منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 24 Oct 2020, 07:21 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي سرد الفوائد العوالي من مجلس شيخنا الغالي عبد الغني عوسات -حفظه الباري-


فرُبَّ حاملِ فِقهٍ ، غيرُ فَقيهٍ ، وربَّ حاملِ فِقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منهُ*

قال الشيخ العلامة مقبل الوادعي -رحمه الله تعالى-: « ﺍﻟﻤﺸﻲ ﻣﻊ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﻭﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻣﻌﻬﻢ ﺑﺤﻤﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻋﻼﺟﺎً ﻣﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺮﺍﺽ . » [ ﻛﺘﺎﺏ ﻗﻤﻊ ﺍﻟﻤﻌﺎﻧﺪ ]
وصدق رحمه الله فكيف إذا كان ذلك المشي والجلوس مع عالم من علماء أهل السنة فإنه بلا شك بلسم الجروح وشفاء للأدواء بإذن الخالق الوهاب وإن من أخطر الأدواء الجهل بنوعيه البسيط والمركب والأخير أشد فتكا قال الإمام ابن القيم رحمه الله
والجهل داء قاتل وشفاؤه أمران في التركيب متفقان نص من القرآن أو من سنة وطبيب ذاك العالم الرباني
قال النبي صلى الله عليه وسلم :(( قتَلوه، قتَلَهم اللهُ، ألَا سألوا إذ لم يَعْلَموا؛ فإنَّما شِفاءُ العِيِّ السؤالُ)) [العِيِّ=الجهل]

وانطلاقا من قوله صلى الله عليه وسلم ((نضَّرَ اللَّهُ امرء سمِعَ مقالتي ، فبلَّغَها ، فرُبَّ حاملِ فِقهٍ ، غيرُ فَقيهٍ ، وربَّ حاملِ فِقهٍ إلى من هوَ أفقَهُ منهُ...))
ولأن العلماء ورثة الأنبياء فمازال أهل السنة ينقلون عنهم ويتناقلون فوائد مجالسهم مشافهة وكتابة وتسجيلا ومازال العلماء يأذنون بذلك رجاء نفع الخلق وثواب الخالق إلا من شذ عنهم وتشبه بالعلماء وليس منهم من أصحاب المجالس السرية فيمنع النقل عنه مطلقا ولا يجعل الناقل عنه في حل كشذاذ الآفاق ومن كان على شاكلتهم من أهل البدع و الأهواء الذين يكيدون للمسلمين شرا ويخشون افتضاح أمرهم قال عمر بن عبدالعزيز -رحمه الله- : (إذا رأيت قوماً يتناجون في دينهم بشيء دون العامة؛ فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة ).
ولأن مشايخنا مشايخ الإصلاح حفظهم الله من الصنف الأول السائر على منهاج النبوة أحببت مشاركة إخواني ببعض الدرر والفوائد العوالي التي جادت بها قريحة شيخنا الغالي عبد الغني عوسات -حفظه الباري- حيث جمعني به لقاء مبارك برفقة أخي وصديقي موسى مستوي أتحفنا فيه بنصائح وتوجيهاته وأجابنا فيه عن بعض المسائل والإشكالات وهذا أوان سرد بعض ما تيسر منها والله المعين

لقد كان من هدي النبي صلى الله عليه وسلم إجابة دعوة الصحابة والمشي في قضاء حوائجهم من غير تمييز حتى قال أنس بن مالك رضي الله عنه :( إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ ﷺ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ.)
ومن أخلاق شيخنا الرفيعة وسماته البديعة إجابته لدعوة أبنائه ومشيه وجلوسه معهم في بساطة راقية وتواضع منقطع النظير ...ينصحهم ويوجههم ويسمع منهم ويجيب عن أسئلتهم ويحل إشكالاتهم... بعيدا عن البروتوكولات وما أحدثه أهل التصنع من حواجز لكسب الهيبة والجاه المصطنع .
ومن هدي شيخنا منذ عرفناه قبل رؤيته والجلوس إليه عبر صوتياته التي بلغت الآفاق ونفع الله بها خلقا كثيرا سواء كانت تلك المسجلة على أشرطة الكاسات أو تلك التي كان يلقيها عبر الأثير ربطه للسامع بالعلم والدليل من الكتاب والسنة ومازال هذا ديدنه ومما جاء في هذا الباب في مجلسنا ذكر : الكلام المأثور عن الإمام أحمد رحمه الله: المذكور في«النبوَّات» لابن تيمية رحمه الله (248): ((أصول الإسلام أربعة: دالٌّ ودليلٌ، ومُبيِّنٌ ومستدِلٌّ، فالدَّالُّ هو: الله، والدليل هو: القرآن، والمبيِّن هو: الرسولُ صَلَّى الله عليه وآله وسلَّم، قال الله تعالى: ﴿لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ﴾[النحل: ٤٤]، والمستدِلُّ هم: أولوا العلم وأولوا الألباب الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم)).
وشرحه شرحا ماتعا وخص بالشرح قوله: ((والمستدِلُّ هم: أولوا العلم وأولوا الألباب الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم)) وبين أن هؤلاء أولوا العلم والألباب الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم إنما يقبل كلامهم ويعمل به إذا استدلوا له فكيف بمن هو دونهم فكيف إذا لم يستدل لقوله وجاء بأقوال الأئمة في ذمهم التقليد وأمرهم بالنظر في أدلتهم كقول أبي حنيفة رحمه الله((لا يحل لأحد أن يأخذ بقولنا ما لم يعلم من أين أخذناه)) وغيرها من الآثار التي ساقها عن غيره من الأئمة ثم شرحها واستدل لها بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية ثم عرج مستنكرا قول الدكتور فركوس في جواب له (في حكم البيع وقت الجمعة المعطلة في المساجد ) التي جاء فيه قوله: (عندي).فعلق الشيخ وبين أن هذا إن دل على شيء دل على شذوذ فركوس في تلك الفتوى وأنه ليس له فيها سلف وقد قال الإمام أحمد رحمه الله : ((إياك أن تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام)) وبين أن هذه الكلمة الذهبية للإمام أحمد منهج عند أتباع السلف الصالح الأوائل كانوا يربطون الناس بالعلم (الدليل) وليس بعندي!؟ ومن قال هذا قيل لهم :. يقولون هذا عندنا غير جائز ومن أنتمُ حتى يكون لكم عند.
وذكر قول ابن تيمية رحمه الله :من فارق الدليل ضل السبيل ،ولا دليل إلا بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم. وقوله رحمه الله تعالى((إن العلم ما قام عليه الدليل والنافع منه ماجاء به الرسول فالشأن في أن نقول علما هو النقل المصدق والبحث المحقق فإن ما سوى ذلك و إن زخرف مثله بعض الناس خزف مزوق وإلا فباطل مطلق))
وبين أنه كان على فركوس أن يربط بالعلم و يأتي بالأقوال ويدرس الأدلة ويرجح لا أن يربي الناس على تقليده ومادام أنه نصب نفسه إماما فإن الإمام يقتدى به ومن اتبع من خالف منهج السلف فإنه يضله فلا لوم على من تتبع كلامه وكشف زيفه وعواره وبين باطله.
انتصار الشيخ للإمام الألباني رحمه الله تعالى
مما حدثنا به الشيخ حفظه الله ورعاه عند تعرضه لذم التقليد حادثة وقعت معه سنة 1398ه مع بعض المتصوفة من أئمة المساجد حين أطلعه الشيخ على كتاب صفة الصلاة للألباني وما جاء في مقدمته من نقولات عن الأئمة في ذم التقليد فلم يجد الصوفي ما يعترض به إلا استنكار تأخير كلام الإمام مالك عن كلام بقية الأئمة وأنه كان يجب أن يقدم فهو الإمام المعظم وووو.. في حيدة واضحة وهروب من سلطان الدليل إلى قبعة التقديس ومهما حاول الشيخ إفهامه لم يصغ إليه فما أشبه متعصبة الريحانة اليوم بمتعصب الإمام مالك البارحة وما بين المتعصب لهم اليوم والمتعصب لهم في القديم كما بين الثرى والثريا!
‏‎قال-حفظه الله ورعاه-:
لا يلزم أن يوضع بين يديك كم هائل من الأدلة لتقتنع ولكن قد يكفيك دليل واحد صحيح وصريح وتبقى تدندن حوله وبه تقنع غيرك بل وبه تفحم خصمك!
تفنيد شبهة:
سألت شيخنا حفظه الله ورعاه عن قول بعضهم الفتنة إنتهت وعن الذين يثبطون إخوانهم عن الرد على المفرقة ويقولون لهم اشتغلوا بغيرهم واتركوهم فكان جوابه:
من زعم زوال الفتنة الواقع يكذبه فالفتنة قائمة آثارها ظاهرة وثمارها الخبيثة الموجودة تدل عليها ما يعني أن شجرتها الخبيثة لم تجتث بعد ولم تستأصل وبين أن طرحهم حماسي عاطفي غير مبني على علم وأدلة وذكر ان من الفتن كلما تباعد زمانها إزداد خطرها وضررها وقوي شرها فيكون لزاما على أهل الحق بيانها والتحذير منها ومن أهلها وبين حفظه الله ورعاه أن هذا من فروض الكفاية إذا قام به البعض سقط عن الآخرين مستنكرا الكلام بغير علم منبها أن الضعيف أو المشغول يترك المؤهل صاحب النفس يعمل فإن رأى منه تجاوزا أو غلوا نبهه ولكن بعلم والقاعدة تقول( الحكم على الشيئ فرع عن تصوره )ولذلك قالوا( وكمْ من عائِبٍ قوْلاً صَحيحاً وآفَتُهُ مِنَ الفَهْمِ السّقيمِ).. ومن الأخطاء التي يقع فيها الشباب أنهم يحكمون بالعاطفة و بنظرتهم القاصرة وبقناعته وربما لتغطية عجزه ...فيغطي الخطأ بخطأ وهذا خطأ ومنهم من له عذره ...
كما استغرب غياب من يتكلم بمثل هذا الكلام عن الساحة الدعوية وعدم وجود أثر لهم في أبواب الدعوة الأخرى وخاصة المؤهلين الذين يستطيعون الإفادة .
وفي هذا السياق يقول الشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي _حفظه الله تعالى _
((نعم إذا تحقق المقصود الشرعي برد هذا الواحد فقد برئت ذمة الباقين من المسلمين،لكن إذا لم يتحقق المقصود الشرعي برد الواحد على المخالف بأن يعاند هذا المبتدع المردود عليه،وبأن يوجد في الساحة أناس من أدعياء العلم يدعمون المردود عليه ويفرحون بردوده الظالمةالباطلة على ذلك العالم الراد للبدع والأباطيل ويوجد علماء ساكتون لم يبينوا خطأ وأباطيل المردود عليه،بل يستغل المردود عليه هذا السكوت ويوهم الناس أن هؤلاء الساكتين معه ويؤيدونه،ويوهمهم بأنه لو كان على الباطل لأدانوه،فإنه حينئذ قطعا يجب على العلماء الساكتين أن يبينوا للناس الحق نصيحة لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.))انتهى
وفي إنزال الناس منازلهم وتحذيره من الفوضويين نبه الشيخ أن هناك من يظن أن كثرة كتاباته في المواقع تعطيه الحق في الاستقلال بآرائه وهو جاهل فهذا خطر على الدعوة !؟
وبين
لا نريد سلفيين حماسيين ينتصرون عن غير قناعة لذلك
أنزلوا الناس منازلهم وعاملوهم على قدر عقولهم فمن كان عقله عقل طفل وحماسه حماس رجل خاطبوه وعاملوه كالطفل ولا تقدموه لأن مثل هذا يريد أن يعطى مكانة ليست له فإن أعطي مكانة الرجال يعبث ويفسد ما أصلحه الرجال وما جاهدوا في إنجازه لأنه يتصرف بطريقة اعتباطية وعشوائية وهؤلاء يجب أن يعرفوا قدر أنفسهم ويشتغلوا بالتعلم ...
وكلام الشيخ حفظه الله متوافق ومتجانس مع وصايا العلماء قال العلامة مقبل الوادعي رحمه الله :
( ينبغي لنا جميعا أن ﻻ نمكن الفوضويين من الدعوة فإنهم سيحطمون الجماعة وستذكرون ) [السير الحثيث]

ونصح بقراءة التراجم وأن نكون أول المستبصرين بالدليل !
وقال حفظه الله ورعاه كأننا صرنا نسوق الأدلة والنصوص للإنتصار وليس للإستبصار همنا إقامة الحجة على الخصم والظهور عليه فقط ... لا الدليل به عرفت الحق وبه تعرف بالحق وبه تبين الحق.

دفاع الشيخ على المرابط قضية الأخطاء الإملائية!
ذكرت لشيخنا الوالد ما وقع من المفرقة مؤخرا من نشرهم لجزء من رسالة خطية قديمة للمرابط وتشغيبهم عليه ببعض الهفوات الكتابية فضحك حفظه الله ورعاه وقال هلا استفادوا من مضمون الرسالة الذي عجزوا عن رده أو حتى نقده ! أليست العبرة بما جاء فيها أما مثل هذه الهفوات فتقع حتى من العلماء فما بالك بشاب كان في مقتبل العمر وبداية الطلب! وأثنى على المرابط خيرا.

وللشيخ العلامة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله- كلام رائق رائع في «بيان فساد المعيار» (ص24) حيث قال:
(أنا لم أدّعِ العصمةَ والكمال في شَيْءٍ من أعمالي العلمية -ولا غيرها-.
ولا ادَّعى هذا أحدٌ مِن أهل العلم والعقل؛
فقد يقعُ العالِم في الأخطاء والمخالفات الكثيرة للكتاب والسُّنَّة،
فضلاً عن الأخطاء اللغوية والإملائية ...
وقد يكون إماماً في فَنٍّ مِن الفنون،
فَتُوجد له كبوات في فنه؛
فهذا سيبويه إمام في اللغة قد استدرك عليه ابن تيمية رحمه الله ثمانين خطأً.
وكم مِن فقيه له أخطاؤه؟!
وكم مِن محدِّث ومفسِّر لهم أخطاؤهم الكثيرة!!؟
وكل هذه الأخطاء لا تضرُّ أصحابَها، ولا تحطُّ مِن مكانتهم؛ إذ لا يحطُّ مِن مكانة الرَّجل إلا ارتكابُ الكبائر، أو اقتحامُ البدع، وعداء أهل السُّنَّة.
هذا هو منهج أهل السُّنَّة والجماعة))

هذا ما تيسر سرده اسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع به والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هديه إلى يوم الدين



أبو عبد الله حيدوش
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013