منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 22 Jul 2019, 06:59 PM
د.عبد الخالق ماضي د.عبد الخالق ماضي غير متواجد حالياً
حفظه الله
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 7
افتراضي هكذا سعى إخوانكم لإخماد الفتنة بين السَّلفيِّين



هكذا سعى إخوانكم لإخماد الفتنة بين السَّلفيِّين

الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين؛ وبعد:
قال الله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:103].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا: يَرْضَى لَكُمْ أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَنْ تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا، وَأَنْ تُنَاصِحُوا مَنْ وَلَّاهُ اللهُ أَمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ: قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ).
وقال شارح الطّحاويّة (1 /369): (فَإِنَّ الِاجْتِمَاعَ وَالِائْتِلَافَ مِمَّا يَجِبُ رِعَايَتُه وَتَرْكُ الْخِلَافِ الْمُفْضِي إِلَى الْفَسَادِ).
والانتسابُ إلى أهل السنّة والجماعة يقتضي طرحَ كلِّ ما يفضي إلى النّزاع والاختلاف بين المنتسبين إليهم، قال الشّيخ أبو العبّاس ابن تيمية رحمه الله في الواسطيّة (ص128): (وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الاجْتِمَاعُ؛ وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ، وَإِنْ كَانَ لَفْظُ «الْجَمَاعَةِ» قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ).
فالحرص على الاجتماع من الأصول المتقرّرة عند أهل السنّة، بل يجوز ترك الأفضل وفعل المفضول لتحقيق هذه المصلحة العظيمة؛ وهي: الاجتماع على الحقّ والخير، قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى الكبرى (2 /181): (وَيَسُوغُ أَيْضًا أَنْ يَتْرُكَ الْإِنْسَانُ الْأَفْضَلَ لِتَأْلِيفِ الْقُلُوبِ، وَاجْتِمَاعِ الْكَلِمَةِ خَوْفًا مِنْ التَّنْفِيرِ عَمَّا يَصْلُحُ، كَمَا تَرَكَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِنَاءَ الْبَيْتِ عَلَى قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ؛ لِكَوْنِ قُرَيْشٍ كَانُوا حَدِيثِي عَهْدٍ بِالْجَاهِلِيَّةِ، وَخَشِيَ تَنْفِيرَهُمْ بِذَلِكَ، وَرَأَى أَنَّ مَصْلَحَةَ الِاجْتِمَاعِ وَالِائْتِلَافِ مُقَدَّمَةٌ عَلَى مَصْلَحَةِ الْبِنَاءِ عَلَى قَوَاعِدِ إبْرَاهِيمَ، وَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ - لَمَّا أَكْمَلَ الصَّلَاةَ خَلْفَ عُثْمَانَ، وَأُنْكِرَ عَلَيْهِ فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ: الْخِلَافُ شَرٌّ).
فحِرصًا منّا على تحقيق هذا الأمر العظيم؛ وهو: الاجتماع على الحقّ والخير، بذلنا جهدا معتبرا، وسعيا حثيثا للجلوس مع من ناوأَنا من إخواننا، فبدأنا ـ من أوّل يوم ظهرت فيه بوادر الشّقاق ـ بالدّعوة إلى عقد اجتماع ندرس فيه المسائل المختلف فيها على ضوء ما جاء في الكتاب والسنّة، وقد كتبنا بيانا وضّحنا فيه تفاصيل الجهود المبذولة لتحقيق ذلك.

وإليكم رابطه:
وبقي الخلاف محصورا، ضيقٌ نطاقُه، وفي الوقت نفسِه كان متولّي كبرَ الفتنةِ جمعة ينفخ في نارها، حتى أضرمتْ، يَلمِز الفضلاء بما هم منه براء، ويقول لمنْ يُخبرهم بالكذب الصّريح: هذا لك لا تخبر به أحدا، وكاد النّاس يصدّقون خرافة الحلبيّة والرّمضانيّة، فكتب الشّيخ عزالدّين بيانا، فبيّن بالواضح الصّريح، والنّص المليح براءتَه وإخوانَه جميعا من هذه التّهمة الصّلعاء، ولكنّ القوم على سَنَن الحدّاديّة ماضون، فلا تنفع معهم براءةُ متبرئٍ، ولا تبرّمُ متبرّمٍ، بل جهِدوا على جبر إخوانهم من أمثال الأخوين الفاضلين مرابط وحمودة على مجاراتهم في تُهَمهم، وحاولوا إرغامَهم على حذف صوتيّة ومقال الشّيخ عزالدّين آنفي الذّكر من منتديات التّصفية والتّربية، زاعما أنّ البيان اشتمل على عشرين طعنة في السّلفيّين!!
لكنّ جمعة خاب سعيه أمام الرّجال وقت الجدّ والوقوف ضد الباطل، فما كان منه إلا أنْ شرع في الهندسة والتّخطيط لمرحلة جديدة من التّشغيب والإفساد، وتفريق السّلفيّين، فخرج مسرعا إلى شيخه محمد بن هادي المدخلي ـ القاذف مسلمًا بغير حقّ ـ، فعقد معه مجالس عديدة قبل أن يدخلا على الشّيخ ربيع حفظه الله ليكذب عنده ويقول: بأنّ غلمانا صغارا يريدون النّيل من الشّيخ فركوس وإحداث الخراب في الدّعوة السّلفيّة، وعَمَّى عنه أنّ الخلاف بين المشايخ، ثمّ زعم أنّ الشّيخ ربيعا أيّده في بيانه الذي عنون له: إلى خالد حمودة ومن على شاكلته.
وبعدها مباشرة أيّد الدكتور فركوس هذه المؤامرة، بناء على ما ادّعاه جمعة من تأييد الشّيخ ربيع له، ومنها بدأت سلسلة طعوناته في إخوانه في مجالسه، دون تثبت، وكان في تلك الطّعونات من البُهْت والظّلم والافتراء الشيءُ الكثير، فبادرَ إخوانُه إلى كتابة رسالةٍ كريمةٍ بعثوا بها إليه؛ كلّها أدب وشفقة ورحمة، عساه أنْ يرجع إلى ربّه، ويرحم السّلفيّين من شرّ الفرقة الحالقة، وبخاصّة أنّه قبل شهرين من إرسال الرّسالة كتب ردّا على الصّحافة على خلفيّة نشره الاستقالةَ المشؤومة؛ بأنّه تربطه بإخوانه ـ مشايخ الإصلاح ـ وحدةُ العقيدة، وصفاءُ المنهج، فما لبث أن صار يفرّقه بإخوانه؛ ركوبُ منهج التّمييع في الجملة، وسلوك المنهج المطاطي، والأفيح، والمتاجرة بالدّعوة!.
فإلى العقلاء الذين لم تَلْفَحهمْ ولم تحرقهمْ نار التّقديس المبتَدَعة، نعرض عليكم هذه الرّسالة ولأوّل مرّة؛ لتنظروا كيف كان إخوانكم يخاطبونه، ومع ذلك لم يشفع لهم ذلك الأدب الجمّ، والاحترام الكبير، وهو الذي سكت عن صوفيّة جديدة هجمت على الدّعوة السّلفيّة المباركة، فانحرفوا بها عنها، وإن ادّعوا نصرتَهم لها، وإليكم نصّ الرّسالة كما أرسلت له دون تغييرٍ في شيء منها:

بسم الله الرحمن الرحيم
رسالة إلى فضيلة الشّيخ محمد عليّ فركوس حفظه الله ورعاه

الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
فيقول الله تبارك وتعالى: {فلولا كان من القرون من قبلكم أولو بقية ينهون عن الفساد في الأرض إلا قليلا ممن أنجينا منهم واتبع الذين ظلموا ما أترفوا فيه وكانوا مجرمين}.
وعن قيس بن حازم قال: قام أبو بكر فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: يا أيّها النّاس، إنَّكم تقرؤون هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ}، وإنَّا سمعنا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ النَّاسَ إذا رأوا المنكر لا يغيِّروه، أَوشَك الله أن يَعُمَّهم بعِقابِه».
شيخنا الفاضل لقد عشتَ معنا عَقدًا أو يزيدُ قليلا من الزَّمن، ونحن نتواصل برَحِم الدّعوة إلى الله على بصيرة وإن تخلَّل ذلك بعضُ الأخطاء غير المقصودة، ولا فيها نيّة سيّئة ـ والله وحده يعلم ذلك ـ ثمّ إنَّ بعض إخواننا قد أعطَوا لأنفسهم سُلطة التّثبيت والإزاحة من منصب الدّعوة السّلفيّة، وأنت خبير بأنَّ السَّابقة لها وزن في إقالة العثرة، وإحسان الظّنّ، وبذلٍ زائد في النُّصح والشّفقة، لكنَّ المهزلةَ التي تعيشها هذه الدّعوة المباركة طغتْ على كلِّ حدث، وتصرَّمت فيها أوقات هي العُمُر في قيل وقال، ولكنَّها الفتن تخطف النَّاس ولا يسلم منها إلا مَن وفقه الله للنّظر الثّاقب البعيد الذي تُنسَى فيه الخصوماتُ الخاصّة والحسابات الضيِّقة.
ولا شك أنَّ ما يصدر من طعون وتجريح لمسائل بعضها نوقش في وقته، وعُلم منه موقفُ الجميع مثل قضيّة الحلبي وابن حنفيّة وعبد المالك، وقد اتُّفق على أنَّهم على غير طريقتنا، وهم مخالفون لنا، ونحن باقون على ذلك نقولها ونكرِّرها، ولم يصدر عن أحد منَّا ضدُّ ذلك لا تزكية ولا ثناء ولا توصية، وكلُّ ما يُقال اليوم إنَّما هو إعادة لما سبق مناقشته، واتّهام بالباطل.
وأمَّا القضايا الأخرى الثّانوية كقضيّة الأخ بوعلام والمجلّة فطلبنا منكم مناقشتها معا؛ لأنَّ الدّار تخصُّ الجميع.
فضيلة الشّيخ ناشدناك بكلِّ عزيز في بداية المشكل الذي بين الدّعاة أن تجلس إليهم، وتحكم بالحقّ الذي جاء في الكتاب والسنّة، وما كان عليه أئمّة الهدى، وأبْدَيتَ الموافقة، ثمّ جاءنا الرّدّ من الشّيخ لزهر بأنّك لن تجلس هذا المجلس، ثمَّ ترَقَّبنا الجواب بعد طول انتظار، ولكنَّا فوجئنا بهجوم شرِس غيرِ متوقَّع من الشّيخ جمعة والشّيخ لزهر على خِيرة الدّعاة السَّلفيين وطلبة العلم المبرِّزين، طال حتى من لم يكن في حلبة الخلاف، من أمثال الأخ قالية والأخ بوقليل والأخ عبّاس ولد اعمر، واستعملا فيها قاعدة فالح الحربي: مَن لا يوافقني فهو مبتدع أو مخالف ينبغي أن يُهجر ويترك، وجاءت الجناية على الدَّعوة السَّلفية والدّعاة السَّلفيين، واختلط الهراء بالكذب والفجور في الخصومة، حتى صار الشَّباب غيرُ المحكومِ فيهم يَنعتون معلِّميهم ومربِّيهم بأنّهم أشرُّ من الرّافضة!!
هل يُرضيك أيُّها الشّيخ الوقور أن يحدث هذا؟ وهل تهنأ براحة البال وإخوانك السّلفيّون يُرمَون بالأوابد؟ إنَّنا نَبرَأ إلى الله ممّا يحدُث مِن فساد، وإنَّنا نعتقد أنَّها مؤامرة لئيمة ودنيئة على هذه الدّعوة المباركة، ولا نريد أن تنزل بمقامك العالي إلى سُفل هذه الدَّرَكة من الشَّغَب والتَّهويل، العاري عن أيِّ خُلق إسلامي سلفيٍّ.
وإنَّنا على اتِّصال بعلمائنا الكبار، مثل الشّيخ عُبيد والشّيخ ربيع الذي لم نلقَه وإنَّما بلَّغه بالتَّفصيل الواقع الشّيخ عبد الله البخاري والذي سمع أيضًا من الشّيخ جمعة قَبْلنا، وكانت وصيّة الشّيخ ربيع وجوب الاجتماع واللّقاء، والكلمةُ محفوظة وقد بلَّغها الشّيخ البخاري للشّيخ لزهر كما أخبرنا هو نفسُه.
وعلى كلِّ حال فقد أوصى هؤلاء العلماء بوجوب وأْد هذه الفتنة التي لن تنتهي عند حدٍّ، بل ستأتي على الأخضر واليابس.
وسكوتُنا طوال هذه الفترة لا لعجز وخور وخوف، بل تغليبًا للمصلحة العامّة، وانتظارًا لرجوع المخطئ عن خطئه في طريقة التّعامل مع إخوانه، لكن رأينا أنَّ هذا السّكوت ما زاد الأمرَ إلّا تعقيدا من جهات، وبَقِينا ندفع كلَّ ما يصلنا من جهتكم لأنّنا نعلم القاعدة عندكم:
«كلّ منشور لم يَرد ذكره في الموقع الرّسمي لا يُعتمد عليه ولا يُنسب إلى الشّيخ»، كما هو مسطَّر في موقعكم.
وإنَّنا يا شيخنا المكرَّم؛ قد ساءنا بيانُك الصّادر، الذي حملتَ فيه على إخوانك الدّعاة السَّلفيِّين، الذين لا يُعرف عنهم غيرُ الدّعوة إلى السّلفيّة الحقَّة النّقيّة، ورمَيْتَهم بكونهم : «رَكبُوا منهجَ التّمييع ـ في الجملة ـ وإِنْ نفَوْه عن أَنْفُسهم، ولكنَّه جليٌّ واضحٌ في مواقفهم وصُحبتهم ودعوتهم، وأرادوا فَرْضَه ـ تدريجيًّا ـ على غيرهم مِنَ الدُّعَاة نموذجًا بديلًا عمَّا يُسمُّونه بمنهجِ «الغُلُوِّ والتّبديع»، ودعَّموه بطُرُقٍ شتَّى، وجنَّدوا له ـ بإملاءاتهم ـ شبابًا مِنْ ذوي العَجَلة، بإشاعة الأخبار والقلاقلِ وترويجِها وإذاعتِها»، وقولكم أيضا: «إنَّ لُبَّ القضيَّةِ ومِحْوَرَ المسألةِ منهجيٌّ بحتٌ، يكمن في تصحيحِ المَسار الدَّعْويِّ ومنعِ المتاجرة بالدَّعوة إلى الله، والحدِّ مِنْ سياسة التّنازلات في القضايا الشّرعيّة لحساب المصالح الشّخصيّة»، وقولكم أيضا: «دون مخالطةِ دناءةِ المُتهالِكين على فُتاتِ الحياة الدّنيا الفاني».
فهذه اتّهامات خطيرة سَطَّرتَها في موقعك، وأنت تعلم أنَّنا برآء منها، وقد قال الشّيخ ربيع حفظه الله: «الحدّاديّة لهم أصل خبيث؛ وهو أنّهم إذا ألصقوا بإنسان قولا هو بريء منه، ويعلن براءته منه، فإنَّهم يصرُّون على الاستمرار على رمي ذلك المظلوم بما ألصقوه به، فهم بهذا الأصل الخبيث يفوقون الخوارج». [إتحاف أهل الصدق والعرفان ].
ونحن نُنَزِّهك أن تقع فيما وقع فيه هؤلاء، ولذلك ندعوك لمراجعة هذا الموقف، ولْندرسْ الموضوعَ دراسةً شرعيّة متجرِّدة، لنرفع الشرَّ القادم، وندفع الظّلم الهاجم، ولْنسدَّ الباب على المُتَسوِّرين سور الدّعوة السّلفيّة الحصين، ولْنتركْ سنةً حسنةً ننال أجرها في الدنيا والآخرة.
شيخنا الفاضل؛ ندعوك وسائرَ إخواننا الذين هم في خصومةٍ معنا: أن نلتقي لتصحيح الأخطاء وتدارك ما فات، وليس المقصود من اللّقاء ضرورة العودة إلى العمل سويًّا، فهذا له حديث آخر، ولكنَّ المقصودَ كفُّ الأذى، ولمُّ الشَّمل، وإسبالُ سربال السّتر والعافية على هذه الدّعوة وحُماتها.
ولذلك نلتمس منكم كما هي وصيّة شيخنا الشّيخ ربيع ـ حفظه الله ـ الاجتماع على الحقّ، ونبذ الفرقة والنّزاع، وعدم النّظر في المصالح الشّخصيّة، وعقد مجلس لبيان الحقائق ومناقشتها، بالعلم والحلم والتّؤدة؛ حفاظا على هذه الدّعوة السّلفيّة، وحفاظا على أبنائها والمنتسبين إليها.
ونسأل الله أن لا نُضطرَّ إلى ذكر ما دار في المجالس والاجتماعات، وهي مكتوبة محفوظة مؤرّخة، وهذا ما سيضرّ هذه الدّعوة أكثر، ولا يُوثق بأصحابها مستقبلا.
في انتظار جوابك الذي نرجوه سريعًا؛ لأنَّ الوقتَ لا يحتمل زيادة التّأخير، فنحن نلتمس ولا نأمر، وإنَّا على يقين أنَّ الفرصة لا زالت سانحة، لتدارك الوضع ومعالجته، وبارك الله فيكم، وأبقاكم ذخرًا للإسلام والمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


وكتبه: يوم الخميس 11 ربيع الثاني 1439 الموافق 28 ديسمبر 2017
الشيخ عمر الحاج مسعود / الشيخ عز الدين رمضان / الشيخ توفيق عمروني
الشيخ عبد الخالق ماضي / الشيخ عثمان عيسي / الشيخ رضا بوشامة

فانظروا أهلَ الإنصاف والعدل في هذه المراسلة التي تضمّنت:
ـ تغليب المصالح الدّينيّة، ودرء المفاسد عن هذه الدّعوة المباركة، دون تعرّض للمسائل الشّخصيّة، والحظوظ النّفسيّة.
ـ والعمل بأصول الدّعوة السّلفية: من الألفة والاجتماع، وترك التباغض والاختلاف.
ـ بيان وجوب العمل بالنّصيحة؛ التي هي الدّين كما قال النّبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصّحيح المشهور.
ـ بيان فداحة هذا الانزلاق الخطير، والميل الكبير عن منهج السّلف أهلِ السنّة والجماعة، لأنّ هذا المنهج قام على الاجتماع والائتلاف، ونبذ الفرقة والاختلاف، وبخاصّة إذا كان هذا الافتراق عن بغي وحسد وظلم، كما قال الله تعالى محذّرا موافقة من سبقنا من أهل الكتاب: {كانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ، فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ، وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} [البقرة:213]، وقال ربّنا تبارك وتعالى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ، وَلَوْلَا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِن رَّبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى لَّقُضِيَ بَيْنَهُمْ، وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِن بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مُرِيبٍ} [الشورى:14]، وقال: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} [آل عمران:103]... إلى قوله: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:105].
ـ والتّحذير من طريق أهل الغوايّة الحدّاديّة الأشرار، الذين يُدينون النّاس بما تبرّؤوا منه أو رجعوا عنه، وهي كما قال الشّيخ ربيع أشنع من صنيع الخوارج.
ـ ومخاطبة الدكتور بألطف العبارات، وأحسنها، كما هو منهج الأنبياء في الدّعوة إلى الله.
ـ وكمال الحرص على بيضة المنتسبين إلى أهل السنّة والجماعة السّلفيّين، والشّفقة على عامّتهم من الانحراف والزّيغ والضّلال.
ـ والحثّ على وجوب مناقشة المسائل المختلف فيها بين الدّعاة والعلماء والمصلحين على ضوء ما جاء في الكتاب والسنّة، وما أجمع عليه سلف الأمّة.
ـ وبيان خطورة الجناية على حرمة المسلمين، واتّهامهم في دينهم دون بيّنة ونصيحة، ودون تثبّت في خبر وشهادة.
هكذا كان سعيُ إخوانكم لدرء الفتنة، والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السّبيل.

وكتب
عبد الخالق ماضي

يوم السبت 17 ذو القعدة 1440
الموافق 20 جويلية 2019
رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013