منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 24 Mar 2014, 02:06 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

.....


التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 27 Mar 2014 الساعة 05:47 PM
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 24 Mar 2014, 02:08 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

.....

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 27 Mar 2014 الساعة 05:47 PM
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 25 Mar 2014, 02:24 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

أقسامُ سمعِ اللهِ تعالَى
ينقسمُ السمعُ إلى قسمينِ :
1 ـ سمعُ الإجابةِ : كقولِ اللهِ تعالى {إنَّ رَبِّي لسميعُ الدُّعاءِ} (إبراهيم 39)، أيْ لمجيبُ الدعاءِ.
2 ـ سمعُ الإدراكِ : و هذا ينقسمُ إلى ثلاثةِ أقسامٍ :
الأولُ : يرادُ به بيانُ عمومِ سمعِ اللهِ تعالى، كقولِه تعالى {قدْ سمعَ اللهُ قولَ التي تجادِلكَ في زوجِهَا و تشتكِي إلى اللهِ} (المجادلة 1) قالتْ عائشةُ رضي اللهُ عنها :"الحمدُ للهِ الذي وسعَ سمعُه الأصواتَ، و اللهِ إنِّي لَفي الحجرةِ، و إنَّ حديثها ليخفَى عليَّ بعضُه".
الثاني : يرادُ به النصرُ و التأييدُ كقولِ اللهِ تعالى لموسَى و هارونَ {إننِي معكُما أسمعُ و أرَى} (طه 46).
الثالثُ : يرادُ به الوعيدُ و التهديدُ كقولِ اللهِ تعالى {أمْ يحسبونَ أنَّا لا نسمعُ سرَّهم و نجواهُم بَلى و رسُلنا لديهم يكتبونَ} (الزخرف 80).
و سمعُ الإدراكِ هو منَ الصفاتِ الذاتيةِ لأنه لا ينفكُ عنه، أما سمعُ الإجابةِ و النصرِ و التأييدِ منَ الصفاتِ الفعليةِ لأنه مقرونٌ بسببٍ.
معنى "البصيرُ"
البصيرُ معناهُ : ذُو البصرِ.
و يطلقُ البصيرُ على :
1 ـ الرَّائِي : فهو بصيرٌ رؤيةً.
2 ـ العليمِ : فهو بصيرٌ علمًا.
اختلافُ النحاةِ في الكافِ في {كَمثلِه}
الظاهرُ منها أنَّ اللهَ تعالى ليسَ مثلَ مثلِه شيءٌ، و هذا باطلٌ، لذا اختلفت عباراتُ النحويينَ في تخريجِ العبارةِ على أقوالٍ :
1 ـ أنَّ الكافَ زائدةٌ، و تقديرُ الكلامِ :"ليسَ مثلَه شيءٌ"، قالوا زيادةُ الحروفِ في اللغةِ للتوكيدِ أمرٌ مطردٌ، و هذا القولُ مريحٌ.
2 ـ أنَّ الزائدَ "مثل" و يكونُ التقديرُ :"ليس كهوَ شيءٌ"، وهذا ضعيفٌ مردودٌ، لأنَّ الزيادةَ في الأسماءِ قليلةٌ جدا أو نادرةٌ بخلافِ الحروفِ.
3 ـ أنَّ "مثل" بمعنى صفة و المعنى :"ليس كصفتِه شيءٌ" و هذا ليسَ ببعيدٍ عن الصواب.
4 ـ أنَّه ليسَ فيهِ زيادةٌ، فإذا قلتَ {ليسَ كمثلِهِ شيءٌ} لزمَ من ذلكَ نفي المثلِ، و إذا كانَ ليس للمثلِ مثلٌ صارَ الموجودُ واحدًا، و على هذا القولِ فلا حاجةَ لِأَنْ نقدرَ شيئًا، و هذَا هو الصوابُ و هو أجودُ.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 04 Apr 2015 الساعة 08:24 AM
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 26 Mar 2014, 05:17 PM
أبوالحسين محمد بوعزة أبوالحسين محمد بوعزة غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
الدولة: تيارت، الجزائر
المشاركات: 17
افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
حبذا لو ينسق الموضوع في ملف.
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 27 Mar 2014, 05:49 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

بارك الله فيك أخي محمد
اقتباس:
حبذا لو ينسق الموضوع في ملف

سيكون هذا في نهاية الموضوع إن شاء الله تعالى
رد مع اقتباس
  #36  
قديم 27 Apr 2014, 02:17 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

أقسامُ فعلِ اللهِ تعالى باعتبارِ المباشرةِ و غيرِ المباشرةِ

الفعلُ باعتبارِ ما يفعله اللهُ بنفسه فعلٌ مباشِرٌ، و باعتبار ما يقدِّره على العبادِ فعل غيرُ مباشِر، و لا يصحُّ أن ينسبَ فعلُ العبدِ إلى اللهِ على سبيلِ المباشرةِ، لأن العبدَ هو المباشرُ له، و لكن ينسبُ إلى اللهِ على سبيل التقديرِ و الخلقِ، أما ما يفعله اللهُ بنفسه كاستوائِه فهذا ينسبُ إليه فعلا مباشرًا.

أقسامُ إرادةِ اللهِ تعالى

تنقسمُ إرادةُ اللهِ تعالى إلى قسمينِ :
1 ـ الإرادةُ الكونيةُ (المشيئةُ) : قال اللهُ تعالى {وَ لو شاءَ اللهُ ما اقتتلُوا و لكنَّ اللهَ يفعلُ ما يريدُ}.
و هذه الإرادةُ :
أ ـ تتعلقُ بما يحبُّه اللهُ و ما لا يحبُّه.
مسألةٌ : هلْ أرادَ اللهُ الكفرَ و هو لا يحبُّه؟ الجوابُ نعمْ؛ أرادَه بالإرادةِ الكونيةِ، و لو لم يردْه ما وقعَ؛ كما أنَّ هذا مكروهٌ من وجهِ كونه معصيةً، و محبوبٌ من وجهِ كونِه متضمنا لمصالح عظيمةٍ مترتبةٍ عليه، كحصولِ العظةِ و الاعتبارِ و المجاهدةِ و غيرها.
ب ـ يلزمُ فيها وقوعُ المرادِ.
2 ـ الإرادةُ الشرعيةُ (المحبةُ) : قالَ اللهُ تعالى {أُحِلتْ لكم بهيمةُ الأنعامِ إلا ما يتلى عليكم غيرَ محلِّي الصيدِ و أنتم حرمٌ إن الله يحكمُ ما يريدُ}.
و هذه الأرادةُ :
أ ـ تختصُّ بما يحبُّه اللهُ تعالى.
ب ـ لا يلزمُ فيها وقوعُ المرادِ.
مسألة : قد يريدُ اللهُ الشيء شرعًا و لا يقعُ، فهو سبحانَه يريدُ من الخلقِ أن يعبدوه، و لا يلزم وقوعُ هذا المرادِ.

الفرقُ بين الإرادةِ الكونيةِ و الإرادةِ الشرعيةِ

1 ـ الإرادةُ الكونيةُ تتعلقُ بما يحبُّه اللهُ و ما لا يحبُّه، أما الشرعيةُ فهي خاصةٌ فيما يحبه الله تعالى.
2 ـ الإرادةُ الكونيةُ لابد من وقوعها، أما الشرعيةُ فقد تقعُ و قد لا تقع.
3 ـ الإرادةُ الكونية مقصودةٌ لغيرها، كخلقِ إبليسَ ليحصلَ بذلك المجاهدةُ و التوبةُ و الاستغفار؛ أما الشرعيةُ فهي مقصودةٌ لذاتها [هذه الأخيرة نقلتها من : تهذيب شرح عقيدة أهل السنة و الجماعة للشيخ رسلان حفظه الله تعالى].

اجتماعُ الإرادتين في المطيعِ و انفرادُ الإرادةِ الكونيةِ في العاصي

تجتمعُ الإرادةُ الشرعيةُ و الكونيةُ في حقِّ المؤمنِ المطيعِ، و تنفردُ الكونيةُ في حقِّ الفاجرِ العاصي.

التعديل الأخير تم بواسطة يوسف صفصاف ; 04 May 2014 الساعة 11:37 PM
رد مع اقتباس
  #37  
قديم 23 Nov 2014, 03:10 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

أقسامُ الإحْسانِ و أحكَامُه
ينقسمُ الإحسانُ باعتبارِ حكمِه إلى قسمينِ :
1 _ واجبٌ : و هو ما يتوقفُ عليه أداءُ الواجبِ.
2 _ مستحبٌ : و هو ما زادَ على ما يتوقفُ عليه أداءُ الواجبِ.
و الإحسانُ يكونُ في :
1 _ عبادةِ اللهِ تعالى : و قد فسَّره النبي صلى اللهُ عليه و سلم فيما رواه الشيخانِ عن أبي هريرةَ حينَ سأل جبريلُ النبيَّ صلى اللهُ عليه و سلم : ما الإحسانُ؟ فقال : "أن تعبدَ اللهَ كأنك تراهُ، فإن لم تكنْ تراهُ فإنه يراكَ".
2 _ في معاملةِ الخلقِ : فقد فسره الحسنُ البصري رحمه اللهُ بقوله : "كفُّ الأذَى، وبذلُ الندَى، وطلاقةُ الوجه "ِ.
أقسامُ الإقساطِ و حكمُه
حكمُه : الإقساطُ هو العدلُ، و العدلُ واجبٌ لقوله تعالى {وَ أَقْسِطُوا} [الحجرات 9].
و الإقساطُ يكونُ في :
1 _ معاملةِ اللهِ تعالى : فإنه منَ العدلِ أن يشكرَ العبدُ ربه الذي ينعمُ عليه بالنعمِ.
2 _ معاملةِ الخلقِ : و يدخلُ في ذلك أمورٌ كثيرةٌ منها : أن يعامِل العبدُ الخلقَ بما يحبُّ أن يعاملوه به، و العدلُ بين الورثةِ، و العدلُ بين الزوجاتِ، و العدلُ في العطيةِ بين الأولادِ و غيرها.
فرقٌ مهمٌّ :
الإقساطُ ليس هو القسط، فالقسط الجور و الإقساط العدل، ففعل قسط -الذي بمعنى جار- رباعي دخلت عليه همزة النفي أو السلب؛ فنفت عنه معناه –الذي هو الجور- فصار أقسط بمعنى عدل.
قال الجوهريُّ في الصحاح : " القُسوطُ: الجَورُ والعدولُ عن الحقّ. وقد قَسَطَ يَقْسِطُ قُسوطاً. قال الله تعالى: {وأمَّا القاسِطونَ لجهنَّمَ حَطَبا} والقِسْطُ بالكسر: العَدْلُ. تقول منه: أقْسَطَ الرجلُ فهو مُقْسِطٌ. ومنه قوله تعالى: {إنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطين}.
رد مع اقتباس
  #38  
قديم 30 Nov 2014, 02:47 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

معنَى التوبةِ و شروطُها
التوبةُ : لغة : الرجوعُ.
شرعا : الرجوعُ إلى الله من معصيتِه إلى طاعتِه.
شروطُ التوبةِ : لها خمسةُ شروطٍ :
1 _ الإخلاصُ لله تعالى : بأن يكون الحاملُ على التوبةِ مخافة الله و رجاء ثوابه، لا السمعة و الرياء.
2 _ الندمُ على ما فعلَ من الذنبِ : و علامتُه أن يتمنى أنه لم يقعْ منه ذلك.
3 _ الإقلاعُ عن الذنبِ : و هذا يكونُ في حق اللهِ تعالى و حق الآدميين، فيتركُه إن كان محرمًا، و يتداركُه إن كان واجبًا يمكن أن يُتَدارك.
4 _ العزمُ على عدم العودة : فيكون في نيته أنه لو مُكن له لما عاد إلى هذا الفعل.
5 _ أن تكونَ في وقتِ قبولِ التوبة : فإن التوبةَ لا تقبلُ في ثلاثةِ مواضع :
أ _ عند طلوعِ الشمسِ من مغربها.
ب _ عند الموتِ.
ج _ عند نزولِ العذابِ.
رد مع اقتباس
  #39  
قديم 14 Dec 2014, 01:25 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ المحبةِ
يثبتُ أهلُ السنةِ صفةَ المحبةِ لله تعالى، و يعتقدون أن اللهَ تعالى يُحِبُّ و يُحَبُّ، و دل على هذا الأدلةُ النقلية و السمعية :
1 _ الأدلةُ السمعيةُ :
_ قال الله تعالى {و أحسنُوا إنَّ اللهَ يحبُّ المحسنينَ} [البقرة 159].
_ قال تعالى {إنَّ اللهَ يحبُّ التوابينَ و يحبُّ المتطهرينَ} [البقرة 222].
_ قال تعالى {قلْ إنْ كنتمْ تحبونَ اللهَ فاتبعوني يحببكُم اللهُ} [آل عمران 31].
_ قال تعالى {فسوفَ يأتي اللهُ بقومٍ يحبهُم و يحبونَه} [المائدة 54].
2 _ الأدلةُ العقليةُ :
إثابةُ الطائعين بالجناتِ و النصرِ و غيرها، يدل بلا شكٍّ على المحبةِ، و ثبتَ عمن سبقَ و لحق أن اللهَ تعالى أيدَ و نصر من عباده المؤمنين و أثابهم؛ فما هذا إلا دليلٌ على حبِّه لهم.
أسبابُ محبةِ اللهِ تعالى
المحبةُ له أسبابٌ كثيرةٌ من أهمها :
1 _ تدبرُ الإنسانِ في من خلقَه و أنعمَ عليه بالنعم، و النظرُ في تدبيرِ الله لشؤونه و أموره.
2 _ محبةُ ما أحبُّه اللهُ من الأعمالِ القوليةِ و الفعلية و القلبية، و محبةُ مَنْ أحب اللهُ تعالى.
3 _ كثرةُ ذكرِ الله تعالى، حتى يصيرَ القلبُ منشغلا بالله دائما.
أسبابُ نيلِ محبةِ اللهِ تعالى
لها سببٌ واحد وهو اتباعُ النبي صلى اللهُ عليهِ و سلمَ.
شبهُ منْ نفَى المحبةَ و الردُّ عليها
أهلُ البدعِ نفوا المحبةَ بناءً على حججٍ واهية، منها :
1 _ أن العقلَ لا يدلُ عليها.
2 _ أن المحبةَ لا تكونُ إلا بينَ شيئينِ متجانسين؛ فلا تكونُ بين الخالقِ و المخلوقِ و يمكن أن تكونَ بين المخلوقاتِ.
الردُّ عليها :
أما الأولى : فالرد عليها منْ وجهين :
أ _ نسلمُ أن العقلَ لم يدلَّ على إثباتِ المحبةِ بين الخالقِ و المخلوق، و َّ النصَ الصريح دل على ثبوتها؛ و النصُّ دليل قائم بنفسه لا قياسَ معه.
ب _ دعوَى أن العقلَ لا يدلُّ عليها مردودٌ، فقد دل العقلُ الصحيح على ثبوتها كما تقدم.
و أما الثانيةُ : و هي ادعاؤهم أن المحبةَ لا تكونُ إلا بين متجانسين ممنوعٌ و خطأ؛ بل تكونُ بينَ شيئين بينهما أعظمُ التباين، كما بين الإنسانِ و بعيره أو ساعتِه و نحوها.
إثباتُ صفةِ الخلةِ و العلاقةُ بينها و بين المحبةِ
نثبت صفةَ الخلةِ لله تعالى كما نثبت له المحبةَ؛ حيثُ قال تعالى {و اتخذَ اللهُ إبراهيمَ خليلا} [النساء 125]، و الخلةُ أعلى أنواعِ المحبةِ و ليسَ فوقها شيءٌ من أنواعِ المحبةِ؛ لأن الخليلَ منْ وصل حبُّه إلى سويداءِ القلبِ و تخللَ مجاري عروقه. و الخلةُ لا تثبتُ إلا لنبينا محمدٍ و إبراهيمَ عليهما الصلاة و السلام.
رد مع اقتباس
  #40  
قديم 21 Dec 2014, 12:27 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفة الرحمة
يثبت أهل السنة لله رحمة تليق بجلاله، دل عليها الكتاب و السنة و الإجماع و العقل.
1 _ من الكتاب : و هي متنوعة فتكون :
أ _ بالاسم : كقوله تعالى {و هو الغفور الرحيم} [يونس 107].
ب _ بالصفة : كقوله تعالى {و ربك الغفور ذو الرحمة} [الكهف 58].
ج _ بالفعل : كقوله تعالى {يعذب من يشاء و يرحم من يشاء} [العنكبوت 21].
د _ باسم التفضيل : كقوله تعالى {و هو أرحم الراحمين} [يوسف 92].
2 _ من السنة : و هي متنوعة أيضا فتكون :
أ _ بالاسم : روى البخاري في صحيحه عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه : أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال : "قل : اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم".
ب _ بالصفة : روى الحاكم في المستدرك أنس بن مالك رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله رحيم حيي كريم يستحي من عبده أن يرفع إليه يديه، ثم لا يضع فيهما خيرا". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (1636).
ج _ بالفعل : روى مسلم عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن لله مائة رحمة أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام، فبها يتعاطفون، وبها يتراحمون، وبها تعطف الوحش على ولدها، وأخر الله تسعا وتسعين رحمة، يرحم بها عباده يوم القيامة".
د _ باسم التفضيل : روى البخاري في صحيحه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي، فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي، إذا وجدت صبيا في السبي أخذته، فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم : "أترون هذه طارحة ولدها في النار" قلنا : لا، وهي تقدر على أن لا تطرحه، فقال : "لله أرحم بعباده من هذه بولدها".
3 الإجماع : فقد اتفق السلف على إثبات صفة الرحمة لله تعالى إثباتا يلسق به.
4 _ العقل : الخيرات الكثيرة التي أنعم الله بها على عباده، و النقم الكثيرة التي تندفع عنهم بأمر الله، دال على إثبات الرحمة لله تعالى حيث قال عز و جل {فانظر إلى آثار رحمة الله كيف يحي الأرض بعد موتها} [الروم 50]. و هذا يشهد به العام و الخاص.
أقسام رحمة الله تعالى
رحمة الله على قسمين : عامة و خاصة.
1 _ العامة : و هي التي يرحم بها الخلائق كلها : إنسهم و جنهم، صالحهم و فاسدهم، و البهائم أيضا؛ حيث قال ربنا عز و جل {ربنا وسعت كل شيء رحمة و علما} [غافر 7].
2 _ الخاصة : بالمؤمنين دون غيرهم؛ حيث قال تعالى {و كان بالمؤمنين رحيما} [الأحزاب 43].
الفرق بين الرحمة العامة و الخاصة
هناك فوراق بين الرحمة العامة و الخاصة منها :
1 _ رحمة الله بالمؤمنين رحمة إيمانية دينية دنيوية، أما رحمة الكافر فهي رحمة جسدية بدنية دنيوية.
2 _ رحمة الله بالمؤمنين متصلة بالآخرة، أما الكافر فرحمة الله به قاصرة على الدنيا، لا تدركهم يوم القيامة؛ بل يدركهم العدل.
أسباب نيل رحمة الله تعالى
من أسباب نيل رحمة الله تبارك و تعالى :
أ _ الإحسان : قال الله تعالى {إن رحمت الله قريب من المحسنين} [الأعراف 56].
ب _ الإيمان : قال تعالى {و كان بالمؤمنين رحيما} [الأحرزاب 43].
ج _ التقوى : قال تعالى {فسأكتبها للذين يتقون و يؤتون الزكاة و الذين هم بآياتنا يؤمنون} [الأعراف 156].
شبه من أنكر صفة الرحمة و الرد عليها
أنكر الأشاعرة و غيرهم من أهل التعطيل صفة الرحمة، و أولوها بإرادة الإحسان أو بالإحسان، لشبه واهية و هي :
1 _ أن العقل لم يدل عليها.
2 _ أن الرحمة رقة و ضعف للمرحوم، و هذا لا يليق بالله تعالى.
أما الرد على الأولى فيكون من وجهين :
أ _ التسليم : نقول إن كان العقل لم يدل عليها، فإن السمع قد دل عليها، و انتفاء الدليل المعين لا يستلزم انتفاء المدلول، فإن كانت الرحمة لم تثبت العقل فقد ثبتت بالنقل.
ب _ المنع : فالقول بأن العقل لا يدل على الرحمة قول باطل، فإن العقل الصحيح دل عليها و قد تقدم الكلام عن هذا.
و من العجب أنهم أثبتوا صفة الإرادة بالسمع و العقل لأن التخصيص يدل عليها؛ و صفة الرحمة أكثر ذكرا في القرآن، كما أن دليلهم العقلي لا يفهمه إلا الجهابذة من طلبة العلم، بخلاف دليل الرحمة العقلي الذي يفهمه الخاص و العام.
أما الشبهة الثانية فالرد عليها : بأن الرحمة لا تستلزم الرقة و اللين، فنرى الملك ذو السلطان العظيم أقوى الناس و يكون رحيما بهم، و إن صح ادعاؤهم فإنه يكون في المخلوق، أما الخالق عز و جل يرحم مع مع كمال سلطانه و عزته و قوته.
رد مع اقتباس
  #41  
قديم 28 Dec 2014, 10:25 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ الرِّضَا
يؤمنُ أهلُ السنةِ و الجماعة أن اللهَ تعالى يرضَى رضا حقيقيا يليقُ به عز و جل، و صفة الرضَا ثابتة بالكتابِ و السنة و الإجماع.
الكتاب : و قد تنوعت دلالتها :
1 _ باسم المصدرِ : قوله تعالى {و رضوانٌ منَ اللهِ أكبر} [التوبة 72].
2 _ بالفعل الماضي : قوله تعالى {رضيَ اللهُ عنهم و رضُوا عنه} [المائدة 119].
3 _ بالفعل المضارع : قوله تعالى {و إن تشكرُوا يرضهُ لكم} [الزمر 7].
السنة : و قد تنوعت دلالتها :
1 _ باسم المصدر : روى الحاكم في المستدرك عن عبد الله بن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "رضَا الربِّ في رضا الوالدِ وسخط الرب في سخطِ الوالد". حسنه الألباني رحمه الله في صحيح الترغيب و الترهيب (2501).
2 _ بالفعلِ الماضي : روى أحمد في المسند عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن اللهَ عز وجل رضي لكم ثلاثًا، وكرهَ لكم ثلاثًا".
3 _ بالفعل المضارعِ : روى البخاري عن أنسِ بن مالك عن صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن العينَ تدمعُ، والقلبَ يحزنُ، ولا نقولُ إلا ما يرضَى رَبُّنَا، وإنا بفراقك يا إبراهيمُ لمحزونونَ".
الإجماع : فقد أجمعَ السلفُ على إثباتِ صفةِ الرضَا لربنا جل و علا.
رضَا الله متعلقٌ بالعملِ و العاملِ
الله تعالى يرضى عن العملِ و العاملِ :
1 _ عن العمل : قال تعالى {و إنْ تشكرُوا يرضهُ لكم} [الزمر 7]، و قال صلى الله عليه و سلم : "إنَّ الله رضِي لكم ثلاثا...، رضي لكم أن تعبدُوه و لا تشركُوا به شيئًا، و أن تنصحُوا لمنْ ولاهُ اللهُ أمرَكم، و أن تعتصمُوا بحبلِ الله جميعًا و لا تفرقوا" رواه مسلم من حديث أبي هريرة.
2 _ عن العامل : قال تعالى {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح 8].
الرضا منَ الصفاتِ الفعليةِ
الرضَا من صفاتِ الله تعالى الفعليةِ المتعلقةُ بمشيئتهِ.
أقسامُ رضَا الناسِ
1 _ الرضا عن اللهِ : قال تعالى {رضيَ اللهُ عنهم و رضُوا عنه}[المائدة 119].
2 _ رضا الناسِ بالله : روى مسلم في صحيحه عن سعد ابن أبي وقاص، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : "منْ قالَ حين يسمعُ المؤذن أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، رضيتُ باللهِ ربًّا وبمحمدٍ رسولا، وبالإسلام دينًا، غفرَ له ذنبه".
3 _ رضا الناس بقضاءِ الله و قدرِه : قال صلى الله عليه و سلم : "وأسألكَ الرضَا بعد القضاءِ". رواه الحاكم في المستدرك من حديث عمار بن ياسر، و صححه الألباني رحمه الله في الجامع الصحيح (1301).

رد مع اقتباس
  #42  
قديم 29 Dec 2014, 10:43 AM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

مسألة خلود القاتل في النار
قال الله تعالى {و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه} [النساء 93]. فالله تعالى رتب الخلود في النار على القتل، و القتل ليس بكفر، و لا خلود في النار عند أهل السنة إلا بالكفر.
و الجواب عن هذه المسألة من ستة أوجه :
1 _ أن الآية في الكافر إذا قتل المؤمن، لكن الكافر جزاؤه جهنم خالدا فيها و إن لم يقتل، قال تعالى {إن الله أعد للكافرين سعيرا + خالدين فيها} [الأحزاب 64-65]؛ فهذا القول ليس بشيء.
2 _ أن الآية فيمن استحل القتل؛ لأن المستحل لدم المؤمن كافر. و لكن المستحل خالد في النار و إن لم يقتله. و هذا لا يستقيم أيضا.
3 _ أن هذه الجملة تقدير شرط، أي : جزاؤه جهنم خالدا فيها إن جازاه؛ لكن نقول : إن جازاه فجزاؤه الخلود في جهنم؛ فلم نخلص من المشكلة بعد.
4 _ أن الذي قتل مؤمنا متعمدا قد فعل سبب الخلود في النار، و قد يوجد المانع له من ذلك و هو الإيمان و قد لا يوجد، و ذلك لأن المؤمن لا يزال في فسحة ما لم يصب دما حرما، فإن أصاب دما حراما فقد يضيق به دينه حتى يخرج منه؛ فإن خرج منه فقد أتى بسبب الخلود و زال عنه المانع. فالوعيد في هذه الآية باعتبار المآل، فإن القتل سبب للكفر و الكفر سبب للخلود.
5 _ أن المراد بالخلود المكث الطويل، و ليس المرد به المكث الدائم، و هذا الذي عليه أكير العلماء، ففي اللغة يطلق الخلود و يراد المكث الطويل حيث يقال : فلان خالد في السجن، و السجن ليس بدائم. و ربنا لم يذكر الخلود الأبدي فيكون المراد أنه ماكث مكثا طويلا.
6 _ أن هذا من باب الوعيد الذي يجوز إخلافه؛ لأنه انتقال من العدل إلى الكرم و هذا من الكرم، فإذا توعد الله القاتل بهذا الوعيد ثم أخلفه فهو كرم منه. لكن نقول إن نفذ الوعيد فالإشكال باقٍ، و إن لم ينفذ فلا فائدة منه.
و أقرب الأوجه صحة من هذه الستة الوجه الخامس ثم الرابع.
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 30 Dec 2014, 09:40 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

مسألة : من تاب من القتل هل يستحق هذا الوعيد؟
من تاب من القتل لا يستحق الوعيد لأدلة منها :
1 _ قوله تعالى {و الذين لا يدعون مع اللع إلها آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاما + يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا + إلا من تاب و عمل عملا صالحا فألئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} [الفرقان 68-70].
2 _ روى البخاري –و اللفظ له- و مسلم و غيرهما، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال : "كان في بني إسرائيل رجل قتل تسعة وتسعين إنسانا، ثم خرج يسأل، فأتى راهبا فسأله فقال له : هل من توبة؟ قال : لا، فقتله، فجعل يسأل، فقال له رجل : ائت قرية كذا وكذا، فأدركه الموت، فناء بصدره نحوها، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب، فأوحى الله إلى هذه أن تقربي، وأوحى الله إلى هذه أن تباعدي، وقال : قيسوا ما بينهما، فوجد إلى هذه أقرب بشبر، فغفر له".
و قد صح عن ابن عباس و غيره أنه قال : أن القاتل ليس له توبة. لكن يوجه هذا بأن :
1 _ ابنَ عباس استبعد أن يتوب القاتل، و أنه لا يوفق للتوبة؛ فلا يسقط عنه الاثم.
2 _ مرادَ ابن عباس أنه لا توبة من حق المقتول، إذ أن من قتل عمدا يتعلق به ثلاثة حقوق :
أ _ حق الله تعالى، و هذا ترفعه التوبة.
ب _ حق أولياء المقتول، و هذا يسقط بأن يسلم لهم نفسه للقصاص، أو يدفع الدية، أو يعفوا عنه.
ج _ حق المقتول، و هذا لا سبيل إلى التخلص منه في الدنيا.
لكن إذا تاب توبة نصوحا؛ فإنه يسقط حتى حق المقتول، لا إهدرا لحقه؛ و إنما يرفع الله درجات المقتول أو يعفوا عن ستئاته تفضلا منه و رحمة، فإن التوبة الخالصة لا تبقي شيئا.
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 04 Jan 2015, 02:56 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ الغضبِ
يؤمنُ أهلُ السنةِ أن اللهَ تعالى يغضبُ على من يستحقُ الغضبَ، إثباتا يليقُ به جلَّ و علا، و مستندُهم في ذلك الكتابُ و السنةُ و الإجماعُ و العقلُ.
1 _ الكتابُ : تنوعت الأدلةُ فيه، فتارةً تكونُ بالفعلِ الماضي و تارة باسم المصدر :
أ _ بالفعل الماضي : كقوله تعالى {و منْ يقتلْ مؤمنًا متعمدًا فجزاؤُه جهنمُ خالدًا فيها و غضبَ اللهُ عليهِ وَ لعنَه} [النساء 93].
و كقوله تعالى {من لعنَه اللهُ و غضبَ عليهِ} [المائدة 60].
ب _ باسم المصدر : كقوله تعالى {و باؤوا بغضبٍ منَ اللهِ} [البقرة 61].
و كقوله تعالى { والخامسةُ أن غضبَ الله عليها إنْ كانَ منَ الصادقينَ} [النور 9].
و كقوله تعالى {و من يحلِلْ عليهِ غضبي فقدْ هوَى} [طه 81].
2 _ السنة : تنوعت دلالتها كذلك فيها، فتارةً تكونُ بالفعلِ الماضي و تارة بالفعل المضارعِ و تارة تكون باسم المصدر :
أ _ بالفعلِ الماضي : كما ثبتَ في حديث الشفاعةِ الطويل الذي رواه الشيخان و غيرهما من حديثِ أبي هريرة قال فيه صلى الله عليه و سلم : "ربي غضبَ غضبًا لم يغضبْ قبله مثله، ولا يغضبُ بعده مثله".
ب _ بالفعلِ المضارعِ : روى الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من لا يدعُو اللهَ يغضبْ عليهِ، وإن الله ليغضبُ على منْ يفعله، ولا يفعل ذلك أحدٌ غيره". صححه الألباني رحمه الله في المشكاة (2238).
ج _ باسم المصدر : روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "اشتدَّ غضبُ اللهِ على قوم فعلوا بنبيه، يشير إلى رباعيته، اشتد غضبُ الله على رجلٍ يقتلُه رسولُ الله في سبيل الله".
3 _ الإجماع : فقد أجمعَ سلفُ الأمة على إثباتِ صفةِ الغضبِ للهِ تعالى.
4 _ العقل : انتقامُ اللهِ تعالى منَ المجرمين دليل على غضبه عليهِم.
غضب الله يتعلق بالعمل و العامل
1 _ بالعمل : روى ابن حبان في صحيحه عن أبي هريرة، قال : لما توفي ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صاح أسامة بن زيد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "ليس هذا منا، ليس لصارخ حظ، القلب يحزن، والعين تدمع، ولا نقول ما يُغْضِبُ الربَّ". سنده حسن كما الألباني رحمه الله في أحكام الجنائز (ص40).
2 _ بالعامل : كقوله تعالى {من لعنَه اللهُ و غضبَ عليهِ} [المائدة 60].
صفةُ السخطِ
يثبت أهل السنة و الجماعة صفة السخط لله تعالى على الوجه الذي يليق به جل و علا، و قد عليها الكتاب و السنة و الإجماع.
1 _ الكتاب : بأدلة متنوعة، بالفعل الماضي و اسم المصدر :
أ _ بالفعل الماضي : كقوله تعالى {لبئسَ ما قدمتْ لهم أنفسهُم أنْ سخطَ اللهُ عليهم و في العذابِ هم خالدونَ} [المائدة 80].
و قوله تعالى {ذلكَ بأنهُم اتَّبعُوا ما أسخطَ اللهَ} [محمد 28].
ب باسم المصدر : كقوله تعالى {أفمن اتبعَ رضوانَ اللهِ كمنْ باءَ بسخطٍ منَ اللهِ و في جهنمَ هم خالدونَ} [آل عمران 162].
2 _ السنة : بأدلة متنوعة أيضا، بالفعل الماضي و المضارع و اسم المصدر :
أ _ بالفعل الماضي : روى ابن حبان في صحيحه عن عائشة، قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من التمسَ رضى اللهِ بسخط الناسِ رضي اللهُ عنه، وأرضى الناس عنه، ومن التمس رضا الناسِ بسخط الله سَخِطَ الله عليه، وأسخطَ عليه الناس". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (6010).
ب _ بالفعل المضارع : روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال : قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟..." جاء في آخره "وذلك المنافق وذلك الذي يَسْخَطُ الله عليه".
ج _ باسم المصدر : روى البخاري في صحيحه و غيره عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن العبدَ ليتكلمُ بالكلمةِ من رضوانِ الله، لا يلقي لها بالًا، يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلمُ بالكلمة منْ سخطِ الله، لا يلقي لها بالا، يهوِي بها في جهنم".
3 _ الإجماع : أجمعَ أهلُ السنةِ و الجماعةِ على إثباتِ صفةِ السخطِ لله تعالى إثباتًا يليقُ به.
4 _ العقل : انتقامُ اللهِ تعالى منَ المجرمين دليلٌ على سخطِه عليهِم.
سخط الله متعلق بالعمل و العامل
1 _ بالعمل : كقوله تعالى {ذلكَ بأنهُم اتَّبعُوا ما أسخطَ اللهَ} [محمد 28]. و ما روى البخاري في صحيحه و غيره عن أبي هريرة، الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم : "وإن العبد ليتكلمُ بالكلمة منْ سخطِ الله، لا يلقي لها بالا، يهوِي بها في جهنم".
2 _ بالعامل : كقوله تعالى {لبئسَ ما قدمتْ لهم أنفسهُم أنْ سخطَ اللهُ عليهم و في العذابِ هم خالدونَ} [المائدة 80]. و ما روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة، قال : قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟..." جاء في آخره "وذلكَ المنافقُ وذلك الذي يَسْخَطُ اللهُ عليه".
الغضبُ و السَّخَطُ منَ الصفاتِ الفعليةِ
الغضبُ و السَّخَطُ منْ صفات الله تعالى الفعليةِ المتعلقةِ بمشيئته جلَّ و علا.
تأويلُ أهلِ البدعِ لصفتي الغضبِ و السخطِ و الردُّ عليهمْ
أهلُ التعطيلِ كالأشاعرةِ يؤولونَ صفة الغضبِ و السخطِ بـ :
أ _ المفعولِ المنفصل عنِ الله و هو الانتقام.
ب _ إرادةِ الانتقامِ لأنهم يقرونَ بصفةِ الإرادة.
و شبهُهم في ذلكَ أن :
1 _ العقلَ لم يدلَّ عليها.
2 _ حقيقةَ الغضبِ هو : غليانُ دمِ القلبِ، و هذا يُنزه عنه اللهُ تعالى.
الرد على الشبهةِ الأولى : من وجهين :
الوجهُ الأول : نسلمُ أن العقلَ لم يدل عليها، و لكنَّ النصَ دل عليها، فعي ثابتةٌ لله تعالى بالنص.
الوجه الثاني : أن العقلَ دل عليها خلافًا لما قرره أهل التعطيلِ، و قد تقدمَ هذا.
الرد على الشبهة الثانية : الصوابُ أنّ الغضب صفةٌ ينشأ عنها في ابنِ آدم غليانُ دمِ القلب، لأنّ ابن آدم أولاً يغضبُ، ثم بعد غضبه ينتج عنه غليانُ دم القلب.
و يظهرُ ذلك في احمرار الوجه و الانتفاخ وغيرها، و هذا أمر ينشأ منَ الغضبِ و ليس هو الغضبُ نفسه. وهذا الذي ينزهُ عنه الله تعالى.
صفةُ الأسفِ
يثبتُ أهلُ السنة صفةَ الأسفِ للهِ تعالى إثباتًا حقيقيًا يليقُ باللهِ تعالى، فإن هذه الصفةَ دلَّ عليها الكتابُ و السنةُ.
1 _ من الكتاب : قوله تعالى {فلمَّا آسفُونا انتقمنَا منهُم} [الزخرف 55].
2 _ من السنة : روى أبو داود في سننه و أحمد في المسند و غيرهما عن عبيد بن خالد السلمي، رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال مرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال مرة : عن عبيد ، قال : "موت الفجأة أخذة أسف". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (6631).
معنى الأسف
للأسفِ في اللغةِ معنيان :
1 _ بمعنى الحزن؛ كقوله تعالى عن يعقوب {يا آسفَى على يوسفَ} [يوسف 84]. و هذا ممتنعٌ بالنسبةِ لله تعالى.
2 _ بمعنى الغضب، و هذا الذي نثبتُه للهِ تعالى.
الردُّ على من جعلَ الغضبَ و السخطَ و الأسفَ هو الانتقام
فسر أهلُ التعطيل الغضبَ و السخطَ و الأسفَ بالانتقامِ أو إرادة الانتقامِ، و هذا غلط يكذبه القرآنُ، قال تعالى {فلمَّا آسفُونا انتقمنَا منهُم} [الزخرف 55]، أي : فلما أغضبونَا انتقمنَا منهم، فقد جعلَ الانتقامَ غير الغضبِ؛ لأن الشرطَ {آسفونَا} غير المشروطِ {انتقمنَا}، ففيه المغايرةُ بين الغضبِ و الانتقامِ؛ لأن الانتقامَ نتيجةٌ للغضبِ.
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 04 Jan 2015, 05:08 PM
يوسف صفصاف يوسف صفصاف غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Nov 2012
الدولة: اسطاوالي الجزائر العاصمة
المشاركات: 1,199
إرسال رسالة عبر MSN إلى يوسف صفصاف إرسال رسالة عبر Skype إلى يوسف صفصاف
افتراضي

صفةُ الكراهةِ
صفةُ الكراهةِ ثابتةٌ للهِ تعالى على الوجهِ الذي يليقُ به، بالكتابِ و السنة و الإجماع.
1 _ الكتاب : كقوله تعالى {و لكنْ كرهَ اللهُ انبعاثَهُم} [التوبة 46].
2 _ السنة : روى البخاري و مسلم عن كاتب المغيرة بن شعبة، قال : كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة : أن اكتبْ إليَّ بشيء سمعتَه من النبي صلى الله عليه وسلم، فكتبَ إليه : سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ : "إنَّ الله كرهَ لكم ثلاثًا : قيلَ وقالَ، وإضاعةَ المالِ، وكثرةَ السؤالِ".
روى البخاري و مسلم عن عبادة بن الصامت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "منْ أحب لقاءَ اللهِ أحبَّ اللهُ لقاءَه، ومن كرهَ لقاءَ اللهِ كرهَ اللهُ لقاءَه".
روى الدارمي في سننه عن عبد الله بن جعفر، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن الله مع الدائن حتى يقضى دينه، ما لم يكن فيما يكره الله". صححه الألباني رحمه الله في صحيح الجامع (1825).
3 _ الإجماع : أجمعَ السلفُ الصالح على إثباتِ صفةِ الكراهة للهِ تعالى إثباتا يليقُ به عزَّ و جل.
كراهة الله تعالى تتعلق بالعمل و العامل
1 _ بالعمل : قال الله تعالى {و لكنْ كرهَ اللهُ انبعاثَهُم} [التوبة 46]، و قوله تعالى {كلُّ ذلكَ كان سيِّئُه عندً ربكَ مكروهًا} [الإسراء 38}، و قوله صلى الله عليه و سلم : "إنَّ الله كرهَ لكم ثلاثًا".
2 _ بالعامل : روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم".
روى البخاري -و اللفظ له- و مسلم عن البراء رضي الله عنه، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم، أو قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : "الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن، ولا يبغضهم إلا منافق، فمن أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله".
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مميز, العثيمين, العقيدةالواسطية, توحيد, عقيدة, فوائدعقدية

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013