[جديد] قرص دورة الإمام مالك العلمية الخامسة المقامة بمدبنة بشار

[أبو أمامة حمليلي الجزائري]

طريفة :
بين ابن حجر و العيني .

الحافظ ابن حجر شافعي المذهب شَرَحَ البخاري ( فتح الباري )
و بدر الدين العيني حنفي المذهب شَرَحَ البخاري ( عمدة القاري )
و كانا في عصر واحد ، و الطلبة الذين يجلسون عند الحافظ للطلب نفسهم ينتقلون فيجلسون عند العيني
فكان الحافظ يتدارس المسائل مع طلبته من فتح الباري ، و العيني فَطِن لهذَّا الأمر و كان يقول لهم : ماذَّا أخذتم من الشيخ في هذَّا اليوم ، فيذكرون له المبحث الذِّي أخذوه من الحافظ ، فيأخذه و يضعه في شرحه على البخاري ( أي العيني ) و لذلك إذَّا قرأت بعض المباحث في عمدة القاري هي نفسها المباحث التي ذكرها الحافظ في فتح الباري لم يغير منها شيء ، ففَطِن الحافظ ابن حجر لهذَّا الأمر ، و الخليفة في ذلك الوقت كانت له منارة طويلة في المسجد فسقطت فاستغل الحافظ ابن حجر الموقف ، فقال بيتين :
لمسجد مولانا المؤيد رونق***** منارته بالحسن تعلو وبالزين .
تقول وقد مالت عليهم تمهلوا***** فليس على الحسني أضر من العين .
و هنا الحافظ يقصد العيني .
فبلغ ذلك العيني ،فجاء دوره فكتب بيتين يرد فيهما على الحافظ :
منارة كعروس الحسن إذْ جُلِّيت ***** وهدمها بقضاء الله والقدر .
قالوا أصيبت بعين قلت ذا غلط ***** ما آفة الهدم إلا خِسَة الحجر .


و هنا قال الشيخ بشير – حفظه الله – أعظم فائدة استفدناها من هذه الأربع أبيات أنَّنا ضحكنا و فرحنا ، قال ابن القيم – رحمه الله - : العلم ما يُفرح و يُبكي .

[أبو أمامة حمليلي الجزائري]

علم الفراسة للإمام الشافعي .

الإمام الشافعي كان له كتاب في الفَراسة ( و يقال الفِراسة ) و قد كان طلب هذَّا العلم و أخذه من الإمام مالك بل طلبه في اليمن ، و كان هذَّا العلم يُطلب بذَاته .

و من قصص الفراسة أنَّ الإمام الشافعي رجع من الطلب من اليمن فوقف هو و محمد ابن حسن الشيباني صاحب أبو حنيفة و الحُمَيدي شيخ الإمام البخاري ، و كان الحُميدي صغير عنهم ،
.! فقال محمد ابن الحسن للإمام الشافعي : طَلَبت علم الفراسة في اليمن

قال الشافعي : نعم ، فقال محمد : هذَّا رجل مار فأَرِنَا ما تعلمت من الفراسة ، فنظر إليه الشافعي بدِقَّة ، ثمَّ قال : و الله لقد رابني هذَّا الرجل ، قال محمد : ماذَّا ، قال الشافعي : مهنته إما نجار أو خياط ، فقام الحميدي و لم يستطع أن يتمالك نفسه و ذهب إليه و ألقي عليه السلام و سأله ما مهنتك ، فأجاب الرجل : قال كنت نجَّار و أنا اليوم خياط .

[أبوعبد الله مهدي حميدان السلفي]

جزاكم الله خيرا و جعل ذلك في ميزان حسناتكم