" العدل .. حقيقته و أهمّيّته " بقلم فضيلة الشّيخ عبد الغنيّ عوسات الجزائري حفظه الله .
بسم الله الرحمن الرحيم
العدل .. حقيقته و أهمّيّته
بقلم فضيلة الشيخ :
عبد الغني عوسات الجزائري
- حفظه الله و رعاه -
الحمد لله العدل المبين ، و الصّلاة و السّلام على رسوله أعدل الخلق أجمعين ، و على آله و صحبه الثّقات العدول الّذين يحكمون بالحقّ و به يعدلون ، و على من اهتدى بهديه و التزم سنّته و جعل العدل خلقه في الدّنياو الدّين ، أمّا بعد :
فإنّ العدل نظام كلّ شيء و قوام كلّ أمر و ميزان كلّ حكم ، عليه قامت الأرض و السّماوات ، و به جاءت الشّرائع و الرّسالات ، فأنزل الله به كتبه ، و بعث به رسله ، و أمر به خلقه : { إنّ الله يأمر بالعدل و الإحسان } [ النحل : 90 ] ، و قال تعالى : { لقد أرسلنا رسلنا بالبيّنات و أنزلنا معهم الكتاب و الميزان ليقوم النّاس بالقسط } [ الحديد : 25 ] .
فما أنزل الله تعالى من كتاب إلاّ و جاء فيه الحثّ على العدل في ثنايا الخطاب ، و ما أرسل من رسول إلاّ أمر أمّته بالعدل على سبيل الإيجاب ، و لقد أمر الله تعالى به و حثّ عليه في كثير من آيات الكتاب لكون الدّين يقوم عليه و الدّنيا تستقيم به ، فيعدّ العدل أساس تشريع الأحكام و عمود مقاصدها و قوام كل التّصرّفات و المعاملات ، و عماد كلّ المواقف و الالتزامات سواء الحقوق منها و الواجبات ، و شامل و مستغرق لكلّ الظّروف و الحالات ، و هو ضمان لأحسن المآلات ، و ذلك لأنّ انتظام حياة النّاس جميعها منوط بقدر ما عندهم من العدل و ما يحقّقونه منه .
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة رحمه الله : " و أمور النّاس تستقيم في الدّنيا مع العدل ، و ذلك أنّ العدل نظام كلّ شيء ، فإذا أقيم أمر الدّنيا بعدل قامت و إن لم يكن لصاحبها في الآخرة من خلاق ، و متى لم تقم بعدل لم تقم و إن كان لصاحبها من الإيمان ما يجزى به في الآخرة " (1) ، و لمّا كانت الأمّة المحمّديّة آخر و خاتمة الأمم جعلها الله تعالى شاهدة على النّاس كلّهم و قيّمة على الأمم جميعهم- تبلّغهم دين الله و تشهد لهم بالعدل و الإيمان أو عليهم بالظّلم و الطّغيان ، قال تعالى : { و كذلك جعلناكم أمّة وسطًا لتكونوا شهداء على النّاس } [ البقرة : 143 ] كان العدل فيها قائما و دائما ، و في دعوتها و رسالتها عامّا و تامّا و هامّا ، ذلك لأنّ الله تعالى لم يكتف بإيجاب العدل على هذه الأمّة و إنّما أراد أن تجعله خلقا من أخلاقها أو صفة من صفاتها تمتاز و تتميّز بها من دون النّاس .
فالعدل سائد فيها سريرة و سيرة ، و قائد لها دعوة و مسيرة ، لا تحابي فيه قريبا لقرابته و لا تضارّ عدوّا لعداوته ، قال تعالى : { يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين إن يكن غنيّا أو فقيرا فالله أولى بهما فلا تتّبعوا الهوى أن تعدلوا و إن تلووا أو تعرضوا فإنّ الله كان بما تعملون خبيرا } [ سورة النساء ] ، و قال تعالى : { يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنآن قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى و اتّقوا الله إنّ الله خبير بما تعملون } [ سورة المائدة ] .
قال ابن جرير الطّبري رحمه الله : " يعني بذلك جلّ ثناؤه : يا أيّها الذين آمنوا بالله و برسوله محمّد صلّى الله عليه و سلّم ليكن من أخلاقكم و صفاتكم القيام لله شهداء بالعدل في أوليائكم و أعدائكم ، و لا تجوروا في أحكامكم و أفعالكم فتجاوزوا ما حدّدت لكم في أعدائكم لعداوتهم لكم و لا تقصّروا فيما حدّدت لكم من أحكامي و حدودي في أوليائكم لولايتهم لكم ، و لكن انتهوا في جميعهم إلى حدّي ، و اعملوا فيه بأمري " (2) .
فالعدل إذًا راسخ في هذه الأمّة ثابت في حياتها ، و دائم مستغرق لكلّ أحوالها ، و هي قائمة عليه و محكومة به و لا تتأخّر عنه ، و لو كان فيه مراغمة للعواطف : { و لا يجرمنّكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى } [ المائدة : 8 ] ، و كذلك تستديم و تستحبّ وجوبه و لو كان فيه مراغمة لكافّة عواطف المودّة و القرابة – السّببيّة منها و النّسبيّة – قال تعالى : { يا أيّها الذّين آمنوا كونوا قوّامين بالقسط شهداء لله و لو على أنفسكم أو الوالدين و الأقربين } [ سورة النّساء ] .
لم تعرف أمّة العدل بهذه الصّورة الصّافية ، و لم تقم به بهذه الصّفة الشّاملة الخالصة الصّادقة إلاّ على يد الأمّة المحمّديّة الّتي جعلها الله نبراسا للنّاس و هي خير أمّة أخرجت للنّاس ، قال تعالى : { كنتم خير أمّة أخرجت للنّاس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله } [ آل عمران : 110 ] .
لم يكن العدل في حياة هذه الأمّة مجرّد صفة تتفاخر بها أو مثل تتظاهر بها أمام الأمم دون ممارسة أو تطبيق ، و لكنّه كان واقعا عاشته و مارسته بصدق و التزمت به و طبّقته بحقّ و بهذا جعلها الله تعالى شاهدة و حجّة على البشريّة ، قال تعالى : { و كذلك جعلناكم أمّة وسطا لتكونوا شهداء على النّاس و يكون الرّسول عليكم شهيدا } [ البقرة : 143 ] ، قال ابن كثير رحمه الله : " شهادة أمّة محمّد صلّى الله عليه و سلّم على جميع الأمم يوم القيامة برهان على عدالة هذه الأمّة و شرفها " (3) .
فالعدل مبدأ عظيم و ميزان قويم في كلّ الشّؤون و الأحوال الخاصّة و العامّة ، و لذلك جاء الأمر به و الحثّ عليه و القيام و الالتزام به في كلّ الأقوال و الأفعال العقديّة منها و التّعبّديّة و الحسّيّة منها و المعنويّة ، القاصرة منها و المتعدّية .
* و من المواضع – مثلا – المطلوب فيها العدل من المكلّف :
- العدل في حقّ الله تعالى : و يتمثّل في عبادته وحده لا شريك له و طاعته و عدم معصيته و شكره و عدم الكفر به ، قال ابن تيميّة رحمه الله : " أصل العدل العدل في حقّ الله تعالى و هو عبادته وحده لا شريك له ، فإنّ الشّرك ظلم عظيم كما قال لقمان لابنه : { يا بنيّ لا تشرك بالله إنّ الشّرك لظلم عظيم } [ سورة لقمان ] " (4) .
- و كذلك في العبادة : مطلوب العدل و ذلك بالوقوف عند الحدّ المشروع و القيام به على الوجه المشروع ، و ذلك بالاقتصاد في العبادات على ما ورد في السّنّة من غير غلوّ فيها و لا جفاء عنها ، قال ابن تيميّة رحمه الله : " إنّ الشّرع جاء بالعدل في كلّ شيء و الإسراف في العبادات من الجور الّذي نهى عنه الشّارع ، و أمر بالاقتصاد في العبادات ... فالعدل في العبادات من أكبر مقاصد الشّرع " (5) .
- و كذلك الّذي تولّى أمر الحكم بين النّاس و عليهم : أن يتحلّى بالعدل و يتجلّى العدل في حكمه بتحرّيه له ، قال تعالى : { و إذا حكمتم بين النّاس أن تحكموا بالعدل } [ النّساء : 58 ] ، و إنّ الأمر بالعدل في الأحكام شامل لجوانب كثيرة من الدّين المرتبطة بالدّعوة إلى الله و الاحتساب و التّوجيه و التّعليم في الأمور الدّقيقة أو الجليلة ، الكبيرة أو الصّغيرة ، حتّى الّذي يحكم بين الصّبيان في الخطوط ، فإنّ الصّحابة – رضوان الله عليهم – كانوا يعدّونه من الحكّام .
- و من المجالات و المواضع الّتي يطلب فيها العدل كذلك الدّماء و الأموال و الأعراض : و ذلك أنّ العدل فيها هو الميزان بحقّ و تطبيقه بحقّ برهان الصّدق ، و ذلك بمقابلة العادي بمثل فعله ، و جزاؤه من جنس عمله .
قال ابن تيميّة رحمه الله : " و أمر العالم في الشّريعة مبنيّ على هذا و هو العدل في الدّماء و الأموال و الأبضاع و الأنساب و الأعراض ، و لهذا جاءت السّنّة بالقصاص في ذلك و مقابلة العادي بمثل فعله " (6) ، " و من التّصرّفات و التّجاوزات ما يستحقّ أن يكون الجزاء عليهما شديدا سديدا ، و منها ما يلزم فيه الرّفق و يستحبّ فيه اللّين ، و الخلاصة أنّ الشّريعة الكاملة جاءت باللّين في محلّه و الشّدّة في محلّها ، فلا يجوز للمسلم أن يتجاهل ذلك ، و لا يجوز – أيضا – أن يوضع اللّين في محلّ الشّدّة و لا الشّدّة في محلّ اللّين ، و لا ينبغي أن ينسب إلى الشّريعة أنّها جاءت باللّين فقط و لا أنّها جاءت بالشّدّة فقط ، بل هي شريعة حكيمة كاملة صالحة لكلّ زمان و مكان و لإصلاح جميع الأمّة ، و لذلك جاءت بالأمرين معا و اتّسمت بالعدل و الحكمة و السّماحة " (7) .
* و حتّى لا يقع العبد في الظّلم و البهتان و التّجاوز و العدوان و هو يلتمس العدل و الإحسان : فلا بدّ أن يكون العلم و الفرقان مرآته العدل و الميزان و من علم عمل به على حقيقته و صفته ، أمّا الجاهل فلا يتصوّر منه العدل في قضيّة شرعيّة يجهلها ، و لمّا كان العدل لا بدّ أن يتقدّمه العلم ، إذ من لا يعلم لا يدري ما العدل ، و النّاس من القضاة و غيرهم ثلاثة أصناف : العالم العادل ، و الجاهل ، و الظّالم .
فالعدل مطلوب على وجه الوجوب في المكروه و المحبوب و العدول عنه ظلم و حوب فإنّه واجب في الغضب و الرّضا و المنشط و المكره و السّرّ و العلن و مع الغنيّ و الفقير و القويّ و الضّعيف و الصّديق و العدوّ و القريب و الغريب ، قال تعالى : { يا أيّها الّذين آمنوا كونوا قوّامين لله شهداء بالقسط و لا يجرمنّكم شنئان قوم على ألاّ تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتّقوى } [ المائدة : 8 ] .
و من كمال محبّة الله و رسوله للعدل أنّه أمر به الإنسان في كلّ شؤونه حتّى في شأن نفسه و خاصّة أمره حيث نهاه عن حلق بعض رأسه و ترك بعضه ، لأنّه ظلم للرّأس و ذلك لمّا ترك بعضه كاسيا و بعضه عاريا (8) ، و كذلك نهيه للعبد أن يجلس بين الشّمس و الظّل (9) ، فإنّه ظلم لبعض بدنه ، و كذا نظيره مشي الرّجل في نعل واحدة ، بل إمّا أن ينعلهما أو يحفيهما (10) .
فهذه كلمات مختصرة في حقيقة العدل و أهمّيته في القول و الفعل ، و ذكر بعض مواضعه على سبيل الذّكر و المثال لا الحصر ، فالله نسأل أن يرزقنا العدل في الأقوال و الأعمال و سائر الأحوال .
الحواشي :
(1) " مجموع الفتاوى " ( 28 / 146 ) .
(2) " جامع البيان " ( 10 / 95 ) .
(3) " النّهاية في الملاحم و الفتن " (2 / 9 ) .
(4) " الجواب الصّحيح " ( 1 / 106 ) .
(5) " مجموع الفتاوى " ( 25 / 249 – 250 ) .
(6) " مجموع الفتاوى " ( 18 / 167 ) .
(7) " فتاوى ابن باز " ( 3 / 204 ) .
(8) كما في حديث ابن عمر رضي الله عنه : أنّ النّبيّ صلّى الله عليه و سلّم نهى عن القزع . أخرجه البخاري و اللّفظ له ( 5921 ) و مسلم ( 2120 ) .
(9) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال أبو القاسم صلّى الله عليه و سلّم : " إذا كان أحدكم في الشّمس – أي في الفيء – فقلص عنه الظّلّ ، و صار بعضه في الشّمس و بعضه في الظّلّ ، فليقم " . أخرجه أبو داود ( 4821 ) ، ينظر : " صحيح الجامع " ( 748 ) .
(10) عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه و سلّم قال : " لا يمشي أحدكم في نعل واحدة لينعلهما جميعا أو ليخلعهما جميعا " . أخرجه البخاري ( 5855 ) ، و مسلم ( 2097 ) .
انظر : مجلّة الإصلاح – العدد الثامن عشر – المحرّم / صفر 1431ه.
حفظ الله فضيلة الشيخ عبد الغني عويسات و جزاه المولى خير الجزاء ..
و أنت أخي الناقل بارك الله فيك و جزاك الله خيراً
واسمح لي أن أضيف هذه اثراءً للموضوع :
قال الشيخ محب الدين الخطيب - رحمه الله - في رسالته : [ إحياء سنن الإسلام و قواعده ] :
" ميزان الإسلام
[ خلق الاعتدال ] أفضل ما تحمل عليه نفسك و ذَويك
أثمن ما نصحتُ به لابني ودفعته إليه ، وأعظم ما ألزمتُ به نفسي وحملتها عليه ، ( خُلق الاعتدال ) . وكلما غُمَّ عليَّ أمر ، وترددت في تعيين وجهة الصواب فيه ، جنحت منه إلى ناحية الاعتدال ، فوجدت فيها الخير كله .
إذا كان الغلو ـ في النادر من الأمور ـ أجدى و أعظم خيراً من الاعتدال ، فالاعتدال أدنى إلى الخير و أجدى على المرء من أكثر صنوف الغلو . و المعتدل محمود حتى في الأمور النادرة التي يكون فيها الغلو أعلى مرتبة من الاعتدال . و مرجع الاعتدال ( العدل ) ، وهو رأس الفضائل وقلبها و موضع السرِّ منها ، ومنه اشتق الله سبحانه لنفسه اسماً من أسمائه الحسنى وما كانت الفضيلة فضيلة إلا وهي في مكان الاعتدال ، فإذا تجاوزته إلى أحد طرفي الغلو يميناً أو شمالاً ، سلباً أو إيجاباً ، أوشك أن تكون من الرذائل التي جاءت الديانات بتقبيحها ، و تواصى الحكماء بالتنفير منها وقامت الأنظمة للزجر عنها . وهل كان التواضع إلا الجانب المعتدل بين طرفي الذل و الكبرياء ؟ وهل كان للمجاملة جمال إلا بابتعادها عن رذيلتي الشراسة و المداهنة ؟ وهل كان الكرم كرماً إلا بتوسطه بين خساسة البخل و سفاهة التبذير ؟ وهل الشجاعة إلا الحالة الوسطى بين التهور و الجبن ؟ وهل تجد في الحياة طريقاً إلى هدفك أقرب من الطريق الوسط المعتدل ؟
و الاعتدال أخو الرفق و التيسير . وقد قال رسول الرحمة صلوات الله عليه وسلامه : « إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه ولا نزع من شيء إلا شانه »[1] . وقال صلى الله عليه وسلم : « ومن يحرم الرفق يحرم الخير كله »[2] . و « كان صلى الله عليه وسلم إذا بعث أحداً في بعض أمره قال : بشّروا ولا تنفِّروا ، ويسروا ولا تعسروا »[3] و قال صلى الله عليه وسلم « الدين يُسر ، ولن يغالب الدينَ أحدٌ إلا غلبه »[4] و قال صلى الله عليه وسلم : « إياكم الغلو في الدين ، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلوِّ في الدين »[5] و قال صلى الله عليه وسلم : « إن المنبتَّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى »[6]. و بالاعتدال تدنو من صاحب الإفراط و قد توفق إلى تقريبه منك ، وبه تشرف على صاحب التفريط وقد تتمكن من إقناعه بضرر ما هو فيه . وسيزعم لك جاهل أنك بما التزمته من الاعتدال تكون لا من هؤلاء ولا إلى هؤلاء ، فلا يخدعك ذلك عما أنت فيه لأنك لا تكون إلى هؤلاء أو أولئك إلا و أنت بعيد عن مباءة[7] الخير ، و في نجوة[8] عن موطن السلامة .
الاعتدال ، الاعتدال . ذلك ما أوصيك به ونفسي فهو طبك في صحتك ، إذا التزمته في مأكلك ومشربك وجهودك وهو ثروتك في معيشتك ، إذا التزمته في نفقاتك ومعاملاتك . وهو ما تدخره لمعادك ، لأنه من معاني التقوى ، وهل التقوى إلا أن تتقي الشر الواقع في أحد طرفي الإفراط و التفريط ، وتكون في جميع تصرفاتك عادلاً معتدلاً .
الوقاية من الأمراض تقوى ، و مناطها الاعتدال . و الوقاية من المهالك تقوى ، و قوامها الاعتدال . و الوقاية من عُشراء السوء تقوى ، و لا تكون إلا بالاعتدال . و الوقاية من التبذير و الشُّح تقوى ، وهي هي الاعتدال . خُلق الاعتدال ميزان الدين و زينة الحياة الدنيا ، فإذا كنت تنشد السعادة هنا وهناك فكن في جميع تصرفاتك متوخياً جانب الاعتدال ، فالاعتدال من الرفق و الرفق خير كله ، وقد جربت ذلك بنفسي ، فأردت أن لا أبخل به على أحد ممن أحبُّ ." ا.هـ
[2] رواه أبو داود [4809] وغيره ، وصححه الإمام الألباني بهذا اللفظ، وهو في صحيح مسلم بدون لفظ ( كله ) برقم [6542] .
[3] انظر – مثلاً – صحيح البخاري [ 7172] .
[4] رواه البخاري [39] ، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
[5]صحيح ، انظر سلسلة الأحاديث الصحيحة [ 1283] .
[6] ضعيف ، انظر السلسلة الضعيفة [2480] .
[7] المباءة : المنزلة .
[8] بعيد عنه ، بريء منه .