منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02 Oct 2017, 10:11 PM
عز الدين بن سالم أبو زخار عز الدين بن سالم أبو زخار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2015
الدولة: ليبيا
المشاركات: 548
افتراضي هلموا إلى حاجتكم هلموا إلى بغيتكم

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على نبينا محمد خير من علم وتعلم وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد:
فما أحوج بني آدم لمثل هذا النداء ومثل هذه الدعوة، هذا نداء بعض الملائكة بعضا، دعوة لمجالس الذكر ورياض الصالحين وحلق المعلمين والمتعلمين، دعوة فيها خيرات عظيمة وفوائد جليلة، دعوة فهي حياة القلوب وزيادة الإيمان وتزكية النفوس، دعوة للجد في الطلب والسعي في تحصيل العلم، دعوة فيها تعلم الأدب وحسن السمت والعلم، فما أحوجنا لمثل هذه الدعوة: (هلموا إلى حاجتكم هلموا إلى بغيتكم).
أخرج البخاري واللفظ له ومسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن لله ملائكة يطوفون في الطرق، يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا هلموا إلى حاجتكم.
قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا.
قال: فيسألهم ربهم وهو أعلم منهم ما يقول عبادي.
قالوا: يقولون: يسبحونك، ويكبرونك، ويحمدونك ويمجدونك.
قال: فيقول: هل رأوني؟
قال: فيقولون: لا والله ما رأوك.
قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟
قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيدا، وأكثر لك تسبيحا.
قال: يقول: فما يسألوني؟
قال: يسألونك الجنة.
قال: يقول: وهل رأوها؟
قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها.
قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟
قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصا، وأشد لها طلبا، وأعظم فيها رغبة.
قال: فمم يتعوذون؟
قال: يقولون: من النار.
قال: يقول: وهل رأوها؟
قال: يقولون: لا والله ما رأوها.
قال: يقول: فكيف لو رأوها؟
قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فرارا، وأشد لها مخافة.
قال: فيقول: فأشهدكم أنى قد غفرت لهم.
قال: يقول: ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة.
قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم)).
في رواية عند أحمد والترمذي وصححها الإمام الألباني: (هلموا إلى بغيتكم).
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وفي الحديث فضل مجالس الذكر والذاكرين وفضل الاجتماع علي ذلك، وأن جليسهم يندرج معهم في جميع ما يتفضل الله تعالى به عليهم إكراما لهم ولو لم يشاركهم في أصل الذكر، وفيه محبة الملائكة بني آدم واعتناؤهم بهم)) اهـ.
هلموا إلى حاجتكم، هلموا إلى بغيتكم إخواني المسلمين، فمجلس الذكر روضة من رياض الجنة في الدنيا، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)).
قالوا: وما رياض الجنة؟
قال: ((حلق الذكر)). أخرجه أحمد والترمذي وأبو يعلى والبزار والبيهقي في ((شعب الإيمان)) وحسنه الإمام الألباني.
فلمجالس الذكر وحلق العلم فوائد عظيمة وثمرات جليلة، منها:
1) تحضرها الملائكة بعد التماسهم لها.
2) محبة الملائكة للجالسين في حلق الذكر والعلم واعتناؤهم بهم.
3) فضيلة مجالسة الصالحين وأن الجليس الصالح ربما يعم الله سبحانه وتعالى بجليسه رحمته.
4) لا يشقى جليسهم ويسعد.
5) غفران الذنوب حتى لمن جاء لحاجة.
6) تبديل السيئات حسنات، جاء عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله عز وجل لا يريدون بذلك إلا وجهه إلا ناداهم مناد من السماء أن قوموا مغفورا لكم قد بدلت سيئاتكم حسنات)). أخرجه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في ((الأوسط)) وأبو نعيم في ((الحلية)) وصححه الإمام الألباني.
7) دخول الجنة، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: ما غنيمة مجالس الذكر؟
قال: ((غنيمة مجالس الذكر الجنة)). أخرجه أحمد والطبراني في ((الكبير)) وحسنه الإمام الألباني.
8) يسهل الله له الطريق إلى الجنة.
9) تحفها الملائكة.
10) تغشاها الرحمة.
11) تنزل السكينة.
12) ذكر الله لهم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)). أخرج مسلم.
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في ((شرح رياض الصالحين)): ((السكينة هي طمأنينة القلب وخشوعه وإنابته إلى الله عز وجل وتغشاهم الرحمة أي تحيط بهم من كل جانب فيكونون أقرب إلى رحمة الله عز وجل وحفتهم الملائكة أي كانوا حولهم يحفون بهم إكراما لهم ورضا بما فعلوا وذكرهم الله فيمن عنده أي في الملأ الأعلى وقد مر علينا أن الله تعالى قال من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم)) اهـ.
13) يباهي الله عز وجل بهم الملائكة، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج معاوية رضي الله عنه على حلقة في المسجد، فقال: ما أجلسكم؟
قالوا: جلسنا نذكر الله.
قال: آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟
قالوا: ما أجلسنا إلا ذاك.
قال: أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم وما كان أحد بمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه وسلم أقل عنه حديثا مني إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على حلقة من أصحابه فقال: ((ما أجلسكم؟))
قالوا: جلسنا نذكر الله ونحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا.
قال: ((آلله ما أجلسكم إلا ذاك؟))
قالوا: والله ما أجلسنا إلا ذاك.
قال: ((أما إني لم أستحلفكم تهمة لكم ولكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله يباهي بكم الملائكة)). أخرجه مسلم.
14) تضع الملائكة أجنحتها لطالب العلم خاصة، فعن زر بن حبيش، قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي، فقال: ما جاء بك ؟
فقلت ابتغاء العلم، قال: فإن الملائكة تضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يطلب. أخرجه أحمد والترمذي والنسائي موقوفا وحسنه الإمام الألباني، ورفعه أحمد وابن ماجة وابن حبان وصححه الإمام الألباني.
قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في ((مـرحبا يا طالـب العلـم)): ((والملائكـة تضـع أجنحتـها رضًـا لطـالب العلـم الملائكـة مـا تضـع أجنـحتها: لا للـملوك، ولا للـتجار، ولا لطـلاب الـدنيا، ولا لغيـرهم، ولا حـتى للـعُبَّاد، ولا للصالحـين، حتـى للمجاهـدين مـا تضـع أجنـحتها، بـل تـضع أجنـحتها لطالـب الـعلم، هـذا تكـريم مـن اللّه تبـارك وتـعالى لطـلاب العـلم، وتشجـيع لهـم، ولا نستبـعد ذلـك، فـإن للمـلائكة بأمـر اللّه عنايـة للمـؤمنين)) اهـ.
15) ترفع مكانتهم في الجنة.
16) تبيض وجوههم وتنور.
17) توضع لهم منابر اللؤلؤ.
18) يغبطهم النبيون والشهداء والناس، فعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((عن يمين الرحمن وكلتا يديه يمين رجال ليسوا بأنبياء ولا شهداء يغشى بياض وجوههم نظر الناظرين يغبطهم النبيون والشهداء بمقعدهم وقربهم من الله عز وجل)).
قيل يا رسول الله: من هم؟
قال: ((هم جماع من نوازع القبائل يجتمعون على ذكر الله فينتقون أطايب الكلام كما ينتقي آكل التمر أطايبه)). أخرجه الطبراني في ((الكبير)) وحسنه الإمام الألباني.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليبعثن الله أقواما يوم القيامة في وجوههم النور على منابر اللؤلؤ يغبطهم الناس ليسوا بأنبياء ولا شهداء)).
قال: فجثى أعرابي على ركبتيه فقال يا رسول الله جلهم لنا نعرفهم.
قال: ((هم المتحابون في الله من قبائل شتى وبلاد شتى يجتمعون على ذكر الله يذكرونه)). أخرجه الطبراني في ((الكبير)) وحسنه الإمام الألباني.
19) تؤمِّن صاحبها من الحسرة والندامة يوم القيامة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من قعد مقعدا لم يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة، ومن اضطجع مضجعا، لا يذكر الله فيه كانت عليه من الله ترة)). أخرجه أبو داود والنسائي في ((الكبرى)) والطبراني في ((مسند الشاميين)) وصححه الإمام الألباني.
20) تعلم الأدب وحسن السمت.
21) تعلم العلم وتحصيل الفوائد والدرر.
22) رفع الجهل عن نفس.
23) التعرف على أهل الخير، ومعرفتهم لك.
24) عبادة الله على بصيرة.
25) تصحيح الاعتقاد.
26) زيادة الإيمان.
هذه جملة من فوائد وثمرات حلق العلم ومجالس الذكر، أحببت التذكير بها لرفع الهمم، ولمن أراد الوقوف على فوائد الذكر خاصة فعليه بكتاب ابن القيم ((الوابل الصيب)) ذكر ما يقرب على السبعين فائدة للذكر.
فهلموا إلى حاجتكم هلموا إلى بغيتكم، إلى هذه الخيرات العظيمة والفوائد الجليلة، ما بال البعض يتأخرون وهم من هذا المجالس قريبون، ومع توفر المواصلات، فنحن المسلمون في أمس الحاجة إلى الذكر والتذكير من حاجة الملائكة الكرام.
وأختم بقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في ((فتح الباري)): ((وقيل انه يؤخذ من هذا الحديث إن الذكر الحاصل من بني ادم أعلى وأشرف من الذكر الحاصل من الملائكة لحصول ذكر الآدميين مع كثرة الشواغل ووجود الصوارف وصدوره في عالم الغيب بخلاف الملائكة في ذلك كله)) اهـ.
هذا والله أعلم وبالله التوفيق وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
كتبه
عزالدين بن سالم بن الصادق أبوزخار
طرابلس الغرب: يوم الخميس 8 المحرم سنة 1439 هـ
الموافق لـ: 28 سبتمبر سنة 2017 ف

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مجالس الذكر, تزكية


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013