأن قلوب النّاس ضعيفة، وربما تعَلَّقت بالمظاهِر.
فأهل البدع لا ينبغي لأحد أن يجالسهم كما قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-، وهو مشهورٌ عنهُ غاية الشُّهرة ، قال : (أهلُ البِّدَعِ ماَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يُجَالِسَهُمْ ، وَلَا يُخَالِطَهُمْ، وَلَا يَأْنَسَ بِهِمْ) [الإبانة 495] ، فالواجبُ على العبدِ أن يبتعد غايةَ البُعد.

[و]الآيةُ التي تلوناها أنفاً، ينبغي لطالب العلم أن يقف على كلام الشوكاني في هذا، فإنه كلام جميل في تفسيره، وقد بَيَّن -رحمه الله تعالى- النُّصْح الواجب عليه لأهل الإيمان في هذا الباب، فأنا أحب من أبنائي أن يرجعوا إلى هذا الموضِع في كتاب الله -جل وعلا- في تفسير الشوكاني -رحمه الله تعالى- لهذه الآية العظيمة التي تلوناها عليكم قبل قليل وهي قوله -عز وجل-: ﴿وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا﴾ [الأنعام:68] ، ففيها كلامٌ جميلٌ جداً للشيخ العلاّمة الشوكاني -رحمه الله تعالى- ، فإن طلبة العلم بحاجة إليه، وطلبة السُّنة في هذا العصر بحاجة إليه، فهذه الآية فيها وعظٌ عظيمٌ لنا معاشر المسلمين، وفيها أيضا مدحٌ للذين يتباعدون عن هؤلاء المبتدعة فيسلَمَ لهُم دينُهم.

وليُعلَم أن الإنسان عليه أن يراقب الله -عز وجل- في نفسه، وأن لا يأمن الجلوس مع أهل الأهواء، وأن لا يأمن على نفسه الزيغ، فإن الإنسان إذا أمن على نفسه فقد وقع في البلاء عياذا بالله من ذلك.
ومن يأمن البلاء على نفسه ؟! ، من أين له السلامة ؟! ، من الذي أعطاه بهذا صكٌ وأمان بأن الله قد عصمه وقد حفظه؟! ومن أين له أن الله -سبحانه وتعالى- قد تعهّد له بالسلامة ؟!
هذا كله -نسأل الله العافية والسلامة- من تلاعب الشيطان بأهل الإسلام وبأهل الإيمان.
فالواجب علينا –معشر الأحبة جميعاً- أن نبتعد عن هذا الباب، وأن نحذَر مجالسة أهل الأهواء، لأنهم شرٌ علينا في الدين والدنيا.


[ ثالثاً: الرَّدُ عَلَى بَعْض شُبُهاَتِ المُخاَلِفِين ]

ومن المكائد التي ينصِبُها الشيطان لابن آدم في هذا الوقت وقبل:

1/ قوله:
"أنا أثق بنفسي، أنا ما عندي ثقة في نفسي؟! أنا أثق في نفسي -والحمد لله- عارف ما عندي".
لا يا أيها العبد المسكين، اعلم أن القلوب ضعيفة، والشُبَه خطّافة، وأهل الشُبّه أهل تلبيس، فعليك أن تطلُب السلامة والنجاة، لأن العبد إذا أمن مكر الله أخذه الله-عز وجل- من حيث لا يدري.
فالواجب عليك أيها المسلم أن تبتعد فلا تعتمد على نفسك، فإن النفس ضعيفة، وهي أعدى عدو المرء، لذلك النبي -عليه الصلاة والسلام- كان يستعيذُ بربه -عز وجل- -وهو المعصوم- من شرِّ نفسه، فمَنِ الذي يأمن على نفسه البلاء ؟!

النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ» [أحمد، وأبو داود وحسنه الألباني: 3/250، وابن باز في التحفة]، وهذا الذي يقول: "أنا واثق من نفسي" مسكين، لو كان يعلم هذا الدُّعاء، لماَ قال هذا عن نفسه.
النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «فَلَا تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي طَرْفَةَ عَيْنٍ»، فالنفس إذا لم تُدْرِكها رحمة الله -عز وجل- أوقعت صاحبها في الهلاك.
فالواجب علينا جميعا أن نحذر وأن نبتعد عن هذه المقالة "أنت ما عندك ثقة في نفسك ؟!، لا أنا واثق من نفسي!" هذا كلامٌ باطل.

2/ وهكذا شُبهة أخرى،
يقولون لك: "خذ الحق واعرف الحق، وإذا عرفت الحق فإنك ستعرف الباطل".
إذن لماذا حذرنا النبي -صلى الله عليه وسلم- من البدع قبل حدُوثِها؟!
وهو القائل –عليه الصلاة والسلام-: «فإنَّه من يَعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأُمور، فإنَّ كلَّ محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة» [أبو داوود:4607، والترمذي:2676، وابن ماجه:42، وصححه الألباني] «وَكُلُّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ» [النسائي].
النبي -عليه الصلاة والسلام- حذَّرَنا من البدع قبل أن توجد وقبل أن تحدُث، طلباً للسلامة لنا منها.
فكيف بنا نحنُ لا نحذِّر منها وقد وقعت؟! ولا نحذِّر من أهلها وقد عرفناهم؟! وقد طلعت وذَرَّت قُرونهم؟! وقد وُجِدوا بيننا؟!
إنّ هذا علينا أعظم وأعظم في الوجوب، من علِم يجبُ عليه أن يحذِّر من هؤلاء. فيجب أن تُرَد هذه المقالة الخبيثة، التي المقصود منها –والعلمُ عند الله- المحافظة على أهل الأهواء لا ينالهم كلام من أهل السنة وهيهات.

3/ وهكذا،
من التلبيسات التي يلبِّسون بها على الناس في هذا الزمن، ليتركوا التحذير من أهل الأهواء والبدع، أن يقول لك القائل:
"يا اخي اسمع الكلام، وخذ الخير وخذ الحق، واترك الباطل".
هذا كلامٌ باطل، فإن سماعَ الكلام يقتضي أن نجلِس إليهم، هذا شر، لماذا لم يقل السَّلف ذلك؟ ، السلف كانوا يقولون "إياكم وإياهم".
ولاَ تَــصْحَبْ أَخـَـا الجَهْـــــــــلِ *** وَإيــَّــــــــــــــــــــــاكَ وإِيــَّـــــــــــــــاهُ
فـَــــكَـمْ مِـنْ جَــاهِــــــلٍ أَرْدَى *** حَلِيماً حِـــيـــــــنَ آخــَـــــــــــــــــــــاهُ
يــُــــــقَــــــاسُ المَــرْءُ بـِــالمَرْءِ *** إِذَا مَـــــــــــــــــا هُـــوَ مَاشَــــــــــــاهُ
وَللشَّـــيْءِ عَلـَـى الشَّــــــيْءِ *** مَقَــــايِيـــــسُ وَأَشْبَــــــــــــــــــــــــاهُ
[ابن بطة في الإبانة: 461، عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قاله لرجلٍ رآه يصحبُ رجلاً كرهه له]

فـ «المَرْءُ عَلى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ» [أبو داوود (4833)، والترمذي وحسّنه (2378)، وأحمد (8398)، وصحح إسناده شاكر باللفظ الآخر (8015) (من يخالط)] ، كما قال النبي -عليه الصلاة والسلام-.
أبدا، إذا رأيت الرجل يسلِّم على الرجل فاعلم أنّه يحبه، لماذا؟ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أَفَلاَ أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ» [مسلم:54، وإبن مندة في الإيمان:330 واللفظ له]
فالمبتدع لا يُجلَس إليه، فضلاً عن أن يُسمَع منه، وهؤلاء يقولون: "اجلس واسمع وأنت لك عقل تميّز، خذ الحق واترك الباطل" هذا كلامٌ باطل، لأنه كما سمعتُم -قبل قليل- كلام المفضَّل ابن مهلهل السّعدي –رحمه الله- يقول:
(لَوْ كَانَ) يحدّثك (صَاحِبُ الْبِدْعَةِ) (بِبِدْعَتِهِ) أول ما تجلس إليه (فِي بُدُوِّ) أمره لـ (حَذرْتَهُ) (وَلَكِنَّهُ يُحَدِّثُكَ) بالسنّة، فإذا تمكَّنَ مِنك أَلقَى (عَلَيْكَ بِدْعَتَهُ، فَلَعَلَّهَا) تَعلَقُ بقَلبِك (فَمَتَى تَخْرُجُ) مِنه.
هذا هو الصحيح، هذا كلام السّلف، هذا كلام الفقهاء، وأمّا هؤلاء فهُم الجُهلاء، فمن فارق طريق السلف وخالفها فهو الجاهل، ومن مشى على طريق السلف فهو العالم. ) اهـ


فرّغها واعتنى
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
الخميس 16 جمادى الآخرة 1439 هـ
الموافق لـ 04 مارس 2018 م
تقرت/ الجزائر


يتبع قريبا -بإذن الله تعالى-
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, أثرالمفضل, محمدالمدخلي, الجزءالثاني, صوتيةمفرغة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013