منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 May 2013, 09:52 AM
أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Dec 2012
الدولة: الجزائر /باتنة /قيقبة
المشاركات: 590
افتراضي الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية (الحلقة الأولى)

الحلبي من أشد الناس شهادة بالزور ومن أكثرهم وأشدهم وقوعاً في التناقضات المخزية
"الحلقة الأولى"

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه.
أما بعد:
فإني أقول:
إن لهذا الرجل مذاهب متعددة، ولذلك أسباب.
منها:
1- غلوه في حبه للزعامة، فهو متهالك عليها إلى أبعد الحدود.
2- ومنها غلوه في حب المال، فهو متهالك عليه إلى أبعد الحدود.
فلقد باع دينه لخصوم المنهج السلفي وأهله.
فيصدق عليه قول الله تعالى: (اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ).
ولقد دفعه حب الزعامة وحب المال إلى أن يكون مع كل صاحب فتنة ثائر على المنهج السلفي وأهله.
وهو واسع المنهج، ينسجم مع أهل المناهج المتضادة، فهو أخ للإخوان المسلمين، وأخ للقطبيين التكفيريين، وأخ للدعاة إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان، وأخ حميم لمن يدافع عن هذه المذاهب وأهلها، وكلهم عنده منـزهون عن الغلو.
الغلو خاص عنده بأهل المنهج السلفي، لماذا؟؛ لأنهم يحاربون هذه الاتجاهات الباطلة وأهلها بميزان الإسلام، وهذا أمر يناقض منهج الحلبي الواسع الأفيح، الذي يتسع لهذه المناهج المتناقضة ، فيرى أنه لا بد من أن يحارِب المنهج السلفي وأهله، ويصفهم بالغلو، بل يخصهم به، ولا يغير هو وحزبه هذا الموقف، ولا يتزحزحون عنه، ولا يكلون، ولا يملون منه.
وهو من أشد الناس شهادة بالزور.
فيشهد لأناس من أهل الضلال والأصول الفاسدة والمناهج الباطلة، يشهد لهم بأنهم سلفيون، ويتولاهم، ويسير على أصولهم ومناهجهم الباطلة.
ومن هؤلاء:
أولاً- عدنان عرعور، وهو من أهل الفتن والحرب على أهل السنة من سنوات.
لقد أثار فتنه من سنوات طويلة، دفاعاً عن أهل الضلال، وعلى رأسهم سيد قطب، الذي قال بوحدة الوجود، وعطّل صفات الله -عزّ وجل-، وسخر من نبي الله موسى –عليه السلام-، وطعن فيه.
وطعن في أصحاب محمد –صلى الله عليه وسلم- طعناً شديداً، ولا سيما عثمان –رضي الله عنه-، الذي افترى عليه بأنه تحطّمَتْ روح الإسلام في عهده، وتحطّمت أسس الإسلام في عهده، وأسقط خلافته، وادعى أن خلافته كانت فجوة بين الشيخين –رضي الله عنهما- وبين علي –رضي الله عنه-، إلى طعون أخرى كثيرة، انظر كتابي "مطاعن سيد قطب في أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-".
وطعن في معاوية وعمرو بن العاص –رضي الله عنهما-، رماهما بالكذب والغش والخيانة والنفاق والرشوة وشراء الذمم، ورمى الكثير من العرب بأنهم ارتدوا إلى المنحدر الذي رفعهم به الإسلام، ثم واصل طعنه في معاوية -رضي الله عنه-، انظر "كتب وشخصيات" تأليف سيد قطب (ص242-243).
دافع عدنان عن سيد قطب، وحارب من ينتقده بحق، ومدحه وكذب في مدحه إياه، فقال ما معناه: ما أحد أصّل مثله، ورمى السلفيين بعدم التأصيل.
وقرنه كذباً بشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم أو ابن عبد الوهاب في بيان التوحيد بأنواعه.
وأَصّلَ أصولاً باطلة، منها: "نصحح ولا نجرح"، و"إذا حكمت حوكمت".
بلغت أصوله ستة أصول، ليحارب بها منهج السلف، ولا سيما منهج الجرح والتعديل، ليدافع بها عن أهل الضلال، وليحارب بها السلفيين.
واطلع العلماء على هذه الأصول والفتن والرزايا والضلالات، فناصحوه ليرجع عنها، فأبى، فبيّنوا بطلان منهجه وأصوله، فطعن فيهم، وسخر منهم، وأسقطهم.
ولقد سئل العلامة ابن عثيمين عن أصوله، فدحضها وبيّن بطلانها.
فاستمر على هذا المنهج إلى يومنا هذا.
وألّفَ كتاباً سماه "منهج الدعوة في ضوء الواقع المعاصر"، بنى ما تضمّنه هذا الكتاب على أصوله الفاسدة، وحرّم على الدعاة إلى الله الأحكام على أهل الضلال، وتجاوز ذلك إلى تحريم الأحكام من الأنبياء على أعداء الله الكفار.
ويحتج بمثل قوله تعالى: "إنما أنت نذير "، "إنما أنت منذر"، "لست عليهم بوكيل"، وكتم أحكامهم الصريحة على أقوامهم بالكفر والافتراء، وغيرها من الأحكام.
وتجاهل أحكام السلف على أهل الضلال والكذابين وغيرهم التي شحنت بها كتب الجرح والتعديل وكتب الجرح الخاص.
ولم يكتف بهذه الضلالات حتى بلغ به الأمر أن دعا الناس عموماً، بما فيهم اليهود والنصارى إلى وحدة الأديان، واعتبر اعتصام اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل المحرفتين من الاعتصام بحبل الله.
ووضع ميثاقاً وطنياً للشعب السوري، أقام هذا الميثاق على مناهج العلمانيين والليبراليين وأهل الضلال.
ولم يقمه على الإسلام لا في عقيدة، ولا في شريعة.
ومع كل هذه الضلالات، ومنها ما يضاد الإسلام في أصوله وفروعه ترى الحلبي يتولاه، ويدّعي له السلفية، حتى بعد أن دعا إلى وحدة الأديان، وبعد ثنائه على بعض العلويين (النصيريين) والدروز، وتفضيلهم على كثير من المسلمين، وبعد وضعه لهذا الميثاق (الدستور) العلماني.
ألا تعتبر شهادة الحلبي لعدنان بالسلفية من بداية فتنته إلى يومنا هذا من أعظم وأشد شهادات الزور؟ وأليست هذه الشهادة مناقضة للمنهج السلفي، بل للإسلام؟
ثانياً- وتلا عدنان في الفتن محمد المغراوي الذي هذى بالتكفير هذيان المجانين، وبيّنَ حاله السلفيون من كتاباته وأشرطته، فحمل على من بيّن ضلاله ورماهم بالزندقة.
واطلع علماء السنة على غلو هذا المغراوي في التكفير، وناصحوه وطالبوه بالتراجع، فطعن فيهم، وأسقطهم جميعاً، وسلّطَ تلاميذه على محاربة السلفيين، فزاد تلاميذه ضلالاً على ضلال، كأنهم من صميم القطبية الإخوانية، الذين يزودونه بالمال لمحاربة السلفية وأهلها.
ومع أن الحلبي يتظاهر بحرب التكفير والتكفيريين، قام الحلبي بمساندته، والشهادة له إلى يومنا هذا بأنه سلفي.
أليس هذا العمل منه من أسوأ شهادات الزور ومن أشد أنواع التناقض ومشاركة منه في إسقاط علماء التوحيد والسنة، الذين أسقطهم المغراوي وعدنان والمأربي؟
أليس هذا الموقف منه مناقضاً لمنهج السلف الكرام؟
ثالثاً- أبو الحسن المصري المأربي الإخواني:
كان يتظاهر بالسلفية، فلما مات كبار علماء السنة كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة ابن عثيمين والعلامة مقبل الوادعي، ثار ثورة عارمة على السلفيين، يطعن فيهم أشد الطعن، ويرميهم بالجهل، وأنهم أقزام، وأنهم قواطي صلصة، إلى طعون وتهويشات على السلفيين وتبرأ منهم، بل بلغ به الأمر في حرب السلفيين إلى أن وصف الصحابة بأنهم غثاء، ووصف بعضهم بأنهم أصاغر، والأصاغر دائماً تحت الأقدام.
ووضع لحربه للمنهج السلفي وأهله أصولاً مضادة لمنهج السلف، مثل "المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة ويسع الأمة كلها"، ومنها: "نصحح ولا نهدم"، إلى أصول كثيرة أخرى.
وناصحه علماء السنة ليرجع إلى الحق، فأبى أن يتراجع، ثم أسقط علماء السنة في اليمن والمملكة.
وتمادى في فتنته وانحرافه إلى أن ذهب يدافع عن أهل الضلال، الذين اتفق علماء السنة العرب والعجم على أنهم من أهل الضلال.
مثل الإخوان المسلمين، الذين يضمّون في تنظيمهم غلاة الصوفية والروافض والخوارج والنصارى، ويتحالفون مع الشيوعيين والعلمانيين، ويحاربون أهل السنة أشد الحرب.
وجماعة التبليغ الذين يبايعون على أربع طرق صوفية، قائمة على الشرك والحلول ووحدة الوجود.
يصف هاتين الفرقتين بأنهما من أهل السنة، ويعتبر العلمانيين والاشتراكيين والبعثيين مسلمين، ولا يكفر أحداً منهم، لا من رؤوسهم ولا من غير الرؤوس.
وألّف كتاباً سماه "الدفاع عن أهل الاتباع"، دافع فيه عن الإخوان المسلمين وجماعة التبليغ ورؤوس الإخوان المسلمين الداعين إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان، وارتكب في هذا الدفاع عنهم خيانات علمية، لا تصدر إلا من أمثاله، ولا يزداد إلا تمادياً في ضلالاته.
والحلبي وحزبه يوالونه ويعتبرونه سلفياً ومن علماء السنة.
أليست الشهادة لهذا المأربي بأنه سلفي وهذا حاله من أعظم الشهادات بالزور ومن أعظم المضادات للمنهج السلفي؟
وأليس هذا العمل هدماً لأصل الولاء والبراء؟
وأليس من أعظم أنواع التناقض ممن يدّعي السلفية ويوالي أشد خصومها؟
وهذه البلايا العظيمة أمور متعمدة من الحلبي ومن حزبه، وقائمة على الهوى.
رابعاً- إحياء التراث الكويتية الإخوانية التي تسعى في تفريق وتمزيق السلفيين في العالم، وتنشئ الأحزاب وتجندها لمحاربة المنهج السلفي، مثل حزب الحكمة في اليمن، وحزب الرشاد في أندونيسيا، ذلكم الحزب الذي أنشأه من لا يفرق بين الرافضي والخارجي والسني، ولها نشاط في الهند وباكستان لتفريق السلفيين، ولها آثار سيئة جداً في هذه البلدان.
ومع ذلك يشهد لها الحلبي وحزبه بأنها سلفية، مع اطلاعهم على كثير من أعمالها.
أليست هذه الشهادة من أعظم شهادات الزور مضادة ومناقضة للمنهج السلفي؟
خامساً- القطبيون في مصر يحاربون السلفيين في مصر وخارجها على طريقة الحزبيين، ويسمونهم غلاة التجريح، ويوالون القطبيين الآخرين والإخوان المسلمين وأبا الحسن المصري المأربي والحلبي وحزبه.
وقد كشف الله بطلان دعواهم السلفية في زيارة عبد الرحمن عبد الخالق الإخواني الغالي لمصر، حيث استقبلوه استقبال الملوك، وصرّحوا بأنه شيخهم وإمام الدعوة السلفية، والأب الروحي للدعوة السلفية، أي سلفيتهم المزيفة.
وقد نشرت منتديات "كل السلفيين" احتفاء أدعياء السلفية بعبد الرحمن عبد الخالق، وفي هذه النشرة ما نصه:
"في مشهد مهيب وحافل بالناس ، وفي حضور كثير وكثيف ، وفي قاعة استقبال المسافرين في مطار القاهرة الدولي نزلت قناة الحكمة الإسلامية وبرفقة الشيخ أبي إسحاق الحويني وكثير من الوجوه المصرية المعروفة على الساحة الدعوية _ ولا أقول السلفية _ . نزل _ كما وُصف ونُعت _ الأب الروحي للدعوة السلفية الشيخ : عبد الرحمن عبدالخالق المصري . بعد ثلاثين عاما من الغياب ، و في هذا الحشد و الضغط الجماهيري ، يرحب الشيخ أبو إسحاق الحويني بالأب الروحي ويطلب منه كلمة لقناة الحكمة ، ويجود الأب الروحي فيقول :و الله يا شيخ أنا جئت مهنئا لمصر بأمور كثيرة و هذه النقلة هذه التي انتقلت بها من عهد استبدادي ، إلى عهد آخر للحرية و ....
وفي هذا الخضم و قريبا من مخرج المطار ...تتعالى صيحات التكبير التي رجت أنحاء المطار وجدرانه في مشهد تقشعر له الأبدان ، ثم يعترض الأب الروحي أحد الرجال قائلا : ....حمد لله عالسلامة ....مصير الدعوة السلفية في مصر والعالم الإسلامي ، مصير الدعوة السلفية في مصر والعالم الإسلامي ، هو الأب الروحي للدعوة السلفية ، ونحن نحبه في الله.
ولا يكفّ مقدم قناة الحكمة الذي كان ينقل الحدث على المباشر من وصف الأب الروحي بـ : إمام الدعوة السلفية ، و المقدم المسكين و هو ينقل الحدث لم يتمالك نفسه حيث خنقته العبرة وأخرسته الدمعة ولم يستطع المواصلة . ........و في خارج المطار تتعالى صيحات التكبير أكثر فأكثر و أكثر ، و يرافق هذا التكبير :جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا ...، في أثنائها ينزل الفقيه الزراعي أو المهندس الشرعي عبد المقصود من السيارة لتحية الأب الروحي ....و بعد ركوب الأب الروحي للدعوة السلفية و إمامها السيارة ،تمرر الكلمة للشيخ أبي إسحاق الحويني والتي أثنى فيها _ بالطبع _ على الأب الروحي بقوله : الحقيقة نزول الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق إلى مصر يعد _ في نظري _ حدثا يستحق الوقوف عليه .......الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق رجل قرآني قلبا و قالبا ، خلقه فعلا أستطيع أن أقول أنه خلقه من القرآن يعني لا أريد أن أقول خلقه القرآن عشان ما ...إنما خلقه من القرآن ، على كثرة ما هوجم و الكلام ده ما رأيته اغتاب أحداً قط في مجلسه ، و كان يُذكر أقوال الخصوم في مجلسه ومع ذلك ما كان يرد إلا بالحسنى ، أبدا ما رأيته اغتاب أحداً في مجلسه.....".
وقد اطلع الحلبي على هذا الاستقبال الحافل لعبد الرحمن عبد الخالق، وتظاهر باستنكاره، لكنه لا يزال يُصرُّ على أنهم سلفيون.
وأخيراً شاركوا الإخوان في شعاراتهم العلمانية وإقامة دولة علمانية ديمقراطية ،لا تفرق بين المسلم والنصراني.
وشاركوهم في دستورٍ قائم على نبذ حاكمية الله في كل مجال.
ونسوا هتافاتهم السابقة على امتداد أعوام طويلة بأن الحاكمية لله.
وبعضهم كان يجهر بتكفير من لم يحكم بما أنزل الله، فلا يعارضونه.
أليست شهادة الحلبي لهم بأنهم سلفيون -مراغمة للمنهج السلفي وأهله- من أعظم الكذب والتناقض ومن أعظم شهادات الزور؟
سادساً- لم يكتف الحلبي بهذه المواقف المخزية، الدالة على ضلاله البعيد وكذبه وشهاداته بالزور -لمن أسلفنا ذكرهم وبيان حالهم- بأنهم سلفيون.
لم يكتف بهذا، فما شعر السلفيون إلا بهجوم كاسح على السلفيين وعلى السلفية وأصولها في عدد من المؤلفات والمقالات في شبكة الضلال، التي أنشأها لكل خلفي محارب للمنهج السلفي وأهله، ماضياً قدماً في هذه الحرب الظالمة على امتداد سنوات، سائراً فيها على منهج عرعور والمأربي، وعلى أصولهما الهدامة، بل زاد عليهما في إطالة هذه الحرب الضروس.
مضيفاً أصولاً أخرى ضد المنهج السلفي.
فالتبديع عنده لا يقبل إلا إذا قام عليه الإجماع.
والتشكيك في أخبار الثقات، حتى أخبار الصحابة عنده لا بد من التثبّت منها.
وأصل "لا يقنعني"، ولو جاء صاحب الحق أو أصحابه بالأدلة والبراهين.
وتارة يقول: "لا يلزمني"، رداً للحق الواضح.
وكل هذه الأصول أنشأها لمحاربة منهج السلف في الجرح والتعديل ولمحاربة الشهادة بالحق والعدل.
وفضحه الله خلال هذه المعركة بأنه منذ سنوات قد شهد شهادة زور لرسالة معروفة، اشتملت على ضلالات كبرى، منها وحدة الأديان وأخوة الأديان ومساواة الأديان ومحبة أهل الأديان، والمناداة بالديمقراطية، وإلزام الدول بقوانين الأمم المتحدة.
مدحَ هذه الرسالة، وشهدَ لها زوراً بأنها شارحة للإسلام، ومبينة لخصائصه، وذهب يتبجح بهذه الشهادة.
ولم يكتف بها، بل ذهب يشهد لِمَنْ أيّدها من الروافض والخوارج والصوفية والعلمانيين وغيرهم، بأنهم علماء ثقات وولاة أمناء.
أدلى بهذه الشهادة خلال دفاعه عن نفسه وعن هذه الرسالة.
وكم دافع عنها حزبه، وقام بعضهم بشرحها كما يقول في خمسين شريطاً، يحرف فيها الإسلام.
كل هذا وغيره جرى في شبكة كل الخلفيين المسماة كذباً وزوراً بـِ"شبكة كل السلفيين".
أليست هذه الشهادات الفاجرة مضادة للمنهج السلفي الذي يدّعيه، ومناقضة له أشد المناقضة، بل مناقضة للإسلام، ومع كل هذا ادعى أنه يُكفِّر من يقول بوحدة الأديان.
فكيف تجتمع شهادته لوحدة الأديان وأخوة الأديان ودفاعه وحزبه عنها مع دعواه أنه يُكفِّر بوحدة الأديان؟
مع إصراره على تلك الشهادة الفاجرة إلى يومنا هذا.
وكيف يجتمع أمران متناقضان غاية التناقض عند الله وفي دينه وعند المسلمين وعند العقلاء؟
ويسعى إلى تفريق السلفيين في بلدان شتى، ثم يمسخ من ينصاعون لمكره، فيصبحون حرباً على السلفيين، وحَمَلاً وديعاً تجاه خصوم السلفيين، موادّين لهم.
وحاصل هذا الرجل أنه يتخبط في الضلال والتناقضات المدمرة منذ وفاة العلامة الألباني وظهور هذه الفتن على أيدي ألد خصوم السلفية إلى يومنا هذا، ومع كل هذا يصف السلفيين بالغلاة، ولعله يرمز إلى تكفيرهم بهذا الوصف الذي وصف الله به اليهود والنصارى، في الوقت الذي يشهد فيه زوراً لأهل المذاهب الثمانية الروافض والخوارج وغلاة الصوفية...الخ بأنهم بريئون من التطرف (أي الغلو)، ولا يجوز عنده بحال من الأحوال أن يوصفوا بالتطرف (الغلو).
فهل يوجد أحد على وجه الأرض أكثر تخبطاً في التناقضات المخزية والمهلكة مثل هذا الرجل؟، وهل من سبيل لهذا الرجل إلى الخروج من هذا الضلال البعيد والتناقضات المخزية؟
ثم هو يواصل حربه على السلفيين، ولا سيما ربيع، لا يكل، ولا يمل، ويتتبع كتبي الداعية بجد إلى المنهج السلفي وعقائده وأصوله، والتي تتضمن مع ذلك الذب عن المنهج السلفي وعقائده وأصوله، يتتبعها هو وأعيان حزبه، يفعل ذلك تشويهاً لما تضمّنته هذه الكتب من هذا المنهج العظيم، وتنفيراً منه ومن أهله، يشهد بذلك واقعه وأصوله ومنهجه وتوليه لأهل الضلال وأصولهم.
ومن هذا التتبع ما جمعه في مقال نشره في "شبكة كل الخلفيين"، عنوانه: "تناقض الشيخ ربيع المدخلي في تأصيل موقفه من المخالف وكشف بعده عن رسوخ المؤصلين".
نشر هذا المقال باسمه، ثم لغرض سيء حوله باسم "مشرفي منتدى "كل السلفيين".
وحيث أنه هو كاتب المقال وناشره أولاً، فإن مناقشتي ستوجه له شخصياً، وقد أتعرض لحزبه أحياناً تبعاً.

أولاً- قال الحلبي في (ص1): " أولًا: إن اضطراب الشَّيخ ربيع المدخلي وتناقضَه ليس موقوفًا على جانب التأصيل العِلمي المجرَّد، بل يتعدَّاه إلى تناقُضِه واضطرابِه في مواقفهِ مِن تأصيلاتِ غيره؛ وذلك بالنَّظر إلى تعلُّقها بعلاقاته الشَّخصيَّة من صاحب التَّقرير؛ ومثال ذلك:
أن الشَّيخ عليًّا الحلبي عندما ألَّف كتابه «منهج السَّلف الصالح» قابله الشَّيخ ربيع المدخلي بالردِّ والنكران، وسلَّط عليه السُّفهاءَ والغلمان، وذلك لأنه استشعر أن هذا الكتابَ يردُّ على الأصول الغاليةِ التي يسير عليها الشَّيخ المدخلي -ولو كان بكلام الشَّيخ المدخلي نفسه-!!".
أقول:
1- أنا ليس عندي إلا أصول السلف أسير عليها، ولا أخرج عنها بحمد الله.
ولستُ مثلك ومثل حزبك المولعين بالتأصيل الباطل لمواجهة الحق وأهله، وللدفاع عن أهل الضلال.
2- ثم إن هذا منك رمي لأصول السلف بأنها غالية، ولا شك أن الحلبي وحزبه من أشد المخالفين لأصول السلف، ومن أشد الغلاة في ردِّها.
3- ولم أسلط عليك السفهاء، وإنما الذي ردَّ عليك عالم بحق بأصول السلف وما يناقضها، وعالم بالحديث وأصوله، وله شهاداته العلمية الراقية التي تفقدها أنت وحزبك.
ومِنْ منهجكم الباطل أن تسفهوا وتجهلوا كل من يردُّ - بالحق القائم على الحجج والبراهين- أباطيلكم.
ثانياً- قال الحلبي في (ص1): " لكن معظم المسائل التي قرَّرها الشَّيخ الحلبي في (كتابه) وافقهُ على تقريرِها الشَّيخ محمَّد الإمام في كتابه الموسوم بـ«الإبانة عن كيفيَّة التَّعامُل مع الخلاف بين أهل السُّنَّة والجماعة»".
أقول: لقد أخطأ الشيخ الإمام في موافقته لأصول الحلبي.
فاستشهادك بالخطأ يدل على أنك غارق في الهوى، ثم مَنْ مِنْ علماء السلف مَنْ شهد لك ولكتابك القائم على محاربة المنهج السلفي؟ أليس فقدانك لشهادات العلماء من أوضح الأدلة على بطلان ما حواه هذا الكتاب وعلى مضادته لمنهج السلف؟
ثالثاً- قال الحلبي في (ص1): " لكن بدل أن يقابِل الشَّيخ ربيع المدخلي هذا الكتابَ بِما قابل به كتاب «منهج السَّلف الصالح» مِن الردِّ والتَّبكيت والتَّشغيبِ والتَّأليب؛ قابله بنقيضِ هذا!!!! فقد قرأ الكتابَ وراجعه ووضع عليه بعضَ الحواشي، وكتب الشَّيخُ الإمام على طرَّة كتابِه قائلًا: «راجعه وقرأه فضيلةُ الشَّيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي».
والسَّبب في هذا راجع إلى أن الشَّيخ المدخلي أدرك -هنا- أن كتاب «الإبانة» إنما وُضع للرَّد على (الشَّيخ الحجوري) الذي كان في طَور صبر الشَّيخ ربيع ومناصحتِه له.
فالشَّيخ المدخلي يُقر القولَ ونقيضَه، ويمدح القولَ ويذمُّه لا بالنَّظر لذاته وإنَّما بالنَّظر لِمَن قاله، وهذا ما أوقع الشَّيخ ربيعًا المدخلي في التَّناقض والاضطراب".
أقول: ربيع لم يقرظ كتاب " الإبانة" للإمام، ولقد تصفحه في أول الأمر تصفحاً سريعاً، ومع ذلك استنكر بعض الأمور فيه، وعلّق على هذا الكتاب بتنبيهات لمحمد الإمام ليرجع عن أخطائه، ثم قرأه مرة ثانية وأبدى ملاحظات على بعض الأخطاء في هذا الكتاب، وطلب من الإمام أن يرجع عنها، وأن يعيد النظر في كتابه، فإذا وجد في كتابه مخالفة لمنهج السلف فعليه أن يرجع عنها، ولا أزال على هذا الموقف البعيد عن المحاباة، أخذاً بقول الله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ).
فأين هو التناقض؟، لا سيما مع اعترافك بأني وضعتُ عليه بعض الحواشي.
وأنا أردُّ الباطل لأنه باطل، ولا أقرُّ باطلاً كما تفتري عليَّ، وشهادات العلماء ولا سيما الألباني لكتاباتي بأنها حق، وترد الباطل، وأنها لا تخالف منهج السلف، تكفي هذه الشهادات لإدانتك بالجهل والظلم، فلظلمك وجهلك وحقدك تجعل الحق باطلاً، والباطل حقاً.
رابعاً- قال الحلبي في (ص1): " ثانيًا: إن اضطراب الشَّيخ ربيع المدخلي وتناقضه لم يقف عند حدود المسائل العلميَّة، والمواقف السلوكيَّة، بل تعدَّاه ليقعَ في التَّناقض في الإخبار عن الشَّيء وضدِّه؛ ومن ذلك -على سبيل التَّمثيل لا الحصر- ما قرَّرناه في مقالنا «(7) -موثقا- طعونات الشَّيخ ربيع المدخلي -وكبار أعوانه!- بالسلفيين -علماء ودعاة- ».
حيث قلنا:
(( إنكار الشَّيخ ربيع المدخلي لطعنه بِمن قد طعن فيهم -حقيقةً- في مجالسِه الخاصة، [كما تستمعون إليه في هذا المقطع-] جوابًا على سؤال وجه إليه ضمن (المخيم الربيعي)؛ وفيه: «السائل: يقول عن الشَّيخ ربيع: (وطعنه في العلماء المتقدِّمين والمتأخِّرين؛ يقول الدكتور ربيع بن هادي: ابن باز طعن في السلفيَّة طعنةً شديدة -نقله عن «الفصل العادل»-، ويقول: وطعن في ابن حجر والنووي، وبدَّع شُعبة، واتَّهم الإمام أحمد بن حنبل بأنه يُؤوِّل بعض الصِّفات، وقال عن محمد بن عبد الوهاب: كان شابًّا طائشًا، واتَّهم ابنَ خزيمة بأنه يؤوِّل بعض الصفات، وقال عن ابن عثيمين: أنه بسببِه تخرُج رايات الشِّرك مِن نجد، وقال عن الألباني: سلفيتُنا أقوى من سلفيَّتِه، وقال عن شُعبة: مُبتدع، وقال عن الثوري: يتهالك في ركاب رافضي، وقال عن محمد بن عبد الوهاب: عنده حَماس واندفاع شباب، ينسب كل هذه الأقوال إليك يا شيخ، وينقل هذا عن «الفصل العادل»؟.
الجواب: أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم، هذه كتبي وهذه أشرطتي، ما هي إلا دفاع عن أئمة السُّنة، ومنهم مَن ذكرت»".
أقول:
1- ليس عندي اضطراب وتناقض في المسائل العلمية والمواقف السلوكية، وإنما هذه صفاتك وصفات حزبك، "رمتني بدائها وانسلت".
2- لم أطعن في سلفيين، وإنما أردُّ ضلالات خلفيين ، وليس فيهم علماء وإنما هم دعاة فتن، وأهل شغب على السنة وأهلها.
3- كذبتم، لم أطعن في العلماء من أهل السنة المتقدمين والمتأخرين، وإنما أشيد بهم وأدعو الناس إلى احترامهم والسير على منهجهم.
4- إن الحلبي لم يكتف بأكاذيبه التي يفتريها عليَّ، فذهب يستعين عليَّ بأكاذيب الحدادية وتحريفاتهم للكلام، وتحميلهم لكلامي ما لا يحتمل.
ومواقفي من العلماء السابقين واللاحقين وذبي عنهم، ودعوتي إلى منهجهم تدمغ الحلبي والحدادية بالكذب والافتراء.
خامساً- قال الحلبي في (ص2): " نقول: 1- قد ثبت بالصَّوت عن الشَّيخ ربيع المدخلي طعنُه في الشَّيخ ابن باز؛ فكيف يكون بُهتانًا عظيمًا؟!!؛ وهل البهتان في الادِّعاء الموثق، أم بالنفي المعارِض لِما هو ثابت وموثَّق بالصَّوت".
أقول: هذا الصوت المنسوب إليَّ قد دبلجه الحدادية الأفاكون، ولقد أشاعوا هذا الإفك قبل وفاة الإمام ابن باز.
فطلبتُ منهم أن يأتوني بالكلام المنسوب إليَّ، فإن صحَّ ما أشاعوه فسأذهب إلى الشيخ ابن باز لأعتذره وأستحل منه، فما استطاعوا أن يأتوا في ذلك الوقت في حياة الشيخ ابن باز بشيء.
وبعد سنوات، وبعد موت الشيخ ابن باز أظهروا الكلام الذي دبلجوه، وزوروه، وفرح بذلك الحلبي الحقود الكذوب، و "إن الطيور على أشكالها تقع".
وربيع من أشد الناس احتراماً للعلامة ابن باز وإشادة بفضله وكرمه وحلمه، يقرر ذلك في كتاباته وفي مجالسه ودروسه، ويحث الشباب على قراءة مؤلفاته والتأسي بأخلاقه.
وإني لأعظم الإمام أحمد وأبجله وأعتبره إمام أهل السنة، وأربي الشباب على حبه واحترامه والسير على منهجه.
وقد ألّفتُ كتاباً في الذب عن الإمام المجدد محمد بن عبد الوهاب وعن منهجه وعقيدته، رادّاً الطعون الفاجرة التي وجهها إليه أحد الروافض.
وأعتبر هذا الإمام من عظماء أئمة الإسلام المجددين لدين الله.
سادساً- قال الحلبي في (ص2): "3- وأما ما كان متعلِّقًا بالشَّيخ ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ- فلم يَثبت عن الشَّيخ ربيع أنه قال فيه ما تقدَّم، لكن الثَّابت عنه قوله -في شريط «مَن هم المرجئة»-: «قلتُ لتلاميذ شيخ مِن القصيم هل عندكم خلفيَّة عن الصُّوفية وعن جماعة التَّبليغ قالوا: لا، قلت: إذا كان إذا استمر الوضع على هذا الحال بعدم فهمِكم للصُّوفية وتساهُلِكم في انتشار أهل البدع فَلَسَوف تنطلقُ راياتُ التصوُّف مِن قلب نجد بدل انطلاقها برايات التَّوحيد».
نقول: ومعلوم أن أبرزَ شيوخ القصيم -آنذاك- هو الشَّيخ (ابن عثيمين -رحمهُ اللهُ-)؛ لكن لَمَّا كان الشَّيخ ربيع لَم يُسمِّه أو يُعيِّنه؛ فليس لأحد أن يتقوَّل على مقصده؛ لا سيَّما مع نفيِه -المجمل- لذلك!!
وإنْ كان هذا -نفسُه- وللأسف- هو أسلوبَه مع خُصومِه!!".
أقول:
1- أليس من التناقض والهراء بالباطل أن توهم الناس أني أطعن في العلامة ابن عثيمين، ثم ترد على نفسك بقولك: " فليس لأحد أن يتقوَّل على مقصده؛ لا سيَّما مع نفيِه -المجمل- لذلك!!"؟
2- إن هذا الكلام ليدل على حبي للحق، وبغضي للباطل، ونصيحتي للإسلام والمسلمين، وتحذيري من الباطل وأهله، وليس فيه طعن لابن عثيمين –رحمه الله- الذي أجله، ولكن لهوان منهج السلف عليك، وغيرتك على الباطل وأهله يجعلانك ممن يرى الحق باطلاً والباطل حقاً.
3- إن الحدادية هم الذين يطعنون في ابن عثيمين، ويطعن شيخهم الثاني في ابن عثيمين في مجالسه، ثم تجرأ ونشر طعنه في موقع الأشريين، فقمتُ بالرد العلمي عليه في مقال سميته: "دَفْع بُهت وكيد الخائنين عن العلامة محمد بن عثيمين"، وأبطلتُ في هذا الرد افتراء هذا الكاتب على العلامة ابن عثيمين -رحمه الله-.
وربيع يجلُّ الشيخ ابن عثيمين، وبينه وبين ابن عثيمين من المحبة في الله والموالاة فيه الشيء الكثير.
فلماذا لم يستنكر الحلبي هذا الطعن في ابن عثيمين؟، ولماذا لم ينتقد الحدادية في طعنهم المستمر في الشيخ الألباني ورميهم له بالإرجاء، بل بالتجهم؟
إن الرجل لصاحب هوى جامح، يحارب أصحاب الحق، ويفرح بالأباطيل والأكاذيب المنسوجة ضد ربيع، فكيف يستنكرها؟
سابعاًً- قال الحلبي في (ص4-5): "4- وكذلك ما كان متعلقًا بتبديع الحافظَيْن ابن حجر والنووي؛ فالشَّيخ ربيع وإن رفض التَّصريح بتبديعهما إلا أنه لا يرى كبيرَ فَرق بين القول أنَّهما أشعريَّان ووقعا في البدع وبين القول أنَّهما مُبتدعان -إلا التأدُّب في العبارة-!!! كما جاء في جوابه عن سؤال حول الفَرق بين الحداديَّة والسلفيَّة: «ومِن صفاتِهم -أيضًا- عدم التَّرحُّم؛ كان إذا ترحمت على مثل ابن حجر والشوكاني والنووي قالوا: مبتدع، إذا قلت الحافظ، قالوا: مُبتدع، إذا قلت: عندهم أشعريَّة قالوا: لا بُدَّ أن تقول: مُبتدع، إذا لم تقل مُبتدع فأنت مبتدع!!
قلنا لهم: إذا قلنا أشعري معناه أنه عنده بدعة؛ الإنسان يريد أن يتأدب في لفظه ليس لازمًا أن تقول عنه مبتدع.
أنا أقرأ لكم تراجم من البخاري؛ يَمرُّ على جابر الجعفي ويَمر على غيره لا يقول مُبتدع وهو يعرف أنه رافضي ولا يقول إنه مبتدع، لأن هذا ليس لازِمًا، بيِّن ضلاله نُصحًا للناس لكن ليس لازمًا أن تقول مبتدع أو غير مبتدع فأبوا.
يتَّصل عليَّ أناس من الخارج مِن أبْها يقول لي: ما رأيك في ابن حجر، أقول له: عنده أشعرية، يقول لي: أبدًا، أنت ضالٌّ لا بدَّ أن تقول مبتدع!!».
نقول: سبحان مغيِّر الحال، فالشَّيخ ربيع هنا يُنكر على الحدادية إلزامَهم إيَّاه بتبديع مَن وقع في البدع والأشعرية -بإقراره- بل ومن قيل فيه أنه رافضي!!! وبين إلزامه هو بتبديع السلفيين؛ فمَن هو الأقرب إلى الحدادية؛ هو أم مَن ينكر عليهم؟!".
أقول:
أ- أما ابن حجر والنووي فعندهما أشعرية، ولذا ناقش الإمام ابن باز كثيراً من أشعريات ابن حجر، وكلّف الشبل بإكمال بقية الرد عليه، فقام بذلك، وقام مشهور حسن بالرد على النووي في أشعرياته في " شرح صحيح مسلم"، وربيع ردَّ على النووي هذه الأشعريات .
أما الحدادية فكانوا يُبدِّعون ابن حجر والنووي، وتبديع من لا يُبدِّعهما، ويقصدون بذلك السلفيين، وقاموا بحرق "فتح الباري".
فاستنكر علماء السلف هذا العمل، ومنهم المشايخ ابن باز والألباني وابن عثيمين والفوزان واللحيدان وغيرهم.
ولو كنتَ تحترم هؤلاء العلماء الذين موقف ربيع مثل مواقفهم لما طعنتَ في ربيع.
والسلفيون علماء وطلاب علم يعرفون ما عند النووي وابن حجر من أشعريات، ولكنهم لا يعتبرون أشعريتهم مثل أشعرية أصحاب الكلام وغلاة الأشاعرة، من أمثال الرازي، ويجدون الفرق الكبير بينهما وبين الأشاعرة المتكلمين، حيث إن ابن حجر والنووي قد أفنيا حياتهما في خدمة السنة النبوية في شتى المجالات؛ من شروح لها، والتأليف في رجالها، وبيان أحوال الرواة من جرح وتعديل، والتأليف في علوم الحديث، مع حبهم لأهل الحديث واحترامهم لهم.
فمن مؤلفات النووي شرحه لصحيح مسلم، و"رياض الصالحين"، و"الأذكار"، و"تهذيب الأسماء واللغات".
وفي علوم الحديث: "الإرشاد"، و"التقريب" و "المجموع في الفقه الشافعي"، لكنه يسير على طريقة أهل الحديث في الاستدلال على المسائل الفقهية بالأحاديث النبوية.
ولم يؤلف أي كتاب يقرر فيه عقيدة الأشاعرة ويدافع عنها.
وأما الحافظ ابن حجر فله مؤلفات كثيرة في خدمة السنة وعلومها وهي:
1- إتحاف المهرة بأطراف العشرة، وهو يقع في سبعة عشر مجلداً. والمقصود بالعشرة: الموطأ ومسند الشافعي ومسند أحمد ومسند الدارمي وصحيح ابن خزيمة والمنتقى لابن جارود وصحيح ابن حبان ومستخرج أبي عوانة ومستدرك الحاكم وشرح معاني الآثار للطحاوي وسنن الدارقطني.
2- الإصابة في تمييز الصحابة. وهو من أشهر مصنفات الحافظ وأعظمها بعد فتح الباري، مطبوع ويقع في أربعة مجلدات.
3- إنباء الغمر بأبناء العمر. رتبه على السنين، أورد في كل سنة أحوال الدول وأحداثها ووفيات الأعيان مستوعبا لرواة الحديث. مطبوع.
3- بلوغ المرام من أدلة الأحكام في مجلد لطيف وهو مطبوع ومشهور.
5- تبصير المنتبه وتحرير المشتبه، حرر فيه كتاب المشتبه للذهبي فضبط فيه الأسماء بالحروف واستدرك فيه ما فات الذهبي من أسماء. مطبوع.
6- تجريد الأسانيد للكتب المشهورة والأجزاء المنثورة المسمى بالمعجم المفهرس، مخطوط منه نسخة بدار الكتب المصرية برقم (331).
7- تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة. يعني رجال الموطأ ومسند أبي حنيفة ومسند الشافعي ومسند أحمد مطبوع.
8- تغليق التعليق يقع في مجلد ضخم يشتمل على وصل الأحاديث المعلقة المرفوعة والآثار الموقوفة والمقطوعة الواقعة في صحيح البخاري.
9- تقريب التهذيب مختصر تهذيب التهذيب له يشتمل على تراجم رجال الكتب الستة مطبوع في مجلدين.
10-التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير. وهو تلخيص للبدر المنير لابن الملقن. وأضاف إليه زوائد وفوائد مهمة. مطبوع في مجلدين.
11- تهذيب التهذيب لخص فيه تهذيب الكمال في الرجال للمزي مع زيادات كثيرة أضافها إليه. مطبوع في اثني عشر جزءا.
12- الحواشي على تلخيص المستدرك.
13- الدراية في تلخيص تخريج أحاديث الهداية. لخص فيه الحافظ نصب الراية في تخريج أحاديث الهداية للزيلعي مطبوع في مجلد.
14- الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة. وهو من كتب التراجم جمع فيه أعيان القرن الثامن مرتبين على حروف المعجم. مطبوع في خمس مجلدات.
15- فتح الباري بشرح صحيح البخاري وهو أجل شروح البخاري ومن أجل تصانيف الحافظ وأشهرها وأكثرها نفعا. مطبوع في ثلاثة عشر جزءا.
16- لسان الميزان. يشتمل على تراجم من ليس في تهذيب الكمال من الميزان مع زيادات كثيرة جدا في أحوالهم من ناحية الجرح والتعديل، وأضاف أسماء رجال فاتت صاحب الميزان. مطبوع.
17- المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية. وهي ومسند ابن منيع ومسند ابن أبي شيبة ومسند عبد ابن حميد ومسند أبي أسامة ومسند، الطيالسي ومسند الحميدي ومسند ابن أبي عمر ومسند مسدد ثم أضاف إليها مسند إسحاق ابن راهويه. مطبوع.
18- نخبة الفكر وشرحها نزهة النظر. حوى على صغر حجمه كل أنواع علوم الحديث. طبع مرارا.
19- نزهة الألباب في الألقاب. مخطوط توجد منه نسخ كثيرة مخطوطة منها بدار الكتب نسختان تحت رقم 166، 336 مصطلح. ومنها نسخة بمكتبة الحرم المكي.
20- هدي الساري مقدمة فتح الباري تقع في مجلد ضخم وتشتمل على جميع مقاصد الشرح (فتح الباري) سوى الاستنباط. مطبوع.
وهما (أي النووي وابن حجر) يخالفان متكلمي الأشاعرة في مسائل عقدية أصولية.
فهذه الفروق الواسعة بينهما وبين الأشعرية، جعلت السلفيين من أئمة الدعوة السلفية في نجد والحجاز يستنكرون من يحكم عليهما بأنهما مبتدعان، وقد استنكروا موقف الحدادية، واشتد نكيرهم عليهم.
واستنكر عليهم العلامة الألباني أشد الاستنكار، ومن عباراته: "ليس كل من وقع في بدعة يكون مبتدعاً" ، فهو يعترف بأن النووي والحافظ ابن حجر قد وقعا في بدعة ، ولكنه لا يبدعهما، فهل هو متناقض؟ وهل من ناقشهما في أشعرياتهما، ولم يحكم عليهما بأنهما من المبتدعة يعتبر مبتدعاً؟ ولماذا لم ترمهم بالتناقض؟ أليس هذا من التناقض القائم على الهوى الذي يشبه أحكام اليهود في التفريق بين الضعفاء والأقوياء في الأحكام؟
ب- انظر إلى الحلبي يطلع على فجور الحدادية ولا ينكره عليهم، بل يحتج بهذا الفجور عليَّ، أليس هذا من مداهنة الظالمين، والبغي على الأبرياء؟
جـ- وأقول: لقد كنتُ مطلعاً أكثر من غيري على انحرافات الحدادية، وأنهم يقصدون بالتشدد في الطعن في ابن حجر والنووي الطعن في أئمة الدعوة، وعلى رأس أئمة الدعوة شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيم بالنسبة للنووي، والإمام محمد بن عبد الوهاب وأبناؤه وتلاميذه بالنسبة للنووي وابن حجر.
بل لقد طعن شيخ الحدادية في شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وابن أبي العز شارح "الطحاوية"، فتصدى ربيع للرد على ظلم وبغي هذا الحداد، ولم يرد عليه الحلبي بشيء ، لا هو، ولا حزبه.
وطعن الحداد في العلامة الألباني طعناً شديداً، وألّفَ في طعنه كتاباً ضخماً، لو طبع لخرج في ألف صحيفة، ولم يرد عليه الحلبي المتستر بالشيخ الألباني.
ولعل هذا الحلبي يفرح بهذه الطعون في السلفيين وأئمتهم، كما يفرح بطعون من هم شر من الحدادية في عداوة السلفيين وعلمائهم، كأبي الفتن والمغراوي وعرعور، الذين حاربوا السلفيين حربا ضروساً، وأسقطوا علماءهم لما ناصحوهم وطلبوا منهم الرجوع عن أصولهم وضلالاتهم المناهضة لمنهج السلف، واستمروا في هذا البغي وفي الدفاع عن أهل البدع والضلال، بما في ذلك وحدة الوجود والحلول ووحدة الأديان وحرية الأديان.
ولا ينكر عليهم هذا الحلبي وحزبه شيئاً، بل يدافعون عنهم وعن باطلهم، ويرون أنهم سلفيون، ومن يرد ضلالاتهم الكبرى من الغلاة، بل هم الغلاة، أليس هذا من البغي ومن أشنع أنواع التناقض الهادم للسلفية التي يدّعونها؟
ثم هل فَعَلَ ابن حجر والنووي مثل هذه الأفاعيل ونَشراها بقصد تمزيق السلفيين بها في أنحاء العالم كما يفعل حزب الحلبي؟، فما حكم مَنْ يؤويهم ويناصرهم ويشاركهم في الفتن ونشرها، وهل يُعد من التناقض أن يُطالَب من هذا واقعه بتبديع من هذا حالهم وهذه فتنتهم؟
ج– أنا أعتقد أن الذي يتولى ويوالي من يدعو إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان ومساواة الأديان، ويدافع عن هذه الضلالات، ويمدح رسالة تضمّنت هذه الضلالات، ويمدح من يؤيدها ويعتبرهم علماء ثقات، أعتبره أسوأ من الحدادية بمراحل، بل أسوأ من المعتزلة والخوارج.
د – أقول: انتقد ضلالات هذا الصنف بجد وصدق ولن تطالب بالتبديع، ولكن هيهات، إنك لن تجني من الشوك العنب، كيف ينتظر الإنصاف من ظالم دأبه الظلم ومساندة أهل الضلال والذب عنهم؟
ثامناً- قال الحلبي: "5- وأمَّا ما كان متعلقًا بشُعبة والأعمش فقد أقرَّ الشَّيخ ربيع المدخلي أنهم وقعوا في بِدع؛ فقال في الرَّد على «مجازفات الحداد» بالقول: «ثالثًا: قوله [محمود الحداد]: (ونقضه مصنفه بالرَّد علينا بِمذكرة بدَّع فيها شعبة والأعمش وطعن في سفيان الثَّوري، وأثبت فيها الثناء على أهل البدع).
أقول: ... فهذه المذكرة موجودة لم أطعن في سفيان الثوري -والعياذ بالله- وهو -ولله الحمد- من أعظم الأئمة عندي ويعلم الله حبِّي له وإكرامي له غير أن غُلوَّ هؤلاء جعلني أنقل ما قاله الشَّافعي وغيره في موقف سفيان من جابر الجعفي".
أقول:
1- إن محموداً الحداد مبتدع كذاب، ولا يعتمد على نقله إلا من هو على شاكلته، ومن فجوره أنه ألّف كتاباً سماه: "الخميس" أي الجيش المنظم، له قلب ومقدمة ومؤخرة وجناحان، بلغ هذا الكتاب حوالي أربعمائة صحيفة بخط اليد، لو طبع لبلغ ألف صحيفة، ملأه بالفجور والتجني على العلامة الألباني –رحمه الله-، فلم يحرك الحلبي ضده ساكناً، رغم تمسحه الكثير بالألباني، ويكثر جداً من قول: شيخنا، شيخنا.
وكذلك طعن عبد اللطيف باشميل في كتيب ملأه بالكذب والتحريف على الألباني والسلفيين، فرددتُ عليه بكتيب بيّنتُ فيه أكاذيبه وخياناته وظلمه للألباني والسلفيين، ولم يحرك الحلبي ضده ساكناً؛ لأنه لا يدافع ولا يحارب إلا عن نفسه الظالمة الجاهلة والباغية على السلفيين، ولا سيما ربيعا، فقد جعله هدفاً من أهدافه الشريرة الباغية، وما كانت ردوده على التكفيريين إلا لأغراض غير سلفية، وفي الغالب ما كانت إلا دفاعاً عن نفسه، فلا يصدق إن قال إنه يدافع عن المنهج السلفي وأهله، والدليل على ما أقول أنه صديق حميم لكثير من التكفيريين وأذنابهم ومن يدافع عنهم.
2- قوله: " وأمَّا الآخرون [يعني: شعبة والأعمش وغيرهما]([1]): فنقلتُ شهاداتِ الأئمة العُدول بأنهم وقعوا في بِدع، منها القَدَر، ومنها التشيُّع، ومنها الإرجاء، وتداولَها الأئمةُ العدول في دواوين الجرح والتعديل، وقد ذكرتُ في ترجمة كل واحد منهم مَن نسَبَه إلى البدعة، وذكرتُ المصادر أو المصدر في كل ترجمة، فكلامي موثَّق لا يستطيعون أن يُثبتوا عليَّ كلمةً رَميت فيها بريئًا».
نقول: تحت أي خانة شرعية يدخل هذا الإنكار من الشَّيخ الربيع لما هو ثابت عليه قطعا ؟
سؤال إجابته متروكة للقارئ المنصف !!!)).
أقول:
1- إن ما نسبه إليَّ الحداد والحلبي فقد فتشت عنه في مظانه من مؤلفاتي فلم أجده.
فعلى فرض أني قلته، فإن الذي أدين الله به في حياتي أن شعبة وسفيان الثوري من أئمة الإسلام الذين أحبهم في الله وأجلهم وأتقرب إلى الله بكل هذا.
وأما الأعمش فقد وقع –رحمه الله- في شيء من التشيع الذي لم يوقعه في بغض الصحابة ولا الطعن فيهم، وأما من نسبتم إليَّ أني قلت: إنهم وقعوا في القدر والإرجاء فسموهم لي وأعطوني نص كلامي فيهم لأحدد موقفي منهم.
2- ثم استمع إلى كلام شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- في "مجموع الفتاوى" (9/191-192)، حيث قال:
" وَكَثِيرٌ مِنْ مُجْتَهِدِي السَّلَفِ وَالْخَلَفِ قَدْ قَالُوا وَفَعَلُوا مَا هُوَ بِدْعَةٌ وَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ بِدْعَةٌ إمَّا لِأَحَادِيثَ ضَعِيفَةٍ ظَنُّوهَا صَحِيحَةً وَإِمَّا لِآيَاتِ فَهِمُوا مِنْهَا مَا لَمْ يُرَدْ مِنْهَا وَإِمَّا لِرَأْيٍ رَأَوْهُ وَفِي الْمَسْأَلَةِ نُصُوصٌ لَمْ تَبْلُغْهُمْ .
وَإِذَا اتَّقَى الرَّجُلُ رَبَّهُ مَا اسْتَطَاعَ دَخَلَ فِي قَوْلِهِ : { رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا } وَفِي الصَّحِيحِ أَنَّ اللَّهَ قَالَ : " قَدْ فَعَلْت " وَبَسْطُ هَذَا لَهُ مَوْضِعٌ آخَرُ ".
3- لقد نقلتَ عني في مقالك (ص15) أني قلتُ في شعبة:
" إن شعبة إمام كبير جدًّا بل أمير المؤمنين في الحديث وأفنى حياتَه في تعلُّمه وتعليمه ونقد رجاله، ويقوم بالرحلة الطويلة الشَّاقة في الحديث الواحد".
وهذا الذي أدين الله به في هذا الإمام سابقاً ولاحقاً، وإلى أن ألقى الله إن شاء الله.
4- وقول الحلبي: " نقول: تحت أي خانة شرعية يدخل هذا الإنكار من الشَّيخ الربيع لما هو ثابت عليه قطعا ؟
سؤال إجابته متروكة للقارئ المنصف !!!))".
أقول: وما هي أدلتك الواضحة التي بنيتَ عليها هذا القطع؟
وعهدي بك أنك تشكك في أخبار الثقات، حتى وصل بك الأمر إلى التشكيك في أخبار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا يشبه أساليب الروافض.
وتدّعي حب الصحابة واحترامهم، وترى أن الطعن فيهم من السني بأنهم غثاء لا يعتبر سباً حتى يتم الاتفاق عليه بأنه سب، فأي سفسطة هذه، وأي تناقض أسوأ من هذا التناقض المخزي؟، والذي جرّك إلى هذا التناقض إنما هو الهوى والتعصب الأعمى لمن يطعن فيهم، وغلوك في موالاته والدفاع عنه بالباطل.
ولا تقبل تبديع العلماء في أي شخص مبتدع إلا إذا قام الإجماع على هذا التبديع، وهذا من أصولك الهدامة، ثم في الوقت نفسه تقبل أخبار الشذاذ عن منهج السلف، وتبني عليها حكمك القاطع، فهل يوجد أسوأ من هذا التأصيل وهذا التناقض؟
ومع ذلك تدّعي السلفية، ثم تمدح رسالة تضمّنت وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان، وتشهد زوراً لا نظير له بأنها شارحة للإسلام، وتشهد للمئات الذين أيدوها من أهل الضلال من الروافض والخوارج والصوفية وغيرهم بأنهم علماء ثقات وولاة أمناء.
وتوالي وتعادي آخرين من أجل من يدعو إلى وحدة الأديان بكل صراحة، وتوالي من يدافع عن دعاة وحدة الأديان وأخوة الأديان.
وهذه مواقف منك تصادم الإسلام في صميمه: عقيدة وشريعة، ولم يصدر منك أي توبة.
ومع ذلك تدّعي أنك وأمثالك سلفيون.
فهل يوجد في الدنيا أسوأ وأقبح من هذا التناقض الفظيع؟
ثم ترجف على غيرك بأنه متناقض، ولعل من يتتبع كتاباتك قد يجدك من أكثر الناس تناقضاً، التناقض القائم على الجهل والهوى.

تاسعاً- قال الحلبي: " ونقول: بل تناقُض الشَّيخ ربيع المدخلي لم يقف عند هذا الحد!! بل تعدَّاه -كذلك- ليقع في إخبارِه عن حال نفسه وتأريخه، ومن أمثلة ذلك ما قرَّرناه في مقالنا: «(2) العبرة بنهاية الشَّيخ ربيع المدخلي (السلفية)! لا بنقص بدايته (الإخوانية)=(البدعية) !!! » حيث قلنا:
((تناقُض أقوال الشَّيخ ربيع السَّابقة، وشهادة أهل العلم عليه مع قولِه في هامش كتاب «انقضاض الشُّهب السلفيَّة» -المنقول سابقًا-: «ربيع لَم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنَّما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يُخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يُربُّوا شبابَهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع مَن ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم، وقد فعل مثل هذا بعضُ السَّلفيين، ومنهم الشَّيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتَّراجع؟!»!!".
أقول:
1- أؤكد لك ولأمثالك من أذناب الإخوان أنني لم أكن في يوم من الأيام إخوانياً قط، بل كنتُ ضد ما يظهرونه من أساليبهم السياسية، وأناصحهم بجد، وأدعوهم إلى منهج السلف، وما كانوا يظهرون أمامي بعض أساليبهم إلا في النادر من الأحوال، خوفاً من نقدي لهم ومهاجمتي لما يظهرونه من منهجهم، ولم أدعُ إلى شيء من منهجهم، بل كنتُ أحاربه وأمثاله في دروسي، وليس لي أي دعوة إلا إلى المنهج السلفي.
2- جعلتَ حرب ربيع شغلك الشاغل، مع انغماسك في الضلال، ودفاعك عن غلاة أهل الضلال وضلالاتهم، فأعمالك خطيرة جداً.
3- هات شهادة أهل العلم الثقات الذين يشهدون على ربيع بأنه متناقض؛ من أمثال أهل العلم حقاً؛ كابن باز والألباني وابن عثيمين والنجمي والفوزان واللحيدان، وغيرهم من أهل العلم والصدق، لا من غيرهم من أهل الأهواء والضلال؛ دعاة وحدة الأديان والمدافعين عنهم، فإن لم تأتِ بهذه الشهادات، فأنت من الأفاكين الفجار في الخصومة، الذين يشبهون غلاة الجهمية الذين يرون أن أهل السنة متناقضون، بل تمادى بهم الهوى والضلال إلى أن يدَّعوا أن في نصوص القرآن تناقضاً، وقد تصدى لإفكهم هذا أئمة الإسلام، وعلى رأسهم إمام أهل السنة أحمد بن حنبل، فهدم أباطيلهم، وبيّن جهلهم، انتصاراً للإسلام والقرآن، وكذلك فعل الإمام عثمان بن سعيد الدارمي، فهؤلاء هم سلف الحلبي.
وقول الحلبي: " حيث قلنا:
((تناقُض أقوال الشَّيخ ربيع السَّابقة، وشهادة أهل العلم عليه مع قولِه في هامش كتاب «انقضاض الشُّهب السلفيَّة» -المنقول سابقًا-: «ربيع لَم يكن إخوانيًّا قط (!)، وإنَّما مشى معهم(!) مدة بشرط أن يُخرجوا أهل البدع من صفوفهم (!)، وبشرط أن يُربُّوا شبابَهم على المنهج السلفي!! وكان (يمشي مع مَن ينتسبون إلى المنهج السلفي)، لا مع أهل البدع منهم، وقد فعل مثل هذا بعضُ السَّلفيين، ومنهم الشَّيخ الألباني (!)، فهل تقول يا عدنان: إن الألباني كان إخوانيًّا أو في الإخوان؟! وهل تطالبه بالتَّراجع؟!»!!".
أقول: ولله الحمد لم أكن إخوانياً قط، وما مشيتُ معهم إلا بشروط: أن يربوا شبابهم في العالم على المنهج السلفي، كما في النص الذي نقلته عني، وأن يُطهِّروا صفوفهم من أهل الضلال، وظللتُ ألحُّ عليهم في تطبيق هذه الشروط، صابراً عليهم سنوات، أقل من صبري على الحلبي المتلون، ثم تركتهم لله -عز وجل-.
فإن حكمتَ عليَّ بالتناقض، فاحكم على الشيخ الألباني الذي مشى معهم طويلاً لإصلاحهم، فلم يتركهم حتى تركوه، وإلا فأنت من أشد الناس تناقضاً، وكم لك من التناقضات المدمرة.
إنَّ هذا الحلبي المتلون والمتناقض من أشد الناس سيراً على منهج الإخوان وأصولهم، ومن ذلك سيره على المنهج الواسع الأفيح الذي يسع أهل السنة والأمة كلها، وقد طبّق هذا المنهج لواسع على دعاة وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان ومؤيديها.
بل زاد عليهم أصولاً مضادة للمنهج السلفي لا توجد عندهم.
وسيأتي ذكر مؤلفاتي التي انتقدتُ فيها الإخوان وزعماءهم، تلك المؤلفات التي أقضّت مضاجعهم، وهتكتْ أستارهم وأستار من يدافع عنهم من حزب الحلبي، الذين يؤيدهم الحلبي في الدفاع عن الإخوان وعن ضلالاتهم، ومنها دعوة رؤسائهم إلى وحدة الأديان وأخوة الأديان وحرية الأديان.
كتبه
ربيع بن هادي عمير المدخلي
5/7/1434هـ


[1] - ما بين القوسين من وضع الحلبي.
منقول

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 May 2013, 10:06 AM
أبو حفص محمد ضيف الله أبو حفص محمد ضيف الله غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
المشاركات: 435
افتراضي

بارك الله فيك أخي مهدي .
وحفظ الله العلامة ربيع المدخلي ووقانا الله شر أهل البدع والمبتدعين .
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 21 May 2013, 10:44 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله في عمر شيخ الحديث وحفظه
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 31 May 2013, 03:31 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزى الله العلامة المحدث ربيع بن هادي خير الجزاء، وبارك له عمره، وعلمه، وعمله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013