الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله ، نبينا محمد وآله وصحبه .
أما بعد : فلا ريب أن طلب العلم من أفضل القربات ، ومن أسباب الفوز بالجنة والكرامة لمن عمل به . ومن أهم المهمات الإخلاص في طلبه ، وذلك بأن يكون طلبه لله لا لغرض آخر ، لأن ذلك هو سبيل الانتفاع به ، وسبب التوفيق لبلوغ المراتب العالية في الدنيا والآخرة.
وإليكم بعض من سير سلفنا الصالح فى طلب العلم
قال فرقد السبخي –رحمه الله-:
دَخَلُوا عَلَى سُفْيانَ الثَّوري في مَرَضِهِ الَّذِي مَات فِيه ؛ فَحدَّثه رَجُلٌ بِحَدِيثٍ فَأَعْجَبَهُ ؛ فَضَرَبَ يَدَهُ إِلى تَحْتَ فِرَاشِهِ فَأَخْرَجَ أَلْوَاحًا لَهُ فَكَتَبَ ذَلِكَ الحدِيث . فقالوا له : على هذه الحال منك ؟ فقال : إِنَّهُ حَسَنٌ , فَقَد سَمِعْتُ حَسنًا , وَإِنْ مِتُّ فَقَدْ كَتَبْتُ حَسنًا .
حلية الأولياء {7/64}
قال عكرمة -رحمه الله-:
كان ابن عباس يجعل في رجلي الكبل -القيد-، ويعلمني القرآن والسنن "
حلية الأولياء {3/326} ، الطبقات الكبرى {5/287}
قال أبو أحمد نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي :
لا ينال هذا العلم إلا من عطّل دُكانه ، وخرّب بستانه ، وهجر إخوانه ، ومات أقرب أهله إليه فلم يشهد جنازته.
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع {2/174 }
قال أبو مسعود عبد الرحيم الحاجي:سمعت ابن طاهر يقول:
بلت الدم في طلب الحديث مرتين، مرة ببغداد، وأخرى بمكة، كنت أمشي حافيا في الحر، فلحقني ذلك، وما ركبت دابة قط في طلب الحديث،
وكنت أحمل كتبي على ظهري، وما سألت في حال الطلب أحدا، كنت أعيش على ما يأتي.
سير أعلام النبلاء {19/363}.
وقال ابن عقيل-رحمه الله-:
أنا أقصر بغاية جهدي أوقات أكلي، حتى أختار سف الكعك وتحسية بالماء على الخبز،
لأجل مابينهما من تفاوت المضغ، توفرا على مطالعة، أو تسطير فائدة لم أدركها فيه
ذيل طبقات الحنابلة {1/ 145 }
كَانَ دَاوُدُ الطَّائِيُّ -رحمه الله-:
يَشْرَبُ الْفَتِيتَ وَلَا يَأْكُلُ الْخُبْزَ ، فَقِيلَ لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَقَالَ : بَيْنَ مَضْغِ الْخُبْزِ وَشُرْبِ الْفَتِيتِ قِرَاءَةُ خَمْسِينَ آيَةً
«المجالسة وجواهر العلم» 1/346
قال ابن عُيينة -رحمه الله-:
سمعت شعبة يقول:من طلب الحديث أفلس!، بعتُ طَسْتَ أمي بسبعة دنانير !
سير أعلام النبلاء { 7/220 }
قال أبو أحمد نصر بن أحمد العياضي الفقيه السمرقندي :
لا ينال هذا العلم إلا من عطّل دُكانه ، وخرّب بستانه ، وهجر إخوانه ، ومات أقرب أهله إليه فلم يشهد جنازته.
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع {2/174 }
قال ابن القاسم -رحمه الله-:
أفضى بمالك بن أنس رحمه الله طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه.
تاريخ بغداد {2/13 }
قال علي بن الحسن بن شقيق –رحمه الله-:
«كنت مع عبد الله بن المبارك في المسجد في ليلة شتوية باردة فقمنا لنخرج فلما كان عند باب المسجد ذاكرني بحديث أو ذاكرته بحديث، فما زال يذاكرني وأذاكره حتى جاء المؤذن فأذن لصلاة الصبح»
الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع {2/276}
قال شعبة بن الحجاج -رحمه الله-:
إذا رأيت المحبرة في بيت إنسان، فارحمه، وإن كان في كُمِّك شيء، فأطعمه.
سير أعلام النبلاء {7/225}
قال عمر بن حفص الاشقر -رحمه الله-:
كنا مع البخاري بالبصرة نكتب، ففقدناه أياما، ثم وجدناه في بيت وهو عُرْيان، وقد نفد ما عنده، فجمعنا له الدراهم، وكسوناه.
تاريخ دمشق (52/58) ، سير أعلام النبلاء 12{/448 }