منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 17 May 2016, 02:11 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي سلسلة متجول البصائر أو حديث المتجول للشيخ العلامة أحمد حماني رحمه الله الحلقة (1)، (2)، (3)، (4)

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
إن الجهود التي بذلتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ترسيخ العقيدة الصحيحة ونبذ البدع والخرافات القاتلة أمر لا يجب إغفاله ولا يجب طيه عن أبناء هذا الوطن الغالي، والناظر فيما سطرته هذه الجمعية من برامج إصلاحية وتربوية سيقف متعجبا من هذا المجهود العظيم الذي تعجز عنه دولة بما تملكه من قوة ووسائل، فبرغم وجود بعض الصعوبات التي كانت تعرقل حركة الجمعية إلا أنها استطاعت تجيش الجيوش وإعداد العدة لغزو أوكار البدع والخرافات، فكونت الوعاظ، وبنت المدارس الحرة، وقومت الألسن، ونبذت الذل والانقياد للآراء الفاسدة، وما سطرته في قانونها الداخلي ينبئك على ما كانت تسعى إليه، فقد جاء في القانون الداخلي لجمعية العلماء المسلمين أن: «الأمة الجزائرية أمّة إسلامية عريقة في إسلامها، فالإسلام هو دينها الذي تفاخر به وميراثها الخالد، والعربية لغة كتابها ومستودع آدابها وحكمتها، فالجمعية تريد أن ترجع بهذه الأمة- من طريق الإرشاد- إلى هداية الكتاب والسنّة وسيرة السلف الصالح لتكون ماشية في رقيّها الروحي على شعاع تلك الهداية»([1])، كما أنها سعت جاهدة لإحياء شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكذلك إحياء دروس التفسير ودروس الحديث، كذلك «ومن أهم وسائل الجمعية لنيل غايتها تسمية مَن فيه الكفاءة من أعضائها وُعّاظًا مرشدين لترسلهم على نفقتها إلى نواحي القطر، وتنظم لذلك رحلات تراعى فيها عدّة اعتبارات: أن تلقى المحاضرات بلغة عامية أو قريبة من العامية، وأن يكون المحاضر المتجول مبشّرًا لا منفرًا، وأن لا يخرج في أحاديثه الخاصة والعامة على منهاج الجمعية، وأن يكون ملمًّا بالدخائل النفسية لسكان تلك الناحية حتى يعرف من أين يأتيهم، وأن يكون ممثلًا للجمعية بقوله وفعله وحاله، ومن الكمال أن يكون لكل مرسَل علاقة شخصية بالناحية التي يُرسل إليها أو ذكر شائع أو سمعة حسنة، وتنظيم هذه الرحلات وتحديد المواضيع التي يقع فيها الكلام وتحديد أوقاتها من خصائص المجلس الإداري»([2])، وهذا الأخير هو ما قصدت نشره في هذا المنتدى المبارك لما فيه من فوائد ودرر، وقد اخترت أحد أهم الشخصيات البارزين الذين قاموا بهذه الرحلات ألا وهو الشيخ العلامة الفقيه أحمد حماني رحمه الله فقد نشر في مجلة البصائر الغراء عدة مقالات تحت عنوان: «حديث المتجول» يروي فيها ما سجله في تلك الزيارات، وقد نقل الشيخ محمد صالح الصديق([3]) أن الشيخ ابن باديس وقع اختياره على ثلاثة من تلامذته وهم: أحمد حماني، وعلي مرحوم، ومحمد الصالح رمضان رحمهم الله للقيام بالتجول في أنحاء الوطن لصالح الشهاب والنهوض بالدعوة الإصلاحية، وكان ذلك في صيف عام: (1356هـ-1937م).
ويذكر الشيخ أحمد حماني أنهم قبل انطلاقهم اجتمعوا بالإمام عبد الحميد ابن باديس رحمه الله وزودهم بالتوجيهات والنصائح التي يسيرون على خطاها، وكان منها ما فحواه: «إن علينا أن نغرس في الأمة روح الثبات والعزم والاتحاد، وأن نحذرها من غوائل التفرق والاختلاف في الدين أو في السياسة، أو في الاجتماع، فإن التفرق لا يأتي معه خير»([4]).
وقد قام هؤلاء بنشر ما نصحهم به الإمام ابن باديس فصححوا به ما تغطى بدنس الجهل والخرافة، فكانت هذه المهمة ناجحة على أكمل وجه فرحم الله الجميع وغفر لهم.
وبين يديك أخي القارئ تقارير أو ملاحظات على بعض الأماكن التي زارها الشيخ أحمد حماني رحمه الله، وهي تقارير على ما رآه في شتى المجالات الدينية والثقافية.
ومما يميز هذه الملاحظات المنشورة على مجلة البصائر أن الشيخ يبدأ بذكر لمحة عن كل منطقة زارها من حيث التاريخ والنشأة، وسترى ذلك فيما ينشر الآن بحول الله وقوته.
أسأل الله أن يرحم الشيخ وجميع علماء الجمعية وأن يغفر لهم ويجيزهم عنا خير الجزاء، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


حديث المتجول
تمهيد:
قرائي الأعزاء!
ستقرؤون كلمات هي ملاحظات على البلدان التي زرتها والتي سأزورها في جولتي هذه في سبيل جريدتنا العزيزة المحبوبة.
ولقد فكرت كثيرا أن أعرض عن الكتابة، بل وكدت أعزم على الإضراب عنها ولكن إلحاح إخواني – القراء في البلدان التي زرتها – علي في الكتابة ثم ما وجدته من الاهتمام والتأثير الحسن مما كتبه سلفي الأخ علي مرحوم شجعاني على المضي في منهجه.
والحديث إليكم ومما سترونه من القصور فذلك من قلة البضاعة أو من الخطأ، فمن قلة الأيام التي أمكثها في البلدة على أني سأجتهد ما استطعت لأتجنبه ولا أكون المسؤول الوحيد عنه بل سيشاركني فيه من أسترشده من أهل القرية والمدينة ولن أعتمد إلا على ملاحظات وإرشادات من أراهم أهلا للثقة وما سترونه من انتقادات فليعلم أننا بعيدون عن الأغراض لا ننتقد إلا ما رأيناه مفيدا للعموم.
هذه خطتنا وذلك رائدنا والله ولي التوفيق.

سيدي عيسى:
(1)

قرية صغيرة حديثة سميت باسم «ولي» مدفون بها، تقع في شرق عمالة الجزائر وفي شمال بوسعادة، بلدة الفن والجمال على بعد (92) ميلا منها، وهذه القرية على صغرها وحداثتها، لها أهمية من حيث أن أراضيها فلاحية غنية بخصبها.
ومن حيث تجارتها في المواشي والحبوب، والصوف فسوقها من أكبر الأسواق الجزائرية في هذه المواد.
ومما يثلج الفؤاد أن أهالي هذه البلدة الكريمة ناشطون يكادون يجمعون على الالتفاف حول الحركة الإصلاحية والنهضة الجزائرية مما يدل على حيويتهم وفطنتهم، فلا تكاد تجد منهم من بقي رجعيا «طرقيا» ولا من تنطلي عليه دسائس الدجالين المحتالين وإنما تجد منهم من كان ينتسب إلى هاته الجرثومة الفاسدة ويحمد الله أن برأه منها.
ولكي تدرك حيوية هذه البلدة يجب أن تنظر ما فيها من المشاريع، فيها مسجدان:
مسجد قام به الفاضل السيد الحاج عيسى([5]).
- والمسجد الآخر تقوم به الجمعية الدينية وعلى رأسها الفاضل السيد محمد عبدلي، ومما يلاحظ أن هذا الفاضل كان مقدما طرقيا.
ولكن لما تبين له الحق والرشاد نبذ الطرقية ظهريا وأقبل على الحركة الإصلاحية ليكون له حظ من العمل فيها بمعونة شبان يتقدمون غيرة وحماسة.
وبالبلدة مدرسة يتعلم فيها الصبيان القرآن ومبادئ العلوم وتديرها جمعية التهذيب وعلى رأسها أيضا الفاضل الحاج عيسى الذي له آثار محمودة في بث الإصلاح ومقاومة الطرقية.
ولشبيبة المؤتمر الإسلامي فرع هناك، وقد اجتمعت بأغلب أعضائه فسرني منهم إخلاصهم وتفانيهم في خدمة أمتهم وتعضيد العاملين لها المخلصين في خدمتها، إذا ففي هذه البلدة الصغيرة:
1- فرع لشباب المؤتمر الإسلامي.
2- جمعية التهذيب وتدير المدرسة.
3- الجمعية الدينية ومهمتها بناء المسجد الجديد.
فالبلدة على صغرها بها مسجدان وكان ينبغي أن يتعاون القائمون على المسجدين ويتحدوا في بناء واحد فقط ولكن لم يقدر لهما هذا الاتحاد وراح كل منهم يقوم بمسجده مستقلا، ونشأ من ذلك بينهم خلاف نرجو أن يزول سريعا، ونتمنى أن يسود بينهم الوداد والتفاهم والوئام وأن يتعاونوا في كل مشارعهم إذ بالتعاون تدوم المشاريع وبالتخاذل تضمحل([6]).
سور الغزلان:
(2)
بلدة تقع في شمال القرية الأولى«سيدي عيسى» وهي قديمة جدا أسسها البربر على عهد الفينيقيين وكانت تسمى «عوزبة» وكانت الحد الجنوبي لمملكة الرومان في تلك الجهات.
وكان الرومان قد اتخذوا خطهم الجنوبي خطا عسكريا وجعلوا مدنه قلاعا عسكرية فقد كانت هذه البلدة قلعتهم بتلك النواحي ولم تسترجع صفتها العسكرية إلا على عهد الأتراك، فلما احتلها الفرنسويون([7]) أبقوها من مراكزهم العسكرية وجعلوا فيها فصيلة من جيشهم، وموقعها جبلي جميل، وشوارعها نظيفة متسعة مليئة بالأشجار، وهواؤها الطبيعي حسن معتدل.
وفيها مسجد جميل الشكل والهندسة، والظن أنه أسس على عهد الأتراك، وإذا فرغت من تعداد هذه المحاسن فأظن أنني لن أجد ما أذكره بعدها، فقليل جدا من أهلها من له إلمام بالثقافة العربية وأكثر منهم قليلا من يعرفون الفرنسية، وأكثر من هؤلاء وهؤلاء الأميون.
والأغلبية في هذه البلدة تخشى سطوة بعض الأقوياء بمراكزهم، ممن تعرفهم الجزائر في دينهم وسياستهم، لذلك فهم لا يتنفسون إلا بما يظنون أنه يرضي أولئك الرؤساء ولا بأس من أن أسجل حادثين – أو محادثتين- وقعتا لي بتلك القرية.
أولهما: أنني لقيت بعض أعيان موظفيها فلما عرف مهنتي اعتذر عن الاشتراك – من دون أن أعرض عليه في الجريدة- وادعى أنه وأمثاله قد صدر لهم أمر «على» بالابتعاد([8]) عن هذه الجريدة وأصحابها لأنها ضد «المخزن»، قلت: «كلا يا صاح ليست جريدتنا ضد أحد ولا غرض لها مع أحد وإنما هي جريدة عربية مسلمة تعبر عن شعور أمة عربية مسلمة؛ فمن اعتبرها ضده فيجب أن نفهمه غلطه إلا أن يكون لا يريدنا عربا مسلمين فهذا لنا معه حديث آخر».
قال: «ولكن هناك أمر ويجب أن يطاع».
فقلت: «وهناك أمر يجب أن يبلغ، أعني: هناك شيء واقعي هو أننا عرب مسلمون وسنبقى بهذه الصفة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها حب من حب وكره من كره».
والأخرى: أغرب من هذا وأعجب وهي أنني صادفت مع صاحب لي لطيف ابن رجل كبير أعني «بمركزه الديني» يقرأ في المدرسة الحكومية فسأله صاحبي عن مواد امتحانه في هذه السنة فكان مما ذكره إعراب آية قرآنية وهذا نص الآية: «الكرانيك» بالحرف ﴿وما كان المؤمنون ليرتكبوا بعض الآثام مخافة يوم لا ينفع مال ولا بنون﴾، فعجبت وقلت: «إنني أحفظ القرآن ولا أدري هل آسف لأنني لم أقرأ هذه الآية في جملته؟ أم أنها ليست من القرآن»، فنظر إلي هو ورفيق له نظرة الشك والريبة.
فقلت: «أؤكد لكما أنه ليس في القرآن؟ كلام بهذا التركيب، وإن كان أول هذا الكلام وآخره كلاهما من آيتين مختلفتين».
وأشد من أسفي لعدم معرفتي بهذه الآية أسفي لأن يكون أبناء كبراء رجال الدين «الرسمي» عندنا بمثل هذه الصفة فيعلنون عن أمتنا إعلانا سيئا هي منه ومن نتائجه بريئة ولله في خلقه شؤون([9]).


البويرة – عين بسام([10]):
(3)
بلدتان صغيرتان تقع أولهما في شرق الجزائر على الطريق الوطني الكبير الممتد إلى قسنطينة وهي قديمة يرجع تاريخ تأسيسها إلى أواخر القرن الثاني من الهجرة وكانت تسمى «سوق حمزة» لأن الذي بناها هو حمزة بن الحسن بن سليمان العلوي ملك «هاز» وتسكنها قبائل صنهاجة البربرية من قديم، وبسقوط دويلة «هاز» على يد الشيعة «العبيديين» فقدت هذه البلدة أهميتها فكانت لا تذكر إلا على الهامش وبقيت كذلك إلى ثورة مقران فاعتنى بها الفرنسويون وجددوا بنائها وهي الآن قرية لا بأس بها لولا ما يلاحظه الإنسان على أهلها من البؤس والفقر والأمية والتشاغل بما لا يجلب عليهم إلا المضرة فتراهم منكبين على موائد «الدومنو» والأقذار محيطة بهم والذباب يغزوهم بجيوشه الجرارة؛ وتراهم يتنازعون فيما بينهم على لعب «الدومنو» ويحاسبون بعضهم بعضا حسابا عسيرا على الغش في اللعبة.
وليس في القرية مسجد ولقد أخبرني بعض الفضلاء أنهم كثيرا ما سعوا لتأسيس مسجد بها ولكن المنازعات الانتخابية وحب الرئاسة هما الداءان الوبيلان اللذان لا يتركان مشروعا إلا خرباه، وإذا لم يكن بالقرية مسجد فأحرى أن لا تكون بها مدرسة تعلم أطفالهم مبادئ دينهم ولغتهم.
وإنا لنرجو أن نزور تلك القرية مرة أخرى فيكون رأينا فيها مخالفا لما هو عليه الآن.
والقرية حسنة الموقع أراضيها فلاحية خصبة ولا تختلف عن الأولى في كثير إلا في القراءة فقد كانت خلوا كالأولى ولكن حل بها أحد الطلبة ممن قرأو كثيرا في بعض زوايا زواوة فتعلم الفقه والنحو على أسلوب تلك الزاوية وهو مصلح متحمس بعلم الصغار ويعطي دروسا لبعض الشبان من متعلمي الفرنسية ولقد جلست مع بعضهم فوجدت فيهم التأثير الحسن فنرجو من محبي العلم أن يؤيدوا كل مشروع خيري مثل هذا «وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَادَامَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»([11]).
ذرع الميزان:
(4)
عند ما نزلت في «البويرة» كان أول ما طرق سمعي هذه المحاورة:
- لم يظهر فلان اليوم؟
- أجل لم أره.
فقال ثالث إنه ذهب إلى «ذرع الميزيرية» ولم يكن من عادتي التشاؤم ولكني – في هذه المرة – تشاءمت.
ذرع الميزان قرية صغيرة في سفح جبل تكنفها غابات خفيفة من الصنوبر، وتقرب منها غابتان كثيفتان هما: - غابة: «بقاس».
- وغابة: «مولاي يحي».
وتقع هذه القرية شرق العاصمة، وموقعها جبلي وأغلب الأراضي المحيطة بها لا تصلح للفلاحة، وتمتاز هذه القرية عن غيرها أن ليس فيها من جامع، ولا حمام ولا مدرسة، اللهم إلا كتّاب أنشيء فيها بسعي رجل فاضل ويعلم القرآن فقط على الطريقة القديمة القليلة الفائدة ولا يؤمه من الصبيان إلا القليل!
تغلب على أهالي هذه القرية الأمية والفقر وهما العلتان اللتان ما نزلتا بساحة قوم إلا وساء صباح المنذرين!
وكان من نتائج الأمية فيهم أن كانوا شديدي العناد في خصوماتهم خصوصا إن وجد بعض من لهم أغراض يسخرونهم في سبيلها، ولنضرب لذلك مثلا:
فقد رشح رجلان أنفسهما للنيابة في المجلس المالي، أحدهما له مركز اجتماعي وعائلة عريقة يجمع إلى ذلك المال الغزير والجاه العريض.
والآخر له من وظيفة الكبير وعلمه الغزير ما جعله يرى نفسه أهلا لأن ينوب المسلمين في هذا المجلس.
بلغ التنافس بينهما درجة كبيرة وأنفق كلاهما مقدارا من المال لو انفق في المشاريع الخيرية لكفى لإنشاء مسجد، ومدرسة، ومستشفى، وكانت النتيجة بعد الدعاية الكبيرة لكليهما أن تساوت الأصوات فاستأنف أنصار كليهما الدعاية وفاز الأول بالتزوير فحكمت المحكمة للفائز الحقيقي الذي أيدته الأمة ولكن هذا الحكم لم يرض المزور له فاستأنف الحكم.
ولكن النتيجة الكبرى التي جنتها الأمة من هذا الانتخاب هو سريان العدواة والبغضاء بين أفراد الأمة، فلقد وقعت حادثة تدل على أن العداوة استحكمت بينهم؛ رجلان كلاهما يحمل من ثقافة تكفي لأن تجعله أكثر فهما للخصومات الانتخابية من غيره تجمعهما المصاهرة وفرق بينهما الانتخاب ثم فرق بين المرء وزوجه ثم ... كان بينهما الشجار فكاد يقضي على أحدهما بمدية فهو في المستشفى والآخر في سجن المجرمين!
إن المنافسات في الانتخابات لو كانت لبرلمان شعبي أو أتت بفائدة للأمة لكان لهذه النتائج الوخيمة بعض ما يبررها ولكن ... الشيء الذي لاشك فيه أن الشر الذي جنيناه بسببها أكثر من الخير الذي استفدناه منها.
فلينتبه الغافلون والله الهادي إلى سواء السبيل([12]).


يتبع
======
([1]): آثار الإبراهيمي (1/84).
([2]): آثار الإبراهيمي (1/85).
([3]): أنظر: أعلام من المغرب العربي لمحمد الصالح الصديق (3/1231).
([4]): أنظر: أعلام من المغرب العربي لمحمد الصالح الصديق (3/1231).
([5]): هو الشّيخ أبو إبراهيم عيسى بن السّعيد علية الإبراهيمي الدِّيسي رحمه الله، «الإبراهيمي» نسبةً إلى «إبراهيم الغول» دفين بلدة «بوسعادة»، و«الدّيسي» نسبةً إلى قرية «الدِّيس» من قرى جنوب «بوسعادة».[أنظر: أعلام الإصلاح في الجزائر للأستاذ الحسن فضلاء (1/106-109)، وقد كتب الشيخ عمر العرباوي رحمه الله مقالا بعنوان «من دعائم النهضة الإصلاحية: أبو إبراهيم الحاج عيسى علية» نُشِرَ في «البصائر»، السلسلة الثانية، العدد(281)، (ص7). فارجع إليه لمزيد من البيان].
([6]): البصائر الجمعة 15 جمادى الثانية 1357هـ الموافق لـ: 12 أوت1938 م، العدد: (126)، الصفحة: (8).
([7]): كذا بالأصل.
([8]): كذا بالأصل ولعل الصواب: «أمر على الابتعاد» والله تعالى أعلم.
([9]): البصائر الجمعة 22 جمادى الثانية 1357هـ الموافق لـ: 19 أوت1938 م، العدد: (127)، الصفحة: (7).
([10]): البصائر الجمعة 22 جمادى الثانية 1357هـ الموافق لـ: 19 أوت1938 م، العدد: (127)، الصفحة: (8).
([11]): قطعة من حديث أخرجه مسلم في صحيحه (2699) ولفظه: «مَا كَانَ العَبدُ في عَونِ أخيهِ»، وقد نبه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله على لفظ: «مَادَامَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ»، فقال كما في شرحه على الأربعين الحديث رقم (36): «هذا غلط، لأنك إذا قلت ما دام العبد في عون أخيه صار عون الله لا يتحقق إلا عند دوام عون الأخ، ولم يُفهم منه أن عون الله للعبد كعونه لأخيه، فإذا قال: ما دام العبد في عون أخيه عُلم أن عون الله عزّ وجل كعون الإنسان لأخيه.
وما دام هذا اللفظ هو اللفظ النبوي فلا يعدل عنه».
([12]): البصائر الجمعة 29 جمادى الثانية 1357هـ الموافق لـ: 26 أوت1938 م، العدد: (128)، الصفحة: (6).

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 19 May 2016, 01:25 AM
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 352
افتراضي

واصل اخي
وصلك الله بما يصل به عباده الصالحين
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 20 May 2016, 07:33 PM
بلال بريغت بلال بريغت غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: قسنطينة / الجزائر.
المشاركات: 436
إرسال رسالة عبر Skype إلى بلال بريغت
افتراضي

جزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 May 2016, 07:48 PM
أبو حـــاتم البُلَيْـــدِي
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد المجيد عبد الجبار ابو عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
واصل اخي
وصلك الله بما يصل به عباده الصالحين
آمين
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013