رد شبهة أن هناك من الأمور الثانوية لا يرشد اليها في هذه المرحلة للشيخ رسلان
...قد يقول كثير من المسلمين إن هذه الأمور لا نحتاجها ألان أصالة بل نحتاج ما هو أكبر من هذا وأجل
والحق أننا لا نتعامل مع الأمر والنهي هذا التعامل فالكل صادر عن الله عز وجل أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم فينظر إلى الأمر الناهي ولا يتوقف عند حدود الأمر والنهي فما دام قد أمر فلابد من الأخذ به وكذلك مادام قد نهى فلابد من الانتهاء عنه
ثم إن هذه حجت داحضة لأنهم يقولون إن المسلمين يعانون يقتلون هنا وهنالك يعذبون يشردون يدمرون والجواب من أيسر ما يكون فانه يقال لهم ما مرت الأمة الإسلامية في عصر من عصورها بمرحلة هي أخطر من المرحلة النبوية فان النبي صلى الله عليه وسلم مثلا في بدر إذ أخذ ينادي ربه جلا وعلا يقول اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض بعدها فكانوا في موقف حرج فعلا حتى إن الرسول صلى الله عليه وسلم ليقول هذا الكلام إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض يعني أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين وكذلك ما وقع في أحد فان النبي أوذي وطاله الإيذاء في بدنه صلى الله عليه وسلم بل أشاع المشركون أن محمدا قد قتل ودخل هذا بيأس عظيم على كثير من قلوب الصحابة رضي الله عنهم أجمعين....
وقد وقعت أمور كثيرة جدا قتل من قتل وشرد من شرد وعذب من عذب فلم تكن مرحلة من المراحل قط هي أصعب وأعسر من الفترة النبوية فمن قال إننا اليوم نعاني ما نعاني وهذا الذي ترشدوننا إليه لا نحتاجه ألآن بل هو من الأمور الثانوية التي لا ينبغي أن يرشد إليها ولا أن يدل عليها فيقال له في هذه المرحلة النبوية وقع هذا البيان لأن هذه الأحاديث قيلت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أم بعد عهده؟ هو الذي قالها إذن قالها في هذه المرحلة الخطرة فاتسعت تلك المرحلة ليقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الكلام وأن يرشد إليه مع ما كان فيها من الخطورة إذن كل كلام يأتي بعد فانه مردود على من أتى به.
شيء أخر أننا إذا أردنا النصر حقا فعلينا أن نطيع الله وأن نطيع رسوله صلى الله عليه وسلم لا أن نتحلل من الأوامر والنواهي لا أن نعصي الله ورسوله ثم نبتغي بعد ذلك النصر بل إن هذا هو الذي يعجل بالهزيمة وهذا أمر أيضا لا يمكن أن ينكر فإن الصحابة رضي الله عنهم لما خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم في أحد وقع ما وقع وهم أصحاب رسول الله وكانوا يتعجبون عجبا عظيما جدا يقولون سبحان الله ألسنا بالمسلمين أليسوا بالكافرين فكيف وقع هذا؟ وبين الله تبارك وتعالى أن هذا الذي أصابهم هو من عند أنفسهم لأنهم خالفوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم فهذا أمر واحد لما خولف وقع ما وقع......
تفريغ درس لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان بعنوان أداب اللباس
التعديل الأخير تم بواسطة أبوعلي محمد عبداللاوي ; 28 Aug 2014 الساعة 11:32 AM
|