منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 13 Oct 2015, 11:23 AM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي إلى المهلوسين بحب الهجرة إلى فرنسا

بسم الله الرحمن الرحيم

إلى المهلوسين بحب السفر و الإقامة بفرنسا.



إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
أما بعد :

بعض الشباب أصبح همه الوحيد الهروب من البلاد ، ووجهته المقصودة إلى الغرب الكافر ، ونخص بالذكر بعض الشباب الجزائري اليوم ، سحرتهم فرنسا بلاد الجن كما يقولون ، فأصبح كمجنون ليلي مهلوس بحب فرنسا ، فلربما ضيع دينه ودنياه وشرفه وعرضه من أجل أن يصل إلى تلك الرقعة التي يعتقد أن مكمن السعادة فيها ، والحياة الرغدة الهنيئة في أرجاء حدائقها ومبانيها ، ومن لم يرى برج إيفل فاته نصف عمره كما يقولون ، أصبح يلهث من أجل أن يتزوج ببنت عربية تقطن فرنسا أو فرنسية الأصل ، يوافق على جميع شروطها ولو على حساب دينه ، ومنهم من تنصر - والعياذ بالله - وعلق الصليب على صدره ، خسر الدنيا والآخرة من أجل الجنسية الكافرة ، أخرج مسلم فى صحيحه من حديث ابى هريره رضى الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "بادروا بالاعمال فتنا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنا ويمسى كافرا او يمسى مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا.
وقداخرج ابن ابى الدنيا فى "ذم الدنيا" ان عبدالرحمن بن زيد بن اسلم قال "الخاسر من عمر دنياه بخراب اخرته والخاسر من استصلح معاشه بفساد دينه والمغبون حظا من رضى بالدنيا من الأخره".
بعض الشباب المهلوس بحب السفر إلى فرنسا لا ينام و لا يستيقظ إلا بذكرها ، بل وصل الأمر لتفضيلها على بلده ، وما من أمر إلا ويقيسه عليها ، معجب بها لدرجة الثمالة ، يقطع الفيافي والغفار والبحار للوصول إلى معشوقته باريس، وربما يموت من أجلها وتأكله الأسماك والحيتان وتتلاشا الأحلام ، أحرق قلبه شوقا ومات غرقا . – أسأل الله لي ولكم العافية -
وللأسف الشديد أن بعض المستقيمين كذلك مازال يذهب إلى تلك البلاد أو يعيش فيها بحجة – لقمة العيش – لم يذهب من أجل الدعوة ولا من أجل التطبب ولا من اجل طلب العلم الذي لا يوجد في بلده ، حجته الضعيفة تحصيل الرزق لأن المال هنا لا يكفي ومتطلبات الحياة تقتضي ذلك.
وهذا هو ضعف اليقين والتوكل على رب العالمين ، قال تعالى : {وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ}. وتَعجب أن يكون الأعرابي أفقه من هؤلاء ، عندما تليت عليه هذه الأيات وما بعدها في قوله تعالى: {فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون }، فصاح وقال : يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف ، لم يصدقوه بقوله حتى ألجئوه إلى اليمين ، قالها ثلاثا ، وخرجت معها نفسه .
ألم يعلم أن الرزق مكتوب وهو من علم الغيوب ومفاتيحه، وهي من الأمور التي استأثر الله تعالى بها واختص بها نفسه ، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي أنه قال: مفاتح الغيب خمس ثم قرأ الآية: (إنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا في الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ‏. [رواه البخاري (4261)]
ماذا يريد هؤلاء الشباب من السفر إلى تلك البلاد ؟؟
الجواب يعرفه الجميع ، العيش في سعادة وضمان المستقبل الزاهر والمال الوافر المتمثل في الملبس والمأكل والمسكن والمركب .
ولكن كثير من هؤلاء الشباب لم يجدوا هذه السعادة بل وجدوا مرتع الفساد خصبا فخاض فيه بالملهيات والمسكرات و المخدرات في الحانات والبارات وتحت السكك و أنفاق القطارات ، هرب من ضيق العيش فوقع في ضنك العيش ، فلا المستقبل ضمن ولا المال حصل ، بل رجع إلى بلده في صندوق مغلق بإحكام ودفن في نفس المكان الذي فر منه.
وإن وجد العمل فسيعمل كالألة من قبل طلوع الفجر إلى غروب الشمس لا يذوق الراحة ولا السعادة ، العائلة لا يراها إلا بالسبت والأحد ، وعند دخول المنزل لا يسأل أحد عن أحد ، المرأة في العمل و الأولاد في الخارج و الأب المسكين أرهقه التعب فيخلد إلى السبات والنوم.
وإذا تزوج وحصَّل المال ، فلا تسأل عن حقوق المرأة في فرنسا ، تطردك من البيت إن تقطعت الشعرة ، وأما البنات ففي الشوارع متسكعات متبرجات مع الأخدان ، يراها ولا يستطيع الكلام ، وإن تكلم فقد انتهك حرمة حقوق الإنسان.
وأما بعض الأولاد فلم يبقى لهم من الإسلام والوطنية إلا الإسم وبطاقة الهوية ، فلا صلاة و لا صيام ، و نسي حتى النطق بالعربية لا يستطيع ربط الكلمات وكأنه من مسلمي الجاليات .
بعد هذا هل يعقل أن تذهب بأولادك إلى بلاد الكفر وتقول سأربيهم التربية الإسلامية ، نعم يوجد مساجد ويوجد المسلمين لا ننكر ذلك، ويوجد خدمات متطورة ورفاهية كبيرة، ولكن هل تأمن أن يخرج أبنك إلى الشارع ولا يفتن !؟، هل تأمن عليه من المدرسة التي تعلمه العلمانية وكراهية المسلمين !؟،هل تأمن عليه أهل الأهواء والبدع كجماعة التبليغ و الشيعة الرافضة !؟، هل تأمن عليه أن يصاحب اليهود والنصارى المشركين !؟ نحن في بلاد المسلمين ونرى العجب العجاب فما بالك ببلد الجن والشياطين.
نقول لهؤلاء المهلوسين بحب السفر والإقامة بفرنسا لن تنالوا السعادة المطلوبة إلا بتحقيق التقوى واتباع النبي صلى الله عليه وسلم الذي تبرأ ممن يسكن مع المشركين ، قال صلى الله عليه وسلم : (أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين) رواه أبو داود (2645) وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى ناصحا لمثل هؤلاء: ...وأفيدك بأن الإقامة في بلد يظهر فيها الشرك والكفر، ودين النصارى وغيرهم من الكفرة لا تجوز، سواء كانت الإقامة بينهم للعمل أو للتجارة أو للدراسة، أو غير ذلك؛ لقول الله تعالى إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا * إِلا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا * فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا[سورة النساء الآيات 97 – 99.]، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنا بريء من كل مسلم يقيم بين أظهر المشركين)) ، وهذه الإقامة لا تصدر عن قلب عرف حقيقة الإسلام والإيمان، وعرف ما يجب من حق الله في الإسلام على المسلمين، ورضي بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً. فإن الرضا بذلك يتضمن من محبة الله، وإيثار مرضاته، والغيرة لدينه، والانحياز إلى أوليائه ما يوجب البراءة التامة والتباعد كل التباعد من الكفرة وبلادهم، بل نفس الإيمان المطلق في الكتاب والسنة، لا يجتمع مع هذه المنكرات....إهـ. [ فتوى بعنوان لا تجوز الإقامة في بلد يظهر فيه الشرك والكفر إلا للدعوة إلى الله – موقع الشيخ ابن باز- ].
وأما الشيخ ابن عثيمن فوضع لها شروطا وأساسا : قال رحمه الله تعالى :
الشرط الاول :- ان يكون عند الانسان علم يدفع به الشبهات
الشرط الثاني :- ان يكون عنده دين يمنعه من الشهوات
الشرط الثالث :- ان يكون محتاجا لذلك
فإن لم تتم هذه الشروط فإنه لايجوز له السفر لبلاد الكفار لما في ذلك من الفتنة او الخوف من الفتنة وفيه إضاعة للمال لان الانسان ينفق اموالا كثيرة في هذه الاسفار.
اما إذا دعت الحاجة إلى ذلك لعلاج او تلقي علم لايوجد في بلده وكان عنده علم ودين على ماوصفنا فهذا لابأس به.
واما السفر للسياحة في بلاد الكفر فهذا ليس بحاجة ، وبإمكانه ان يذهب إلى بلاد إسلاميه يحافظ اهلها على شعائر الاسلام ، وبلادنا الان ولله الحمد أصبحت بلاد سياحية في بعض المناطق فبإمكانه ان يذهب إليها ويقضي زمن إجازته فيها.
واما الاقامة في بلاد الكفار فإن خطرها عظيم على دين المسلم ، وأخلاقه ، وسلوكه ، وادبه ، وقد شاهدنا وغيرنا انحراف كثير ممن أقاموا هناك فرجعوا بغير ماذهبوا به ، رجعوا فساقا ، وبعضهم رجع مرتدا عن دينه وكافرا به وبسائر الاديان والعياذ بالله ، حتى صاروا إلى الجحود المطلق والاستهزاء بالدين وأهله السابقين منهم واللاحقين ، ولهذا كان ينبغي بل يتعين التحفظ من ذلك ووضع الشروط التي تمنع من الهوى في تلك المهالك .إهـ [فتاوي اركان الاسلام للشيخ بن عثيمين 184-185].
وفي هذا الزمن أصبح السفر عكسيا لدى بعض المسلمين من بلد الإسلام إلى بلد الكفر ، وأما عند إسلام الكافر فتجده يبحث عن بلد مسلم يهاجر إليه و يؤويه لأنه عرف حقيقة الإسلام وحقيقة الكفر ففر بدينه ونفسه وعرضه ليصونهم عن كل ما يخدشهمالله أكبر-
وما أجمل تغريدة شيخنا خالد التي عنون لها بـ: تفكَّر في هذه وانطرح بين يدي الله تعالى تسأله الهداية والتَّوفيق:
قال : من أشدِّ ما يؤثِّر فيَّ وأبقى بعده متفكِّرًا متحيِّرًا أن ألتقي بإخواننا المسلمين من الفرنسيِّين والبريطانيِّين وغيرهم، شبابٌ يافِع، وزهرة دنيا مقبلة، يلقونَها وراء أظهروهم فيسلمون، ويهاجرون إلى بلاد الإسلام على ما في أكثرها من الضَّعف والفساد، ويجتهدون في تعلم اللُّغة العربية، ويعانون من تصرُّفات بعض المسليمن الأَمَرَّين، ثمَّ هم صابرون محتسبون، يلهجون بحمد الله الَّذي هداهم للإسلام، وشَرَحَ به صدورهم.
في الجهة المقابلة شبابٌ مسلم، تربَّوا في أحضان الإسلام، لكن تعلَّقت قلوبهم بالكفرة من الغربيِّين، واحترقت أكبادهم شوقًا إلى مساكنتهم، صفتهم الجهل بالدِّين، وحرفتهم ضياع الأعمار في اللَّعب واللهو، ومفاخرتهم في المجاهرة بالمعاصي، وأمَّا زهادتهم في لغتهم العربيَّة فلا يبلغها الوصف.
أفيبقى لذي لُبٍّ بعد هذا أنَّ الهدى هدى الله يهدي به من يشاء؟!إهـ.
فهذه موعظة وذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
أسأل الله أن يهدي شباب المسلمين ويجنبهم الفتن ماظهر منها وما بطن ويردهم إلى الإستقامة و بلدانهم ردا جميلا.


كتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
يوم الثلاثاء 29 ذو الحجة 1436 هجري


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد السلام جابر البسكري ; 14 Oct 2015 الساعة 04:49 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 13 Oct 2015, 09:01 PM
محمد طه محدة السوفي محمد طه محدة السوفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2015
المشاركات: 180
افتراضي

بارك الله فيك اخي على التنبيه و نسال الله السلامة من هذا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 13 Oct 2015, 09:30 PM
خالد اليوسفي خالد اليوسفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 69
افتراضي

مقال طيب أخي بارك الله فيك لكن لي ملاحظة ألا وهي قولك الهجرة وهوخطأ والصواب قول سفر ، لأن الهجرة تكون بالسفر من بلد الكفر إلى بلد الإسلام وليس العكس مستفاد من أحد مشايخنا السلفيين
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 13 Oct 2015, 11:27 PM
أبو عبد السلام جابر البسكري أبو عبد السلام جابر البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
المشاركات: 1,229
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد السلام جابر البسكري
افتراضي

جزاكما الله خيرا على المرور أخي محمد و خالد وشكرا على التنبيه
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, أخلاق, تزكية, دعوة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013