السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نسمع كثيراَ عند مناداة شخص اسمه "عبد الله " بـ"عبد اللا" بدون نطق الهاء و هذا من تحريف أسماء الله كما بينه الشيخ فركوس حفظه الله في الأسماء التالية:
الفتوى رقم: 747
الصنف: فتاوى متنوعة
في حكم التسميات التالية:
«دحمان» «عبد القا» «حمُّ» «يسُّو» وغيرها
السـؤال:
هل يُشْرَعُ تسميةُ المولود باسم «دحمان» أو «دحمون» أو «رحمو» أو «حمو» أو «يسُّو»؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجـواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فاسمُ «دَحْمَان» و«دَحْمُون» من الدَّحْم وهو: الدفع الشديد، ومنه سمي الرجل دحمان ودُحَيْمًا(١- «لسان العرب» لابن منظور: (4/302))، ودحم المرأة يدحمها دحما أي هو «النكاح والوطء بدفع وإزعاج»(٢- «النهاية» لابن الأثير: (2/106))، قال ابن حبان في دحيم القاضي: «دُحَيم تصغير دَحْمَان، ودحمان بلغتهم: خبيث»(٣- «تهذيب التهذيب» لابن حجر: (6/132))، قال بكر أبو زيد: «وهذا اللقب منتشر عندنا في اليمامة بلقب به من اسمه: عبد الرحمن على وجه الغضب»(٤- «معجم المناهي اللفظية» لبكر أبو زيد: (257))، أمّا «رحمو» فهو تحريفٌ فظيعٌ وتبديلٌ شَنِيعٌ لاسمِ «عبد الرحمن»، وكذلك اسم «عَبْدَ قَّا» اختصرتْهُ بعضُ المناطقِ الغَرْبِيَّةِ من الجزائر اختصارًا مُنكرًا عن اسم «عبد القادر» بما يُبدِّلُ لفظ الجلالة «القادر» ويحرّف معناها، فهذا وغيرُه من قبيل اشتقاق أهلِ الجاهليةِ الأسماء الباطلة من اسمِ الإلهِ الحقّ، على ما جاء في قوله تعالى: ﴿أَفَرَأَيْتُمُ اللاَّتَ وَالعُزَّى، وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الأُخْرَى﴾ [النجم: 19-20]، فإنّ «اللاّت» مشتقّةٌ من الله، أو مِنَ الإلهِ، فاشتقَّ أهلُ الجاهلية من أسماء الله اسمًا للصَّنَم، وهي لأهل الطَّائف ومَنْ حولَهُمْ من العرب، و«العُزَّى» وهو مشتقٌّ من اسم اللهِ «العزيز»، وهو صَنَمٌ يعبُدُه قريشٌ وبنو كنانة، كان بنخلة بين مكة والطائف، و«مناة» مشتقّة على أحد الأقوال من «المنّان»، وهو صنم بين مكة والمدينة لِخُزَاعَةَ وهُذَيلٍ.
وأمّا «حَمُّو» و«يسّو» فما هي إلاّ ألقاب أو أسماء مختصرةٌ من اسم «محمّد» و«يوسف» يُؤتَى بها للتحبُّب ما أنزل اللهُ بها مِنْ سلطانٍ، وتكثر في المناطق الجنوبية وعند الإباضية خاصّةً، فَقَلْبُ الأسماءِ المشروعةِ إلى أسماءٍ باطلةٍ من تلاعُبِ الشيطانِ وإزالته لخَيْرِيَّةِ الأسماءِ الأصيلةِ إلى ضِدِّها، وقد أفصحَ عن ذلك ابنُ الحاجّ المالكيُّ في «المدخل» بقوله: «فلمّا رأى الشيطانُ هذه البركةَ وعمومَها أراد أن يُزيلَهَا عنهم لعبادته الذميمة وشيطنَتِهِ الكمينةِ فلم يُمْكِنْهُ أن يزيلَهَا إلاّ بِضدِّها، وهو أن يكون الاسمُ يعودُ عليهم بالضُّرِّ، ثمّ إنه لا يأتي لأحدٍ إلاّ بالوجه الذي يَعرفُ أنه يَقْبَلُ منه. فلمَّا كان أهلُ المشرق الغالبَ على بعضهم حبُّ الفخر والرئاسة، أبدلَ لهم تلك الأسماءَ المباركةَ بما فيه ذلك نحو «عزّ الدِّين»، و«شمس الدِّين»، إلى غير ذلك ممَّا قد عُلِم، فنَـزَّلَ التزكيةَ موضعَ تلك الأسماءِ المباركةِ، ولَمَّا أن كان أهلُ المغربِ الغالبَ عليهم التواضعُ وتركُ الفخر والخُيَلاَءِ، أتى لبعضهم من الوجه الذي يَعْلَمُ أنهم يَقْبَلُونَهُ منه فأوقَعَهُم في الألقاب المَنْهِي عنها بنصِّ كتاب الله تعالى، فقالوا ﻟ «محمّد»: حمّو، وﻟ «أحمد»: حمدوس(٥- هذا والعرب سمّت حامدًا وحُمَيدًا وحَميدًا ومحمودًا وحمّادًا وحَمْدًا وأحمد وحمدون وحَمْدين وحَمْدان وحَمْدى وحَمُّودًا ويَحْمد ويُحْمدُ، كما سمّت رجال من العرب أبناءهم من الجاهلية بمحمّد لإخبار الرهبان أنه سيكون نبي يسمّى محمّدًا. [«القاموس المحيط» للفيروزآبادي: (1/355)، «لسان العرب» لابن منظور: (3/316)، «تاج العروس» للزبيدي: (1/1962)])، وﻟ «يوسف»: يَسُّو، وﻟ «عبد الرحمن»: رحمو، إلى غير ذلك مما هو معلومٌ معروفٌ عندهم متعارفٌ بينهم، فأعطى لكلِّ إقليمٍ الشيءَ الذي يعلم أنهم يقبلونه منه، نعوذُ بالله من ذلك»(٦- بسم الله الرحمن الرحيم).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
إلا أن هناك شبهة وهي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينادي عائشة رضي الله عنها بـ : عائش ، فكيف الجمع ؟
أخي الكريم، هذا الذي ذكرت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعى في اللغة العربية: "الترخيم"،
وهو: حذف آخر المنادى تخفيفاً،
وهناك قراءة لقول الله تعالى: {وقالوا يا مالك ليقض علينا ربك} قُرئت بـ: {وقالوا يا مالِ ليقض علينا ربك}،
بحذف الكاف من اسم الملَك.
----
ثم من شروط الترخيم: أن يكون الاسم معرفة،
ثم إن لم يكن مختوما بالتاء لم يشترط في علمية ولا زيادة على الثلاثة، فتقول في عائشة: يا عائش،
وإن لم يكن مختوما بالتاء فله ثلاثة شروط: أحدها أن يكون مبنيا على الضم، والثاني: أن يكون علما، والثالث: أن يكون متجاوزا لثلاثة أحرف،
وذلك نحو: "حارِث" و "جعفَر"، فتقول: "يا حارِ" و "يا جعفَ"
ولا يجوز في نحو: "عبد الله" أن يرخم لأنه ليس مضموما.
----
ملخصاً من "شرح قطر الندى لابن هشام".
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الهادي ; 13 Jan 2008 الساعة 08:42 AM
أحدهما: يجوز فيه قطع النظر عن المحذوف، فتجعل الباقي اسما برأسه فتضمه، ويسمى لغة من لا ينتظر.
ثانيهما: أن لا تقطع النظر عنه، بل تجعله مقدراً، فيقى على ما كان عليه، ويسمى لغة من لا ينتظر.
----
ملخصاً من "شرح قطر الندى لابن هشام".
---
ومعنى ذلك، أن الإعراب الأول تقول فيه:
جعفُ: منادى مرخم، مبني على الضم في محل نصب على النداء.
وعلى الإعراب الثاني، تقول:
جعفَ: -لاحظ بقاء الفاء على الحركة التي كانت عليها قبل أن يحذف ما بعدها، وهذا هو الإعراب الثاني- تقول: منادى مبني على ضم الراء المحذوفة للترخيم، في محل نصب.