منتديات التصفية و التربية السلفية  
     

Left Nav الرئيسية التعليمـــات قائمة الأعضاء التقويم مشاركات اليوم Right Nav

Left Container Right Container
 

العودة   منتديات التصفية و التربية السلفية » القــــــــسم العــــــــام » قــســـــــــــم الأخــــــــــــوات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 Jan 2018, 07:25 PM
أم صهيب السلفية أم صهيب السلفية غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2017
الدولة: الجزائر - الأوراس
المشاركات: 352
افتراضي [ تفريغ خطبة جمعة ] - شُكْرُ نِعَمِ الله- 02 جمادى الأولى 1439 للشيخ عبد الكريم لخذاري حفظه الله



بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



إن الحمد لله نحمده ونستعينه،ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
أما بعد:
فإن أصدق الكلام كلام الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.
أعاذني الله وإياكم من النار.
أما بعد:
فقد روى الإمام البخاري في صحيحه،عن سعد بن ابراهيم عن أبيه ابراهيم،عن عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه،كان صائما،فقُدم إليه طعامه فقال:قُتل مصعب بن عمير وهو خير مني،كُفن في بُردة، إذا غطينا رجلاه بدا رأسه، وإذا غطينا رأسه بدت رجلاه،وقُتل حمزة وهو خير مني،وقد بُسط لنا ما بُسط،وإنا لنخشى أن تكون حسناتنا قد عُجلت لنافي الدنيا،ثم بكى رضي الله عنه،وما قرب طعامه.
هذه رسالة عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه،صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم،بل رسالة جميع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم،الذين جاعوا ولم يجع اليوم الناس،والذين عروا ولم يعرى اليوم الناس،والذين افتقروا ولم يفتقر كثير من الناس،ولم يفتقر اليوم كثير من الناس.
رسالة من الذين يشكرون الله إلى الذين لا يشكرون الله جل وعلا،وهو من أنعم عليهم بنعم كثيرة،وفضائل وخيرات غزيرة،ولكن قال جل وعلا،سبحانه وتعالى:{ إِنَّ الْإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ }العاديات.
قال الحسن رحمه الله:هو الذي يعد المصائب وينسى النعم.
رسالة إلى الذين يعدون المصائب والنوائب والبلاءات ،ولا يتناكرون نعم رب السموات،روى الإمام الطبري بإسناد صحيح،عن يزيد بن شجرة رضي الله عنه،وكان يزيد بن شجرة ممن يصدق قوله فعله،قال:يا أيّها الناس،يا أيّها الناس انظروا نعمة الله جل وعلا عليكم،واذكروا نعمة الله جل وعلا عليكم،ما أكثر نعم الله جل وعلا عليكم.

أوليتني نعماً أبوحُ بشُكرِها *** وكفيتَني كل الأمور بأسرِها
فلأشكرنّك ما حييتُ وإنْ أَمُتْ *** فلتَشكُرنّك أعظُمي في قبرِها


اذكروا نعمة الله جل وعلا عليكم،الذي جعلكم مسلمين مؤمنين،ولم يجعلكم كافرين ملحدين،جعلكم تعبدون الله جل وعلا رب العالمين،ولم يجعلكم تعبدون من دون الله جل وعلا،ما يعبده الكافرون، لا يستوون عند الله مثلا.
روى الإمام الطبري بإسناد صحيح،عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:نجح من هُدي للاسلام.
أو كما قال صلى الله عليه وسلم:نعم لقد فاز الفوز العظيم من رُزق بالاسلام.
ومن وفق إلى الاسلام،ومن كان دينه دين الاسلام فليحمد الله ،وهو الذي لا يخاف إلا من الله ولا يدعو إلا الله،ولا يتوجه بقلبه إلا لله،سبحانه وتعالى ولا رب سواه.
أخرج الإمام البخاري رحمه الله،عن جُبير بن نفير رحمه الله،قال :كنا يوما مع المقداد بن الأسود رضي الله عنه،فجاءه رجل فقال:طوبى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله صلى الله عليه وسلم،لقد تمنينا أن نكون حضرنا الذي حضرت،وشهدت الذي شهدت،فغضب المقداد بن الأسود رضي الله عنه،وقال:ما يحمل أحدكم أن يتمنى مشهدا لا يدري إذا شهده كيف يكون،أ ولا تحمدون الله جل وعلا،الذي أخرجكم لا تعرفون إلا ربكم،مصدقين بنبيكم،قد كفيتم البلاء البلاء بغيركم.
فالحمد لله على نعمة الاسلام،والحمد لله على نعمة السنة في الاسلام،جاء رجلا إلى الإمام أحمد بن حنبل،فقال:يا إمام الحمد لله على نعمة الاسلام،قال:وقل والسنة.
فاحمدوا ربكم جل وعلا،فليست نعمة أعظم من أن يكون العبد على دين الله،قائما على طاعة الله،موحدا لله،لا يتوجه إلا لله،وهو والله الاسلام دين الله.

وشريعة الاسلام أعظم شرعة **دين النبي الصادق العدناني
هو دين رب العالمين وشرعه ** وهو القديم وسيد الأديان
هو دين آدم والملائك قبله ** هو دين نوح صاحب الطوفاني
وأولو النبوة والهدى ما منهم ** أحد يهودي ولا نصراني
بل مسلمون ومؤمنون بربهم ** حنفاء بالإسرار والإعلان

اذكروا نعمة الله جل وعلا عليكم،الذي لم يجعلكم متقاتلين متناحرين متفرقين،بل ألف بينكم سبحانه وتعالى،وجعلكم بالاسلام مجتمعين،فما أعظمها نعمة الاسلام:{ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } الحجرات.
روى الإمام ابن أبي حفص بإسناد صحيح،عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:الجماعة رحمة والفرقة عذاب.
تأملوا عباد الله من أُهلكوا في أوطانهم،وتفرقوا في مجتمعاتهم،وتناحروا تقاتلوا في بلدانهم،حتى تعرفون نعمة الله جل وعلا عليكم،إنها نعمة الاجتماع،إنها نعمة الاجتماع يا أمة الاسلام.

ولقد مننت علي رب بأنعم ** مالي بشكر أقلهن يدان

اذكروا نعمة الله جلا وعلا عليكم،الذي جعل لكم بلادا أليها داعون،ولم يجعلكم في بلاد الله جل وعلا،متشردين ومتفرقين ومتناحرين،يتكفف عليكم الكفار،ويتصدق عليكم بالمّن والأذى أعداء الاسلام،فاحمدوا الله جل وعلا عليكم.

وهذا نبيكم صلى الله عليه وسلم،كان يُعلن حبه لبلاده،فقد روى الامام البخاري في الأدب المفرد،عن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،لما أُخرج من مكة،من بلاد أحب البلاد إلى الله،خرج ملتفتا إليها وقال: إنك لأحب البلاد إلى الله،وأحبك البلاد إليَّ ولولا أن قومك أخرجوني منك،ما خرجت.

فاحمدوا الله جل علا وأنتم الذين تنظرون وتشاهدون،كيف تفرق الناس من العراق وسوريا وكثيرا من البلدان،في كثير من بلدان الكفران يغيرون دينهم،ويمدون أيديهم،وينامون في العراء مع أبنائهم ونسائهم،فاحمدوا الله جل وعلا وأنتم في هذه البلاد،بلاد الاسلام والسنة،التي يُراد لها ما يُراد،حتى تصيروا في بلاد الناس متفرقين،وفي بلاد الناس مختلفين،فاحمدوا الله جل وعلا،أن أنعم عليكم بهذه البلاد،التي ولاة أمرها على الاسلام،وأهلها جميعا على السنة والاسلام،قال عبد الملك بن قريب رحمه الله:كان يُقال قديما،إذا أحببت أن تعرف الرجل ،فانظر إلى تحببه إلى أوطانه.

فانظر إلى تحببه إلى أوطانه،أتراه خادما لبلاده محبا لبلاده،مدافعا عن بلاده قائما على اجتماع أهل بلاده،فاعلم أنه على الخير،وإذا أردت مبغضا لبلاده شائنا لبلاده،سابا وشاتما لبلاده،يتمنى الخراب والدمار لبلاده،فاعلم أنهم أعداء البلاد،واعلم أنهم أعداء أهل هذه البلاد.

وحبَّبَ أوطانَ الرجــالِ إليهمُ ** مآربُ قضَّاها الشــبابُ هنالكا
إذا ذَكَـروا أوطانَهُم ذكـَّرَتْهمُ ** عُهودَ الصِّـبا فيها فحنّوا لذلكا
وَلِي وَطـَـنٌ لا أبتغي أَنَ أَبِيعَـهُ ** وَ أَلاَّ أَرَى غَيْرِي لَهُ الدَّهْرَ مَالِكا


فالحمد لله على هذه النعم،التي ينبغي لنا جميعا أمة الاسلام - ونحن نرى غيرنا في ضيق وشدة وحروب وكروب،وتفرق في البلدان ويموتون في البحار،قبل أن يموتوا ويموت دينهم في بلاد الكفار – فاحمدوا الله جل وعلا.

وفي الجزائر
إنّ الجزائر في أحوالها عجب **ولا يدوم بها للناس مكروه
ما حلّ عُسر بها أو ضاق مُتسع ** إلا ويُسر من الرحمن يتلوه.


اذكروا نعمة الله جل وعلا عليكم،الذي جنبكم دماء المسلمين،ولم تلغوا يوما في دماء المسلمين،وهي والله نعمة من أعظم النعم،التي يمن بها الله جل وعلا على من يشاء من عباده،{ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}النساء.
قال عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: إنَّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حل.

فليحمد العبد ربه جل وعلا،صنع الذي صنع أبواب التوبة مفتوحة،أبواب السماء يا أمة الاسلام مفتوحة،فمن عصمه الله جل وعلا من دماء المسلمين،ليلا ونهارا،فإنها فضيلة من رب العالمين.

جاء رجل إلى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما،فقال:يا أبى العباس هل للقاتل من توبة؟ فالتفت عبد الله بن العباس رضي الله عنهما إلى جلسائه،ويقول:ماذا يقول؟ ماذا يقول؟ فأعاد الرجل عليه المسألة،فقال له عبد الله بن العباس:أنى له التوبة وقد سمعت النبي صلى الله عليه وسلم:يأتي المقتول يوم القيامة متلبب قاتله باليد،يمسك رأسه باليد الأخرى حتى يأتي به العرش فيقول:يا ربي سل هذا لما قتلني،فيقول القاتل:يا ربي أمرني فلان،فيؤمر بالقاتل والآمر إلى النار.

فاحمدوا الله جل وعلا أمة الاسلام،أنكم أخفة من دماء المسلمين،و لم تتورطوا في دماء المسلمين،لا بالمقال ولا بالفعال،وإننا لنبرء إلى الله جل وعلا،رب العالمين من دماء المسلمين،فإنها عظيمة عند الله جل وعلا يوم القيامة.

روى الامام البخاري في صحيحه،عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال: بعثنا النبي صلى الله عليه وسلم،إلى قوم فصبحناهم،قال فلحقت أنا ورجل من الأنصار،رجل منهم فلما لحقناه،قال: قال لا إله إلا الله،قال: فكفى الأنصاري وقتلته،فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا أسامة أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله ؟ قال: يا رسول الله ما قالها إلا تعوذا،قال: هلا شققت على قلبه.
قال أسامة بن زيد رضي الله عنه:والله لقد تمنيت أني لم أشرك إلا يومئذ.

فإياكم عباد الله والدماء،واحمدوا الله جل وعلا وأنتم بُرءاء من دماء أهل الاسلام،التي يغضب لها رب الأرض والسماء،كتب رجل إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أن أخبرني بالعلم،فأرسل إليه عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما الجواب وقال: أخي إن العلم كبير أو كثير ،ولكنك إذا قدرت أن تلقى الله جل وعلا،خفيفا من دماء الناس،خفيفا من أموال الناس،خفيفا من أعراض الناس،على اجتماعا مع الناس،فافعل فهذا هو العلم.

فاحذروا الله جل وعلا،سبحانه وتعالى الذي أولى لكم هذه النعم أتربكم بهذه النعم،فكم هم الذين دخلوا في دماء المسلمين،وتورطوا في دماء المسلمين، [...]في أموال وأعراض ودماء المسلمين،فهم والله لا ينامون،وأنى أن يكونوا من الذين ينامون.

ولقد مننت علي رب بأنعم ** مالي بشكر أقلهن يدان

فاذكروا نعمة الله جل وعلا،سبحانه وتعالى عليكم،الذي أنعم عليكم بالسمع والبصر،والعقل والدين،فهل من معتبر ؟
قال الله جل وعلا:{ قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ}الملك.
نعم من الله جل وعلا،يقررك بها ويسألك عنها يوم القيامة،فإنه أول ما يُسئل عنه العبد يوم القيامة،أن يقال له ألم أصح لك جسدك،وماذا صنعتم بصحة الأجساد،وماذا صنعتم بصحة الأبدان؟
قال أبو حازم رحمه الله:إن شكر العينين إذا أرتك خيرا أعنت عليه،وإذا أرتك شرا نهيته،وإن شكر اليدين أن لا تأخذ غيرك،ألا تأخذ شيئا ليس لك،وأن [...] في ذلك حق الله جل وعلا،وإن شكر البطن أن يكون أسفله طعاما حلالا،وأن يكون أعلاه علما نافعا،إن شكر الفرج ما قاله سبحانه وتعالى:{ وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ }المؤمنون.

رسالة للذين يشكون من الجوع،ويشكون من الجراح ويشكون مما يلقاه العبد أو عبيد الله جل وعلا،من حاجات الدنيا،تفكر نعمة السمع والبصر،تفكر نعمة العافية والعقل،تفكر إخوانك الذين هم في المستشفيات،لا تتبعهم الدنيا ولا أموالهم ولا ما بنوا ولا ما فيه تنافسوا.

فاحمدوا الله جل وعلا،فما أعظمها نعمة العافية في الأبدان،أخرج الامام السيوطي باسناد حسن،حسنه العلامة الألباني رحمه الله،عن أبى هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا رأى أحدكم مبتلى،فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاه به،وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا،إلا كان شكرا لهذه النعمة.

فاشكروا الله جل وعلا سبحانه وتعالى،جاء رجل إلى يونس بن عبيد رحمه الله،فقال له:يشكو إليه الفقر والحاجة،فقال له يونس بن عبيد:ألك بعينك مئة ألف،قال: لا والله،قال: ألك بأذنك مئة ألف،قال:لا والله،قال:ألك بيديك مئة ألف،قال:لا والله،فقال:يا سبحان الله أراك تملك مئات الألوف وأنت تخشى الفقر.
فالحمد لله على هذه النعم،والشكر لله جل وعلا على هذه النعم،فاسئلوا الذين يرقدون في المستشفيات،شفاهم رب الأرض والسموات،اسئلوهم عن المساكن والمراكب،اسئلوهم عن الدنيا اسئلوهم عن الدرهم والدينار،والله ليتمنون أن يقوموا بأسماعهم وأبصارهم،وعقولهم وأبدانهم،يجلسون في بيوتهم مع زوجاتهم وأولادهم،وفي المساجد مع إخوانهم،وأحبائهم وخلانهم،ولا يريدون شيئا من الدنيا،ومن جرب مثل تجربتهم،عرف مثل معرفتهم.

فاحمدوا الله جل وعلا.
ولقد مننت علي رب بأنعم ** مالي بشكر أقلهن يدان

احمدوا الله جل وعلا سبحانه وتعالى،الذي جعل لكم الأزواج وجعل لكم المساكن [...]،فإنما هي من نعم الله،سبحانه وتعالى،إذا كان لك مسكن ليس لك،فاعلم أن غيرك لم يجده،وإن لك طمعا،وإن كان لك طمع في الدنيا،اعلم أن غيرك والله،يعيش أو يتمنى الذي أنت فيه،حلما صعب المنال،يظن أن لا يدركه.

جاء رجل إلى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما،فقال: يا ابن عمر ألسنا من فقراء المسلمين؟ فقال له عبد الله بن عمر:ألك امرأة تأوي إليها؟ قال: نعم .
قال:ألك مسكن تسكنه؟ قال: نعم .قال:فأنت من الأغنياء.فقال الرجل: وإن لي خادما،فقال:أنت من الملوك.
فمن غيرنا عباد الله،ونحن يخدم بعضنا بعضا،وينصر بعضنا بعضا،ويقوم على شؤون بعضنا بعضا.
فالحمد لله على هذه النعم،قال عبد الله بن عباس رضي الله عنها:إن الرجل إذا لم يدخل أحدا إلى بيته،إلا لأجله فهو مليك،فهو مليك.

فمن غيرنا الملوك يا أمة الاسلام ؟ ونحن الذين نأذن لمن نشاء،ونمنع من نشاء،لعزة وعافية ومنة،فالحمد لله على هذه النعم،والشكر لله جل وعلا،على هذه الفضائل والمنن،روى الامام الطبراني بإسناد صحيح،عن عبيد الله بن محصن رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:إذا أصبح أحدكم آمنا في سربه،معافى في بدنه،له قوت يومه،فكأنما حيزت له الذنيا.

كيف إذا زذنا إليها عباد الله،نعمة الأمن والأمان،والعافية والاطمئنان،وهي والله من أعظم النعم،التي ينبغي للعبد أن يشكر ربه جل وعلا عليها،ويذكر العبد سنوات الدماء والدموع،التي لا يخرج العبد فيها إلى المساجد يعبد الله،ولا يسافر فيها بين بلاد إلى بلاد،يقضي مصالحه،بل يموت في داره ولا يخرج إلى المستشفيات،فليحمد الله جل وعلا سبحانه وتعالى،على نعمة الأمن والأمان،{ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَٰذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ }قريش.

روى الامام الترمذي بإسناد صحيح،عن العباس بن المطلب رضي الله عنه قال:أتيت النبي صلى الله عليه وسلم،فقلت يا رسول الله:علمني دعاءا لعل الله أن ينفعني به،قال:يا عباس سل الله العافية،فما أُعطي أحد خيرا من العافية،قال:فذهبت أياما ورجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم،فقلت يا رسول الله:علمني دعاءا،فقال: يا عباس يا عماه سل الله العفو والعافية،فما أعطي أحدا بعد اليقين،خير من العافية.

فاحمدوا الله جل وعلا،أنكم في بلادكم آمنين،مطمئنين لا تخافون إلا الذئب،لا تخافون إلا الذئب على غنمكم،فاحمدوا الله سبحانه وتعالى،و والله لو وضعت نعم الدنيا،وأموال الدنيا [...] الدنيا وخزائن الدنيا في كفة،ونعمة الأمن في كفة اخرى،والله لغلبتها نعمة الأمن،فهي تمام المنة وخير النعمة،وأفضل الفضيلة،ولا يعلمها إلا من حُرمها،تنام في بيتك آمنا مع زوجتك وأولادك،وأهلك وإخوانك،وتعبد الله جل وعلا،تمشي لتجارتك،تداوي مرضاك،آمنا متطمئنا،فهي والله من أعظم النعم،قال وهب بن منبه رحمه الله:رؤوس النعم ثلاث،الاسلام الذي لا تتم به نعمة،وهو النعمة،ثم الأمن الذي لا تطيب إلا به الحياة.

فاحمدوا الله جل وعلا،واشكروا ربكم سبحانه وتعالى الذي خير لكم رجالا،تنامون ولا ينامون،وتقضون مصالحكم ومصالحهم لا يقضون،أعين ساهرة، [...] علينا أمننا،وإذا [...] ربنا جل وعلا سبحانه وتعالى،قلوبا أخلص منهم،لربهم عز وجل ولا نراهم إلا من المخلصين.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:ألا أخبركم بأفضل من ليلة القدر،قالوا بلى يا رسول الله،قال:حارس حرس في أرض خوف،لعله لا يرجع إلى أهله.

فجزاهم الله خيرا،إخواننا وأبناءنا،العيون الساهرة التي تحفظ أمن هذه البلاد،وترعى على أمن هذه البلاد،وتسعى على أمن هذه البلاد،تعبدون ربكم وأنتم محرسون،تنامون في بيوتكم محرسون،تقومون بأعمالكم وتجارتكم،وصناعتكم وأعمالكم محرصون،تظنون أن الأمر كذلك، ليس لشيئ ولكنه الشيئ الكبير، قال النبي صلى الله عليه وسلم،كما روى ذلك الامام الترمذي بإسناد صحيح،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:ثلاث لا ترى عينهم النار،عين بكت من خشية الله،وعين كفت عن محارم الله،وعين باتت تحرس في سبيل الله.

فجزاهم الله خيرا عن الاسلام والمسلمين،وهم الذين يجتهدون حتى يعبد الناس ربهم سبحانه وتعالى.

إن الخلافة حبل الله فاعتصموا **بعروته الوثقى لمن دانا
كم يرفع الله بالسلطان منزلة **في ديننا رحمة منه ودنيانا
لولا الخلافة لم تؤمن لنا سبل**كان أضعفنا نهبا لأقوانا


احمدوا الله جل وعلا على نعمه،وعلى كثير فضائله،واذكروا ربكم واشكروا لربكم سبحانه وتعالى،فهو جل وعلا القائل:{ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ }ابراهيم.

ولقد مننت علي رب بأنعم ** مالي بشكر أقلهن يدان

أقول الذي تسمعون،واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه،إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية

الحمد لله الذي هدانا للاسلام،ومنّ به علينا وأخرجنا في خير أمة،فنسأله التوفيق لما يحبه ويرضاه، والحفظ مما يكره ويسخط أما بعد:
روى الطبري بإسناد صحيح،عن النعمان بن البشير رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:التحدث بنعمة الله شكر،وتركها كفر ومن لا يشكر القليل،لا يشكر الكثير،ومن لا يشكر الناس،لا يشكر الله.
رسالة محمد صلى الله عليه وسلم،إلى الذين لا يعرفون إلا الكلام في النوائب والمصائب،أن اشكروا ربكم جل وعلا،الذي أنعم عليكم بالاسلام والتوحيد والسنة،والعافية والأمن والأمان،والاجتماع وولاة الأمر،وما فيها من كل فضل وبر وخير،فاحمدوا الله جل وعلا،وتذاكروا نعم الله جل وعلا،فقد كان السلف الصالح رحمهم الله،إذا جلسوا لا يتكلمون على المصائب،وعن النوائب والعقوبات والبلاءات،بل كانوا يتذاكرون نعم رب الأرض والسموات،فقد أخرج الامام ابن الجوزي رحمه الله،عن أبي الحواري رحمه الله قال:كان الحسن البصري وسفيان بن عيينة،أو كان سفيان بن عيينة رحمه الله،والفضيل بن عياض رحمه الله،يلتقيان بعد صلاة العشاء يتذاكران النعم، التي أنعم الله بها جل وعلا عليهم،حتى يصبحا فيصليا صلاة الصبح،فيقومان ليلة كاملة،في شكر النعم وتذكر النعم،وشكر المنعم سبحانه وتعالى،فيقول الفضيل رحمه الله:أنعم الله علينا بكذا وكذا،فيقول: سفيان أنعم الله علينا بكذا وكذا.

يشكرون الله جل وعلا،ويحمدون الله جل وعلا،كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه،إذا خرج إلى الخلاء يا أمة الاسلام،حيث لا ينتبه أحد من الناس - ولا يعلم قدر النعمة أحد منا،إلا من وفقهم رب الناس – كان يخرج رضي الله عنه إلى الخلاء،فيمسك بطنه ويقول:يالها من نعمة،يالها من نعمة لو علم بها الناس.

فاخمدوا الله جل وعلا ،وإن الذي لا يشكر القليل،لا يشكر الكثير،وإن الذي لا يشكر الناس، الذين كانوا سببا بعد الله جل وعلا،في هذه النعم،فإنه لا يشكر رب الناس.

فاحمدوا الله جل وعلا،وأديموا عليه الطاعة والعبادات،وذكر رب الأرض والسموات،فإن النعم [...] بشكر الله سبحانه وتعالى،وتدوم كذلك بقطع معصية الله سبحانه وتعالى،قال بعض السلف وقد سئل عن الشكر،قال:ألا يراك الله سبحانه وتعالى تعصيه بنعمه.

فاحمدوا الله واستعيذوا بالله جل وعلا،من زوال النعم،فإنها والله مصيبة من أشد المصيبات،قال الحسن البصري رحمه الله:ما أنعم الله على قوم نعمة،فلا يشكروا الله جل وعلا عليها،إلا أبدلها الله لهم غيرها نقما.
فاحمدوا الله جل وعلا يا أمة الاسلام،وأنتم تتأملون وتنظرون في أحوال إخوانكم من أهل الاسلام،الذين هم في ديارنا ودياركم،يتكففون وأيديهم يمدون.

احمدوا الله جل وعلا أنكم في بلادكم على أعزاء،على الكرامة والخير والعزة،محفوظون بكرامة الله جل وعلا،سبحانه وتعالى،تعبدون ربكم جل وعلا،تدرسون من يدرسون،وتتعلمون الذين يتعلمون،ويتطببون الذين يتطببون،وكذلك يا أمة الاسلام، [...] يا أمة الاسلام،من شاء منكم أن يجلس في بيوت الله،لعبادة ربه جل وعلا،لا يجد [...] عليه،فالحمد لله على هذه النعم،فاحمدوه سبحانه وتعالى،على هذه النعم،حتى يزيدكم جل وعلا،:{ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ}.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:ما أنعم الله بنعمة على عبد فشكرها،أو فحمد الله عليها،إلا كان الذي أُعطي بعد خير مما أخذ.
فاحمدوا الله جل وعلا،وانظروا رحمكم الله،إلى الذين هم أسفل منكم،ولا تنظروا إلى من هم أعلى منكم،فإنه أجدر أن لا تزدروا نعم الله جل وعلا عليكم.

لما أصيب ابن الزبير رضي الله عنه،فقطعت رجله،وقُتل ولد من أولاده،رفع يديه إلى السماء وقال:اللهم لقد كان لي أربعة من الولد،فأخذت واحدا وتركت ثلاث،فلك الحمد،ولقد كان لي أربعة من الأطراف،فأخذت واحدا وتركت ثلاث،فلك الحمد،ثم قال: اللهم إن كنت قد أخذت لطلما قد أبقيت،وإن كنت قد ابتليت لطلما قد عافيت،فلك الحمد.
وأخذ يحمد ربه جل علا،ولم يترك جزءه قيما بالليل في تلك الليلة.

هم الرجال وعيب أن يقال لمن ** لم يتصف بمعاني وصفهم رجل


واعلموا عباد الله،أن النبي صلى الله عليه وسلم،وهو الذي من هو،كان يستعيذ بالله سبحانه وتعالى من زوال النعمة،ومن تحول العافية،فقد روى الامام البخاري في الأدب المفرد،عن أبي هريرة رضي الله عنه،أن النبي صلى الله عليه وسلم،كان يدعو يقول:اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك،وتحول عافيتك،وفجأة نقمتك.

فاستعيذوا بالله سبحانه وتعالى،من زوال النعم،ومن تحول هذه العافية،واحمدوا الله جل وعلا،واستعيذوا بالله جل وعلا،مما يحيكه لكم المفسدون و المبطلون،الذين يريدون أن ينقلب أمننا حربا،وأن تنقلب عافيتنا دمارا وخرابا،وأن ينقلب خير هذه البلاد،وعز هذه البلاد،وشرف هذه البلاد،ورفعة هذه البلاد،ذلة ومهانة لأهلها،يتقاسمونها في بلاد الأرض جميعا،بعد أن كانوا في بلادهم أعزة،يصيرون أذلة عند الناس.
فنعوذ بالله من تحول العافية ومن فجأة النقمة،ومن زوال النعمة
اللهم أدم علينا نعمك الظاهرة والباطنة،وارزقنا إلهنا شكر هذه النعم،بعبادتك وطاعتك والقرب إليك يا رب،يا أرحم الراحمين،يا رب العالمين.

تأمل في نبات الأرض وانظر** إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين شاهدات ** بأبصار هي الذهب السبيك
على قضب الزبرجد شاهدات** بأن الله ليس له شريك


فالحمد لله على هذه النعم.
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعفو عنا،واكرم نزلنا ووسع مدخلنا
نسألك اللهم بأنك أنت الله لا إله إلا أنت،الأحد الصمد الذي لم يولد ولم يلد،ولم يكن له كفؤ أحد.
أن تغفر لنا ذنوبنا إنك أنت الغفور الرحيم.
اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا، اللهم أمنا في أوطاننا
اللهم أمنا في دورنا، اللهم أمنا في دورنا، اللهم أمنا في دورنا
اللهم اجعل هذا البلد آمنا ومطمئنا،رخاءا نماءا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم خير له البطانة الصالحة،التي تأخذ بأيدي ولاة أمرنا، إلى ما فيه خيرنا وصلاحنا.
يا رب العالمين،يا أرحم الراحمين.
اللهم من أرادنا وديننا وبلدنا الحبيب وسنة نبينا بالسوء.
اللهم اجعل كيده في نحره،واجعل اللهم تدبيرهم تدبيرا عليهم.
اللهم إننا نجعلك في نحورهم،ونعوذ بك اللهم من شرورهم.
يا رب العالمين،يا أرحم الراحمين.
يا مجري السحاب ويا هازم الأحزاب
اللهم من تآمر على الجزائر،اللهم اهزمهم وزلزلهم
يا رب العالمين،وأدم علينا نعمك الظاهرة والباطنة
وجازي خيرا من كان بعد الله سببا في هذا الخير والعافية
والأمن والأمان،يا رب العالمين.
اللهم اغفر لنا ولآبائنا وأمهاتنا،ولكل من لهم حق علينا
اللهم من كان فيهم حيا،اللهم أطل عمره بالطاعات والعبادات،ومن كان فيهم ميتا،اللهم ارفع درجاته مع النبيين والصديقين،والشهداء والصالحين،بمنك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.
اللهم صل وسلم وبارك وأنعم،على عبدك ونبيك وحبيبك محمد،وعلى آله و أصحابه أجمعين،وزوجاته الطيبات الطاهرات،أمهات المؤمنين،وعلى الصحابة أجمعين،الغر الميامين،والتابعين وتابعيهم،وعنا معهم الخاطئون العاصون والمتجاوزون،بمنك وكرمك وجودك يا أرحم الراحمين.
تم الكلام وربنا المحمود،وله العُلى والكبرياء والجود.
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله إلا أنت
أستغفرك وأتوب إليك.


انتهى
ــــــــــــــــــــــــــــ


[...] تعني كلمة لم أسمعها جيدا


تفريغ:أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ:


https://www.youtube.com/watch?v=xlNkG6P4Pc4


التعديل الأخير تم بواسطة أم صهيب السلفية ; 26 Jan 2018 الساعة 07:33 PM
رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


Powered by vBulletin, Copyright ©2000 - 2017, Jelsoft Enterprises Ltd
Salafi Tasfia & Tarbia Forums 2007-2013