منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
  #1  
قديم 15 Jan 2015, 09:52 PM
عبد الصمد سليمان عبد الصمد سليمان غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2013
المشاركات: 139
افتراضي وقفات مع طعونات أبي سعيد في العلامة فركوس حفظه الله

بسم الله الرحمن الرحيم

اعلموا رحمكم الله أنه لما طرق أذني وبلغ مسامعي كلام أبي سعيد هداه الله في العلامة فركوس حفظه الله استغربت وتعجبت، استغربت من طريقته التي سلكها في الرد عليه، وتعجبت من غالب كلامه الذي قاله وتلفظ به، ولم أجد لهذا الذي بلغ مسامعي، وطَنَّت له أذني؛ إلا بيت أبي عبد الله النَّمري أسلك على منواله، وأقول على نسقه، بل وأستعين بنظمه وكلماته؛ لأبرز المعنى الذي جال بخاطري وأردت قوله ووصف واقع كثير من الدعاة به:
والبيت هو: قال أبو عبد الله النَّمري:
ومن السَّخاءِ مَذاهبٌ *** يُعدَدْن في جُمَل العَجائبْ
فقلت على نسقه متعجبا من كلام أبي سعيد الذي تكلم به ولاكه بلسانه:
وَمِن الكلام مذاهبٌ *** يُعدَدْنَ من جُمَل العَجَائِبْ
فصار السامع لكلام كثير من الدعاة اليوم - والذي يدل على مذاهبهم، وينبئ عن معتقداتهم ومناهجهم - يتعجب منه ويستغرب كيف صدر عن قائله، ويكون العجب أحيانا من لغته وأسلوبه وطريقة التكلم به، وفي غالب الأحيان يكون من ضعف مضمون كلامه، ووضوح زيفه، وظهور إفكه، وتناقض معانيه، وتهافت كلماته وجمله، وتعالم صاحبه وتزكيته لنفسه، وكل هذا الذي صار يستغرب من كلام المتكلمين، ويستنكر من قول القائلين؛ قد اجتمع في كلمة أبي سعيد هداه الله في الشيخ فركوس حفظه الله، وإليك بيان ذلك في الوقفات التالية:

الوقفة الأولى: مع لغة أبي سعيد وأسلوبه وطريقته في كلامه:
- أما اللغة التي رد بها فهي لغة ركيكة لا يتكلم بها طالب علم، فضلا أن يتكلم بها من ينسب نفسه لأهل العلم ويزعم أنه منهم، ولقد ذكرتني لغته التي صاغ بها طعنه، وأسلوبه الذي اتبعه في رده؛ لغة وأسلوب شمس الدين الجزائري، فلغته تشبه إلى حد بعيد لغته، وأسلوبه يشبه أسلوبه، حتى إنه ليصدق فيهما قول الأعشى:
رَضِيعَيْ لِبَان ثَدْيَ أُمٍّ تَقَاسَمَا ***بِأَسْحَمَ دَاجٍ عَوْضُ لاَ نَتَفَرّقُ
وقول أبي الأسود الدؤلي حين قال:
دَعِ الْخَمْرَ تَشْرَبْهَا الغُوَاةُ فَإِنّنِي *** رَأَيْتُ أَخَاهَا مُغْنِياً عَنْ مَكَانِهَا
فقيل له فنبيذ الزبيب فقال:
فَإلاَّ يَكُنْهَا أَوْ تَكُنْهُ فإنّهُ ***أَخُوهاَ غَذَتْهُ أمّهُ بِلِبَانِهَا
ولذلك فالذي قلته يوما في لغة ذلكم الدعي، يصلح أن يقال اليوم في لغة هذا المتجني وهو[1]: إننا لا نحتاج أصلا أن نرد عليه، ونبين أخطائه وزلاته ومعايبه، لأن كلامه في الشيخ فركوس قد أظهر حاله، وبيّن مستواه، وجلى للناس حقيقته، ألم تر أن الرجل لا يمكنه أن يقيم لسانه، ولا أن يُبِينَ عن مكنونات نفسه، ولا أن يُفهم غيره مراده، فكلامه خليط من كلمات فصيحة، وأخرى من عامية كالحة، وثالثة من إفرنجية قبيحة، ثم أما رأيت نزق الرجل وطيشه، وسرعة انفعاله وغضبه، وسوء أدبه الذي تجلى في أسلوب رده، حتى أنه ليخيل إليك وأنت تسمعه أنه عامي ينازل خصمه، فتارة يشتمه ويسبه، وتارة يهدده ويتوعده، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

2- الوقفة الثانية: مع زيف كلامه وظهور إفكه فيه:
حيث زعم أن أكثر الذاهبين إلى الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله من التكفريين ومن الذين ثقل عليهم العلم فهم يبغضونه ولا يحبونه، والجواب على هذه الكلمة يكون من وجوه:
الوجه الأول: ما هو دليلك وما هي حجتك على أن الذاهبيين إلى الشيخ محمد علي فركوس من التكفريين، هل جالستهم وسمعت أنت منهم، أم أخبرك غيرك بمذاهبهم وعقائدهم؟، فإن كانت الأولى فسمي لنا بعضهم، وإن كانت الثانية فسمي لنا رجالك الذين نقلت الخبر عنهم.
الوجه الثاني: ماذا تقصد بالتكفريين؟ أتقصد بهم من يكفر الحكام ويرى الخروج عليهم، ويعتقد ضلال من لا يكفرهم، وينبزهم بألقاب السوء التي تنفر الناس عنهم كالمرجئة والعملاء وغيرها، فإن كنت تقصد هؤلاء فالشيخ من أبغض الناس إلى قلوبهم، ومجلسه من أكره المجالس إليهم، فهم يطعنون فيه، ويحذرون منه، ويزدرون طريقته، ويخالفونه في منهجه الذي عرف به ويدعو الناس إليه.
الوجه الثالث: هب أن الأمر كما زعمت، وأن أكثر المجالسين للشيخ حفظه الله على ما ذكرت؛ فهل يضر الشيخ وهو يحذر الناس من التكفير وأهله، ويذكر الضوابط والقواعد التي تبطله وتدحضه، أن يجالسه من يعتقد التكفير في باطنه ويتخذه منهجا له؟ على العكس إن السلفي ليتمنى أن يأتي أهل البدع إلى مثل هذه المجالس حتى يطرق مسامعهم كلام أهل العلم الذي يرد بدعهم ويفند شبهاتهم.
الوجه الرابع: إذا كانت مجالسة التكفريين للشيخ فركوس حفظه الله تعالى مما يذم به، ويقدح فيه بسببه؛ فبماذا تحكم على نفسك، وقد شهد عليك لسانُك أنهم يأتون إلى مجلسك، ويسمعون دروسك، وذلك حينما قلت باللفظ الصريح وإن كان بغير اللسان الفصيح:" سبحان الله العظيم! أناس مساكين، شباب لهم أفكار، لهم أصحاب تكفيريون يذهبون إليه، كان قليلا يأتي إلى الدرس عندنا يسمع بعض القواعد والضوابط حتى لا يَضيع، فإذا ذهبوا إليه قال لهم لا تسمعوا له وبعد ذلك لا يسمعون شيئا أبدا، سبحان الله العظيم"[2].
الوجه الخامس: إذا تقرر أن مجالسة التكفريين للشيخ فركوس إن صحت لا تضره، بل الصحيح أن التكفريين لا يجلسون إليه ولا علاقة لهم به، فلماذا ذكرت يا أبا سعيد أن أكثر الذاهبين إليه من التكفريين ما هي نيتك وما هو غرضك ومقصدك؟ أقصدت أن تنفر عنه المجالسين له خوفا من أن يصفهم غيرهم بالتكفريين أم قصدت الوشاية به والتحريض عليه، فإن كانت الأولى فاعلم أن السلفيين ليسوا ممن يستخفهم كلام أمثالك فيتركون ما ينفعهم مخافة طعن الناس فيهم، وإن كانت الثانية " فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ" سورة يوسف من الآية 64.
وأظن أنه قد اتضح من خلال هذه الوجوه وهاء هذه الكلمة، وأوهى منها أختها التي جاءت بعدها؛ وهي وصفه للذاهبين عند العلامة فركوس حفظه الله بأنهم من الذين ثقل عليهم العلم، فهم يبغضونه ولا يحبونه، وبيان وهائها في الآتي:
الوجه الأول: كيف تصف المجالسين للشيخ محمد علي فركوس حفظه الله بهذا الوصف وتنعتهم بهذا النعت، وواقعهم يكذب خبرك ويرد قولك؛ فهم يحرصون على مجالس الشيخ ولا يضيعونها، ويصبرون على تحصيل العلم الذي يبث فيها؛ فيحضرون مجلسه الصباحي مهما اشتد بكوره، ويقصدون مجلسه المسائي مهما أخرهم حضوره، وفي كلا المجلسين تراهم قائمين غير جالسين؛ لكثرتهم وضيق المحل الذي يجمعهم، بل منهم من تراه على هذه الحال وهو يكتب، لا يمل من ذلك ولا يتبرم ولو كَلَّ وتعب، فهل يُتصور في أمثال هؤلاء أنهم يبغضون العلم ويثقل عليهم طلبه؟ سبحانك هذا بهتان عظيم.
الوجه الثاني: كيف تصفهم بهذا الوصف وفيهم أصحاب الشهدات العالية والمستويات الرفيعة، فمجلس الشيخ عامر والحمد لله بطلبة العلم الأقوياء، والمتفقهين النبهاء، وأئمة المساجد الخطباء، ودعاة الحق النجباء، وأهل الفصاحة من البلغاء والشعراء، وأقلهم شأنا وأدناهم منزلة - وليس فيهم دني - من يحرص على سماع العلم والجلوس لأهله، ونيل فضل مجلس الذكر وإن لم يحصل درره وفوائده، فهل أمثال هؤلاء يوصفون ببغض العلم لثقله عليهم؟ فما أبعد هذا الوصف عنهم وأكذبه فيهم.
الوجه الثالث: كيف تصفهم ببغض العلم لثقله عليهم، وغالب من يأوي إلى الشيخ ليأخذ العلم عنه، ليس من أهل بلده، ولا من مساكينه في مدينته، بل أكثرهم ممن ترك ليحضر عنده بلاده البعيدة، وتجشم في أثناء سفره المشاق والمعانات الشديدة، فتجد في مجلسه الآتي من غرب البلاد وشرقها، ووسطها وجنوبها، ومن سائر أقطارها ومدنها، بل ومن خارج بلاد الجزائر إن كان قد أتى إليها[3]، كلهم يقصد الانتفاع بعلمه، والاستفادة من فتاويه وفقهه، ولهذا لا يخلو مجلس من مجالسه من أمثال هؤلاء المسافرين وأولئك الظاعنين، الذين تركوا ديارهم وهجروا بلدانهم، فهل يوصف من هذا حاله ببغض العلم لثقله عليه؟.

3- الوقفة الثالثة: مع تعالمه وتزكيته لنفسه:
لقد وصف أبو سعيد هداه الله في أثناء رده على العلامة فركوس حفظه الله ورعاه نفسه بأوصاف كثيرة ونعوت كبيرة.
فمنها: وصفه لنفسه بأنه من أهل العلم.
ومنها: ادعاؤه أنه من أهل العدل حتى مع الخصوم.
ومنها: ادعاؤه أن مجلسه فيه ذكر الضوابط والقواعد التي لا يضيع السامع لها والمتمسك بها، وأن مجلس الشيخ يؤدي بسبب ما يقال فيه إلى ضياع من يأتيه.
ومنها: ادعاؤه في نفسه أنه يحسن تربية قاصديه والمجالسين له بعكس الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ولذلك فهو يرشده كيف ينبغي له أن يتعامل مع من يأتي إليه.
والكلام على ادعاءاته هذه ومدحه لنفسه نجمله في الآتي:
- أما وصفه لنفسه بأنهم من أهل العلم بقوله:"مشايخ الجرح والتجريح هؤلاء الآن يصدون الناس عن أهل العلم"
فجوابه: من هو الذي زكاك من أهل العلم، ووصفك بأنك منهم؟ أذكرهم لنا بأسمائهم وأتحفنا بتزكياتهم لك من أقوالهم أو كتاباتهم.
- وأما ادعاؤه بأنه من أهل العدل والإنصاف في قوله:"لهذا أنا أحذركم؛ الشيخ محمد علي فركوس الساكن بالقبة لا تسمعوا له في هذه النقطة، هو لا، تراه يحذر مني في كل شيء لو تكلمت على نواقض الوضوء لقال لا تسمعوا له، أنظروا أنا عدل معه لا أفعل كما يفعل هو"
فالجواب عليه: أين هو عدلك معه وأنت تسبه وتشتمه وتطعن فيه بما ليس فيه، هل فعل الشيخ معك هذا الذي فعلته معه؟ أم تكلم فيك بما هو ثابت عنك ورده لمخالفته للأدلة الشرعية، دعنا من هذا الكلام الإنشائي الذي لا يغتر به من شم رائحة العلم، ومن هذه الدعاوى التي لا تقوم على بينات وحلم، ومن مدحك لنفسك بما ليس فيك ليعظمك من يستمع إليك.
- وأما ادعاؤه أن مجلسه فيه ذكر الضوابط والقواعد التي لا يضيع السامع لها والمتمسك بها، وأن مجلس الشيخ يؤدي بسبب ما يقال فيه إلى ضياع من يأتيه حيث قال:"كان قليلا يأتي إلى درس عندنا يسمع بعض القواعد والضوابط حتى لا يضيع، فإذا ذهبوا إليه قال لهم لا تسمعوا له وبعد ذلك لا يسمعون شيئا أبدا"
فالجواب عليه: ما هي الضوابط والقواعد التي تذكرها لجلسائك، وتعلمها القاصدين دروسك؛ والتي تحصنهم من الضياع، وتضمن للمتمسك بها حسن الاتباع؟ هل هي من قبيل هذه الكلمات التي قلتها في الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله والتي مُلأت بالسب والشتم والإقذاع، والافتراء والبهت الممجوج للأسماع.
- وأما ادعاؤه في نفسه أنه يحسن تربية قاصديه والمجالسين له بعكس الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله ولذلك فهو يرشده كيف ينبغي له أن يتعامل مع من يأتي إليه حيث قال:"لأنهم جهال، وهو لا يعلم كيف يتصرف مع هؤلاء، المفروض تزجرهم، يأتيك الشاب تقول له: اتق الله ماذا عنده؟"
فالجواب عليه: أترشد الشيخ حفظه الله إلى مثل فحشك وسبك وافترائك وتجنيك وهل هذا هو الذي تربي عليه مجالسيك ومؤتمنيك على قلوبهم التي جعلوها بين يديك؟ اعلم أن هذا لا يليق بالعلامة محمد علي فركوس وليس هو مما يربي حفظه الله عليه النفوس، وسيأتي مزيد بيان لهذا إن شاء الله عند الكلام على طعوناتك في الشيخ حفظه الله ورعاه.

وأخيرا أقول لك يا أبا سعيد اتق الله في نفسك، وفيمن يثق فيك ويستمع إليك، واحذر من أن تحسن الظن بنفسك، وأن تمدحها وتزكيها بما ليس فيها، فإن الله عز وجل يقول:" أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنْفُسَهُمْ بَلِ اللَّهُ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَلَا يُظْلَمُونَ فَتِيلًا (49)" سورة النساء. وقال تعالى:"الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ إِنَّ رَبَّكَ وَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ هُوَ أَعْلَمُ بِكُمْ إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى (32)" سورة النجم.

4- الوقفة الرابعة: مع تهافت كلامه وتناقضه فيه:
إن من أبرز ما يلاحظه السامع لكلام أبي سعيد هداه الله في الشيخ فركوس حفظه الله التهافت الغريب، والتناقض العجيب؛ فكلامه مع قصره وقلة كلماته، وانحصار موضوعه وعدم تشعبه، إلا أنه قد تناقضت فيه كلماته وألفاظه، وتضاربت منه معانيه ومقاصده، وهذا بسبب أن المتكلم يلقي كلامه على عواهنه، ولا يضبط ما يقوله بلسانه، وبيان ذلك كالتالي:
أولا: وصفه للشيخ بأنه من الصالحين مع طعنه فيه بما هو من خصال الطالحين:
فشهد للشيخ بالصلاح في أثناء كلامه حيث قال:" لا بأس يجوز لك أن تطلب منه الدعاء لأنه إن شاء الله رجل صالح" وقبل أن نرى طعوناته التي تناقض شهادته، وتجريحاته التي تعارض ثناءه، لابد من ذكر معنى كلمة "الصالح" في اصطلاح أهل العلم ليتبين أنه نقضها بعد أن شهد للشيخ بها.
قال العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله في القول المفيد ج1 ص368: الصالح: هو الذي قام بحق الله وحق العباد.
إذا فمن فرط في حقوق الله أو حقوق العباد لا يكون صالحا، وعلى هذا فكلام أبي سعيد هداه الله في الشيخ فركوس حفظه الله متناقض، وحديثه عنه متعارض، وبيانه:
- كيف يكون من الصالحين من يطعن في أهل العلم ويجرحهم ويصد الناس عنهم، والله عز وجل يمدحهم ويثني عليهم، حيث قلت:"مشايخ الجرح والتجريح هؤلاء الآن يصدون الناس عن أهل العلم".
- كيف يكون من الصالحين من يعمل لغير رب العالمين، ويطلب سلامة نفسه في الدنيا ولو بضياع الدين، ألم تزعم أن الشيخ إنما جرحك وتكلمك فيك، ورد عليك محذرا الناس منك؛ مخافة أن يجرحه المجرحون ويتكلم فيه المتكلمون، حيث قلت:"وهو مسكين هداه الله يخاف أن يُجَرَّحَ فيقول: لا تسمعوا لأبي سعيد، لا تسمعوا لفلان".
- كيف يكون من الصالحين من يتكلم فيما لا يحسنه ولا علم له به، حيث قلت:" قولوا له كلام الشيخ فركوس في هذا الموضوع كالريح لأنه لا علم له فيه ولا يحسنه، محمد علي فركوس في مسائل الجرح والتعديل لا علم له ولا يحسنه" أليس الكلام فيما لا نعلم مما نهانا الله عنه وحذرنا منه، فمن خالف ربه في نهيه كيف يكون من الصالحين.
- كيف يكون من الصالحين من لا حياء له ولا يستحي على نفسه حيث قلت:"إذهب إذهب لأنه ما أراد أن يستحي على نفسه" وقلت:"الله غالب يا شيخ فركوس لم ترد أن تستحي على نفسك" فهل يكون من الصالحين من هذا هو حاله والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:"الْحَيَاءُ مِنَ الإِيمَانِ" رواه البخاري ومسلم.
- كيف يكون من الصالحين من لا عدل عنده ولا إنصاف لديه حيث قلت:"أنظروا أنا عدل معه لا أفعل كما يفعل هو".
- كيف يكون من الصالحين من يشذ في فتاويه ولا يبنيها على علم صحيح عنده حيث قلت:"فتوى شاذة ليست مبنية على علم صحيح".
- كيف يكون من الصالحين من يضيع الآتي عنده والسامع لكلامه حيث قلت:"فإذا ذهبوا إليه قال لهم لا تسمعوا له وبعد ذلك لا يسمعون شيئا أبدا".
- كيف يكون من الصالحين من يفتح المجال للجهال، حتى يؤذوا العلماء بالأقوال والأفعال، حيث قلت:"ليس مثلهم حينما يقولون لهم لا تسمعوا لأبي سعيد يصبح لا يكلمك ولا يسلم عليك، تمد له يدك يتركها معلقة، يا هذا الشيخ فركوس قال لك هذا؟ لا،لا، هو زاد ذلك من عنده، لماذا؟ بسبب أن الشيخ فركوسا فتح لهم نافذة وهم جعلوها باب مستودع، لأنهم جهال".
- كيف يكون من الصالحين من لا يحسن تربية مجالسيه وطالبي العلم على يديه، حيث قلت:"لأنهم جهال، وهو لا يعلم كيف يتصرف مع هؤلاء، المفروض تزجرهم، يأتيك الشاب تقول له: اتق الله ماذا عنده؟".
- كيف يكون من الصالحين من يتكلم في أهل السنة وتخصصه هو الكلام في أهل السنة، حيث قلت:"إذا هؤلاء الذين يحذرون الشباب من أهل السنة وتخصصهم هو كلامهم في أهل السنة احذروا منهم".
- كيف يكون من الصالحين من يصد الناس عن السنة وأهلها، ولا يتكلم إلا نادرا في أعدائها، حيث قلت:"إذا أيُّها الإخوة أتيت بهذا الكلام حتى نَحْذَرَ الناس الذين أصبحوا يصدون الناس عن أهل السنة والجماعة، بينما الناس الذين يتكلمون في أهل السنة ويسبونهم ويسبون علماءنا لا يتكلمون فيهم إلا نادرا".

وسيأتي الكلام على هذه الكلمات القبيحة عند ذكر طعونات أبي سعيد هداه الله في العلامة فركوس حفظه الله.

والذي أقوله الآن لأبي سعيد: أن الشيخ حفظه الله مبرؤ من كل هذه الصفات التي ذكرتها فيه، ونسبتها إليه، وهو صالح إن شاء الله على معنى الكلمة وحقيقتها، ولو رغمت أنوف الشانئين له، والطاعنين فيه، والمجتهدين في الانتقاص من قدره والحط من شأنه.

تنبيه: إذا كان الأمر كذلك فما هو سبب وقوعه في هذا التناقض؟ والجواب: أن سبب ذلك والله أعلم هو أحد أمرين:
-إما أنه جاهل بمعنى كلمة الصالح في اصطلاح العلماء ولذلك لم يشعر بتناقض كلامه وتهافت قوله.
-وإما أنه يعلم ذلك ولكن حب التظاهر بالإنصاف والعدل أوقعه في التناقض الواضح والتهافت الفاضح.

فسبحان الله! كم تائه بنفسه يحول تيهه بينه وبين عقله.

ثانيا: ومما يدل على تناقضه أيضا: ذمه وقدحه في الشيخ بسبب حضور التكفيريين عنده هذا على حسب زعمه، ثم اعترافه بحضور من يخالط التكفريين لدروسه وأنه كان يعلمهم الضوابط والقواعد التي تنفعهم، وهذا قد تقدم الكلام عليه.
- وأخيرا أنقل كلمة للعلامة عبد المحسن حفظه الله فيما يتعلق بمسألة التناقض:
قال العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله في الانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي:" بل إنَّ التناقض على الحقيقة من سمات أهل البدع والأهواء، ومنهم المالكي؛ فإنَّه يحصل منه التناقض في الكلام القليل، فيناقض آخرُه أوَّلَه" فوالله إن كلام الشيخ عبد المحسن حفظه الله ورعاه لينطبق تمام المطابقة على كلام أبي سعيد هداه الله، فتأمل.

وإلى باقي الوقفات إن شاء الله في المقالة القادمة، وستكون في ذكر طعوناته في العلامة فركوس حفظه الله والجواب عليها، وفي بيان حقيقة أبي سعيد هداه الله من خلال كلامه الذي قاله في العلامة فركوس حفظه الله.

والله الموفق للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله الملك الوهاب.

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك.

وكتب: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان

يوم: الخميس: 24 ربيع الأول 1436 هـ
الموافق ل 15-01-2015 م



[1]- مع شيء من التصرف.

[2]- ونص كلامه بالعامية هو:" سبحان الله العظيم ناس مساكين شباب عندهم أفكار عندهم صحابهم تاع تكفير يروحوا ليه كان شوية أيجي لهنا لدرس يسمع بعض القواعد والضوابط باش ما يروحش يروحوا ليه ما تسمعولوش ومن بعد ما يسمع والوا خلاص سبحان الله العظيم" تنبيه: كل ما قاله بالعامية سأنقله في متن الرد بالفصحى حتى لا أزعج القارئ بعاميته ولا أشوش على ذهنه بركاكته.

[3]- ولقد ذكر لي بعض إخواننا أنهم اصطحبوا معهم رجلا من بلاد أخرى كان عندهم إلى مجلس الشيخ فلما رآه بكى من شدة فرحه بلقائه.


التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان ; 16 Jan 2015 الساعة 03:43 AM
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 15 Jan 2015, 11:10 PM
أبو عبد الله حيدوش أبو عبد الله حيدوش غير متواجد حالياً
وفقه الله
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
الدولة: الجزائر ( ولاية بومرداس ) حرسها الله
المشاركات: 757
افتراضي

جزاك الله خيراً
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 16 Jan 2015, 12:38 AM
سليمي حميد سليمي حميد غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: الجزائر
المشاركات: 86
إرسال رسالة عبر Skype إلى سليمي حميد
افتراضي السلام عليكم

السلام عليكم بارك الله فيك اخي العزيز
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 17 Jan 2015, 12:12 AM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل عبد الصَّمد على دفاعك عن الشَّيخ فركوس حفظه الله ووفَّقه، وبيانك مواطن الخلل في كلام أبي سعيد ردَّه الله للحقِّ، وبصَّره بالصَّواب.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 17 Jan 2015, 12:37 PM
أبو همام وليد مقراني أبو همام وليد مقراني غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: الجزائر العاصمة
المشاركات: 748
افتراضي

بارك الله فيك أخي عبد الصمد لذبك عن شيخنا المفضال
و نقول لأبي سعيد اذا كان شيخنا محمد يلحن في الكلام فكلامك لا يمكن وضعه في أي لغة لا عربية و لا فرنسية و لا غيرها
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 19 Jan 2015, 12:16 PM
نبيل حسني نبيل حسني غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
الدولة: مغنية الجزائر
المشاركات: 34
افتراضي

بارك الله فيك اخي ابو عبد السلام ... حفظ الله الشيخ الفركوس و متعنا بعلمها.
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 19 Jan 2015, 06:19 PM
ابومارية عباس البسكري ابومارية عباس البسكري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Apr 2013
الدولة: الجزائر بسكرة
المشاركات: 703
إرسال رسالة عبر Yahoo إلى ابومارية عباس البسكري
افتراضي

جزاك الله خيرًا أخي الفاضل عبد الصَّمد
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 19 Jan 2015, 09:36 PM
أبو معاذ طارق الجزائري أبو معاذ طارق الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
الدولة: الجزائر, ولاية المسيلة
المشاركات: 37
افتراضي

بارك الله فيك ، وجزاك الله خيرا
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 08 Jun 2015, 08:00 PM
أبوأمامه محمد يانس أبوأمامه محمد يانس غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2013
الدولة: الجزائر
المشاركات: 372
افتراضي

صدق من قال إن البدعة تصل بصاحبها إلى الجنون

أبو سعيد يربي الناس على الفحش والبذاءة بتجويزه ه للكلام القبيح على حد قوله(حتى الكلام القبيح
يجوز تقوله) والحجة في ذلك الظلم .

ويستدل بالقرآن الكريم على طرائق أهل البدع والضلال لأن معنى الآية في واد وهو في واد وبينها واد

والله المستعان

واستسمح الإخوة الفضلاء على هذا النقل وقد ترددت أكثر من شهر لنقله حتى أصر علي بعض الإخوة

كلام أبو سعيد من هنا
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 09 Jun 2015, 10:24 AM
أبو أنس محمد عيسى أبو أنس محمد عيسى غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2014
المشاركات: 415
افتراضي

بارك الله فيك وأحسن إليك ودمت ذابا عن السنة وعن علمائها
وحفظ الله الإمام العلامة الوالد الأصولي محمد علي فركوس وكما قيل قديما :
يا ناطح الجبلَ العالي ليَكْلِمَه *** أَشفق على الرأسِ لا تُشْفِق على الجبلِ
كناطحٍ صخرةً يوماً ليوهنَها *** فلم يَضِرْها وأوهى قرنَه الوعِلُ
رد مع اقتباس
  #11  
قديم 11 Jun 2015, 02:54 PM
أبو عبيد الله خالد إنزارن أبو عبيد الله خالد إنزارن غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2013
المشاركات: 109
افتراضي

سبحان الله هذا حال أهل البدع الطعن في العلماء الربانيين واتباع الهوى وعدم الرجوع لكلام السلف... بل بلغ به الأمر أن يحث الناس على السفاهة والفحش مستدلا على باطله بآية من كتاب الله لو علم تفسيرها لما قال مقولته
قال الطبري - رحمه الله-
الآية : 148
القول في تأويل قوله تعالى:
{لاّ يُحِبّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلاّ مَن ظُلِمَ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعاً عَلِيماً }.
اختلف القراء في قراءة ذلك, فقرأته عامة قرّاء الأمصار بضمّ الظاء.
وقرأه بعضهم: «إلاّ مَنْ ظَلَمَ» بفتح الظاء. ثم اختلف الذين قرءوا ذلك بضمّ الظاء في تأويله فقال بعضهم: معنى ذلك: لا يحب الله تعالى ذكره أن يجهر أحدنا بالدعاء على أحد, وذلك عندهم هو الجهر بالسوء إلاّ مَنْ ظُلِم يقول: إلا من ظُلم فيدعو على ظالمه, فإن الله جلّ ثناؤه لا يكره له ذلك, لأنه قد رخص له في ذلك .
ذكر مَن قال ذلك:
8546ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا عبد الله بن صالح, قال: ثني معاوية بن صالح, عن بن أبي طلحة, عن ابن عباس, قوله: لا يُحبّ الله الجَهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَوْلِ يقول: لا يحبّ الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما, فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظَلَمَه, وذلك قوله: إلاّ مَنْ ظُلِمَ وإن صبر فهو خير له.
8547ـ حدثني المثنى, قال: حدثنا عبد الله, قال: ثني معاوية, عن عليّ, عن ابن عباس, قوله: لا يُحِبّ الله الجَهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلَمَ فإنه يحبّ الجهر بالسوء من القول.
8548ـ حدثنا بشر ين معاذ, قال: حدثنا يزيد, قال: حدثنا سعيد, عن قتادة, قوله: لايُحِبّ الله الجِهْرَ بالسّوءِ منَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ وكانَ الله سَمِيعَا عَليما عذر الله المظلوم كما تسمعون أن يدعو.
8549ـ حدثني الحرث, قال: حدثنا أبو عبيد, قال: ثنا هشيم, عن يونس, عن الحسن, قال: هو الرجل يظلم الرجل, فلا يدْعُ عليه, ولكن ليقل: اللهمّ أعني عليه اللهمّ استخرج لي حقي اللهمّ حل بينه وبين ما يريد ونحوه من الدعاء.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: لا يحبّ الله الجهر بالسوء من القول, إلا من ظُلم فيُخبر بما نيل منه.
ذكر من قال ذلك:
8550ـ حدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا أبو معاوية, عن محمد بن إسحاق, عن ابن أبي نجيع, عن مجاهد, قال: هو الرجل ينزل بالرجل, فلا يحسن ضيافته, فيخرج من عنده, فيقول: أساء ضيافتي ولم يحسن.
8551ـ حدثنا القاسم, قال: حدثنا الحسين, قال: ثني حجاج, عن ابن جريج, عن مجاهد, إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: إلا من أثَر ما قيل له.
حدثني المثنى, قال: حدثنا الحجاج بن المنهال, قال: حدثنا حماد, عن محمد بن إسحاق, عن عبد الله بن أبي نجيع, عن مجاهد: لايُحِبّ الله الجِهْرَ بالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: هو الضيف المحوّل رحله, فإنه يجهر لصاحيه بالسوء من القول.
وقال آخرون: عنى بذلك الرجل ينزل بالرجل فلا يَقرِيه, فينال من الذم ما لم يَقْرِه.
ذكر من قال لك:
8552ـ حدثني محمد بن عمرو, قال: حدثنا أبو عاصم, قال: حدثنا عيسى, عن ابن أبي نجيع, عن مجاهد في قوله: إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: من ظُلم فانتصر يجهر بالسوء.
حدثني المثنى, قال: ثن أبو حذيفة, قال: حدثنا شبل, عن ابن أبي نجيع, مثله.
8553ـ وحدثنا ابن وكيع, قال: حدثنا سفيان بن عيينة, عن ابن أبي نجيع, عن إبراهيم بن أبي بكر, عن مجاهد. وعن حميد الأعرج, عن مجاهد: لا يُحبّ الله الجَهْرَ بالسّوء مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ. قال: هو الرجل ينزل بالرجل فلا يحسن إليه, فقد رخص الله له أنَ يقول فيه.
حدثني أحمد بن حماد الدّولابيّ, قال: حدثنا سفيان, عن ابن أبي نجيع, عن إبراهيم بن أبي بكر,عن مجاهد: لا يُحِبّ الله الجَهْرِ بالسّوءِ منَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِمَ قال: هو في الضيافة يأتي الرجل القوم فينزل عليهم فلا يضيفونه, رخص الله له أن يقول فيهم. حدثنا الـحسن بن يحيى, قال: أخبرنا عبد الرزاق, قال: أخبرنا الـمثنى بن الصبـاح, عن مـجاهد فـي قوله: لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ... الاَية, قال: ضاف رجل رجلاً, فلـم يؤدّ إلـيه حقّ ضيافته, فلـما خرج أخبر الناس, فقال: ضفت فلانا فلـم يودّ حقّ ضيافتـي, فذلك جهر بـالسوء إلاّ مَنْ ظُلِـمَ حين لـم يودّ إلـيه ضيافته.
حدثنا القاسم, قال: حدثنا الـحسين, قال: ثنـي حجاج, قال: قال ابن جريج, قال مـجاهد: إلا من ظلـم فـانتصر يجهر بسوء. قال مـجاهد: نزلت فـي رجل ضاف رجلاً بفلاة من الأرض فلـم يضفه, فنزلت إلاّ مَنْ ظُلِـمَ ذكر أنه لـم يضفه, لا يزيد علـى ذلك.
وقال آخرون: معنى ذلك: إلا من ظُلـم فـانتصر من ظالـمه, فإن الله قد أذن له فـي ذلك.
ذكر من قال ذلك:
8554ـ حدثنا مـحمد بن الـحسين, قال: حدثنا أحمد بن الـمفضل, قال: حدثنا أسبـاط, عن السديّ: لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظُلِـمَ يقول: إن الله لا يحبّ الـجهر بـالسوء من أحدٍ من الـخـلق, ولكن من ظلـم فـانتصر بـمثل ما ظلـم, فلـيس علـيه جناح.
ف «مَنْ» علـى هذه الأقوال التـي ذكرناها سوى قول ابن عبـاس فـي موضع نصب علـى انقطاعه من الأول, والعرب من شأنها أن تنصب ما بعد إلا فـي الاستثناء الـمنقطع فكان معنى الكلام علـى هذه الأقوال سوى قول ابن عبـاس: لا يحبّ الله الـجهر بـالسوء من القول, ولكن من ظُلـم فلا حرج علـيه أن يخبر بـما نـيـل منه أو ينتصر مـمن ظلـمه.
وقرأ ذلك آخرون بفتـح الظاء: «إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» وتأوّلوه: لا يحبّ الله الـجهر بـالسوء من القول, إلا من ظَلـم, فلا بأس أن يُجهر له بـالسوء من القول.
ذكر من قال ذلك:
8555ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد: كان أبـي يقرأ: «لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» قال ابن زيد: يقول: إلا من أقام علـى ذلك النفـاق فـيجهر له بـالسوء حتـى ينزع. قال: وهذه مثل: وَلا تَنابَزُوا بـالألْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الفُسُوقُ أن تسميه بـالفسق بَعْدَ الإيـمانِ بعد إذ كان مؤمنا, وَمَنْ لَـمْ يَتُبْ من ذلك العمل الذي قـيـل له, فَأُولَئِكَ هُمُ الظّالِـمُونَ قال: هو أشرّ مـمن قال ذلك له.
8556ـ حدثنـي يونس, قال: أخبرنا ابن وهب, قال: قال ابن زيد فـي قوله: «لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» فقرأ: إنّ الـمُنافِقِـينَ فِـي الدّرْكِ الأسْفَلِ مِنَ النّارِ حتـى بلغ: وَسَوْفَ يُؤْتِ اللّهُ الُـمؤْمِنِـينَ أجْرا عَظِيـما ثم قال بعد ما قال: هم فـي الدرك الأسفل من النار. ما يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إنْ شَكَرْتُـمْ وآمَنْتُـمْ وكانَ اللّهُ شاكِرا عَلـيـما «لا يُحِبّ اللّهُ الـجَهْرَ بـالسّوءِ مِنَ القَوْلِ إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» قال: لا يحبّ الله أن يقول لهذا: ألست نافقت؟ ألست الـمنافق الذي ظلـمت وفعلت وفعلت؟ من بعد ما تاب, «إلاّ مَنْ ظَلَـم», إلا من أقام علـى النفـاق. قال: وكأن أبـي يقول ذلك له ويقرؤها: «إلاّ مَنْ ظَلَـمَ».
«مَنْ» علـى هذا التأويـل نصب لتعلقه بـالـجهر. وتأويـل الكلام علـى قول قائل هذا القول. لا يحبّ الله أن يجهر أحد لأحد من الـمنافقـين بـالسوء من القول «إلاّ مَنْ ظَلَـمَ» منهم, فأقام علـى نفـاقه فإنه لا بأس بـالـجهر له بـالسوء من القول.
قال أبو جعفر: وأولـى القراءتـين بـالصواب فـي ذلك قراءة من قرأ: إلاّ مَنْ ظُلِـمَ بضمّ الظاء, لإجماع الـحجة من القرّاء وأهل التأويـل علـى صحتها, وشذوذ قراءة من قرأ ذلك بـالفتـح. فإذ كان ذلك أولـى القراءتـين بـالصواب, فـالصواب فـي تأويـل ذلك: لا يحبّ الله أيها الناس أن يجهر أحد لأحد بـالسوء من القول إلاّ مَنْ ظُلِـمَ بـمعنى: إلا من ظُلـم فلا حرج علـيه أن يخبر بـما أسيء إلـيه. وإذا كان ذلك معناه, دخـل فـيه إخبـار من لـم يُقْرَ أو أسيء قِرَاه, أو نـيـل بظلـم فـي نفسه أو ماله عَنوة من سائر الناس, وكذلك دعاؤه علـى من ناله بظلـم أن ينصره الله علـيه, لأن فـي دعائه علـيه إعلاما منه لـمن سمع دعاءه علـيه بـالسوء له. وإذ كان ذلك كذلك, ف «مَنْ» فـي موضع نصب, لأنه منقطع عما قبله, وأنه لا أسماء قبله يستثنى منها, فهو نظير قول: لَسْتَ عَلَـيْهِمْ بِـمُسَيْطِرٍ إلاّ مَنْ تَوَلـىّ وكَفَرَ.
وأما قوله: وكانَ اللّهُ سَمِيعا عَلِـيـما فإنه يعنـي: وكان الله سميعا لـمِا يجهرون به من سوء القول لـمن يجهرون له به, وغير ذلك من أصواتكم وكلامكم, علـيـما بـما تـخفون من سوء قولكم وكلامكم لـمن تـخفون له به, فلا تـجهرون له به, مـحصٍ كلّ ذلك علـيكم حتـى يجازيَكم علـى ذلك كله جزاءكم الـمسيء بـاساءته والـمـحسن بإحسانه.
"تفسير الطبري"
فأين ابو سعيد من هذه النقول وكلام الفحول

التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبيد الله خالد إنزارن ; 11 Jun 2015 الساعة 04:56 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مميز, ابو سعيد بلعيد, بلعيد, ردود

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013