وفيك يبارك الله أخي عبد الوهاب، في الحقيقة هذا الموضوع جمعت شتاته من بعض الكتب، فألقي خطبة.
المفسدة الثامنة: إفساد العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية.
إن هوس هذه المنافسات قد اقتحم بيوتات كثير من الناس، ودخلها من غير استئذان، وعثا فيها بالإفساد وزرع الشقاق والخلاف، فكم من طلاق وقع كان سببه هذه المباريات، تجد الزوج يتعصب لفريق معين، فإذا انهزم فريقه صبَّ جام غضبه على زوجته وربما ضربها من فرط الغضب، وكم حصل بين الإخوة من مشاجرات ومضاربات بسبب اختلافهم في الفريق الذي يشجعونه، وهذا ما يطمع إليه أعداء الدين لكي يتصدع كيان الأسرة المسلمة، وتحل بالأمة النقمة.
المفسدة التاسعة: الوقوع في سب الوالدين ولعنهما.
كثيرا ما تثير هذه المنافسات السب والشتم واللعن المتبادلَ في سعار يمس بعقيدة الشاتم والمشتوم معا، فلقد اعتاد كثير من المشجعين بذاءة اللسان، ووقاحة العبارة، والتخاطب بالفحش من قذف ولعن وسباب، تارة في اللاعب، وتارة في الحاكم، وتارة فيما بينهم، مما يوقع الإنسان حتما في سب والديه، وهذا من كبائر الذنوب كما قال رَسولُ اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلّم: ((إنَّ مِن أَكبرِ الكَبائرِ أن يلعنَ الرَّجلُ والِدَيه))، قيل: يا رَسولَ اللَّه، وكيفَ يلعنُ الرَّجلُ والديه؟! قال: ((يَسُبُّ الرَّجلُ أبَا الرَّجلِ فيسُبُّ أباهُ، وَيَسبُّ أمَّه فيسبُّ أمَّه)) أخرجه البخاري.
المفسدة العاشرة: إثارة الكراهية والبغضاء والعداوة والشحناء.
زعموا أن هذه المنافسات الرياضية وسيلة لتمتين العلاقات، ولكن التاريخ يشهد والواقع يشهد بأنها ما كانت إلا مِسعر حرب ووقود فتن وفتيلاً لإشعال نيران العداوة والبغضاء، سواء بين اللاعبين أو بين مشجعي الفرق المتنافسة، ومباراة الجزائر ومصر أكبر دليل على ذلك، بل إن ضحايا ومآسي هذه المنافسات أضعاف ما يحصل من جراء تناول الخمور والمخدرات، مما يريح الصادق في معرفة حكم هذه المنافسات من عناء التأمل والنظر وجمع الأدلة، ولا يتحرج أدنى حرج من إلحاقها بحكم الخمر والميسر بجامع إثارة العداوة والبغضاء والصد عن ذكر الله تعالى وعن الصلاة.
المفسدة الحادي عشرة: كونها مرتعا خصبًا للميسر والقمار.
تتيح هذه المنافسات مجالاً واسعاً لمسابقات التخمين والقمار التي جاء الشرع بتحريمها، كالتي يشرف عليها الاتحاد العالمي لفرق كرة القدم الذي يعرف بالفيفا، والتي تقوم بمراهنات أسبوعية لنتائج المباريات لمعظم المدن الأوروبية، وتذهب إيرادات هذا الميسر الضخمة لصالح المتراهنين الفائزين، وللمؤسسات الرياضية، وللقائمين على هذا القمار الآكلين أموال الناس بالباطل.
|