منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 Jul 2014, 11:21 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي (توجيهات في كيفية معاملة السلفي إذا أخطأ وطريقة العلاج وحل الخصومات بين السلفيين) للشيخ محمد بازمول

(( توجيهات في كيفية معاملة السلفي إذا أخطأ وطريقة العلاج وحل الخصومات بين السلفيين)) للشيخ محمد بازمول- حفظه الله-


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة
أما بعد :
فألتقي بإخواننا السلفيين في مدينة طبرق في لبيبا الشقيقة في مساء الأربعاء ليلة الخميس السابع من شهر شعبان من عام ألف وأربعمائة وخمس وثلاثين من الهجرة في هذه الكلمة التي اختار لها الإخوة هذا العنوان
(( توجيهات في كيفية معاملة السلفي إذا أخطأ وطريقة العلاج
وحل الخصومات بين السلفيين ))
فأقول مستعينا بالله سبحانه وتعالى موضوع الخلاف ومعالجته من أهم الأمور التي على المسلم أن يتعلمها وذلك أن الخلاف ليس محصورا في الأمور الشخصية بل قد يأت في أمور الدين فإذا اختلف العلماء في المسائل الفقهية ما القول الذي يأخذ به ؟
إذا أختلف المفسرون في تفسير الآية ما القول الذي يأخذ به في تفسيرها ؟ ، إذا وجد أحاديث مختلفة ما موقفه منها وإذا وجد آيات مختلفة فما موقفه منها وإذا تعارضت آية وحديث ما هو موقفه منها ؟؟ إلى غير ذلك من المهمات التي قد تعترض طريق المسلم في حياته فيقف أمامها حائرا ولعل أهم مواضيع الاختلاف ما يتعلق بموقف المسلم من اختلاف العلماء وما يتعلق بموقف المسلم إذا أخطأ أخ له في مسألة كيف يتعامل مع هذا الخطأ الذي صدر من هذا الأخ ، هذه الموضوعات كما ترون موضوعات حساسة باتت اليوم تمس حياة الشاب المسلم طالب العلم أينما تحرك في مسجده في محاضرته في جلسته في صحبته مع إخوانه في الشبكة العنكبوتية في المقالات في الكتابات تأتيه هذه المسائل وتأتيه هذه الأمور لذلك هنا لابد أن نؤصل عدة أمور مهمة في موضوع الاختلاف لنتدرج منها إلى الوصول إلى حل مشكلات الاختلاف في حياة المسلم وأيضا في مسائل العلم بين العلماء ، في مسائل العلاقات الاجتماعية التي تكون بين الإخوة السلفيين فيما بينهم البين .
فأقول أول مسألة لابد أن يعلم المسلم أن الاختلاف نوعان
اختلاف تنوع
اختلاف تضاد
"" اختلاف التضاد منفي عن الشريعة ""
لا يوجد لا في الكتاب ولا في السنة آيات أوأحاديث مختلفة اختلاف تضاد والله سبحانه وتعالى يقول (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )).
فلا يوجد في نصوص الشرع اختلاف ، لا في القرآن ولا في السنة في الحقيقة وما ترونه أو تسمعونه من خلاف في آية أو في حديث فهذا اختلاف أفهام واجتهادات العلماء .
النوع الثاني من الاختلاف اختلاف التنوع :
وهذا اختلاف موجود في الشرع وقد يأت في الحكم الشرعي أو في الباب من أبواب الشرع أكثر من نوع كلها جائزة وكلها مشروعة وكلها سنة كاختلاف أدعية الاستفتاح في الصلاة فلك أن تستفتح بدعاء سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ولك أن تستفتح بدعاء اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ولك أن تستفتح بالله أكبر كبيرا والحمد الله كثيرا ولا إله إلا الله وسبحان الله بكرة وأصيلا
وهكذا كل ما ورد من أدعية الاستفتاح وكذا لك أن تدع بأكثر من صيغة في جلوس التشهد وكذا لك أن تذكر أكثر من صيغة في الركوع وأكثر من صيغة في السجود كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا اسمه اختلاف تنوع هذه الأنواع كلها واردة وكلها جائزة إذا أخذ المسلم بأي شيء منها فإنه يجوز ولا حرج عليه في ذلك .
إذا نحن أمام نوعان من الاختلاف
النوع الأول اختلاف التضاد وهو منف من الشريعة في الحقيقة وإن وجد فيوجد بحسب اجتهادات وفهوم العلماء
النوع الثاني من الاختلاف
اختلاف التنوع وهذا موجود في الشريعة
النقطة الثانية المهمة في مسائل الاختلاف : أن تعلم أن مسائل الاختلاف أيضا على نوعين
مسائل اختلاف اجتهادية
ومسائل اختلاف ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه
بمعنى أن مسائل العلم التي يختلف فيها العلماء على نوعين
مسائل لم يأت فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه فالأدلة مختلفة بحسب نظر المجتهدين أو لا يوجد دليل أصلا أو قياستهم محل اجتهادهم فالأدلة متجاذبة أو لا يوجد دليل أصلا .
النوع الثاني مسائل من العلم اختلف فيها العلماء ولكن ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه .
فالنوع الأول من الاختلاف اختلاف سائغ لا يكون قول أحد مقدم على قول أحد إنما يكون المناصحة ومعرفة ما هو الأصلح فيتبع لأنها لم يظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه وهي التي عبر عنها العلماء بمسائل الخلاف الاجتهادية وهي التي عناها العلماء في قاعدة لا إنكار في مسائل الخلاف يعنون المسائل الاجتهادية .
أما النوع الثاني من المسائل وهي التي ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه فهذا النوع من المسائل ينكر فيه على المخالف ويصحح ويخطأ بحسب موافقته للدليل ومخالفته ويلزم فيها باتباع ما دل عليه الدليل هذا النوع الثاني من الاختلاف .
الأصل الثالث في الاختلاف : أن تعلم أن الاختلاف بالنسبة لعقول الناس ولاجتهادات الناس ولأحوال الناس هو طبيعة بشرية ، الله سبحانه وتعالى أوجدها في البشر ، فلا ينكر أحد اختلاف الناس في اجتهاداتهم وفهومهم ، اختلاف الناس في عقولهم واختلاف الناس في فهمهم أوفي فقههم واختلاف الناس في طبيعتهم فليس كل انسان الآخر ، الله سبحانه وتعالى ذكر المسألة التي اختلف فيها نبي الله داوود مع ابنه سليمان وقال تعالى ((فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ))
فسليمان فهم المسألة بينما داوود عليه السلام لم يفهمها كفهم ولده سليمان وكلكم يذكر - لعلكم كذلك - قصة ابن عمر رضي الله عنه لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤالا فقال إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا فقال ابن عمر فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوَادِي وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ قَالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هِيَ؟ قَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالَّذِي وَقَعَ فِي نَفْسِي، قَالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا
فابن عمر فهم السؤال وعرف الجواب ولم يعرفه الصحابة حتى أبوه عمر بن الخطاب لم يعرفه ، فالناس يتفاوتون في الفهم وفي الذكاء وفي الاطلاع وفي المعرفة لذلك هذه قاعدة مهمة في الاختلاف ( تفاوت الناس في الفهم وفي المعرفة وفي الاطلاع )
الأصل الرابع الذي أذكره في هذه المحاضرة : أن الواجب عند حدوث الاختلاف والتنازع أن يرد الأمر إلى الله ورسوله امتثالا لقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))
الله عز وجل أمرنا عند النزاع بالرد إلى الكتاب والسنة ولو أن الناس امتثلوا ذلك لزالت أسباب الاختلاف برمتها و لانصلح حال الناس لولا هذه الأهواء والفتن التي تعصف بهم .
الأصل الخامس الذي أذكره في هذه الكلمة ويتعلق بالاختلاف :
أن الواجب على المسلم أن يحفظ حق أخيه المسلم وأن يعينه على طاعة الله وأن يعظم حرمة أخيه المسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)
صلى الله عليه وسلم بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كل سبب يحدث الخلاف فقال عليه الصلاة والسم فيما أخرجه البخاري ومسلم : (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ ، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا وَلاَ يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فالأصل أن يحفظ المسلم حق أخيه المسلم وأن لا يتعدى عليه وأن يتجنب ما يحدث التباغض وما يحدث التناحر وأن يعظم حرمة المسلم ، فكُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ
عرض المسلم حرام لا يجوز لك أن تنتهكه وأن تتكلم فيه إلا بدليل صحيح معتبر وإلا وقعت في الحرام ولذلك قال ابن دقيق العيد في كتابه الاقتراح لما تكلم عن مسائل الجرح والتعديل قال إن الكلام في الجرح والتعديل حفرة من حفر النار وقف على شفيرها علماء الحديث أهل الجرح والتعديل والحكام أصحاب الشهود والشهادات .
يعني أن هذا الباب باب خطير لأنك تنتهك فيه حرمة أخيك المسلم فتقع في عرضه من غير وجه حق فيؤدي بك ذلك إلى النار إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى فلابد من تعظيم حرمة المسلم وبالتالي لا تجعل أي قضية تحصل بينك وبينه سببا في الوقوع فيه لأنك هنا إنما تراعي حظ نفسك ، متى لك أن تتكلم ؟ لك أن تتكلم إذا كان في القضية دليل صحيح يلزم المصير إليه عندها إذا خالف بعد قيام الحجة وبعد وضوح المحجة لك أن تحكم عليه بما يناسبه .
إذا الكلام في الناس قضية خطيرة وعرض المسلم محفوظ ما يجوز لأحد أن يتكلم فيه إلا بعلم ، إذا انتبهتم لهذه الأمور ...
نضيف أيضا أمر سادس وهو أن تعلم أن هناك مقامات
مقام الوصف ومقام الحكم وذلك إذا صدر من الشخص خطأ في قوله أو في عمله أو في اعتقاده لك أن تصفه بما صدر منه من قول أو عمل فتقول هذا كذا هذا كذا بحسب ما صدر منه لكن ليس لك أن تحكم عليه بحكم لهذا الوصف وتنزيل الحكم عليه إلا بعد قيام الحجة بثبوت الشروط وانتفاء الموانع وهذه قضية كثير من الناس لا ينتبه لها ولا يلاحظها ولها أمور ترتبط بها منها :
_ أن المرجع في قيام الحجة والنظر في ثبوت الشروط وانتفاء الموانع هم العلماء الكبار بل في بعض المسائل هم ولاة الأمر من الحكام ومن يقيمهم ولي الأمر مقامه في النظر في أمور الناس وفي أحوالهم كالقضاء الشرعيين ، ولكن بعض الناس لا ينتبه لهذا الأصل فيقع في هذه المسألة فيصف ويحكم قبل تحقق قيام الحجة أو يصف ويحكم ويدعي إقامة الحجة وهو ليس لها بأهل أو يصف ويحكم وقد يقتل فيحصل ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم (لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)
فهذا الأصل وهو أصل قيام الحجة من الأمور المهمة التي ينبغي لطلاب العلم أن ينتبهوا إليها وأن يراعوها
إذا انتبهننا من هذه الأصول ننتقل إلى قضية أخرى في تطبيق هذه الأصول فأقول
الاختلاف والوقوع في الخطأ طبيعة بشرية يكفي أن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)
إذا قضية الوقوع في الخطأ الحكم الشرعي فيها أنه أمر جبلي ، الله جبل الناس عليها فكل بني آدم خطاء لذلك لا ينتظر - وهذا خطأ يحصل من بعض الناس - لا ينتظر أن هذا بما أنه سلفي أن ينظر إليه كأنه معصوم لا يقع في خطأ هذا لا ينبغي من قال أن النسبة إلى السلفية تعني أن السلفي لا يقع في الخطأ من قال هذا ؟؟ كيف وأهل السلف كلهم يقولون أن المعصوم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضة لوقوع الخطأ كيف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ)
إذا نحن حينما نأت ونتكلم عن كيفية التعامل مع السلفي إذا أخطأ ينبغي أن يكون نصب أعيننا هذه الحقيقة وهي حقيقة كل بني آدم خطاء والمعصوم من عصمه الله ولا عصمة عندنا لغير الأنبياء وبالتالي إذا وقع السلفي في الخطأ فأول شي نقول أن هذا الأمر أمر الله أوجده في الناس وفطرهم عليه فكل ابن آدم خطاء وهذه أول خطوة في العلاج
الخطوة الثانية : أن نأت وننظر في المسألة التي وقع فيها الشخص هل هي من المسائل الاجتهادية ؟ أوهي من المسائل التي ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه ؟ وهذا يحتاج إلى طالب علم أو عالم نرفع إليه قضية الأخ هذه فنقول فلان أخطأ يا شيخ كيف نعامله وكيف الموقف فيه لأنه قد يكون الخطأ الذي أنتم اعتبرتموه خطأ هو من باب المسائل الاجتهادية وليس من المسائل التي يلزم المصير فيها إلى ما دل عليه الدليل ، إذا كانت المسألة اجتهادية كانت طريقة تعاملنا مع مخالفته لنا تختلف عن طريقة تعاملنا مع مخالفتنا له إذا كان خالفنا في مسألة ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه فقد يكون مثلا يخالفنا مثلا على سبيل المثال في وضع اليدين على الصدر بعد الركوع هو يضعها ونحن لا نضعها أو نحن نضعها وهو لا يضعها وقد يكون الخلاف في مسألة أخرى مثلا هو يرى أن إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين فجعل ثوبه إلى نصف الساقين ونحن نرى أن إزرة المؤمن كما قال الرسول صلى اله عليه وسلم إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، وَمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فِي النَّارِ فهو يخالفنا فنحن نلبس إلى الكعبين وهو يلبس إلى أنصاف الساقين ، مثال آخر يقول أنا أحب أن ألبس العمامة ونحن لا نرى لبس العمامة نرى لبس الخمار الذي نحن نسميه الغترة والشماغ ونحو ذلك من المسائل التي تتحمل تعدد وجهات النظر وليس فيها من الأدلة ما يلزم المصير إليه أو ما يعين القول فيها بقول واحد فمثل هذه المسائل إذا حصل الخلاف ، ممكن ننتقل لمسائل فقهية مثلا هو يرى أن تارك الصلاة كافر مطلقا ونحن نرى أن تارك الصلاة إذا كان كسلا وتهاونا لا يكفر وإذا تركها إنكارا وجحودا أو تركها تركا كليا فإنه كافر فنفصل كطريقة الجمهور ، يأت العالم ويقول لا تختلفوا هذا القول عن أهل السنة والجماعة وهذا القول عن أهل السنة والجماعة كله منقول ومروي ومذكور عن أهل السنة والجماعة فلا تتنازعوا في هذه المسألة ولا تختلفوا.
الخطوة الثانية إذا : تحرير نوع الخلاف الذي وقع فيه هذا الأخ وهذا يحتاج إلى أن نرفعه إلى العلماء فإن لم يوجدوا فإلى طلاب العلم ويحتاج إلى أفق واسع للنظر ولذلك ورد عن الشعبي قال : كلما زاد علم الرجل بالخلاف اتسع صدره وكلما نقص علم الرجل بالخلاف ضاق صدره .
بمعنى أن سعة الأفق تجعل لديك رؤية في المسألة وتفهم أن هذه المسـألة والله من المسائل التي يجب اتباعها أو يسوغ فيها الخلاف أو لا يسوغ فيها الخلاف أو يسوغ ولكل وجهة فهذه قضية ثانية لابد أن تحررها
القضية الثالثة هذا الخطأ الذي وقع فيه هذا الأخ ، إذا عرفنا أنه خطأ مما لا يسوغ فيه الخلاف وأنه يلزمه أن يوافقنا أمكننا أن ننكر عليه وأن نشدد عليه وأن نأمره بالمعروف وأن ننهاه عن المنكر وأن نأمره بالرجوع إلى العلماء وإلى طلاب العلم ليبينوا له هذه المسألة
أما إذا كانت المسألة مما يسوغ فيه الخلاف فنحن نترفق معه ونناصحه ونكلمه بهدوء وبالتي هي أحسن ولا نشدد عليه في قضية الخلاف
الأمر الرابع علينا أن نتجنب في كل ذلك الفجور في الخصومة فإن بعض الناس لا يطيق أن يجد إنسانا يخالفه في مسألة والفجور في الخصومة أنه إذا وجد من يخالفه في المسألة فجر وهذا من علامات النفاق قال صلى الله عليه وسلم (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ خَالِصٌ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ)...
فالفجور في الخصومة الفجور لمجرد الخلاف هذا أمر من صفات المنافقين على المسلم أن يحذر منه ، هذه نقطة وأدب مهم على طالب العلم أن ينتبه له
الأمر الخامس :
إذا كان الله عز وجل أمرنا بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن فما بالك بمخاصمة ومذاكرة ومحاورة مسلم وقع بيننا وبينه
لاشك أن نتحاور معه ونتجادل معه بالتي هي أحسن .
الخطوة السادسة : إذا كانت المسألة من المسائل التي يلزم المصير فيها إلى الدليل بل قد تكون المسألة سنة وبدعة ، يعني هذا الشخص المسألة التي خالفنا فيها خالفنا في مسألة تدور بين السنة والبدعة ماذا نصنع ؟ حاورناه ناقشناه رفعنا أمره لأهل العلم طلبنا منه الرجوع إلى أهل العلم ، طلاب العلم تكلموا معه وناصحوه وبينوا له من أهل العلم الكبار من رد عليه وحاوره ثم تبين بعد ذلك إصراره على اتباع الهوى فنقول هنا ننتقل من وصف قوله ووصف فعله بأنه خطأ ومخالفة إلى وصفه هو بأنه صاحب بدعة أو بأنه مبتدع وبأنه ضال وبأنه من أهل الهوى ، الآن حكمنا عليه بعينه بعد أن قامت عليه الحجة .
ننتقل بعد هذا إلى أمر آخر وهو أن نستشعر خطورة هذا الرجل ، هذا الرجل خطر أصبح يحمل فكرا ضالا لا مسوغ له أصبح يخالف أهل السنة والجماعة في مسألة عقدية لا يصح فيها الخلاف هذا الرجل ينشر فكره إن تركناه بيننا هذا الرجل قد يؤثر في طلبة العلم المبتدئين فيخرجهم عن السنة هذا الرجل يضع الشبهات ويضلل الناس عن معرفة طريق أهل السنة والجماعة فماذا نفعل ؟ أقول هنا يأت الأصل العظيم الذي يقرره السلف ونقلوا فيه الإجماع وهو هجر أهل البدع والأهواء ، يهجر ويحذر منه فلا يجالس ولا يصاحب ولا يسمع إليه ولا يكثر سواده ونبتعد عنه لماذا ؟ لأنه أصبح صاحب بدعة وضلالة ولا فرق في ذلك بين كبير البدع وصغيرها كل البدع ضلالات وأصحابها أصحاب ضلالات ، هذا إذا تركناه واستمرينا معاه سيستمر في نشر باطله وسيستمر في نشر ضلاله ولكن بشرط أن نكون قد أقمنا عليه الحجة وبينا له المحجة في ذلك هذا هو منهج أهل السنة والجماعة في طريقة التعامل مع السلفي عند وقوعه في الخطأ .
هناك طائفة ظهرت اليوم هي وجه من وجوه الخوارج سلكت مسلك الخوارج في التعامل مع من يقع في خطأ ، ماذا تصنع هذه ؟ تحكم على صاحب الخطأ بخطئه مباشرة بدون قيام حجة ، لا تفرق بين خطأ السني وخطأ غيره لا تفرق بين العالم السني المعروف بأن أصله اتباع الكتاب والسنة وبين صاحب البدعة والضلالة فتسوي بينهم وهي الطائفة التي يقال لها ( الحدادية ) مسلكهم خلاف مسلك أهل السنة والجماعة في هذا الباب فهم خرجوا عن طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع فينبغي الحذر منهم وعدم سلوك مسلكهم .
أسأل الله سبحانه وتعالى في ختام هذه الكلمة أن يوقفنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأن يجعل كلامنا هذا حجة لنا لا حجة علينا وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين والآن أستمع إلى أسئلتكم ومداخلاتكم جزاكم الله خيرا
.....
أحسن الله إليكم وبارك فيكم فضيلة الشيخ ونفعنا الله بما قلتم ..
الشيخ : آمين
يقول السائل : أنوب في مسجدنا عن إمام راتب وهو صوفي فهل مداراته بالسلام عليه أحيانا ورد السلام عليه جائز مع عدم البشاشة له؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : الجواب أصلا نيابتك عن هذا الإمام الصوفي لا تجوز إلا في حالين اثنين
الحال الأول : أن يكون هذا الإمام الصوفي غير مظهر لبدعته عندها تنوب عنه من أجل إظهار السنة ومن أجل أن لا يغتر الناس به ، أما إذا كان مظهرا لبدعته فلا يجوز لك أن تنوب عنه لأن في نيابتك عنه تضليل للناس وتمكين له إلا إذا لم يكن بد من ذلك كأن يكون كل القائمين على إمامة الصلاة من هذا النوع فلابد أن تحتك بهم ولابد أن تنوب عنهم حتى لا يكونوا إماما للناس
الأمر الثاني هو أن تغلب مصلحة نيابتك عنه عن تركك لها فإذا غلب على ظنك أن المصلحة ترجح وأكثر بأن تنوب عنه من تركك للنيابة عنه فعندها لك أن تنوب عنه في إمامة الصلاة
وعلى الحالين إذا صح الحال الأول أو صح الحال الثاني جاز لك أن تسلم عليه وأن تحاول أن تستمر في إمامة الصلاة لكي تكف شره وبدعته عن الناس ولكي تنشر السنة ولكي تحذر مما هو فيه إن أمكنك ذلك أو على الأقل تحصل أرجح المصلحتين وتبتعد عن أسوء المضرتين والله أعلم
أحسن الله إليكم يقول السائل : كيف نتعامل مع الشاب الذي كان على استقامة ثم حصل له فتور من حلق للحية وإسبال للثوب هل الأفضل أن ننصحه أو نبتعد عنه مخافة أن نتأثر به
الشيخ محمد بازمول : الأصل أن تناصحه وأن تذكره بالله وأن تعظه وأن تعلمه أن الدين لله سبحانه وتعالى وأنه إذا كان قد تعرض لمشاكل مع بعض الناس فهذا هو مشكلة هذا الشخص وأما الدين فأنت تدين به لله سبحانه وتعالى ، تذكره بالله وتعظه بالله وتدعوه إلى الله تترفق به ولعلك تهديه الشيء لكي يخجل ويرعو يحصل إن شاء الله منه التفات واستجابة وقبول للحق فإن رأيت أن هذا كله لم ينفع فتنظر هل الهجر ينفع فإن رأيت الهجر ينفع افعله وتدرج معه حسب ما يذكره أهل العلم من أحوال الهجر ونفعه مع مثل هذا الرجل والله المستعان.
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم
يقول السائل حكم من يقول الضار والنافع هو الله ولكن يقر بجواز الذبح عند القبور وهل يجوز الصلاة خلفه؟
الشيخ محمد بازمول : يعني يقول أنا أذبح عند القبر لصاحب القبر ؟
المقدم : نعم
الشيخ حفظه الله :إذا قال أنه يذبح عند القبر يعني يذبح لصاحب القبر فهذا شرك وهو مشرك وهو قد أبطل دينه بصرفه لهذه العبادة لغير الله سبحانه وتعالى فإن الدين هو أن نعبد الله مخلصين له الدين
قال((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))
فإذا ذبح لغير الله فقد أشرك بالله فإذا أشرك بالله فهو لم يحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو مشرك كافر ينبغي له أن يترك هذا الأمر وأن يجدد إسلامه لأن من استباح أن يذبح لغير الله فقد استباح أن يصرف العبادة لغير الله والله عز وجل يقول ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) نعم .
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
يقول السائل:الذي يرفض رفع الخلاف للعلماء من الشباب بحجة أن خصومه كذبة أو متلاعبون هل مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : الأصل أن المسلم لا يرفض رفع الخلاف إلى أهل العلم هذا الأصل وقد يوجد أحوال خاصة يبتلى فيه الإنسان بأناس مثلا يفجرون في الخصومة فلا أستطيع أن أحكم على الشخص بعينه بحكم لمجرد هذا السؤال ولكني أقول على المسلم أن يتعلم الرجوع إلى أهل العلم لأن الله سبحانه وتعالى يقول ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) فأمر بالرجوع إلى العلماء قال صلى الله عليه وسلم (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) فالأصل هو الرجوع إلى العلماء أما هذا الشاب الذي يقول هذا الكلام فيسأل أين هي الخصومة أين هو الكذب الذي تدعيه فإن وجد شيء أصلح ورفع بعد ذلك للعلماء وإن لم يوجد شيء وعظ ونوصح بأن هذا من صفات أهل النفاق يرفضون الرجوع إلى أهل العلم والله سبحانه وتعالى يقول ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )) نعم .
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم يقول السائل أيضا ما نصيحتكم للشاب المسلم السني الذي يحضر عند أناس غير مؤصلين في العلم ولم يدرسوا عند العلماء ولا يحضروا دروس المشايخ والعلماء عبر الهاتف بل يحضروا دروس هؤلاء الناس المجهولين ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ، هذه والله مصيبة وهي من أسباب هذه المشاكل الكثيرة التي يشتكي منها إخواننا في كل البلاد يتصدر الحدث قبل أن يعلم أصول العلم وقبل أن يتأصل التأصيل العلمي الصحيح وقبل أن يفهم الكتاب والسنة وقبل أن يفهم مآخذ العلماء ....ويرى نفسه وكأنه شيخ الإسلام فيفتي ويجتهد ويأمر وينهى وهو لما بعد يتحصل العلم الذي يؤهله لذلك وهذه من الأمور الخطيرة جدا ولذلك المشايخ أهل العلم تكلموا في هذا الباب من السلف والخلف فقال ابن سيرين وغيره إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم وكانوا إذا أرادوا أن يطلبوا العلم أو أن يأخذوا الحديث عن الرجل سألوا عنه حتى يظن الناس أنهم سيزوجوه من كثرة سؤالهم وإلحاحهم في طلب معرفته ومعرفة حاله وكان السلف رضوان الله عليهم يمتحنون من تصدر للعلم
وقال مالك بن أنس إمام دار الهجرة يقول لم أجلس للتحديث حتى شهد لي سبعون عالما من أهل المدينة أني أصلح لذلك أو كما قال
فإذا كان هذا حال السلف فمن جلس للإفادة وللتحديث وللفتوى وللبيان وهو لم يزكى من أهل العلم ولم يتلقى عن أهل العلم ولم يأخذ العلم عن أصوله ولم يحرر مسائل أهل العلم ولم يحرر مواضع خلافهم ولم يحرر أصول منهج أهل السنة والجماعة ولم يحرر هذه الأمور جميعها فإنه على هلكة وإن من يجالسه على هلكة وإن من يستمع إليه ويأخذ عنه إنما يأخذ عن هلكة ، عليه أن يحذر وعليه أن يتقى الله وعلى الإخوة طلاب العلم وعامة الناس أن يتجنبوا الجلوس والأخذ إلا عمن عرف بأنه من أهل السنة عرف بأنه ممن تأهل لأهل العلم فما ضر الناس أكثر مما ضرهم من طبيب نصف عالم فإن نصف الطبيب يذهب الأبدان ونصف العالم يذهب الأديان والله المستعان .
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم
يقول السائل أيضا : ما نصيحتكم وتوجيهكم لأهلكم وأبنائكم في ليبيا بخصوص ما يحدث عندهم الآن من أحداث ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : نصيحتي لجميع الإخوة في ليبيا التالي
أولا : أنصحهم باعتزال الفتن فلا يقف مع هؤلاء ولا مع هؤلاء كونوا أحلاس بيوتكم واحذروا أن يراق دم امرئ مسلم بسببكم أو بأيديكم
الأمر الثاني : الوضع في ليبيا وضع فيه غموض فهناك من يدعي أن هناك ولاية لولي الأمر قائمة وهم المؤتمر الوطني ومن يمثله وبناء على هذا يرى الحكم بلزومهم وباتباعهم وبمناصرتهم لأنهم ولاة الأمر ويرى أن الخروج عليهم وعدم الالتفاف حولهم خروجا على ولي الأمر وهناك من يرى أن المؤتمر (( الإسلامي)) _لعل الشيخ يقصد الوطني _ قد انتهت مدته وأنه يعتكف اعتكافا في الحكم وأنه لا يقوم بما على ولي الأمر من واجبات فهو لا يحمي الناس ولا يدفع عنهم ويتسبب في كثير من الفوضى وأهل الحل والعقد اعتزلوهم فبناء عليه يرى أنه لا ولاية قائمة في بلادكم وبالتالي يرى الوقوف مع الناس الذين يأخذون على أيدي الإرهابيين الذين يقتلون الناس ويستحلون أموالهم ، الوضع عندكم مشكل لا يستطيع مثلي بعيد عنكم وبعيد عن واقعكم أن يحكم فيه ولذلك أنا أنصحكم بالرجوع إلى طلاب العلم في بلادكم والالتفاف حولهم مع لزوم عدم المشاركة في الفتنة وعدم الدخول فيها إلا على بينة وهدى وبصيرة لأن الواقع حقيقة مشكل جدا عندكم على من لم يكن بين ظهرانيكم فأنتم ارجعوا إلى طلبة العلم في بلادكم وخذوا منهم حكم واقعكم وإن شاء الله تهتدوا مع لزوم عدم المشاركة في هذه الفتن وعدم الخوض فيها والخوض في دماء الناس وحفظ أنفسكم وأديانكم والله المستعان .
ويقول السائل أيضا بعد هذه النصيحة ما نصيحتكم للخطباء السلفيين في مثل هذه الأحداث وكيف يوجهون الناس وما نصيحتكم للشباب السلفي في كيفية التحدث مع الناس في هذه المسائل ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : هذه الأمور من الأمور المهمة التي يحسن بالإخوة الانتباه إليها فلا ينبغي للإخوة أن يكونوا سببا في إثارة الفتن ولا ينبغي للإخوة أن يكونوا سببا في جر الضرر عليهم لأنه بلغني أن بعض الخطباء يقتل ولذلك تجنبوا الخوض في الحكم على هؤلاء وعلى هؤلاء وحثوا الناس على لزوم اعتزال الفتن وعلى لزوم الصبر على ولاة الأمر وعلى لزوم البيوت وعلى لزوم البعد عن الدخول في إراقة الدماء فإن هذا الأمر جد خطير قد تقول لي يا أخي أنت تقول قبل قليل أنه لا يوجد ولاة أمر ، أنا لم أقل لك لا يوجد ولاة أمر أنا أقول لك من الناس من يقول كذا ومن الناس من يقول كذا وأنا لم يتبين لي الحال والأصل أن هناك ولاة أمر فإذا وجد عندكم ولاة أمر فالزموهم وحثوا الناس على لزومهم وحثوا الناس على الالتفاف حولهم وحثوا الناس على مناصرتهم لكن السلامة لا يوجد خير منها فابتعدوا عن الفتنة وعن محلها وعن المشاركة فيها حتى تنجلي لكم الأمور فليكن كلامكم أيها الوعاظ والخطباء في أن تحثوا الناس على لزوم السنة ولزوم اتباعها واعتزال الفتن والحث على مكارم الأخلاق وحرمة دماء المسلمين وعلى الصبر وعلى عدم الاستعجال وعلى الخطورة التي يعيشها لا أقول الواقع الليبي بل أقول العالم العربي والإسلامي كله ، الآن العالم الإسلامي تمر به ارهاصات خطيرة في بلاد شتى وفي أماكن شتى يصح فيه الوصف الذي وصفه به بعض الناس يقولون نحن الآن نمر من عنق القارورة والله أعلم على أي شيء سينجلي هذا الواقع فنقول للناس السكينة السكينة والصبر الصبر والزموا السنة نسأل الله أن يسلمنا وإياكم . نعم .
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ محمد وجزاكم الله خيرا ونفعنا الله بما قلتم
الشيخ محمد : حياكم الله وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا وأشكر الإخوة القائمين على هذه المحاضرة وأسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والهدى والرشاد والسداد
فاتني في هذه الكلمة أن أتكلم عن موقف المسلم من اختلاف العلماء إذا كان فيه وقت أريد أن أتكلم سريعا في حدود خمس دقائق فأقول : اختلاف العلماء إذا حصل ووقف المسلم أمامه فالمسلم إما أن يكون عاميا وإما أن يكون مجتهدا وإما أن يكون متبعا العامي هو الذي لا يعرف الدليل ولا يعرف العلم فهذا واجبه شرعا أن يسأل أهل العلم ، إذا سأل عالما يثق في علمه وفي دينه من الواجب عليه شرعا أن يلزم فتواه وأن يأخذ بها وأن لا يخالفه إلا إذا أخبره شخص يثق فيه أن كلام هذا العالم خلاف القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس الصحيح فيما عدا هذا مذهب العامي مذهب مفتيه ، فالواجب عليه لزوم قوله والأخذ به ولا يجوز أن يترك قوله لقول أي إنسان إلا في الحيثيات التي سبق ذكرها
أما إذا كان الحال في الشخص أنه مجتهد ويستطيع النظر في الأدلة وفي الأقوال وفي الاختلاف فالواجب عليه أمام اختلاف العلماء أن يجتهد ويتبصر في المسألة ويتبع ما دله عليه اجتهاده
أما إذا كان المسلم لم يبلغ درجة الاجتهاد ولكنه ليس في مستوى العامة فهو من طلاب العلم يعرف الدليل أقول يتبع المسألة التي تبين له فيها دليلها
هذا هو خلاصة موقف المسلم من اختلاف العلماء في المسائل الشرعية الفقهية وأسأل الله عز وجل للجميع الهدى والرشاد والسداد وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قام بتفريغ المحاضرة أبو أمامة مالك

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ
يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا
ألا وإن أصدق الكلام كلام الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة في دين الله بدعة وكل بدعة ضلالة
أما بعد :
فألتقي بإخواننا السلفيين في مدينة طبرق في لبيبا الشقيقة في مساء الأربعاء ليلة الخميس السابع من شهر شعبان من عام ألف وأربعمائة وخمس وثلاثين من الهجرة في هذه الكلمة التي اختار لها الإخوة هذا العنوان
(( توجيهات في كيفية معاملة السلفي إذا أخطأ وطريقة العلاج
وحل الخصومات بين السلفيين ))
فأقول مستعينا بالله سبحانه وتعالى موضوع الخلاف ومعالجته من أهم الأمور التي على المسلم أن يتعلمها وذلك أن الخلاف ليس محصورا في الأمور الشخصية بل قد يأت في أمور الدين فإذا اختلف العلماء في المسائل الفقهية ما القول الذي يأخذ به ؟
إذا أختلف المفسرون في تفسير الآية ما القول الذي يأخذ به في تفسيرها ؟ ، إذا وجد أحاديث مختلفة ما موقفه منها وإذا وجد آيات مختلفة فما موقفه منها وإذا تعارضت آية وحديث ما هو موقفه منها ؟؟ إلى غير ذلك من المهمات التي قد تعترض طريق المسلم في حياته فيقف أمامها حائرا ولعل أهم مواضيع الاختلاف ما يتعلق بموقف المسلم من اختلاف العلماء وما يتعلق بموقف المسلم إذا أخطأ أخ له في مسألة كيف يتعامل مع هذا الخطأ الذي صدر من هذا الأخ ، هذه الموضوعات كما ترون موضوعات حساسة باتت اليوم تمس حياة الشاب المسلم طالب العلم أينما تحرك في مسجده في محاضرته في جلسته في صحبته مع إخوانه في الشبكة العنكبوتية في المقالات في الكتابات تأتيه هذه المسائل وتأتيه هذه الأمور لذلك هنا لابد أن نؤصل عدة أمور مهمة في موضوع الاختلاف لنتدرج منها إلى الوصول إلى حل مشكلات الاختلاف في حياة المسلم وأيضا في مسائل العلم بين العلماء ، في مسائل العلاقات الاجتماعية التي تكون بين الإخوة السلفيين فيما بينهم البين .
فأقول أول مسألة لابد أن يعلم المسلم أن الاختلاف نوعان
اختلاف تنوع
اختلاف تضاد
"" اختلاف التضاد منفي عن الشريعة ""
لا يوجد لا في الكتاب ولا في السنة آيات أوأحاديث مختلفة اختلاف تضاد والله سبحانه وتعالى يقول (( وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا )).
فلا يوجد في نصوص الشرع اختلاف ، لا في القرآن ولا في السنة في الحقيقة وما ترونه أو تسمعونه من خلاف في آية أو في حديث فهذا اختلاف أفهام واجتهادات العلماء .
النوع الثاني من الاختلاف اختلاف التنوع :
وهذا اختلاف موجود في الشرع وقد يأت في الحكم الشرعي أو في الباب من أبواب الشرع أكثر من نوع كلها جائزة وكلها مشروعة وكلها سنة كاختلاف أدعية الاستفتاح في الصلاة فلك أن تستفتح بدعاء سبحانك اللهم وبحمدك تبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك ولك أن تستفتح بدعاء اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب ونقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس واغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبرد ولك أن تستفتح بالله أكبر كبيرا والحمد الله كثيرا ولا إله إلا الله وسبحان الله بكرة وأصيلا
وهكذا كل ما ورد من أدعية الاستفتاح وكذا لك أن تدع بأكثر من صيغة في جلوس التشهد وكذا لك أن تذكر أكثر من صيغة في الركوع وأكثر من صيغة في السجود كما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، هذا اسمه اختلاف تنوع هذه الأنواع كلها واردة وكلها جائزة إذا أخذ المسلم بأي شيء منها فإنه يجوز ولا حرج عليه في ذلك .
إذا نحن أمام نوعان من الاختلاف
النوع الأول اختلاف التضاد وهو منف من الشريعة في الحقيقة وإن وجد فيوجد بحسب اجتهادات وفهوم العلماء
النوع الثاني من الاختلاف
اختلاف التنوع وهذا موجود في الشريعة
النقطة الثانية المهمة في مسائل الاختلاف : أن تعلم أن مسائل الاختلاف أيضا على نوعين
مسائل اختلاف اجتهادية
ومسائل اختلاف ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه
بمعنى أن مسائل العلم التي يختلف فيها العلماء على نوعين
مسائل لم يأت فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه فالأدلة مختلفة بحسب نظر المجتهدين أو لا يوجد دليل أصلا أو قياستهم محل اجتهادهم فالأدلة متجاذبة أو لا يوجد دليل أصلا .
النوع الثاني مسائل من العلم اختلف فيها العلماء ولكن ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه .
فالنوع الأول من الاختلاف اختلاف سائغ لا يكون قول أحد مقدم على قول أحد إنما يكون المناصحة ومعرفة ما هو الأصلح فيتبع لأنها لم يظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه وهي التي عبر عنها العلماء بمسائل الخلاف الاجتهادية وهي التي عناها العلماء في قاعدة لا إنكار في مسائل الخلاف يعنون المسائل الاجتهادية .
أما النوع الثاني من المسائل وهي التي ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه فهذا النوع من المسائل ينكر فيه على المخالف ويصحح ويخطأ بحسب موافقته للدليل ومخالفته ويلزم فيها باتباع ما دل عليه الدليل هذا النوع الثاني من الاختلاف .
الأصل الثالث في الاختلاف : أن تعلم أن الاختلاف بالنسبة لعقول الناس ولاجتهادات الناس ولأحوال الناس هو طبيعة بشرية ، الله سبحانه وتعالى أوجدها في البشر ، فلا ينكر أحد اختلاف الناس في اجتهاداتهم وفهومهم ، اختلاف الناس في عقولهم واختلاف الناس في فهمهم أوفي فقههم واختلاف الناس في طبيعتهم فليس كل انسان الآخر ، الله سبحانه وتعالى ذكر المسألة التي اختلف فيها نبي الله داوود مع ابنه سليمان وقال تعالى ((فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا ))
فسليمان فهم المسألة بينما داوود عليه السلام لم يفهمها كفهم ولده سليمان وكلكم يذكر - لعلكم كذلك - قصة ابن عمر رضي الله عنه لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم سؤالا فقال إِنَّ مِنَ الشَّجَرِ شَجَرَةً لاَ يَسْقُطُ وَرَقُهَا فقال ابن عمر فَوَقَعَ النَّاسُ فِي شَجَرِ البَوَادِي وَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ قَالَ: فَاسْتَحْيَيْتُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا هِيَ؟ قَالَ: هِيَ النَّخْلَةُ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ: فَحَدَّثْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِالَّذِي وَقَعَ فِي نَفْسِي، قَالَ عُمَرُ: لَأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي كَذَا وَكَذَا
فابن عمر فهم السؤال وعرف الجواب ولم يعرفه الصحابة حتى أبوه عمر بن الخطاب لم يعرفه ، فالناس يتفاوتون في الفهم وفي الذكاء وفي الاطلاع وفي المعرفة لذلك هذه قاعدة مهمة في الاختلاف ( تفاوت الناس في الفهم وفي المعرفة وفي الاطلاع )
الأصل الرابع الذي أذكره في هذه المحاضرة : أن الواجب عند حدوث الاختلاف والتنازع أن يرد الأمر إلى الله ورسوله امتثالا لقوله تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ))
الله عز وجل أمرنا عند النزاع بالرد إلى الكتاب والسنة ولو أن الناس امتثلوا ذلك لزالت أسباب الاختلاف برمتها و لانصلح حال الناس لولا هذه الأهواء والفتن التي تعصف بهم .
الأصل الخامس الذي أذكره في هذه الكلمة ويتعلق بالاختلاف :
أن الواجب على المسلم أن يحفظ حق أخيه المسلم وأن يعينه على طاعة الله وأن يعظم حرمة أخيه المسلم لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)
صلى الله عليه وسلم بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى عن كل سبب يحدث الخلاف فقال عليه الصلاة والسم فيما أخرجه البخاري ومسلم : (إِيَّاكُمْ وَالظَّنَّ، فَإِنَّ الظَّنَّ أَكْذَبُ الحَدِيثِ ، وَلاَ تَجَسَّسُوا، وَلاَ تَحَسَّسُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَكُونُوا إِخْوَانًا وَلاَ يَخْطُبُ الرَّجُلُ عَلَى خِطْبَةِ أَخِيهِ حَتَّى يَنْكِحَ أَوْ يَتْرُكَ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم
فالأصل أن يحفظ المسلم حق أخيه المسلم وأن لا يتعدى عليه وأن يتجنب ما يحدث التباغض وما يحدث التناحر وأن يعظم حرمة المسلم ، فكُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ
عرض المسلم حرام لا يجوز لك أن تنتهكه وأن تتكلم فيه إلا بدليل صحيح معتبر وإلا وقعت في الحرام ولذلك قال ابن دقيق العيد في كتابه الاقتراح لما تكلم عن مسائل الجرح والتعديل قال إن الكلام في الجرح والتعديل حفرة من حفر النار وقف على شفيرها علماء الحديث أهل الجرح والتعديل والحكام أصحاب الشهود والشهادات .
يعني أن هذا الباب باب خطير لأنك تنتهك فيه حرمة أخيك المسلم فتقع في عرضه من غير وجه حق فيؤدي بك ذلك إلى النار إلى أن يشاء الله سبحانه وتعالى فلابد من تعظيم حرمة المسلم وبالتالي لا تجعل أي قضية تحصل بينك وبينه سببا في الوقوع فيه لأنك هنا إنما تراعي حظ نفسك ، متى لك أن تتكلم ؟ لك أن تتكلم إذا كان في القضية دليل صحيح يلزم المصير إليه عندها إذا خالف بعد قيام الحجة وبعد وضوح المحجة لك أن تحكم عليه بما يناسبه .
إذا الكلام في الناس قضية خطيرة وعرض المسلم محفوظ ما يجوز لأحد أن يتكلم فيه إلا بعلم ، إذا انتبهتم لهذه الأمور ...
نضيف أيضا أمر سادس وهو أن تعلم أن هناك مقامات
مقام الوصف ومقام الحكم وذلك إذا صدر من الشخص خطأ في قوله أو في عمله أو في اعتقاده لك أن تصفه بما صدر منه من قول أو عمل فتقول هذا كذا هذا كذا بحسب ما صدر منه لكن ليس لك أن تحكم عليه بحكم لهذا الوصف وتنزيل الحكم عليه إلا بعد قيام الحجة بثبوت الشروط وانتفاء الموانع وهذه قضية كثير من الناس لا ينتبه لها ولا يلاحظها ولها أمور ترتبط بها منها :
_ أن المرجع في قيام الحجة والنظر في ثبوت الشروط وانتفاء الموانع هم العلماء الكبار بل في بعض المسائل هم ولاة الأمر من الحكام ومن يقيمهم ولي الأمر مقامه في النظر في أمور الناس وفي أحوالهم كالقضاء الشرعيين ، ولكن بعض الناس لا ينتبه لهذا الأصل فيقع في هذه المسألة فيصف ويحكم قبل تحقق قيام الحجة أو يصف ويحكم ويدعي إقامة الحجة وهو ليس لها بأهل أو يصف ويحكم وقد يقتل فيحصل ما حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم (لاَ تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)
فهذا الأصل وهو أصل قيام الحجة من الأمور المهمة التي ينبغي لطلاب العلم أن ينتبهوا إليها وأن يراعوها
إذا انتبهننا من هذه الأصول ننتقل إلى قضية أخرى في تطبيق هذه الأصول فأقول
الاختلاف والوقوع في الخطأ طبيعة بشرية يكفي أن نتذكر حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ وَخَيْرُ الخَطَّائِينَ التَّوَّابُونَ)
إذا قضية الوقوع في الخطأ الحكم الشرعي فيها أنه أمر جبلي ، الله جبل الناس عليها فكل بني آدم خطاء لذلك لا ينتظر - وهذا خطأ يحصل من بعض الناس - لا ينتظر أن هذا بما أنه سلفي أن ينظر إليه كأنه معصوم لا يقع في خطأ هذا لا ينبغي من قال أن النسبة إلى السلفية تعني أن السلفي لا يقع في الخطأ من قال هذا ؟؟ كيف وأهل السلف كلهم يقولون أن المعصوم هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وكل من عدا رسول الله صلى الله عليه وسلم عرضة لوقوع الخطأ كيف والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (كُلُّ ابْنِ آدَمَ خَطَّاءٌ)
إذا نحن حينما نأت ونتكلم عن كيفية التعامل مع السلفي إذا أخطأ ينبغي أن يكون نصب أعيننا هذه الحقيقة وهي حقيقة كل بني آدم خطاء والمعصوم من عصمه الله ولا عصمة عندنا لغير الأنبياء وبالتالي إذا وقع السلفي في الخطأ فأول شي نقول أن هذا الأمر أمر الله أوجده في الناس وفطرهم عليه فكل ابن آدم خطاء وهذه أول خطوة في العلاج
الخطوة الثانية : أن نأت وننظر في المسألة التي وقع فيها الشخص هل هي من المسائل الاجتهادية ؟ أوهي من المسائل التي ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه ؟ وهذا يحتاج إلى طالب علم أو عالم نرفع إليه قضية الأخ هذه فنقول فلان أخطأ يا شيخ كيف نعامله وكيف الموقف فيه لأنه قد يكون الخطأ الذي أنتم اعتبرتموه خطأ هو من باب المسائل الاجتهادية وليس من المسائل التي يلزم المصير فيها إلى ما دل عليه الدليل ، إذا كانت المسألة اجتهادية كانت طريقة تعاملنا مع مخالفته لنا تختلف عن طريقة تعاملنا مع مخالفتنا له إذا كان خالفنا في مسألة ظهر فيها الدليل الذي يلزم المصير إليه فقد يكون مثلا يخالفنا مثلا على سبيل المثال في وضع اليدين على الصدر بعد الركوع هو يضعها ونحن لا نضعها أو نحن نضعها وهو لا يضعها وقد يكون الخلاف في مسألة أخرى مثلا هو يرى أن إزرة المؤمن إلى أنصاف الساقين فجعل ثوبه إلى نصف الساقين ونحن نرى أن إزرة المؤمن كما قال الرسول صلى اله عليه وسلم إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ، لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ، وَمَا أَسْفَلَ مِنَ الْكَعْبَيْنِ فِي النَّارِ فهو يخالفنا فنحن نلبس إلى الكعبين وهو يلبس إلى أنصاف الساقين ، مثال آخر يقول أنا أحب أن ألبس العمامة ونحن لا نرى لبس العمامة نرى لبس الخمار الذي نحن نسميه الغترة والشماغ ونحو ذلك من المسائل التي تتحمل تعدد وجهات النظر وليس فيها من الأدلة ما يلزم المصير إليه أو ما يعين القول فيها بقول واحد فمثل هذه المسائل إذا حصل الخلاف ، ممكن ننتقل لمسائل فقهية مثلا هو يرى أن تارك الصلاة كافر مطلقا ونحن نرى أن تارك الصلاة إذا كان كسلا وتهاونا لا يكفر وإذا تركها إنكارا وجحودا أو تركها تركا كليا فإنه كافر فنفصل كطريقة الجمهور ، يأت العالم ويقول لا تختلفوا هذا القول عن أهل السنة والجماعة وهذا القول عن أهل السنة والجماعة كله منقول ومروي ومذكور عن أهل السنة والجماعة فلا تتنازعوا في هذه المسألة ولا تختلفوا.
الخطوة الثانية إذا : تحرير نوع الخلاف الذي وقع فيه هذا الأخ وهذا يحتاج إلى أن نرفعه إلى العلماء فإن لم يوجدوا فإلى طلاب العلم ويحتاج إلى أفق واسع للنظر ولذلك ورد عن الشعبي قال : كلما زاد علم الرجل بالخلاف اتسع صدره وكلما نقص علم الرجل بالخلاف ضاق صدره .
بمعنى أن سعة الأفق تجعل لديك رؤية في المسألة وتفهم أن هذه المسـألة والله من المسائل التي يجب اتباعها أو يسوغ فيها الخلاف أو لا يسوغ فيها الخلاف أو يسوغ ولكل وجهة فهذه قضية ثانية لابد أن تحررها
القضية الثالثة هذا الخطأ الذي وقع فيه هذا الأخ ، إذا عرفنا أنه خطأ مما لا يسوغ فيه الخلاف وأنه يلزمه أن يوافقنا أمكننا أن ننكر عليه وأن نشدد عليه وأن نأمره بالمعروف وأن ننهاه عن المنكر وأن نأمره بالرجوع إلى العلماء وإلى طلاب العلم ليبينوا له هذه المسألة
أما إذا كانت المسألة مما يسوغ فيه الخلاف فنحن نترفق معه ونناصحه ونكلمه بهدوء وبالتي هي أحسن ولا نشدد عليه في قضية الخلاف
الأمر الرابع علينا أن نتجنب في كل ذلك الفجور في الخصومة فإن بعض الناس لا يطيق أن يجد إنسانا يخالفه في مسألة والفجور في الخصومة أنه إذا وجد من يخالفه في المسألة فجر وهذا من علامات النفاق قال صلى الله عليه وسلم (أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ فَهُوَ مُنَافِقٌ خَالِصٌ وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْهُنَّ كَانَ فِيهِ خَلَّةٌ مِنْ نِفَاقٍ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ)...
فالفجور في الخصومة الفجور لمجرد الخلاف هذا أمر من صفات المنافقين على المسلم أن يحذر منه ، هذه نقطة وأدب مهم على طالب العلم أن ينتبه له
الأمر الخامس :
إذا كان الله عز وجل أمرنا بمجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن فما بالك بمخاصمة ومذاكرة ومحاورة مسلم وقع بيننا وبينه
لاشك أن نتحاور معه ونتجادل معه بالتي هي أحسن .
الخطوة السادسة : إذا كانت المسألة من المسائل التي يلزم المصير فيها إلى الدليل بل قد تكون المسألة سنة وبدعة ، يعني هذا الشخص المسألة التي خالفنا فيها خالفنا في مسألة تدور بين السنة والبدعة ماذا نصنع ؟ حاورناه ناقشناه رفعنا أمره لأهل العلم طلبنا منه الرجوع إلى أهل العلم ، طلاب العلم تكلموا معه وناصحوه وبينوا له من أهل العلم الكبار من رد عليه وحاوره ثم تبين بعد ذلك إصراره على اتباع الهوى فنقول هنا ننتقل من وصف قوله ووصف فعله بأنه خطأ ومخالفة إلى وصفه هو بأنه صاحب بدعة أو بأنه مبتدع وبأنه ضال وبأنه من أهل الهوى ، الآن حكمنا عليه بعينه بعد أن قامت عليه الحجة .
ننتقل بعد هذا إلى أمر آخر وهو أن نستشعر خطورة هذا الرجل ، هذا الرجل خطر أصبح يحمل فكرا ضالا لا مسوغ له أصبح يخالف أهل السنة والجماعة في مسألة عقدية لا يصح فيها الخلاف هذا الرجل ينشر فكره إن تركناه بيننا هذا الرجل قد يؤثر في طلبة العلم المبتدئين فيخرجهم عن السنة هذا الرجل يضع الشبهات ويضلل الناس عن معرفة طريق أهل السنة والجماعة فماذا نفعل ؟ أقول هنا يأت الأصل العظيم الذي يقرره السلف ونقلوا فيه الإجماع وهو هجر أهل البدع والأهواء ، يهجر ويحذر منه فلا يجالس ولا يصاحب ولا يسمع إليه ولا يكثر سواده ونبتعد عنه لماذا ؟ لأنه أصبح صاحب بدعة وضلالة ولا فرق في ذلك بين كبير البدع وصغيرها كل البدع ضلالات وأصحابها أصحاب ضلالات ، هذا إذا تركناه واستمرينا معاه سيستمر في نشر باطله وسيستمر في نشر ضلاله ولكن بشرط أن نكون قد أقمنا عليه الحجة وبينا له المحجة في ذلك هذا هو منهج أهل السنة والجماعة في طريقة التعامل مع السلفي عند وقوعه في الخطأ .
هناك طائفة ظهرت اليوم هي وجه من وجوه الخوارج سلكت مسلك الخوارج في التعامل مع من يقع في خطأ ، ماذا تصنع هذه ؟ تحكم على صاحب الخطأ بخطئه مباشرة بدون قيام حجة ، لا تفرق بين خطأ السني وخطأ غيره لا تفرق بين العالم السني المعروف بأن أصله اتباع الكتاب والسنة وبين صاحب البدعة والضلالة فتسوي بينهم وهي الطائفة التي يقال لها ( الحدادية ) مسلكهم خلاف مسلك أهل السنة والجماعة في هذا الباب فهم خرجوا عن طريقة أهل السنة والجماعة في هذا الموضوع فينبغي الحذر منهم وعدم سلوك مسلكهم .
أسأل الله سبحانه وتعالى في ختام هذه الكلمة أن يوقفنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأن يجعل كلامنا هذا حجة لنا لا حجة علينا وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين والآن أستمع إلى أسئلتكم ومداخلاتكم جزاكم الله خيرا
.....
أحسن الله إليكم وبارك فيكم فضيلة الشيخ ونفعنا الله بما قلتم ..
الشيخ : آمين
يقول السائل : أنوب في مسجدنا عن إمام راتب وهو صوفي فهل مداراته بالسلام عليه أحيانا ورد السلام عليه جائز مع عدم البشاشة له؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : الجواب أصلا نيابتك عن هذا الإمام الصوفي لا تجوز إلا في حالين اثنين
الحال الأول : أن يكون هذا الإمام الصوفي غير مظهر لبدعته عندها تنوب عنه من أجل إظهار السنة ومن أجل أن لا يغتر الناس به ، أما إذا كان مظهرا لبدعته فلا يجوز لك أن تنوب عنه لأن في نيابتك عنه تضليل للناس وتمكين له إلا إذا لم يكن بد من ذلك كأن يكون كل القائمين على إمامة الصلاة من هذا النوع فلابد أن تحتك بهم ولابد أن تنوب عنهم حتى لا يكونوا إماما للناس
الأمر الثاني هو أن تغلب مصلحة نيابتك عنه عن تركك لها فإذا غلب على ظنك أن المصلحة ترجح وأكثر بأن تنوب عنه من تركك للنيابة عنه فعندها لك أن تنوب عنه في إمامة الصلاة
وعلى الحالين إذا صح الحال الأول أو صح الحال الثاني جاز لك أن تسلم عليه وأن تحاول أن تستمر في إمامة الصلاة لكي تكف شره وبدعته عن الناس ولكي تنشر السنة ولكي تحذر مما هو فيه إن أمكنك ذلك أو على الأقل تحصل أرجح المصلحتين وتبتعد عن أسوء المضرتين والله أعلم
أحسن الله إليكم يقول السائل : كيف نتعامل مع الشاب الذي كان على استقامة ثم حصل له فتور من حلق للحية وإسبال للثوب هل الأفضل أن ننصحه أو نبتعد عنه مخافة أن نتأثر به
الشيخ محمد بازمول : الأصل أن تناصحه وأن تذكره بالله وأن تعظه وأن تعلمه أن الدين لله سبحانه وتعالى وأنه إذا كان قد تعرض لمشاكل مع بعض الناس فهذا هو مشكلة هذا الشخص وأما الدين فأنت تدين به لله سبحانه وتعالى ، تذكره بالله وتعظه بالله وتدعوه إلى الله تترفق به ولعلك تهديه الشيء لكي يخجل ويرعو يحصل إن شاء الله منه التفات واستجابة وقبول للحق فإن رأيت أن هذا كله لم ينفع فتنظر هل الهجر ينفع فإن رأيت الهجر ينفع افعله وتدرج معه حسب ما يذكره أهل العلم من أحوال الهجر ونفعه مع مثل هذا الرجل والله المستعان.
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم
يقول السائل حكم من يقول الضار والنافع هو الله ولكن يقر بجواز الذبح عند القبور وهل يجوز الصلاة خلفه؟
الشيخ محمد بازمول : يعني يقول أنا أذبح عند القبر لصاحب القبر ؟
المقدم : نعم
الشيخ حفظه الله :إذا قال أنه يذبح عند القبر يعني يذبح لصاحب القبر فهذا شرك وهو مشرك وهو قد أبطل دينه بصرفه لهذه العبادة لغير الله سبحانه وتعالى فإن الدين هو أن نعبد الله مخلصين له الدين
قال((وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))
فإذا ذبح لغير الله فقد أشرك بالله فإذا أشرك بالله فهو لم يحقق شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فهو مشرك كافر ينبغي له أن يترك هذا الأمر وأن يجدد إسلامه لأن من استباح أن يذبح لغير الله فقد استباح أن يصرف العبادة لغير الله والله عز وجل يقول ((قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) نعم .
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
يقول السائل:الذي يرفض رفع الخلاف للعلماء من الشباب بحجة أن خصومه كذبة أو متلاعبون هل مخالف لمنهج أهل السنة والجماعة ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : الأصل أن المسلم لا يرفض رفع الخلاف إلى أهل العلم هذا الأصل وقد يوجد أحوال خاصة يبتلى فيه الإنسان بأناس مثلا يفجرون في الخصومة فلا أستطيع أن أحكم على الشخص بعينه بحكم لمجرد هذا السؤال ولكني أقول على المسلم أن يتعلم الرجوع إلى أهل العلم لأن الله سبحانه وتعالى يقول ((فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ )) فأمر بالرجوع إلى العلماء قال صلى الله عليه وسلم (طَلَبُ الْعِلْمِ فَرِيضَةٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ) فالأصل هو الرجوع إلى العلماء أما هذا الشاب الذي يقول هذا الكلام فيسأل أين هي الخصومة أين هو الكذب الذي تدعيه فإن وجد شيء أصلح ورفع بعد ذلك للعلماء وإن لم يوجد شيء وعظ ونوصح بأن هذا من صفات أهل النفاق يرفضون الرجوع إلى أهل العلم والله سبحانه وتعالى يقول ((فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ )) نعم .
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم يقول السائل أيضا ما نصيحتكم للشاب المسلم السني الذي يحضر عند أناس غير مؤصلين في العلم ولم يدرسوا عند العلماء ولا يحضروا دروس المشايخ والعلماء عبر الهاتف بل يحضروا دروس هؤلاء الناس المجهولين ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : لا حول ولا قوة إلا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون ، هذه والله مصيبة وهي من أسباب هذه المشاكل الكثيرة التي يشتكي منها إخواننا في كل البلاد يتصدر الحدث قبل أن يعلم أصول العلم وقبل أن يتأصل التأصيل العلمي الصحيح وقبل أن يفهم الكتاب والسنة وقبل أن يفهم مآخذ العلماء ....ويرى نفسه وكأنه شيخ الإسلام فيفتي ويجتهد ويأمر وينهى وهو لما بعد يتحصل العلم الذي يؤهله لذلك وهذه من الأمور الخطيرة جدا ولذلك المشايخ أهل العلم تكلموا في هذا الباب من السلف والخلف فقال ابن سيرين وغيره إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم وكانوا إذا أرادوا أن يطلبوا العلم أو أن يأخذوا الحديث عن الرجل سألوا عنه حتى يظن الناس أنهم سيزوجوه من كثرة سؤالهم وإلحاحهم في طلب معرفته ومعرفة حاله وكان السلف رضوان الله عليهم يمتحنون من تصدر للعلم
وقال مالك بن أنس إمام دار الهجرة يقول لم أجلس للتحديث حتى شهد لي سبعون عالما من أهل المدينة أني أصلح لذلك أو كما قال
فإذا كان هذا حال السلف فمن جلس للإفادة وللتحديث وللفتوى وللبيان وهو لم يزكى من أهل العلم ولم يتلقى عن أهل العلم ولم يأخذ العلم عن أصوله ولم يحرر مسائل أهل العلم ولم يحرر مواضع خلافهم ولم يحرر أصول منهج أهل السنة والجماعة ولم يحرر هذه الأمور جميعها فإنه على هلكة وإن من يجالسه على هلكة وإن من يستمع إليه ويأخذ عنه إنما يأخذ عن هلكة ، عليه أن يحذر وعليه أن يتقى الله وعلى الإخوة طلاب العلم وعامة الناس أن يتجنبوا الجلوس والأخذ إلا عمن عرف بأنه من أهل السنة عرف بأنه ممن تأهل لأهل العلم فما ضر الناس أكثر مما ضرهم من طبيب نصف عالم فإن نصف الطبيب يذهب الأبدان ونصف العالم يذهب الأديان والله المستعان .
أحسن الله إليكم وبارك الله فيكم
يقول السائل أيضا : ما نصيحتكم وتوجيهكم لأهلكم وأبنائكم في ليبيا بخصوص ما يحدث عندهم الآن من أحداث ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : نصيحتي لجميع الإخوة في ليبيا التالي
أولا : أنصحهم باعتزال الفتن فلا يقف مع هؤلاء ولا مع هؤلاء كونوا أحلاس بيوتكم واحذروا أن يراق دم امرئ مسلم بسببكم أو بأيديكم
الأمر الثاني : الوضع في ليبيا وضع فيه غموض فهناك من يدعي أن هناك ولاية لولي الأمر قائمة وهم المؤتمر الوطني ومن يمثله وبناء على هذا يرى الحكم بلزومهم وباتباعهم وبمناصرتهم لأنهم ولاة الأمر ويرى أن الخروج عليهم وعدم الالتفاف حولهم خروجا على ولي الأمر وهناك من يرى أن المؤتمر (( الإسلامي)) _لعل الشيخ يقصد الوطني _ قد انتهت مدته وأنه يعتكف اعتكافا في الحكم وأنه لا يقوم بما على ولي الأمر من واجبات فهو لا يحمي الناس ولا يدفع عنهم ويتسبب في كثير من الفوضى وأهل الحل والعقد اعتزلوهم فبناء عليه يرى أنه لا ولاية قائمة في بلادكم وبالتالي يرى الوقوف مع الناس الذين يأخذون على أيدي الإرهابيين الذين يقتلون الناس ويستحلون أموالهم ، الوضع عندكم مشكل لا يستطيع مثلي بعيد عنكم وبعيد عن واقعكم أن يحكم فيه ولذلك أنا أنصحكم بالرجوع إلى طلاب العلم في بلادكم والالتفاف حولهم مع لزوم عدم المشاركة في الفتنة وعدم الدخول فيها إلا على بينة وهدى وبصيرة لأن الواقع حقيقة مشكل جدا عندكم على من لم يكن بين ظهرانيكم فأنتم ارجعوا إلى طلبة العلم في بلادكم وخذوا منهم حكم واقعكم وإن شاء الله تهتدوا مع لزوم عدم المشاركة في هذه الفتن وعدم الخوض فيها والخوض في دماء الناس وحفظ أنفسكم وأديانكم والله المستعان .
ويقول السائل أيضا بعد هذه النصيحة ما نصيحتكم للخطباء السلفيين في مثل هذه الأحداث وكيف يوجهون الناس وما نصيحتكم للشباب السلفي في كيفية التحدث مع الناس في هذه المسائل ؟
الشيخ محمد بازمول حفظه الله : هذه الأمور من الأمور المهمة التي يحسن بالإخوة الانتباه إليها فلا ينبغي للإخوة أن يكونوا سببا في إثارة الفتن ولا ينبغي للإخوة أن يكونوا سببا في جر الضرر عليهم لأنه بلغني أن بعض الخطباء يقتل ولذلك تجنبوا الخوض في الحكم على هؤلاء وعلى هؤلاء وحثوا الناس على لزوم اعتزال الفتن وعلى لزوم الصبر على ولاة الأمر وعلى لزوم البيوت وعلى لزوم البعد عن الدخول في إراقة الدماء فإن هذا الأمر جد خطير قد تقول لي يا أخي أنت تقول قبل قليل أنه لا يوجد ولاة أمر ، أنا لم أقل لك لا يوجد ولاة أمر أنا أقول لك من الناس من يقول كذا ومن الناس من يقول كذا وأنا لم يتبين لي الحال والأصل أن هناك ولاة أمر فإذا وجد عندكم ولاة أمر فالزموهم وحثوا الناس على لزومهم وحثوا الناس على الالتفاف حولهم وحثوا الناس على مناصرتهم لكن السلامة لا يوجد خير منها فابتعدوا عن الفتنة وعن محلها وعن المشاركة فيها حتى تنجلي لكم الأمور فليكن كلامكم أيها الوعاظ والخطباء في أن تحثوا الناس على لزوم السنة ولزوم اتباعها واعتزال الفتن والحث على مكارم الأخلاق وحرمة دماء المسلمين وعلى الصبر وعلى عدم الاستعجال وعلى الخطورة التي يعيشها لا أقول الواقع الليبي بل أقول العالم العربي والإسلامي كله ، الآن العالم الإسلامي تمر به ارهاصات خطيرة في بلاد شتى وفي أماكن شتى يصح فيه الوصف الذي وصفه به بعض الناس يقولون نحن الآن نمر من عنق القارورة والله أعلم على أي شيء سينجلي هذا الواقع فنقول للناس السكينة السكينة والصبر الصبر والزموا السنة نسأل الله أن يسلمنا وإياكم . نعم .
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ محمد وجزاكم الله خيرا ونفعنا الله بما قلتم
الشيخ محمد : حياكم الله وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما يحبه ويرضاه وأسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا وأشكر الإخوة القائمين على هذه المحاضرة وأسأل الله عز وجل لي ولكم التوفيق والهدى والرشاد والسداد
فاتني في هذه الكلمة أن أتكلم عن موقف المسلم من اختلاف العلماء إذا كان فيه وقت أريد أن أتكلم سريعا في حدود خمس دقائق فأقول : اختلاف العلماء إذا حصل ووقف المسلم أمامه فالمسلم إما أن يكون عاميا وإما أن يكون مجتهدا وإما أن يكون متبعا العامي هو الذي لا يعرف الدليل ولا يعرف العلم فهذا واجبه شرعا أن يسأل أهل العلم ، إذا سأل عالما يثق في علمه وفي دينه من الواجب عليه شرعا أن يلزم فتواه وأن يأخذ بها وأن لا يخالفه إلا إذا أخبره شخص يثق فيه أن كلام هذا العالم خلاف القرآن أو السنة أو الإجماع أو القياس الصحيح فيما عدا هذا مذهب العامي مذهب مفتيه ، فالواجب عليه لزوم قوله والأخذ به ولا يجوز أن يترك قوله لقول أي إنسان إلا في الحيثيات التي سبق ذكرها
أما إذا كان الحال في الشخص أنه مجتهد ويستطيع النظر في الأدلة وفي الأقوال وفي الاختلاف فالواجب عليه أمام اختلاف العلماء أن يجتهد ويتبصر في المسألة ويتبع ما دله عليه اجتهاده
أما إذا كان المسلم لم يبلغ درجة الاجتهاد ولكنه ليس في مستوى العامة فهو من طلاب العلم يعرف الدليل أقول يتبع المسألة التي تبين له فيها دليلها
هذا هو خلاصة موقف المسلم من اختلاف العلماء في المسائل الشرعية الفقهية وأسأل الله عز وجل للجميع الهدى والرشاد والسداد وأن يجعلنا وإياكم هداة مهتدين وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013