منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم البحث مشاركات اليوم اجعل كافة الأقسام مقروءة Right Nav

Left Container Right Container
 
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 08 Dec 2007, 09:09 PM
عبدالكريم الجزائري عبدالكريم الجزائري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2007
الدولة: الجزائر
المشاركات: 79
افتراضي جديد فتاوى الشيخ فركوس حول المنتديات..

السـؤال:

هل يخدش في حشمة المرأة وحيائها وعِفَّتِها أن تشاركَ في المنتديات والمجلاَّت بكتاباتٍ أدبيةٍ أو شِعرية وعليها اسمها، وتتضمَّن مواضيعَ دعويةً، أو قصصًا فيها وصف بديع الخلق، أو هموم الإنسان وخواطره؟ وما هي نصيحتكم جزاكم الله خيرًا.

الجـواب:

الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:

فالحكمُ يدور في هذه المسألة بين موضوع الكتابة ونوعِها، وأهلية الكاتبة ومقاصدِها، وصفةِ المجلات والمنتديات ودعوتها.

فالمرأةُ المسلمةُ في حكم الرجل لها أن تُبديَ الرأيَ، وتُعبِّرَ عمَّا تراه محقِّقًا للحقِّ، موافقًا للدِّين مع توخِّي الأمانةِ والصِّدقِ، كما لها أن تدافعَ عن المبادئ الإسلاميةِ، والشعائر الدِّينية، والعقيدةِ، والأخلاق، فتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، إذ من حقِّها التفقُّهُ في الدِّين، ومن شأن الفقيه التوجيهُ والإرشادُ، والفتوى والمشاورةُ، والأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكرِ، فهي تتمتَّعُ بهذا الحقِّ مثل الرجال، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «النِّسَاءُ شَقَائِقُ الرِّجَالِ»(١- أخرجه أبو داود في «الطهارة»، باب في الرجل يجد البلة في منامه (236)، والترمذي في «أبواب الطهارة» باب ما جاء فيمن يستيقظ فيرى بللا ولا يذكر (113)، وأحمد (25663)، وأبو يعلى (4694)، والبيهقي (818)، من حديث عائشة رضي الله عنها. والحديث صححه الألباني في «صحيح الجامع» (2333)، وفي «السلسلة الصحيحة» (2863))، أي: في الحكم إلاَّ ما ورد من خصوص انفراد الرجال بمهام مستقلَّة استثناءً من هذا الأصل؛ ذلك لأنَّ الغايةَ من مشروعيةِ مباشرةِ الرأيِ السديدِ باللسان والقلم والعملِ هو إظهارُ الحقِّ وإفادةُ السامع به ليتحقَّق الصلاحُ، ويضمحلَّ الفسادُ، ويزهقَ الباطلُ، ويُقوِّي هذا المعنى قولُه تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ [التوبة: 71]، وعمومُ قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ قُلْنَا: لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: للهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأئِمَّةِ المسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»(٢- أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب بيان أن الدين النصيحة: (205)، وأبو داود «الأدب»، باب في النصيحة: (4946)، والترمذي في «البر والصلة»، باب ما جاء في النصيحة: (1926)، والنسائي في «البيعة»، باب النصيحة للإمام: (4214)، وأحمد: (17403)، والحميدي في «مسنده»: (875)، من حديث تميم الداري رضي الله عنه).

غيرَ أنَّ حُرِّيَّةَ التعبير والرأيِ لا تكون -في الإسلام- مُطلقةً عن تقييدٍ، بل هي مُنضبطةٌ بحدودٍ شرعيةٍ وأخلاقيةٍٍ؛ ذلك لأنَّ من حقِّ الشرع عدمَ التطاولِ على دِينه وعقيدته بالطعن، والمساسِ بأحكامه بالتجاسر عليها بالتسفيهِ والتضليلِ أو الدعوةِ للخروج عنها، أو بإيذاءِ أهلِ الحقِّ والدعوةِ والتشهيرِ بهم وتكبيرِ عيوبهم، والتنكيلِ بعموم المسلمين والإضرارِ بهم نتيجةَ الجهل أو فسادِ العلمِ أو الحِقدِ على المسلمين، لذلك لا يجوز للمسلم أو المسلمة أن تتعاونَ بنشر رأيٍ أو مقالٍ أو كلمةٍ في منتدى أو صحيفةٍ أو مَجلَّةٍ تحمل عداءً للإسلام والمسلمين، أو تنشر الفسادَ وتدعو إلى الإفساد، وتستهتر بأحكام الله، وتتلاعب بآياته، أو تسَفِّه شعائرَه، وتستهزئ بمظاهره؛ لأنّ فيه تعاونًا على الإثم والعدوان والظلم والباطل «والتَعَاونُ عَلَى المعْصِيةِ مَعْصِيَةٌ»، وقد أمر الله تعالى بالتعاونِ الأَخَوِيِّ المبنيِّ على البِرِّ والتقوى، قال تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُواْ عَلَى البرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ﴾ [المائدة: 2].

كما أنَّ على صاحبَ المقال والرأي أن لا يُعَبِّرَ عن خُلُقٍ غير مرضي أو جلب غريزةٍ أو الانسياق بأسلوبٍ لإثارةِ فتنةٍ، وعليه -أيضًا- أن يجرِّدَ نفسَه من المقاصدِ السيِّئة من السُّمعة والرِّياء وإلباسِ الحقِّ بالباطل والتعالم، فلا يتعرَّض لمواضيعَ دينيةٍ دعويةٍ إلاَّ إذا كان يتمتَّع بأهليةٍ صادقةٍ وكفاءةٍ جديرةٍ بأن تعكسَ شخصيَّتَه فيعبِّر عن رأيه وأفكاره بميزان الشرع حتى لا يقع في الشطَطِ، ومن الكذب والزور أن يُظْهِرَ للناس ما ليس فيه، وقد قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «المتَشَّبِعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»(٣- أخرجه البخاري في «النكاح»، باب المتشبع بما لم ينل: (5219)، ومسلم في «اللباس والزينة»، باب النهي عن التزوير في اللباس وغيره: (5706)، وأبو داود في «الأدب»، باب في المتشبع بما لم يعط: (4999)، وأحمد: (27680)، وابن حبان: (5831)، والحميدي في «مسنده»: (338)، والبيهقي: (15191)، من حديث أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما)، بل عليه أن يتحَلَّى بخُلق الإخلاص والصِّدق، يُبْدي الرأيَ السديدَ من مُعتقَدٍ سليمٍ، يُؤازرُه العلمُ النافع والعمل الصالحُ والخلقُ القويم، بعيدًا عمَّا قد يروم الوصول إليه من تحقيق منصب أو مغنم أو مكسب، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الأحزاب: 70-71]، وإذا انتقل الرأي من العدل إلى الظلم غاب سدادُه وصار أداةَ تحريفٍ وتضليلٍ وتخريبٍ وخرجَ عن نطاق المشروع.

نسأل اللهَ أن يُريَنا الحقَّ حقًّا، ويرزقَنا اتباعَه، والباطلَ باطلاً ويرزقَنا اجتنابَه، وأن يوفِّقنا لحقِّ العلم وخيرِ العلم، وخيرِ العمل؛ فإنّه الزاد المديدُ للقول السديد والرأي المفيد.

والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصلى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلّم تسليمًا.



من موقع الشيخ فركوس حفظه الله.
رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
مسائل, المرأةوالمنتديات, فركوس, فقه

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المنهج القويم في معاملة الحكام ( الشيخ علي فركوس ) أبو تميم يوسف الخميسي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 1 03 Jan 2008 05:18 PM
نصيحة لمبتدأ في الإستقامة .الشيخ فركوس ... عبدالكريم الجزائري الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 5 30 Dec 2007 11:00 AM
صدور كتب جديد للشيخين عبد المالك رمضاني و علي فركوس أبو تميم يوسف الخميسي الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام 6 03 Nov 2007 07:59 PM


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013