منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 22 Dec 2019, 04:17 PM
أبو أنس حباك عبد الرحمن أبو أنس حباك عبد الرحمن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 118
افتراضي حسن العرض :جمع فوائد الإمام الدارمي في كتابه النقض

حُسن العرض
جمع فوائد الإمام الدارمي في كتابه النقض


الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، أما بعد:

فمن منّة الله على عبده أن يوفقه لمجالس العلم ينهل من حياضها ويرتعي من رياضها، لاسيما إذا تيسر له ثلة من الصحب المُعينين والأشياخ المُفيدين فحينها تَعْظُم الاستفادة ويحصل المقصود و زيادة، وقد جمعتنا بشيخنا خالد فضيل -جزاه الله عنّا خيرا- مجالس مباركة كدنا نأتي فيها -بتوفيق من الله-على كتاب نقض عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد للإمام الدارمي وهو كتاب جليل النفع ،كان شيخ الإسلام شديد التعظيم له، يقول ابن القيم رحمه الله: "وكتاباه-يقصد كتابي النقض والرد على الجهمية- من أجلّ الكتب المصنفة في السنة وأنفعها وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظمهما جدا وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما" (اجتماع الجيوش الإسلامية/ 143).

هذا،وقد ارتأيتُ بتشاور مع بعض إخواني أن أفتح هذا الموضوع من باب الإفادة وتمهيدا لمشاركة بقية الإخوة، نجمع فيه بحول الله شيئا مما مرّ معنا من فوائد هذا الإمام في نقاشاته للمعارض الذي استند على كلام المرّيسي وابن الثلجي.

وقبل الشروع في المقصود يَحسن بي أن أشير إلى أمر في غاية الأهمية وهو الطبعة المعتمدة في هذا الموضوع،وذلك أننا كنا قد اقتنينا في مستهل مجالسنا طبعة الرياشي فهي التي توفرت عندنا، أما شيخنا فعنده الطبعة التي بتحقيق السّماري وقد خَلصنا إلى نتيجة مفادها أنّ تحقيق السِّماري على تقدّمه أجود من عمل الرياشي من جهة ضبط النص و تصفيف فقراته وكذا التعليق عليه، ولذلك سأجعله عُمدتي في هذا المقال، وسنفرد إن شاء الله مقالا خاصا نبرهن فيه على صحة هذه الدعوى التي ادعيناها.

ونسأل الله لنا الإعانه / فيما توخينا من الإبانه (الرحبية)


الفائدة الأولى: الاستناد على المفضوحين من سبل معرفة المبطلين



"فَكَانَ مِنْ صُنْعِ اللَّهِ لَنَا فِي ذَلِكَ اعْتِمَادُ هَذَا الْمُعَارِضِ عَلَى كَلَام بِشْرٍ إِذْ كَانَ مَشْهُورا عِنْدَ الْعَامَّةِ بِأَقْبَحِ الذِّكْرِ، مُفْتَضَحًا بِضَلَالَاتِهِ فِي كُلِّ مِصْرٍ، لِيَكُونَ ذَلِكَ أَعْوَنَ لَنَا عَلَى الْمُعَارِضِ عِنْدَ الْخَلْقِ، وَأَنْجَعَ فِي قُلُوبِهِمْ لِقَبُولِ الْحَقِّ وَمَوَاضِعِ الصِّدْقِ.
وَلَوْ قَدْ كَنَّى فِيهَا عَنْ بِشْرٍ كَانَ جَدِيرًا أَنْ يَنْفُذ عَلَيْهِمْ بَعْضهَا فِي خَفَاءٍ وَ في سِتْرٍ، وَلَمْ يَفْطُنْ لَهُ مِنَ النَّاسِ إِلَّا كُلُّ مَنْ يُبْصر غَيْرَ أَنَّهُ أَفْصَحَ بِاسْمِ الْمَرِيسِيِّ وَصَرَّحَ، وَحَقَّقَ عَلَى نَفسه به الظَّنِّ وَصَحَّحَ، وَلَمْ يَنْظُرْ لِنَفْسِهِ وَلَا لأهل بِلَاده وَلم ينصح." (ص 2 و3)


الفائدة الثانية:متى يُنتصب للرد على الشبه؟


وَلَوْلَا مَا بَدَأَكُمْ هَذَا الْمُعَارِضُ بِإِذَاعَةِ ضَلَالَاتِ الْمَرِيسِيِّ وَبَثِّهَا فِيكُمْ، مَا اشْتَغَلْنَا بِذِكْرِ كَلَامِهِ مَخَافَةَ أَنْ يَعْلَقَ بَعْضُ كَلَامِهِ بِقُلُوبِ بَعْضِ الْجُهَّالِ، فَيُلْقِيهِمْ فِي شَكٍّ مِنْ خَالِقِهِمْ وَفِي ضَلَالٍ، أَوْ أَنْ يَدعُوهُم إِلَى تَأْوِيله الْمُحَالِ؛ لِأَنَّ جُلَّ كَلَامِهِ تَنَقُّصٌ وَوَقِيعَةٌ فِي الرَّبِّ، وَاسْتِخْفَافٌ بِجَلَالِهِ وَسَبٌّ، وَفِي التَّنَازُعِ فِيهِ يُتَخَوَّفُ الْكُفْرُ وَيُرْهَبُ... فَمِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَرِهْنَا الْخَوْضَ فِيهِ، وَإِذَاعَةَ نَقَائِضهِ حَتَّى أَذَاعَهَا الْمُعَارِضُ فِيكُمْ، وَبَثَّهَا بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ، فَخَشِينَا أَنه لا يَسَعَنَا إِلَّا الْإِنْكَارُ عَلَى مَنْ بَثَّهَا، وَدَعَا النَّاسَ إِلَيْهَا، مُنَافَحَةً عَنِ اللَّهِ، وَتَثْبِيتًا لِصِفَاتِهِ الْعُلَى وَلِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَدُعاء إِلَى الطَّرِيقَةِ الْمُثْلَى، وَمُحَامَاةً عَنْ ضُعَفَاءِ النَّاسِ وَأَهْلِ الْغَفْلَةِ مِنَ النِّسَاءِ وَالصبيان أَن يضلوا بهَا ويفتتنوا.. (ص 3 و 4)



الفائدة الثالثة: خلاف الجهمية مع أهل السنة خلاف كفر وإسلام



افْتَتَحَ هَذَا الْمُعَارِضُ كِتَابَهُ بِكَلَامِ نَفْسِهِ مُثَنِّيًا بِكَلَام الْمَرِيسِيِّ، مُدَلِّسًا عَلَى النَّاسِ بِمَا يوهم أَنه يَحْكِيَ و يُرِى مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الْجُهَّالِ وَمَنْ حَوَالَيْهِ مِنَ الْأَغْمَارِ : أَنَّ مَذَاهِبَ جَهْمٍ وَالْمَرِيسِيِّ فِي التَّوْحِيدِ كَبَعْضِ اخْتِلَافِ النَّاسِ فِي الْإِيمَانِ فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ وَكَاخْتِلَافِهِم فِي التَّشَيُّعِ وَالْقَدَرِ، وَنَحْوِهَا كَيْ لَا تنفرُوا مِنْ مَذَاهِبِ جَهْمٍ وَالْمَرِيسِيِّ أَكْثَرَ مِنْ نُفُورِهِمْ مِنْ كَلَامِ الشِّيعَةِ والمرجئة والقدرية وَقَدْ أَخْطَأَ الْمُعَارِضُ مَحَجَّةَ السَّبِيلِ وَغلط كَثِيرًا فِي التَّأْوِيلِ لَمَّا أَنَّ هَذِهِ الْفِرَقَ لَمْ يُكَفِّرْهُمُ الْعُلَمَاءُ بِشَيْءٍ مِنَ اخْتِلَافِهِمْ، وَالْمَرِيسِيُّ وَجَهْمٌ وأصحابهم لم يَشُكَّ أَحَدٌ مِنْهُمْ فِي إِكْفَارِهِمْ (ص 5)


الفائدة الرابعة: قواعد في أسماء الله


لَا تُقَاسُ أَسْمَاءُ اللَّهِ بِأَسْمَاءِ الْخَلْقِ؛ لِأَنَّ أَسْمَاءَ الْخَلْقِ مَخْلُوقَةٌ مُسْتَعَارَةٌ ، وَلَيْسَت أَسْمَاؤهُم نَفْسَ صِفَاتِهِمْ بَلْ هِيَ مُخَالِفَةٌ لِصِفَاتِهِمْ، وَأَسْمَاءُ اللَّهِ صِفَاتُهُ، لَيْسَ شَيْءٌ منها مُخَالِفٌ لِصِفَاتِهِ وَلَا شَيْءٌ مِنْ صِفَاتِهِ مُخَالِفًا لِلْأَسْمَاءِ. فَمَنِ ادَّعَى أَنَّ صِفَةً مِنْ صِفَاتِ اللَّهِ تَعَالَى مَخْلُوقَةٌ، أَوْ مُسْتَعَارَةٌ فَقَدْ كَفَرَ وَفَجَرَ؛ لِأَنَّكَ إِذَا قُلْتَ: اللَّه فَهُوَ "اللَّهُ" وَإِذَا قُلْتَ: الرَّحْمَنُ فَهُوَ الرَّحْمَنُ وَهُوَ اللَّهُ وَإِذَا قُلْتَ: الرَّحِيمُ فَهُوَ كَذَلِك، وَإِذا قلت: حَكِيمٌ، حَمِيدٌ، مَجِيدٌ، جَبَّارٌ، مُتَكَبِّرٌ، قاهر، قَادر فَهُوَ كَذَلِك وَهُوَ اللَّهُ سَوَاءٌ. لَا يُخَالِفُ اسْمٌ لَهُ صِفَتَهُ وَلَا صِفَتُهُ اسْمًا.
وَقَدْ يُسَمَّى الرَّجُلُ حَكِيمًا وَهُوَ جَاهِلٌ، وَحَكَمًا وَهُوَ ظَالِمٌ، وَعَزِيزًا وَهُوَ حَقِيرٌ، وَكَرِيمًا وَهُوَ لَئِيمٌ، وصالحًا وَهُوَ طالح، وَسَعِيد وَهُوَ شَقِيٌّ، وَمَحْمُودًا وَهُوَ مَذْمُومٌ، وَحَبِيبًا وَهُوَ بَغِيضٌ، وَأَسَدًا، وَحِمَارًا، وَكَلْبًا، وَجُريا وَكُلَيْبًا، وَهِرًّا، وَحَنْظَلَةَ وَعَلْقَمَةَ وَلَيْسَ كَذَلِكَ.
وَاللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى اسْمُهُ كَأَسْمَائِهِ سَوَاءٌ، لَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ وَلَا يَزَالُ، لَمْ تحدث لَهُ صفته، وَلَا اسْمٌ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ قَبْلَ الْخَلْقِ. كَانَ خَالِقًا قَبْلَ الْمَخْلُوقِينَ، وَرَازِقًا قَبْلَ الْمَرْزُوقِينَ، وَعَالِمًا قبل المعلومين، وسمعيًا قَبْلَ أَنْ يَسْمَعَ أَصْوَاتَ الْمَخْلُوقِينَ، وَبَصِيرًا قَبْلَ أَنْ يَرَى أَعْيَانَهُمْ مَخْلُوقَةً (ص 13)

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
النقض، الدارمي، الجهمية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013