منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 13 Sep 2015, 02:53 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي من درر جريدة البصائر: الفخر في الأنساب من أكبر موانع التآخي

الفخر في الأنساب
من
أكبر موانع التآخي


مقال من مدينة القل.

لازالت هذه الناحية متأخرة وبعيدة عن الإصلاح جدا فقد وقعت بين أهلها الفرقة وتشتت الألفة واختلفت كلمتهم يغترون بكل ناعق، لا يأوون إلى جناح دعوة يعتصمون بها ولا إلى ظل ألفة يعتمدون على عزها فهم في غفلة عن إصلاح الدين والحياة الاجتماعية ولم يكن لهم فن يذكر أو صناعة تنشر؛ فمن عدم طهارة نفوسهم ونقص عقيدتهم لا يرتبطون برابط يجمع شملهم ولا يهتدون لمذكر ينفعهم ولا يعلمون أن النفوس لا تتم ولا تعتز إلا إذا كانت القلوب مفعمة حبا ومطمئنة بعضها إلى بعض، مرتبطة برابط حقيقي محكم الأساس وليس أشرف من رابطة الإسلام وملته تلك هي الأخوة المقدسة ولا يوجد أمتن من حبلها فهي أقوى من البنوة الصلبية فالله تعالى أوجد الأخوة الشرعية بين عموم المسلمين على اختلاف أجناسهم وتباين مواطنهم وتعدد قبائلهم، فقال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾[الحجرات:10]، وقد عبر بلفظ الأخوة الذي لا يقال إلا لأخوة النسب.
وقد أحكم الله بين المؤمنين هذه الوصلة الأخوية بما لا مزيد عليه فقال: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ﴾[الأحزاب:6]، فهذا نسب مشروع بحكم إلهي لا تنقطع وصلته ولا تنفصم عروته فقد حكم ببنوة المؤمنين لأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنات وقد أيد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ بِمَنْزِلَةِ الْوَالِدِ، أُعَلِّمُكُمْ»([1])، وقد أيد ذلك ما فعله صلى الله عليه وسلم من إيجاب المؤاخاة حين الهجرة بين كل غني وفقير منهم حتى تعاونا على السراء والضراء.
واليوم نراهم يتفاخرون ويتكبرون بالنسب إلى القبائل والعشائر وذلك من أكبر موانع التآخي لأن النفس مهما كان صاحبها تطمح إلى المعالي وتأنف التسفل. أمر الله جل شأنه بترك المنابزة بالألقاب فقال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾[الحجرات:13]، فإن الكل ينتهي إلى أصل واحد.
ثم قصر الله وجهة الفخر والكرامة فقال:﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾[الحجرات:13]، فلا يكرم الله إلا الأتقياء وهذا ما يصح أن يفخر به وغير ذلك ممقوت مهان، ﴿وَمَنْ يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ﴾[الحج:18]، وقد أيد ذلك في الآخرة فقال: ﴿فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءلُونَ﴾[المؤمنون:101]، وقال: ﴿لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾[الممتحنة:03]، وقد ورد في هذا المعنى من الأحاديث النبوية كثير فقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ([2]) وَفَخْرَهَا بِالْآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ، وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، أَنْتُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ»([3])، هذا وهم يتفاخرون ويتنابزون بالألقاب، ومن أكبر موانع التآخي الفخر بالأنساب كأنهم لا يسمعون بالسنة ولا بالكتاب.
شأن المؤمنين التعاون والتناصر والتكاتف على مصالحهم الخاصة والمصالح العامة، ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ﴾[المائدة:02]، وأما التفرق والتخاذل والتباغض فلا يعرفه الإيمان وليس من الدين في شيء، فإن كان التعاون كانت القوة للمسلمين والشوكة للموحدين، وإن كان التخاذل والتدابر وتبديد عز الإخاء وانصراف كل إلى نفسه وهواه كان الضعف والانحطاط والفشل والخور فضيحة من عدونا ويجعلنا أذلاء في ديارنا بل ضعفاء في ديننا فلا دنيا حصلنا ولا دينا أقمنا ولا ثوابا آجلا ضمنا ولقد مثل الرسول صلى الله عليه وسلم اتحاد المسلمين ومعونة بعضهم لبعض بالتشبيك بين أصابعه وإدخال بعضها في خلال بعض([4])، ولا شك أن ذلك يزيد في متانة كل إصبع ويعطي كل يد قوة إلى قوتها كذلك المسلمون إذا تضامت أيديهم وتظاهرت قواهم وتحابت نفوسهم زادوا قوة وخلقوا عزة، ﴿وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ﴾[المنافقون:08]،لو كانوا على هذا لظهر فيهم ما أسس وفد الجمعية في هذه الناحية المتجردة عن الإصلاح.
فالوفد الإرشادي المتركب من الشيوخ: عبد الحميد بن باديس، العربي التبسي، ومحمد خير الدين، حل بلدة القل يوم الأربعاء 31 جوليت 1935 وخطب خطابا هائلا جمع فيه بين الوعظ والإرشاد وأسس شعبة وحثها على فتح مكتب للصبيان وعلى إصلاح الدين وخدمة الوطن والألفة بين الأغنياء والمساكين والنصيحة لايمة المسلمين، جزى الله الجمعية خيرا وأبقاها لخدمة الدين والوطن، وبعد هذا أصبح الناس من الغافلين كأنهم لا يسمعون شيئا ولا يعقلون.
تأخروا عن إصلاح الدين وأهملوا تعليم البنات والبنين وحادوا عن مصالح المسلمين، وفي الشهر الماضي سلمت شعبتهم ما عدا رمضان البشير وعبد العزيز عباده ولا ادري ما السبب في تسليمهم ولا ما يقصد به؟ سولت لهم أنفسهم فسودوا كتابهم باللغة الفرنسية لرئيس الجمعية ونبذوا البسملة والحمدلة من كتابهم الأبتر([5]) – على غير صواب وكانوا يقولون – أتقولون ما لا تفعلون وذلك، ﴿كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ﴾[الصف:03]، ﴿إِنَّ اللَّه مَعَ الَّذِينَ اِتَّقَوْا وَاَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ﴾[النحل:128] ([6]).


القل: كاتب الشعبة: رمضان.

======

([1]): رواه أبو داود (8) والنسائي (40) وابن ماجه (313) مِنْ حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، والحديث حسنه الألباني في صحيح أبي داود.
([2]): عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ: أَي: نَخْوَتَهَا، وَكِبْرَهَا.
([3]): رواه الترمذي (3890)، وحسَّنه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي.
([4]): يشير إلى الحديث الذي رواه البخاري (2446) ومسلم (2585) عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه: «الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا وشبك بين أصابعه».
([5]): لا شك أن افتتاح الكتب والرسائل المهمة أمر مشروع ومستحب، فقد افتتح الله تعالى كتابه بالبسملة، وافتتح نبي الله سليمان عليه السلام كتابه إلى ملكة سبأ بالبسملة كما في سورة النمل، قال تعالى: ﴿إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمَانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾[النمل:30]، وافتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم كتابه إلى هرقل بالبسملة، كما كان صلى الله عليه وسلم يفتتح خطبه بحمد الله والثناء عليه.
أما حديث:«كُلُّ كَلَامٍ أَوْ أَمْرٍ ذِي بَالٍ لَا يُفْتَحُ بِذِكْرِ اللهِ فَهُوَ أَبْتَرُ - أَوْ قَالَ : أَقْطَعُ -» فقد ضعفه الألباني في الإرواء: (1/29-32)، وقال: «ضعيف جدا».
([6]): البصائر: السنة الأولى العدد (27)، الصفحة (8)، يوم الجمعة 20 ربيع الثاني 1355هـ الموافق ليوم 10 جوليت 1936م.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 14 Sep 2015, 12:21 PM
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 352
افتراضي

درة حقا
جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 15 Sep 2015, 06:18 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

بارك الله فيك
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 15 Sep 2015, 09:54 PM
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 352
افتراضي

وفيك بارك الله



كثيرا ما أتسائل وكلي عجب وانبهار بهذا العلم الفريد من نوعه
أولدت النساء مثل الابراهيمي فصاحة وبلاغة
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 16 Sep 2015, 03:32 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

نعم أخي صدقت
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أخلاق, تزكية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013