منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » الــمــــنــــــــتـــــــدى الـــــــــعــــــــام

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 22 Jan 2013, 10:33 PM
فتحي إدريس
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي [مقال] الموازنة بين الحسنات والسيئات عند النقد / لفضيلة الشيخ زيد المدخلي -حفظه الله-

المُوَازَنَةُ بَيْنَ الحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ عِنْدِ النَّقْدِ
مقال من مجلة "الأصالة" 15 شوال 1420هـ - العدد الرابع والعشرون / السنة الرابعة
بقلم: فضيلة الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي
[justify] [/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify][justify][/justify]
[justify]
إن القائلين بوجوب الموازنة بين المحاسن والمساوئ عند الرد على أهل الأهواء والبدع، وعند بيان الأخطاء والأغلاط التي وقع فيها بعض الرجال أو الطوائف –في التصريحات والمؤلفات- لا يملكون على إطلاق قاعدتهم هذه دليلا من كتاب ولا سنة بالفهم الصحيح، إذ إنها ليست قاعدة مطردة عند علماء السلف وأتباعهم، وليست منهجا ومسلوكا لعلماء الجرح والتعديل –كما هو موضح في كتبهم- رحمهم الله-، وليست هديا معتبرا يجب الالتزام به باطراد عند من سلف من أئمة السلف وأتباعهم؛ ممن قام بالرد على أصحاب البدع المضلة والأهواء التي تهوي بأصحابها في مكان سحيق.

وما استدل به أصحاب قاعدة وجوب الموازنة السالفة الذكر من أدلة التحذير من الظلم وفقدان العدل والإنصاف؛ فإن الأدلة صحيحة وحق، ولكنها ليست صريحة في إلزام من رد على صاحب بدعة أو هوى أو خطأ، أو ذكر مجروحا بما فيه من جرح؛ حراسة للحق المبين ونصحا للمسلمين، أن يعدد محاسن المردود عليه، ويغري بها من قل نصيبه من الفقه في الدين.

وأما القائلون بعدم وجوب الموازنة بين المحاسن والمساوئ عند النقد والرد المنوه عنهما آنفا فإنهم يملكون أوضح الأدلة من الكتاب والسنة، كقول الله –عز وجل-: ﴿وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا﴾.

وهؤلاء الذين ذكرهم الله ذاما لهم ومبطلا لأعمالهم؛ لا شك أن لهم حسنات من إكرام الضيف وحماية الجوار وسقاية الحاج ونصرة المظلوم أحيانا، ولكن لما هدموها بالشرك الأكبر لم يذكر لهم شيئا منها بل صيرها هباء منثورا.

وعليه؛ فلا وجه صحيحا مع من يقول بوجوب ذكر المحاسن عند نقد المساوئ وبيان الأخطاء الصادرة من أهل الأهواء والبدع، وغير هذا النص في معناه كثير.

ومن السنة: قول النبي لفاطمة بنت قيس –لما أخبرته أن أبا جهم ومعاوية خطباها- قال: «أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلَا يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتِقِهِ، وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لَا مَالَ لَهُ، أَنْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ...» الحديث، ومن غير شك أن لكل من أبي جهم ومعاوية محاسن عظيمة وأعمالا جليلة ولكن لما كان المقام مقام نصيحة ومشورة للمرأة لم يذكر شيئا من محاسن الرجلين، وهذا من الحكمة التي تقتضي وضع كل شيء في محله، فمتى اقتضى الحال الجمع بين ذكر محاسن الشخص ومساوئه، ومتى اقتضى الحال الاقتصار على ذكر المساوئ فلا يلزم إضافة ذكر المحاسن منها، وذلك كالرد على أهل الأهواء والبدع وفاحشي الغلط.

هذا وإنني لأحمد الله –تبارك وتعالى- بأنني لست منفردا بما ذهبت إليه في هذه القضية؛ بل قد قال قبلي أئمة هدى، وأصحاب علم وفضل وتقوى بعدم وجوب الموازنة بين المحاسن والمساوئ عند الرد على أهل الأهواء والبدع وأهل الأغلاط والأخطاء الفاحشة المتعلقة بالعقيدة والمنهج العملي؛ ومنهم على سبيل المثال:

1- صاحب السماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز الأثري –رحمه الله تعالى-.

2- وصاحب الفضيلة الشيخ: عبد العزيز المحمد السلمان –وفقه الله-.

3- وصاحب الفضيلة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-.

فأما صاحب السماحة الشيخ: عبد العزيز بن باز –رحمه الله- فقد وجه إليه السؤال التالي: «يوجد أناس يوجبون الموازنة؛ أي: أنك إذا انتقدت مبتدعا بدعته ليحذره الناس؛ يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه؟».

فأجاب الشيخ –رحمه الله- قائلا: «لا؛ ما هو بلازم، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة وجدت إيراد التحذيرـ اقرأ في كتب البخاري: كتاب "خلق أفعال العباد"، وكتاب "الأدب" في "الصحيح"، وكتاب "السنة" لعبد الله بن أحمد، وكتاب "التوحيد" لابن خزيمة، ورد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع، إلى غير ذلك، يوردونه للتحذير من باطلهم؛ فليس المقصود تعديد محاسنهم، بل المقصود التحذير من باطلهم، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر إذا كانت بدعته تكفره بطلت حسناته، وإذا كانت لا تكفره فهو على خطر، فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها».

وأما الشيخ: عبد العزيز المحمد السلمان –حفظه الله-؛ فقد وجه إليه السؤال التالي: «هل يشترط الموازنة بين الحسنات والسيئات في الكلام على المبتدعة في منهج السلف؟».

فأجاب عليه بقوله: «اعلم –وفقنا الله وإياك وجميع المسلمين- أنه لم يؤثر عن أحد من السلف الصالح من الصحابة وتابعيهم بإحسان تعظيم أحد من أهل البدع والموالين لأهل البدع والمنادين بموالاتهم، لأن أهل البدع مرضى القلوب، ويخشى على من خالطهم أو اتصل بهم أن يصل إليه ما بهم من هذا الداء العضال، لأن المريض يعدي الصحيح ولا عكس، فالحذر الحذر من جميع أهل البدع، ومن أهل البدع الذين يجب البعد عنهم وهجرانهم: الجهمية، والرافضة، والمعتزلة، والماتريدية، والخوارج، والصوفية، والأشاعرة، ويحذر منهم». اهـ.

وأما الشيخ: صالح الفوزان؛ فقد وجه إليه السؤال التالي –بعد أن سئل عدة أسئلة عن الجماعات-: «هل تحذر منهم دون أن نذكر محاسنهم ومساوئهم؟».

فأجاب –حفظه الله- قائلا: «إذا ذكرت محاسنهم دعوت لهم، (لا) لا تذكر محاسنهم، اذكر الخطأ الذي هم عليه فقط؛ لأنه ليس موكولا إليك أن تدرس وضعهم وتقومهم إنما موكول إليك بيان الخطأ الذي عندهم من أجل أن يتوبوا منه، ومن أجل أن يحذره غيرهم، أما إذا ذكرت محاسنه قالوا: جزاك الله خيرا؛ هذا الذي نبغيه». اهـ.

ومصادر هذه الأقوال محفوظة لدينا والحمد لله.

وإذا كان الأمر كما رأيت وسمعت؛ فإن القوم الذين يخطئون أصحاب الردود على أهل البدع في دين الله عند اقتصارهم على رد البدعة وبيان الخطأ بدون ذكر محاسن المردود عليه لا يخلو أمرهم من حالين:

أحدهما: الجهل بمنهج السلف وأتباعهم من العلماء الربانيين في هذه القضية، وهذه مصيبة عظيمة لما في ذلك من مجانبة الحق والصواب.

والثاني: قصد التلبيس على الناس بذكر شيء من محاسن أهل البدع فلا يسقطون من أعين الناس؛ وبالأخص طلاب العلم منهم وهذه أعظم! وحقا؛ أنه متى سقط المبتدعون من أعين الناس بسبب ضلالاتهم سقطت كتبهم، وسقط المدافعون عنهم والمروجون لأفكارهم وكتبهم ونشراتهم، وليرجعوا إلى جادة الحق ونصرته والاقتداء بأئمته وليخلصوا أنفسهم من اتباع الهوى والتعصب المقيت الأعمى؛ فإن ذلك خير لهم وأبقى في الآخرة والأولى.

وأذكر أني قلت قديما مخاطبا القائلين بوجوب الموازنة المذكورة ما يحسن إيراده هنا:
[/justify]


قلت: مهلا غزاة القوم من خلف ::::: أين الحديث عن الإسلام والأثر

لقد تركتم سبيل الحق مع أسف ::::: حين انتقدتم على الأسلاف ما سطروا

في منهج النقد ذاك النهج رائده ::::: نور الهداية للأجيال ينتشر

إن الردود عن الأجيال قد حفظت ::::: بدون مدح لذي الأهواء فاعتبروا

إذ ما لخبر عن الأسلاف من خير ::::: يمجد الجهم ذاك الظالم الأشر

كلا ولا الجعد في أخبارهم نشرت ::::: له المحاسن يا إخوان فادكروا

وهل سمعتم بناة الحق من علم ::::: قد قال بشر لنهج الحق ينتصر

أو واصل الشر قد جاءت محاسنه ::::: في الذكر كلا ولا الأخيار قد ذكروا

شيئا لعمرو سقيم الفكر منخدعا ::::: بمنطق القوم من للسوء قد نصروا

ومعبد الزيغ والغيلان منهجهم ::::: كقوم جهم هم الأعداء والخطر

ثم الخوارج بالتكفير قد نطقوا ::::: وقيل فيهم: كلاب النار ما ذكروا

بكثرة الجد في الطاعات تزكية ::::: لكن بيانا وإعلاما بما مكروا


وكم سواهم من الضلال قد بسطت ::::: مثالب الكل للأسلاف فاعتبروا

ولو قرأتم فنون الجرح لاتضحت ::::: تلك القواعد بالبطلان يا بشر

ثم لقمتم رجال الفقه في صلف ::::: بالظلم جهرا وذاك الجهل والغرر

قلتم غضبا على الكتاب من سلف ::::: لما رأينا من الأسماء ما ذكروا

فقلت: توبوا فإن الله يقبلكم ::::: ويغفر الذنب كل الذنب فابتدروا

وتوبة العبد قبل الموت موجبة ::::: لرحمة الله مثل الغيث تنهمر

ما أحوج الناس في الدنيا لمغفرة ::::: من خالق الكون جل الرب المقتدر

وساعة الحشر إذ تبلى سرائرهم ::::: يا رب لطفا بمن يخشى ويدكر

للخلق يوم شديد الهم ذو كرب ::::: يشيب منها صغير السن فانتظروا

يا رب هيء لهذا الدين ألوية ::::: تهدي السبيل وبالآيات تعتبر

ثم الصلاة على المختار سيدنا ::::: وآله الغر من بالدين قد بصروا

والتابعين على الحسنى فبشرهم ::::: بفضل ربي كما جاءت به النذر

معها السلام وصافي الحب باعثه ::::: نص الكتاب وخير الهدي فاعتبروا

والرب أرجو لما سطرت من زلل ::::: عفوا وعفوا وما الأهلاك قد سطروا

فوعده الحق قد صحت أدلته ::::: لا خلف فيه فهل نصغي ونعتبر


التعديل الأخير تم بواسطة فتحي إدريس ; 22 Jan 2013 الساعة 10:43 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
منهج, مسائل, الموازنات, زيدالمدخلي


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013