منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 Jun 2012, 02:30 PM
أبو عثمان سعيد مباركي أبو عثمان سعيد مباركي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
الدولة: سعيدة
المشاركات: 254
افتراضي قصة المنهج الدخيل على السنة بالتمييع ورد القول بأن سبب الفتنة هو الإمام ربيع

بسم الله الرحمن الرحيم

قصة المنهج الدخيل على السنة بالتمييع
ورد القول بأن سبب الفتنة هو العلامة ربيع

الحمد لله الذي خلق فقدر وهدى ويسر وعلم من شاء وبصر،لا إله إلا هو الأعظم الأكبروالصلاة والسلام على سيد البشر وعلى آله أهل العلم والأثر والفقه والنظر، وبعد:

لا شك أن التمييعَ والتضييعَ لأصولِ الولاء والبراء، والحبِّ والبغض، قد أضحى يهدد الكيانَ الإسلاميَّ بأصولِه وفروعه من أدنى شرائعِه إلى أعاليها، فبعدما ضرب في التاريخ وفي الأرض بأطنابه قبل الإسلام، راحَ بعد الإسلام يَعتركُ مع أهله معاركَ شِدادٍ، استطاع من خلالها أن يَنفُذَ إلى بعض الأعضاءِ والمِ التي سرعان ما فصَلوها بالسُّيوف والنِّصَال, حفاظا على الحياة، وثباتا على العهد الأول أي ثبات، فقلبُهم المَلِكُ، صَدَقَ بالسنةِ وامْتلأ، فما كان ذلك إلا الخبرَ اليقين:
"لا تزال طائفة من أمتي على الحقّ ظاهرين منتصرين"
الحديث
وهاهو اليومَ يعيدُ الكرَّة، وبكلِّ شراسةٍ وقوّة، وبتلبيسٍ لا يُعهدُ مُذْ عُرِفَ الشرّ، فقد أغرقَ فيه إلى نَوَاصِيه، وجاء فيه بأبشعِ المكر والتّموِيه، فما تركَ سبيلاً من سُبُلِ الكفر والفِسْق والبدعِ إلا وفتحَ أبوابَها ويسَّرَ أسبابَها
فيا لله ! ويا لدينه!
ثم إنَّ المَاكرَ لم يَفتأ بعدُ يدرسُ علمَ زرعِ المِ حتى ذهب إلى تلك المواطنِ المَبْتُورَة!، والذَّرِّ المَيِّتَةِ الموتورة!، فناداها بالزرع وسَقاهَا!، وفجَّرَ لهاـ بقُدْرَةِ قادِر!ـ فُجُورَها وطَغوَاها!، فقامَت خلقا آخَرَ تنْضَحُ بالوَلاءِ لمن أحياهَا!!
هكذا، نعم هكذا!!، رَجعَت رسومُ البدعِ العظيمَةِ من تَجَهُّمٍ وإرْجَاءٍ، وتَصَوُّفٍ وجَبْرٍ على لسَانِ كثيرٍ من أهل الإسلام، من المَنسُوبينَ إلى السنة وغير المنسوبين إليها، يُقرِّرُون لهم ذلك, تحت الأصْل الأصِيل، والمذهب الباطل الضَّلِيل:
الوِحْدَةِ بكلِّ صُورها ومَظاهِرها، ومُصْطلحاتها وأسبابها، ونَبْذِ الانْفِصَامِ والتفرُّقِ بكلِّ صُورهِ وأسبابه، ومظاهره ومصطلحاته
ونَظرُوا إلى القضيَّةِ نظرةً طبيعيَّةً قائمةً على الخَليَّة، وكيفَ انْسَجَمَت في ثناياها مُكوِّناتُها، وبعدَ أنْ أجْهَدُوا فِكرَهم عَلِمُوا أنَّ التفرُّقَ بين المُكوّنات إنما هو لأجل الإنكار، فلطالما ليس بينهم الإنكارُ وما يُوجبُه لطالما حَصَلَ التسَالمُ والتعايشُ والبناءُ والتكامل
فمبدأ الوحدةِ هو أصلُ البَلاء، وأين ذهبت، شرّقت أو غرّبت
إلا وتَجِدُ هذا الأصلَ هو المقرَّرُ بجلاء، فالوحدةُ الوطنية، والوحدةُ الإسلامية، والوحدةُ الكتابية أيْ أصحابَ الكتبِ السماوية، والوحدةُ العالمية (العلمانية)، والوحدةُ العرقيّة،والإنسانيّة وحتى الجنسيّة،
ثم كلٌّ من هذا لا يقومُ أبدًا إلا بالمعذرةِ والعفوِ والتعاون ِوالبناء
فلا بُدَّ لابُدّ إذنْ من دين الحُريَّة وسياسة الحُريَّة، فدَعَوْا إلى التَّحَرُرَ بكلِّ أشكالِه وصُورِه
فنادَوْا بتحرير الأفكار
والعقائدِ والأفرادِ والمجتمعاتِ والنساءِ والأطفالِ، بل حتى الحيوانات، بل حتى الرجال إذا تَزَاوَجُوا بالرِّضَى والرَّغبة من الطرَفينِ فلا مَانِعَ ولا مُقيدَ ولا مُحرِّمَ ولا مُفسْدَ ولا ....ولا... ولا...
ثم أسْمَوْهُ في كلٍّ من تلك الميادين باسْم
فسَموْهُ في ميدان الاجتماع بالإنسانية
وفي ميدان التطور الحضاريّ بالعصرانية
وفي ميدان الاتصالات الخارجية بالعلمانية
وفي الاتصالات الداخلية التعايش السلمي والوحدة الوطنية
وفي الميدان السياسي بالديمقراطية
وفي الميدان الدينيّ بالمعذرةِ والتعاون، والتحرُّرِ الفكري والعقدي، وتجديدِ الأصول، وتوسيعِ دائرةِ الاجتهاد، وما إلى ذلك
فكانت إذن هذه الوحدة تتجلى في حروف التحرر من كل حاجز ومن كل قيد
لتعيشَ الناسُ تحت هَيْمَنةِ الهَوَى، وتَمرَحَ في الرغبةِ والشهوةِ التي لا تحب أن يُوقظَها أبدا هاجسُ الخوفِ من الإنكار،
"لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون"
ثم، ومن حكمةِ اللهِ الخبير التي مازالت تُبْهِرُ الوُجُودَ في الخلق والأمر، وتُمتحنُ بها العقولُ للتسليم والصَّبْر، يُبعث الطَّرَفُ الآخرُ ممن لا يتكوَّنُ ولا يَتِمّ، و لا يتوَحّدُ ولا يَهِمّ، ضَاربينَ في مسيرتهم التاريخيةـ قبلَ وبعدَ الإسلام ـ كلَّ مَظاهِر الآخر وأشكاله وصُورِهِ ومُصطلحاته
فهو النفور والشنآن وليس إلا
ولا شكَّ،أنَّ الخليّة لا تعودُ خليةً ناجحةً إلا بالاعتدال والتوَازي في أطرَافِ مُكوّناتِها التي يَمنحُهُ لها الغذاءُ الصحيحُ المتوازن، ومتى ما كان الغذاءُ تغيَّرَ متى ما وُجد في مكوّنات الخليّة ما يُفسِد، وحِينهُ يتوجَّبُ أنْ تتعَاملَ معه أمُّ الخليّة وقلبُها بالعلاج إن أمكن، أو بالبَتر والرَّمْي إذا الفسادُ كان قد تمَكَّن،
وما ذلك، إلا ليعودَ لها ميزانُها، وتُواصِلَ في الدّرب الذي لا دَرْبَ سِوَاهُ يُوصلُ إلى الله
"فطرة الله التي فطر الناس عليها"


لكن،وهنا الأمر الأطم حيث الغذاءُ نراه على النواةِ الأمِّ دخَلْ
فلا بدَّ أن يكون الصّراعُ في القلبِ مريرًا والمَعَارِكُ صَاخِبَةً
لا يُصدِّقُ من رآها أنّ ذلك خُلقَ القلبِ الطيِّب
ويبقى بعد ذلك أمران:
ـ إما أن تطرُدَ النواةُ الأمُّ المرضَ الدخيل
ـ وإما أن تلبَسَ لباسَه وتصطبغَ بصبغته فتضحى كمن قبلها من الخلايا الميتةِ لا تنفعُ في معاشٍ ولا معاد
ولكن لن يكون هذا في أمة محمد صلى الله عليه وسلم
"وكيف تكفرون و أنتم تتلى عليكم آيات الله وفيكم رسوله"
فالكتابُ والسنة ما كانا ليُحفظا عَبَثا
وما كان حفظُهما إلا بالجماعةِ التي آمَنَتْ بالتفصِيل بين الوحدةِ والتفرق والاجْتمَاع والانفصَام
فمهما دَخلَ الفسَادُ على بعضِ الخليّة، فلن يدخلَ على البعضِ الآخر لطالمَا قامَتْ هذهِ الطائفةُ الكريمةُ المَعْدن، الطيِّبَةُ الأصلِ بواجب الإنكار
و هكذا، وعلى مَدَى التاريخِ الإسلامِيّ، يُبعث المُجَدِّدُون ، فكلما كادَ يُدرسُ بابٌ من أبواب الدّين، أو شريعةٌ من شرائِعِه ،إلا وللهِ وَلِيٌّ من أوليائِه يُقيمُهُ بالإصلاح والبيان المزيلِ لكلِّ صُورِه، والفَاضِح لكل تلبيساته، والسَّادِّ لكلِّ مَدَاخِلِه
فأهلُ السُّنةِ السلفيُّون هم أمَنَةُ الأمةِ وعُدُولُها، يَنْفُونَ عنها تحريفَ الغالين، وانتحَالَ المُبْطِلِين، وتأوِيلَ الجَاهِلِين،
بكلّ:
ثباتٍ وعَزيمَة، وعِلمِ وحِلم، وحِكمَةٍ ورَحمَة، وعَقلٍ وأدَب، وإحْسَانٍ ورفق،
فلا يملكون إلا هداية البيان وأما القلوب فعلى علاّم الغيوب
غيرَ أنهمّ، في أفرادِهم يختلفون على دَرَجَات، وفي طِبَاعِهم يَتمَيّزونَ من عِدَّةِ جِهات،
وبعدها، فكل منهم له ظرفه وما يُعالج
فمتى ضَربَت أعَاصِيرُ البدعةِ دِيارَ الإسلام
كانوا لها بالمِرْصَاد،
وكيفما كانت مداخِلها فهُم أهلُ البَصِيرَةِ والانتِقاد
ودونَ شكٍ ودون ترَدُّد،
سَيَنزَعِجُ الآخرُ انزعَاجًا كبيرا، ويُزمْجِرُ زَمجَرَة الحَانِقِ بالغِلِّ والحِقْدِ كثيرًا كثيرا،
فهناك حَاوَلَ الكَيْدَ لقلب النواة بوَسائِلِ النّفَاقِ والتسَتُّر، وجَمَعَ لهم جَمْعَه، وضَرَبَ وضاربَ، بما أُوتيَ من قوةٍ هذه الجماعةَ الأمَّ، محكمٌ ومتقنٌ ـ أيُّما إحكام وأيُّما إتقان ـ لتصيبَ ضربَاتُهُ المتوالية أصلَ حياة الأمة ونجاتها وسلامتها ألا وهو
الإنكار على المخالف بالأسماء والأحكام لمن يستحق ذلك ولو من أهلها
كل ذلك يفعله الآخر ليَنْخَمِدَ ما يُفرِّقُ إلى الأبَد، ويَنتظِمَ الفريقُ إلى الصفِّ، صفِّ العَدْلِ والوَسَط،
الرَّاضونَ عنه اليهود، والرَّاضونَ عنهُ النّصارى
"ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم"
وفي أجواءِ المَكْر المُظلِم الذي يَدخُل في الخَفاءِ بلباس الحَقِّ تارَةً، وبلباس العدل والوَسَطيَّةِ تارَة ـ إذ ألبِسَتُهُ البَرَّاقةُ لو تُجْمَعُ لكانت قامُوسًا مُحِيطَاـ، يَصنعُ اللهُ تعالى بحِكمَتِهِ ورَحْمَتِه هؤلاء المُتصَلّبين في السُّنة من أهل العلم، والمُتشدّدِينَ في الشِّرْعَةِ ذَوي الحِكمةِ والحِلم،
فقد باتَ الخطرُ لمن أمعن النظر وشيكًا إلى الجُذور ليَجْتَثها،
وأضْحَت أيَادِيهِ الخَفِيّةَ تَتَمَدَّدُ شيْئًا فشيئًا لتغيير فِطرَةِ تِلك البُذورِ وصَفَاءِهَا
وهُنا تقومُ معركةُ السنةِ
وفي مَيْدَان صَرْحِها، ورَحْبَةِ قصرِها، وبَين أزِقتِها وجُدْرَانِها،
وهُنا تتعجَّبُ الأمَّةُ الذين لا يَفهَمُون، فاغِرِينَ أفواهَهم
بما لا يَليق، بَلْ وَبكُلّ تعليق
وإنْ كانَ بعضُهم بالعِلم مَشهُورا، وبالسنة بين الناس عليًّا ومَذكُورا، غيرَ أنهم على نوعين:
ـ النوعِ الأول: من لم يَتبَصَّر هذا الباب حَقَّ التبَصُّر، وهذا الصنف وإن وَافقَ في الأوّل، وقُلْ الثاني، وزدْ إنْ شئت، إلا أنه سوفَ لا يُطيقُ الصراع، و لا بد بعدها ينفجر ويُؤذِي، ويَخدُمُ الطَّرَفَ الآخَرَ خَدَمَاتٍ جليلةٍ فِي التأصِيل والتفريع.
ـ والنوع الثاني: تبَصَّرَ، غيرَ أنه هزَّهُ هَوْلُ ذلك ، وكَثرَةُ التشنيع من جميع الطبقات على ما هنالك، فما صَفَتْ لهُ الرؤية الواقعية لكثرة الجهات، خاصة مع وجود الغلاة، فأنكرَ ما كان له انتصَر، ،ودَخله الضَّعْفُ مِنْ جِهَةِ الثبَات والصَّبر كما دَخلَ الطّرَفَ الأوَّلَ الضَّعْفُ مِن جِهَةِ البَصِيرَةِ بالسُّنَّةِ والعِلم
"و جعلناهم أئمّة يهدُون بأمرنا لمّا صَبرُوا وكانوا بآياتنا يُوقنون"

فماذا تسمع من كثير منهم في خضم هذه المعارك
تسمعُ
عبارات التخذيل المنمقة،
وترى منهم التأليب والتهويل باللفلفة والشقشقة،
وأنواعًا من المسالك لا يُحسنُها غيرُهم
إذ كانت الأسلحةُ من الحبيب العارف أشدَّ من الدَّخِيلِ الجَارِف
فهم ـ عفا الله عنا وعنهم ـ لم يعملوا حسابَهم حسآبَهم
ولم يَلتفِتْ صَوابُهم صوآبُهم
بأنَّ في البيت دَخِيل.. دخيل.. دخيل
قد تسمَّى بأهل البيت
واعْتزَى إلى آبائه الثلاث
ومَشى بَينهم لا يَقترِبُ من جَمَاعَةٍ في البيتِ إلا وَقامَ الخِلافُ بينهُم والشقاق،
ثم يا لِهَوْلِه،
فبالله عليكم من يتكلمُ بغير لغَةِ أهلِ بيتٍ من البيوت، ولا يسير بطريقتهم،
أليس يَقومُون عليه ويطردُوه؟؟، ويَزجُرُونهُ ويَصُدُوه؟؟،
فما بالك إذا كان الآخرِ يسعيِ بالإفسَادِ، ويحملُ على الشباب السلفي بقواعده قواعد اللجاجة والاصطياد
وبعد ذلك، كلنا يعرف، أن عقول الناس تختلف، وطباعهم تختلف، وظروفهم تختلف، يـَـقـَــعُ العِلاجُ من كلٍ برَأيْه،فتُضْرَمُ النيرَانُ وتُسْتنفذُ القٌوَى في الغّلِّ والأضغان
ولكن من السبب؟؟؟ من ؟؟؟
ومن هو رأس الشر الذي يفعل في بيت الفطرة الأفاعيل، بالتبديل والتضليل؟؟؟
فالجاهلون، نعم أقول: الجاهلون
أصحابُ النظرة السَّطحِيَّةِ للأمُور
والذين تَمُورُ بهم الشبُهَاتُ والشنشناتُ والشناعاتُ كلَّ مَوْر، قالواـ بَعْدما مَالواـ:
سَبَبُ الفتنةِ بلا خِلافٍ إنما هو الشيخُ الذي ترَبَّعَ على عَرْشِ قِيَادَتِهم ،
وهنا أسألُ هؤلاء
أليس ذلك الدَّخيل الذي دَخلَ على بلاْد الرَّافِضَيْن يَجْعَلُهٌ أهْلونا كُلهُم
هو السببُ الأوّلُ والأصِيلُ، في الإفسادِ لأنهُ هو الدَّخيل الذليل؟؟؟
ولأجلِ فكرةِ الإدْمَاجِ بِبَثِّ قوَاعِدَ المَعْذِرَةِ والتعَاوُن من جِهَةِ الحَقلِ السِّياسِي أطاح وأقام ؟؟؟
أليس تتفقون على هذا؟؟
أليس الذيّاكَ الداخلَ البيتَ وهو ليس من أهله هو السبب الأكبر،
و لو يُقال:
إنَّ كثيرًا من المُعالجينَ أيضًا قد أساؤُوا في العلاج وطرحِ الصَّواب، خاصة معَ من تأثر مُؤخَّرًا ممن يحتاج إلى كشْفِ شُبْهَةٍ أو إزالةِ التبَاس
أقولُ نعم كان ذلك، ولا ينكرُه أيضا إلا الجاهِلون، أقولُ: نعم الجاهلون
فالمعالجون من الطرف المُصَحِّح والمُصَوِّب
كثيرٌ منهم فاقدٌ لكثير من المُؤَهِلات، فضلا عن ما يُستوجبُ في تلك الحلبات
وقوي الجلبات
غيرَ أنّي أقولُ وبكلِّ ثقةٍ فيما أقول:
الحُكمُ على المُصَحِّحِ المُنْكِرِ لا يَكُونُ بِهؤلاء،
فمن تدَبَّرَ حَالة المُنكِرينَ الرَّادِّينَ فضلا عن المَعرُوفِين، ولم يَحْجُبْهٌ بَعْدُ حِجابٌ ولا سِتار،
ُيقرُّ حتما أنَّ منهم أهلَ العلمِ والأدَب، والفطنةِ والأرَب، والحجةِ في المعارك، والإنصافِ في تلك المسالك
فأرجوا أن لا تكتموا... لا تكتموا
وبالمقابل تعلمون
أن بين أظهُركم من هو مِثلُ الآخرينَ ـ الذين تَنْبُزُونَهم بكلّ سُوءـ أو أشد، مُتًحَرِّقٌ عليهم قدِ اشْتدّ،
فهلاّ إذن تُركَ الخِصَامُ الفَارغ الذي لا يُقربُ من الرَّبّ، ولا يزيد إلا الإغراق والعطب
وأعودُ لأقولَ
عن غُول الفرقة التي أضحت الشبحَ الذي يُنفّرُ عن دَرْكِ الحقائق، وإن كان للأسف هو الواقع
السببُ في الفُرقة الأصيل، يا أيها الحبيبُ الخليل المُتحيّر، وياأيها الجاهل الغليل المُعيّر، إنما هو ذلك المنهجُ الدخيل، ومن قام بنصره من أهل التحريف والتبديل والتأويل
وغَيرَةُ الأبِ الحَكِيمِ الرحيم على البيت في إنكاره على هؤلاء، لا بد وأنها غيرةٌ محمودة، وشِدّتُهُ لأجل ذلك بالعُذرِ مَشدُودَة، فقد عَظُمَتْ زوابِعُ الدَّخِيل، والقذفُ بكلّ عليل، حتى شكَّ الخليل في الخليل
فلا تُضْرمُوا النّار بالتهويل، على المنكر على الدخيل، ولا تجعلوا من القُبَّةِ حَبَّة، كما تُنكِرُون ونُنكِرُ على من يجعلُ منَ الحَبَّةِ قُبّة

ففي مثل مسألة وحدة الأديان، على من كان في مثل علم الشيخ فلان، بعدما أنكر أهل الفتوى كالفوزان، مضامين الرسالة أو ذلك البيان:
ـــ أن يُعلنَ البَرَاءَةَ من تأييدِه
ـــ والرَّدَّ عليهِ وتسديدَهِ أو تفنيدَه
ـــ لا التلاعبُ بالألفاظ ليُستسهلَ الأمرُ العظيمُ الذي قدَّمْتُ أنهُ يُريدُ أنْ يَسْتأصِلَ الإسلامَ ويَهدِمَ الكيان
فإن كان الذي وقع منه بالزّلل، ولم يقصدْ تلك المَعَاطِبَ والعِلل، وهو يُعلنُ بالبراءةِ منها، والمُبَاعَدَةِ عنها،
فمن ذا الذي ما زَلَّ، ومن ذا الذي له الحُسنى بلا خطإ أو خلل،
وإنما الذي يعرفُه الجميع، أنه من المنكر الفجيع، الإصرار على ذلك، ومحاولة التمَلص من هنالك
فلا يكفي الإنكارُ للمبدإ من باب
وهو يقف مع اتفاقهم عليه من باب آخر
وهم ما اجتمعوا عليه إلا ليجعلوه مِحورًا، وقاعدة وأصلاً، ألصَقوها بالإسلام
ليَلْتفَّ حوْلها شعُوبُ المسلمين
وأربأ بك أخي القارئ الكريم، أن يكون همُّك الدفاع، لمجرد ذكر القذاع، أو لحاجبِ ما ناله الشيخُ من الارتفاع، و لتنتبه إلى ما قدمتُ من أن هذا البيانَ ليس إلا ذلك الزرعَ الخبيث، الذي أشرت إليه في بداية الحديث
ثم إن قولي هذا، هو أنفع للشيخ من كثير من الثناء والتزيين، ورُبَّ بيان، أنقذ إنسان، أو فتح للصُّلح، ما يُداوى به الجُرح
فالمطلوب من ذلك الشيخ الذي لا يزال في القلوب عند كثير من أهل السنة محبوبا
بكل رجاء وشفقة
ونصح
ــ أن ينكر عليهم
ــ فإن لم يستطع بيده وهذا واضح
ــ فبلسانه
ــ وإن لم يستطع بلسانه فلا أقل من أن ينزع اسمه من تلك القوائم إن كان، ويحذف الثناءَ على البيان، أين ما كان، وينكرَ بالجنان، إذ ذلك هو أضعف الإيمان ،
وهذا عند كل عاقل هو الذي يوجبه الإصلاح ويقتضيه، لا ما كان من بعض من دافعَ بضَربِ الأمثال، لماذا الشيخُ المتربعُ لا يتكلم في ذلكك الكبير؟؟، وأنَّ المصلحة هي المُحَكَّمَة في الحال
وختاما
ليكن في علم الجميع أن الإصلاح في هذا الباب قد أضحى دقيقا... دقيقا وما صار يرد القوم سبابٌ سمعوه، أو شتامٌ ألفوه،
وإنما هي يا أبناء الكرام الحجج الصوارم، والبراهين الكواشف لتلك المظالم
فيبقى ندائي إذن إلى طائفتين من إخواننا:
الأولى:
للإخوة الذين لا يحسنون الأخذ والرد، والدفع والصد، في المنابر المختلفة، أن يتركوا المجال للمتخصصين في نقد الطوائف، والذين يفهمون المداخل والمخارج والألفاظ والقوالب والمتشابه والمتفرق، فأكثر هؤلاء يحجمون لما يروا من تسلط من لا يعلم على هذا المقام الأكرم
الثاني :
للإخوة هؤلاء أصحاب العلم والمعرفة بالمنهج السلفي والعقيدة الأثرية والشهادات العقدية أن يدخلوا إلى هذه المواقع لا يهابوها، فهي تتكلم بلسان السنة التي ينتسب لها الجميع، والخطأ بعد ذلك سيحسب باليقين علينا أجمعين أبتعين
وليردوا بعلم.. وحلم.. لقهر المخالف بالحجة، وصده عن البيت وما ادعاه من لزوم المحجة
وأسأل الله الكريم، الحليم السميع العليم، أن يكون القصد بكل هذا الإصلاح في الأرض لا الإفساد،
وأن يستنير بتلك الكلمات إخوانُنا الذين ظنوا بالشيخ الكبير والعالم النحرير ربيع بن هادي عمير المدخلي سلمه الله وحفظه أنه السبب في كل ذلك


ثم إذا به يطير إلى الصف الآخر وما أدراك ما الآخر و لا يلوي
قال تعالى:
"و لا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون"


والله أعلى وأعلم وأعز وأكرم وصلى الله على النبي وسلم
والحمد لله رب العالمين

أبو عبد الحق أمين المشرفي شبكة سحاب السلفية

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013