منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08 Dec 2009, 06:13 PM
أبو سهيل كمال زيادي أبو سهيل كمال زيادي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
الدولة: قسنطينة
المشاركات: 147
افتراضي تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ....

بسم الله الرحمن الرحيم


تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة ....


باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا


وقوله تعالى :(( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفُ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) [ هود : 15- 16 ] .
في الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كان في الحراسة وإن كان في الساقة كان في الساقة إن استأذن لم يؤذن له وإن شفع لم يشفع " (1) .


الشرح :

لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي حفظه الله


وأقول : قوله : " باب من الشرك إرادة الإنسان بعمله الدنيا " فإن هذا النوع من أنواع الشرك أي يريد الإنسان بعمل من اعمال الآخرة يريد به الدنيا فقط , وقد استدل المؤلف على ذلك بقوله تعالى في سورة هود آية 15 :(( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفُ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون )) دلُت هذه الآية على أن من أراد بعمله الدنيا فقط ؛ بأن ذلك يكون ردة ؛ نسأل الله العفو والعافية ؛ وهو يعتبر من الشرك الأكبر ؛ لقوله تعالى :(( أولئك ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون )) .وهذا الوعيد إنما يكون لمن يشرك بالله شركا أكبر , ويترتب عليه حبوط العمل , ودخول النار والخلود فيها . أما من قصد الدنيا للإستعانة بها وهومؤمن بالآخرة لعلمه أنها هي الحياة الباقية فإنه فيما يظهر لا يناله هذا الوعيد إن شاء الله وهذا لما يكون فيه من المداخلة كمن درس مثلا العلوم الشرعية من أجل ان يعلمها , ويعمل بها ثم ينال بتلك الشهادة وظيفة يستعين بها على دنياه وآخرته , وإنما إرادة الدنيا وزينتها تكون مذمومة في حق من لم تكن له همة في دينه ؛ بل أنه لو منع الدنيا إلا بترك الدين لفعله ؛ فهذا الذي يناله الوعيد , فالله سبحانه وتعالى أخبرنا بأن هذا الصنف من الناس كما قال - عز وجل - في الآية 14 من سورة الأحزاب في وصف المنافقين :(( ولو دخلت عليهم من أقطارها ثم سئلوا الفتنة لأتوها وما تلبُثوا بها إلا يسيرا . ولقد كانوا عاهدوا الله من قبل لا يولون الأدبار وكان عهد الله مسؤولا )) وفي قراءة (( لآ توها )) (2) [ الأحزاب 14- 15 ] .
فأخبر فيها عن المنافقين أنه لو دخلت عليهم المدينة من جميع جهاتها سواء دخلها اليهود أو المشركون , ثم طلب منهم أن يشركوا , وأن يعودوا إلى الشرك لفعلوا , فمن كانت هذه حاله , فالظاهر أن هؤلاء هم المقصدون دون النوع الأول الذين ذكرتهم , والله تعالى أعلم . قال ابن كثير في تفسير هذه الآية أي آية هود (( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم )) الآية والتي بعدها : قال " العوفي : عن ابن عباس في هذه الآية : إن أهل الرياء يعطون بحسانتهم في الدنيا وذلك أنهم لا يظامون نقيرا , يقول : من عمل صالحا التماس الدنيا صوما أو صلاة أو تهجدا بالليل لا يعمله إلا التماس الدنيا يقول تعالى : أوفُيه الذي التمس في الدنيا في المثابة " والظاهر أن الصحيح من المثوبة : " وحبط عمله الذي كان يعمله لالتماس الدنيا وهو في الآخرة من الخاسرين , وهكذا روي عن مجاهد والضحاك وغير واجد, وقال أنس بن مالك والحسن نزلت في اليهود والنصارى , وقال مجاهد وغيره نزلت في أهل الرياء ؛ وقال قتادة : من كانت الدنيا همه ونيته وطلبته جازاه الله بحسناته في الدنيا ثم يفضي إل الآخرة وليس له حسنة يعطى بها جزاء وأما المؤمن فيجازى بحسانته في الدنيا ويثاب عليها في الآخرة . وقد ورد في الحديث المرفوع نحوا من هذا وقال تعالى :(( من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا . ومن أراد الآخرة وسعى لها سعيها وهو مؤمن فأولئك كان سعيهم مشكورا . كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا . انظر كيف فضلنا بعضهم على بعض وللآخرة أكبر درجات وأكبر تفضيلا )) وقال تعالى :(( من كان يريد جرث الآخرة نزد له في حرثه ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له في الآخرة من نصيب )) اهـ .
وفي الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تعس عبد الدينار , تعس عبد الدرهم , تعس عبد الخميصة تعس عبد الخميلة أن أعطي رضي وإن لم يعط سخط ..... " الحديث .
قوله :" تعس " : دعاء عليه " عبد الدينار " " عبد الدرهم " هو الذي يتوقف رضاه على إعطائه الدينار والدرهم , وسخطه على عدم ذلك , وهذه منقصة تدل على أن الدنيا إنما هي معبر وليست بدار إقامة , ووسيلة وليست غاية ؛ لكن من خالط قلبه الإيمان كان بخلاف ذلك فيستقل الدنيا ويستضعفها , ويزهد فيها إن لم تكن من طريق حلال , وما عطف على الدينار والدرهم فهم في حكمه كقوله : " تعس عبد الخميصة , تعس عبد الخميلة " والخميصة والخميلة نوعان من الثياب أي الذي يرضي بوجودهما ويغضب عند فقدها .
ثم بالغ في وصفه فقال : " إن أعطي رضي وإن لم يعط سخط " وزاد دعاء عليه فقال :" تعس وانتكس , وإذا شيك فلا انتقش " ومعنى هذا دعاء عليه إذا وقع في ورطة لا يخرج منها , أي دعاء عليه بالبقاء فيها . وعدم الخلاص منها .
ثم شرع في وصف النوع الآخر الذي همه أداء ما عليه من واجبات حتى ولوحصل ذلك مع نقص حضوض نفسه فقال :" طوبى لعبد آخذ بعنان فرسه في سبيل الله أشعث رأسه " أي أنه مهتم بأداء الواجبات لا يمكنه التفرغ لدهن رأسه وترجيله ., بل هو مغمور بأداء الواجب ومكثف عليه الأعمال لكونه شخص طيّع يريد رضا الله والتقرب إليه والتطلع إلى فضله وازدراء لبدنيا واحتقارها ولهذا قال :" أشعث رأسه مغبرة قدماه إن كان في الحراسة كانفي الحراسة " والمراد بالحراسة حراسة المجاهدين عند نزولهم , ونومهم " وإن كان في الساقة كان في الساقة " والمراد بالساقة مؤخرة الجيش وصاحبها يتتبع العاجزين , ويسعفهم , ويعيهم لا يكثر من الإستئذان بل إنه قد يستأذن فلا يؤذن له , ويشفع فلا يشفّع , ويعرض الأمر فلا يقبل رأيه ولا تتبع مشورته , فهذا حال أصحاب الطاعة المتطلعين للثواب الأخروي , وذاك حال أصحاب الدنيا الذين تنعقد نفوسهم بالأمور المادية , فلا يرضون إلا بها , وبالله التوفيق .

^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
(1) : الحديث بهذا اللفظ أخرجه الطبراني في المعجم الأوسط ( ج 3 /94 ) برقم الحديث ( 2595 ), وبنحوه أخرجه الإمام البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد والسير باب الحراسة في الغزو في سبيل الله , وفي كتاب الرقاق باب ما يتقى من فتنة المال .
(2) : قال شيخنا النجمي حفظه الله : " معنى قراءة (( لأتوها )) أي أعطوها أي الفتنة وهي الإجابة إلى الكفر والشرك ومعنى قراءة (( لآتوها )) أي فعلوها " .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
الشرح الموجز الممهد لتوحيد الخالق الممجد
لفضيلة الشيخ أحمد بن يحي النجمي حفظه الله

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013