منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 Dec 2016, 12:30 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي عذرا أخي فقدناك ولم نتفقدك .

بسم الله الرحمن الرحيم


عذرا أخي فقدناك ولم نتفقدك .


إن الحمد لله، نحمدُه ونستغفره ونستعينه ونستهديه ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسنا ومن سيئاتِ أعمالنا، من يهْدِ اللهُ فلا مضِلَّ له ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أنْ لا إله إلا اللهُ وحده لا شريك له وأشهد أنَّ محمداً عبدُه ورسولُه.
أمابعد:

في هذه الحياة كثير منا يتفقد أموره الخاصة به أو بأهله أو عمله أو ضيعته فيدقق التحري فيما يخصه من أمور الدنيا ليحقق بذلك عدم الحاجة وسد كل ثغرات النقص لديه ، وهذا أمر مطلوب و محبوب وهو من نصيب الدنيا ، ولكن هل حققنا نصيبنا من الآخرة و الحقوق المطلوبة منا كحق الله و حق رسوله و حق الوالدين وحق المسلم على المسلم ؟
وهل دققنا فيها وفي النقص والتقصير الذي هو فينا؟
هل حققنا الأخوة الإيمانية الصادقة، هل حققنا حق الجار و الأقربين !؟
وفي هذا المقال المختصر سننبه على أمر غفل عنه الكثير وهو خلق تفقد الإخوان و السؤال عنهم وعن حالهم ،والتفقد هو تطلب ما غاب عنك من شيء. .
ومن هذه القصة نأخذ العبرة مرض جار أحد الإخوة لمدة شهر كامل وعندما عوفي هذا الجار إلتقى بهذا الأخ فقال له الأخ ما هذه الغيبة لمدة شهر لم نرك أين كنت في سفر أو في عمل ؟؟ فقال له الجار متأسفا على الحال التي وصلنا إليها قال : كنت طريح الفراش لمدة شهر ولم تسأل عني !! فاندهش الأخ وقال له عذرا الآن فقط سمعت بهذا الخبر !
نعم هذه حقيقة مُرة نعيشها جارك الباب في الباب كما يقال و لا تسأل عنه ولا عن حاله أو ما يحتاجه ، وكم من قصص سمعناها محزنة ، يموت الجار ولا يعلم به أحد حتى تنبعث منه رائحة الموتى – والله المستعان – لهذا الحد وصل الأمر !
فتفقد الإخوان من الأخلاق المفقودة اليوم إلا ما رحم الله تعالى ، لا يسأل عن أخيه رغم توفر جميع وسائل الاتصالات.
و من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتفقد إخوانه وجيرانه ويسأل عن حالهم وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم : عن عبد الله بن بُرَيْدَةَ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (كان رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم يَتَعهَّد الأنصار ويَعُودُهم ويَسأل عنهم) رواه الحاكم وحسنه الألباني.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه: (أن النبي صلى الله عليه وسلم افتقد ثابت بن قيس فقال رجل يا رسول الله أنا أعلم لك علمه فأتاه فوجده جالسا في بيته منكسا رأسه فقال ما شأنك فقال شر كان يرفع صوته فوق صوت النبي صلى الله عليه وسلم فقد حبط عمله وهو من أهل الأرض فأتى الرجل فأخبره أنه قال كذا وكذا فقال موسى بن أنس فرجع المرة الآخرة ببشارة عظيمة فقال اذهب إليه فقل له إنك لست من أهل النار ولكن من أهل الجنة ) . [رواه البخاري].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: فَقَدَ النبي صلى الله عليه وسلم امرأةً سوداء كانت تلتقط الخِرَق والعيدان من المسجد، فقال: (أين فلانة؟)، قالوا: ماتت، قال: (أفلا آذنتموني؟!)، قالوا: ماتت مِن الليل ودُفنتْ؛ فكرِهنا أن نوقظك، فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قبرها، فصلى عليها وقال: (إذا مات أحد من المسلمين، فلا تدَعُوا أن تُؤذِنوني ) [ رواه البخاري ]
قال القاضى عياض: "وفى حديث السوداء هذا: ما كان عليه صلى الله عليه وسلم من تفقد أحوال ضعفاء المسلمين، وما جُبِلَ عليه من التواضع والرأفة والرحمة بأمته".
وقد ذكر الشيخ بن عثيمين فوائد كثيرة لهذا الحديث في شرح رياض الصالحين ومنها : حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأنه كان يتفقدهم ويسأل عنهم، فلا يشتغل بالكبير عن الصغير، كل ما يهم المسلمين فإنه يسأل عنه صلى الله عليه وسلم.
قال القاسمي في محاسن التأويل في قصة سليمان وتفقده للطير: وفي قوله تعالى وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ استحباب تفقد الملك أحوال رعيته. وأخذ منه بعضهم تفقد الإخوان، فأنشد:
تفقد الإخوان مستحسن ... فمن بداه نعم ما قد بدا
سنّ سليمان لنا سنّة ... وكان فيما سنّة مقتدى
تفقّد الطير على ملكه ... فقال: ما لي لا أر الهدهدا

وقال أبو البركات بدر الدين الغزي في كتابه محاسن العشرة : ومنها الرغبة في زيارة الإخوان والسؤال عن أحوالهم؛ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إن رجلاً زار أخاه في قريةٍ، فأرصد على مدرجته ملكاً، فقال له: إلى أين يا عبد الله؟ فقال أزور أخاً لي في الله تعالى في هذه القرية، فقال له: طبت، وطاب ممشاك، وتبوأت من الجنة منزلاً.
وكان عبد الله بن مسعود يقول: كنا إذا افتقدنا الأخ أتيناه، فإن كان مريضاً كانت عيادةً، وإن كان مشغولاً كانت عوناً، وإن كان غير ذلك كانت زيارةً.
وأين نحن من هذا الحديث الذي يحث على تفقد الإخوان والجيران:
ففي الحديث القدسي: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني، قال: يا رب! كيف أعودك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده؟!، يا ابن آدم، استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب! وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟! قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه، أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي، يا ابن آدم، استسقيتك فلم تسقني، قال: يا رب! كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي"[ رواه مسلم ].
هل حققنا هذه الوحدة ؟:
قال صلى الله عليه وسلم : (مَثَلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [ رواه مسلم].
هل حققنا هذه الوحدة بالتواد والمحبة و التعاطف وتفقد الأحباب ؟
هل حققنا هذا الخلق بتفقد الأحبة والسؤال عنهم وعن سبب غيابهم عنا ؟
إن كان مريضا عدناه وإن كان محتاجا ساعدناه وإن كان مسافرا تذكرناه ولو بالدعاء وإن كان هو المقصر ذكرناه بحقوق الأخوة ولا نقطع صلتنا به فربما شغل عنا فلا نشغل نحن عنه ونحتسب الأجر من الله.
ومنه نستخلص:
1 – من تقصيرنا نتفقد كل أمورنا إلا تفقد الإخوان والجيران.
2 – عدم السؤال عن الإخوان وتفقدهم ليس بعذر بل هو تفريط.
3 - تفقد الإخوان من الأخلاق المفقودة اليوم إلا ما رحم الله تعالى.
4 - من شمائل النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتفقد إخوانه وجيرانه وهو خلق الأنبياء كذلك.
5 - حسن رعاية النبي صلى الله عليه وسلم لأمته، وأنه كان يتفقدهم ويسأل عنهم، فلا يشتغل بالكبير عن الصغير.
6 - تفقد الإخوان مستحسن وخيرهم الذي يبدأ و يتفقدهم.
7 – التفقد يكون بالسؤال والعيادة والإعانة والزيارة.
8 – الأجر العظيم في خلق تفقد الإخوان والجيران .
9 – أن السؤال عن الإخوان وتفقدهم سببا للوحدة و تماسك المجتمع .

جمعه وكتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
الخميس 23 ربيع الأول 1438هـجري


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 22 Dec 2016 الساعة 12:35 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 22 Dec 2016, 06:18 PM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي

بارك الله فيك أخي على هذه التذكرة الطيبة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 22 Dec 2016, 06:34 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي جابر ماأحوجنا لخلق سلفنا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 23 Dec 2016, 06:55 PM
أبو إكرام وليد فتحون أبو إكرام وليد فتحون غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر
المشاركات: 1,798
افتراضي

جزاك الله خيرا اخي الطيب جابر و نفعنا بهذه الذكرى
و الله المستعان .
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 25 Dec 2016, 11:44 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاكم الله خيرا إخوتاه محمد ، عباس ، وليد على تفقدكم وتعليقكم - إبتسامة -
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, اخلاق, تزكية, تفقدالإخوة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013