منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 16 Oct 2010, 11:57 PM
أبوأنس بن سلة بشير أبوأنس بن سلة بشير غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2010
المشاركات: 9
افتراضي القول الوفي في الرد على من يصف السلفيين بالشدة والغلو للشيخ العلامة ربيع السنة ربيع بن هادي المدخلي

سئل سماحة الوالد العلامة حامل لواء الجرح والتعديل بحق في هذا العصرــ الشيخ المجاهد الدكتورربيع السنة حفظه الله ورعاه

ظهرت طريقة جديدة للتنفير من أهل العلم ألا وهي تقسيم العلماء إلى متشددين ومتساهلين ولربما قالوا علماء بلدة كذا متشددون وعلماء بلدة كذا متساهلون فما توجيهكم؟
فأجاب حفظه الله :
هذه من أساليب أعداء المنهج السلفي ، السلف كان يوجد فيهم المتشدد ويوجد فيهم المتسامح وما كان يحمل بعضهم على بعض بل كانوا يقدرون ويحترمون من يتشدد على أهل الباطل ، عندك حماد بن سلمة يثني عليه الإمام أحمد ثناء عاطرا ويتهم من يتكلم فيه في دينه إذا تكلم أحد في حماد بن سلمة فاتهمه في الدين ؛ لأنه كان شديدا على أهل البدع الشدة على أهل الباطل منقبة كانت عند السلف ، لكن الآن لما جاءنا أهل البدع والضلال وسيطروا على عقول كثير من الشباب أصبحت الشدة على أهل الباطل مذمة ومنقصة وأصبح الاسترخاء والميوعة ميزة ومكرمة مع الأسف الشديد ، تمسكوا بالمنهج السلفي وقفوا من أهل البدع الموقف السلفي ولا مانع أنك تدعوهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ، فإذا استجابوا فالحمد لله ما استجابوا فلا مانع من الشدة عليهم و.....، والسلف اشتدوا عليهم وأمروا بقتل بعضهم .....منهم وألفوا في ذلك المؤلفات الكثيرة ما نقول فيهم ؟ ، اقرأ الشريعة للآجري اقرأ السنة لعبد الله بن أحمد اقرأ السنة للخلال هؤلاء ما قرؤوا هذه الكتب ، ما قرؤوا هذه الكتب ورأوا مواقف السلف من أهل البدع والضلال ، كيف نقف مع الجهمية كيف نقف من الروافض كيف نقف من أذنابهم ؟ كثير من المنتمين إلى المنهج السلفي تأثروا بهذه التيارات وأصبحوا متميعين ويحاربون دعاة الحق ودعاة السنة بأنهم متشددون ، أنا كتبت أنا أشد واحد ، كتبت في أيام بن باز في أيام الألباني في أيام العثيمين رديت على الإخوان المسلمين وعلى التبليغ وعلى أهل البدع جميعا وهم يؤيدون هذه الكتب ويؤيدون ربيع ولم يعارضه أحد ولم يقل فيه أحد ، ...قال الألباني كلمة أثنى على ربيع خيرا وقال : هو حامل لواء الجرح والتعديل في هذا العصر ، آآه إيش رأيكم ؟ ثم قال إن عنده شيء من الشدة ، فرح بها هؤلاء المميعون وطاروا بها ، اتصلت عليه قلته لماذا يا شيخ ترميني بالشدة قال والله هذا وجهة نظري قلت له يا شيخ هذا يضر الدعوة السلفية ويضرني ، فاعتذر رحمه الله بعد أيام أرسلت له العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم وهو أشد ما كتبت قرأه وأيده لأنه حق وقال قلت حقا فزد يا شيخ ربيع أو كما قال رحمه الله
بن باز لم .....كان يقول رد على أهل البدع بالحكمة والموعظة الحسنة ،ما كان يعارضني أبدا ووالله لقد كتب إلي كتابا قال بلغني أنك رددت على المودودي رحمه الله وأرجو أن ترسل لي نسخة من هذا الرد ما كان يعترض ، كان الشيخ التويجري يرد يرد بشدة على أهل البدع والشيخ بن باز يؤيده ويقرظ كتبه ، آآآه ، لم يقل له في يوم من الأيام ، كان يرد على الألباني بارك الله فيكم ، ..... الشيخ بن باز لم يسكته لم يقل له اسكت ما يقول له إنت متشدد بارك الله فيكم ، الفوزان كان يرد على أهل البدع أيام الشيخ بن باز ما يقول له اسكت بارك الله فيكم بل يؤيده .....كم كتاب قرضه الشيخ من الشيخ التويجري ومدح كتبي وأثنى على منهجي رحمه الله ، كل المشائخ هؤلاء بارك الله فيك كانوا يؤيدون هذا المنهج الذي ضعفنا فيه ، ما بقينا على المستوى الذي كنا في عهدهم بل ضعفنا ومع هذا يقول نحن متشددون بارك الله فيكم ،ويقول بن باز ، والله بن باز كان يحارب أهل البدع ويؤيد من يحاربهم ويثني على من يحاربهم بارك الله فيكم ، هات لي دليل أن الشيخ بن باز سكت أحد من الرادين على أهل البدع ، هل سكت الفوزان ؟ هل سكت التويجري ؟ هل سكت ربيع ؟ هل سكت الألباني ؟ لا أحد كذلك العلماء كانوا كلهم يؤيدون وينصرون من يقول كلمة الحق ويرد على الباطل ، سألوا الشيخ العثيمين قالوا الشيخ ربيع قالوا فيه كذا وكذا قال لأنه بين أحوال رموزهم وأيدني كرات ومرات ، .....بعدما راح بن باز والعثيمين والألباني قالوا هؤلاء متشددون والله كذبوا والله انتهزوها فرصة موت هؤلاء كان فرصة لهم ووثبوا على المنهج السلفي وعلى أهله يمزقونهم ويشدقونهم بقواعد وأصول ومناهج من أفسد القواعد والمناهج ومزقوا الشباب السلفي في العالم وغرسوا في أذهانهم إن الجماعة الفلانية متشددة ، كيف .....العلماء ما أنكروها كيف نقر بمنهج السلف وهم في غاية الشدة على أهل البدع فإما أن نرفض منهج السلف ونتابع أهل البدع وإما أن نقول إننا سلفيون ونسير على نهجهم في المواقف الحاسمة من أهل البدع ، نعم ادع إلى الله بالحجة والبرهان بين إذا أمامك مبتدع رافضي صوفي قبوري أي حاجة ادع إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالحجة والبرهان ، لكن حينما تأت تكتب على عقيدة الروافض فيهم كذب فيهم فجور فيهم غلو ما تذكر هذه الأشياء ، تأت إلى الصوفية فيهم كذب فيهم فجور فيهم غلو ، ما تذكر هذه الأشياء .... إذا ذكرت هذا الكذب والخيانات والفجور قالوا هذه شدة ، صوفي إخواني .....حزبي تحريري عنده مجازي عندو كذب عندو خيانات عندو حاجات بينها الله بين .........انقطاع في البث ) ....فلان كذاب فلان كذا فلان كذا فلان كذا بارك الله فيكم بينوا ، هذه كتب الجرح والتعديل ، هذه كتب العقائد ، ما نستطيع أن نصل إلى المستوى الذي وصلوا إليه في جهاد أهل البدع وأهل الشرك والله ما نستطيع الآن ليه ؟ لأنه انبرى لنا ممن ينتمي للمنهج السلفي من يحارب هذه المقاومات ويصفون هذه المقاومات بالشدة فنسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب وأنصح الشباب وأنا والله لي عشرات بل مئات النصائح للشباب السلفي أن يتآلفوا فيما بينهم وأن يتآخوا فيما بينهم وأن يستخدموا الأخلاق العالية للتعامل معهم بارك اله فيكم يسخدموا وسيلة الصبر والحلم والحكمة ، في دروسي ومحاضراتي وفي الاتصالات التي يتصلون بي من كل مكان والله أحث على التآلف وهؤلاء الذين انبروا لمقاومة هذا المنهج والله مزقوا الشباب السلفي على مستوى العالم ، في الشرق والغرب يمزقونهم ويغرسون في أنفسهم العقائد الباطلة ثم يقذفونا نحن بأننا نحن نفرق والله أنا أؤلف بين الشباب وهذه كتبي وهذه أشرطتي وهي مفرغة تشهد بأنني أؤلف بين الشباب ، في الجزائر في المغرب في اليمن في الشام فلسطين في كل مكان أؤلف بين الشباب الذين أعرف أنهم سلفيين وأؤلف فيما بينهم بقدر ما أستطيع وهم والله يفرقون ويمزقون ولا يرتفع صوت بالفرقة والتمزيق إلا ويؤيدون ذلك الصوت الفاجر يؤيدونه بارك الله فيكم ونبرأ إلى الله مما يقذفونا به هؤلاء وقلت لكم إن الحكمة مطلوبة لكن إذا ما ....في الروافض وأهل البدع نبين حالهم لا تظلمهم لا تكذب عليهم لكن أن تبين حقيقة أمرهم .....
بعد الآذان قال الشيخ :خلي أكمل السؤال هذا، تكملة للإجابة على السؤال ( الشدة) كان عبد الرحمن زميلي عبد الرحمن عبد الخالق زميلي في الجامعة الإسلامية إلى أن تخرجت منها عام 1384هـ ولبعض الأسباب ذهب إلى الكويت وكان يدعو إلى الله وكنا نشجعه وفرحنا بهذا النشاط الدعوي إلى المنهج السلفي ثم بدأ يتغير يتغير يتغير وكنت أناصحه أكتب له كتابات نصيحة لطيفة ويأت إلى المدينة ينزل هنا عند القبلتين ......وأشيلو معي بسيارتي أوديه الجامعة أوديه بيتي ، أناصحه أناصحه استمرت معه في المناصحة حوالي اثني عشر سنة بارك الله فيكم حتى بلغ السيل الزبى وطعن في المشايخ وسخر منهم وكذ وكذا رددت عليه ، جاء بعدو عدنان عرعور يدعي السلفية ويطعن في المنهج السلفي ويقول المنهج السلفي غير مؤصل والشيخ بن باز ما يؤصل والأصول عند سيد قطب ومن هذا الهراء وهذا الهراء ...أن أكتب في سيد قطب ، سيد قطب يعني أنا كنت أحسن به الظن وأقف على بعض الأخطاء لكن تجاوزت عنها والله بعض الأخطاء توقفت فيها عشرين سنة مقتنع بأنها باطل ولكن أبغى الأدلة الكافية بعد ما اقتنعت بالرد عليه كتبت مطاعن سيد قطب أصحاب في رسول الله ، انتشر هذا الكتاب طبع وانتشر راح عدنان عرعور إلى الشيخ الألباني وسألوا عن جملة مبهمة في الكتاب ..سيد قطب في رسول الله موسى عليه الصلاة والسلام طعنه في الصحابة وعلى رأسهم عثمان ومعاوية وعمر بن العاص طعنه في الأمة كلها وتكفير لها ، تعطيل للصفات القول بأزلية الروح القول بالاشتراكية ، ضلالات لا أول لها ولا آخر بينتها في هذا الكتاب في أضواء إسلامية على عقيدة سيد قطب ، أخذ هذا الكتاب وراح يركض إلى الشيخ الألباني وراح يسأله عن جملة وأجابه بما يوافق هواه ، الشيخ ما اطلع ، شوف من مكره أنا بدأت بطعنه في نبي الله موسى ما أخبره بهذا ، ثنيت بعده بطعن في الصحابة وعلى رأسهم عثمان ، تحطمت أسس الإسلام في عهده ، تحطمت روح الإسلام في عهده ، أيد الحركات ضده من السبئية وغيرهم فضلها على منهجه رضي الله عنه بارك الله فيكم ، كل هذه الأشياء ما ذكرها ذكر جملة فأجابه الألباني بما يوافق هواه ، ....... راح ينشر هذا الشريط وتحرك حركة من أكبر ما يكون ،......صبرت عليه وفي عام زارني في مجموعة من الناس قلت له لابد تعتذر وكان يلف ويدور قلت له لابد تعتذر الحاضرين قالوا له لابد تعتذر فوعد بالعذر بارك الله فيكم ، وعد بالعذر ....ما فاجئني إلا بثلاثة كتب الصراع ...والكتاب الفلاني والكتاب الفلاني كلها تدور على أصول سيد قطب ومدح وثناء لسيد قطب هذا عذره ، شوف لما وصل لهذه المرحلة بارك الله فيك ، زاد على هذا إنو راح عقد ندوة فتكلم فيها عن الجرح والتعديل هو وبعض ....وما أبغى أسميهم الآن وحمل علي حملة شعواء فبدأت أرد عليه كم هذا بعد سنوات وبعد صبر طويل وانتظار طويل والله أعتقد ما أحد يصبر صبري ، جاء بعده أبو الحسن من أول جلسة التقيت به ......يدافع عن أهل البدع وعلى رأسهم سيد قطب والتبليغ والإخوان ويدافع عنهم ....(انقطاع في البث)....كل هذه الجرائم أعامله بلطف وأرسل له جواب والله سرا بيني وبينه من فكسي إلى فكسو ولم أخبر أحد بهذا ثم بارك الله فيكم استمر في الحركات والفتن والمشاكل حتى مات المشايخ ، مات الشيخ بن باز والشيخ العثيمين ومات الألباني وبدأ يحارب ويعلنها فرقة ويطعن في السلفيين وأقزام وأراذل وكذا وكذا ويمدح في أهل الباطل بارك الله فيكم كتبت لو نصيحتين تنبيه أبي الحسن ....كتبت النصيحة الثانية بيني وبينه يأخذ النصيحة ويقوم يعلن الحرب علانية عليّ شوفو فهمتم وإلا لا ؟ فهمتهم هذا ؟ آآآه ما أحد يصبر هذا الصبر ولا يحلم هذا الحلم والله كله لأجل المنهج السلفي ولأجل جمع الكلمة لكن هم مدسوسون للتفريق والتمزيق خلاص أبو الحسن كون لو فرقة كون لو فرقة هنا في المدينة ، كون لو فرقة في اليمن ، كون لو فرقة ليبيا في المغرب في كل مكان بارك الله فيكم ، على منهجه أصل حوالي عشرين أصل رديت على هذه الأصول بالحجة والبرهان ، عشرين أصل منها المنهج الواسع والأفيح ، يريد منهجا واسعا أفيح يسع أهل السنة والأمة كلها ، نصحح ولا نهدم ، نصحح ولا نجرح بارك الله فيكم وأصول لا يلزمني أصول لرد الحق أصول لضرب المنهج السلفي بارك الله فيك ، رديت على هذه الأصول الفاسدة بارك الله فيك ومع الأسف انخدع به الناس في كل مكان كان ، في الأول بارك الله فيك أيام المشايخ عدنان لما طلع في حياة الشيخ بن عثيمين ضللوه قام عليه اثنى عشر شيخا ضربوه وبينوا ضلالو وانحرافه أسقطهم جميعا أسقطهم ، بقي معه أبو الحسن وعلي حسن عبد الحميد في الشام يناصرونه ويدافعون عنه ويحكمون بسلفيته إلى يومنا هذا جاء أبو الحسن بهذه الأصول وبهذه الفجور وبهذه الضلالات وموجود في المدينة وفي الشام وفي كل مكان من يناصره ويدافع عنه إلى يومنا هذا ، ثم جاء علي حسن بطوام الطوام التي يناصرهم في كل فتنة جاء بطامة الطوام وربما بلغتكم والذي ما بلغته ستبلغه بارك الله فيكم وإلى الآن هم السلفيون ونحن المتشددون ، يعني يفعلون كل هذه الأفاعيل التي ما ارتكبها أهل البدع من الأصول الفاسدة بارك الله فيك والله ما فعلها أهل البدع ومع ذلك هم السلفيون ونحن متشددون ، انظروا لهذه الأحكام ولهذه المواقف الخطيرة بارك الله فيكم وتنبهوا وسيروا على منهج السلف ومن قال الباطل كائنا من كان أدينوه بباطله ومن قال الحق يجب أن تنصروه ، تعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ، السلف كانوا ينصرون الحق إلى عهد ابن باز وبن عثيمين وغيرهم كانوا ينصرون الحق ، بعد ما راح هؤلاء ابتلي بعد المشايخ بارك الله فيك كلما رفعوا رؤوسهم بكلمة حق كسروا رؤوسهم ، كلما رفعوا رؤوسهم بكلمة حق أهانوه وهم يؤيدون هؤلاء المنفلتين المنحرفين ويحكمون بأنهم سلفيون ونحن الغلاة يصفنا أبو الحسن بالغلو ليه ؟ لأننا ننتقد سيد قطب وننتقد الإخوان وننتقد التبليغ وننتقد أهل البدع ، يسمينا غلاة والله يحكم للاشتراكيين والبعثيين والناصريين يحكم لهم بأنهم مسلمون ويحكم للتبليغ والإخوان إلى يومنا هذا بأنهم من أهل السنة وهو يعلم أن علماء السنة مطبقين وعلى رأسهم بن باز والألباني أنهم حكموا على هاتين الفرقتين فرقة الإخوان وفرقة التبليغ أنهم ليسوا من أهل السنة وأنهم من أهل البدع وأنهم من الفرق الهالكة وهو يعاند العلماء إلى يومنا هذا ولو كان على رأسهم ابن باز والألباني بارك الله فيكم ويقول إنهم من أهل السنة ويحكم للشعوب الإسلامية كلها بأنها يقول : سواد الأمة كلهم سلفيون فالتبليغ والإخوان أهل سنة، أهل السنة ربيع واللي معاه غلاة غلاة أهل كذا أهل كذا ......وإذا جاء مع الرافضة ما شاء الله يتأدب إذا جاء مع المبتدعة الآخرين الإخوان هكذا وإلى الآن هو السلفي ونحن الغلاة ، افهموا هذه المكايد وهذه الألاعيب وهذه الحيل كم صبرت عليه ؟ صبرت عليه سبع سنوات أو أكثر ثم أداريه في المناقشات بيني وبينوا وهو يهيج ويعلن الحرب أعلن الحرب على علماء اليمن وأسقطهم عن بكرة أبيهم وتبرأ منهم وتبرأ من السلفيين قال فرقة قالوا له تراجع قال أبدا .......بالله يا إخوان الذي عنده إنصاف يحترم هذا الرجل اللي عندو إنصاف وسلفي صادق يحترم هذه ..... ، خلوكم رجال إن كنتم سلفيين ادرسوا منهج السلف من مصادره الأصيلة وتمسكوا به وعضوا عليه بالنواجذ ولا تخشوا في الله لومة لائم ولو انحرف أبوك أو أخوك ، لو كان أقرب الناس إليك بين حقيقة ما عنده هذا النصح لله ، الدين النصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين ، فين هذه الآيات والأحاديث هذه فين هؤلاء اللي يؤيدون هؤلاء فين هذه النصوص فين منهج السلف ، فين منهج الأئمة ....بن باز وغيره فين فينهم ؟ ، فبارك الله فيكم أنا أعرف أن فيه ترويج للفتن والبدع وتضليل وضحك على الذقون كما يقال ، فلا يضحكن عليكم أحد كائنا من كان والذي يخطئ أخطأ لو أخطأ ابن تيمية ....خطأه لو أخطا بن باز والله نرد خطأه هذا منهجنا والله الذي لا إله إلا هو أنا رحت للشيخ بن باز قال الشيخ بن باز أنا أنصحه رحتلو قلت له بلغني أنك تريد أن تنصحني قال نعم قلت ما هي نصيحتك قال نصيحتي لو أخطأ بن إبراهيم ولا بن باز رد عليهم والله الذي لا إله إلا هو .....بن باز كان في أي محاضرة في أي لقاء يقول إنسان كلمة خطأ يرد عليه وكل الناس يعرفون هذا كل طلاب الجامعة القدامى يعرفون هذا من الشيخ بن باز ما يترك خطأ إلا يرد عليه ، خطأ في صحيفة في جريدة في موقع في أي شيء ابن باز ما يسكت يرد عليه ، بارك الله فيكم ويحث السلفيين على الرد ويؤيدهم ويشجعهم هذا منهج السلف وأسال الله أن يثبتنا وإياكم عليه وأن يرزقنا البصيرة في الدين إن ربنا لسميع الدعاء وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه
يفريغ الأخ :مالك السلفي وفقه الله( شبكة سحاب)

وقال الشيخ الفاضل عبد الله البخاري حفظه الله في ( شرح نخبة الفكر)
بسم الله الرحمن الرحيم
- الحمد لله رب العالمين، وصلَّى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم و بعد، إتماماً لما كنا قد بدأناه في اللقاء الماضي حول كلام الحافظ رحمه الله: (و تُقبل التزكية من عارف بأسبابها و لو من واحد على الأصح )
- للحافظ ابن حجر تعليق رحمه الله في النزهة نقرأه و نعلق عليه ، قال رحمه الله:
- ( و ليحذر المتكلم في هذا الفن من التساهل في الجرح و التعديل، فإنه إن عدَّل بغير تثبت كان كالمتثبت حكما ليس بثابت، فيخشى عليه أن يدخل في زمرة من روى حديثا و هو يظن أنه كذب, و إن جرح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم بريء من ذلك).
- يعني عندنا الآن أمران نبه عليهما الحافظ ابن حجر رحمه الله:
- الأمر الأول: و هو التحرز من التساهل، لأنَّ هذا قد يُدخل في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ما ليس منه، فكما أنَّ التساهل غير محمود و يحذْره العبد، كذلك الجرح من غير بينة و من غير برهان أيضاً مذموم. نعم.
- قال ( و إنْ جرح بغير تحرز أقدم على الطعن في مسلم بريءمن ذلك وسمه بميسم سوء يبقى عليه عاره أبدا، و الآفة تدخل في هذا تارة من الهوى و الغرض الفاسد، و كلام المتقدمين سالم من هذا غالبا، و تارة من المخالفة في العقائد وهو موجود كثيراً قديما و حديثا، و لا ينبغي إطلاق الجرح بذلك، فقد قدمنا تحقيق الحال في العمل برواية المبتدعة).
- هذا الكلام منه رحمه الله يريد أن ينبِّهك إلى جُملة من الأمور:
الأمر الأول: أنَّ التَّساهل فيما حقُّه التيقظ و الانتباه و جعل الأمر في محله مذمومٌ–كما قلنا- ، و كذلك الجرح بغير بينة و لا برهان.
و الأمر الثاني: أنَّه بيَّن أنَّ الجرح – أحيانا – تكون له بعض الأسباب والدواعي، و من تلك الدواعي؛ المخالفة في العقائد إلى أنْ قال رحمه الله: (و لا ينبغي إطلاق الجرح على ذلك)؛ مراده –رحمه الله – من هذه الجملة: أنه يُتوقّف، و قوله: (لا ينبغي) بمعنى - لا يُريد رحمه الله أنه لا يجوز الإطلاق – إنَّما يقولُ أو يريد: أنَّهُ يُتوقف في قبول الجرح إنْ خَشِيَ أو خُشِيَ أن يكون الباعث عليه اختلاف العقائد، وهذه المسألة؛ مسألةُ اختلاف العقائد ليستْ كما يُتَصوَّر ابتداءً؛ لأنَّه تصيَّد بهذا الكلام أهل البدع في ردِّ كلام أهل السُّنَّة و بيانهم و ردودهم على أهل الأهواء، و قَدْ نَصَّ على هذَا صراحةً التاج السبكي في تَرجمة شيخه الحافظ الذهبي -رحمه الله- في (طبقات الشافعية الكبرى) وعابه بأنه يَثلب كثيراً من أهل السُّنة بسبب اختلاف العقائد، وَ هَذا الكلام له تفصيلٌ عند الحافظ ابن حجرٍ أيضا – رحمه الله – في مُقدِّمة (اللسان) حيثُ قَال – رحمه الله – : (فَصلٌ: و مما يَنبغي أنْ يُتوقَّف)؛ فَهَذا يُبيِّن لك معنى قوله في (النزهة) (لا ينبغي)، فهي هنا أظهر؛ لأن (لا ينبغي) قد يَفهمها أحدهم أنَّه لا يَسوِّغ و لا يَجوز، فإنْ كانَ الحافظ في (النزهة) يريدُ بهذه العبارة أنَّه لا يجوزُ؛ فهذا غَلط، و كلامَهُ هُنا في تَقدمة (اللسان) حَقٌّ صَوابٌ، وإنْ كان يريدُ المعنى المذكور في (مقدمة اللسان) فالأمرُ ظاهرٌ.
قَال: (و مما ينبغي أن يُتوَقف في قبول قوله في الجرح من كان بينه و بين من جرحه عداوة سببها الاختلاف في الاعتقاد، فإنَّ الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب)، مثَّل لكَ الاختلاف في العقائد: (و ذلك لشدة انحرافه في النصب و شهرة أهلها بالتشيع، فيكيل عليهم، فتراه لا يتوقف في جرح من ذكره منهم بلسان ذلق و عبارة طلقة حتى إنه أخذ يُليِّن مثل الأعمش، و أبي نعيم، و عبيد الله بن موسى، و أساطين الحديث و أركان الرواية فهذا إذا عارضه مثله أو أكبر منه فوثق رجلا ضعفه قُبِلَ التوثيق و يلتحق به – يَعني بالاختلاف بالعقائد – عبدالرحمن بن يوسف بن خراش المحدث الحافظ فإنه كان من غلاة الشيعة بل نُسِب إلى الرفض فيُتأَنى في جرحه لأهل الشام للعداوة البينة في الاعتقاد – في ماذا؟ في الاعتقاد -
إذاً موضوع الرَّد أو التَّوقف هو مبني على مثل هذا إذا ما ظهر لك انحراف المُتكَلَّم فيه، أمَّا أهل السُّنَّة, أَهْل الحق؛ هم الطَّائفة المنصورة و الفرقة الناجية، فَلا يُتذرَّعُ وَ يُغرِّد و يُغَنَّي و يُتكئ على هذه العبارة كثير من أهل الأهواء لردِّ كلام و ثَلْب أهل السنة و طعنهم في أهل الأهواء. وَضح؟
إذاً كلامُ الحافظ يَنبغي أن يُفْهم على وجهه، و الحقيقةُ أنَّ المسائل المتعلَّقة بالجرح و التعديل و القواعد المنبثقة عن هذه المسألة كثيرة و لا أظنُّ أنَّنا نستطيع أن نستوعبها في هذا الدَّرس الذي أشار إليه الحافظ إشارات، لأنَّ القواعد كما قلتُ عِدَّة و كثيرة و التَّطبيقات العملية عديدة فلعلَّ الله – جل و علا – يُيَسِّر درساً خاصاً لبيان قواعد الجرح و التَّعديل و تطبيقاته – بإذن الله.
و قبل أن أتجاوز أيضاً هنا سؤال مضى أو أسئلة مضت - من باب زيادة الإيضاح- قال السَّائل:
يقول بعضهم: إنَّ التحذير من أهل البدع حق لكنه لا يسمى جرحاً ولا تعديلا، لأنَّه باب قد أقفل؟.
الجواب: أظن بيَّنا الأصل الشرعي- لمسألة الجرح والتعديل- و تكلَّمنا عن وجه ذلك مِنْ نُقُولات نَقلناها و بياناتٍ بيناها عن الإمام أحمد و الحافظ ابن الأثير من مُقدِّمة (جامع الأصول) و غير ذلك، لكن الحقيقة الكلام جواباً عن هذه المسألة مِنْ وُجوه، حَتَّى تعرف أنَّ هذه التشغيبات كثيرة على أهل السنة مِنْ قَديم و لا زَال أهل الأهواء لا يَفْتُرُون عن التشغيب و التشويش على أهل السنة هُنا و هناك، يَعني بحجَّة الإنصاف، و بدعوى الاعتدال إلى غير ذلك، و الحقُّ أن الناس في هذه المسألة انقسمت، الآنْ هذا في السؤال، و هذا أيضاً موجود:
- منهم من يقول: أن هذا الباب أُغلق و ليس من باب الجرح و التعديل.
- و منهم من يقول: لا، هُو لا يُعْتبر من باب الجرح و التعديل، و المتكلمون في أهل الأهواء من أهل العلم يجب قبول قولهم هكذا حتى و لو لَم يبيِّن، إذَا قال فلان مبتدع إذا يَجب عليك وجوباً ماذا؟ التَّسليم.
- و آخرون يقولون إنَّ هذا الكلام في الناس فيمن يَستحق التحذير و التنبيه مبني على أنه تَتبع للعورات و تتبع للكتب، و ليس هو من باب التحذير و لا هو من باب الجرح و التعديل.
على كل حال تنوعت العبارات و اختلفت الأطروحات لكن المؤدَّى واحد و هو إخراج أنَّ الكلام في هذا الباب ليس من هذا الوجه - و هو باب الجرح و التعديل-.
فأنا أطلب منكم – بارك الله فيكم – التعرف على مقالاتهم، و لا شك أنَّ الصراع بين أهل الحق و الباطل قديم، و أهل الأهواء لا يَفتُرون في إخراج هذه الشبه تشغيباً وَ الفَتِّ في عَضد أهل السنة، فَيترنح مَنْ هُو مترنِّح، و يتذبذب من هو متذبذب، ويَنجذب من هو منجذب وهكذا، و لا شكَّ أن هذه الدَّعوة السنية الصَّافية، دعوة أهل السنة و الجماعة دعوة صادقة مُصدَّقة مُصدِّقَة لا تقبل إلا الصَّادقين الذين جَمعوا بين العلم و العدل، فلا يظلمون و لا يَجُورون حتى مَع مَنْ شانئهم أو نَاوأهم لو كان من الكافرين.
فلعل هذا السؤال فتحَ باباً للتنظير للمسألة مِنْ وُجوه قد تَكون غابت عن بعضكم، فَأقول - بارك الله فيكم - الكلام عن هذه الشبهة و الشبه التي ذكرنا طرفا منها من وجوه:
- الوجه الأول: تَمهيدٌ: في أن أهل السنة لا يَتركونَ الْحقَّ الذي يَعْتَقدونه لشبهة قالها أهل الأهواء أو عرَّض بها أهل الأهواء فيتركون الحق الذي عندهم لذلك.
يقول الإمام ابن تيمية – رحمه الله – في (رده على البكري): (لو كان المسلمون و أهل السنة يتركون ما يعلمونه من التَّوحيد و الإيمان و السنة و معرفة الله، لتكفير الجاهلين لهم للزم أن يتركوا موالاة الخلفاء الراشدين و جمهور المهاجرين و الأنصار لتكفير الخوارج و الروافض لهم- إلى أن قال: - بعد أن عدد جملا – الخوارج و غيرهم إلى آخره- قال:
فلا نترك دين الإسلام بشناعة مشنع، و لا تكفير مكفر، و لا لتضليل ضال، فإن إياب الخلق إلى الله و عليه حسابهم، فالموحد لله سبحانه يُظهِر الحق،يظهر الحق حيث كان، خاصاً و عاماً، و خطاباً و كتاباً، حتى لو طلب منه أن يكتم الحق في وقت الخوف الشديد لم يكتمه) - هذه قاعدة لا بد أن نكون على ثباتٍ منها، كُن على ثباتٍ من الحق الذي يقرره أهل السنة بعلم و عدل و أدلته البينة الظاهرة-
قَال: فالموحد لله سبحانه يظهر الحق حيث كان خاصَّاً و عاما و خطابا و كتابا حتى لو طلب منه أن يكتم الحق وقت الخوف الشديد لم يكتمه.
و هذا هو الذي قامَ به أهل الحديث و أئمة أهل السنة في بيان الحق للخلق و الذب عن حياض الدين.
قالَ شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- : (إن الشيطان طمع في تحريف كثير من الحديث و تغيير ألفاظه و الكذب في متونه و إسناده، فأقام الله له من يحفظه و يحميه، و ينفي عنه تحريف الغالين، و انتحال المبطلين، و تأويل الجاهلين، فبيَّنوا ما أدخل أهل الكذب فيه، و أهل التحريف في معانيه). إلى أن قال : (و قد وقع في هذا الباب – أنْ وقع في شراك الشيطان – كثير من الفقهاء و الفقراء و العامة و نحوهم ممن فيهم زهد و دين و صلاح، و لكن كل من لم يكن علمه و عمله يرجع إلى العلم الموروث عن رسول الله صلى الله عليه و آله سلم مقيَّد بالشريعة النبوية لم يخلص من أهل الأهواء و البدع، بل كله أهواء و بدع).
إذاً لا يمكن لأهل الحق بعد أن تَبين لهم بالأدلة الظاهرة النيِّرة البيِّنة أنْ يتركوا الحق لتشغيب مُشغِّبٍ، وَ إلاَّ لتركت الناس التوحيد و الموالاة في سبيل الله، و المعاداة في الله، إلى غير ذلك، فلاَ بُدَّ للإنسان أنْ يكون على يقين و على تمامٍ من أمره، و ألاَّ يَتزعزع، خاصَّة – كما قلت – إذا قُرن الأمر بدليله و بيِّنته.
- الوجه الثَّاني:
تقدَّم معنا – بارك الله فيكم – أنَّ من شروط الحديث المقبول العدالة. أليس كذلك؟ و بينَّا معنى العدالة، وبماذا تَثبت العدالة، إلى غير ذلك من تفصيلاتٍ تتعلَّق بالعدالة في محلها عند كلامنا عن الحديث الصحيح و شروطه، و ذكرنا أنَّ هذا القيد – قيد العدالة – قيدٌ للاحتراز يُحترز به من جملة أمور، أليس كذلك؟ قيدٌ يخرج به: الكافر و المجنون و الفاسق... إلى آخره، و منهم المبتدع على تفصيلٍ تقدم بيان الرواية عن المبتدعة و الكلام حولها، لكن من حيث الجملة هذا القيد يخرج به بعض أفراده و منهم المبتدع، إذا الكلام في المبتدع أحد فروع الكلام عن العدالة والراوي العدل، فكيف نَقول: الباب أغلق وهو موجود!!- أعني البدعة والابتداع- ثُم إذا كان الكلامُ فيه أحد فروع الكلام عن العدالة فما لواجب تجاه هذا الفرع؟
الواجبُ: أنْ يأخذ الجانب الحديثي الّذي سلكه أهل العلم لتثبيتِ هَذا الجرح- أليس كذلك؟- مِنَ البَيِّنة و بيانِ وَجه الابتداع، الإمام أحمد رحمه الله - فيما قَرأناه عليكم في اللقاء الماضي من (مناقب الإمام أحمد) لابن الجوزي- لما سئل عن جمعٍ منَ القُضَاة - مَا هم رواة، لا علاقة لهم بالرواية- لتوليتهم مناصب قضاء بين الناس، فَيُسأل عنهم و يقول: جَهمي مبتدع صاحبَ بشراً المريسي؛ يُبَيِّن وجه الابتداع فِي أي باب في الإرجاء، فِي الخروج، في كذا، في كذا، يُبين الوجه كاملاً – رحمه الله- بما يدين الله به.
إذا ثَبت أنَّ هذا جرح يُتعامل معه على أنَّه أحد الفروع المتكلم فيها فيما يتعلق بالعدالة، و أنه يُسلك فيها المسلك الحديثي الذي سلكه أهل العلم في تثبيتهِ مِنْ عَدمه، و عليه فيُتعامل معه وفق الضَّوابط التي ذكرها أهل الحديث، فالكلامُ إذاً في باب التحقق من جانب الرواية، و هذا ظاهر ومعلوم، و الكلام في باب الرواة قد انقضى و انْتهى، الرُّواة أمرهم ظاهرٌ لكن بقي ماذا؟ بقيَ الكلام في الرِّجال أو الأشخاص دِيَانةً من باب (تَحذير الأُمَّة و النصح لها) و الذي منْهُ التحذيرُ من المبتدع، عندما ننصح الأمة و نُبين لها لا ينحصر الكلام في المبتدع خاصة إنما الفساق و الملحدين و المنحرفين ... إلى آخره و ليس هو محصوراً في جانبٍ و إنما من الجوانب: أهل البدع.
يقول الإمام مسلم – رحمه الله - و هذا لم يغب عن أهل الحديث هذا الأمر – سَطروه و نظروا فيه و خصُّوه بالذكر، قالَ في (مقدمة الصحيح) : ( و اعلم وفقك الله تعالى أن الواجب على كل أحد عرف التمييز بين صحيح الروايات و سقيمها و ثقات الناقلين لها من المتهمين ألا يروي منها إلا ما عرف صحة مخارجه و الستارة في ناقليه و أن يتقي منها ما كان عن أهل التهم و المعاندين من أهل البدع).
و قالَ الإمام ابن حبان – رحمه الله – في (مقدمة المجروحين): (باب ذكر أنواع جرح الضعفاء) عَنْونَ بهذا العنوان ثم قالَ: ( فأما الجرح في الضعفاء فهو على عشرين نوعا، يجب على منتحل للسنن طالب لها باحث عنها أن يعرفها لئلا يُطلق على كل إنسان إلا ما فيه)؛ وانظر إلى ورعهم – رحمهم الله – لا يتجاوزون و لا يغلون كما يُصوِّر بعضهم كما جاءني فِي سؤالٍ: إنَّ المتكلمين في هذا الباب يُوصَفُون بأنهم غُلاة!!! فَهُمْ أهل ميزانٍ وَ أهل قسط، و هذا هو الواجب بعلمٍ و عدل – كما قلتُ – و سيأتي الجواب – بإذن الله – عن هذا الكلام.
قالَ: ( لئلا يطلق على كل إنسان إلا ما فيه و لا يقول عليه فوق ما يعلمه منه.- لا يتجاوز فلا يزيد و لا ينقص- ثم قال: ذكر النوع التاسع عشر ثم قال: (و منهم – هؤلاء المجروحين -الأنواع العشرين – التاسع عشرو منهم المبتدع إذا كان داعية يدعو الناس إلى بدعته و يرجع إليه في ضلالته كغيلان، و عمرو بن عبيد، و جابر الجعفي و ذويهم).
إذاً أهل الحديث - رحمهم الله – لم يَغب عنهم تَقرير هذا الأصل و أنَّ الكلام في هذا الباب هُو كلامٌ حَقٌّ يَجب التَّنبيه عليه والتَّنبه إليه.
- الوجه الثَّالث: أنَّ أصل و مبدأ الكلام في الأشخاص جرحاً أو تعديلا هُو المنع - أليس كذلك؟-؛ لأن الكلام و غيبة الناس أصلها مُحرَّم بنصوص الكتاب و السُّنة، و إنما أجيز الكلام في الرِّجال جرحاً و تعديلا لغرض شرعي صحيحٍ.
- ما هُو هذا الغرض؟ هو: الذب عن حياض السُّنَّة و الاحتياط للدين و النصح للأمة و بيان الْحق للخلقِ، حتى لا يفتات مفتات على الشريعة.
- إذاً – كما - قاله الحافظ ابن الأثير رحمه الله – ذكرَ ( أنَّهُ الاحتياط في أمور الدين و حراسة قانونه)، و ذكر أنَّ أهل الحديث إنَّما قاموا بذلك الواجب تَوَرُّعَاً و حِسبَةً و تثبتاً في أمر الدين فإنَّ الشهادة في الدين أحق و أولى أن يتثبت فيها من الشهادة في الحقوق و الأموال، و هو من الأمور المتعينة العائدة بالنفع العظيم في أصول الدين، و سبقَ أن نقلتُ لكم أيضاً جُملاً من كلام الحافظ الباجي رحمه الله – في (التعديل و التجريح)، و من كلام الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي – تذكرونه- فَلا أُعيدُ.
إذاً هذا هو الغرض الشرعي الصحيح؛ حراسةُ قانون الدين و حراسة حياضه و الذب عنه، و الرد على المخالفين إلى غير ذلك.
هَذا الأمر هل انقطع بانقطاع الرواية؟ هذا الغرض الشرعي هل انقطع بانقطاع الرواية؟ أم أنه باق؟ هُو باقٍ؛ بِمَا أنه باق إذاً يبقى الكلام و أصل المبدأ قائمٌ، لا يجوز لأحد أن يُغلقه، بل لا يستطيع أحد أنْ يغلقه، لأنه لو أغلقه فالواقعُ يُكذِّبه، قَائِلوا هذه المقالة بأنَّ الباب قد انتهى فإنه يجب أنْ يُغلق؛ أمَا هُم بِهذا القول قَدْ رَدُّوا؟ بِهَذا القول أرادوا رَدّ مَنْ أباح الكلام!!
والقائلون: بأن هذا إنما هو تَتبع للعورات! أمَا هو رَدٌّ على القائلين بجوازه؟! فلماذا يجوِّزون لأنفسهم ما يمنعونه على غيرهم؟!!لا بدَّ لصاحب الهوى و الغرض و المرض أنْ يقع في التناقض و لا بد.
أقولُ بارك الله فيكم:
هذا الغرض الشرعي باق لوجود من يحاول النيل من هذا الدين، و العبث بأصوله، و إذا كان كذلك فالواجبُ على أهل الحق و أهل العلم من أهل السنة أنْ يَتصدروا وأنْ يَصدُّوا هذا العَبث، و يَردُّوا هذا الكيد و التَّجريح لمن يستحق ذلك التجريح نصحاً للأمة و قياماً بالواجب الشرعي، و مِنْ هَؤلاء أهل البدع.
- الوجه الرابع:
إذَا عُلم ما تقدَّم بيانه في الأوجه السَّابقة، فالكلامُ إذا في أهل البدع من وجهين:
رواية
و ديانة
و هو – أعني الكلام فيهم ديانة – مستمر لا يَجوز غلقه، بل لا يصح ولا يمكن غلقه، لأنَّ الغرض الشرعي الصحيح باقٍ، بل إنَّ حديث الدَّجال، المخرَّج في (الصحيح) عند مسلم و غيره في آخر الزمان عندما يخرج له شاب مؤمن من أهل المدينة فيفلقه فلقتين ثم يمر من وسطه فيحييه فيقول: (هل تؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت بك إلا كفراً، أنت الذي حدَّثنا عنك رسول الله صلى الله عليه و سلم) فهذا جَرحٌ له فِي وَجْههِ، و بيانٌ له أنَّه دجَّالٌ كذَّاب لا يجوز الإيمان به.
فَمن يغلق هذا الباب في وجه الدَّجالين و الكذابين و المفتاتين على الشريعة؟ .
و أيضا التاريخ يشهد و صَنيع الأمة من سابق العهد إلى يومنا هذا من أئمة الدين و الملة، يشهد على استمرارية هذا المنهج، و سبقَ أن قرأت لكم كلام الإمام أحمد – رحمه الله تعالى – فِي مَاذا؟ في الجمع الذين ذكرنَا، فهو – رحمه الله – بيَّن أمرهم منْ بَاب الرواية وَ لاَّ مِنْ بَاب الديانة؟ دِيَانةً، هذه المقولة التي شغَّب بها من شغَّب هل تعلمون من سلف قائلها؟ تعلمون سلفه؟
الآنَ: ما أشاعه بعض الحركيين أو المتحرِّكين و يرمونَ علماء أهل السنة بأنهم (لا يفقهون الواقع) (علماء حيض و نفاس) ...إلى آخره في قَديمٍ و حديث بألفاظ عدة، مَنْ سَلفُهم في هذا؟ هَلْ سَلفهم سَلَفٌ صَالح؟ أو سَلف طالح؟ سَلفهم في هَذا عمرو بن عبيد المعتزلي، لَمَّا قال في العلماء في الحسن و غيره أنهم عُلماء الخرق، عُلماء الخرق، يَعني علماء الحيض و النفاس.
فَسلف قَائلِ هَذه الشُّبهة- التي نحن بصدد الجواب عنها- هل تعلمون مَنْ؟ هُو التَّاج السبكي المنحرف الزائغ، هُو سَلف قائل هذا الكلام، في اعترضه على شيخه الحافظُ الذهبي –رحمه الله – لَما تَرجم الإمام الذهبي – رحمه الله – للفخر الرَّازي في (الميزان)، فقال: (صاحب التصانيف، رأس في الذكاء و العقليات، -هذا كلام مَنْ؟ الذهبي في الميزان،قال- لكنه عَرِيَ من الآثار و له تشكيكات على مسائل من دعائم الدين تورث حيرةً - نسأل الله أن يثبت الإيمان في قلوبنا- و له كتاب السر المكتوم في مخاطبة النجوم، سحر صريح، فلعله تاب من تأليفه إن شاء الله تعالى) و هذا الكتاب قد تكلَّم عليه الإمام ابن تيمية في (رده على البكري)، و أبان بعضاً مما في بلاياه و خزاياه و مافيه من كفر و العياذ بالله، و سحر صريح الذي هو (السر المكتوم في مخاطبة النجوم)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – (و بعضهم أدخل في دين الحنفاء من دين المشركين حتى صنف بعضهم تصنيفا في ذلك، مثل مصنف الرازي السر المكتوم في السحر ومخاطبة النجوم- و الذي قال عنه الحافظ الذهبي ( السر المكتوم في مخاطبة النجوم) - و آخرون صنفوا في الحروف و طبائعها و الدعاء بأسمائها ذكروها في أوقات)
إذاً هذا الكتاب جمع من الكفر و العياذ بالله أنه أدخل في دين الحنفاء من جنس دين المشركين، ماذَا قال السبكي؟
قَال الحافظ ابن حجر هُنا في (مقدمة لسان الميزان) نقلا عن التاج السبكي – بعد أنْ ذكر كلام الحافظ الذهبي في الرازي-: (وَ قَد عاب التَّاج السبكي على المصنف- يقصد الذهبي- ذكره هذا الرجل في هذا الكتاب- و قالَ: إنه ليس من الرواة - باب الرواية قد أغلق، و الفخر الرازي هذا ما هو راوي، ليش تذكره؟ و قد تبرأ المصنف – الآن بَدأ يُحاكم الذهبي إلى ما قُرِّر مِنْ مَاذا؟ مِنَ البراءة من الجرح عن عَصَبيةً و اعتقاداً، و هو الذي ذكرناه سابقاً قال- و قد تبرأ المصنف من الهوى و العصبية في هذا الكتاب، فكيف ذكر هذا و أمثاله ممن لا رواية لهم؟ كالسيف الآمدي- طبعاً طعنُ السبكي هَذا ظاهر؛ أنت تتبرأ من الهوى و العصبية و الواقع يُكذِّبك، هَذا مراده-، ثُمَّ اعتذر عنه بأنه يرى القدح في هؤلاء من الديانة - يرى أنَّ هذا الاعتذار غير مقبول-، و هذا هو بعينه التعصب في المعتقد- أهل السنة و علماء الحق عنَدما يقرِّرون مثل هذه المسألة؛ ليبينوا: أنْ لاَ يَدخل انحراف، كما هو حاصل في بعض المتكلمين فِي بَابٍ فَيَطغى، لكن انظر كيف استغل هذه القَاعدة فصيرها لنصرة مذهبه و الدفاع عن أهله و العياذ بالله، بأنْ يقلب على الحافظِ الذهبي ظَهر المِجَن، فقالَ- هَذا بعينه التعصب في المعتقد.
وضحَ؟ إذاً سَلَفُ قَائل هذه العبارة هو التاج السبكي، و بئسَ السَّلف، نَعم.
هل الحافظ ابن حجر – رحمه الله – عبأ بكلام السبكي هذا ؟ فأيَّدهُ؟
لَمْ يُؤيّده، بل ذكر هُنا في ( مقدمة اللسان) عدداً و كلاماً، و قدح هُو في الفخر الرازي، و جاء بكلامٍ لَمْ يذكره حتى الذهبي معتقداً أنَّ هذا هو الحق.
فقال – الحافظ ابن حجر رحمه الله: ( و كان يعاب عليهِ – على الفخر الرازي- بإيراد الشبهة الشديدة و يَقصُر في حلها حتى قال بعض المغاربة: يورد الشبهة نقدا و يحلُّها نسيئة، و قد ذكره ابن دحية فمدح و ذم، و ذكره ابن شامة، فحكى عنه أشياء رديئة، و كانت وفاته بهرات يوم عيد الفطر سنة ست وستمائة- ثم قال الحافظ- و رأيت في الإكسير في علم التفسير للنجم الطوفي ما ملخصه، ما رأيت في التفاسير أجمع لغالب علم التفسير من القرطبي، و من تفسير الإمام فخر الدين، إلا أنه كثير العيوب, فحدثني شرف الدين النصيبي عن شيخه سراج الدين المغربي أنه صنف كتاب المآخي في مجلدين، بين فيه ما في تفسير الفخر من الزيف و البهرج و كان ينقم عليه كثيرا، و يقول: يورد شبه المخالفين في المذهب و الدين على غاية ما يكون من التحقيق – يعني حتى في أصول الدين ، و هذا الذي قاله عنه الذهبي : و له تشكيكات على مسائل من الدين تورث حيرة،قال- يورد شبه المخالفين في المذهب و الدين على غاية ما تكون من التحقيق، ثم يورد مذهب هل السنة و الحق على غاية ما تكون من الوهاء
و الضعف.
- عندما تكون الشبهة قوية و الحق الذي ترد به ضعيفا، الضعيف عندما يقرع قوة الشبهة لا يستطيع أن يتمالك نفسه إلا و ينساق، لأن الجواب ضعيف لا يقوى على رد الشبهة، و مراده بأهل السنة هنا المعتزلة و من على شاكلتهم، لا يريد بأهل السنة و الجماعة، الطائفة المنصورة، قال الطوفي- و لعمري إن هذا دأبه في كتبه الكلامية و الحكمية حتى اتهمه بعض الناس ولكنه خلاف ظاهر لأنه لو كان اختار قولا أو مذهبا ما كان عنده من يخاف منه حتى يتستر عنه. و لعل سببه أنه كان يستفرغ قواه في تقرير دليل الخصم فإذا انتهى إلى تقرير دليل نفسه لا يبقى عنده شيء من القوى، و لا شك أن القوى النفسانية تابعة للقوى البدنية).
على كل حالٍ، و له كلام في غاية من القوَّة و التشكيك بأصولِ الاعتقاد و مسألة خلق أفعال العباد، و غير ذلك، فالحافظُ ابن حجر – رحمه الله – هنا لم يعبأ بكلام السُّبكي، بل ذكره للرَّدِّ عليه، تبنى رداً و بياناً لحال الفخر الرازي، وأيضا نقل نقدات غير الحافظ الذهبي – رحمه الله - في الفخر الرازي.
إذاً الكلام فيه ديانةً ونصحاً للأمة، و ليس هو منَ الرُّواةِ كما اعترفَ بذلك السبكي، و هَذا الحال أيضا في ترجمة (على بن الحسين العلوي الحسيني المرتضى الشريف)، يقول الذهبي – رحمه الله- هذا ليس من الرواة - يقول: (المتكلم الرافضي المعتزلي، صاحب التصانيف، و لي نقابة العلوية- إلى أن قال- و هو المتهم بوضع كتاب نهج البلاغة، و له مشاركة قوية في العلوم، و من طالع كتابه نهج البلاغة، جزم بأنه مكذوب على أمير المؤمنين علي رضي الله عنه، ففيه السب الصراح و الحط على السيدين أبي بكر و عمر رضي الله عنهما، و فيه من التناقض و الأشياء الركيكة و العبارات التي – من له معرفة- بنفس القرشيين الصحابة، و بنفس غيرهم ممن بعدهم من المتأخرين، جزم بأن الكتاب أكثره باطل).
و الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى نقل كلام الحافظ الذهبي رحمه الله في (اللسان) و أقرَّه، بل و ذكر بعض أقوال أهل العلم فيه كابن حزمٍ و غيره من أهل العلم.
- الوجه الخامس:
أنَّه مما لا شك فيه -أيها الأخوة- أنَّ الألفاظ المستخدمة منْ أهل العلم في الكلام على أهل البدع عندما يتكلمون عن أهل البدع تَختلف عن الألفاظ المستخدمة في الْجَرح و الَّتي تتعلق بالضَّبط، أو بالَّتي تَتَنافى مع العدَالة مِمَّا هو غير الابتداع، و كمَا قُلنا – مثلاً – منهم المتهم و السَّارق و غير ذلك، و ما يتعلق بفاحش الغلط، كثير الوهم، واهٍ لا يَضْبط... إلى آخره، و منْها كذَّاب، سارق، متَّهم، وضَّاع، يضع الحديث، إلى غير ذلك، فالألفاظ تختلف فيما يتعلَّق بالضبط، أو فيما يتعلق بالعدالة مِن مُحَتَرزاتها مما سوى الابتداع، فَهمتمْ؟
لكنْ مَنْ نَظر في عبارات الأئمة التي يُجرِّحون بها أهل البدع يَعْلَمُ مِنْ وَصفهم للراوي بأنَّه مبتدع يَذْكرون نَوع بدعته في غَالب الأحايين مِنْ اعتزال، أو رفض، أو تجهم، أو إرجاء ،أو قدر، أو غير ذلك، و عندما يذكرون هذا – كما قلتُ – قُلنا الرِّواية انتهت- إنَّما يذكرونه من باب الدِّيانة و تحذير الأمة و صيانتها من الدخيل، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و ردِّ البدع حتى تحجم هذه البدع، من هذا قول شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –في مجموع فتاويه في الجزء الثامن و العشرين.
(و سئل رحمه الله عن الغيبة،يعني شيخ الإسلام، هل تجوز على أناس معينين؟ أو يعين شخص بعينه؟ أفتونا ...
فأجاب رحمه الله: الحمد لله رب العالمين، أصل الكلام في هذا أن يعلم أن الغيبة كما فسرها النبي عليه السلام، - و ذكر حديث الغيبة و البهتان ثم قال- فالكذب على الشخص حرام كله سواء كان الرجل مسلما أو كافرا برا أو فاجرا، لكن الافتراء على المؤمن أشد، بل الكذب كله حرام – إلى أن قال- و لكن تباح عند الحاجة الشرعية – و هذا الذي سبق تقريره، وذكر كلاما طويلا، ثم قال: من جنس الغيبة كذا إلى آخره ثم قال- إذا تبين هذا فنقول ذكر الناس بما يكرهونه هو في الأصل على وجهين:
- أحدهما ذكر النوع
- والثاني ذكر الشخص المعين الحي أو الميت.
-ثم ذكر عن الأول و الثاني قال- النوع الأول فكل صنف ذمه الله و رسوله يجب ذمه، و ليس ذلك من الغيبة، كما أن كل صنف مدحه الله و رسوله يجب مدحه، و ما لعنه الله و رسوله لُعن، كما أنَّ من صلى عليه الله و ملائكته يُصلَّى عليه، فالله تعالى ذم الكافر و الفاجر و الفاسق و الظالم و الغاوي والضَّال و الحاسد و البخيل و الساحر- فذكر جملة- و لعن اليهود و النصارى ...و الله هو و ملائكته يصلون على النبي و يصلون على الذين آمنوا و الصابر المسترجع عليه صلاة من ربه و رحمة- و ذكر جملة، إلى أن قال- أما الشخص المعين فيذكر ما فيه من الشر في مواضع منها:
المظلوم، له أن يذكر ظالمه بما فيه إمَّا على وجه دفع ظلمه و استيفاء حقه، كما قال النبي عليه السلام لهند، -فذكر الحديث و بين الوجه، ثم قال- و منها أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم و دنياهم -وكما في الحديث الصحيح عن فاطمة بنت قيس، لما استشارت النبي عليه الصَّلاة والسلام من تنكح، و قالت: إنه خطبني معاوية و أبو جهم، فقال:- (أما معاوية فصعلوك لا مال له، و أما أبو جهم فرجل ضرَّاب للنساء) و روي ( لا يضع عصاه عن عاتقه)، فبين لها أن هذا فقير قد يعجز عن حقك، و هذا يؤذيك بالضرب، و كان هذا نصحا لها، و إن تضمن ذكر عيب الخاطب، و في معنى هذا نصح الرجل فيمن يعامله، و من يوكله و يوصي إليه، و من يستشهده، بل و يتحاكم إليه و أمثال ذلك، و إذا كان هذا في مصلحة خاصة فكيف بالنصح فيما يتعلق بحقوق عموم المسلمين؟ من الأمراء والحكام و الشهود و العمال أهل الديون و غيرهم؟ فلا ريب أن النصح في ذلك أعظم، كما قال النبي عليه الصلاة و السَّلام:(الدين النصيحة) -فذكر الحديث، و قال- وإذا كان النصح واجبا في المصالح الدينية الخاصة و العامة مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون، كما قال يحي بن سعيد: سألت مالكا و الثوري و الليث بن سعد أظنه و الأوزاعي – قال هكذا – عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ فقالوا: بيِّن أمره.
-و هذا قد نقلناه لكم في اللقاء الماضي،- و قال بعضهم لأحمد بن حنبل: إنه يثقل علي أن أقول فلان كذا و فلان كذا، فقال: إذا سكت أنت و سكت أنا فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم، قال – رحمه الله – و مثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب و السنة أو العبادات المخالفة للكتاب و السنة، فإنَّ بيان حالهم و تحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين. حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم و يصلي و يعتكف أحب إليك؟ أو يتكلم في أهل البدع؟ قال: إذا صام و صلى و اعتكف فإنما هو لنفسه، و إذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل.
فبيَّن أن نفع هذا عام للمسلمين في دينهم، من جنس الجهاد في سبيل الله، إذ تطهير سبيل الله و دينه و منهاجه و شرعته و دفع بغي هؤلاء و عدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين، و لولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، -و هذا حق و ربِّ السماء- و لكان فسادهم أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب و مافيها من الدين إلا تبعا – يعني المستعمر– و أما أولئك – يعني أهل الهوى – فيفسدون القلوب ابتداءً... إلى آخر كلامه – رحمه الله –.
أيضاً اسمعْ إلى ما قَاله الإمام الهمام تلميذ شيخ الإسلام الإمام ابن القيم –رحمه الله – في (الصَّواعق المرسلة ) قال –رحمه الله: ( و أنت إذا تأملت تأويلات القرامطة و الملاحدة و الفلاسفة و الرافضة و القدرية و الجهمية و من سلك سبيل هؤلاء من المقلدين في الحكم و الدليل ترى الإخبار بمضمونها عن الله و رسوله لا يقصر عن الإخبار عنه بالأحاديث الموضوعة المصنوعة، التي هي مما عملته أيدي الوضاعين، و صاغته ألسنة الكذابين، فهؤلاء اختلقوا عليه ألفاظا وضعوها- من هم؟ الوضاعون الكذابون، اختلقوا الألفاظ و وضعوها على رسول الله عليه السلام-، وهؤلاء – يعني أهل البدع ممن ذكرهم – اختلقوا في كلامه معاني ابتدعوها، فيا محنة الكتاب و السنة بين الفريقين، و ما نازلة نزلت بالإسلام إلا من الطائفتين، فهما عدُوََّان للإسلام كائدان، وعن الصراط المستقيم ناكبان، و عن قصد السبيل جائران، فلو رأيت ما يصرف إليه المحرِّفون أحسن الكلام و أبينه و أفصحه و أحقه بكل هدى و بيان و علم من المعاني الباطلة و التأويلات الفاسدة، لكدت تقضي من ذلك عجبا- يستفرغون وسعهم في تقرير الباطل، و منهم الرازي و الزمخشري و غيرهم، و أذنابهم، قَال- و تتخذ في بطن الأرض سربا، فتارة تعجب، و تارة تغضب، و تارة تبكي، و تارة تضحك، و تارة تتوجع لما نزل بالإسلام، و حل بساحة الوحي. ممن هم أضل من الأنعام ، فكشفُ عورات هؤلاء و بيان فضائحهم و فساد قواعدهم، من أفضل الجهاد في سبيل الله، و قد قال النبي عليه السلام لحسان بن ثابت رضي الله عنه: (إن روح القدس معك، ما دمت تنافح عن رسوله) و قال: ( اهجهم ) أو (هاجمهم و جبريل معك) و قال: (اللهم أيده بروح القدس مادام ينافح عن رسولك) و قال عن هجائه لهم: (و الذي نفسي بيده لهو أشد فيهم من النبل)، و كيف لا يكون بيان ذلك من الجهاد في سبيل الله؟! و أكثر هذه التأويلات المخالفة للسلف الصالح من الصحابة و التابعين و أهل الحديث قاطبة و أئمة الإسلام الذين لهم من الأمة لسان صدق يتضمن من عبث المتكلم بالنصوص، و سوء الظن بها من جنس ما تضمنه طعن الذين يلمزون الرسول صلى الله عليه وسلم و دينه و أهل النفاق و الإلحاد لما فيه من دعوى أن ظاهر كلامه إفك و محال، و كفر
و ضلال، و تشبيه وتمثيل أو تخييل،ثم صرفها إلى معان يعلم أن إرادتها بتلك الألفاظ من نوع الأحاجي و الألغاز، ولا يصدر ممن قصده نصح و بيان، فالمدافعة عن كلام الله و رسوله و الذب عنه من أفضل الأعمال و أحبها إلى الله و أنفعها للعبد. انتهى كلامه – رحمه الله- من المجلد الأول من هذه النسخة صفحة مائتين و تسعة و تسعين، إلى ثلاث مائة و ما بعدها
و قال– رحمه الله – في كتابه (التبيان في آداب حملة القرآن)؛ و كثير منهم لا يتأمل مثل هذه القواعد حتى من حامل القرآن، يظن أن القرآن يكفي في ذلك حفظه، لا شك أن حفظ القرآن منزلة رفيعة، و يحتاج من صاحبه إلى عمل دؤوب و نصرة للحق و اتباع لرسول الله صلى الله عليه و سلم، و انظر في وصية ابن مسعود الطويلة لقارئ القرآن قَالَ رحمه الله: لما ذكر أنواع الأقلام:
" القلم الثاني عشر، القلم الجامع: و هو قلم الرد على المبطلين، و رفع سنة المحقين، و كشف أباطيل المبطلين، على اختلاف أنواعها و أجناسها، و بيان تناقضهم و تهافتهم، و خروجهم عن الحق، و دخولهم في الباطل، و هذا القلم في الأقلام نظير الملوك في الأنام، و أصحابه أهل الحجة الناصرون لما جاءت به الرسل، المحاربون لأعدائهم، و هم الداعون إلى الله بالحكمة و الموعظة الحسنة، المجادلون لمن خرج عن سبيله بأنواع الجدال، و أصحاب هذا القلم حرب لكل مبطل، و عدو لكل مخالف للرسل، فهم في شأن و غيرهم من أصحاب الأقلام في شأن".
إذا من المتقرر عند أئمة أهل السنة – كما ترون – أنَّ الرَّد على المبطلين من أهل البدع و مَنْ شَاكلهم حقٌّ و واجب لمن قدر على ذلك بعلم و عدل، و هذا من أعظم القُربات،و الذَّب عن السنة أفضل من الجهاد في سبيل الله.
و أما قول مَنْ يَقولُ: بأنهم يَتَتَّبعون الكُتب و العثرات و يستخرجون الزلات!!
فَليس الأمرُ كذلك؛ فإنَّ هَذهِ مِنْ سِمَات أهل العلم في رد باطل المبطلين، إذْ أنَّ هَذا هو العَدل، يَقتضي ذلك؛ ألاَّ أرد على فلان أو علاَّن إلاَّ بعد أنْ أُثْبِتَ أنَّ الكلامَ لَهُ، و أنَّ هذا الباطل مِمَّا قاله و سطَّره، فَهَذا مِنْ تَمام العدلِ و الإنصاف، وفيما نَقلناه كَلام ظَاهر بيِّن، لكن اسمع إلى هذه القصة:في (شرح العلل) للحافظ ابن رجب في آخر كتابه و قبل خاتمة الكتاب قال – رحمه الله – ناقلا : قال المروذي: ( مضيت إلى الكرابيسي، و هو إذ ذاك مستور - لا تعرف بدعته- يذب عن السنة،و يظهر نصرة أبي عبدالله –الإمام أحمد- فقلتُ له: إن كتاب المدلسين – ألَّف كتابا في المدلسين- يريدون أن يعرضوه على أبي عبدالله – الإمام أحمد- فأظهر أنك قد ندمت -عما فيه من الغلط و الباطل- حتى أُخبر أبا عبدالله،فقال لي: إن أبا عبدالله رجل صالح، مثله يوفق لإصابة الحق، و قد رضيت أن يعرض كتابي عليه، و قد سألني أبو ثور و ابن عقيل و حبيش –أن أضرب على هذا الكتاب فأبيت – يعني طلب منه من قبل – فأبيت ، و قلت بل أزيد فيه، - يعني ركبه العناد، و هكذا العناد و الكبر و العياذ بالله،و عدم الرجوع إلى الحق يفضي إلى السقوط، قال: بل أزيد فيه، قال المرودي- فَلَجَّ في ذلك و أَبَىَ أنْ يَرْجعَ عنْه، فجِيءَ بالكتاب إلى أبي عبدالله، و هو لا يَدْري مَنْ وضع الكتاب- يعني أخفي عليه اسم الكتاب أو لم يعرف من كتبه – و كان في الكتاب: الطَّعن على الأعمش، و النُّصرة للحسن بن صالح – الخارجي – و كانَ فِي الكتاب: إنْ قُلتم إنَّ الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج فهذا ابن الزبير قد خرجَ – يَستدلُ عَلى الباطل بوقوع فاضلٍ في الغلط!! و هَكذا أهل الأهواء دائماً يستدلون على باطلهم و غَلطهم بوقوع بعض الفُضَلاء أو غلط بعض أهل العلم في الفتيا، يتمسَّكُون بها، فُلان قالَ، فلان قال، و لا يَجوز أنْ تقع في الغلط و تستدل مُبرِّراً لِلغلط بوقوع فَاضِلٍ فيه!-.
قَال: إن قلتم إن الحسن بن صالح كان يرى رأي الخوارج فهذا ابن الزبير قد خرج- أي: إذاً مَاذا يلزمكم أنْ تقولوا؟ ابنُ الزبير خارجي ، هكذا يريدُ-.
فلما قرئ على أبي عبدالله قال: هذا قد جمع للمخالفين مالم يحسنوا أن يحتجوا به-أي: لو أرادوا أن يحتجوا ما استطاعوا أن يحتجوا بمثل هذه الحجج،كما يفعل الرَّازي حين يَحْشُر الشبه القوية بأدلتها وَ لا يستطيع أن يجيب عنها- حذّروا عن هذا ونهى عنه – يعني حذروا هذا الكتاب و من قائله و كاتبه- .
قَال الحافظ ابن رجب – رحمه الله – و قَد تسلط بهذا الكتاب طوائف من أهل البدع، من المعتزلة و غيرهم، في الطعن على أهل الحديث، كابن عباد الصاحب و نحوه....و كذلك بعض أهل الحديث ينقل منه دسائس، إما أنه يخفى عليه أمرها، أو لا يخفى عليه، كالطعن على الأعمش ويعقوب الفسوي و غيره.
و أما أهل العلم و المعرفة و السنة و الجماعة فإنما يذكرون علل الحديث نصيحة للدين و حفظا لسنة النبي عليه الصلاة السلام،و صيانة لها، و تمييزا مما يدخل على رواتها من الغلط و السهو و الوهم، و لا يوجب ذلك عندهم طعنا في غير الأحاديثالمعلنة.... إلى آخر كلامه رحمه الله.
إذاً آخذوه بكتابتهِ، أو لم يؤاخذوه!!؟ و هذا كثير جداً، أعني المؤاخذة من كتابٍ أو نحوه، وَ كَانُوا يَنْقُدون، ويردون.
ثم إن الكلام الذي قرأناه عليكم منْ كلام الحافظ الذهبي في نَقده على علي بن الحسين المرتضى، (نَهج البلاغة)، أمَا نَقدَهُ مِنْ خلالِ كتَابهِ؟!! و غيره.
إذاً أيها الأخوة، نَقَداتُ الأئمة و بياناتهم ظَاهرة وبيِّنة في هؤلاء مِنْ كتبهم و مَقالاتهم، و مِمَّا بلغهم عنهم مما نقله إليهم الثقات الأثبات.
يقول ابن القيم – رحمه الله- في ( المدارج) ( و اشتد نكير السلف و الأئمة لها – أي البدعة- و وصاحوا بها وصاحوا بأهلها، و حذروا فتنتهم أشد التحذير، و بالغوا في ذلك ما لم يبالغوا مثله في إنكار الفواحش، و الظلم، و العدوان، إذ مضرة البدع و هدمها للدين و منافاتها له أشد).
و عقد العلامة ابن مفلح في (الآداب الشرعية) فصلاً قال:
(فصل وجوب إبطال البدع المضلة و إقامة الحجة على بطلانها).
و الأئمة – كما قلتُ – نَصُّوا على جمعٍ لا عِلاَقة لهم و ضَلَّلوا جمعاً من النَّاس تحذيراً للأمة من أنْ يَقعوا في شِرَاك هؤلاء – وهم لا علاقة لهم بالرواية – و مِنْ هَؤلاء الإمام ابن تيمية رحمه الله، فَردَّ على البكري، و رَدَّ على ابن عربي، و الفَارابي، و ابن سينا، و غيرهم كثير، أليسَ كذلك؟
فاسمع ماذا يقول –رحمه الله، قال ابن تيمية – رحمه الله:
( أما الرب سبحانه و تعالى فيمتنع أن يفعل أحد مثل فعله، و يمتنع أن يستخلف أحدا يقوم مقامه في فعله، فإنه سبحانه و تعالى خالق فعل ذلك الشخص، و هو سبحانه و تعالى شاهد لا يغيب، و هو موضع غلط فيه طائفة من الناس،فظنوا أنَّ آدم خليفة الله في الأرض ،يقوم مقامه، و أنه جمع له أسماءه الحسنى، قالوا: و هو معنى تعليمه الأسماء الحسنى كلها، و هذا قول أهل الحلول و الاتحاد،كابن عربي صاحب الفصوص، و أمثاله من أهل الإلحاد،و هذا جهل و كفر).
و يقول أيضاً:
( و بسبب الخروج عن الشريعة صار بعض أكابر الشيوخ عند الناس ممن يقصده الملوك و القضاة و العلماء و العامة على طريقة ابن سبعين، قيل عنه: إنه كان يقول – ابن سبعين – البيوت المحجوجة ثلاثة: مكة،و بيت المقدس، و البندر الذي للمشركين بالهند، و هذا لأنه كان يعتقد أن دين اليهود حق، و دين النصارى حق، و جاءه بعض إخواننا العارفين قبل أن يعرف حقيقته، فقال له: أريد أن أسلك على يديك – يصير على يديه مريدا – فقال له: على دين اليهود و النصارى أو المسلمين؟- تريد أن تسلك على أي دين- فقال له: و اليهود و النصارى ليسوا كفارا؟ قال: لا تشدد عليهم، لكن الإسلام أفضل).
هَا؟ لكن الإسلام أفضل؟
لا تشددوا،لا تسربوا،خلُّوا الناس تَتوسع!
و قال أيضا – رحمه الله – في كلامه عن الغزالي أبي حامد، و بعضهم ينقل تقريرات في مسائل حرجة في التفسير و ما يتعلق به ينقل من هذا الكتاب المذموم (إحياء علوم الدين ) و غيره! الَّذي ذم العلماء الكتَاب و كاتبه، قال ابن تيمية: ( و في كلام أبي حامد في المظنون به على غير أهله – كتاب له اسمه المظنون به على غير أهله – و نحوه ما مشى فيه على منهاج ابن سينا.
و لهذا اشتد نكير العلماء على أبي حامد لما في كلامه من أصول الفلاسفة الملحدين و هم بنوا الشفاعة على أصلهم الفاسد، و هو أن الله تعالى – عندهم – لا يحدث شيئا بمشيئته واختياره، بل لا سبب للحوادث إلا حركة الفلك، فلهذا لم يثبتوا لله جل و علا إجابة سائل و لا إحداث أمر).
أنا أسألُ بعد كلِّ هذا الكلام المختصر في هذه الوجوه الَّتي تقدمت يَبْقَى لمتذرع أنْ يَتَذرَّع من أنَّ الكلام في أهل الأهواء و التَّحذير من المضلين وجهٌ؟!
ومِمَّا يمنع هذا القول – خاصَّة- إذا عُلِم أنَّ سلفه في هذا هو السُّبكي!
ثِمَّ إن العلماء حتى مِنْ عُلمائنا المعاصرين لَمَّا حذَّروا و بيَّنوا و أنذروا الأمة أكانوا بذلك جَاهلين مِنْهاج السَّلف؟!
و كل الأئمة – هؤلاء- مِنْ بعْدِ انقضاء عهد الرواية, كَالبغوي، و ابن كثير، و الذهبي، و ابن تيمية، و ابن القيم، و الشوكاني، و الصنعاني، و محمد بن عبدالوهاب، و طلابه، و أحفاده، و أئمة الدعوة و ابن باز و الألباني و ابن عثيمين و غيرهم من علماء أهل السنة؟ كل هؤلاء جهلوا منهج السلف و عَلِمَهُ قَائل هَذا القول؟!!
يَكْفي في هُجران هذا القول و ضَلاله أنَّه لَمْ يُسبق إليه إلاَّ مِنَ السُّبْكي!!
الإمام عبدالعزيز بن باز – رحمه الله – لَما قالَ في أسامة بن بلادن أنَّه ضال، أيش يُريد بهذا؟ ماذَا يريد من هذه الكلمة؟ ألا يريد تَحذير الأمة منه و من ضلاله! و أنَّه حكم عليه بأنَّه ضالٌّ، وَ هو كذلك .
و هَكذا كُلُّ نَاعقٍ من أهل الأهواء.
فإذاً – بارك الله فيكم – سَبيل أهل السنة رحمهم الله ، ظَاهر بيِّن لا إشكال فيه، و لعلَّه قَدْ أَتينا على هذه الشُّبْهة، أرجو.
سؤال: قالَ إن بعض النَّاس يتَحسس من لفظ الجرح، و يصف العلماء المشتغلين بالغلاة نريد إزالة هذه الشبهة؟.
الجواب: عَلى كل حال يَتحسس مِنْ كلمة جَرح! فَالتحذير يَقْبلُ؟ ! يَقْبَل كلمة تَحذير؟ مَا يتحسس من تحذير؟ ! مِنْ بَيان ! مِنْ ذَبٍّ عَن السنة !
إيش هذه التَّحسُّسات!مَا لَها داعي، قبلها أئمة أهل السنة، لا بدَّ أن تَكُون مُسلِّماً، جاء فِي (الحلية) لأبي نعيم عن الإمام سفيان الثوري رحمه الله: يقول لأحد أصحابه: ( إن الرجل إذا أحببته في الله ثم أحدث حدثا فلم تبغضه في الله فإنك لم تحبه في الله).
لأنَّ هذا عنده ولاء و ما عنده براء، ولا يَجوز إلاَّ الجمع بينهما ، فالإسلام ليس ولاء محضاً و لا براءً محضاً، بل يجمع بين الولاء و البراء، فعُلماء (الجرح و التعديل) خرجوا به كعلم و فنٍّ وَ تَقنين لِمَاذا ؟ تَحذيراً للأمة - خلاص لا يتحسس هذا المتحسس- نَعم نقول: هَذا تحذيرٌ للأمة و نصحٌ للأمة.
ثُم الوصف بأنَّ المشتغلين بهذا البيان بأنهم غُلاة؟!
السُّؤال: على أيِّ أساس بنيتَ هذا الحكم؟! إذ الذي عند أئمَّة الحديث مُتشدد و متساهل و معتدلٌ، كلها دائرة تحت أي عنوان؟ (ذكر مَنْ يعتمد قوله في الجرح و التعديل) فلماذا تَطرِّح أنت الذين تعدهم من المتشددين أو الغلاة عَلى تعبيره؟! الغُلو مَرفوضٌ؛ لأني أقول إنّه بَنَى الغُلو على أنَّه مُتشدد – في ظنِّه-، وهذا غلطٌ، ففرقٌ بينهما.
إذا كانَ فِي عهد الأئمَّة الذين كتبوا و بيَّنوا و قننوا يُوجدُ: مُعتدل و يوجدُ مُتشدد و يوجد مُتساهل، ففي هذه القسمة الحادثة لا يوجد إلاَّ مُتشدِّد و مُتَعقِّلٌ- على تعبيراتهم الظالمة المبتدعة-، أوْ قُل معتدل، ما في مُتساهل؟! هَذا الزمن ما في متساهل!
أمَا حَذَّرَكُمْ ابْنُ نَاصر الدِّين في (الرد الوافر)، وَ الحافظ ابن حجر فيْما قرأناه في (النزهة) من التساهل !
إذاً على هذه القسمة مُنْدَفِعٌ وَ مُتَعقل- كما هي تعبيراتُ القوم!!-، أنَا لاَ أقول مُتَساهل، أقولُ يُوجُدُ مُتَسيِّب فِي الأحكامِ!! واضح؟
الأمر الرابع: هذا التَّقسيم لأهل العلم متشدد و معتدل و متساهل قامَ به مَنْ ؟ هل آحاد النَّاس أم العلماء الذين خَبروا و سبروا و نظروا، فهلْ أَنْتَ مِنْهُم؟!
هَذا الْمُقسِّم هل هو منهم؟!
معدودٌ في جملتهم؟! عالِم عارف بأسباب الجرح و التعديل؟!
وَ كيفَ يُصنِّف الحفَّاظ و العلماء في أي طبقة يَكُونون؟! فلهم أقول: ما هَذا بعشك فَادْرُجي! فَارحم نفسك لا تُهلكها.
إذاً الذين تكلموا في هذا الباب عُلماء، و أنتَ لست كذلك فَارحم النفس و لا تهلكها.
عَلى كل حال هَذا الغالي أو المتشدد إذَا قلنا بأنَّه تَشدَّدَ: بناءً على أيِّ أساس، بُنى تشدده؟ أو بَنَيتَ الْحُكم بتشدده؟ كم مسألة غلط فيها في ظنك؟ عشرة؟
تكلَّم في مائة مسألة و حذَّر من مائة شَخصٍ، حذَّر من هذا الجمع، أصابَ فِي ثَمانين؟ و غَلِطَ فِي عِشرين؟ هل قَولُه كُلُّه مُطَرَّح؟! ما يَجوز لك هَذا الاصْطلاح.
ثُمَّ هل سبرت هَذه الأقوال؟ و مَا الَّذي تَشدَّد؟ و مَا الذي لم يُوفَّق إليه؟ ثُمَّ هَلْ الذين وُصفوا بالتَّشدُّدِ -الَّذين بالمقابلِ- أمَا رَجَعُوا إلى قَولِ المتشددينَ بَعْدَ أنْ تَبيَّنَ لَهم!!؟
إذاً الوصفُ بالتشدد هُنَا لا وجَه له، إنَّما هو الغُمُوضُ و الخفاء عنْدَ مَنْ تَساهل ابتداءً.
إذاً حتى هَذا الْمُتَساهل أو الْمُتَعقِّلِ – فِي ظنِّكَ!! – انظر إلى أقوالهِ التي تَعقَّلَ- وهو تعبير خطأ- فيها فِي أيَّها أصابَ الْحقَّ ؟ إنْ كانَ فِي مِائة مسألة أصابَ عَشرة و أخطأَ فِي تِسعين فَلاَ هُو بِمُتَعقِّلٍ وَ لاَ هُو بمتشدِّد و لا هو بِمُتَساهلٍ ، بل لاَ يُعْتَبرُ فِي زُمْرةِ المتكلمينَ في هَذا البابِ!!.
فعلَى كل حالٍ نحن نَنْقَاد للحقّ وَ نَبْحَثُ عنه و نطلبُ بَيِّنَته و بُرْهَانه بارك الله فيكم.
وَصلَّى الله على نبينا مُحمَّدٍ وعلى آله وصحبه وسلم.

تفريغ الأخ : أبو أسامة عبد الوهاب محمد وفقه الله ( شبكة سحاب)


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 17 Oct 2010 الساعة 03:23 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
بن سلة ، بشير


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013