منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 28 Aug 2018, 10:57 AM
مهدي بن صالح البجائي مهدي بن صالح البجائي غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2013
المشاركات: 591
افتراضي الأدب الضَّائع والأرَب الدَّافع (نقد لعمود أبي فهيمة)

إنَّ أخانا أبا فهيمة لظاهرة تستحقُّ التَّأمُّل!

فمع أنَّ الرَّجل ذو سطحيَّة في التَّفكير إلَّا أنّه ربَّما غاص في نسيج من الخيالات غريب...

وكأنَّه غرف من قِدْر احترق أسفلها ولم ينضج أعلاها، أو أكل من لحم شوي على نار يلفح لهبها فاحترق ولمَّا ينضج!

وإن أنس فلا أنسى يوم قلت لأبي فهيمة -سلَّمه الله- أنت ظاهريٌّ، فقال لي: كذلك كان يقال لي في فرنسا!

فرجل الكهوف -كما يسمِّيه قرابته- جمع بين ظاهريَّة وخيال، فمع أنَّ الرَّجل أدبيٌّ -لا أديب- فإنَّ تحليله للمواقف على طريقة الفيزيائيِّين في تحليل الظَّواهر!
وإنصافًا؛ ظاهريٌّ في تحليل مواقف الشَّيخ عبد الغني، ولا أحسَبه إلَّا من غلاة الرَّأي في تحليل مواقف سماحة الوالد أزهر والفقيه الأصولي جمعة.

وقد كتب مقالا سمَّاه الكفاية، والكفاية في الأصل عنوان كتاب مصطلح لكن كتبه بلغة الصَّحفيِّين -وإن شاء الأكادميِّين- وتبعهم حتّى في رموزهم! (ع ب، ن ب) أمَّا الرَّجل الفاضل الآخر فقد استعمل لفضحه طريقة أدبيَّة بلاغيَّة، وأمَّا أنا فقد استأسد عليَّ وبيَّن اسمي على طريقة المعاجم وكتب التَّراجِم مبالغة في النِّكاية...

لا علينا؛ فإنَّ من الخيال -وما أكثر خيالاته- أنَّه صوَّر نفسه على صورة الفارس البطل أو الفارس الأبيض الذي عرَّف أهل بجاية بالمنهج القويم وأنقذهم من وحش التَّمييع لكن قوبل مع ذلك بالنُّكران...

يا أيُّها النجم في الوسط السَّلفي -كما وصفت نفسك- ألا تلتزم قليلا بالمنهج السَّلفي وتذكر شيئًا ممَّا هو عليك، وأنَّك صرت تسير في الآونة الأخيرة سيرة عوجاء؛ هي أقرب للحدَّادَّية منها للسَّلفيَّة.

اقصص علينا شيئا من خبرك لمَّا كنت تجوب المساجد تحذِّر من بوبكر -ولسنا نخالفك في التَّحذير منه- دون مراعاة لأدب النَّصيحة ولا لعقول العامَّة والنَّاشئة، وتلحق أنت وذويك النَّاس به من غير ضوابط، بل إِنِّي أعلم أنَّك ألحقت به حتَّى من هو ضدُّه وآخذ بالتَّحذير منه.

وأخيرًا أيُّها المنتَظَر! أصحِّح لك أمرا تاريخيًّا مهمًّا صدَّرت به عمودك هو أنَّ بوبكر لم ينتظر ذهاب سمير إلى المدينة ليتميَّع، بل كانت اللَّوثة قائمة به من أيَّام دراسته بالجامعة، بل فيه من كان يحذِّر منه فيها، وفيه من كان يترفَّق به، وإن رمت معرفة السَّبب الحقيقيَّ والرَّئيس لذلك فاسأل أهل تلك الحقبة، واسأل عن سدَّة مكتبة الغرباء، ومن هم أصدقاء صاحبها، والكلمة الدِّلاليِّة هي (أصول الفقه).

وبعبارة أوضح -وما أكثر ما تلتبس عندكم الصَّراحة والوقاحة- إنَّ بوبكر كان قريبا من جمعة وكان يصاحب أصحابه، ولا تنس مع ذلك تأثُّر بوبكر بشعار (نقد الأشخاص دون الأفكار) فإنَّ للأفكار آثار!

والحقُّ أن تلك العلاقة بين الأصولي والوصولي -وإن شئت فاقلب- ليست ممَّا خبت جذوتها بعد مرِّ السِّنين؛ فإنَّ جمعة بقيَ متعاطفًا مع بوبكر مخذِّلًا عنه حتَّى بعد استقرار أمر التَّحذير منه، حيث رمى بوبكر بآخر سهم في كنانته كان قد شحذ حديدته -من قبلُ- بالإحسان، وما خبر السَّعي للحصول على منصب في الجامعة الإسلامية عنَّا ببعيد!

فعقد جمعة لبوبكر مجلسا على شرفه وشرطِه واستقدم له في اللَّيل الشَّيخ فركوسا وجلسا معه وأتباعه، والله عليم بما كان وراء الجُدُر، لكن لم يتأخَّر عنَّا الخَبَر وعلِمنا بشيء ممَّا وقع من تعاطف وغرَر، بل بعده اتَّصل أحد رؤوس الفتنة من أتباع بوبكر -صاحب المكتبة- بالطَّالب زكريَّا وممَّا قاله له: إذا أردت أن تسأل عن بوبكر فاسأل عنه الشيخ عبد المجيد جمعة.

فإن قلت: ذاك صاحب فتنة وملبِّس، قيل: لا تقبل خبره كذلك فيما نقله عن غيره، وإن كان عندنا من الشَّواهد التي تؤكِّد صحَّة أصل الخبر ما لا يدع لنا شكًّا، واسأل -إن شئت- الجماعة التي بقيت تنتظره في مدخل الواد -سلّمنا الله من طغيانه- إلى صلاة العشاء فتخلَّف عنهم، فرجعوا إلى بجاية وهم يطعنون فيه.

واسأل خدنه جلال كيف قال له -لمَّا راجعه في أمر بوبكر-: انظر مع جماعتك.

وحتَّى ننصف جمعة نذكر حجَّته إذ قال: (لا نخسره، وهو -أو فهو- يساعد على توظيف الأئمَّة السَّلفيِّين).

فإن قلت لقد حذَّر منه بعدُ، قيل: قد ثبت أضعاف ذلك عن الشَّيخ عبد الغني بالصَّوت والنَّقل ومع ذلك أقمتم عليه حربًا خسيسة بأساليب نذلة يحرِّككم أزٌّ وتحريش صادفا أحقادا وضغائن، فلم تتحاشوا البتر ولا التَّحريف، وأقلُّ ما عندكم القلب للحقائق وشدَّة التعنيف في مسائل تختلف فيها أنظار العُلَماء فكيف تحاكم إلى آراء وتخمينات من هو دونهم، وإن كان ولا بدَّ فبأدب وحِلم.

مع أنَّ هنالك فروقًا بيِّنة يفرضها منهج الرَّجلين وواقع حالهما، وإلى الله المشتكى وعليه التُّكلان.

هذه كلمات هي إن شاء الله مغنية عن تكلُّف أكثر منها حتّى يكون الثَّوب بطول اللَّابس، فإنَّ الثَّناء على التِّنبال تنبال -كما قال المتنبِّي-.

كتبه مهدي بن صالح البجائي
17 من ذي الحجَّة 1439
رد مع اقتباس
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013