منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 09 Feb 2012, 12:06 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي تلقين الأدب لمن جحد الرّبيع وأصابه الكلب

بسم الله الرحمن الرحيم


تلقين الأدب لمن جحد الرّبيع وأصابه الكلب
قال بعض الحكماء:
(السفه نباح الإنسان)



الحمد لله الذي وهب العلماء قلوبا تقيّة, وطيّب أفئدتهم بألطافه الزكيّة, فاجتباهم لحمل راية دينه, واختارهم لخلافة نبيّه, فلا كان من نصّبهم أعداء لنفسه, ولا بقي من طعنهم بهمزه ولمزه
أحمده أن أبقاهم لنا ذخرا, وزيّن قلوبنا بحبهم فأنعم بذلك فخرا, فبراكين الفتن خامدة بوجودهم, وزلازل المحن مستكينة في حياتهم, فسعيد من فتح عين شكره, ونظر إلى هاته النعمة بحدقة فؤاده
ومن أولئك الأماثل, والجهابذة القلائل, المحدّث المحقّق, والفقيه المدقّق, أعنيه ربيع الأخيار, وقامع الطّغام والأشرار, المتّبع للصراط الهادي, ربيع المدخليّ بن هادي, زيّن الله سريرته, وطيّب الباري لسانه وطويّته .
فهو زينة للغرباء, وغنيمة للأوفياء, صاحب الشمائل المرضيّة, والخلال الرضيّة, به يفخر الألبّاء, وبوُدّه يتميّز الأصفياء, فجواده عُرف في المضمار, ومركبه برز في خضمّ البحار, فهو فخرنا البالغ, وجيشنا الدّامغ
إذا مُيّز الأشياخ يوما وحصّلوا .... فربيعُ من بين المشايخ جوهر
إذا افتخر الأقوام يوما بسيّد..... .....ففيه لنا والحمد لله مفخر
فيا أيها السّاعي ليرد شأوه......... رويدك عن إدراكه ستقصّر
إنّ إماما هذا حاله, وهذه منزلته , لحقيق بأهل السنة أن يقوموا لله مثنى وفرادى في نصرته والذب عن عرضه, ويتأكّد ذلك لما تشتدّ صولة الباطل وأهله, وبهرج الهوى وأصحابه, حيث إنّ العاقل من بني آدم ليعجب أشدّ العجب من هذه الحرب الجهلاء, والمعركة النكراء, التي أعلنها رؤوس الباطل في هذا العصر وعقدوا ألويتها الآثمة على شيخ كبير زاد سنّه على الثمانين !!
سبب الكتابة :
ما كنت أظن أبدا أنّ يوما سيحلّ عليّ, أكون فيه كاتبا في مثل هذه المجالات, وذلك لإدراكي بوعارة هذه المسالك, والتي في مثلها تكثر المهالك !
فكانت دواعي الكتابة منحصرة في نقاط :
1- نصرة دين الله, وهذا بنصرة أهله
2- الذبّ عن عرض مؤمن له حرمته عند الله فكيف إذا كان عالما !
3- نشر الفضائل والمحاسن الذي يعتبر ذلك مقصدا يرغب إليه
ولهذا يقول ابن حزم - رحمه الله - ( الأخلاق والسير ص: 152 - 153 ) : ( يجب أن تؤرّخ الفضائل والرّذائل لينفُر سامعها عن القبيح المأثور عن غيره, ويرغب في الحسن المنقول عن من تقدمه , ويتّعظ بما سلف)
4- ردّ جميل الشيخ ربيع الذي لا أظنّ أني موفّيه أبدا ! ولكن كما يقول ابن حزم - رحمه الله - ( الأخلاق والسير ص: 190): (شكر المُحسن فرض واجب, وإنما ذلك بالمقارضة له بمثل ما أحسن فأكثر, ثمّ التهمّم بأموره, والتأتّي بحسن الدفاع عنه, ثم بالوفاء له حيّا وميتا, ولمن يتّصل به من ساقة وأهل كذلك, ثمّ بالتّمادي على ودّه ونصيحته, ونشر محاسنه بالصدق, وطيّ مساويه, ما دمت حيّا, وتوريث ذلك عقبك وأهل ودّك)
5- المشاركة في الردّ على أهل الباطل ونيل شرف جهادهم
6- تنبيه أهل السنة من المعظّمين للشيخ ربيع لجوانب نيّرة من الأخلاق الحميدة التي كان عليها الشيخ - وفقه الله -
فمن أجل هذا كلّه وجدت نفسي مدفوعا ومكرها لخوض معترك أطمع فيه من عظيم ثواب الله - عزّ وجلّ -

وسائل العزاء لأهل السنّة الأوفياء

قد ينزعج البعض ويضطرب عندما يواجه جحافل المبطلين, وقد جهّزوا كل ما لديهم للنّيل من عرض الشيخ ربيع -حفظه الله- وقد يشتدّ الحزن بالغيور وهو يشاهد جيش الطاعنين, وكتائب الشانئين, وهي تغزوا عرض الشيخ ربيع -وفقه الله-
وعزاء المصاب في هذا الجواب : وهي وسائل مفيدة تنفع العبد الغيور في محنته هذه
- الوسيلة الأولى : أن هذا الحقد على الشيخ لهو من أعظم الكرامات عند أهل السنة, فمن أجل ذلك فليسعد وهو يرى شيخه يغرف من بحر الكرامات ؟!
قال الحافِظ المُوفَّق بن قُدامَة ( الذيل على الطبقات 3 / 14) وهو يتكلم عن الحافِظ الكَبِير عبدَ الغَنِي المَقدِسِي- رحمهما الله - :
( وكمَّل اللهُ فضِيلَته بابتِلائِه بأَذَى أهلِ البِدَع، وعَداوَتِهم إيَّاهُ، وقِيامِهم علَيه )
- الوسيلة الثانية : أنّ مكانة الشيخ ربيع يعرفها أهل السنة الأوفياء, فأقوالهم فيه هي الأقوال المقبولة, ومحبّتهم إيّاه هي الشهادة المأمولة, وصلتهم به هي الرحم المبلولة , فلا يضرّ إمامنا أن يطعن فيه مكابر, ولا يُنقص مكانته أن يبغضه حزبي بالبدعة مجاهر, فللشيخ ربيع أهل سنّة عدول يحبّونه, وأوفياء أتقياء يعرفون له قدره ! فلم القلق ؟!
- الوسيلة الثالثة : وهي من أجمل ما يعزّي العبد به نفسه :
هو أن يستشعر أنّ الله قد وفّقه للدفاع عن رجل إمام من أئمة أهل السنّة, فكان من أنصاره وأحبابه و: ( المرء مع من أحبّ)
- الوسيلة الرابعة: أنّ من الغفلة التي قد تعترض البعض: أن يتأثّر, وتقع في قلبه رقّة ورأفة بالشيخ, وهو يشاهد غربان الجهل تحاول الوقوع على أرضه الطيّبة! فتجده يتأثّر, وتأخذه شفقة على الشيخ, وكل ذلك محمود مرغوب فيه لكن! عليه أن يعلم بكل يقين أن ذلك الشيخ هو الطّود الرّاسخ, والجبل الشّامخ, والذي لم ينهدّ أمام محن كثيرة قبل أن نولد, فصبره وحلمه أعجز الخصوم, وأنزل عليهم أشكالا من الهموم, وشأنه أعلى من شأن الأكثرين, فلا تظنّ يا أخي الغيور أن الشيخ يتأثّر بما يقال فيه, كما نتأثر نحن, ولا تعتقد أن الشيخ تعمل فيه المطاعن ما تعمله فينا, فكن على ذكر وفقك الباري !
- الوسيلة الخامسة : أنّ السلفيّ الذكيّ يلاحظ في بعض الأحايين أنّ الشيخ يسكت عن بعض الغوغاء من الناس ولا تجده يردّ, وذلك أن الشيخ- شهادة لله - يعتقد في بعضها أنها أمور مسّت شخصيته ولم تمسّ المنهج السلفيّ, وأنّ عند الشيخ من الحقائق التي لو يذكر بعضها لكان مصير المعادي, كمصير السارقين عندما تقطع منهم الأيادي, فتجد الشيخ صابرا حليما لا يردّ السيّئة بالسيئة ولا يستدرجه المخالف للمنّ والأذى, وخصوصا إذا كان المخالف ممن مُدّ له حبل الكرم والإحسان
ومثاله : أنّ أحد من عرف بشرّه, أعلن حربا شرسة على الشيخ, والشيخ قابله بالصبر ولم يجرّه إلى المنّ, وذلك أن قضية كانت بينه وبين الشيخ مفادها :أن المخالف طُرد من المملكة ولم يدخلها إلا بشفاعة الشيخ!
ونبّهت لهذا حتى لا يظنّ العاقل في بعض الأحيان أن الرادّ على الشيخ, قد وفّق في ردّه, وإنما الأيّام تبيّن صدق الردّ وصاحبه, وأما الشيخ فلسان حاله يقول:
إنّي لأعرض عن أشياء أسمعها ..... حتّى يقول رجال إنّ بي حمقا
أخشى جواب سفيه لا حياء له .... فسْل وظنّ أناس أنّه صدقا

- الوسيلة السادسة: أنّ المطلوب من السلفيّ الغيور على عرض الشيخ, الصبر على ذلك , لأنّه من الأذيّة التي ينال الرجل عظيم الأجر إذا صبر عليها, ومَنْ مِن أهل السنة لا يؤذيه الطعن في شيخنا الهمام؟! فالصبر سلاح لا يقهر, به يستعين المؤمن على أعدائه, وبه يفوز في الدنيا والآخرة, وبه يرفعه الله وينصره قال تعالى :{وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}وقال تعالى {وإن تصبروا وتتّقوا لا يضرّكم كيدهم شيئا إنّ الله بما يعملون محيط} وقال تعالى {إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون}

الدخول في المضمون, بذكر نكتة تفتح العيون
عن نفسيات ّذوي الجنون

وهنا أودّ أن أنبّه إلى مسألة قد يغفل عنها الكثير, خصوصا من تغافل عن أدراج التاريخ, ونسي المراحل التي قفز فيها - المتهالكون - حتى وصلوا إلى مجابهة أسد السنة ربيع, واللّغز المحيّر هو : لماذا قام أهل الأهواء من ( كلّ المبطلين ) في هذا وقت بالذات وأعلنوها حربا جبانة على شيخنا الهمام ؟!!
الجواب : لقد ظنّ هؤلاء الطّغام أن الفرصة مواتية, في الإجهاز على شيخ السنّة ؟! وبما أنّ الغفلة قد أسكنتهم ديار الجنون, ظنوا أنهم قادرون على إسقاط من رفعه الله بالكذب والظنون ؟!
وإنّ الناظر الذكيّ: ليذكر جيّدا الفترة التي ظهرت فيها قرون الفتن الأخيرة,والزمن الذي أُعلن فيه المخطّط الخبيث في حرب الشيخ ربيع!
نعم كان وقتئذ الشيخ ربيع يعاني من شدّة المرض, وأصبح عاجزا عن الكتابة, بل حتىّ إلقاء كلمة! وكان في أحسن أحواله يقول كلمة, بصوت منهك, ونفس متعبة, ففي ذلك الوقت شهر المبطلون قولهم:(أحسن الله له العاقبة) (ختم الله له بالحسنى) ( تحت تأثير بطانة خبيثة، استغلُّوا كِبَرَ سِنِّه، وعَجْزَهُ عن مُتابعةِ الأُمور) (ارْحَمُوا سِنَّهُ وشيبَتَهُ) وأصبحوا يعنونون مقالاتهم بقولهم الماكر:( ارفقوا بالشيخ ربيع)! وهم يطمعون وإلى اليوم في موت الشيخ ! فهاهو المجرم المأربيّ, الذي ربما هو أول من سنّ طريقة التهكّم بسنّ المشايخ وأعمارهم يقول في آخر خبث له عن الشيخ الكبير والمحدّث النحرير: (وبَدَل أن يرعوي الشيخ المدخلي، ويكثر من زاد الآخرة وهو في هذا السن)
نعم هي دعوات ظاهرها الرحمة, وباطنها الشرّ والنّقمة , فكانوا ينتظرون نعي الشيخ الأشمّ, حتى يثخنوا في أهل السنة ويكثروا فيهم الجراح والألم, لكن هيهات هيهات !! إذ ليس بأيديهم الحياة والممات!
وفي غفلة منهم, نزلت البشائر السعيدة, وجاءتهم الأخبار من الأماكن البعيدة, فوفّق الله ومنّ على أهل السنة بصحّة الشيخ, وأراهم الله شيخا كبيرا يعود أدراج عمره, ويرجع إلى سالف أيّامه , فعاد إلى التدريس والكلّ يذكر درس القبلتين, إذ بنا نرى الشيخ مدرّسا, بصوت مرتفع عهدناه, فتذكرناه!
السامع لتلكم المحاضرة يتذكر جليا الشيخ قبل عشرات السنين, بنفس النبرة, وبمثيل الصوت والقدرة, فقلنا: لا عزاء للمشيّعين, الذين جهّزوا جنازة مكذوبة, فكانت دسائسهم عليهم مقلوبة
وتوالت زيارات الشيخ للمدينة النبويّة, وعاد بقوته المعهودة في الكتابة والردّ, وتهاطلت على الشيخ طلبات أهل السنة من كل البلاد, رجاء الزيارة وبغية تحصيل الزاد ! فالحمد لله أوّلا وآخرا
وطبعت الكتب والمؤلفات, وخرج المجموع والرسالات, وعقدت مجالس الحديث والعلل والتفسير والعقيدة, ونشط الشيخ حتى أصبحنا لا نراه يصليّ جالسا, فنسأل الله أن يمنحه المزيد من الصحّة والعافية
ومازلت أذكر يوم أن دخلت المسجد الذي يصلّي فيه الشيخ, فوجدت الشيخ أخذ بزمام التبكير, وهو جالس في الصفّ الأوّل والمصحف بين يديه, فعلمت أن الشيخ قد رجع إلى سالف قواه فالحمد لله التي بنعمته تتمّ الصالحات
وتوالت البشائر, فكانت في حق أقوام عين الخسائر, إذ بهم يجهّزون آخر ما لديهم من العساكر, فعلموا يقينا أنهم يجابهون, ألوية حارقة, ونبالا خارقة, قد عرفوه من طرف أجدادهم, وأخذوه درسا من دروس أسيادهم, إذ هم كانوا صبية يلعبون, فكانوا يسمعون بربيع بن هادي, فرأوه بأم أعينهم, وهو يثخن في جراح أهوائهم, ويقع على هامات رؤوس شبهاتهم, فلا غرابة حالتئذ من شدّة هذه الهجمة القذرة على شيخنا الهمام, إذ بهذا التفصيل المختصر ينجلي غبار العجب عند الكثير بإذن الله تعالى

نفسيّة من نفسيّات القوم

لو دقّقنا وأمعنّا في خصوم الشيخ - حفظه الله - وفحصناهم فحصا دقيقا - نفسانيّا - لوجدنا حقيقة مذهلة!!
عنوانها: أنّ أكثر الطاعنين في الشيخ نالوا من خيراته ونهلوا من كرمه سواء كانت الخيرات مادية أو معنوية, وفي الأمثلة التي سأذكر طرفا منها, يجد القارئ الألمعيّ حقيقة ما قررت, وأما من أعنيهم, فستجد الواحد منهم يقول وهو يصل إلى هذه السطور : اللّهم لا تجعلني مثلا في هذا المقال!!
فصنف منهم: كان الشيخ - وفقه الله - يثني عليه ويزكّيه من أجل المصلحة الدعوية, وحتى ينتفع به الناس, ويكون ذلك حافزا له للمضيّ قدما في سبيل نشر الدعوة السلفية , فما كان منه إلاّ نشر تزكية الشيخ له أكثر من نشره للدعوة السلفية !! ولمّا توقفت التزكيات , أفل عن بيت الشيخ وطعن بخفيّ الكلمات !
وصنف: كان الشيخ - حفظه الله - يقدّمهم في مجلسه من أجل أن يتعرّف عليه أهل السنة, ويكون ذلك زيادة في روابط الأخوة التي يحرص الشيخ دائما على توكيدها, لكنه للأسف لم يفهم مضمون الرسالة , وقلب مقصودها بكلّ عجالة, فظنّ أن الشيخ قدّمه لفضله وعلمه, وأجلسه بجنبه لمنزلته وعلوّ كعبه !! فلما جاء موعد الشرّ , رفع رأسه وطعن في الشيخ وتجبّر!
جاء أحمد إلى وكيع - وعنده جماعة من الكوفيين - فجلس بين يديه من أدبه وتواضعه, فقيل: (يا أبا عبد الله, إن الشيخ ليكرمك فمالك لا تتكلّم ؟ فقال: (وإن كان يكرمني, فينبغي لي أن أجلّه) (الآداب الشرعية 2 / 88)
فكان على أولئك أن يبالغوا في إجلال الشيخ, لا أن يستغلّوا تلكم المواقف للترفع على الآخرين
وصنف: كان الشيخ يعنيهم بقوله : (الكثير يجلس أمامي وأنا لا أريده)
فكانوا يجلسون بجنب الشيخ لقصد شخصيّ, ظهر بعد زمن ورأيناه اليوم, وسأذكر مثالا لهذا الصنف لاحقا
وصنف: كان الشيخ يفتح لهم أبواب بيته , ودفاتر قلبه , بل كان الشيخ يخصّهم بالمجالس الخاصّة , وغير ذلك من الأمور التي لا أستطيع ذكرها!
لكن هل فهم القوم أن هذا من التواضع الكبير والخلق العظيم, أم أنهم فهموا أن مكانتهم هي من جلبت لهم هذا الكرم, أو أنهم فهموا وعلموا أن جناب الشيخ ليّن, وقلبه أطيب من ثمار الأرض, نعم هذه هي الحقيقة!
وصنف: كان الشيخ بجنبه يوم محنته , وزمن فتنته, يوم كانت مشكلته مع بعض الأكابر من علماء الأمة, فكان الشيخ منافحا عنه, ورادّا لغيبته
ووالله إني لأذكر قبل سنوات قليلة يوم أن سألت الشيخ عن الطاعنين في فلان وفلان ممن هم اليوم على هرم العداء للشيخ, فكان يقول الشيخ عن الطاعنين فيهم: هؤلاء حدّادية وكان يدافع عنهم, بل كان الشيخ يرفض كل تعليق عنهم أو ردّ عليهم أو كتاب فيهم والكل يعرف هذا ! فأين الوفاء ؟
بل يوم كان المأربي يقذف بقذائف الباطل والتي أوصلها إلى أكثر من مائة شريط, كلها طعن في الشيخ ربيع - حفظه الله - ولمز فيه, لم يتجرأ أعداء اليوم, ولم يتشرفوا, بمجرّد تنبيه المخالف على وجوب الأدب ! وأما الردّ عليه و الدفاع عن الشيخ فذاك شيء قد عدم في قلوبهم , ولكن فاقد الشيء لا يعطيه!!
ثمّ جاءت فتنة فالح والتي أتت على أخضر الشام ويابسه , فكان الشيخ ربيع - حفظه الله - من أكبر وأكثر من وأد هذه الفتنة , فناله جراءها ما ناله, ووصل الأمر إلى أبعده, ولم نجد ردّا لجميله ولا وفاء لخيره.
بل العكس من ذلك : كان القوم في طابور الفتن ينتظرون دورهم, حتى يكملوا المسير الشيطاني في محاربة أهل المنهج الربّاني
وكان الشيخ - لحسن ظنه - ينتظر منهم الخير ويرجوه, فكان العكس من ذلك, وحشدت جموع الحاقدين, ونُظّمت صفوف الخائنين .
وهذا كلّه يُرجعنا إلى أول الكلام, وهو أن القوم لم يعرفوا حقيقة صبر الشيخ وحلمه عليهم, لما كان يفتح لهم قلبه وبيته, ويوم كان يدافع عنهم! فتجرؤوا عليه وبكل وقاحة , فكانوا أحرفا للقول المعروف: (اتّق شرّ من أحسنت إليه)
يقول ابن حزم -رحمه الله- (الأخلاق والسير ص: 117): (من أحسنت إليه, أوّل مضرّ بك, وساع عليك, فإنّ ذوي التّراكيب الخبيثة يبغضون-لشدّة الحسد- كلّ من أحسن إليهم, إذا رأوه في أعلى أحوالهم) وهم في غمرة أهوائهم!!

فصل
في صبر وحلم الشيخ العلامة ربيع - حفظه الله -

ومن أجل ذلك وجب الحديث عن صبر الشيخ ربيع وحلمه, وهو حديث يثقل كاهل المتكلّم ! ويمتع قلب المتعلّم, وذلك أنّ الشيخ قد ضرب في الصبر أحسن الأمثلة وأوفاها, وفي الحلم أجود القصص وأحلاها .
يقول الحافظ ابن كثير -رحمه الله- (طبقات الفقهاء الشافعيين 1 / 17) عند ترجمته للإمام الشافعي - رحمه الله - : ( ولما كان الإمام الشافعي -رضي الله عنه- من أعظمهم قدرا وأجلهم خطرا, وأغزرهم علما, وأكثرهم حلما, أحببت أن أذكر شيئا من أحواله, وأن أنبه على مكارمه وصالح أعماله )
وكذلك الشأن في كلامي عن خلق الشيخ ربيع - حفظه الله - وبالأخصّ صبره وحلمه الذي كان مضرب الأمثال, وأمّا المقصد الثاني من كلامي حول صبره وحلمه, هو بيان السبب الأكبر في تطاول أهل الباطل من أمثال حزب (كل المفلسين ) وغيرهم على عرضه, بعدما استفادوا من الشيخ عظيم الفوائد الأخروية والدنيوية !!
ولقد تطابقت الأدلّة الشرعية, وتظافرت البراهين العقلية على أن الخسيس من النّاس لا تجده يفقه معنى الحلم والصبر !! وأن القليل من عباد الله من يفهم ويتفهّم موقف من يصبر عليه ويتحلّم معه, وكذلك الشأن مع خصوم العلامة ربيع, فقد واجهوا صبره الجميل, بالحقد والعويل, وجابهوا حلمه المنعدم النظير, بالسبّ والشتم والتعيير .
فكان حال الشيخ - حفظه الله - شبيها بحال الإمام أحمد - وإن رغمت منكم الأنوف- قال المرّوذي( الآداب الشرعية 2 / 88) :
( كان أبو عبد الله لا يجهل, وإن جُهل عليه احتمل وحلُم ويقول :يكفيني الله, ولم يكن بالحقود والعجول )
وتاريخ الشيخ - حفظه الله - المشرق خير شاهد على هذا, كيف لا وهؤلاء الصبية يعرفون جيدا صبر الشيخ وحلمه لأنهم شاهدوا منه ألوانا وصنوفا, ولسان حالهم يقول:
نميل على جوانبه كأنّا ..... إذا ملنا نميل على أبينا
نقلّبه لنخبر حالتيْه ........فنخبر منهما كرما ولينا

- إن من أكرمه الله بزيارة الشيخ وخصوصا في شهر رمضان ليعلم علم اليقين أن الشيخ قد تميّز عن أقرانه, وتربّع على أرائك الكرم, وتقلّد قلائد الصبر, فالزائر لبيت الشيخ يرى عجبا : وفود من الناس في بيته من أول يوم رمضان إلى يوم العيد- وبعد العيد - , يكرمهم الشيخ بالعلوم الشرعية والنصائح السلفية, وزد على هذا يكرمهم بالإطعام والإفطار - والمبيت لبعضهم - طوال الشهر, وهذا منذ سنوات عديدة, فمن يطيق ذلك ؟!
فبيت الشيخ مفتوح كقلبه, تمرّ أيام رمضان والشيخ كالنّسر المحلّق, لا يركن لراحة, حيث تنقضي أيامه في المجالس العامة والخاصّة, فلا ترى منه إلا صلحا بين السلفيين, وإنفاقا على المحاتجين وغير المحتاجين, ونصحا للزائرين, وإطعاما للصائمين, وشفاعة للطالبين, كل ذلك على ساق الصبر والحلم, ولسان حال الشيخ يقول :
يستأنس الضيف في أبياتنا أبدا ......... فليس يعلم خلق أيّنا الضّيف
فرضت عليّ زكاة ما ملكت يدي .....وزكاة جاهي أن أُعين وأشفعا
فإذا ملكت فجُد فإن لم تستطع ........ فاجهد بوسعك كلّه أن تنفعا
- وحتّى أربط بين هذا وذاك أنبّه القارئ إلا : أنّ حلم الشيخ وصبره العظيم تظهر صورته المشرقة وبكل وضوح في خضمّ هذه الفتن الأخيرة, فلا تجد الشيخ ينتقم لنفسه بشكل من أشكال الانتقام, ولا تراه يضطرب لسماع مسبّة وشتيمة, وإنما صبر وحلم ولا يكتب إلا إذا دعت الضرورة للكتابة, وكلٌ يشهد, الموافق والمخالف كم كانت المدّة طويلة وطويلة قبل أن يكتب الشيخ ردّه على الطيباوي - المنعدم الأدب - وذلك لما رآه قد أثار من الشبه ما يستوجب الردّ, بل حتى المخالفين تعجّبوا من صمت الشيخ, وسياسته الرشيدة, وأصبحوا يردّون على كلمات قيلت في جلسات !!
فمن يلحظ - مثلا - إلى مقالات ( القول العدل الأمين ) قد يغلط ويعتبر الردّ على كتاب أو شريط أو مقال على الأقلّ, والحقيقة أن تلكم المقالات الستّة تعتبر ردّا على مجلس خاصّ , بين الشيخ ربيع - حفظه الله - وبين من هم في عداد الطلبة على أحسن أحوالهم !! في ذلك الوقت- طبعا- ! فكان صبر الشيخ من الألغاز المحيّرة - لنا - !! ولكن الأمر كان عنده من قبيل الواضحات
- وإن من عظيم صبر وحلم العلامة ربيع : أنك تجده يرحّب بالموافق والمخالف, ولعلّه يفرح أشدّ الفرح بزيارة أحد خصومه له, وذلك من أجل مناصحته, ولا يحبّ أبدا أن يسئ أحد من الناس لضيوفه, فتجده يكرم المخالف ويبالغ في ضيافته من أجل نصحه وهدايته
فكانت مجالسه مفتوحة لأيّ أحد يريد الحق, بل كان بعض المخالفين يأتون الشيخ ويظهرون له ما يخفون والشيخ - حفظه الله - يعرف حالهم ويصبر عليهم ويمدّهم بالأموال والهدايا لعلّ الله يهديهم وكم سمعنا من ذلك وكم شاهدناه !!
وكان الشيخ - حفظه الله - يقول في مرات : ( إذا جاءني القطبي والحزبي ليسمع الحق فلا أستطيع أن أطرده ) وهذا هو شأن الخلّص من عباد الله
يقول إسحاق بن إبراهيم - رحمه الله - كما في ( الآداب الشرعية 2 /90 ) : ( حضر مجلس أبي عبد الله كبش الزنادقة, فقلت له : أي عدوّ الله, أنت في مجلس أبي عبد الله, ما تصنع ؟ فسمعني أحمد فقال : مالك ؟ فقلت هذا عدوّ الله كبش الزنادقة قد حضر المجلس, فقال: من أمركم بهذا ؟ عمّن أخذتم هذا ؟ دعوا الناس يأخذون العلم وينصرفون لعلّ الله ينفعهم به )
فنسأل الله أن يطيل في عمر شيخنا { أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ }
وهذا الصبر كان على المخالف فكيف على من كان موافقا, ولنا أمثلة في هذا نتركها لمناسبات أخرى

سرد وجيز لصور من حلم وصبر الشيخ العزيز

وسأذكر للقارئ الكريم نزرا يسيرا, من مواقف, تبرز جليا منزلة الشيخ العالية وتظهر وبكل وضوح أخلاق الشيخ السامية
المثال الأوّل :
ففي رمضان ( سنة : 1429 أو 1430) كنتُ في مجلس الشيخ ربيع - حفظه الله - وكان من ضمن الجلوس بعض الطلبة من ليبيا, فأخبروا الشيخ بأن رجلا ليبيا يُعرف بمحمود موسى جاء وجلس بجنب الشيخ, وأخبروه بأنّه يزعم أن الشيخ ربيع قدّمه وقرّبه في المجلس, فقال الشيخ لهم :( لم أره ) ولم يزد على هذا مع علم الشيخ بضلال هذا الرجل
وفي تلكم الليلة صادفت وأنا أمشي داخل الحرم راجعا من بيت الشيخ, أحد الإخوة من معارفي من بلاد ليبيا, فسلمت عليه وكان معه أخ ليبي آخر, وعجبي كان كبيرا من صنيع هذا الأخ الفاضل عندما باشرني بالسؤال عن كتاب الشيخ علي - وهو من عشّاقه وهو من كان يقصده علي حسن في بعض كتاباته بقوله :( أحد الطلبة من بلاد المغرب) - وقال : وهل قرأته وما موقفك ؟ فقلت له في وقته : أنني لا أجيز لنفسي الدخول في هذه الفتنة, فأكّد امتحانه لي بسؤالي عن موقفي من الحويني وغيره, فقلت له : أما هذا فحزبي لا أشك في ذلك , فنطق ذاك الرجل الثاني - الذي لم أكن أعرفه - بالطّعن في الشيخ ربيع وقال لي صراحة : ( ربيع هو الحزبيّ ) - وذلك يوم أن كانوا يظهرون الولاء للشيخ ربيع - فالتفتّ للأخ الصديق متعجبا من كلامه, لعلمي بموقف الأخ الصديق من الشيخ ربيع وتقديره له في ذلك الوقت, فقلت له : يا فلان هل توافقه على ما يقول ؟ فقال : لا لا عليك بالصبر وكان وجهه محمرّا من الفضيحة , فأكمل الرجل الحديث, وقال: أنا من أعرف الناس بربيع واسأل عن محمود ؟ فقلت له:أنت محمود موسى؟ ففرح ظنا منه أنه معروف عند أهل السنة, فرأيت أن من الحزم في ذاك الوقت أن أبتعد عن الجدال وأنا في الحرم, ولما هممت بالانصراف قال لي الأخ الصديق بيني وبينه: قل له نحتكم عند الشيخ مشهور فهو من المقربين من الشيخ مشهور فقلت له : كيف يقبل المشايخ - في ذلك الوقت - بمثل هذا الجاهل
وهل يدري القارئ الكريم مالذي قاله لي محمود موسى قبل مغادرتي ؟!
قال كلمة تبرهن على المكر والخيانة التي كانت تحاك ضد الشيخ ربيع - وفقه الله - حيث قال :( المجالس بالأمانة ) وذلك أن التقيّة والكذب من أعظم أركان الحزبيّة, نعم بالأمانة حتى لا يظهر كذبه وخبثه, فاليوم جالس بجنب الشيخ الصبور الحليم و غدا في الحرم : الشيخ حزبيّ !! فرأيت بأمّ عيني بطانة من كانوا يزعمون أنّ للشيخ ربيع بطانة سيّئة !!
ومكمن العبرة ومربط المثال هو ما علمته بعد ذلك عن هذا الرجل الحاقد والذي كان من المقرّبين عند الشيخ ربيع منذ سنوات بعيدة, وأنه تسبب في مشاكل للشيخ, ومن بينها واقعة أهل (نجد) والتي يعرفها جيّدا, فعلمت أنه من المتنكرين الذين كافؤوا جميل الشيخ عليهم بالحقد والطعون الخبيثة
المثال الثاني :
في إحدى الليالي وأنا في بيت الشيخ ربيع, زاره شخص لم أكن أعرفه ساعتئذ, وجلس معنا في مكتبة الشيخ, وعادة الشيخ - حفظه الله - أنّه يتكلّف النزول إلى المكتبة إذا علم بقدوم ضيف يرى من المصلحة أن ينزل إليه, فنزل الشيخ متعبا, فجلس الشيخ-وفقه الله- وبدأه ذاك الشخص بالسؤال عن مسألة منهجية فأجابة الشيخ بكل عفويّة, وساعتئذ عرفت من أحد الطلبة كان بجانبي حقيقة هذا الشخص, ومن هو! فتعحبت كثيرا لأنّي علمت أن هذا الشخص طعن في الشيخ في فترة من الفترات في النتّ وقد ردّ عليه الشيخ بردّ معروف, فقلت في نفسي أن هؤلاء يعرفون طيبة الشيخ وصبره الكبير,إذ كيف أجاز لنفسه القدوم إلى بيت من ردّ وطعن فيه ؟! من غير مقدّمة ولا شفاعة ؟! فتلكم هي الحقيقة التي يعرفها هؤلاء الذين مرّ بهم زمن كانوا من المقربين,ومن طلبة الشيخ !!
ونعود إلى مجلسنا :كان الشيخ صريحا إلى أبعد الحدود, فباشره بالنصيحة مخاطبا له بقوله ( يا ولدي دعك من ... ) حيث أعادها الشيخ في المجلس مرات كثيرة وكان يقول له : ( أحب لك ما أحب لنفسي ) ويقول : ( أنا لك ناصح ) وغيرها من كلمات المودّة بصوت هادئ ويذكره بقوله : ( أو لست تلميذي ؟ ) والمصيبة أن الأخ كان يصرخ ويخاطب الشيخ بطريقة لم أكن أتوقع في حياتي أن أجلس بجنب من يخاطب الشيخ بتلكم الطريقة ! فهممت بالوقوف والكلام, وفي قرارة نفسي توبيخ هذا الرجل ! وإذ بالرجل يتوقف عن الكلام مقاطعا الشيخ بقوله : ( خلاص سأنصرف ) فكيف كان جواب الرجل الصالح ؟! طبعا جواب الصالحين المُصلحين حيث قال له : ( لا تنصرف حتى تتناول العشاء معنا ) وأكّد الشيخ دعوته , فساعتئذ توقف الصراخ
فلما جلسنا للعشاء رأيت الشيخ يمازح الأخ ويضحك معه ويطيب خاطره, فكانت من أسعد الساعات في حياتي لأني لم أوبّخ الرجل ولم أتدخّل, والعجيب من ذلك أن أحد الإخوة الطلبة المعروفين قال للشيخ بعدما انصرف الأخ :(جزاك الله خيرا يا شيخ على صبرك على الرجل ) فقال الشيخ - حفظه الله - وهو يضحك : ( لا أبدا !! بل هو الذي صبر عليّ ) ونصح الشيخ الأخ بالتعاون مع ذلك الرجل, وكان الشيخ من أسعد الناس في تلكم الليلة , لأنه تمكّن من كسب أحد الدعاة !
وإنّ كلّ الدواعي والأسباب كانت متوفّرة لطرد ذاك الرجل :
- طعن في الشيخ وردّ عليه مع أن الشيخ يعتبر من أشياخه
- جاء من غير ميعاد
- طريقة كلامه وصراخه
- وقت الزيارة غير المناسب يعني بعد العشاء
- قوله مغضبا ( أنصرف)
فمن منا يتحمل كل هذا يا عباد الله ؟! ونحن أقوياء أصحّاء ! و الشيخ يعاني من مرض السكّري الذي يعرف خطورته من يعاني منه, وخصوصا عند كثرة المشاكل والقلق ! فنسأل الله أن يسعد الشيخ بالأجر الجزيل والثواب الجميل
المثال الثالث :
وقبل سرد المثال أودّ أن أقول : بأني - والله - وبعد أن كنت قاربت إتمام هذا المقال, إذ رأيت نفسي مضطرا للنظر في - الفضيحة - التي كتبها أبو هنية وسماها : ( بيان وقائع اللقاء ) لأني لم أكن ساعتئذ من المتابعين لمقالاتهم! فوجدت - برهان - ما نبّهت عليه, قد جاء صدقه في ذلكم البيان المسطّر بقلم الهذيان - فحمدت الله - وبعدها رأيت لزاما عليّ أن أقف على بيان صادق يظهر زيف البيان الكاذب, فوجدته وفرحت به, وذلك لما حواه من شهادات تشدّ من عضد الحقائق التي نبهت إليها من قبل, وذلك في بيان وردّ الأخ الفاضل الشيخ أحمد الزهراني-وفقه الله- والذي بعنوان :( البيان الصادق البديع لوقائع جلسة الفلسطينيين ( أبو هنية وزمرته ) مع الشيخ ربيع ) وسأنقل منه شهادات تزيد من إثبات سوء أدب القوم, وكما قلت سابقا حتّى يوم كانوا يعتقدون في الشيخ العلم والأمانة - إن صدقوا -
قال أبو هنيّة -في تلكم البليّة-: (وانتهى المجلس الذي دام قرابة ثلاث ساعات بحضور جمع من طلبة العلم من فلسطين والعراق والسعودية بتناول طعام العشاء عند فضيلة الشيخ الذي أصرَّ على أن يكرمنا مع أننا على أُهْبَة الاستعداد للسَّفر راجعين بعد سويعات, وقال لنا: أنتم ضيوفنا ولا بد أن نكرمكم )
هل يدري القارئ الكريم كم كان عددهم في ذلكم المجلس؟!
قال أبو هنية: (فقد أكرمَنا اللهُ -جل وعلا- طلبة فلسطين- في شهر رجب لعام1430هـ برحلة علميَّة تعبُّدية لأداء مناسك العمرة في قافلة قوامها ثلاث حافلات ) وعلى أقل تقدير من شهادة الشيخ علي حدادي كانوا قريبا من الثلاثين
فيا عقلاء الأمة :هل يُعقل أن يكرم الشيخ الإمام كل هذا العدد ,من غير سابق موعد و بعد صلاة العشاء ؟! مالك يا أبا هنيّة لا تعقل ؟!
قال أبو معاوية الأسود - رحمه الله - (قضاء الحوائج لابن أبي الدنيا برقم : 83 ) :
( إنّ الرجل ليلقاني بما أحبّ , فلو حلّ لي أن أسجد له لفعلت )
وقال أبو عبيد الله - رحمه الله - (نفس المصدر برقم : 84) :
( إن الكريم ليشكر حتّى اللحظة)
قال منصور بن المعتمر - رحمه الله - ( نفس المصدر برقم :87 ) :
( إنّ الرجل ليسقيني الشربة من الماء, فكأنما يكسر بها ضلعا من أضلاعي )
فهل كسر -كرم الشيخ- ذلك الحقد والوقاحة التي سوّد بها المفترون ردودهم, أم أن عكس ذلك كان, والشرّ ظهر منهم وبان !
وسأنقل الآن شهادات من كان في ذلكم المجلس والتي وقفتُ عليها بعدما أكملت المقال من بيان الشيخ الزهراني , فالحمد لله على التوفيق
1 - قال فضيلة الشيخ الدكتور علي بن يحيى الحدادي – حفظه الله - :
( وإذا كانوا قد جاؤوا بقصد مناقشة الشيخ فكان الأولى في حقهم أن يأتي واحد منـهم أو اثنان أو ثلاثة ويلخصوا كلامهم ويتكلم أكبرهم ويسمعوا من الشيخ فإن اقتنعوا وإلا انصرفوا أما الاجتماع بهذا العدد(30 تقريباً) وكثرة اللغط ورفع الأصوات فمتى كـان مثل هذا مجلس طلاب علم بين أيدي أهل العلم ؟! )
2 - قال الشيخ أحمد الزهراني - وفقه الله - : (حَدثت منهم عدة مرات أن رفعوا أصواتهم في مجلس الشيخ – ناهيك عن الحركات والإشارات – فحدث ولا حرج – وكل شخص يتكلم من طرف لا أدب ولا احترام )
- 3 قال الأخ الفاضل عبد الله الزوبعي ( أبو عبد الرحمن ) من العراق :
( ورأيت منهم تصرفات تدل على عدم معرفتهم الأدب مع العلماء من ذلك : رفع أصواتهم كأنهم في سوق حتى كان الشيخ يهدئهم ويقول لهم : يتكلم منكم واحد . والذي يظهر لي – والله أعلم – أنهم لم يتعلموا العلم على يد علماء !! بل كأنهم لم يلقوا عالماً !!! فكلامهم غير منضبط بضابط العلم فإذا سألوا الشيخ سؤالاً وقبل إتمامه الإجابة قاطعه آخر منهم ثم تكلم ثالث وهكذا ... ومع ذلك فقد قام الشيخ – جزاه الله خيراً – بإكرامهم غاية الإكرام والترحيب بهم )
4 - قال الأخ الفاضل خالد باقيس - وفقه الله - :
( لازمتُ الشيخ نحو عشرة سنين بفضل الله ولم أر في السنين الماضية جلسة فيها سوء أدب مع الشيخ ربيع مثل جلستكم هذه !! من رفع الصوت ! وإشارات ورفع الأيدي أمام الشيخ !! ومقاطعته في كل الكلام فما أن يبدأ الشيخ توضيح مسألة من المسائل المطروحة حتى تجد مقاطعاً للشيخ من جهة ثم تعليق من شخص آخر في جهةٍ أخرى من المجلس بطريقة كانت فعلاً استفزازية للشيخ ولطلابه الحاضرين معه)
5 - قال الأخ الفاضل علي بن حسين الفيلكاوي من الكويت :
( لم أحنث لو أقسمت أنه ما رأت عيني قلة أدب مثلما رأت في ذلك اليوم من قلة أدب هؤلاء المتعصِّبة لشيخهم بالباطل مع الشيخ العلامة ربيع المدخلي حامل راية الجرح والتعديل )
6- قال الأخ الفاضل فارس الطاهر من الكويت – وكان من الحاضرين في الجلسة فقال عن وصفها : ( فأشهد الله أنها خرجت عن حدود الشرع والأدب والعقل أيضاً وكنتم مثالاً لما أنـتم عليه من الجلافة والغلظة وسوء الخلق, ,وأنتم ومن هو على شاكلتكم لم تتعلموا العلم الحق ولم تتربوا التربية السلفية الصحيحـة )
وبعد سرد هذه الشهادات للعاقل أن يقول : إن تلكم الجلسة لتصلح أن تكون ترجمة وافية لأبي هنيّة وزمرته
ونقول لمن أنكر هذا : أخرجوا الشريط !
فكان الشيخ عبرة, ولكن لم يكونوا معتبرين, ودرسا لهم, ولكن لم يكونوا من المستفيدين, ولذلك أضرّوا بأنفسهم
أما الشيخ فحاله كقول الشاعر : قل ما بدا لك من زور ومن كذب ... حلمي أصمّ وأذني غير صمّاء
المثال الرّابع :
أذكر يوم جاء بعض أولائك الجهلة من طلبة ( فلسطين ) وكان ذلك فيما أذكر صيف سنة 1429, ودخلوا بيت الشيخ ربيع يوم أن كانوا - ظاهرا - يحترمون الشيخ ويعتقدون فيه العلم والصلاح, فسألوا الشيخ وقتئذ عن أحد شيوخهم - لأن الشيخ كان به عارفا - !! فأجهدوا أنفسهم في بيان ضلال هذا الشيخ وحاولوا أخذ كلمة من الشيخ ربيع, ومن العجائب أن الشيخ الذي يرمونه هم اليوم بالغلوّ كان في ذلك الوقت وفي ذلكم المجلس, يحذّرهم من مغبّة الفرقة وأذكر جيدا كلماته العظيمة :
(اتقوا الله و دعوا الفتن) ( عليكم بالصبر) ( هو من علّمكم السلفية فاصبروا ) وهم يقابلون وبكل شدّة كلمات الشيخ بسرد أنواع الضلالات وأشكال الأخطاء التي صدرت من شيخهم , حتى انتهى المجلس وهم على قولهم
فكيف أصبح اليوم الشيخ ربيع من الغلاة, وأصبحتم أنتم من المعتدلين وأصحاب الوسطية ؟! وهي - والله - عين البليّة
وما أشبه حالهم بحال بشر المريسي حيث ذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - قصّة مناسبة لما ذكرته
فقد جاء في ( طبقات الفقهاء الشافعيين 1 / 42 - 43 ) لابن كثير : أن الحسن بن محمد الزعفراني قال: ( حجّ بشر المريسي سنة إلى مكّة, ثمّ قدم, فقال: لقد رأيت بالحجاز رجلا ما رأيت مثله سائلا ولا مجيبا يعني: الشافعيّ قال : فقدم الشافعي علينا - بعد ذلك - بغداد, فاجتمع إليه النّاس, وخفّوا عن بشر, فجئت إلى بشر يوما, فقلت: هذا الشافعيّ الذي كنت تزعم, قد قدم علينا فقال : إنه قد تغيّر عمّا كان عليه ) قال الزعفراني : ( فما كان مثله إلا مثل اليهود في أمر عبد الله بن سلام, حيث قالوا : سيدنا وابن سيّدنا : فلما أسلم ؟ قالوا شرّنا وابن شرنا )
فهذا بشر -ومن هو بشر- لم يزد على قوله : إنه قد تغيّر, فشبّه حاله الزعفراني باليهود ! فكيف لو رأى الزعفراني وسمع ما لهج به أهل الإفك في الشيخ الإمام ربيع السنة, من سباب فاحش, وشتائم خبيثة, وردود شرسة, بعدما كان الشيخ عالمهم وشيخهم وأستاذهم!! فما بال خطوات أخلاقهم تقتفي أخلاق بشر المريسي واليهود من قبله ؟!
فهذه نماذج وجيزة لصنف غريب من أصناف البشر, وأمثلة عزيزة لخلق عظيم من أخلاق الأتقياء, تبين وتظهر وبكل جلاء, المستوى الأخلاقي لخصوم شيخنا الهمام ربيع السنة نفعنا الله بحبّه
تنبيه: قد يقول واحد منهم : هل تعتقد أن الرجل إذا أكرمك , لا يجوز بيان أخطائه ؟! فيقال له : الواجب الأدب والحياء في الردّ عليه فقط !!!

التحوّل الخاطف:
من تلاميذ منصوحين إلى حفاظ ناصحين

هذه الوقفة أردتها تنبيها لمسألة أشغلت خاطري كثيرا, وهي أنّ من العجائب أنّ هؤلاء الطاعنين في شيخنا الهمام تحوّلوا وبالسرعة الخاطفة فقلبوا له ظهر المجنّ, وقابلوه بأسفل الأخلاق وأرذلها, ولو أنهم كانوا مخلصين صادقين في تشيخهم القديم لشيخنا الهمام, وعقيدتهم الغابرة التي لهجت بها ألسنتهم في سالف الأزمان في جعلهم الشيخ ربيع من علماء الأمة ومن أشياخ السنة في كلماتهم التي يغني التذكير بها عن ذكرها ومنها : (أنه كان يقال عندنا:أن الذي يأتي مكة ولا يزور الشيخ ربيع كالّذي يأتي إلى الأردن ولا يزور الشيخ الألباني)
فلو أنهم صدقوا الله في ذلك لرأيتهم مراعين لحرمة شيخهم وعالمهم, ولوجدتهم سائرين وفق ما سطّره العلماء في الأدب مع الشيخ وبالأخصّ عندما يجفو مع الطالب !
ومن أمثلة التحوّل الخاطف قول أكبرهم :
( مع اعتقادِي بفضلِ الشيخ ربيع ) وهذا بالتاريخ الميلادي : 26 - 04 - 2010
ثم التحوّل السريع في قوله : (ياشيخُ لقد خوتْ جَعبتُكم، وخبت أنوارُكم، ويكاد ينفضّ جمعكم ) بتاريخ : 29 / 01 / 2011
يعني في حوالي : تسعة أشهر -فقط- طاش الأدب و تناثرت الأخلاق
وبعد خمسة أشهر جاء : (اللهم إنْ لم يتراجع المفتري عليّ عن باطله، ويعُد عن سوئه ؛ فالعنه - اللهم -، والْعن كل مَن كابر هذا الحق، أو تابعه عليه )
ولعلّ مدّة صلاحية دواء ( الصبر ) عند القوم تنتهي في أشهر قلائل !!
ولا حجّة لمكابر, ولا برهان لمهاتر, في جواز تصرّفهم مع مثل هذا الإمام, حتى لو صدقوا في قولهم : أن الطالب له أن ينصح شيخه, وأن الصغير لا يمنع في شرعنا من قول كلمة الحق ! فمع هذا كله, لا يجوز لهم البتّة مقابلة الشيخ بهذه الصورة الشرسة , التي تعتبر الصورة الحقيقية لهم
فهبّ يا عاقل أن الشيخ ربيعا - حفظه الله - ظلمكم وأساء معكم التصرف, واشتدّ معكم في مجلس من المجالس, وطلب منكم وأمركم بشيء كان فيه من الظلم والحيف ما كان ! فهلاّ وقفتم موقف السلف, وتأدّبتم بأدبهم ؟!
ولو سلّمنا لكم أن الشيخ لم يكن معكم صابرا ولا حليما - وحاشاه - فما هو الواجب الذي كان ينبغي تجاهه ؟!
يقول الإمام النوويّ - رحمه الله - كما في ( التبيان ص 42 ) : ( ومن آدابه أن يحتمل جفوة الشيخ وسوء خلقه, ولا يصدّه ذلك عن ملازمته, واعتقاد كماله, ويتأوّل لأقواله وأفعاله, التي ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة, فما يعجز عن ذلك إلاّ قليل التوفيق أو عديمه, وإذا جفاه الشيخ ابتدأ هو بالاعتذار إلى الشيخ, وأظهر أن الذنب له والعتب عليه, فذلك أنفع له في الدنيا والآخرة, وإنقاء لقلب شيخه له )
فكلام الإمام النووي واضح, في أنّ جفاء وسوء خلق الشيخ هكذا يقابل, لا كما فعل المعتدون على عرض شيخنا
فلو أنّ شيخنا قال وألزم - حقيقة - أحدهم بأنه سوف يتكلم فيه إذا لم يتكلم في فلان , لكان لزاما على هذا الطالب أن يراعي الأدب كما قال النووي - رحمه الله - في كلامه المتين : ( ويتأوّل لأقواله وأفعاله, التي ظاهرها الفساد تأويلات صحيحة ) ولكن كما قال الإمام : ( فما يعجز عن ذلك إلاّ قليل التوفيق أو عديمه ), وهم كذلك لأنهم أظهروا أنفسهم بمظهر العالم لا الطّالب, وبثوب الناصح لا المنصوح, وأكثروا من الحراك من غير أطراف, وخالفوا كلّ الآداب وجميل الأعراف !!
ونواصل المسير, في بيان بُعد القوم عن أدب الطالب مع شيخه , وأنهم غرباء عن كل خلق حسن, عرفه حتّى طلاب الكتاتيب
جعل الخطيب - رحمه الله - في (جامعه ص :104) فصلا بقوله: (الرّفق بالمحدّث واحتماله عند الغضب) ثم ساق أثرا وفيه: قيل لسفيان بن عيينة : إن قوما يأتونك من أقطار الأرض , تغضب عليهم؟ يوشك أن يذهبوا ويتركوك, قال : هم حمقى إذن مثلك أن يتركوا ما ينفعهم لسوء خلقي) برقم 423
نعم والله هو عين الحمق ! أن يأتي الطالب للعالم ويتغافل عن منزلته ومنزلة الشيخ وتختلط عليه الأمور, ولا يرضى إلا بالتكريم والثناء والإحسان , وإذا قيل له شيء يغضبه, تجده يتخذ موقفا, وتراه ينشر ما قاله له الشيخ فنسأل الله العافية
وتجد الشيخ العالم - بحسن نية فريدة - يتكلم مع الطالب ويوبّخه أشدّ التوبيخ, لكن سوء الطويّة تجعل الطّالب يفهم من النصيحة أنها أمر, ومن الإشفاق أنه تهديد ومن التربية أنها تعيير وتقبيح, فما لهم لا يعقلون ؟!
يقول ابن جماعة -رحمه الله- (تذكرة السامع والمتكلم ص 187) :(أن ينقاد لشيخه في أموره ولا يخرج عن رأيه وتدبيره بل يكون معه كالمريض مع الطبيب الماهر فيشاوره فيما يقصده ويتحرى رضاه فيما يعتمده, ويبالغ في حرمته ويتقرب إلى الله تعالى بخدمته, ويعلم أن ذله لشيخه عزّ, وخضوعه له فخر وتواضعه له رفعة )
فهل يا ترى علم هذا من أوصل أصبعه الآثمة لوجه الشيخ وهو يهدّده بصوت جهوريّ -سمعه حتى الجيران -؟!وهل في تلكم اللحظات كان يتعمّد ويتقصد أن يرضي شيخه, ويسعى في حفظ حرمته ؟!وهل تأدّب مع شيخنا من قال له مهدّدا:(ستبقى وحدك) وصوته قد وصل السماء ؟!
قال ابن جماعة - رحمه الله- (ص 190) : (وينبغي أن لا يخاطب شيخه بتاء الخطاب وكافه , ولا يناديه من بعد بل يقول : يا سيدي و يا أستاذي)
فهذا من البيان القاطع على أن القوم لم يعرفوا أدبا ولا خلقا مع العلماء, وليس لهم ردّ كل ما قلناه بشِبه شُبهة , لأننا نحاسبهم على وقت قد فات, كان الواحد منهم يظهر وكأن شيخنا الهمام شيخ له وعالم عنده, أما الآن فحدّث وبكل حرج, فالشيخ أصبح مفرقا فتّانا إخوانيا جاهلا وووو فقاتل الله الهوى وأهله
ومن الأمثلة الحسنة في هذا الباب ما مرّ بنا من بيان حقيقة مجلس المقلّدة ممّن أشرفوا اليوم على الهوى وأمسكوا منتداه, عندما قدموا إلى بيت الشيخ ربيع في زمن كان الواحد منهم يعتقد أن الشيخ من علماء الأمة , وعقدوا مجلسا فلسطينيا, مقصده الأول : تعليم الشيخ أصول السنة ونصح الشيخ وتوجيهه ثم تهديده !
فلو أنهم صدقوا فيما أظهروا لما جاز لهم رفع صوتهم الآثم في بيت الشيخ المحترم يقول ابن جماعة - رحمه الله - ص : 198 - 199 : ( وينبغي أن يدخل على الشيخ ويجلس عنده وقلبه فارغ من الشواغل له وذهنه صاف فلا في حال نعاس أو غضب أو جوع شديد, أو عطش أو نحو ذلك, لينشرح صدره لما يقال ويعي ما يسمعه .. وأن يجلس بين يدي الشيخ جلسة الأدب كما يجلس الصبي بين يدي المقرئ أو متربّعا بتواضع وخضوع وسكون و خشوع ويصغي إلى الشيخ ناظرا إليه و يقبل بكليته عليه متعقلا لقوله بحيث لا يحوجه إعادة الكلام مرة ثانية, ولا يلتفت من غير ضرورة ولا ينظر على يمينه أو شماله أو فوقه, أو قدّامه, لغير حاجة )
فهل تلكم الجحافل الهائجة التي طرقت بيت الشيخ, ألزمت نفسها بعشر هذه الآداب ؟!
وإنّ من الحزن المؤلم أن يتبجّح جاهلهم, ويتفوّه صغيرهم, ويزعم لنفسه ولأصحابه, أنهم ناقشوا الشيخ وأبلغوه رأيهم !!
أو لم يعلم هؤلاء أن ذلك من العيب الذي يأباه المنهج السلفيّ ؟! ويزداد الكمد عندما يصوّر بعضهم هذا الفعل القبيح على أنه من منهج السلف ! نعم هو عين منهج السلف لو أنهم كانوا بين يدي الشيخ سائلين مستفيدين وليس معاندين مناقشين
قال إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - ( الجامع للخطيب 356 ) : ( كنّا إذا رأينا الشاب يتكلّم مع المشايخ في المسجد أيسنا من كل خير عنده ) فكيف لو رأوه يناقش ويصرخ و يهددّ !!
-والله- إن المتتبع لما يقوله القوم في مقالاتهم وهم يتكلمون عن الشيخ وخصوصا في ذلكم المجلس, ليعتقد أن الشيخ مقارب لهم في السنّ , ولما يعلم أن الشيخ قد جاوز الثمانين من العمر, ويعاني من أمراض عديدة أشدّها السكري, ليتيقن أن القوم من أسفه الناس عقولا
ورحم الله علماء الأمة الذين ما تركوا دقيقة من دقائق الأدب إلا دوّنوها بيانا للناس و تعليما للأمّة , ومن تلكم الأمور التي سطّرت في كتبهم مسألة تندرج تحت أدب الطالب مع شيخه , وهي أن الشيخ قد يخالف الأدب والصواب لكن بسبب الطالب !! فدوّنوا هذا تأديبا للطالب لا تأديبا للعالم فكن على ذكر!
فقد جعل الخطيب -رحمه الله- في (جامعه ص: 101) فصلا عنونه بقوله :(من أضجره أصحاب الحديث فأطلق لسانه بذمهم) ثم أورد أثر شعبة برقم 406 عندما قال لأصحاب الحديث : ( قوموا عني مجالسة اليهود والنصارى أحب إلي من مجالستكم إنكم لتصدون عن الذكر وعن الصلاة )
فكيف لو قال الشيخ ربيع للفلسطينيين : ( مجالسة اليهود والنصارى أحب إلي من مجالستكم ) أكيد تكون الحرب الجارفة !
وذكر الخطيب أيضا أثر هشيم (برقم : 410) حيث قال : (كان إسماعيل بن أبي خالد من أحسن الناس خلقا, فلم يزالوا به حتى ساء خلقه)
قال الخطيب -رحمه الله- (ص: 103) : (وكان جماعة من السلف يحتسبون في بذل الحديث, ويتألّفون الناس عليه, ثم جاء عنهم كراهة الرواية عندما رأوا من قلة رعة الطلبة, وإبرامهم في المسألة, واطّراحهم حكم الأدب)
وأضف شيئا آخر: وهو أنّ جهاد الشيخ العظيم في حياته, ألم يكن ليشفع عندكم ؟! وكبر سنّه, وشيبته ألم يكن كل ذلك مانعا وصادّا لكم عن خلقكم السيّء مع الشيخ ؟!
قال الذهبي -رحمه الله- في (السير 15 / 264 - 266) في ترجمة ابن شنبوذ : (شيخ المقرئين .. أكثر الترحال في الطّلب ... وكان إماما صدوقا أمينا كبير القدر .. لكنّه كان له رأي في القراءة بالشواذ التي تخالف رسم الإمام , فنقموا عليه لذلك و بالغوا و عزّروه و المسألة مختلف فيها في الجملة)
ثم نقل -رحمه الله- قول أبي شامة -رحمه الله-: (كان الرفق بابن شنبوذ أولى, وكان اعتقاله وإغلاظ القول له كافيا, وليس -كان مصيب فيما ذهب إليه- لكن أخطاؤه في واقعة لا تسقط حقّه من حرمة أهل القرآن والعلم)
فالقارئ المنصف يرى بهاء الحق من قول أبي شامة - رحمه الله - حيث أنكر ما قام به الفقهاء تجاه هذا العالم, فكيف بصنيع الجهّال وتلاميذ الأمس ؟! الذين تنكّروا لجميل الشيخ الهمام عليهم وعلى آبائهم
وأنا أقول هذا إلزاما للخصوم وإلا فشأن شيخنا أعلى وأكبر,وحاشاه أن يجتمع الفقهاء على استتابته!

بين خلق الأكابر وسفه الأصاغر

وعلى نقيض أخلاق القوم, ترى الشيخ - وفقه الله - يراعي الأدب حتّى مع خصومه وبالأخصّ أصحاب الرتب الرفيعة عند النّاس, وسأذكر بعضا من الأمثلة التي تصلح برهانا لما ذكرت :
من أحسنها :
قصّة الشيخ ربيع مع الشيخ بكر - رحمه الله -, وذلك أن الشيخ كان يرى أن الشيخ بكرا - رحمه الله - جانب الصواب وخالف منهج أهل السنة - في جوانب - واشتدّ الأمر لما نُشر على الناس ذاك الخطاب المزعوم الذي عرف بـ( الخطاب الذهبي ) فكان الشيخ صابرا, وكان ينتظر من الشيخ بكر أن يردّ ويكذّب ذاك الخطاب, ولم يصدر منه لا تجريح ولا طعن في الشيخ بكر, ولمّا رأى الشيخ أنّ من الواجب البيان, كتب كتابه الماتع ( الحدّ ال ) بيّن فيه وجه الحقّ من غير شتم ولا سباب, والكتاب موجود متوفّر
ومنذ كتابته - وفقه الله - لم يصدر منه لا تشهير بالشيخ بكر -رحمه الله- ولا طعن ولا شيء
بل أذكر جيّدا ونحن في بيته, لما اعترض طريقه أحد الطلبة سائلا :هل الشيخ بكر تكفيريّ ؟ فأجابه الشيخ مغضبا ( تريد كفّ على وجهك ) ثم أكمل سيره ! نعم هو كفّ العارف بحرمات أهل العلم والمؤمنين
ومثال آخر:
ما كان بين الشيخ ربيع - وفقه الله - وبين الشيخ ابن جبرين - رحمه الله - من خلاف واضح يعرفه الجميع , من ذلك كلام الشيخ ابن جبرين - رحمه الله - في حق الشيخ ربيع - وفقه الله - في فتواه المشهورة في ذلك الوقت! فهل يا ترى يستطيع هؤلاء الغلمان أن يخرجوا لنا مطاعن الشيخ ربيع في الشيخ ابن جبرين- رحمه الله - وردوده عليه وبياناته, وهل من شجاع يخبرنا عن أي حرب قام بها الشيخ ربيع - حفظه الله - تجاه الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- انتصارا لنفسه كما هو شأن الأصاغر مع الشيخ ربيع ؟!
ومن الأمثلة القريبة : كلام الشيخ حمدي السلفيّ - غفر الله له - الأخير في حق الشيخ ! كيف واجهه الشيخ ؟! هل بالردود والبيانات ؟ أم بالسبّ والشتم ؟ وهل يمكنكم أن تخرجوا لنا كلمة واحدة قالها الشيخ
ومثال آخر أذكره :
يوم أن سمعتُ الشيخ يذكر بعض من يراهم الناس يوم من المخالفين, وهو من كبار السنّ وقال الشيخ : ( أريد - والله - أن ألاقيه لأنصحه , فهو رجل سياسي ومحترم ) في معنى كلامه
ومثال آخر : في مسألة وقضية الشيخ العبّاد - حفظه الله - وقد كنتم طرفا كبيرا في التشويش وبث الفرقة بين الأكابر لكن هيهات , فقد حاولتم استخراج كلمة تخدمكم من الشيخ ربيع - حفظه الله- في أخيه الشيخ العباد - حفظه الله - لكن من غير فائدة ؟!
ومثال أخير:
وقد رأيته بعيني من موقف الشيخ - وفقه الله - ومعاملته مع بعض الجيران الكبار - والله الموعد -
ولو شئت لضخمت المقال بأمثلة أخرى يعرفها المتكبرون عن الحق, وفيها الأدلّة الدّامغة أنّ الشيخ لم يكن ليهدر حقوق إخوانه بكلمة أو كلمات قيلت فيه, ولو جلس هؤلاء الأصاغر السنين العديدة , لما استطاعوا أن يكسروا ساق هذه الحقيقة, وأفضلهم ربّما يأتي بكلام من الشيخ يسير جدّا قاله في جلسات خاصّة, كان أهل النفاق سببا في إخراج ذلك - الحق -
أمّا المبطلون فقد هاجوا بكل ما أوحى لهم شيطانهم من كتابات وأشرطة وندوات ومنتديات, ينتصرون لأنفسهم من شيخ كانوا يعتبرونه أستاذا لهم وعالما عندهم ! فهاهي أمثلة أخذتها بأطراف الأنامل لعلها تكون تذكرة للناسي, والتي لا أظن مغفّلا سيعارض في هذه القضيّة !
لقد أجهدوا-والله- أنفسهم في سبيل هلاكهم, وأتعبوا قلوبهم فكشفوا عن سوآتهم , دخلوا التاريخ من باب : ( ليته ذكرني ولو مع الكذّابين ) كما قال أحدهم متحسّرا على عدم ذكره في ( تاريخ بغداد ) !
فأبشروا فقد دخلتموه - والله - أحببتم أم كرهتم, وسوف يترجم للشيخ الإمام , بأحسن وأفضل كلام, وتضرب بكم و بأخلاقكم الأمثال , ويقال يوما :

باب ذكر حوادث سنة 1430 - 1432

في هاتين السنتين : أنشأ أهل الباطل موقعا - ضرارا - جمعوا فيه عدّتهم وجيوشهم لحرب شيخ كبير قد بلغ الثمانين
وفيهما : كانت واقعة ( الأحزاب ) !!
وفيهما : أنعم الله على أهل السنة ( بخندق ) من صحّة وقوّة الشيخ ربيع فردّ - بفضل الله - أهل ( الأحزاب) خاسرين
وفيهما: أكرم الله أهل السنّة بردود علميّة جديدة, كتبها المحدّث الكبير ربيع بن هادي على بعض الجّهال, ففرح بها أهل السنّة
وفيهما: كانت أوّل هجمة لأعداء الحق, بجيش قوامه : ثلاث حافلات على بيت الشيخ الكبير, لكنّ الله منّ على الشيخ وخرجوا من عنده بملئ بطونهم
وفيهما: كان يثبّت في الصفحة الواحدة من موقع يقال له ( كل السلفيين )
سبعة مقالات في الرد على صاحب الثمانين
وفيهما : كان يُلعن أهل الحديث ويثبّت اللّعن على المنتديات
وفيهما : وقعت غريبة من غرائب الدهر وعجيبة من عجائب العصر وهي : ردّ الطيباوي على الإمام المحدّث الفقيه ربيع بن هادي
وفيهما: كثُر الحفّاظ وأهل الحديث والجهابذة !!!
وفيهما : انتشر ( طاعون ) سوء الأدب مع العلماء
وغير ذلك من الحوادث , التي تسطّر في كتب التواريخ

الخاتمة
إنّ ممّا يتلخّص بين أيدينا بعد هذه الوقفة القصيرة :
أن فضيلة الشيخ الإمام, والمحدّث الفقيه الهمام, كان من أشدّ العلماء أدبا وخلقا ونبلا, ولقد حطّ بركابه على صفحات التاريخ, بشهادة الأوفياء, وأنّ ميزة خصومه الواضحة - الذين هم في عداد أولاده - الجهل وسوء الأدب,
وإلى هنا يقف جواد القلم, ويسكن الجُرح عن الألم, بكلمات ضاق بها صدري, فكان في إخراجها بيان عذري
وإنّي أعد الإخوة الأفاضل بمقال آخر عن أخلاق الشيخ العظيمة التي تصلح للتدريس في هذا الزمن, وأذكر أيضا أن الكثير من الأمثلة تركتها تقصّدا, وذلك أن الشيخ يأباها ولا يرتضيها , فيها حقائق غائبة مخفية, وفضائح دنيوية أخلاقية, يعرفها أهلها, ويذكرها أصحابها !!
و إنّي والله و إخواني من أهل السنة لمن عساكر جيش الرّبيع ,تحت لواء نصرة دين الله, ونشر منهج أهل السنة, ولحدّ الساعة لم ير الأعادي, شيئا من سهام الحق ونبال الصدق, فانتظروها لكن في حينها!
اللّهم ربّ السماوات والأرضّ, و رب كلّ شيء, نسألك سؤال المحتاج المضطر ّ, أن تحفظ شيخنا الكبير, وعالمنا النحرير, ربيع السنة, وأن تطيل عمره, لنصرة السنة وأهلها, و قمع البدعة و( كل المبتدعين)
اللّهم نسألك توفيقا لشيخنا, وثوابا لحبيبينا
اللهم أدخله جناتك, وارفعه جزاء ما خدم دينك
آمين والحمد لله رب العالمين
أتمّ تسطير حروفه
أبو معاذ محمد مرابط
مساء يوم الأحد 05 / ذو القعدة / 1432
من الهجرة النبوية
الجزائر العاصمة


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 12 Oct 2016 الساعة 01:24 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09 Feb 2012, 09:30 AM
أبو عائشة مراد بن معطي أبو عائشة مراد بن معطي غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
الدولة: الجزائر-برج الكيفان-
المشاركات: 357
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عائشة مراد بن معطي
افتراضي

جزاك الله خيرا أبامعاذ على ماسطرت يداك
وحفظ الله شيخنا وعالمنا المحدث ربيع السنة.
إن فضيلة الشيخ الإمام, والمحدّث الفقيه الهمام, كان من أشدّ العلماء أدبا وخلقا ونبلا, ولقد حطّ بركابه على صفحات التاريخ, بشهادة الأوفياء, وأنّ ميزة خصومه الواضحة - الذين هم في عداد أولاده - الجهل وسوء الأدب
إذا مُيّز الأشياخ يوما وحصّلوا .... فربيعُ من بين المشايخ جوهر
إذا افتخر الأقوام يوما بسيّد..... .....ففيه لنا والحمد لله مفخر
فيا أيها السّاعي ليرد شأوه......... رويدك عن إدراكه ستقصّر

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة مراد بن معطي ; 09 Feb 2012 الساعة 11:06 AM
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09 Feb 2012, 03:30 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

بارك الله فيك أخانا الكريم أبا معاذ على ما كتبت يداك في الذب عن أعراض أئمة السنة,فإن ذالك والله من الإيمان, فقد روى الإمام أحمد من طريق أسماء بنت يزيد رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم { من ذب عن عرض أخيه بالغيب كان حقا على الله أن يعتقه من النار } وإسناده حسن . [ ص: 106 ] ورواه الترمذي عن أبي الدرداء بلفظ { من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة } وقال حسن . ورواه ابن أبي الدنيا وأبو الشيخ في كتاب التوبيخ بلفظ { من ذب عن عرض أخيه رد الله عنه عذاب النار يوم القيامة . وتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم { وكان حقا علينا نصر المؤمنين } } .
فهذا الفضل في الذب عن أعراض المسلين, فكيف بمن يذب عن أعراض العلماء من أمثال ربيع السنة حفظه الله ورعاه, فجزاك الله خيرا أخي أبا معاذ, وآجرك الله في الدنيا والآخرة إنه كريم جواد.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09 Feb 2012, 03:47 PM
قادة شداد قادة شداد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2012
المشاركات: 59
افتراضي

بارك الله فيك أبا معاذ
قال تعالى " إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور "
إن الذب عن علماء أهل السنة من الذب عن السنة كيف لا و هم حملتها و المدافعين عنها
وهذه سنة الله في خلقه فلقد طعن في الأنبياء و طعن في الصحابة وهذا الطعن لا يضر المطعون فيه بل فيه رفعة له و زيادة في حسناته
عن جابر رضي الله عنه قال: قيل لعائشة: إن ناسًا ينالون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حتى أبا بكر وعمر، فقالت: وما تعجبون من هذا، انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا يقطع عنهم الأجر
وعن عروة قال: قالت لي عائشة: يا ابن أختي، أمروا أن يستغفروا لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبوهم»
فلا يتكلم في الشيخ ربيع إلا صاحب هوى قد ملئ قلبه حقدا و حسدا والذي يتكلم فيه لايضر الشيخ ربيع بل يضر نفسه
كما قال الشافعي في الشعر المنسوب إليه
أعرض عن الجاهل السفيه فكل مـا قـال فهـو فيـه
ما ضر نهر الفرات يومـاً إن خاض بعض الكلاب فيه
وقال
إذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فإن كلمته فـرّجت عنـه وإن خليته كـمدا يمـوت
وقال أخر
لوكل كلب عوى ألقمته حجرا ً لصار الصخر مثقالا ً بدينار
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09 Feb 2012, 04:02 PM
مهدي بن الحسين
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله يا أيّها الحبيب محمّد على هذا المقال النافع في الدّفاع عن" حامل راية الجرح و التعديل " الفقيه العلاّمة الإمام ربيع السنّة
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09 Feb 2012, 04:57 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

وأنا أعيد النظر فيما كتبه الأخ المرابط أبو معاذ تذكرت موقفين للشيخ العلامة ربيع السنة مع فضيلة شيخنا العلامة عبد المحسن العباد, يدلان على سلامة صدر العالم الهمام ربيع, ورفعة منزلته, وتواضعه الكبير, وهما في نفس الوقت يدلان على رفعة ومكانة الشيخ عبد المحسن العباد, وهذان الموقفان حدثا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في السنوات الأخيرة لا أذكر زمنهما المعين, وهما موقفان متشابهان مضمونهما: أن من عادة الشيخ ربيع إذا زار المدينة, ودخل مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم, ووافق وجوده داخل المسجد حلقة الشيخ العباد بعد المغرب, فإنه يتوجه صوب حلقته, ويجلس إلى أن ينتهي الشيخ العباد من درسه, كراهة أن يقطع عليه درسه, فينهض في تواضع جم ويسلم على الشيخ عبد المحسن العباد, والشيخ بدوره يبادره السلام والتحية, ثم ينصرف الشيخ ربيع.
وقد شاهدت هاذين الموقفين بعين أمي, أحدهما: قريب العهد, والآخر بعيد, لا أذكر زمنهما بالتحديد, ولعلها كانت هناك مواقف أخرى مشابهة لهذين الموقفين لم أشاهد عينها, وليس ذلك بغريب على مثل هؤلاء العلماء الأفذاذ, فهذه أخلاق العلماء الأتقياء.
فلا نامت أعين الحاقدين المبغضين المفرقين بين الأحبة.

التعديل الأخير تم بواسطة عبد العزيز بوفلجة ; 09 Feb 2012 الساعة 05:55 PM
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09 Feb 2012, 05:47 PM
أمين الجزائري أمين الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
المشاركات: 51
إرسال رسالة عبر MSN إلى أمين الجزائري
افتراضي

بارك الله فيك و أحسن إليك

و حفظ الله الشيخ و نفع به
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 09 Feb 2012, 09:00 PM
محمد الجيجلي محمد الجيجلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: ولاية جيجل حرسها الله
المشاركات: 70
افتراضي

لا شلت يمينك يا أبا معاذ
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 09 Feb 2012, 09:13 PM
خالد اليوسفي خالد اليوسفي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 69
افتراضي

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي أبا معاذ ووفقك الله لكتابات نافعة ترد على كل طاعن في السنة وأهلها بحق وصدق وكذلك أهل السنة الناصحين والحمد لله على نعمة السنة
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 10 Feb 2012, 09:29 AM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

جزاكُمُ الله خيراً وبارك فيكم أبا معاذ على هذا المقال الماتع حقًّا،،،
وحفظ الله فضيلة الشيخ الوالد: ربيع بن هادي المدخلي

اقتباس:
أبو عبيدة منجد الحداد:

جزاك الله خيرًا وبارك الله فيك
ولمن أراد قراءة وتحميل المقال منسقًا:
(تلقين الأدب لمن جحد الربيع وأصابه الكلب)

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 Feb 2012, 01:53 PM
أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2011
الدولة: مدينة تقرت، الجزائر
المشاركات: 320
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو عبد الله يوسف بن الصدّيق
افتراضي

جزاك الله خيراً يا مشرفنا العزيز وحفظ الله العلاّمة ربيع المدخلي وأحسن لنا العاقبة
رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 Feb 2012, 04:03 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاكم الله خيرا جميعا على مروركم الطيب العزيز

ورزقنا الله الصدق في القول و العمل

و جمّل الباري قلوبنا بالوفاء لأشياخنا و أئمتنا
رد مع اقتباس
  #13  
قديم 10 Feb 2012, 07:07 PM
أبو أنس عبد الله الجزائري أبو أنس عبد الله الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر المحروسة
المشاركات: 107
افتراضي

بارك الله فيكم, وجزاكم الله خيرا.
رد مع اقتباس
  #14  
قديم 10 Feb 2012, 09:32 PM
أبو معاوية كمال الجزائري أبو معاوية كمال الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر(قادرية- ولاية البويرة)
المشاركات: 513
افتراضي

لا كسر الله قلماً يذبّ بالحق عن أعراض العلماء .
وسلمت يمين أخينا الفاضل أبي معاذ ، وأدام الله عليه هذا العطاء .
رد مع اقتباس
  #15  
قديم 12 Feb 2012, 10:55 AM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أخانا محمد مرابط,أرجوا أن تكون ممن عناهم الحديث الصحيح:[من رد عن عرض أخيه بالغيب رد الله عن وجهه النار يوم القيامة].فكيف بمن رد عن عرض عالم من العلماء الأفذاذ.

التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 15 Feb 2012 الساعة 11:36 AM
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013