منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 29 Apr 2015, 09:18 AM
أبوعبد الله أحمد بن يحي أبوعبد الله أحمد بن يحي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 44
افتراضي [جديد] مداخلة الشّيخ الأزهر -حفظه الله- عبر الهاتف من المدينة في دورة وهران الموحدة

الحمد لله والصّلاة والسّلام على رسول الله وبعد

فهذة مداخلة الشّيخ الوالد الأزهر سنيقرة -حفظه الله- عبر الهاتف من المدينة النّبوية وثناؤه على الشّيخ العلاّمة ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله-

في اليوم السّادس من الدورة: الثلاثاء 09/07/1436 هـ الموافق لـ 28/04/2015 مـ
دورة وهران العلمية الثانية تحت شعار "ما لم يكن يومئذ دينًا فلن يكون اليوم دينًا" شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري

تحميل المادة من هنا:

http://cdn.top4top.net/d_36e0e17f521.mp3

منقول من حساب الأخ أبو أمامة محمد الجزائري‎ في الفايسبوك

التَّفريغ


إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ مُحمَّدَّا عبده ورسوله.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[آل عمران: 102].
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"[النِّساء: 1].
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً"[الأحزاب: 70 و71]. أمَّا بعد:
فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ مُحمَّد صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، وشرَّ الأُمور مُحدثاتُها، وكُلَّ مُحدثة بدعةٌ، وكُلَّ بدعة ضلالةٌ. ثُمَّ أمَّا بعد:
فالسَّلام عليكم ورحمة اللهُ وبركاته...

إخواني الحضور، فقد رغبتُ في مُشاركتكم .... الَّذي أسأل اللهَ تبارك وتعالى أنْ يُبارك في القائمين عليه مِن المُشاركين مِن مشايخنا الكِرام، ومِن الحُضور مِن أبنائنا وطلبتِنا، وأنْ يُبارك اللهُ جلَّ وعلا في الجميع، ويحفظ بلدنا بِسُنَّة نبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام. وإنْ كُنتُ بعيدًا عن بلدي، وعن إخواني، وجوُّكم؛ هذا الجوُّ العلميِّ هو الجوُّ الَّذي نجدُ فيه أنفسنا، وهو الجوُّ الَّذي نرتاح فيه ونرتاح إليه، نرتاح لأنْ نكون مع إخواننا الطَّيِّبين المُباركين الَّذين جمعنا اللهُ تبارك وتعالى بهم جميعًا على هذا المنهج القويم، على سُنَّة نبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام، على حُبِّها وتعظيمها؛ وهذا مِن حبِّنا لصاحبها، وتعظيمنا له، وتعلُّمها والدَّعوة إليها، ونشرها في النَّاس جميعًا؛ لأنَّنا نعتقدُ الاعتقاد الجازم أنَّ نجاةَ النَّاس في سُنَّة النَّبيِّ الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام، وأنَّها ـ والله ـ كما قال إمامُ دار الهجرة الإمام مالك عليه رحمة الله تبارك وتعالى، كما روى هذا عنه تلميذُه البارُّ ابن وهْب رحمة اللهُ تبارك وتعالى عليه، قال: كنتُ عند مالك فذُكِرتْ السُّنَّة، فقال عليه رحمة الله: "السُّنَّة سفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومَن تخلَّف عنها غرق".
نسأل اللهَ تبارك وتعالى أنْ يجعلنا مِن النَّاجِين في هذه الدُّنيا، وأنْ يُسعدنا يوم القيامة بمُرافقة حبيبنا ونبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام.

أشكر إخواني في احتيارهم لهذا الموضوع، موضوع هذه الدَّورة المُباركة المُتعلِّق بـ:

كتاب الفتنِّ مِن صحيح الإمام البُخاريِّ

وأنا كانتْ لي قراءة خاصَّة في هذا الاختِيار المُوفَّق مِن جهتيْن اثنتيْن:

الجهة الأولى: موضوع الفتنِّ، ونحنُ نعيشها كما وصفها نبيُّنا عليه الصَّلاة والسَّلام الصَّادق المصدُوق ـ بأبي هو وأُمِّي ـ، كما وصفها تمُوج موج البحر، وكما وصفها كذلك كقِطع اللَّيل المُظلم، وكما وصفها كذلك أنَّها تتتابع؛ تأتي الواحدةُ تِلو الأُخرى، وتشتدُّ على هذه الأُمَّة، ولا نجاة إلاَّ بالاعتِصام بالعِصمة: الاعتِّصام بكتاب الله وبسُنَّة رسُول الله صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، كما قال الإمام مالك ذلك في وصيَّة له عظيمة غالية، قال: "الزمْ ما قالهُ رسُولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّة الوداع" : "أمران تركتهما لن تضلُّوا ما تمسَّكتم بهما: كتاب الله وسُنَّة نبيِّه عليه الصَّلاة والسَّلام، أوصيكم بتقوى الله والسَّمع والطَّاعة ـ كما قال عليه الصَّلاة والسَّلام ـ ومَن يعِش مِنكم مِن بعدي فسيرى اختِلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلفاء الرَّاشدِين المَهديِّين مِن بعدي".

القراءة الأُولى قُلتُ: تتضمَّنُ موضوع الفتنِّ، وحاجة النَّاس إلى الحذر مِنها، وتَوقِّيها، واجتِنابها.
هذا الحذر الَّذي يكون بالنَّظرة الشَّرعيَّة، ويكون بلُزُوم السُّنَّة النَّبويَّة، ويكون باللُّجوء إلى العِصمة الَّتي أمرنا ربُّنا تبارك وتعالى باللُّجوء إليها والتَّمسُّك بها حتَّى نلقاهُ ونحنُ على هذا الحال.

الأمر الثَّاني: مُتعلِّقٌ باختِيارِكم ـ جزاكم اللهُ خيرًا ـ كتابَ الإمام البُخاريِّ عليه رحمة الله أمير المُؤمِنين في الحديث، هذا الكتاب الَّذي أجمع عُلماء هذه الأُمَّة على أنَّه أصحُّ كتابٍ بعد كتاب الله، وهو الكتاب الَّذي اجتمعتْ عليه كلمةُ عُلماء هذه الأُمَّة، هذا الكتاب العظيم الَّذي دوَّنه هذا الإمام المُبجَّل، الَّذي أفنى عُمرَهُ في جمع أحاديثه حديثًا حديثًا، وقد أجاد إجادة ما عُرِف نظيرًا لها لا مِن قبلِه ولا مِن بعده، صحيح الإمام البُخاريِّ الَّذي وصلتهُ الأيدي العابثةُ، وأخذ بعضٌ مِن بني جلدتِنا ويتكلَّمون بألسنتنا يلُوكون تلك الألسن بالنَّيْل مِن هذا الكتاب، ومِن صاحبه، وبمُحاولة التَّشكيك في مُحتوَياته؛ وهذه مُحاوَلات عابثةٌ، قد جرَّبها مَن قبلهم مِن الأشرار، مِن الزَّنادقة، والرَّوافض وغيرِهم، ولكن ما أفلحُوا؛ اللهُ جلَّ وعلا غالبٌ على أمرِه ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمُون، اللهُ عزَّ وجلَّ أكرمنا بأنْ أنزل علينا هذا الكتاب على هذا النَّبيِّ الكريم، أنزل علينا كتابَه الَّذي لا يأْتِيه الباطلُ مِن بين يديْه ولا مِن خلفِه على قلبِ هذا النَّبيِّ الكريم، هذا النَّبيُّ المُصطفى الَّذي أكرمنا اللهُ، ومَنَّ اللهُ جلَّ وعلا علينا ببعثتِهِ فينا "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"[آل عمران: 164].

أستسمحُ إخواني ولا أُطيل عليكم، أردتُها مُداخلة تكون مُشاركة وإنْ كُنَّا غِبنا عنكم بأنفسنا، فإنَّنا ـ والله، واللهُ عالمٌ بحالنا ـ معكم بأنفاسِنا؛ ندعو لكم بأن يُوفِّقكم اللهُ جلَّ وعلا جميعًا، أدعو لإخواني المُشاركين مِن مشايخنا، مِن أحبَّةٍ كرامٍ أنْ يُوفِّقهم اللهُ جلَّ وعلا، وأنْ يُسدِّدَهم، ولأبنائنا وطلبتِنا مِن الحُضور أنْ ينفعهم الله تبارك وتعالى؛ لأنَّ أعداءنا يتربَّصُون بنا الدَّوائر مِن كُلِّ جانبٍ، أعداء سُنَّة النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الرَّوافض وهُم بين أظهركم في بلْدتكُم.

أسأل اللهَ جلَّ وعلا أنْ يُطهِّرها مِن رِجزِهم، وخُبثِهم، ومِن غيرِهم مِن أولئك الَّذين يتربَّصُون بالسَّلفيِّين وأهلها، ويتتبَّعُون في عورات أصحابها، يُريدُون أنْ يُشكِّكُوا شبابنا في هذا المنهج القويم، وأنْ يصدُّوهم وأنْ يصرِفُوهم عن العُلماء الرَّبانيِّين، ولكن هيهات!

أُبشِّرِكم! شيخنا حفظه اللهُ جلَّ وعلا الشَّيخ ربيع قد عاد إلى دُرُوسه ومجالسه العلميَّة في شرح صحيح الإمام مُسلمٍ في مسجد مِن مساجد مدينة النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام، وحضرتُ درس البارحة، وكان المسجدُ غاصًا بأهلِه، بشباب المدينة مِن كُلِّ الأجناس مِن المغرب والمشرق، ومِن الأعاجم والعرب، كُلُّهم يجتمِعون على سُنَّة النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام على هذا الرَّجل الهُمام، على إمام مِن أئمَّة السُّنَّة في هذا الزَّمان، هذا الإمام الَّذي أقضَّ مضاجع المُبتدعة والحاقدين عن السُّنَّة وأهلها.
نسأل اللهَ جلَّ وعلا أنْ يُبارك في عُمرِه، وأنْ يُسدِّدَه وأنْ يُوفِّقه للخير كُلِّه إنَّه سميعٌ مُجيبٌ.

ولا أُطيل عليكم إخواني الكِرام وأبنائي الأعِزَّة، وأُوصيكم بهاته الكلمات:

أُوصيكم أوَّلاَ بتقوى الله تبارك وتعالى في السِّرِّ والعلانية، وأنْ تُخلِصُوا لله جلَّ وعلا في أعمالكم كُلِّها، وأنْ تعلمُوا علم اليقين أنَّ أجلَّ الأعمال وأفضل الطَّاعات والقُرُبات عند ربِّ البَريَّات هو طلب العلم، قال سُفيان الثَّوريِّ عليه رحمة الله : "ما علمتُ بعد النُّبُوَّة أفضل مِن طلب العلم"، بثُّه ونشرُه بين النَّاس، بين الرَّاغبين فيه، والمُحبِّين له، وأنتم كذلك أحسبُكم والله حسيبكم، ما دام أنَّكم اجتمعتم وأتيتم مِن المناطق كُلِّها لا لشيءٍ إلاَّ لتحضروا مجالس علم يُتلى فيها كتاب الله تبارك وتعالى، وتسمعون فيها أحاديث نبيّكم عليه الصَّلاة والسَّلام.

أُوصيكم كذلك بالتَّواضع لبعضكم بعضًا، بالتَّواضع أوَّلا في العلم وللعلم؛ لأنَّ العلمَ يُربِّي أهلَه، ويُزكِّي نُفوسَهم، يُربِّيهم على تلك الصِّفات والأخلاق الطَّيِّبة المُباركة؛ ولهذا كان على رأس هذه الصِّفات كُلِّها خَشية الله..


التعديل الأخير تم بواسطة أبو يحيى صهيب ; 30 Apr 2015 الساعة 02:47 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 29 Apr 2015, 12:43 PM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي

بارك الله فيك واحسن إليك
وحفظ الله الشيخ الوالد الإمام
ابي عبد الله لزهر سنيقرة
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 Apr 2015, 01:23 PM
أبوأمامه محمد يانس أبوأمامه محمد يانس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 372
افتراضي

بارك الله فيك أخي أحمد

كانت مداخلة نافعة ومؤثرة على وجازتها تنبيء على مكانة شيخنا ووالدنا العلمية الرفيعة ورسوخه في ذلك

اشتملت على وصايا تكتب بماء العينين

ولقد اغتبط بها الشيخ عبد الحكيم حفظه الله والإخوة الحضور جدا

فحفظ الله الشيخ الوالد لزهر سنيقرة ونفع به وأدامه شوكة في حلوق المخذلين والمخالفين

التعديل الأخير تم بواسطة أبوأمامه محمد يانس ; 29 Apr 2015 الساعة 01:39 PM
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 Apr 2015, 02:17 PM
أبو عاصم محمد الفاضل أبو عاصم محمد الفاضل غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 14
افتراضي

جزاكم الله خيرًا، كلمة وجيزة ومؤثِّرة، فجزى الله الشَّيخ الأزهر خيرًا ونفع به..
التَّفريغ


إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله مِن شرور أنفسنا وسيِّئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مُضلَّ له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ مُحمَّدَّا عبده ورسوله.

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ"[آل عمران: 102].
"يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً"[النِّساء: 1].
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً"[الأحزاب: 70 و71]. أمَّا بعد:
فإنَّ أصدقَ الحديث كتابُ الله تعالى، وخيرَ الهدي هديُ مُحمَّد صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، وشرَّ الأُمور مُحدثاتُها، وكُلَّ مُحدثة بدعةٌ، وكُلَّ بدعة ضلالةٌ. ثُمَّ أمَّا بعد:
فالسَّلام عليكم ورحمة اللهُ وبركاته...

إخواني الحضور، فقد رغبتُ في مُشاركتكم .... الَّذي أسأل اللهَ تبارك وتعالى أنْ يُبارك في القائمين عليه مِن المُشاركين مِن مشايخنا الكِرام، ومِن الحُضور مِن أبنائنا وطلبتِنا، وأنْ يُبارك اللهُ جلَّ وعلا في الجميع، ويحفظ بلدنا بِسُنَّة نبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام. وإنْ كُنتُ بعيدًا عن بلدي، وعن إخواني، وجوُّكم؛ هذا الجوُّ العلميِّ هو الجوُّ الَّذي نجدُ فيه أنفسنا، وهو الجوُّ الَّذي نرتاح فيه ونرتاح إليه، نرتاح لأنْ نكون مع إخواننا الطَّيِّبين المُباركين الَّذين جمعنا اللهُ تبارك وتعالى بهم جميعًا على هذا المنهج القويم، على سُنَّة نبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام، على حُبِّها وتعظيمها؛ وهذا مِن حبِّنا لصاحبها، وتعظيمنا له، وتعلُّمها والدَّعوة إليها، ونشرها في النَّاس جميعًا؛ لأنَّنا نعتقدُ الاعتقاد الجازم أنَّ نجاةَ النَّاس في سُنَّة النَّبيِّ الكريم عليه الصَّلاة والسَّلام، وأنَّها ـ والله ـ كما قال إمامُ دار الهجرة الإمام مالك عليه رحمة الله تبارك وتعالى، كما روى هذا عنه تلميذُه البارُّ ابن وهْب رحمة اللهُ تبارك وتعالى عليه، قال: كنتُ عند مالك فذُكِرتْ السُّنَّة، فقال عليه رحمة الله: "السُّنَّة سفينة نوح، مَن ركبها نجا، ومَن تخلَّف عنها غرق".
نسأل اللهَ تبارك وتعالى أنْ يجعلنا مِن النَّاجِين في هذه الدُّنيا، وأنْ يُسعدنا يوم القيامة بمُرافقة حبيبنا ونبيِّنا عليه الصَّلاة والسَّلام.

أشكر إخواني في احتيارهم لهذا الموضوع، موضوع هذه الدَّورة المُباركة المُتعلِّق بـ:

كتاب الفتنِّ مِن صحيح الإمام البُخاريِّ

وأنا كانتْ لي قراءة خاصَّة في هذا الاختِيار المُوفَّق مِن جهتيْن اثنتيْن:

الجهة الأولى: موضوع الفتنِّ، ونحنُ نعيشها كما وصفها نبيُّنا عليه الصَّلاة والسَّلام الصَّادق المصدُوق ـ بأبي هو وأُمِّي ـ، كما وصفها تمُوج موج البحر، وكما وصفها كذلك كقِطع اللَّيل المُظلم، وكما وصفها كذلك أنَّها تتتابع؛ تأتي الواحدةُ تِلو الأُخرى، وتشتدُّ على هذه الأُمَّة، ولا نجاة إلاَّ بالاعتِصام بالعِصمة: الاعتِّصام بكتاب الله وبسُنَّة رسُول الله صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وسلَّم، كما قال الإمام مالك ذلك في وصيَّة له عظيمة غالية، قال: "الزمْ ما قالهُ رسُولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في حجَّة الوداع" : "أمران تركتهما لن تضلُّوا ما تمسَّكتم بهما: كتاب الله وسُنَّة نبيِّه عليه الصَّلاة والسَّلام، أوصيكم بتقوى الله والسَّمع والطَّاعة ـ كما قال عليه الصَّلاة والسَّلام ـ ومَن يعِش مِنكم مِن بعدي فسيرى اختِلافًا كثيرًا؛ فعليكم بسُنَّتي وسُنَّة الخُلفاء الرَّاشدِين المَهديِّين مِن بعدي".

القراءة الأُولى قُلتُ: تتضمَّنُ موضوع الفتنِّ، وحاجة النَّاس إلى الحذر مِنها، وتَوقِّيها، واجتِنابها.
هذا الحذر الَّذي يكون بالنَّظرة الشَّرعيَّة، ويكون بلُزُوم السُّنَّة النَّبويَّة، ويكون باللُّجوء إلى العِصمة الَّتي أمرنا ربُّنا تبارك وتعالى باللُّجوء إليها والتَّمسُّك بها حتَّى نلقاهُ ونحنُ على هذا الحال.

الأمر الثَّاني: مُتعلِّقٌ باختِيارِكم ـ جزاكم اللهُ خيرًا ـ كتابَ الإمام البُخاريِّ عليه رحمة الله أمير المُؤمِنين في الحديث، هذا الكتاب الَّذي أجمع عُلماء هذه الأُمَّة على أنَّه أصحُّ كتابٍ بعد كتاب الله، وهو الكتاب الَّذي اجتمعتْ عليه كلمةُ عُلماء هذه الأُمَّة، هذا الكتاب العظيم الَّذي دوَّنه هذا الإمام المُبجَّل، الَّذي أفنى عُمرَهُ في جمع أحاديثه حديثًا حديثًا، وقد أجاد إجادة ما عُرِف نظيرًا لها لا مِن قبلِه ولا مِن بعده، صحيح الإمام البُخاريِّ الَّذي وصلتهُ الأيدي العابثةُ، وأخذ بعضٌ مِن بني جلدتِنا ويتكلَّمون بألسنتنا يلُوكون تلك الألسن بالنَّيْل مِن هذا الكتاب، ومِن صاحبه، وبمُحاولة التَّشكيك في مُحتوَياته؛ وهذه مُحاوَلات عابثةٌ، قد جرَّبها مَن قبلهم مِن الأشرار، مِن الزَّنادقة، والرَّوافض وغيرِهم، ولكن ما أفلحُوا؛ اللهُ جلَّ وعلا غالبٌ على أمرِه ولكنَّ أكثر النَّاس لا يعلمُون، اللهُ عزَّ وجلَّ أكرمنا بأنْ أنزل علينا هذا الكتاب على هذا النَّبيِّ الكريم، أنزل علينا كتابَه الَّذي لا يأْتِيه الباطلُ مِن بين يديْه ولا مِن خلفِه على قلبِ هذا النَّبيِّ الكريم، هذا النَّبيُّ المُصطفى الَّذي أكرمنا اللهُ، ومَنَّ اللهُ جلَّ وعلا علينا ببعثتِهِ فينا "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ"[آل عمران: 164].

أستسمحُ إخواني ولا أُطيل عليكم، أردتُها مُداخلة تكون مُشاركة وإنْ كُنَّا غِبنا عنكم بأنفسنا، فإنَّنا ـ والله، واللهُ عالمٌ بحالنا ـ معكم بأنفاسِنا؛ ندعو لكم بأن يُوفِّقكم اللهُ جلَّ وعلا جميعًا، أدعو لإخواني المُشاركين مِن مشايخنا، مِن أحبَّةٍ كرامٍ أنْ يُوفِّقهم اللهُ جلَّ وعلا، وأنْ يُسدِّدَهم، ولأبنائنا وطلبتِنا مِن الحُضور أنْ ينفعهم الله تبارك وتعالى؛ لأنَّ أعداءنا يتربَّصُون بنا الدَّوائر مِن كُلِّ جانبٍ، أعداء سُنَّة النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن الرَّوافض وهُم بين أظهركم في بلْدتكُم.

أسأل اللهَ جلَّ وعلا أنْ يُطهِّرها مِن رِجزِهم، وخُبثِهم، ومِن غيرِهم مِن أولئك الَّذين يتربَّصُون بالسَّلفيِّين وأهلها، ويتتبَّعُون في عورات أصحابها، يُريدُون أنْ يُشكِّكُوا شبابنا في هذا المنهج القويم، وأنْ يصدُّوهم وأنْ يصرِفُوهم عن العُلماء الرَّبانيِّين، ولكن هيهات!

أُبشِّرِكم! شيخنا حفظه اللهُ جلَّ وعلا الشَّيخ ربيع قد عاد إلى دُرُوسه ومجالسه العلميَّة في شرح صحيح الإمام مُسلمٍ في مسجد مِن مساجد مدينة النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام، وحضرتُ درس البارحة، وكان المسجدُ غاصًا بأهلِه، بشباب المدينة مِن كُلِّ الأجناس مِن المغرب والمشرق، ومِن الأعاجم والعرب، كُلُّهم يجتمِعون على سُنَّة النَّبيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام على هذا الرَّجل الهُمام، على إمام مِن أئمَّة السُّنَّة في هذا الزَّمان، هذا الإمام الَّذي أقضَّ مضاجع المُبتدعة والحاقدين عن السُّنَّة وأهلها.
نسأل اللهَ جلَّ وعلا أنْ يُبارك في عُمرِه، وأنْ يُسدِّدَه وأنْ يُوفِّقه للخير كُلِّه إنَّه سميعٌ مُجيبٌ.

ولا أُطيل عليكم إخواني الكِرام وأبنائي الأعِزَّة، وأُوصيكم بهاته الكلمات:

أُوصيكم أوَّلاَ بتقوى الله تبارك وتعالى في السِّرِّ والعلانية، وأنْ تُخلِصُوا لله جلَّ وعلا في أعمالكم كُلِّها، وأنْ تعلمُوا علم اليقين أنَّ أجلَّ الأعمال وأفضل الطَّاعات والقُرُبات عند ربِّ البَريَّات هو طلب العلم، قال سُفيان الثَّوريِّ عليه رحمة الله : "ما علمتُ بعد النُّبُوَّة أفضل مِن طلب العلم"، بثُّه ونشرُه بين النَّاس، بين الرَّاغبين فيه، والمُحبِّين له، وأنتم كذلك أحسبُكم والله حسيبكم، ما دام أنَّكم اجتمعتم وأتيتم مِن المناطق كُلِّها لا لشيءٍ إلاَّ لتحضروا مجالس علم يُتلى فيها كتاب الله تبارك وتعالى، وتسمعون فيها أحاديث نبيّكم عليه الصَّلاة والسَّلام.

أُوصيكم كذلك بالتَّواضع لبعضكم بعضًا، بالتَّواضع أوَّلا في العلم وللعلم؛ لأنَّ العلمَ يُربِّي أهلَه، ويُزكِّي نُفوسَهم، يُربِّيهم على تلك الصِّفات والأخلاق الطَّيِّبة المُباركة؛ ولهذا كان على رأس هذه الصِّفات كُلِّها خَشية الله..

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عاصم محمد الفاضل ; 30 Apr 2015 الساعة 12:35 PM
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 30 Apr 2015, 12:08 PM
أبوعبد الله أحمد بن يحي أبوعبد الله أحمد بن يحي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2012
المشاركات: 44
افتراضي

وفيكم بارك الله وجزاكم الله خيرا
وأحسن الله إلى أخي أبي عاصم محمد ووفقه لكل خير ونفع بتفريغه للصوتية
وحفظ الله شيخنا الوالد الأزهر سنيقرة ومشايخنا الأفاضل وبارك في جهودهم ونفع بهم البلاد والعباد.
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 Apr 2015, 02:56 PM
أبو ميمونة منور عشيش أبو ميمونة منور عشيش غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
الدولة: أم البواقي / الجزائر
المشاركات: 582
افتراضي شكر.

جزاكم الله خيرا، وحفظ الله مشايخنا جميعا.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 30 Apr 2015, 04:25 PM
أبو عبد الرحمن أسامة أبو عبد الرحمن أسامة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2011
المشاركات: 509
افتراضي

جزاكُمُ اللهُ خيرًا على الصّوتيَّة، وبارك فيك أخي الحبيب محمد الفاضل على تفريغك الطّيِّب

أسألُ الله أن يحفظ شيخنا، وأن يُبارك في عِلْمه وعُمره ..
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 30 Apr 2015, 04:57 PM
أبو الحارث وليد الجزائري أبو الحارث وليد الجزائري غير متواجد حالياً
وفقه الله وغفر له
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الجزائر
المشاركات: 473
إرسال رسالة عبر Skype إلى أبو الحارث وليد الجزائري
افتراضي

بارك الله في الشّيخ الفاضل أبي عبد الله، وأجزل له المثوبة لحرصه على نَفع إخوانه.
وبَارك الله في الأخ صَاحب الموضُوع والمفرغ وأحسَن الله لهما.
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 30 Apr 2015, 05:56 PM
أبو هريرة موسى بختي أبو هريرة موسى بختي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Dec 2014
الدولة: بلدية سيدي عيسى ولاية (المسيلة) حرسها الله بالتوحيد و السنة
المشاركات: 1,318
افتراضي

بارك الله فيك، وحفظ الله شيخنا من كل سوء
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 02 May 2015, 10:59 PM
خالد أبو أنس خالد أبو أنس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2014
الدولة: الجزائر/بومرداس/أولادموسى
المشاركات: 468
افتراضي

بارك الله في الشيخ أبي عبد الله خير الجزاء, ووالله إنها مداخلة فيها وصية نافعة ونصيحة غالية أسأل الله عزوجل أن تجد آذانا صاغية وقلوبا واعية .
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 03 May 2015, 06:05 PM
مصباح عنانة مصباح عنانة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2011
الدولة: أم البواقي
المشاركات: 220
افتراضي

جزاكم الله خيرا على هذه النّقولات الطّيبة النّافعة عن مشايخنا الأفاضل الذين أسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظهم ويرفع أقدارهم ويمدّ في أعمارهم في مرضاته عزّ وجلّ
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الشيخ، الأزهر، مداخلة

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013