منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 Mar 2008, 12:32 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي هام جدا: التعصّب المذهبي والخيانة العلمية

التعصّب المذهبي والخيانة العلمية


الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على رسوله الخاتم الأمين وعلى آله الصحب والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين وبعد:

فإنّ من أشر الأوبئة التي نزلت بالأمّة الإسلامية وباء التعصّب المذهبي... وقد كُنتُ كتبتُ منذُ فترة موضوعاً بعنوان: ((ماذا نفعل إذا خالف الحديث الصحيح المذهب المالكي)) بيّنتُ فيه –على ضعفي وقلّة بضاعتي في العلم الشرعي- معنى التّقليد وحكمه وحكم المُقلّد وخطر إلزام النّاس بمذهب مُعيّن دون سائر المذاهب في الأمور التي لا نصّ فيها فضلا عمّا فيه نصّ بل نصوص ؟!!

ثمّ أردفتُ موضوع التقليد بموضوع آخر لا يقل أهمّية عن الأوّل وهو بعنوان: ((تذكير المسلمين بخطر الرأي في الدّين)) وذكرتُ فيه –بعون الله- معنى الرأي وما هو الرأي الذي ذمّه السلف ثمّ نقلتُ بعض طامّات بعض أصحاب الرأي في هذا العصر.

وتتميما للموضوعين المُشار إليهما أحببتُ أن أنقل للقرّاء نمادج من بعض الكُتّاب الإسلاميين الذّين غرقوا في وحل التعصّب للأفكار والآراء والأقوال وإن خالفت نصوص الوحيين وما أجمعت عليه الأمّة. بل سعوا في تحريف النّصوص واتصرّف فيها لتتماشى مع أهوائهم وعقولهم !!

ولعلّك ستعجب أخي القارئ الكريم ممّا ستقرأه في هذا الموضوع وما ستكتشفه من تحريف لنصوص الكتاب والسنّة وأقوال الأئمّة في الانتصار للمذهب أو للفكرة والرأي !

ولا أخفي عليك أخي القارئ أنّي ما كنتُ أتصوّرُ أن يقوم مُسلمٌ فاسق فضلا عن ((داعية)) أو ((مُفكّر)) ! أو ((عالم)) أو ((دكتور)) بتحريف النّصوص انتصارا لمذهبه !!

وأعني بالنّصوص هنا: ((القرآن)) و ((السنّة)) و ((أقوال الأئمّة)) !!!

وقبل ذكر نماذج من ذلك أحببتُ أن أنقل للقارئ الكريم معنى التحريف وأنواعه بشيء من الاختصار نقلا عن الرسالة النّافة: ((تَحْذِيرُ الشَّبابِ مِنْ أسبابِ التَّطَرُّفِ والإرْهَابِ)) لفضيلة الشخ أسامة بن عطايا العتيبي حفظه الله:

((فالتحريف؛ لغة: العدول والميل بالشيء عن وجهه..

واصطلاحاً: هو العدول بالكلام عن وجهه وصوابه إلى غيره. انظر الصواعق المرسلة (1/215).

وهو نوعان : تحريف في اللفظ ، وتحريف في المعنى ، وقد يكون فيهما معاً..

النوع الأول: التحريف اللفظي وهو أربعة أنواع:

1) الزيادة في مبنى الكلمة الواحدة أو في الجملة أو السياق والتركيب..
كتحريف اليهود لحطة إلى حنطة أو حبة في شعرة!!

2) النقص : نقص حرف أو كلمة في جملة أو جملة في سياق..
وهذا حال من يبترون النصوص ، وغالباً ما يكون البتر في السياق..

3) تغيير الحركة العربية ، كتغيير الضمة على لفظ الجلالة في قوله : ((وكلَّم اللهُ موسى تكليماً)) إلى الفتحة ، حتى يتحرف المعنى فيكون المتكلم هو موسى وليس هو رب العالمين؟!!

4) تغيير الحركة البنائية - غير الإعرابية - ككلمة "بُرء" بضم الباء وهي بمعنى السلامة من الأسقام، فيحرفها إلى "بَرء" بفتح الباء وهي بمعنى الخلق والإيجاد..

النوع الثاني: التحريف في المعنى : وهو إبقاء اللفظ على ما هو عليه، وحمل اللفظ على غير المعنى المتبادر له.

وهذا هو الغالب على تحريفات أهل الزيغ والضلال من الفرق المنحرفة..
والنوعان من التحريف شرٌّ ومذموم، وبعضها أشر من بعض، وتحريف اللفظ أشد شراً من تحريف المعنى من حيث إن تحريف اللفظ تغيير للفظ والمعنى معا..

وتحريف المعنى شرٌّ من تحريف اللفظ من حيث إن المحرف جعل المعنى الباطل هو المعنى المراد باللفظ..

فكل واحد شرٌّ من الآخر من وجهٍ..)) اهـ

والذي يهمُّنا في هذا الموضوع هو النوع الأوّل من التحريف أي التحرف اللفظي للنّصوص ..

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 Mar 2008, 12:33 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

فلنبدء مع أوّل مُتعصّب مُحرّف وهو الدكتور ((سفر الحوالي)) الذي بتر من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية كلاما يُغيّرُ معنى كلام شيخ الإسلام رحمه الله ويُصيّره إلى كلام آخر ذي معنى آخر.

قال الدكتور (!) سفر في كتابه ((العلمانية)) (الطبعة الشرعية: ص683، مكتبة الطيّب، القاهرة، الطبعة 2 سنة 1420هـ):

((قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى: لا ريب إنّ من لم يعتقد وجوب الحكم بما أنزل الله على رسوله فهو كافر فمن استحلّ أن يحكم بين النّاس بما يراه هو عدلا من غير اتّباع لما أنزل الله فهو كافر فإنّه ما من أمّة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرها بل كثير من المنتسبين إلى الإسلام يحكمون بعاداتهم التي لم ينزلها الله كسواليف البادية وكانوا الأمراء المطاعين. ويرون أنّ هذا هو الذي ينبغي الحكم به دون الكتاب والسنّة، وهذا هو الكفر فإنّ كثيرا من النّاس أسلموا ولكن لا يحكمون إلا بالعادات الجارية التي يأمر بها المطاعون فهؤلاء إذا عرفوا أنهم لا يجوز لهم الحكم إلا بما أنزل الله فلم يلتزموا ذلك بل استحلوا أن يحكموا وبخلاف ما أنزل الله فهم كفار)) اهـ
ووضع علامة (14) وقال في الحاشية: ((مجموعة التوحيد، الرسالة الثانية عشرة: 413)).

هكذا نقلته لك أخي القارئ كما وجدته في الكتاب من غير تصرّف.

فلننظر إلى ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية عليه رحمة الله ثمّ لنقارن بين النّصين:
يقول ابن تيمية رحمه الله في (منهاج السنة) (5/130 دراسة وتحقيق:
محمد رشاد سالم، الناشر: جامعة الإمام محمد بن سعود، الرياض، المملكة العربية السعودية، الطبعة 1، 1406هـ) :
((فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك، بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً،...)).

فتبيّن من خلال مقابلة النّصين أنّ الدكتور (!) حذف من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قوله: ((وإلا كانوا جهالاً،...)) !!

ومعنى هذا الكلام من شيخ الإسلام رحمه الله أنّ من استحلّ الحكم بغير ما أنزل الله –وهو يعلم- فهو كافر ومن لم يستحلّ لم يكن كافرا بل يكون جاهلا وهذا بيّن من قوله عليه رحمة الله: ((فهؤلاء إذا عرفوا أنه لا يجوز الحكم بغير ما أنزل الله، فلم يلتزموا ذلك، بل استحلوا أن يحكموا بخلاف ما أنزل الله فهم كفار، وإلا كانوا جهالاً، والحكم بما أنزل الله واجب)).

فما معنى هذا الفعل من الدكتور سفر ؟!

أقول لك: لقد حذف الدكتور سفر الحوالي هذه الكلمات لأنّها تدلُّ على أنّ شيخ الإسلام يقول بالتّفصيل في قضية الحكم بغير ما أنزل الله على طريقة السلف الصالحين وبما أنّ الدكتور سفر من تلاميذ المُفكّر (!) محمّد قطب أخو الأستاذ سيّد قطب فهو لا يقول بالتّفصيل.

بل هو يقول: أنّ الحاكم بغير ما أنزل الله كافرٌ استحلّ الحكم بغير ما أنزل الله أو لم يستحل.

فهل هذا الصنيع من هذا الدُكتور يصنعه أدنى المُسلمين خشية لله فضلا عن الدّاعية الإسلامي والمُفكّر والكاتب الإسلامي بله ((ابن تيمية الصغير)) ؟!
هذا وقد شارك الدكتور سفر الحوالي في تحريف هذا الكلام لشيخ الإسلام جماعة من شيعته فقد نقل شيخه محمّد قطب -((دبلوم لغة أنجليزية !))- في كتابه ((واقعنا المُعاصر)) (ص331، مكتبة رحاب، الجزائر، الطبعة2، حاشية) نفس كلام شيخ الإسلام ابن تيمية الآنف واكتفى منه بقوله: ((فمن استحلّ أن يحكم بين النّاس بما يراه هو عدلا من غير اتّباع لما أنزل الله فهو كافر، فإنّه ما من أمّة إلا وهي تأمر بالحكم بالعدل وقد يكون العدل في دينها ما رآه أكابرهم)) وحذف باقي الكلام الذي يبيّن مراد ومرام شيخ الإسلام رحمه الله ويهدم الفكر التكفيري جُملة وتفصيلا.

[ووضع صاحب كتابي ((إن الله هو الحكم)) (34) و((الطريق إلى الخلافة)) (55) عدة نقاط بدل قول: ((وإلا كانوا جهالاً)) !!. وهذه خصلة تبكي لها عيون الإسلام!!

ومن ذلك أيضا تحريف قول الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله الآتي:
((قد يكون الذي حمله على ذلك –أي: الحاكم- خوف من أناس آخرين أقوى منه إذا لَمْ يطبقه، فيكون هنا مداهنًا لهم، فحينئذ نقول: هذا كالمداهن في بقية المعاصي".((التحذير من فتنة التكفير))(77) وكتاب ((فتنة التكفير)) (35)

فافترى أحد هؤلاء المكفرين للحكام بإطلاق في كتابه ((الرد على العنبري)) في طبعته الأولى (ص 23) وعكس مراد الشيخ بأن أضاف كلمة ((كافر)) فأثبته هكذا:

((فحينئذ نقول: هذا كافر كالمداهن في بقية المعاصي)).]

(ما بين العارضتين من مقال للدكتور خالد العنبري حفظه الله منشور على شبكة سحاب بتصرّف)

التعديل الأخير تم بواسطة ابو عبد الله غريب الاثري ; 27 Mar 2008 الساعة 12:45 PM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 27 Mar 2008, 12:34 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

خيانات علمية أخرى في كتاب ((العلمانية)):

وليس ما تقدّم ذكره من بتر الدكتور (سفر) لكلام ابن تيمية وتمشيته له على مُراده هو لا على مُراد ابن تيمية، ليس ما تقدّم هو الخيانة العلمية الوحيدة في الكتاب بل هناك خيانات أُخر فمن ذلك:

أنّ المؤلف غفر الله له قد توسّع في النّقل عن كلّ من تكلّم أو أشار ولو من بعيد إلى موضوع العلمانية وهذا جُهدٌ منه مشكور ولكنّ الذي يُحيّر كل عاقل هو إغفال المؤلّف غفر الله له لذكر أثر ابن عبّاس رضي الله عنه المشهور في تفسير قوله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله ... )) الآيات ؟!
فلماذا أغفل المؤلّف ذكر هذا الأثر العظيم الجليل الذي يبيّن فهم حبر الأمّة وتُرجمان القرآن للآية ؟!

بل ولم ينقل لنا المؤلّف غفر الله له كلام المُفسّرين في قول الله تعالى ((ومن لم يحكم بما أنزل الله ...)) مطلقا وإنّما اكتفى بتفسير ابن كثير رحمه الله لقوله تعالى ((أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون)) ولقوله تعالى: ((فلا وربّك لا يؤمنون...)) الآية من سور ة النّساء.

والمُصيبة أنّ المؤلّف حين نقل كلام ابن كثير بحروفه في تفسير الآية الثانية حذف منه الأحاديث التي ساقها ابن كثير لبيان سبب نزول الآية ومن المعلوم أنّ سبب النّزول من أهمّ الأمور التي يجب معرفتها قبل الخوض في تفسير آية من كتاب الله فما بال الدكتور (سفر) لم ينقل في كتابه ذي 727 صفحة الأحاديث التي ساقها ابن كثير في تفسيره للآية ؟!
مع العلم أنّها – أي الأحاديث- صحيحة عند البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم ؟!
وإليك أخي القارئ كلام ابن كثير كاملا من غير حذف للأحاديث التي أغفلها صاحب كتاب ((العلمانية)) وآثر ألا يذكرها:

قال ابن كثير رحمه الله (2/315-316 دار الكتاب العربي، تحقيق: عبد الرزّاق المهدي):
وقوله ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) يقسم تعالى بنفسه الكريمة المقدسة أنه لا يؤمن أحد حتى يحكم الرسول صلى الله عليه وسلم في جميع الأمور, فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطناً وظاهراً, ولهذا قال ((ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)) أي إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجاً مما حكمت به, وينقادون له في الظاهر والباطن, فيسلمون لذلك تسليماً كلياً من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة, كما ورد في الحديث ((والذي نفسي بيده, لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لم جئت به)).

وقال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله, حدثنا محمد بن جعفر, حدثنا معمر عن الزهري, عن عروة, قال: خاصم الزبير رجلاً في سْريج من الحرة, فقال النبي صلى الله عليه وسلم ((اسق يا زبير ثم أرسل الماء إلى جارك)) فقال الأنصاري: يا رسول الله أن كان ابن عمتك, فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال: ((اسق يا زبير, ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر, ثم أرسل الماء إلى جارك)).

واستوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم حين أحفظه الأنصاري, وكان أشار عليهما صلى الله عليه وسلم بأمر لهما فيه سعة, قال الزبير: فما أحسب هذه الاَية إلا نزلت في ذلك ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم)) الاَية.

هكذا رواه البخاري ههنا, أعني في كتاب التفسير من صحيحه من حديث معمر, وفي كتاب الشرب من حديث ابن جريج ومعمر أيضاً, وفي كتاب الصلح من حديث شعيب بن أبي حمزة, ثلاثتهم عن الزهري, عن عروة, فذكره, وصورته صورة الإرسال, وهو متصل في المعنى, وقد رواه الإمام أحمد من هذا الوجه فصرح بالإرسال, فقال: حدثنا أبو اليمان, حدثنا شعيب عن الزهري, أخبرني عروة بن الزبير أن الزبير كان يحدث أنه كان يخاصم رجلاً من الأنصار قد شهد بدراً إلى النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة, كانا يسقيان بها كلاهما, فقال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير ((اسق ثم أرسل إلى جارك)) فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال: ((اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر)) فاستوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: حقه, وكان النبي صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة له وللأنصاري, فلما أحفظ الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم استوعى النبي صلى الله عليه وسلم للزبير حقه في صريح الحكم, قال عروة: فقال الزبير: والله ما أحسب هذه الاَية نزلت إلا في ذلك ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم, ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)), هكذا رواه الإمام أحمد, وهو منقطع بين عروة وبين أبيه الزبير, فإنه لم يسمع منه, والذي يقطع به أنه سمعه من أخيه عبد الله, فإن أبا محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم, رواه كذلك في تفسيره, فقال: حدثنا يونس بن عبد الأعلى, حدثنا ابن وهب, أخبرني الليث ويونس عن ابن شهاب, أن عروة بن الزبير حدثه أن عبد الله بن الزبير حدثه عن الزبير بن العوام, أنه خاصم رجلاً من الأنصار قد شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم, في شراج الحرة كانا يسقيان به كلاهما النخل, فقال الأنصاري: سرح الماء يمر, فأبى عليه الزبير, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((اسق يا زبير ثم أرسل إلى جارك)) فغضب الأنصاري وقال: يا رسول الله, أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم, ثم قال: ((اسقِ يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر)) واستوعى رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير حقه, وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه السعة له وللأنصار, فلما أحفظ الأنصاري رسول الله صلى الله عليه وسلم, استوعى للزبير حقه في صريح الحكم, فقال الزبير: ما أحسب هذه الاَية إلا في ذلك ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً)) وهكذا رواه النسائي من حديث ابن وهب به...)) انتهى وذكر للحديث طرقا أخرى.

والذي يهمّنا هو أنّ ابن كثير رحمه الله قد فسّر قوله تعالى: ((فلا وربّك لا يؤمنون...)) بما روي عن النّبي صلى الله عليه وسلّم: ((والذي نفسي بيده, لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لم جئت به)). وهو حديث ضعيف إسناده واه ولكنّ شرّاح الحديث رحمهم الله حملوا نفي الإيمان الوارد في هذا الحديث على نفي الإيمان المُطلق لا مُطلق الإيمان أي الإيمان الكامل لا أصل الإيمان كما في قوله عليه السلام في أحاديث أخرى ((لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ...)) وقوله: ((من قال لا إله إلا الله دخل الجنّة وإن زنى وإن سرق...)) الحديث.
ومثله قوله عليه السلام: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه)) و ((والله لا يؤمن –ثلاثا- من لا يأمن جاره بوائقه)) الحديث.
فهل من قائل أنّ النّبي صلى الله عليه وسلّم حكم بالكفر على من يخافه جاره ؟!
حاشا وكلا وهذا –حسب علمي- لم يقله إلا الحرورية وأصحاب النّهروان، فهل الدّكتور (سفر) منهم ؟!

قال الحافظ ابن رجب في ((جامع العلوم والحكم، ص406، مكتبة الصفا، تحقيق: وليد بن محمد بن سلامة):
((وأمّا معنى الحديث –أي حديث: ((والذي نفسي بيده, لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لم جئت به))- فهو أنّ الإنسان لا يكون مؤمنا كامل الإيمان الواجب حتى تكون محبّته تابعة لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلّم من الأوامر والنّواهي وغيرها، فيحب ما أمر به، ويكره ما نهى عنه. وقد ورد القرآن بمثل هذا في غير موضع. قال تعالى: ((فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم, ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليماً))...)). اهـ

ويُوضّح أنّ المقصود من الآية هو نفي كمال الإيمان لا أصل الإيمان أنّ الآية نزلت في رجل من الأنصار قد شهد بدرا، ومعلوم ما قاله عليه السلام في أهل بدر ((لعلّ الله اطّلع على قلوب أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم)).

فسقطت بالتالي شبهة الدكتور سفر وبان تلبيسه وتدليسه على العوام غفر الله له.

التعديل الأخير تم بواسطة ابو عبد الله غريب الاثري ; 27 Mar 2008 الساعة 01:01 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 27 Mar 2008, 12:35 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

ومن الخيانات العلمية كذلك في كتاب ((العلمانية)) أنّ المؤلّف غفر الله له نقل (ص 685-686) كلاما للإمام محمّد بن إبراهيم عليه رحمة الله من رسالته ((تحكيم القوانين ص5-7)) واختصره اختصارا شديدا وحذف منه استدلال الشيخ محمّد رحمه الله بأثر ابن عبّاس رضي الله عنهما ؟!

وممّا زاد الطّين بلّة أن أغفل الدكتور سفر –هداه الله- فتوى العلامة ابن إبراهيم التالية والتي تبيّن عقيدة الشيخ رحمه الله في حكم الحاكم بغير ما أنزل الله بوضوح وجلاء لا غبار عليه.

قال العلامة محمّد بن إبراهيم رحمه الله: ((وكذلك تحقيق معنى محمّد رسول الله: من تحكيم شريعته، ونبذ ما خالفها من القوانين والأوضاع وسائر الأشياء التي ما أنزل الله بها من سلطان، والتي من حكم بها [يعني: القوانين الوضعية] أو حاكم إليها؛ معتقدا صحّة ذلك وجوازه، فهو كافر الكفر النّاقل عن الملّة، وإن فعل ذلك بدون اعتقاد ذلك وجوازه؛ فهو كافر الكفر العملي الذي لا ينقل عن الملّة)) (مجموع الفتاوى: 1/80)

قال الشيخ سليم الهلالي حفظه الله: ((هذه الفتوى مؤرّخة بتاريخ (191/1385 هـ)، فهي متأخّرة عن رسالة الشيخ محمّد بن إبراهيم – رحمه الله – ((تحكيم القوانين)) بخمس سنين، لأنّ طبعتها الأولى سنة (1380 هـ) في مكّة؛ كما في مراجع كتاب ((ظاهرة الإرجاء...)) (2/771).


فلو كان في كلامه في ((تحكيم القوانين)) إجمال؛ ففي هذه الفتوى تفصيب وتأصيل ينبغي أن نسير عليه، لكنّ الحزبيين الحركيين يحاوولون إخفاء هذه الفتوى التي نقضت دعواهم، وكشفت أهواءهم، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.)) اهـ (مجموع فتاوى العلماء الربانيين في تحكيم القوانين ص 52-53 حاشية. دار الرضوان، الأردن).

وكما قال الشيخ الهلالي حفظه الله فإنّ الطبعة التي اعتمد عليها صاحب كتاب ((العلمانية)) و((ظاهرة الإرجاء)) هي طبعة سنة: (1380 هـ) هكذا أثبتها في قائمة مراجعه في كتابه ((العلمانية)) (ص715) برقم (64).

وفي الكتاب المذكور –أي العلمانية- من الأخطاء والدّواهي ما الله به عليم كتسميته لسيّد قطب بالشهيد كما في (ص 677) وغير ذلك من الأمور التي تدلُّ على بُعد الدُّكتور عن المنهج السلفي واعتقاد أهل السنّة والجماعة.

التعديل الأخير تم بواسطة ابو عبد الله غريب الاثري ; 27 Mar 2008 الساعة 12:54 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 27 Mar 2008, 12:36 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

أمّا المُتعصّب الثاني فهو المدعو عبد المنعم حليمة ((أبو بصير الطرطوسي)) السوري المُقيم في أوروبا (!) الذي حرّف كلاما هامّا للإمام ابن القيّم عليه رحمة الله في كتابه القيّم ((الصلاة)).
قال الإمام ابن القيّم رحمه الله: (كتاب الصلاة وحكم تاركها ص37، المكتبة التوفيقية، تحقيق: عماد زكي البارودي)
فصل: وها هنا أصل آخر وهو أن الكفر نوعان:
كفر عمل وكفر جحود وعناد.
فكفر الجحود أن يكفر بما علم أن الرسول جاء به من عند الله جحودا وعنادا، من أسماء الرب وصفاته وأفعاله وأحكامه.
وهذا الكفر يضاد الإيمان من كل وجه.
وأما كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان.
وإلى ما لا يضاده.
فالسجود للصنم والاستهانة بالمصحف وقتل النبي وسبه يضاد الإيمان, وأما الحكم بغير ما أنزل الله وترك الصلاة فهو من الكفر العملي قطعا )). اهـ

فأنت ترى أنّ الإمام ابن القيّم رحمه الله جعل الحكم بغير ما أنزل الله من الكفر العملي الذي لا يُضادُّ الإيمان قطعا أي (كفرٌ دون كفر).

ولننتقل إلى المُجاهد (!) أبي بصير الطُرطوسي حيث قال في كتابه ((الطاغوت)) (ص 71): (( ... وأمّا كفر العمل فينقسم إلى ما يضاد الإيمان وإلى ما لا يضاد الإيمان.
فالأوّل كالسجود للصنم، والاستهانة بالمصحف، وقتل النبي، وسبه، والاستهزاء بما جاء به، والحكم بغير ما أنزل الله حيث كان فيه ردّ لنص حكم الله عيانا راضيا بذلك وترك الصلاة عنادا وبغيا
)). اهـ انظر ((فتاوى العلماء الربانيين في تحكيم القوانين للشيخ سليم الهلالي ص21-22 حاشية)


فأنت ترى أنّ هذا التكفيري تصرّف في كلام ابن القيّم رحه الله تصرُّفا شنيعا وحرّفه تحريفا فظيعا لا يفعله فاسق فضلا عن الشيخ المجاهد –زعموا- !!

فقد جعل عديم البصر والبصيرة هذا الحكم بغير ما أنزل الله من القسم الأوّل أي من الكفر العملي الذي يضاد الإيمان من كلّ وجه !!

مع أنّ كلام ابن القيّم واضح في جعل الحكم بغير ما أنزل الله –من غير استحلال- من القسم الثاني أي من الكفر العملي الذي لا يضاد الإيمان.

وهذه خصلة خبيثة لا يقع فيها إلا من خبُثت نفسه وامتلأ قلبه حقدا وبغضا لعقيدة أهل السنّة والجماعة.

التعديل الأخير تم بواسطة ابو عبد الله غريب الاثري ; 27 Mar 2008 الساعة 01:05 PM
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 27 Mar 2008, 12:37 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

أمّا المُتعصّب الثالث فهو المدعو: الدكتور: السيّد الجميلي.
هذا الدكتور هداه الله حرّف كلاما هامّا للإمام ابن قتيبة رحمه الله تعالى في صفتي العلوّ والنّزول لله تعالى.

فقد حرّف هذا الدكتور كلام الإمام ابن قتيبة وصيّره –أي الإمام ابن قتيبة- مفوّضٌ وممّن يقولون أنّ الله في كلّ مكان !!!

قال دكتور الأمراض الباطنية (!) السيّد الجميلي هداه الله معلّقا على قول الإمام أبي الحسن الأشعري رحمه الله ورضي عنه في معرض كلامه على عقيدته رحمه الله التي مات عليها عقيدة أهل السنّة والجماعة أهل الحديث والأثر كما ذكرها الإمام ابن القيّم في أوّل كتابه ((حادي الأرواح): ((ويُصدّقون [أي أهل الحديث] بالأحاديث التي جاءت عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم ((أنّ الله ينزل إلى السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر)).

قال الدكتور الجميلي معلّقا:
((وقد ذكر الحديث الإمام ابن فورك في كتابه مشكل الحديث وبيانه بتحقيق موسى محمّد علي (ص 492-497).
وعن عبادة بن الصامت قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((ينزل ربنا تبارك وتعالى كلّ ليلة إلى السماء الدنيا)) وذكر الحديث، وقال فيه: فيكون كذلك حتى يصبح الصبح ثمّ يعلو ربنا إلى كرسيّه)).
المرجع السابق ص494.
وقد ذكر ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث ص 270- ص 276 ط. دار الجيل لا نحتم على النّزول منه بشيء، ولكنّا نبيّن كيف النّزول منّا، وما تحتمله اللغة من هذا اللفظ، والله أعلم بما أراد.

والنّزول هنا (كذا) قد يكون بمعنيين: أحدها الانتقال من (كذا) مكان إلى مكان، والمعنى الآخر إقبالك على الشيء بالإرادة والنيّة.
وكذلك قوله تعالى: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) وقد أجمع النّاس على أنّه بكلّ مكان ولا يشغله شأن عن شأن.
وكذلك في قوله تعالى: ((إنّ الله مع الذين اتّقوا والذين هم محسنون)) لا يريد أنّه معهم بالحلول، وإنّما بالنّصرة والتّوفيق والحياطة.
وكذلك قوله: ((من تقرّب مني ذراعا تقرّبتُ منه باعاً ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)) المرجع السابق ص274 بتصرّف.)) انتهى كلام هذا الدكتور وهو في ((حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح ص 41-42 حاشية، دار الكتاب العربي، الطبعة 10 سنة 1422هـ تحقيقودراسة: د. السيّد الجميلي)).

وهذا العمل من هذا الدكتور من أشدّ ما يكون من أنواع التحريف والخيانة العلمية الناتجة عن التعصّب المذهبي !!

وإليك ما جاء في كتاب ((تأويل مختلف الحديث)) للإمام الأديب الفقيه المحدّث ابن قتيبة الدِينَوْري رحمه الله (ص 250-256 دار الكتب العلمية) ما نصّه:

((قالوا: حديث في التشبيه يكذبه القرآن والإجماع:

قالوا: رويتم أن الله تبارك وتعالى ينزل إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل فيقول: ((هل من داع فأستجيب له ؟ أو مستغفر فأغفر له)).
وينزل عشية عرفة إلى أهل عرفة، وينزل في ليلة النصف من شعبان.

وهذا خلاف لقوله تعالى: ((ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا)).
وقوله جل وعز: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)).
وقد أجمع الناس على أنه بكل مكان، ولا يشغله شأن عن شأن.

قال أبو محمد:
ونحن نقول في قوله: ((ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا)) إنه معهم بالعلم بما هم عليه كما تقول للرجل: وجهته إلى بلد شاسع ووكلته بأمر من أمورك احذر التقصير والإغفال لشيء مما تقدمت فيه إليك فإني معك تريد أنه لا يخفى علي تقصيرك أو جدك للإشراف عليك والبحث عن أمورك وإذا جاز هذا في المخلوق الذي لا يعلم الغيب فهو في الخالق الذي يعلم الغيب أجوز.

وكذلك هو بكل مكان يراد لا يخفى عليه شيء مما في الأماكن فهو فيها بالعلم بها والإحاطة.

وكيف يسوغ لأحد أن يقول إنه بكل مكان على الحلول مع قوله: ((الرحمن على العرش استوى)) أي: استقر.
كما قال: ((فإذا استويت أنت ومن معك على الفلك)) أي استقررت.

ومع قوله تعالى: ((إليه يصعد الكلم الطيب والعلم الصالح يرفعه)) وكيف يصعد إليه شيء هو معه ؟
أو يرفع إليه عمل وهو عنده ؟
وكيف تعرج الملائكة والروح إليه يوم القيامة ؟
وتعرج بمعنى تصعد يقال: عرج إلى السماء إذا صعد والله عز وجل ذو المعارج والمعارج الدرج فما هذه الدرج وإلى من تؤدي الأعمال الملائكة إذا كان بالمحل الأعلى مثله بالمحل الأدنى ؟

ولو أن هؤلاء رجعوا إلى فطرهم وما ركبت عليه خلقتهم من معرفة الخالق سبحانه لعلموا أن الله تعالى هو العلي وهو الأعلى وهو بالمكان الرفيع وأن القلوب عند الذكر تسمو نحوه والأيدي ترفع بالدعاء إليه.

ومن العلو يرجى الفرج ويتوقع النصر وينزل الرزق.
وهنالك الكرسي والعرش والحجب والملائكة.

يقول الله تبارك وتعالى: ((إن الذين ثم ربك لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون يسبحون الليل والنهار لا يفترون)).

وقال في الشهداء: ((أحياء ثم ربهم يرزقون)).
وقيل لهم شهداء لأنهم يشهدون ملكوت الله تعالى واحدهم شهيد كما يقال عليم وعلماء وكفيل وكفلاء.

وقال تعالى: ((لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا)).
أي لو أردنا أن نتخذ امرأة وولدا لاتخذنا ذلك عندنا لا عندكم لأن زوج الرجل وولده يكونان عنده وبحضرته لا عند غيره.

والأمم كلها عربيها وعجميها تقول ((إن الله تعالى في السماء)) ما تركت على فطرها ولم تنقل عن ذلك بالتعليم.

وفي الحديث إن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمة أعجمية للعتق فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( أين الله تعالى ؟))
فقالت: في السماء، قال: ((فمن أنا ؟))
قالت: أنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فقال عليه الصلاة والسلام: ((هي مؤمنة)) وأمره بعتقها هذا أو نحوه.

وقال أمية بن أبي الصلت:
مجدوا الله وهو للمجد أهل**** ربنا في السماء أمسى كبيرا
بالبناء الأعلى الذي سبق النا**** س وسوى فوق السماء سريرا شرجعا ما يناله بصر العين**** ترى دونه الملائك صورا

وصور جمع أصور وهو المائل العنق.
وهكذا قيل في الحديث ((إن حملة العرش صور)) وكل من حمل شيئا ثقيلا على كاهله أو على منكبه لم يجد بدا من أن يميل عنقه.

وفي الإنجيل الصحيح: إن المسيح عليه السلام قال: ((لا تحلفوا بالسماء فإنها كرسي الله تعالى)).
وقال للحواريين: ((إن أنتم غفرتم للناس فإن ربكم الذي في السماء يغفر لكم ظلمكم انظروا إلى طير السماء فإنهن لا يزرعن ولا يحصدن ولا يجمعن في الأهواء وربكم الذي في السماء هو يرزقهن أفلستم أفضل منهن)).

ومثل هذا من الشواهد، كثير يطول به الكتاب.

وأما قوله: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) فليس في ذلك ما يدل على الحلول بهما.

وإنما أراد به أنه إله السماء وإله من فيها وإله الأرض وإله من فيها.

ومثل هذا من الكلام قولك: ((هو بخراسان أمير وبمصر أمير)).
فالإمارة تجتمع له فيهما وهو حال بإحداهما أو بغيرهما وهذا واضح لا يخفى.

فإن قيل لنا: كيف النزول منه جل وعز ؟

قلنا: لا نحتم على النزول منه بشيء ولكنا نبين كيف النزول منا وما تحتمله اللغة من هذا اللفظ والله أعلم بما أراد.

والنزول منا يكون بمعنيين:
أحدهما الانتقال عن مكان إلى مكان كنزولك من الجبل إلى الحضيض ومن السطح إلى الدار.
والمعنى الآخر إقبالك على الشيء بالإرادة والنية.

وكذلك الهبوط والارتقاء والبلوغ والمصير وأشباه هذا من الكلام.

ومثال ذلك أن يسألك سائل عن محالّ قوم من الأعراب وهو لا يريد المصير إليهم فتقول له: ((إذا صرت إلى جبل كذا فانزل منه وخذ يمينا وإذا صرت إلى وادي كذا فاهبط فيه ثم خذ شمالا وإذا صرت إلى أرض كذا فاعتل هضبة هناك حتى تشرف عليهم)).
وأنت لا تريد في شيء مما تقوله افعله ببدنك إنما تريد افعله بنيتك وقصدك.

وقد يقول القائل: ((بلغت إلى الأحرار تشتمهم وصرت إلى الخلفاء تطعن عليهم وجئت إلى العلم تزهد فيه ونزلت عن معالى الأخلاق إلى الدناءة)).
وليس يراد في شيء من هذا انتقال الجسم.
وإنما يراد به القصد إلى الشيء بالإرادة والعزم والنية.

وكذلك قوله جل وعز: ((إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون)) لا يريد أنه معهم بالحلول ولكن بالنصرة والتوفيق والحياطة.

وكذلك قوله تعالى: ((من تقرب مني ذراعا تقربت منه باعا ومن أتاني يمشي أتيته هرولة)).

قال أبو محمد وحدثنا عن عبد المنعم عن أبيه عن وهب بن منبه أن موسى صلى الله عليه وسلم لما نودي من الشجرة ((اخلع نعليك)) أسرع الإجابة وتابع التلبية وما كان ذلك إلا استئناسا منه بالصوت وسكونا إليه.

وقال: ((إني أسمع صوتك وأحس وجسك ولا أرى مكانك فأين أنت ؟ ))
فقال: ((أنا فوقك وأمامك وخلفك ومحيط بك وأقرب إليك من نفسك)).
يريد أني أعلم بك منك بنفسك لأنك إذا نظرت إلى ما بين يديك خفي عنك ما وراءك وإذا سموت بطرفك إلى ما فوقك ذهب عنك علم ما تحتك وأنا لا تخفى علي خافية منك في جميع أحوالك.

ونحو هذا قول رابعة العابدة: ((شغلوا قلوبهم عن الله عز وجل بحب الدنيا ولو تركوها لجالت في الملكوت ثم رجعت إليهم بطرف الفوائد)).

ولم ترد أن أبدانهم وقلوبهم تجول في السماء بالحلول ولكن تجول هناك بالفكرة والقصد والإقبال.

وكذلك قول أبي مهدية الأعرابي: ((اطلعت في النار فرأيت الشعراء لهم كصيص)). يعني التواء.

وأنشد:
جنادبها صرعى لهنّ كصيص
أي التواء.
ولو قال قائل في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها البله واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء)) إن اطلاعه فيهما كان بالفكر والإقبال كان تأويلا حسنا)) انتهى كلامه عليه رحمة الله.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 27 Mar 2008, 12:37 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

وبمقارنة ما سبق من كلام الإمام ابن قتيبة الذي نقلته بطوله وكلام دكتور الأمراض الباطنية الجميلي (!) يتبيّن أنّ هذا الدكتور هداه الله حذف من كلام ابن قتيبة الشيء الكثير بل غيّر من بعض الكلمات بل ونسب إليه كلام أهل الرأي الذين ردّ عليهم ابن قتيبة رحمه الله !!!

فإنّ قول الجميلي: ((وقد أجمع النّاس على أنّه بكلّ مكان ولا يشغله شأن عن شأن.)) هو من كلام أهل الرأي لا من كلام ابن قتيبة !!
والدكتور هداه الله حين نقل هذه المقولة الخبيثة نسبها إلى الإمام ابن قتيبة وجعلها من تفسيره لقوله تعالى: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) !!!

ثمّ انظر إلى هذا الدكتور كيف بدأ كلام ابن قتيبة وحذف منه السؤال الذي أجاب عنه الإمام والذي يبيّن معنى الجواب:
قال ابن قتيبة: ((فإن قيل لنا: كيف النزول منه جل وعز ؟

قلنا: لا نحتم على النزول منه بشيء ولكنا نبين كيف النزول منا وما تحتمله اللغة من هذا اللفظ والله أعلم بما أراد)).

وهذا يعني أنّ ابن قتيبة يفوّض علم الكيفية لا معنى النّزول.

ولكنّ الدكتور بدأ كلام ابن قتيبة هكذا:
((لا نحتم على النّزول منه بشيء، ولكنّا نبيّن كيف النّزول منّا، وما تحتمله اللغة من هذا اللفظ، والله أعلم بما أراد)).

وهذا يُشعر أنّ ابن قتيبة مُفوّضٌ لا يدري ما معنى قوله عليه السلام ((ينزل ربنا ...)) وهذا عمل خبيث لا يرضاه الله ورسوله.

ثمّ انظر إلى تغيير هذا الدكتور لبعض الكلمات من كلام ابن قتيبة رحمه الله:
قال ابن قتيبة: ((والنزول منا يكون بمعنيين:
أحدهما الانتقال عن مكان إلى مكان كنزولك من الجبل إلى الحضيض ومن السطح إلى الدار.
والمعنى الآخر إقبالك على الشيء بالإرادة والنية)).

والذي نقله الدكتور الجميلي:
((والنّزول هنا (كذا) قد يكون بمعنيين: أحدها الانتقال من (كذا) مكان إلى مكان، والمعنى الآخر إقبالك على الشيء بالإرادة والنيّة))

فابن قتيبة رحمه الله يتكلّم عن نزول المخلوق والدكتور جعله يتكلّم عن نزول الخالق !!
وابن قتيبة يقول: ((عن مكان إلى مكان)) والدكتور الجميلي يقول: ((من مكان إلى مكان)) !!

وفرق بين الجملة الأولى والثانية كبير !
فالأولى تعني الانتقال من أعلى إلى ما دونه والثانية تعني الانتقال من مكان إلى مكان ولو في نفس المستوى !!

فهل صنع هذا الدكتور ما صنع لينفي صفة العلوّ لله تعالى ؟! لا شكّ في ذلك.

خاصّة أنّه أردف على كلامه السابق قوله:
((وكذلك قوله تعالى: ((وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله)) وقد أجمع النّاس على أنّه بكلّ مكان ولا يشغله شأن عن شأن. اهـ وهو كما تقدّم كلام خبيث يتنزّه عن مثله الإمام ابن قتيبة عليه رحمة الله.

وبعد اكتشاف هذا التحريف وهذه الخيانة العلمية قلتُ لعلّ هذا التحريف من الطبعة التي اعتمد عليها الدكتور هداه الله لا منه هو ولكن خاب ظنّي حين قابلتُ كلامه بنفس الطبعة التي اعتمد عليها الجميلي في خيانته العلمية وهي طبعة دار الجيل بيروت 1393، 1972م تحقيق: محمد زهري النّجار.(ص 270-276).

فتبيّن لي موافقة هذه الطبعة لطبعة دار الكتب العلمية ومخالفة كلا الطبعتين لكلام الجميلي هداه الله.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 27 Mar 2008, 12:38 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

أمّا المتعصّب الرابع فهو محمّد الغزالي المصري المعروف، ولعلّك ستعجب إن علمت أنّ الغزالي غفر الله له غيّر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلّم وبنى على ما غيّره هو أحكاماً !!

فقد قال في كتابه ((السنّة النّبوية بين أهل الفقه وأهل الحديث)) (ص48-50) عن حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال: لما بلَغَ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم أن فارِساً مَلَّكوا ابنةَ كِسْرى قال: ((لن يُفْلحَ قومٌ ولَّوْا أمرَهم امرأة)). رواه البخاريُّ في ((صحيحه)).

فأتى الغزاليُّ, فصنع صنيعين يتنافسان في السوء والخَطَل:

الأوَّل: أنه حَرَّف الحديث إلى ((خاب قومٌ ولَّوْا أمرَهم امرأة)) وفرق بين الخيبة وعدم الفلاح.

الثاني: أنه تقدَّم بين يدي المصطفى صلى الله عليه وسلّم وأساء الأدبَ, فرَدَّ ورفضَ الحديثَ بعد تحريفِهِ وسوءِ فهْمِهِ, فاسمَعْ اعتراضَه (ص50) حيث يقولُ بعد سرد قصة بِلْقِيسَ: ((هل خابَ قومٌ ولَّوْا أمرَهم امرأةً من هذا الصنف النفيس))!!

ثم مثَّل لعدم الخيبة بكافرات خاسرات: فكتوريا ملكة بريطانيا، وأنديرا غاندي الهندوسية البوذية، وجولدا مائير اليهودية.

النبي صلى الله عليه وسلّم يقول: ((لن يفلح...)), والغزاليُّ يعترض بقوله: ((هل خابَ ؟!)).

ثم التقى من الناقة حَلْقتا البِطَانِ حين قال: ((ولو أنَّ الأمرَ في فارسٍ شورى, وكانت المرأةُ الحاكمةُ تشبه جولدا مائيرَ اليهوديةَ التي حكمت إسرائيل, واستبْقَتْ دفة الشؤون العسكرية في أيدي قادتها لكان هناك تعليق آخر على الأوضاع القائمة))انتهى.

ويعني هذا اللَّسِنُ أن ابنةَ كِسْرى لو كانت مثل جولدا مائير؛ لم يقلْ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم ما قال! وله من الغلط في فهم الأحاديث أمثلة فانظر (ص53, 54, 96-97). انتهى من كتاب: ((المعيار لعلم الغزالي في كتابه السنّة النبوية ... لصالح آل الشيخ حفظه الله))
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 27 Mar 2008, 12:40 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

أما خامس المُحرّفين وأعظمهم فهو من علماء (!) جماعة التبليغ الهندية الصوفية القبورية التي حُقّ لها أن تُسمّى جماعة التبغيل !

فإنّ هذا الجاهل واسمه: محمود حسن ديوبندي (شيخ الهند) قد وصلت به الجُرأة إلى الزيادة في كتاب الله تعالى بأن أضاف في آية من سورة النّساء جملة من عنده وبنى على تلك الآية الوهمية أحكاما وقعّد عليها قواعد وأصّل عليها أصولا !!!

قال الشيخ محمّد أسلم في كتابه ((جماعة التبليغ ص18 وما بعدها)):
استدلاله بالآية المُحرّفة: ... كلّ واحد يعرف الشيخ محمود حسن ديوبندي الذي كتب كتاب ((إيضاح الأدلّة)) ردّا على عالم سلفي استدلّ على ردّ التقليد بأية: ((فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خيرٌ وأحسنُ تأويلا)) فقام الشيخ محمود حسن ردّا على العالم المذكور، واستشهد بنفس الآية على ادّعائه لكن زاد فيها: ((وإلى أولي الأمر منكم)) !! زاعما أنّ هذا من الآية، مع أنّه ليس من الآية، ثمّ قال: ((هذا هو السبب لقوله تعالى: ((فإن تنازعتم في شيء فردّوه إلى الله والرسول (وإلى أولي الأمر منكم)) والظاهر أنّ أولي الأمر في الآية هم غير الأنبياء، فانظر إلى الآية؛ اتّضح بها أنّ الأنبياء وأولي الأمر كلّهم يجب اتّباعهم، ثمّ بدأ مُعترضاً: إنّك قد عرفتَ ((فردّوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر)) ولم تعرف إلى الآن أنّ القرآن الذي الذي وجدت فيه هذه الآية توجد فيه الآية المذكورة التي استدللتُ بها، وليس بعجيب أن ترى التعارض بين الآيتين جهد عادتك، فتفتي بأن تكون إحداهما ناسخة والأخرى منسوخة)) اهـ

وهذا العمل من (شيخ الهند !) عالم (جماعة التبليغ !) هذا بالإضافة إلى كونه غاية التعصّب والتكودن والجمود إلا أنّه في نفس الوقت غاية الكفر والإلحاد والزندقة !!!

فلا يشكُّ عاقل في كفر من زاد في كتاب الله ما ليس فيه كما لا يشكّ في كفر من أنقص من كتاب الله ما هو فيه !

ولكن هل وقف هذا الخبيث عند هذا الحدّ من التحريف والخيانة ؟!

الجواب لا !
فقد قام نفس الشيخ بتحريف كلمة في ((سنن أبي داود)) لتتماشى مع مذهبه الحنفي !!

قال الشيخ المحدّث سلطان محمود بجلال بوربير والأملتان- باكستان في كتابه: ((نعم الشهود على تحريف الغالين في سنن أبي داود (ص32)):
((قد قرأتُ رسالة بعنوان ((حقيقة كذب منكري التقليد))، تحتوي على خمس صفحات، وخلاصتها أنّ صلاة التراويح عشرون ركعة وليست ثماني ركعات، وقد ورد على الصفحة الخامسة من هذه الرسالة ألفاظ الحديث من كتاب أبي داود هكذا ((عن الحسن: أنّ عمر بن الخطّاب جمع النّاس على أبي بن كعب، فكان يصلّي لهم عشرين ركعة)) (أبو داود).

وإليكم نصّ الحديث من كتاب أبي داود، فجاء فيه: ((عن الحسن: أنّ عمر بن الخطّاب جمع النّاس على أبي بن كعب، فكان يصلّي لهم عشرين ليلة، ولا يقنت بهم إلا في النّصف الباقي، فإذا كانت العشر الأواخر، تخلّف فصلى في بيته، فكانوا يقولون: أبَقَ أُبَي))

وإتيان لفظ (ركعة) بدل (ليلة)، والاحتجاج بهذا اللفظ لإثبات ركعات التراويح عشرين ركعة: تحريف هام في كتاب ديني ممّا يخجل منه)) اهـ

قال الشيخ محمّد أسلم في كتابه ((جماعة التبليغ ص18-19)):
((متى وقع هذا التحريف ؟ من قام به ؟ والنّسخ المطبوعة الموجودة إلى سنة 1318 هـ لكتاب أبي داود يوجد في كلّ هذه النّسخ كلمة عشرين ركعة مطبوعة، ولم توجد أي إشارة لاختلاف النّسخ، فلمّا نُشر ((سنن أبي داود)) بحاشية الشيخ محمود حسن، قام ناشروه بأنفسهم – أو بمشورة أحد من النّاس – بإدخال كلمة ((ليلة)) في المتن وجعلوا عليها علامة، وكتبوا على الحاشية ((ركعة)) ولمّا طُبع الكتاب بتحشية الشيخ فخر الحسن، ثبّتوا في هذه النّسخة لفظ: ((ركعة)) في متن الكتاب، وجعلوا علامة في النّسخة (ن) وكتبوا على الحاشية: ((ليلة))، وهذا ليعمّ التأثّر أنّ هناك اختلاف النّسخ، وكان المقصود من هذا العمل أن يتأثّروا بأنّ بعض نسخ أبي داود قد توجد فيها كلمة ((عشرين ركعة))، لكي يستدل بهذا الحديث على إثبات ركعات التراويح عشرين ركعة)) (نعم الشهود على تحريف الغالين في سنن أبي داود ص9)

وانظر القصّة كاملة في الكتاب النّافع ((القول البليغ في التحذير من جماعة التبليغ)) للعلامة المحدّث الفقيه حمّود التيجري رحمه الله (119-124 دار الصميعي ط2 سنة 1418هـ) .



وانظر مزيداً من تحريفات أهل الأهواء والبدع في كتاب الدكتور بكر أبو زيد –رحمه الله- ((تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال)).
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 28 Mar 2008, 08:19 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

للتذكير بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 31 Mar 2008, 05:22 PM
ابو عبد الله غريب الاثري ابو عبد الله غريب الاثري غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 173
افتراضي

للرفع بارك الله فيكم
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الخيانةالعلمية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013