وفيك بارك الله أيه الأخ الحبيب .
كتبت مشاركتي هذه وأنا على يقين بأن ما كتبه هذا الأفاك هو عين فكر سيد رحمه الله وسمة القوم أنهم يتعالون حتى على خلق الترضي على معاوية وعمرو بن العاص رضي الله عنهما . وحتى ينبؤك عن مصدر قيئه كتب بالأمس وبتاريخ 16 محرم 1432هـ مقالا تحت عنوان " ثنائية الرد الإسلامي على التحدي الحضاري : سيد قطب ومالك بننبي "
ومما جاء في آخر المقال :
"لقد عبرت ثنائية سيد قطب مالك بن نبي عن تكامل الطرح الاسلامي مشرقا ومغربا..تمثل التكامل من زاوية أخرى حيث الاستعمار الواضح الصريح والاستعمار المتخفي وراء ثقافته وخططه..إنه تكامل الشرط الذاتي بالشرط الموضوعي فكانت ثنائية تصفية العقيدة وتجديد الاسلام مع تحديد جبهات التصادم وامتلاك أدوات التحليل وفهم الآخر.
كانت مرحلة عظيمة ناضل فيها الفكر الاسلامي للتصدي للهجوم المعرفي والمفاهيمي الاستعماري كما ناضل من أجل استئناف الحياة الاسلامية في إطار منظومة فكرية وثقافية صافية.. ونحن إذ ننظر إلى عشرات السنين بعد وفاتهما نرى كم هي مجذبة صحراؤنا العربية..ألم يحن الوقت إلى توّلد فكر جديد فكر مابعد سيد قطب ومالك بن نبي؟؟ "إن هذا هوالوفاء الأكبر للمفكرين العظام".
قبل أيام كان الدكتور المتخصّص في علوم القرآن ، عبد الرحمن الشهري تجاوز الله عنا وعنه ضيفا على حلقة من حلقات برنامج مداد على قناة دليل الحزبية ، وكانت الحلقة بعنوان : " كتاب في ظلال القرآن في الميزان " .
قأجلب الضيف بخيله ورجله دفاعا عن سيد رحمه الله ، وجميع فتاوي الأكابر في الكتاب وصاحبه لا ترقى عند هؤلاء إلى مستوى الموضوعية والعلمية وغيرها من الأدبيات العقيمة التي يكررها القوم في مجالسهم وقد ذكر هذا صاحب الفضيلة صريحا في مداخلاته .
فإذا كان هذا دأب المشتغلين في ساحة تربية الناس على تدبر كتاب الله ، وتفسيره وحسن تلاوته ، وتجود أقرحتهم بالمواعظ التي تقرع القلوب في الأدب مع كتاب الله والأدب مع رسول الله والأدب مع صحابة رسول الله ثم يمتحنون بسيد فإذا هو كبير عندهم يصح منه أن يخطئ في تعبير أو موقف بيد أنه لا يعدو أن يكون مجرد زلّة ، أما كلام الشيخ ربيع وغير ربيع فيه فهو الشطط والمين والإنحراف عن سبيل المؤمنين .
عذراً أبا معاذ!
أنا لم أخرج عن الموضوع . إنه الصدق في الدفاع عن الأصول التي نحملها عندما تحين ساعة الإمتحان الصعب في رمز من الرموز التي تبجّل وتعظّم بغير حق . وساعة الإمتحان في فضيلة الإنصاف الذي يتشدق به القوم وبأمثاله من الأخلاق العالية التي هي من صميم ديننا وكرائم عقيدتنا .
إن القوم لا يستحون عندما يعلنون قناعاتهم المنهجية المهزوزة ، ولا يرعوون إذا ما جيئ لهم بمثل أوراق الشجر دليلا على طيش الأفهام وزلل الأقدام واعوجاج الأقلام .
بينما منا من لا يرفع بانتسابه لسلفية عظيم شأنها رأساً ، ولا يضيق له عندما يرى من محبيه الزيغ نفَساً .
وإلى الله المشتكى .
ولمزيد بيان حول هذه الخاطرة ، هذا مقال فيه إشارات وبينات على مسلك الغش في الإنتساب والتشبّع بالرايات والشعارات ، كتبه الأخ رائد آل طاهر وفقه الله على الرابط :
تحت عنوان "منهج عدنان عرعور في وحدة الأمة ونصرتها". حريّ بك أخي القارئ أن تستفيد منه والله الموفق إلى الخير .