منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 28 Dec 2011, 06:00 AM
عبد العزيز بوفلجة عبد العزيز بوفلجة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
المشاركات: 227
افتراضي ( مفهوم التوحيد ) في القرآن والسنة وفي لسان سلف الأمة


بسم الله الرحمن الرحيم






مفهوم التوحيد في القرآن والسنة, وفي لسان سلف الأمة









التوحيد اسم معظم جاءت به الأنبياء عليهم الصلاة والسلام, فمن أجله أنزلت الكتب, ولأجله خلقت الجن والإنس, وانقسم الناس فيه إلى أهل توحيد وأهل شرك وكفر, وأصحاب نعيم وأصحاب حجيم, وهو أول دعوة المرسلين, وأول منازل السائرين إلى رب العالمين, وهو آخر ما يخرج به من هذه الدار الفانية, فمن كان آخر كلامه كلمة التوحيد دخل الجنة, ومن أجل هذا وغيره عزمت على الكشف عن معناه, وتذكير الناس به, معتمدا في ذلك على القرآن الكريم, وما ورد في أحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام, وعلى ما قرر وفهمه سلف هذه الأمة, ومن تبعهم من أهل العلم والدين
فأقول مستعينا بالله ولا حول ولا قوة إلا بالله:
التوحيد في اللغة: تدور مادته حول الاختصاص والانفراد, فالتوحيد مصدر وحد يوحد توحيدا (معجم مقاييس اللغة 6/ 90).
وفي الشرع: التوحيد إذا أطلق في لسان الشارع فالمراد به إفراد الله - عزوجل - بالعبادة, وهو معنى شهادة أن لا إله إلا الله, وهو المعبر به عند أهل العلم بتوحيد الألوهية أو العبادة, ويدل على ذلك نصوص من القرآن الكريم, وأحاديث من كلام رسول رب العالمين عليه أفضل الصلاة والتسليم.
فمن القرآن الكريم: آيات بينات منها :
قوله تعالى: (وإلهكم إله واحد)
وقوله عز وجل: (وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد)
وقال أيضا: (وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون)
وغيرها من الآيات الكثيرات التي تقرر هذا المعنى وتؤكده, فإفراد الله بالتوحيد هو معنى لا إله إلا الله, وهو عبادة الله وحده لا شريك له, ويستلزم ذلك الكفر بما يعبد من دونه كما قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمة أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت).
وأما من السنة فأحاديث:
أشهرها حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه - لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وفيه: (فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله) أخرجه البخاري برقم (1458), ومسلم برقم (19)
وفي رواية أخرى عند البخاري يرقم (7372) قوله: (فليكن أول ما تدعوهم إليه أن يوحدوا الله), وفي لفظ آخر: (فادعهم إلى أن يشهدوا أن لا إله إلا الله) البخاري برقم (1496), ومسلم (19).
ومثله حديث ابن عمر - رضي الله عنه - المشهور وفيه: (بني الإسلام على خمسة: على أن يوحدوا الله) مسلم برقم (16)
وفي رواية أخرى: (بني الإسلام على خمس على أن يعبد الله ويكفر بما دونه) مسلم (16)
وفي رواية أخرى عن ابن عمر عن أبيه - رضي الله عنهما -: (بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله) مسلم (16).
فهذه كلها ألفاظ الحديث يفسر بعضها بعض, فتوحيد الله - عزوجل - هو عبادة الله, وهو معنى الشهادتين.
وهذا المفهوم الشرعي هو الذي فهمه الصحابة - رضي الله عنهم - فاستعملوه في كلامهم, ومن ذلك :
قول جابر - رضي الله - في سياق حجة النبي صلى الله عليه وسلم: (فأهل بالتوحيد: لبيك اللهم لبيك...) ففسر التوحيد بالتلبية المتضمنة لمعاني إفراد الله - عزوجل - بالألوهية ونفي الشركاء والأنداد.
وهذا المفهوم الشرعي للتوحيد هو الذي قرره أئمة السلف - رحمهم الله - وفهموه من النصوص الشرعية: فمن ذالكم :
قول إمام دار الهجرة الإمام مالك - رحمه الله -: (والتوحيد: ما قال النبي صلى الله عليه وسلم " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله, فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" فما عصم به الدم والمال فهو حقيقة التوحيد) أخرجه المقرئ في أحاديث ذم الكلام (ص 92), والهروي في ذم الكلام (4/ 283).
ففسر الإمام مالك - رحمه الله - حقيقة التوحيد بلا إله إلا إلا الله.
وسئل أبو العباس بن سريج - رحمه الله - ما التوحيد؟ قال: (توحيد أهل العلم وجماعة المسلمين: أشهد أن لا إله إلا الله ,وأن محمدا رسول الله) المقرئ في ذم الكلام (ص 86), والهروي في ذم الكلام (4/ 386).
ففسر ابن سريج التوحيد بشهادة أن لا إله إلا الله, ونسبه إلى أهل العلم وجماعة المسلمين, وهذا اتفاق منهم على هذا المفهوم الشرعي.
وقال الإمام الدارمي - رحمه الله -: (وتفسير التوحيد عند الأمة وصوابه قول لا إله إلا الله وحده لا شريك له, التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من جاء بها مخلصا دخل الجنة" " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله" من قالها فقد وحد الله) نقض الدارمي على بشر (1/ 152).
فهذا هو حقيقة التوحيد وتفسيره قد نسبه الإمام إلى الأمة, فمن قال لا إله إلا الله وأتى بشروطها وأركانها فقد وحد الله - عزوجل -.
وأما الإمام ابن تيمية - رحمه الله - فقد قرر هذا المعنى في غير ما موضع من كتبه, فمن ذالك قوله: (وأما التوحيد الذي ذكره الله في كتابه, وأنزل به كتبه, وبعث به رسله, واتفق عليه المسلمون من كل ملة, فهو كما قال الأئمة: شهادة أن لا إله إلا الله, وهو عبادة الله وحده لا شريك له) التسعينية (3/ 797)
وهذا معنى ما قرره أئمة السلف السابقين.
ومن الأئمة المعاصرين الذين قرروا هذا المعنى الشيخ محمد خليل هراس - رحمه الله -, فقد قال: (التوحيد: هو صفة الله - عزوجل -: إما أن يكون توحيد في إلهيته بمعنى: أنه الإله المعبود بحق, الذي ينبغي أن تألهه القلوب محبة وتعظيما وإجلالا وخوفا ورجاء.....- إلى أن قال-: وهذا النوع هو المتبادر من لفظ التوحيد عند إطلاقه, نظرا لأهميته, فهو التوحيد الذي دعت إليه الرسل عليهم الصلاة والسلام أممهم, وقاتلوهم عليه, وهو الذي خلق الخلق جميعا لأجله...) عقيدتنا عقيدة القرآن والسنة (ص 29).
ومن هؤلاء أيضا فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - حيث يقول:
(أما معناه شرعا: فهو إفراد الله بالعبادة, هذا هو التوحيد) إعانة المستفيد (1/ 25).
فتبين مما سبق تقريره أن حقيقة التوحيد هي إفراد الله - عزوجل - بالعبادة, فهذا هو المقصود الأصلي والشرعي من إطلاق لفظ التوحيد في الشرع, وهذا النوع متضمن لتوحيد الربوبية والأسماء والصفات
يقول ابن تيمية: (والتوحيد الذي بعث الله به رسوله, وأنزل به كتابه, هو عبادة الله وحده لا شريك له, وهو توحيد ألوهيته المتضمن توحيد ربوبيته) شرح الاصبهانية (ص 102).
فإذا تحقق هذا المعنى من التوحيد في قلب العبد المؤمن, دل على علمه واعتقاده أن الله - عزوجل - منفرد ذاتا وصفاتا وأفعالا, لا سمي له, ولا كفؤ ولا شريك شاركه في ربوبيته, وإنما كان التوحيد دالا على اعتقاد الموحد: انفراد الله بربوبيته, وكمال صفاته؛ لاستقرار العلم فطرة وعقلا أنه لا يستحق العبادة إلا الرب الخالق المالك المدبر, الكامل في صفاته, ومن انتفت في حقه هذه المعاني لم يستحق العبادة, بل عبادته من أبطل الباطل, وأظلم الظلم, وفي القرآن الكريم مواضع كثيرة لا تحصى إلا بكلفة, الاستدلال على الكفار والمشركين بما اعترفوا به وأقروا به من ربويية الرب - عزوجل - وتفرده بالملك والتدبير ونحو ذلك على إشراكهم في العبادة والتأله, فيجعل الأول دليلا على الثاني, فمن أقر بربوبية الخالق يلزمه الإقرار بألوهيته, وهذا مما يدلك أخي المسلم - رحمك الله - على أهمية توحيد العبادة والألوهية, والذي هو المقصد الشرعي الأول والأعظم من الدين.
فهذه إطلالة مهمة على مفهوم التوحيد في الشرع, تدفع بالمسلم إلى فهمه وتحقيقه والعمل بمقتضاه, والبعد عمن يضاده, حتى يفوز بخيري الدنيا والآخرة, والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ محمد مرابط ; 28 Dec 2011 الساعة 02:50 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 28 Dec 2011, 02:51 PM
أبو معاذ محمد مرابط
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرا أمتعتنا - والله -

فكلّ طالب خير وعلم محتاج لمثل هذه الدرر

وفقك الله وزادك من فضله
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 28 Dec 2011, 06:38 PM
نقادي محمد سفيان نقادي محمد سفيان غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2011
الدولة: الجزائر، تلمسان
المشاركات: 41
افتراضي

الله يحفظك أخي بوفلجة فوائد قيمة ومعاني سامية لمن يريد خيري الدنبا و لآخرة...نحتاج إلى هده الفوائد والله، خاصة فيما يخص أمور التوحيد، والله المستعان
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, التوحيدفي القرآن, توحيد, عقيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013