[مفرغ] كلام العلامة صالح السحيمي في درسه يوم 21 جمادى الأولى 1435هـ عن بدعة السبحة ومسألة تسوية الصف

[أبو عبد الرحمن أسامة]

كلام الشَّيخ العلاَّمة صالح السُّحَيْمِيّ في درسه يوم 21 جمادى الأولى 1435هـ

عن بدعة السّبحة ومسألة تسوية الصّفّ

التّفريغ:

إنّ الحمد لله نحمدُهُ ونستعينهُ ونستغفرُهُ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يّهده الله فلا مُضلَّ له، ومن يُّضلِل فلا هاديَ لهُ، وأشهدُ أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريكَ له، وأشهد أن محمدا عبده ورسولُهُ صلّى الله وسلّم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين من تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.

وبعد:

قبل أن نبدأ درسنا في كتاب "فضل الإسلام" للشّيخ الهُمَام شيخ الإسلام الإمام: مُحمّد بن عبد الوهّاب –رحمهُ الله تعالى-؛ قبل ذلكَ أُنبِّه على مسألتين طالما نبّهنا عليهما كثيرًا:

• المسألة الأولى:

استعمالُ هذه الخرزات والسّبح التي فيها أذى للمُصلِّين عندما تُفرش على الأرض فتُعرْقِلُ سيْرَهُم أو تلتصقُ بأرجلهم فربّما أدّت إلى سقوط بعض الماشين، علمًا بأنّ هذه السُّبَح لا أصل لها في دين الله عزّ وجلّ، ربّما كانت مبنيّة على أصل هندوسيّ أو كنسيّ، ولا أصل لها في الدِّين، ولم تكُن موجودة في عهد النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- ولا في عهد أصحابه الكرام، ومن أراد أن يَعُدّ التسبيح والتّكبير والتّهليل والتّحميد فَلْيَعُدَّ بيدَيْهِ ما تقول أمّنا أمّ المؤمنين –رضي الله عنها وأرضاها وأخزى الله من أبغضها وقلاها- تقول: (كان رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم- يعقدُ التّسبيح بيمينه)، وإن كان المقصود العدّ فتعُدّ بيدك، علمًا بأنّ العَدَّ لا يُشرع في كُلِّ وقتٍ ولا يلزمك أن تعدَّ في كلّ وقت، هو المقصود ما بعد الصّلوات تُسبِّح ثلاثًا وثلاثين أو عشرَا أو إحدى عشر أو خمسًا وعشرين على حسب ما وَرَد وتُكبّر وتحمد مثل ذلك، وأمّا أن تُعلِّق نفسك بالعدّ في كلّ وقت فهذا أمرٌ خلافُ السّنّة، بلْ يُخشى أنّ استخدام هذه الخرزات من البدع التي قد تُؤثّر على قَبول العمل؛ وقد قال رسول الله –صلّى الله عليه وسلّم-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ).

والآن جاءونا بشيءٍ جديدٍ (السّبحة الإلكترونيَّة!) تضغطلك ضغطة وما شاء الله تسبّح مليون مرّة! من الذي قال لك؟! هذا لعب؛ هذا لعبٌ ليس من دينِ الله، تسبيحًا تجلس وتُسبِّح وتُكبِّر وتُهلِّل بهودءٍ وخشوعٍ، ليس المُرادُ أن تضغط على زرّ وتُسبِّح مليون تسبيحة ولاّ ترلْيون تسبيحة! هذا كُلّه عَبَثٌ واستهزاءٌ بالدِّين لا يصلح هذا الكلام.

• المسألة الثّانية يا إخواني:

بعض النَّاس قد يفهمُ مسألةَ تسوية الصّفّ وإلصاق الكعب بالكعب قد يفهمه أنْ تضع أصابعَكَ على أصابع أخيكَ وأنت تُلاحقه وربّما سبَّب له حركةً أو إيذاءً أو حساسيّةً في رجله؛ أقول: هذا ليس هُوَ المُراد مِنْ تسوية الصّف، إنّما إذا أردتَّ أن تضبطَ ذلكَ فضعِ المنكب على المنكب تمامًا لكن البعض يُلاحق أخاه بأصابعه وهُوَ قد فاته بمنكبه إمّا أن يتقدّم وإمّا أن يتأخّر؛ لأنّ الرِّجْلَيْن ليست في طول بعضها، فلا أظنّ هذا من السُّنّة ولا إخالهُ من السّنّة، ولكنّ بعض النّاس يفهم التّطبيق تطبيقًا خاطئًا فيقع في أمور حتّى إنّه يضعُ رجله على رجل أخيه! أو يُتابعه حتّى ربّما سبَّب له حكّة أو حساسيّة في رجله ليس هذا من السُّنّة، المقصود: إذا أردتَّ أن تضبط تسوية الصّفّ ويكون الكعب موازيًا للكعب -ليس الأصابع موازية للأصابع- إذا أردت أن يكون الكعب موازيًا للكعب فاجْعَل منكبك على منكب أخيك هذا هو المقصود، هذا هو المراد وليس المراد أن تشتغل بأصابعك طول الصّلاة وأنت تُلاحقه كلّما تأخرّ عنك لحقته بأصابعك لا؛ ليس هذا من السُّنّة، بل ليس هذا هُوَ تطبيق السُّنّة أبدًا.

إنّما المُرادُ يا عبد الله إذا أردتَّ أن يكون الكعب موازيًا للكعب فَضَعْ على منكب أخيك، هذا هُوَ الذي يضبطُ الصّفّ ضبطًا جيِّدًا، أمّا الطّريقة التي يفعلها البعض وهو أنّه يفتح رجليه كثيرًا حتّى يُضيِّق على أخيه لا هذا لا يُؤدِّي إلى تسوية الصّفّ بل لا علاقة بهذه السُّنّة، فتنبّهوا لهذا وفّقني الله وإيَّاكُم لكُلِّ خيرٍ.اهـ (1)

فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة

28 / جمادى الأولى / 1435هـ

(للتحميل)

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) من شرحِ فضيلة الشّيخ العلاّمة: صالح بن سعد السّحيميّ -حَفِظَهُ اللهُ- لـ: (كتاب فضل الإسلام / الدَّرس السَّابع / باب وجوب الدُّخول في الإسلام كلّه وترك ما سواه) يوم: 21 / جمادى الأولى / 1435هـ، بالمسجد النّبويّ ..

[أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي]

جزاك الله خيرا

[يوسف صفصاف]

بارك الله فيك