منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07 Feb 2017, 09:41 PM
أبو سهيل محمد القبي أبو سهيل محمد القبي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2014
المشاركات: 207
افتراضي زجر الصحفي المفتري على دعاة المنهج السلفي

الحمد لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلام على مَنْ أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبِه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:


فمن عجائب هذا الزمان، ودلائل انقلاب الموازين، ما أصبحنا نسمعه بين الفينة والأخرى في جرائد وطنية، من افتراء وبهتان على دين الله تعالى وحامليه، تولّى كبره بعض غلمان الصحافة الذين يفتقدون أخلاقيات المهنة، بل ويحملون غلا وحقدا منقطع النظير لروّاد الإصلاح في بلدنا الحبيب الجزائر، راجعٌ سببه لتوجهاتهم العلمانية والحزبية، يرومون من خلال الصحافة تهوين أثر الإسلام في نفوس أهله، أو تصويره على وفق تصوراتهم وأهواءهم، ونزعُ الثقة من حملته ودعاته.
يقول شيخنا أبو عبد المعز حفظه الله: والمعلوم أنَّ وسيلة الصحافة الإعلامية كانت بأيدي الصحفيين والكتَّاب مِن اليهود والنصارى منذ زمن نشأتها، واستُغِلَّتْ إلى أمدٍ بعيدٍ للتأثير على الأفراد والمجتمعات المسلمة بشتَّى أنواع التأثيرات المُغْرِية والدعوات الهدَّامة، والتي ترمي ـ في آخر المطاف ـ إلى تحطيم الدين الإسلاميِّ في جانبه العقديِّ والأخلاقيِّ واللغويِّ، وهذه الجوانب الثلاثة ترجع ـ جميعًا ـ إلى الجانب الأوَّل؛ ذلك لأنَّ هَدْمَ الخُلُق إنما هو هدمٌ للدين في جانبه الأخلاقيِّ، وهَدْمَ اللغة ليس إلَّا هدمًا للدين الإسلاميِّ في لغة المسلمين التي يتعبَّدون اللهَ بها وألَّف اللهُ قلوبَهم عليها، ثمَّ ما لبث أن سَلَكَتْ هذه الوسيلةُ الإعلامية نَفْسَ الاتِّجاه والبُعد بما وَرِثَه عنهم أبناءُ أمَّتنا المرتمون في أحضان الغرب مِن العلمانيين والملحدين وإخوانهم مِن أصحاب المناهج الهدَّامة المناوئة للإسلام، التي ترمي ـ في تحقيق أهدافها بوسيلة الصحافة ـ إلى تهوين أثر الإسلام في النفوس وتفتيت قوَّته ووحدته التي استعصت على أعداء الإسلام لقرونٍ طوالٍ.[1]
وقال حفظه الله: وهكذا يدسُّون الباطلَ في مقالاتهم وعباراتهم بما يشبه لونَ الحقِّ ليُضِلُّوا الأحداثَ والرأي العامَّ عن سواء السبيل، وفاضت الصحفُ والمجلَّاتُ بالتشكيك والتهوين والتلبيس. [2]
ومما لا شك فيه أن دعوة الحق كلما انتشرت، وأقبل الناس على دعاتها ومشايخها السلفيين، كلما زاد البلاء على أهلها تمحيصا لهم وابتلاء.
قال شيخنا أبو عبد المعز حفظه الله: والداعي إلى الله بالمعاييرِ الشرعية الصحيحة كُلَّما اتَّسعَتْ دائرةُ تأثيره كَثُرَتْ بلاياه وعَظُمَتْ مِحَنُه ومصائبُه بسببِ ألوانِ الأذى: مِنْ كَدَرِ الاختلاقاتِ وضبابية الشُّبُهات التي تحجب رؤيةَ الحقِّ في حقِّ ضِعافِ البصر والبصيرة، والتي مِنْ ورائها قومٌ يتولَّوْن كِبْرَ المُقاوَمةِ الأثيمة للدعوة إلى الله تعالى، ويُعْلِنون مُعاداتَهم للدُّعاة.[3]
فهذا من حكمة الله تعالى أن ابتلى عباده بأنواع من البلايا والمحن، قال تعالى ﴿وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ﴾[الأنعام: 112]
يقول الشيخ محمد البشير الإبراهيمي رحمه الله: لسنا نجهل هذا من سنن الله، فلم نشك لحظة منذ وضعنا قدَمنا في طريق الإصلاح الديني ورفعنا الصوت بالدعوة إليه في أنَّ الله سيديل للحق من الباطل، وأنه يبتلي أولياءه بالأذى والمحنة ليمحصهم ويكمل إعدادهم للعظائم، ولم نزل على يقين تتجدّد شواهده أن في المصائب التي تصيبنا في سبيل الإصلاح شحذاً لهممنا وإرهافاً لعزائمنا وتثبيتاً لأقدامنا، وإلفاتاً للغافلين عنا إلى موقعنا من الأمة وموقفنا من أعدائها، وقد ألفنا هذه المكائد التي تُنصب لنا حتى ما نبالي بها، وأصبح حظُّنا من (الكشف) أن نعلم من أوائلها أواخرَها، ومن مقدماتها نتائجَها، وإننا لنبتهج بالمصيبة تصيبنا في سبيل الإصلاح أضعاف ما يبتهج غيرُنا بالطيبات والمسارّ، ونعدُّ كبيرَها مهما أعضل وآذى صغيراً هيناً، وخفيَّها مهما أفظع وبَغَت ظاهراً جليًّا، ونأسى لإغبابها عنَّا كما يأس الممحِل للجدب، ونرتقب إلمامها بساحتنا كما يرتقب غيرُنا النعم والخيرات، لعلمنا أنَّ المعاني التي تتركها في نفوسنا هي المعاني التي نصبو إليها، وأنَّ تمرُّسنا بها بابٌ من أبواب الرجولة وسبيل من سبله.[4]
وما قام به صحفي جريدة الخبر من الكذب والافتراء والبهتان على دعوة الحق، واتهامها بالتكفير والغلو والتعصب، ولمز دعاتها السلفيين النشيطين الحريصين على إيصال الخير لعموم الأمة، وإحلال الأمن في الوطن، لهو دليلٌ قاطع على خبث هؤلاء ومكرهم وغيظهم من انتشار الدعوة السلفية في البلاد.
يقول الشيخ الدكتور رضا بوشامة حفظه الله في خطبة ماتعة نافعة: من البهتان والافتراء ما يقع فيه كثير من الناس من اللمز والعيب والكذب على العلماء والصالحين والمصلحين من عباد الله، فيصفونهم بالعظائم والأباطيل، فكل من رام إصلاح الناس وهدايتهم للصراط المستقيم الذي كان عليه السلف الأولون من الصحابة والتابعين بحق وعلم وعدل، لا بمجرد ادعاء وجهل، رمَوه برأي الخوارج وسفك الدماء تارة، أو الوهابية واللامذهبية تارة، وغير ذلك من الافتراءات والأراجيف والأباطيل، عبر الجرائد والقنوات وغيرها من وسائل الاتصالات، فيَنصبون في طريقهم العراقيل والمكائد، كلّ ذلك من باب الافتراء والكذب وتنفير عوام الناس من الحق، وهم يدرون أنها أباطيل وأكاذيب، لكن هذه سنة الله في خلقه، قال سبحانه لنبيه عليه الصلاة والسلام: ﴿ مَّا يُقَالُ لَكَ إلاّ ما قَدْ قِيلَ للرُّسُلِ مِنْ قَبْلك ﴾[ فصلت: 43]
ثم قال حفظه الله: ألا فليعلم المناوؤون والأفّكاون والكذّابون على أهل الخير والصلاح، أن الإصلاح حقٌ ومُغالب الحق مغلوب، ومُحاربه محروب، وما وراء الإصلاح إلا الإفساد، وهل بعد الحق إلا الضلال.[5]
" فنصيحتنا لمثل هؤلاء ولمن وقع في مثل هذه الافتراءات من الكُتاب والإعلاميين والجرائد ومن صدَّقها ونفَّقها، ولكل من كان حرباً على الإصلاح والمصلحين، أن يرجع إلى الله ويتوب إليه، ويدع عنه الكذب والبهتان، وليعلم أنَّ الأمر كله لله، وسيقف كلٌّ منَّا بين يدي ربِّه، ويُحاسب على ما نطق به لسانه، وخطته يداه، ولا ينفع يومئذ نفساً إلا ما قدمت من خير وصلاح، لا ما اجترحت من كذب وبهتان وخداع "[6]
قال الشيخ محمد البشير الإبراهيمي عليه رحمة الله مخاطباً المتحاملين على الجمعية: «إذا كنتم ترمون الأشخاص لذواتهم كما يظهر من كلامكم لأنهم مصلحون وليسوا بصُلحاء كما يبدو لأفهامكم، فطالما ظهرتم بمظهر الناصح بما لم ينتصح فيه، والواعظ بما لم يتعظ به، والمعلم لما هو أجهل الجاهلين له والكاذب على الله ورسوله وصالح المؤمنين، فلم يبق لكم محملٌ تُحملون عليه في هذه إلا الغش لأمة محمَّد، والغشُّ لها مَدرَجَةُ الخروج منها وأخسِر بها صفْقة، ثم أيَّة نتيجة تظفر بها أيديكم من وراء رمينا بالتُّهم والشَّناعات؟ إن كنتم تريدون بذلك تنقيصَ حظِّنا من الاعتبار الدُّنيوي والجاه الكاذب، فقد بِعنا حظَّنا منه بخردلة إلا ما كان في حق الله حتى يُقضى، أو في نصر دينه حتى يَرضى، وإن كنتم ترمون الفكرة فكرة الإصلاح، فقد طاش سهمكم، فإنَّ فكرة الإصلاح حقٌّ، ومغالِبُ الحقِّ مغلوب ومحاربُه محروب، نعم الإصلاح حقٌّ، وما وراء الإصلاح إلا الإفساد وأنتم أهله، وهل بعد الحقِّ إلا الضَّلال وأنتم خيلُه الموجفةُ ورَجِلُه، ولكن الحقَّ لا يُغلب، وإن كنتم ترمون المصلحين ليموت الإصلاح بموتهم فهذا محلُّ الضَّعف من إدراككم، فإنَّ الإصلاح لا يموت بموت المصلحين الذين تعرفونهم، وإنَّ الإصلاح أمانة إلهية تنتقل من صدر إلى صدر، ولا تدخل مع الميت إلى القبر، فلم يبق لكم محمل تُحملون عليه في هذه إلا محادة الحقِّ، وقد حقَّت عليكم الكلمة، ويوشك أن يأخذكم الله بعدله ...»[7]

اللهمَّ انصر دينك وأعل كلمتك واهد ضالَّ المسلمين لما تحبه وترضاه، واقصم دعاة الباطل والبدع، واخذلهم واكسر شوكتهم، إنك على شيء قدير، وبالإجابة جدير، والحمد لله رب العالمين.

كتبه: أبو سهيل محمد
ليلة الأربعاء:10 جمادى الأولى 1438ه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
[1] من مقال: نصيحة إلى صحفي.
[2] نفس المقال.
[3] من مقال: الشبهات المثارة في وجه الداعية إلى الله: دوافعها وأسباب ترويجها.
[4] [الآثار (1/276)].
[5] من خطبة ماتعة بعنوان: من أكبر الهذيان الافتراء والبهتان.
[6] من مقال في موقع راية الإصلاح: ما أشبه الليلة بالبارحة للشيخ رضا بوشامة حفظه الله.
[7] [الآثار (1/128)].

رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013