هل وافق الشيخ ابن عثيمين الأشاعرة كما وافقهم الشيخ عبيد الجابري

[عبد العزيز بوفلجة]

بسم الله الرحمن الرحيم


هل وافق الشيخ ابن عثيمين الأشاعرة كما وافقهم الشيخ عبيد الجابري

الحمد لله رب العالمين الصلاة والسلام الأتمان الأكملان على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فقد أوقفني أحد الإخوة الأفاضل على رد النجار على شيخنا الوقور العلامة عبيد الجابري حفظه الله ومتعه الله بالصحة في مسألة صفتي السمع البصر وأنهما صفتان ذاتيان, فتجنى كعادته على الشيخ وقال مقالة منكرة وهو أن الشيخ قد وافق الأشاعرة في هذه المسألة, وأن الشيخ عبيد وإخوانه من المشايخ كالشيخ محمد بن هادي والشيخ عبد الله البخاري حفظهم المولى ممن لايؤخذ عنهم تفاصيل ودقائق مسائل الاعتقاد, إلا إذا تابعوا أحدا من أهل العلم.
وليس المقصود الرد المفصل, وتقرير المسألة, ولكن المقصود أن أوقفه ابتداء على كلام للعلامة ابن عثيمين رحمه الله قرر فيه أن السمع والعلم والقدرة وغيرها من الصفات الذاتية أنها لا تتجدد, إذ هو أصرح وأبين من كلام الشيخ عبيد الله حفظه الله, إذ تتوجه عليه أسئلة ملزمة محرجة, ثم ننتظر جوابه عنه, وننظر هل سيلحقه بموافقة الأشاعرة أم لا؟ أو ممن لا يؤخذ عنه تفاصيل هذه المسائل ودقائها.
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله: (فالصفات الذاتية: هي التي لم يزل ولا يزال متصفا بها, وهي نوعان:
معنوية وخبرية:
فالمعنوية: مثل الحياة, والعلم, والقدرة, والحكمة....وما أشبه ذلك, وهذا على سبيل التمثيل لا الحصر.
والخبرية: مثل: اليدين, والوجه, والعينين....وما اشبه ذلك مما سماه نظيره أبعاض, وأجزاء لنا.
فالله تعالى لم يزل له يدان, ووجه, وعينان, لم يحدث له شيء من ذلك بعد أن لم يكن, ولن ينفك عن شيء منه, كما أن الله لم يزل حيا, ولا يزال حيا, لم يزل عالما, ولا يزال عالما, ولم يزل قادرا ولا يزال قادرا....وهكذا؛ يعني ليس حياته تتجدد, ولا قدرته تتجدد, ولا سمعه يتجدد, بل هو موصوف بهذا أزلا وأبدا, وتجدد المسموع لا يستلزم تجدد السمع, فأنا مثلا عندما أسمع الأذان الآن فهذا ليس معناه أنه حدث لي سمع جديد عند سماع الأذان, بل هو منذ خلقه الله في, لكن المسموع يتجدد وهذا لا أثر له في الصفة
واصطلح العلماء رحمهم الله على أن يسموها الصفات الذاتية؛ قالوا: لأنها ملازمة للذات لا تفك عنها......)
شرح العقيدة الواسطية(1/78)
فهذا نص كلامه وهو صريح في نفي التجدد عن مثل هذه الصفات, وهو أصرح من كلامنا شيخنا الشيخ عبيد الجابري حفظه الله. فهل سيجرأ هذا المتعدي أن يصف العلامة ابن عثيمين أنه وافق الأشاعرة, وأن تفاصيل ودقائق باب الاعتقاد لاتؤخذ عنه، إلا إذا تابع أحدا من أهل العلم, كما قال ذلك في الشيخ عبيد الجابري.
سبحانك هذا بهتان عظيم, أصبح الشيخ عبيد ممن لا يؤخذ عنه تفاصيل هذه المسائل وكذا الشيخ محمد بن هادي ومثله الشيخ عبد الله البخاري, بل إنما تؤخذ عن النجار الشاب الصغير المتهور.
إنا لله وإنا إليه راجعون.
يتبع الرد المفصل عليه إن شاء الله.