منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 16 Mar 2012, 10:46 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي المرجع في الاعتقاد هو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة

بسم الله الرحمن الرحيم





المرجع في الاعتقاد هو الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة




أحمد ربي وأشكره, وأثني عليه الخير كله ولا أكفره, وأصلي وأسلم على المعلم الأول, والمرشد الأكمل, محمد بن عبد الله رسول الهداية والدلالة, علمه ربه, فكمل علمه, وأدبه ربه, فعظم خلقه (وإنك لعلى خلق عظيم), وأصلي وأسلم على الآل والأصحاب ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الجزاء, أما بعد:
إن ممَّا ثبت بالبراهين القطعيات, والآيات البيِّنات:
أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بالهدى ودين الحق, وأن القرآن يهدي للتي هي أقوم, وكان من الأصول المتفق عليها بين الصحابة والتابعين لهم بإحسان, هو الاعتصام بالكتاب والسنة في أصول الدين وفروعه, وكان القرآن هو الإمام الذي يُقتدى به, ولهذا لم يوجد أحد من السلف عارض القرآن بعقل, ورأي, وقياس, ولا بذوق, ووجد, ومكاشفة, ولا قال قد تعارض في هذا العقل والنقل, فضلاً عن أن يقول: فيجب تقديم العقل على النقل, فضلاً عن أن يقول: الأدلة النقلية لا تفيد اليقين, ولا يقبلون معارضة الآية إلاَّ بآية أخرى تُفسِّرها, أو تنسخها, أو بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم تُفسِّرها, وكانوا ما يسمون ما عارض الآية ناسخاً لها, إذ المقصود هنا أنهم كانوا متفقين على أن القرآن لا يعارضه إلاَّ قرآن, لا رأي, ومعقول, وقياس, ولا ذوق, ووجد, ومكاشفة
( انظر: مجموع الفتاوى(13/28) بتصرف).


الأدلة على هذه القاعدة كثيرة جدا منها:
قوله تعالى:( يأيها الذين ءامنوا لا تقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم )
فهذا الأصل الذي أسسه السلف رحمهم الله هو الذي أمره به سبحانه وتعالى في هذه الآية, وهو أمر لهم بما وصف به الملائكة كما قال تعالى: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا سبحنه بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) فوصفهم سبحانه بأنهم لا يسبقونه بالقول, وأنهم بأمره يعملون, فلا يخبرون عن شيء من صفاته ولا غير صفاته, إلا بعد أن يخبر سبحانه بما يُخبر به, فيكون خبرهم وقولهم تبعا لخبره وقوله, وأعمالهم تابعة لأمره فلا يعملون إلا ما أمرهم أن يعملوا, فالملائكة مصدقون بخبر ربهم, مطيعون لأمره, وقد أمر الله المؤمنين أن يكونوا مع الله ورسوله صلى الله عليه وسلم كذلك. (مجموع الفتاوى13/60) بتصرف.
قال الإمام ابن القيم ( إعلام الموقعين 2/94) : (أي لا تقولوا حتى يقول, ولا تأمروا حتى يأمر) .
وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا), وهذا النص عام يشمل كل ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم مما هو في القرآن, وبينه في سنته, سواءً كان ذلك في الاعتقادات أو غيرها.

ومن أقوال الأئمة في تقرير هذا الأصل:
قول الإمام أحمد رحمه الله :(نعبد الله بصفاته كما وصف به نفسه, قد أجمل الصفة لنفسه, ولا نتعدى القرآن والحديث, فنقول كما قال, ونصفه كما وصف نفسه, ولا نتعدى ذلك) الإبانة لابن بطة(3/326).
وقال الإمام أبو عمر ابن عبد البر المالكي رحمه الله:( ما غاب عن العيون فلا يصفه ذوو العقول إلاَّ بخبر, ولا خبر في صفات الله تعالى إلا ما وصف نفسه به في كتابه, أو على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم, فلا نتعدى ذلك إلى تشبيه أو تمثيل أو تنظير فإنه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير) التمهيد لابن عبد البر(7/463).
ويقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: (أمَّا الاعتقاد فلا يؤخذ عني ولا عمَّن هو أكبر منِّي, بل يؤخذ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم, وما أجمع عليه سلف الأمة, فما كان في القرآن وجب اعتقاده, وكذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة, مثل البخاري ومسلم) مجموع الفتاوى(3/161).
ويقول أيضا: (وأما الأمور الإلهية والمعارف الدينية, فهذه العلم فيها مأخذه عن الرسول, أعلم الخلق بها, وأرغبهم في تعريف الخلق بها, وأقدرهم على بيانها وتعريفها, فهو فوق كل أحد في العلم والقدرة والإرادة, وهذه الثلاثة بها يتم المقصود) مجموع الفتاوى(13/136).


وأما الأدلة على وجوب اتباع السلف الصالح:
فقد أمرنا الله عز وجل باتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم, واقتفاء آثارهم, وسلوك منهجهم,فقال جل وعلا:(واتَّبع سبيل من أناب إليَّ) (لقمان 15).
قال الإمام ابن القيم: (وكل من الصحابة منيب إليه, فيجب اتباع سبيله, وأقوالُه واعتقاداتُه من أكبر سبيله) إعلام الموقعين(4/168).
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه في وصيته المشهورة:
(من كان مستنا فليستن بمن قد مات, أولئك أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, كانوا خير هذه الأمة, وأبرها قلوبا, وأعمقها علماً, وأقلها تكلفا, قوم اختارهم الله لصحبة نبيه صلى الله عليه وسلم, ونقل دينه, فتشبهوا بأخلاقهم وطرائقهم, فهم كانوا على الهدى المستقيم) انظر: الشريعة للآجري(4/1685).
ويقول ابن تيمية - رحمه الله - ( مجموع الفتاوى3/157): (ثُمَّ مِنْ طَرِيقَةِ أَهْلِ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ : اتِّبَاعُ آثَارِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاطِنًا وَظَاهِرًا ، وَاتِّبَاعُ سَبِيلِ السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَاتِّبَاعُ وَصِيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيْثُ قَالَ :( عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ). وَيَعْلَمُونَ أَنَّ أَصْدَقَ الْكَلَامِ كَلَامُ اللَّهِ ، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَيُؤْثِرُونَ كَلَامَ اللَّهِ عَلَى كَلَامِ غَيْرِهِ مِنْ كَلَامِ أَصْنَافِ النَّاسِ وَيُقَدِّمُونَ هَدْيَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَدْيِ كُلِّ أَحَدٍ وَبِهَذَا سُمُّوا أَهْلَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ .
وَسُمُّوا أَهْلَ الْجَمَاعَةِ ؛ لِأَنَّ الْجَمَاعَةَ هِيَ الِاجْتِمَاعُ وَضِدُّهَا الْفُرْقَةُ ؛ وَإِنْ كَانَ لَفْظُ الْجَمَاعَةِ قَدْ صَارَ اسْمًا لِنَفْسِ الْقَوْمِ الْمُجْتَمِعِينَ ؛ " وَالْإِجْمَاعُ " هُوَ الْأَصْلُ الثَّالِثُ الَّذِي يُعْتَمَدُ عَلَيْهِ فِي الْعِلْمِ وَالدِّينِ . وَهُمْ يَزِنُونَ بِهَذِهِ الْأُصُولِ الثَّلَاثَةِ جَمِيعَ مَا عَلَيْهِ النَّاسُ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَعْمَالٍ بَاطِنَةٍ أَوْ ظَاهِرَةٍ مِمَّا لَهُ تَعَلُّقٌ بِالدِّينِ ؛ وَالْإِجْمَاعُ الَّذِي يَنْضَبِطُ : هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَفُ الصَّالِحُ ؛ إذْ بَعْدَهُمْ كَثُرَ الِاخْتِلَافُ وَانْتَشَرَتْ الْأُمَّةُ)
فهذه كلمة مختصرة أردت منها تذكير نفسي بها, ومن يطلع عليها من المسلمين,و تنبيها للغافلين, وتحذيرا لسلوك طرائق المتكلمين, الذي جعلوا عقولهم القاصرة, وآرائهم الكاسدة عمدة في باب العقائد والديانات, ونبذوا كتاب ربهم وسنة نبيهم وراء ظهورهم, فضلوا وأضلوا, ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي ; 17 Mar 2012 الساعة 05:30 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 17 Mar 2012, 06:23 AM
أبو أسامة سمير الجزائري
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بوركت أخي بوفلجة ونفع بك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 17 Mar 2012, 07:44 AM
محمد رحيل
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

بارك الله فيك على اللفتة المنهجية.
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 Mar 2012, 09:54 AM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

بوركتما وجزاكما ربي خير الجزاء.
اللهم اجعلني خيرا مما يظنون, واغفر لي ما لا يعلمون.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 Mar 2012, 11:25 AM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا على جهدك المفيد
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 17 Mar 2012, 02:45 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

بوركت أخي الفاضل أبا معاذ على المرور الطيب.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 17 Mar 2012, 07:43 PM
نقادي محمد سفيان نقادي محمد سفيان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر، تلمسان
المشاركات: 41
افتراضي

بارك الله فيك اخي بوفلجة على الفائدة القيمة الغنية بأصول نيرة...فالحمد الله الذي من علينا بنعمة الاهتداء إلى منهج أهل السنة والجماعة في الوقت الذي أصبح فيه المنتمون لذلك المنهج غرباء في الناس كغربة الإسلام بين الملل الأخرى... وأهل السنة مع غربتهم هم الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وهم الذين عناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى يأتي أمر الله. رواه مسلم. فنسأل الله الثبات حتى الممات. آمين
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 Mar 2012, 10:43 PM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي

جزاك الله خيرا أخي نقادي على هذه التتمة المختصرة المفيدة, ووفقني الله وإياك وجميع القائمين على المنتدى, والأعضاء المشاركين, وجميع من هو منتسب إلى هذا المنهج السلفي العتيق, لكل ما فيه صلاحنا في المعاش والمعاد, إنه جواد كريم.
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, المرجع في الأعتقاد, توحيد, عقيدة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013