وبعد تخرّجهِ وعودتهِ من تونس!
وبعد تخرّجه وتأهيله بشهادة التطويع (سنة 1330ﻫ-1912م)
عاد من تونس متأهّبًا بطموح قويٍّ للتفرّغ للتدريس الممثّل في بدايته بعقد حلقات دراسية بالجامع الكبير...
غير أنّ صعوبات واجهته في بداية نشاطه العلمي؛ حالت دون تحقيق طموحه وآماله!
وبعد طول تأمّل! رأى من المفيد تزامنًا مع (موسم الحجّ) أن يؤدّي (الفريضة) مغتنمًا الفرصة في (رحلته المشرقية) للاتصال بجماعة العلماء والمفكّرين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي..
الأمر الذي يسمح له بالاحتكاك المباشر، وتبادل الرأي معهم
والتعرّف على مواقع الفكر الإصلاحي
فضلاً عن الاطلاع على حقيقة الأوضاع الاجتماعية والسياسية والثقافية السائدة في المشرق العربي.
وفي أثناء تواجده بـ (الحجاز) حضر لدروس العلماء من مختلف البلدان الوافدين إلى هذه البقاع المقدّسة؛ كـ:
الشيخ «حسين الهندي» الذي نصحه بالعودة إلى بلاده لاحتياجها إلى علمه وفكره...
وقد حظي بإلقاء دروس بـ (المسجد النبويّ) من بعض الشيوخ الذين كانوا يعرفون مستواه...
وقد تعرّف على كثير من (شباب العائلات الجزائرية المهاجرة)، مثل:
«محمّد البشير الإبرهيمي» (المتوفى 1382ﻫ ـ 1965م)
وقد استفاد الشيخ عبد الحميد بن باديس -رحمه الله تعالى - من التيارات الفكرية، ومدارس الإصلاح الديني بالمشرق التي ظهرت في العالم الإسلامي على يد الشيخ:
«محمّد بن عبد الوهاب» (المتوفى سنة 1206ﻫ ـ 1791م)
والإمام «محمّد بن علي الشوكاني» (المتوفى سنة 1250ﻫ ـ 1834م)
و«محمّد رشيد رضا» (المتوفى سنة 1354ﻫ ـ 1935م)
وغيرهم...
وليس (الفكر الإصلاحي) وليد العصر الحديث فحسب، وإنما يضرب بجذوره في أغوار الماضي الإسلامي في عهد:
«أبي العباس تقي الدين أحمد بن تيمية» (المتوفى سنة 728ﻫ ـ 1327م)
و«ابن قيم الجوزية» (المتوفى سنة 751ﻫ ـ 1350م)
رحمهم الله جميعًا.
التعديل الأخير تم بواسطة ابنة السلف ; 09 Sep 2012 الساعة 05:30 PM
|