منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 21 Oct 2013, 11:43 AM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي دقة علماء علل الحديث في نقد المرويات وتعليلها

دقة علماء علل الحديث في نقد المرويات وتعليلها
علة خفيت على الإمام أحمد وعرفها أبو حاتم الرازي رحمهما الله تعالى



إنَّ الحمدَ لله، نحمدُهُ ونستعينهُ، ونستغفرهُ، ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم.
(ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮﭯ ﭰ).
(ﭑ ﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ) .
(ﮥ ﮦ ﮧ ﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙﯚ ﯛ ﯜ ﯝ ﯞ).
أمَّا بعد: فإنَّ خيرَ الحديثِ كتابُ الله وخيرَ الهدى هدى محمدٍ ﷺ، وشرّ الأمورِ محدثاتها وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلُّ ضَلالَةٍ في النَّار.
فإنَّ علم علل الحديث من أجل علوم الحديث وأدقها وأشرفها ؛قَالَ الحاكم أبو عبد الله:((ذكر النوع السابع والعشرين من علوم الحديث هذا النوع منه معرفة علل الحديث، وهو علم برأسه غير الصحيح والسقيم والجرح والتعديل...فإنَّ معرفة علل الحديث من أجل هذه العلوم)).
وَقَالَ الخطيبُ البغدادي:((معرفةُ العلل أجل أنواع علم الحديث))، الجامع لأخلاق الراوي (294/2).
وَقَالَ أيضاً:((فمن الأحاديث ما تخفى علته فلا يوقف عليها إلاّ بعد النظر الشديد، ومضي الزمن البعيد)). الجامع لأخلاق الراوي (257/2).
وَقَالَ عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي:((سمعتُ أبي يقول: جرى بيني وبين أبى زرعة يوماً تمييز الحديث ومعرفته، فجعل يذكر أحاديثَ ويذكر عللها، وكذلك كنتُ أذكر أحاديث خطأ وعللها وخطأ الشيوخ، فقال لي: يا أبا حاتم قلَّ من يفهم هذا! ما أعز هذا! إذا رفعت هذا من واحد واثنين فما أقلَّ من تجد من يحسنُ هذا! وربما أشك في شيء أو يتخالجنى شيء في حديث فإلى أن التقى معكَ لا أجد من يشفينى منه، قَالَ أبى: وكذاكَ كان أمري)). تقدمة الجرح والتعديل (ص356).
وَقَالَ ابنُ أبي حاتم أيضاً:((سمعتُ أبي يقول: الذي كانَ يحسنُ صحيحَ الحديثِ من سقيمهِ وعنده تمييزُ ذلكَ ويحسنُ عللَ الحديثِ أحمدُ بنُ حنبل ويحيى بن معين وعلي بنُ المديني وبعدهم أبو زرعه كان يحسنُ ذلكَ، قيل لأبي: فغير هؤلاء تعرف اليوم أحداً؟ قَالَ: لا)). الجرح والتعديل (23/2).
وقال ابنُ أبي حاتم قَالَ:((سمعتُ أبى رحمه الله يقولُ: جاءني رجلٌ من جِلةِ أصحابِ الرأي مِنْ أهلِ الفهم منهم، وَمَعَه دفترٌ فعرضه علىَّ، فقلتُ في بعضها: هذا حديثٌ خطأ قد دَخَل لصاحبه حديثٌ في حديث، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ باطل، وقلتُ في بعضه: هذا حديثٌ منكر، وقلتُ في بعضهِ: هذا حديثٌ كذب، وسائرُ ذلك أحاديثُ صحاح، فقال: من أين علمتَ أنّ هذا خطأ، وأنَّ هذا باطل، وأنّ هذا كذب، أخبرك راوي هذا الكتاب بأني غلطتُ وأني كذبتُ في حديث كذا؟ فقلتُ: لا ما أدري هذا الجزء من رواية مَنْ هو، غير أنى أعلم أن هذا خطأ، وأنّ هذا الحديث باطل، وأن هذا الحديث كذب، فقال: تدعى الغيب؟ قَالَ قلت: ما هذا ادعاء الغيب، قَالَ: فما الدليل على ما تقول؟ قلتُ: سلْ عما قلتُ من يحسن مثل ما أحسن فإن اتفقنا علمتَ أنَّا لم نجازف ولم نقله إلا بفهم، قَالَ: من هو الذي يحسن مثل ما تحسن؟ قلت: أبو زرعة، قَالَ: ويقول أبو زرعة مثل ما قلتَ؟ قلت: نعم، قَالَ: هذا عجب. فأخذ فكتب في كاغذ ألفاظي في تلك الأحاديث، ثم رجع إليّ وقد كتب ألفاظ ما تكلم به أبا زرعة في تلك الأحاديث فما قلت إنه باطل قَالَ أبو زرعة: هو كذب، قلتُ: الكذب والباطل واحد، وما قلت إنه كذب قَالَ أبو زرعة: هو باطل، وما قلت إنه منكر قَالَ: هو منكر كما قلتُ، وما قلت إنه صحاح قَالَ أبو زرعة: هو صحاح، فقال: ما أعجب هذا تتفقان من غير مواطأة فيما بينكما، فقلت: فقد علمت أنا لم نجازف، وإنما قلناه بعلم ومعرفة قد أوتينا، والدليل على صحة ما نقوله بأن ديناراً نَبْهَرَجا يحمل إلى الناقد فيقول هذا دينار نبهرج، ويقول لدينار: هو جيد، فان قيل له: من أين قلت إن هذا نبهرج هل كنت حاضرا حين بهرج هذا الدينار؟ قَالَ: لا فإن قيل له فأخبرك الرجل الذي بهرجه أني بهرجت هذا الدينار؟ قَالَ: لا، قيل: فمن أين قلتَ إن هذا نبهرج؟ قَالَ: علماً رزقت، وكذلك نحن رزقنا معرفة ذلك، قلتُ له: فتحمل فصّ ياقوت إلى واحدٍ من البصراء من الجوهريين فيقول: هذا زجاج، ويقول لمثله: هذا ياقوت، فإن قيل له: من أين علمت أن هذا زجاج وأن هذا ياقوت هل حضرت الموضع الذي صنع فيه هذا الزجاج؟ قَالَ: لا، قيل له: فهل أعلمك الذي صاغه بأنه صاغ هذا زجاجا، قَالَ: لا، قَالَ: فمن أين علمت؟ قَالَ: هذا علم رزقت، وكذلك نحن رزقنا علما لا يتهيأ لنا أن نخبرك كيف علمنا بأنّ هذا الحديث كذب وهذا حديث منكر إلا بما نعرفه)). تقدمة الجرح والتعديل (ص349-351).
وَقَالَ محمدُ بنُ صالح الكِيْلِينِي:((سمعتُ أبا زرعة وَقَالَ لهُ رجلٌ: ما الحُجةُ في تعليلكم الحديث؟ قَالَ: الحجة أنْ تسألني عن حديثٍ لهُ عِلةٌ فأذكرُ علتَه ثم تقصدُ محمد بن مسلم بن وارة، وتسأله عنه، ولا تخبره بأنّك قد سألتني عنه فيذكر علته، ثم تقصدُ أبا حاتم فيعلله، ثم تميزُ كلامَ كلّ منّا على ذلكَ الحديث، فإنْ وجدتَ بيننا خلافاً في علته، فاعلم أنّ كلاً منا تكلم على مراده، وإنْ وجدتَ الكلمة متفقة، فاعلمْ حقيقةَ هذا العلم، قَالَ: فَفَعَلَ الرجلُ، فاتفقت كلمتُهم عليه، فقال: أشهدُ أنَّ هذا العلمَ إلهام)). أنظر: معرفة علوم الحديث (113)، الجامع لأخلاق الراوي (255/2).

وَقَالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيمية -عن أهل الحديث أنهم-: ((يضعفون من حديث الثقة الصدوق الضابط أشياء تبين لهم أنه غلط فيها بأمور يستدلون بها ويسمون هذا "علم علل الحديث" وهو من أشرف علومهم بحيث يكون الحديث قد رواه ثقة ضابط وغلط فيه)). مجموع الفتاوى (353/13)
وَقَالَ ابن القيم:((ومعرفةُ هذا الشأنِ وعللهِ ذوقٌ ونورٌ يقذفه اللهُ في القلبِ يقطعُ بهِ من ذاقه ولا يشك فيه، ومن ليس له هذا الذوق لا شعور له به، وهذا كنقدِ الدراهم لأربابه فيه ذوق ومعرفة ليستا لكبار العلماء، قَالَ محمدُ بن عبد الله بن نمير: قَالَ عبدُ الرحمن بنُ مهديّ: إنَّ معرفةَ الحديثِ إلهام، قَالَ ابنُ نمير: صَدَقَ لو قلتَ له: مِنْ أينَ قلتَ؟ لم يكن له جواب)). الفروسية (ص 235).
وَقَالَ العلائيُّ:((وهذا الفنُ أغمضُ أنواعِ الحديثِ، وأدقها مسلكاً، ولا يقومُ بهِ إلاّ مَنْ منحه اللهُ فهماً غايصاً، واطلاعاً حاوياً، وإدراكاً لمراتب الرواة، ومعرفة ثاقبة، ولهذا لم يتكلم فيه إلاّ أفراد أئمة هذا الشأنِ وحذاقهم كابنِ المدينيّ، والبخاريّ، وأبي زرعة، وأبي حاتم وأمثالهم)). النكت على كتاب ابن الصلاح (777/2).
وَقَالَ ابنُ رجب: ((وقد ذكرنا في كتاب العلم أنه علم جليل، قلَّ من يعرفه من أهل هذا الشأن، وأنَّ بساطه قد طوي منذ أزمان)). شرح علل الترمذي (467/2).
وَقَالَ ابنُ حجر:((المُعَلَّل: وهو من أغمض أنواع علوم الحديث وأدقها، ولا يقوم به إلاّ من رزقه الله فهماً ثاقباً، وحفظاً واسعاً، ومعرفةً تامةً بمراتب الرواة، وملكةً قويةً بالأسانيد والمتون، ولهذا لم يتكلم فيه إلاّ القليل من أهل هذا الشأن؛ كعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل، والبخاري، ويعقوب بن شيبة، وأبي حاتم، وأبي زرعة..)).
نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر (ص43)، وانظر: النكت على كتاب ابن الصلاح (711/2).
لذا قَالَ علي بنُ المديني:((ربما أدركتُ علةَ حديثٍ بعد أربعين سنة)).الجامع لأخلاق الراوي (257/2).
وقال عبدالرحمن بن مهدي:((لأنْ أعرف علةَ حديثٍ-هو عندي- أحب إليّ من أنْ أكتب عشرين حديثاً ليسَ عندي))مقدمة علل الحديث لابن أبي حاتم (10/1).
وقال:((إنكارُنا للحديثِ عِند الجهّال كِهانة)) علل ابن أبي حاتم (1/ 10).
وإليك القصة.
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم الرَّازي في "علل الحديث" 312/2 ما نَصُّهُ : "سألتُ أبي عن حديث رواه أحمد بن حنبل وفضل الأعرج ، عن هشام بن سعيد أبي أحمد الطَّالقاني ، عن محمَّد بن مُهَاجِر، عن عقيل بن شبيب ، عن أبي وهب الجشمي – وكانت له صحبة – قال : ...قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "سَمُّوا أولادكم أسماء الأنبياء ، وأحسنُ الأسماء عبد الله وعبد الرحمن ، وأصدقها حارثٌ وهَمَّام ، وأقبحها حربٌ و مُرَّة ، وارتبطوا الخيل ، وامسحوا على نواصيها، وقَلِّدُوهَا ولا تُقَلِّدُوهَا الأَوتار"
قال أبي : سمعتُ هذا الحديث من فضل الأعرج وفاتني من أحمد ، وأنكرتُهُ في نفسي ، وكان يَقعُ في قلبي أنَّه أبو وهب الكلاعي صاحب مكحول، وكان أصحابنا يستغربون فلا يمكنني أن أقول شيئا لما رواه أحمد ، ثُمَّ قَدِمْتُ حمص ، فإذا قد حدَّثنا ابن المصفَّى عن أبي المغيرة قال حدَّثني محمد بن مهاجر ، قال حدَّثني عقيل بن شبيب ، عن أبي وهب الكلاعي ، قال: قال النبيّ صلى الله عليه وسلم .
وقال ابن أبي حاتم : وحدَّثنا به أبي مرَّةً قال حدَّثنا عمار ، عن يحي بن حمزة ، عن أبي وهب ، عن سُليمان بن موسى قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن أبي حاتم : قال أبي : فعلمت أنَّ ذلك باطلٌ ، وعَلِمْتُ أنَّ إنكاري كان صَحيحاً ، وأبو وهب الكُلاعي هو صاحب مكحول ، الذي يروي عن مكحول واسمه عبيد الله بن عبيد ، وهو دون التَّابعين يروي عن التَّابعين ، وضَرْبُهُ مثل الأوزاعي ونحوه . فبقيت مُتَعَجِّبًا من أحمد بن حنبل ، كيف خفي عليه فإِنِّي أنكرتُهُ حين سمعت به قبل أن أقف عليه"

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 21 Oct 2013, 06:58 PM
مراد براهيمي مراد براهيمي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2013
الدولة: الدولة الجزائر/برج بوعريريج
المشاركات: 355
افتراضي

ومن هنا تَتَّضح لنا عبارةُ السَّخاوي حين قال: "وهو أمرٌ يهجمُ على قُلوبهم لا يُمكنهم رَدُّهُ ، وهيئةٌ نَفْسَانِيَّةٌ لا معدل لهم عنها ولهذا ترى الجامع بين الفقه والحديث كابن خزيمة والإسماعيلي والبيهقي وابن عبد البَرِّ لا يُنْكِرُ عليهم بل يُشَارِكُهُم ويَحذو حذوهم ورُبَّما يطالبهم الفقيه أو الأصُولي العاري عن الحديث بالأدِلَّةِ . هذا مع اتِّفاق الفقهاء على الرُّجوع إليهم في التَّعديلِ والتَّجريحِ كما اتَّفقوا على الرُّجوعِ في كلِّ فنٍّ إلى أهله ، ومن تعاطى تحرير فنٍ غير فنِّه فهو مُتَعَنَّى، فالله تعالى بلطيف عنايته أقام لعلم الحديث رجالاً نُقَّادًا تَفرَّغُوا له وأفنوا أعمارهم في تحصيله والبحث في غوامضه وعلله ورجاله ، ومعرفة مراتبهم في القوَّة واللين . فتقليدهم ، والمشيُ وراءهم ، وإمعان النَّظرِ في تواليفهم ، وكثرةِ مجالسةِ حُفَّاظِ الوقت مع الفهمِ ، وجودة التَّصور ، ومُداومة الاشتغال وملازمة التَّقوى والتَّواضع ، يوجب لك – إن شاء الله – معرفة السُّنَنِ النَّبَوِيَّةِ ولا قوّة إلا بالله"، انظر : فتح المغيث ، 274/1.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013