قال الإمام أحمد_رحمه الله_(لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة)
يقول الإمام أحمد-رحمه الله-وهو يخاطب أهل السنة والجماعة:(لا تجالسوا أهل الكلام وإن ذبوا عن السنة)
علق على هذا الأثر العلامة محمدأمان جامي-رحمه الله-:هذا الإمام أحمد يوجه نصيحته الغالية إلى أهل السنة عامة،وإلى طلاب العلم خاصة،بعدم مجالسة أهل الكلام والمتصوفة وجميع أهل البدع المعروفين ببدعتهم.
فعلى طلاب العلم في هذا العصر،وقد ظهر التساهل أو عدم المبالاة في مجالسة أهل البدع ومجاملتهم:أن يعيدوا النظر في موقفهم المتساهل الذي يدل على ضعف الغيرة وعدم المبالاة بالمنكر والبدع،عملا بنصيحة إمام أهل السنة وقامع البدع الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله ورضي عنه-وأن يختاروا لأنفسهم من يجلسون إليهم من الأساتذة والمشايخ الذي يرضون عقيدتهم وأخلاقهم وصدق تمسكهم للسنة،ليطلبوا العلم على أيديهم،فليحذروا المبتدعة من أهل الكلام والمتصوفة،ومن الروافض،وغيرهم،خشية أن يتأثروا ببدعتهم،فتفسد عقيدتهم،وهم لا يزالون غير ناصحين.
ولا يختلف اثنان في أن للأستاذ تأثيرا ملموسا في تلميذه إذ لازمه مدة طويلة،وأقل مايصاب به الطالب الذي يطلب العلم على أيدي المبتدعة أن تخرج من قلبه كراهة البدع والمعاصي والمخالفات،ويفقد واجب الحب في الله،والبغض في الله،ولا يبالي جلس سنيا أو مبتدعا،وإنما الحكم عنده لما يظنه مصلحة للدعوة،يدور معه حيث دار،والله المستعان،وذلك من علامات مرض القلب الذي يؤدي إلى نوع من النفاق،عياذا بالله.
هذا بإيجاز مايستفاد من هذه النصيحة الغالية من إمام عظيم مجرب -رحمه الله-
من كتاب مجموع رسائل محمد أمان الجامي_رحمه الله_
|