منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام » ركن الخطب المنبريّة والدروس العلمية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 Nov 2016, 10:30 PM
أبو الرميصاء مصطفى قلي أبو الرميصاء مصطفى قلي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2016
المشاركات: 56
افتراضي تفريغ لخطبة بعنوان: " ظاهرة إيقاف السيارات وسط الطريق " لفضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود - حفظه الله -



• الحمد لله، والصَّلاة والسَّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اتَّبع هداه. أمَّا بعدُ:
• فهذا تفريغ لخُطبة جمعة :۱۸ من صفر ١٤٣٨ هـ
• لفضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود - حفظه الله -
• المكان : مسجد الرحمة العتيق برج الكيفان فردلو الجزائر
• تحت عنوان : ظاهرة إيقاف السيارات وسط الطريق

الخطبة الأولى:

إن الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذُ بالله مِن شرور أنفسنا ومِن سيئات أعمالنا، مَن يهده اللهُ فلا مضل له، ومَن يُضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل عمران:١٠٢].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾ [النساء:١].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: ٧٠-٧١].

أمّا بعدُ:
فإن خير الكلام كلام الله، وأحسن الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -، وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثة بدعة وكلَّ بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.

من العادات السلبية القبيحة التي انتشرت بين الناس اليوم أنك تجد أحدهم يسير بسيارته ويوقفها وسط الطريق أو عن جانبه في غير المكان المخصص لذلك فيؤذي إخوانه ويسبب زحمةً وتعطيلاً لمصالح الناس والويل لك إن كلمته أو نبهته كأن الطريق ملكه كأنه في بيته يفعل ما يشاء فهذه ظاهرة سلبية نعيشها يومياً فليعلم صاحبنا أنه قد وقع في عدة مخالفات.
الأولى: أنه لم يعطي حق الطريق.
الثانية: أنه آذى الناس.
الثالثة: أنه تسبب في أضرارٍ كثيرة.
والرابعة: أنه خالف قوانين المرور وإشاراته التي وضعت لمصلحة الناس.
أما المخالفة الأولى فهو حق الطريق فالإسلام أعطى كلَّ شيء حقه فقد روى البخاري ومسلم من حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:" إياكم والجلوس في الطرقات"، قالوا: يا رسول الله ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، فقال عليه الصلاة والسلام: "فإن أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه". انظر إلى هذا التشريع الصالح المصلح للبشر، "فأعطوا الطريق حقه" قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال:"غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر".، فجعل - عليه الصلاة والسلام - من حق الطريق "كف الأذى" وكف الأذى هو منعه والأذى هو كل ما يصل للإنسان أو للحيوان من ضرر ومكروه في ماله أو في بدنه أو في نفسه فالذي يفعل هذا الفعل يوقف سيارته وقد يكون داخل السيارة وقد يخرج منها فالثانية من هذا التوقف تسبب الزحمة واضطراب الناس وربما يسبب السب والشتم والضرب إلى غير ذلك من المفاسد التي لا تخفى عليكم والأذى نوعان قولي وفعلي فالأذى القولي بالسب والشتم والغيبة والنميمة والطعن ونحو ذلك، وبالفعل بالضرب وبمثل هذا الفعل الشنيع بعض الناس فيهم أنانية لا يحب إلا نفسه لا يسعى إلا في مصالحه مايهموهش الناس المخالفة الثانية أنه آذى الناس لأن أي واحد لا يرضى بهذا الفعل إذا كنت خلف هذا الرجل و قد أوقف سيارته لا شك أنك تغضب ولا ترضى بهذا الفعل حتى ولو كنت تعمل مثله إذَّن هذه إذاية ومن صفات المسلم حقَّا أنه لا يؤذي الناس لا بقوله ولا بفعله قال تعالى: ﴿وقولوا لِلنّاسِ حسْنًا﴾[ البقرة:٨٣]، وقال: ﴿واعْبدوا اللّه ولا تشْرِكوا بِهِ شيْئًا وبِالْوالِديْنِ إِحْسانًا وبِذِي الْقرْبىٰ والْيتامىٰ والْمساكِينِ والْجارِ ذِي الْقرْبىٰ والْجارِ الْجنبِ والصّاحِبِ بِالْجنْبِ وابْنِ السّبِيلِ وما ملكتْ أيْمانكمْ إِنّ اللّه لا يحِبّ منْ كان مخْتالًا فخورًا﴾[ النساء:٣٦].
وفي الصحيحين قال - عليه الصلاة والسلام - "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده"، فالسلامة من أذى اليد واللسان فرض واجب يسلم المسلمون من لسانك ويدك وفعلك القبيح لا تؤذيهم في أموالهم وأعراضهم ودمائهم وطرقهم، روى الترمذي عن الإمام عبد الله بن المبارك - رحمه الله - أنه سُأل عن معنى حسن الخلق فقال:"بسط الوجه، وبذل المعروف، وكف الأذى". هذا هو حسن الخلق، أن لا تؤذي الناس أن تبذل لهم معروفك وقد وصف الله - جل وعلا - أهل الجنة ببذل المعروف وكف الأذى، وصف المتقين بذلك بقوله: ﴿وسارِعوا إِلىٰ مغْفِرةٍ مِنْ ربِّكمْ وجنّةٍ عرْضها السّماوات والْأرْض أعِدّتْ لِلْمتّقِين * الّذِين ينْفِقون فِي السّرّاءِ والضّرّاءِ والْكاظِمِين الْغيْظ والْعافِين عنِ النّاسِ واللّه يحِبّ الْمحْسِنِين﴾[ آل عمران:١٣٣-١٤٣]، ﴿الّذِين ينْفِقون فِي السّرّاءِ والضّرّاءِ﴾ هذا بذل للمعروف، ﴿والْكاظِمِين الْغيْظ والْعافِين عنِ النّاسِ﴾ كف للأذى إذا غضبوا لا يتبعون إلى ما يدعوا له الغضب بل يكظمون غيظهم ويمسكون غضبهم ابتغاء وجه ربهم - جل وعلا - كما وصف أهل النار بالأذى أنهم يؤذون المؤمنين والمؤمنات كما وصف امرأة أبي لهب في قوله - جلا وعلا - ﴿تبّتْ يدا أبِي لهبٍ وتبّ * ما أغْنىٰ عنْه ماله وما كسب * سيصْلىٰ نارًا ذات لهبٍ * وامْرأته حمّالة الْحطبِ﴾[ المسد:٣] للعلماء المفسرين قولان أنها كانت تحمل الشوك وتضعه في طريق النبي - عليه الصلاة والسلام - وأصحابه الكرام وقال بعضهم كانت تمشي بالنميمة واستظهر الأول ابن جرير الطبري - رحمه الله - ولا مانع من حمل الآية على المعنيين فكانت تؤذي قولاً وفعلَّ وقال - عزوجل -:﴿والّذِين يؤْذون الْمؤْمِنِين والْمؤْمِناتِ بِغيْرِ ما اكْتسبوا فقدِ احْتملوا بهْتانًا وإِثْمًا مبِينًا﴾[ الأحزاب:٥٨]، هذا في الافتراء والكذب عن المؤمنين والمؤمنات، وروى الطبراني في الكبير بإسناد حسن أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "من آذى المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم"، أي: حقت عليه لعنتهم، هو الذي تسبب في ذلك، ويذكرون هذا الحديث في باب التبول والتغوط في طرق الناس يدخل في قوله آذى المسلمين كل أنواع الأذى.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم


الخطبة الثانية:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن اتبع هداه.

المخالفة الثالثة أنه يتسبب في أضرار ومفاسد كثيرة منها مضايقة الناس ومنها إزعاجهم ومنها السب والشتم الذي يقع بين الناس ومنها تعطيل حركة المرور ومنها التضارب الذي يقع بين الناس والتقاتل واللعن فهذه المفاسد كان سبباً فيها هذا الذي أوقف سيارته في وسط الطريق فعطل مصالح الناس وأدخل عليهم الضرر والأذى وتسبب في التقاتل والتناحر والله - جل وعلا - يقول: ﴿وتعاونوا على الْبِرِّ والتّقْوىٰ ولا تعاونوا على الْإِثْمِ والْعدْوانِ﴾[ المائدة:٢]، وقال: ﴿إِنّما الْمؤْمِنون إِخْوةٌ فأصْلِحوا بيْن أخويْكمْ﴾[ الحجرات:١٠]، وفي الصحيحين قال النبي- عليه الصلاة والسلام - "مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى".

فأين أخوة الدين؟
وأين المحبة في الله؟
وأين التعاون على البر والتقوى؟ وقد آذيت الناس، في طرقهم لا تحب إلا نفسك ولا تسعى إلا في مصالحك.
ما هذه الأنانية؟
ما هذا الأذى؟
المخالفة الرابعة أنك خالفت قوانين المرور وهذه القوانين وضعت للمصلحة العامة لحفظ النظام العام ولحفظ الدماء والأموال ولهذا أفتى علمائنا بأن مخالفتها حرام فهي من المصالح المرسلة ويشهد لها تشهد لها الأدلة العامة من هذه الشريعة التي أمرت بحفظ الأموال وبحفظ الدماء كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام - "كل المسلم على المسلم حرام، دمه , وماله , وعرضه" فوضعت لتنظيم المرور و لابد لهذا من هذا للناس وإلا كن مثل الحيوان لابد لنا من نظام نسير عليه ومنها أنها تحفظ الدماء ولا يخفى عليكم ما يقع من الحوادث التي تسبب في إزهاق النفوس كما أنها تحفظ الأموال فهذه السيارة هي مال تعرضها للتلف والعطب فعلينا أن نتقي الله - جل وعلا - وأن لا نخالف هذه الإشارات وهذه القوانين وأن لا نؤذي إخواننا المسلمين كما أنه على الجهة المسئولة أن تقوم بواجبها تجاه هؤلاء من معاقبتهم وقد ذهب طائفة من الفقهاء إلى جواز التعزير بالمال والعقوبة به وانتصر له ابن القيم - رحمة الله عليه - في كتابه - الطرق الحكمية في السياسة الشرعية - وهذا القول الصحيح أنه يجوز المعاقبة والتعزير بالمال وبعض الناس لا تنفعهم الموعظة والنصيحة فلا بد من معاقبتهم وقد قيل إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.

أسأل الله - جل وعلا - أن تكون هذه الكلمة نافعة لنفسي وإخواني وأن نعطي لهذا الدين الصورة الجميلة نحن أولى باحترام هذه القوانين من غيرنا ثم هم أنظر إلى حال المسلمين يعيشون فوضى واضطراب فنحن أولى أن يحترم بعضنا بعضاً وأن نفكر في مصالح إخواننا وقد قال - عليه الصلاة والسلام - "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" فلا بد كما تريد أن تحترم وأن يحفظ حقك فلا بد أن تحترم غيرك.

اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا واجعل الحياة زيادة لنا في كل خير واجعل الموت راحت لنا من كل شر.

ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسن وقنا عذاب النار ربنا اغفر لنا ولوالدينا وللمؤمنين يوم يقوم الحساب وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين والحمد لله رب العالمين.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك

___________________________
فرّغه:/ أبو الرميصاء مصطفى قلي


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الرميصاء مصطفى قلي ; 24 Nov 2016 الساعة 10:41 PM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 24 Nov 2016, 10:36 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 759
افتراضي

اللهم بارك
حفظ الله فضيلة الشيخ عمر الحاج مسعود وجزاك الله خيرا اخي الكريم بوركت يمينك وجعل هذا في ميزان حسناتك
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 24 Nov 2016, 10:39 PM
نسيم منصري نسيم منصري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
الدولة: ولاية تيزي وزو حرسها الله
المشاركات: 1,038
افتراضي

أحسن الله إليك أخي مصطفى و بارك فيك و في جهدك على هذا العمل الخيري نفع الله بك إخوانك جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013